يا سادتي يا كرام
البارحة مساء تم عقد اجتماع موسع بيني انا صالح الشبلي و بين المفكر الاقتصادي المحامي المبتدئ صديقي العزيز اسماعيل في منزلي بكل تواضع
و كان هدف الاجتماع دراسة تحليلة لمشروع اسماعيل بعد مضي عام كامل على انطلاقته
و الانسان يتعلم من تجارب الاخرين
و انا اعتبر اسماعيل مدرسة اقتصادية متنقلة بحق
قال إسماعيل بعد ان رشف نصف كاس الشاي دفعة واحدة و تبعها بنفس عميق من سيجارته :
اسكت و خليها على الله
خيو بعد ما تورطت و كملت الخمسين دجاجة و ديك واحد قوي البنية
قعدت استنى البيض
اتفاجا اول يوم خمس بيضات و اللي بعدة اربعة و اللي بعدة ستة و اللي بعدة وحدة و اللي بعدة و لا شي
المهم انا انجنيت اكثر عدد للبيض من عام كان سبع بيضات دفعة واحدة
و كثير ايام و لا بيضة ابدا
فاعملت فكري ابحث عن السبب
و اخيرا وجدته ؟؟
لا يوجد سبب اخر .
عدد الديوك لا يكفي
ديك واحد لا يكفي لتلقيح خمسين دجاجة
و في صباح اليوم التالي نزلت لاشتري ديك جديد
و بالفعل وجدت ديك جيد و لكنه ليس ببنية الديك الاول و احضرته للبيت فرحا و ليتني ما فعلت ؟؟
ففي الساعة الخامسة من صبيحة اليوم التالي استيقظنا نحن اهل البيت و البيوت المجاورة على صوت معركة رهيبة كان ابطالها (( الديوك ))
حيث ان الديك الكبير فوجئ بديك اخر في بيته
و اعتبر ذلك إهانة كبيرة له
فقرر الانتقام من هذا الوافد الجديد
و خلال دقائق قليلة و هي الفترة التي لزمتني للوصول الى ارض المعركة وجدت الديك الجديد مضرج بالدماء من كل مكان (( منقارة – عرفه – اجنحته – ارجلة - ........ )) المهم كان يسبح في الدماء
و بعد جهد تمكنا انا و افراد عائلتي من فض النزاع بين الديكين
و بالطبع الديك الضخم كان قد انهكه التعب من شدة ما ضرب الديك الصغير
فإتجه الى القن يبحث عن الراحة
و بقيت الدجاجات بدون أي ديك
و طبعا لم احصل و لا على أي بيضة
لم استمع لنصيحة امي بالتخلص من احد الديكين على امل ان يعتادا على بعظهما بعد فترة قصيرة من الزمن
و لكن الذي لا يسمع نصيحة الوالدين بالطبع ؟؟ يندم
و انا ندمت كثيرا
حيث ظللنا لعدة ايام ليس عندي عمل الا فض المعركة بين الديكين
و التي ليس لها وقت معين لكي تنشب
فبمجرد ان يرتاح الديك الاكبر و يستعيد نشاطه يهجم فورا الى الديك الاصغر و يمارس هوايته الجديدة و هي تعذيب هذا الديك الدخيل
المعركة يمكن ان تنشب عشرات المرات كل يوم
و لولا وجودي في البيت كان يمكن ان يلفظ الديك الصغير انفاسه فيها
طبعا كلمة وجودي المستمر بالبيت يعني اني تركت الدوام في مكتب المحاماة و تفرغت لمراقبة الديكين
انا كنت مستعد ان اصبر فترة اطول و لكن الجيران لم يكونو كذلك
حيث ان شكاويهم مني كثرت
انهم يريدون ان ينعمو بلحظات راحة و هدوء
و هذا ما اجبرني في النهاية على صنع طبق لذيذ من الملوخية على الديك الصغر
المسكين ارتاح و انا شعرت بذلك في عينيه عندما اردت ذبحه احسست انه يشكرني لانني اخيرا ارحته من هذا العذاب و من هذا الجحيم
و عدت كما بدات اجمع البيض و استعدت الهدوء و انتهت مشاكلي مع الجيران بنهاية حياة الديك الصغير اللذيذ
و كما قلت لكم لم اجمع و لا مرة اكثر من سبع بيضات من خمسين دجاجة
المهم قلت و ما المشكلة انا اصلا لم اكن اعتمد على البيض في دراستي الاقتصادية حيث ان ربح البيض لا يشكل اكثر من 20% من إجمالي الارباح و ساعوض كل شيء عندما ترقد الدجاجات و تفقس الصيصان التي خلال شهرين ستكبر وتصير دجاجا ابيعه و اربح كثيرا
و لم انتظر طويلا حيث بدات الدجاجات تريد الرقاد هكذا اخبرتني امي
المشكلة انه لم يكن لدي بيض يكفي
فرحت اشتريت لكل دجاجة عشرين بيضة لترقد عليها
و بالفعل خلال ايام قليلة كانت اغلب الدجاجات قد رقدت كل واحدة منها على عشرين بيضة
و انتضرت و ما مضت العشرون يوما الا و قد فقست الصيصان تحت اول دجاجة و كانت فرحتي عظيمة و انا اراهم بالوان مختلفة و اصواتهم الرقيقة تملا الباحة الخلفية من المنزل
و لكن ما اثار جنوني بعد دقائق ؟؟
ان بقية الدجاج ترك بيضه و الذي كان راقدا عليه و لحق هذه الصيصان الجديدة
و لم تفلح كل محاولاتي لاقناع الدجاج بالعودة الى بيضه
و فسد البيض كله
و لا اريد ان اقص لك معاركي الضارية من قطط الحي لان ذلك سيجعلني امكث لديك حتى ساعات الفجر و الان اريدك ان توصلني للبيت لان الوقت تاخر
كما اني لا اريد ان ادوخ اعضاء المنتدى بما حصل
و اتصور انهم اخذو فكرة عن مشروعي
و لكن اجمل ما فيه
انني و منذ شهربن و انا اتناول كل يوم الوجبة التي احبها كثيرا
ملوخية بالدجاج
و انا اعزمك غدا على اخر دجاجة عندي
سالته بسرعة : اسماعيل و الديك ما ذا فعلت به
ضحك صديقي و قال كان اول طبق ملوخية اتناوله و الذ واحد
لكنه و قبل ان يدخل بيته قال و لكني لم اطلعك على مشروعي الجديد اليس كذلك ؟؟
لا اجبته انا ؟؟ أي مشروع يا صديقي
قال اسماعيل : مشروع يكسب ذهب و لكن لن اخبرك بتفاصيله حتى موعدنا القادم لان الوقت تاخر
تصبح على خيرررررررررررررررررررررر و لا تنسى غداء يوم الغد ؟؟
مواقع النشر (المفضلة)