+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 53

الموضوع: هذا هو الإسلام

  1. #11

    • عبير
    • Guest

    افتراضي الجزء الرابع من الفصل الثالث

    الفصل الثالث

    الجزء الرابع



    وقد كان نابليون القائد المشهور يبدي عجبه من سرعة الفتح الإسلامي واسنيلاء المسلمين على البلاد الواسعة في مدة قصيرة لا تتجاوز نصف قرن.
    ذكر الأمير " شكيب" أن المسلمين فتحوا في مدة ثمانين سنة أكثر مما فتحه الرومان في مدة ثمان مئة سنة .( حاضر عالم الإسلام).

    ومنها : ان الأرض يرثها العباد الصالحون كما صرحت به آية
    ( ولقد كتبنا في في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) (34).
    فكان كذلك ، فلقد استولى الصحابة والتبعون على أكثر البلاد شرقا وغربا في مدة لا تزيد على خمسين عاما .

    قال مؤلف كتاب ( حاضر العالم الإسلامي ) ' كاد يكون نبأ نشر الإسلام النبأ الأعجب الذي دون في
    تاريخ الإنسان '. انظر كلامه في الكتاب المذكور.
    وقوله تعالى في آخر الآية
    ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) (35).
    يزيدك علما بان المراد بالوارثين هم المسلمون ، وهذا خبر وبشرى ووعد.

    وفي ذكر هذه الآية المبشرة بأن الإسلام ( رحمة للعالمين )، عقب الأخبار بأن الأرض يرثها العباد
    الصالحون إشارة إلى ما كان الإسلام سببا في ظهوره من العلوم التي كانت مفتاحا لهذه الحضارة التي يعيش فيها أهل هذا الوقت ، لهذا كانت بعثته رحمة للناس كلهم لا للمؤمنين فقط.

    ويلاحظ العلماء أنه عند نزول هذه الآيات المبشرة بنصر الإسلام كان المسلمون في غاية الضعف والقلة ، كما أشارت إليه آية
    ( اذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره).

    ومنها: أن اليهود لا يؤمن منهم إلا القليل ، وانهم إن قاتلوا النبي (صلى الله عليه وسلم ) انهزموا
    كما صرحت به آية
    (منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ).
    فكان كذلك ، فما ىمن اليهود إلا القليل.

    ومن المعلوم في التاريخ أن الصحابة لم ينهزموا في معركة ضد اليهود أبدا إلى ان أجلاهم " عمر"
    من الجزيرة .

    ومنها : أن اليهود لن تقوم لهم دولة إلا أذا اتصلوا بالدول الأجنبية وربطوا حبلهم بحبلهم كما
    كما صرحت به آية
    (ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله).

    المراد ( بالذلة ) عدم الدولة ، والمراد ( بالناس ) غير المسلمين ( وحبل الله ) العهد من المسلمين
    والمراد أن اليهود لا تكون لهم دولة كغيرهم من الأمم الأخرى ، وإنما يعتزون ويكتسبون الدولة
    من غيرهم من المسلمين أم من غيرهم .

    وقد كان ذلك ، فإن اليهود من لدن عصر النبوة وهم أذلاء لا دولة لهم إلى إن جاء هذا الوقت الذي اتصلوا فيه بأمريكا وأوربا فناصروهم حتى كونوا لهم دولة.

    ومنها : إخباره بالمركوبات البخارية التي اخترعت في هذا العصر كما صرحت به آية
    ( الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ).
    فإن قوله تعالى ( ويخلق ما لا تعلمون ) إخبار بالمركوبات التي ظهرت في هذا العصر.

    ومنها : أن ما فوق جو الأرض ليس فيه هواء ما تدل عليه آية
    ( يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ).
    فإن أهل هذا الوقت طاروا إلى الأجواء العليا فشعروا بضيق الصدر إلى درجة الاختناق بسبب
    عدم الهوتء.

    ومنها : آية
    ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ).
    اكتشف أهل هذا الوقت أن السماء واسعة اتساعا مدهشا لا يكلد يصدقه العقل .

    ومنها : آية
    ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ).
    دلت هذه الآية على أن مواقع النجوم شيء عظيم ، ومن عظمه أن علماء الفلك يقولون :
    إن السافات بين النجوم تبلغ مبلغ الخيال .



    المزية الرابعة

    إن القرآن معجزة خالدة ، فكما كان معجزة بالنسبة إلى العرب كذلك هو معجزة بالنسبة إلى أهل هذا الوقت بما فيه من العقائد التنزيهية ، والأحكام المناسبة لكل وقت ، والأخلاق العالية ،والمسائل العلمية ، كما شهد به العلماء الأجانب.

    قال مؤرخ إنجليزي " إن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية حيثما سارت لهي الديانة الإسلامية ، ومن أراد أن يعرف شيئا عن هذا فلقرأ القرآن وما من نظريات علمية وقوانين وأنظمة تربط المجتمع ، فهو كتاب ديني علمي اجتماعي خلقي ، وكثير من أنظمته تستعمل حتى في وقتنا الحالي وستبقى حتى قيام الساعة ". انتهى من مجلة ( المستمع العربي ) التي كانت تصدرها الإذاعة البريطانية أيام الحرب العالمية الثانية .

    وفي كتاب ( الشرق الأوسط في العصر الإسلامي ) للدكتور الأمريكي ' سدني فيشر ' - أستاذ التاريخ
    بجامعة أوهايو الامريكية - ما معناه " إن القرآن كتاب تربية وتثقيف وليس كل ما فيه كلاما عن الفرائض والشعائر ، وإن الفضائل التي يحث عليها المسلمين من أجمل الفضائل وأرجحها في موازين الأخلاق ، ثم ختم كلامه قائلا :
    " غننا إذا نظرنا في مجال الإسلام الواسع في شؤون العقائد الدينية والواجبات الدينية والفضائل الدينية ، لم يكن في وسع أحد إلا أن يعتبر محمدا ( عليه الصلاة والسلام ) نبيا مفلحا جدا ومصلحا موفقا لانه كما قال بعض الكتاب ' وجد مكة بلدة مادية تجارية لا يعرف أهلها إلا الخمر والقمار والفحشاء ، ولا يقيمون وزنا لليتامى والأرامل والضعفاء ، فإذا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم )
    وهو مجرد من كل ما يعتز به الملأ من قومه قد جاءهم بالهداية إلى سبيل الله وإلى طريق الخلاص '
    انتهى بنقل العقاد في كتابه ( ما يقال عن الإسلام ).


    34) الآية ( 55 ) سورة النور .
    35) الآية ( 105) سورة الأنبياء.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 15-08-2009 الساعة 07:48 PM

  2. #12

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    أخي الفاضل شلبي سعيد ( أبو منة )

    أشكر لك جميل التواصل أخي
    نسأل الله التوفيق
    تقبل منا الله جميعا صالح الأعمال وهدانا إلى ما يحبه ويرضاه

    حياك الله

  3. #13

    • عبير
    • Guest

    افتراضي الجزء الخامس من الفصل الثالث

    الفصل الثالث

    الجزء الخامس


    المزية الخامسة


    إن القرآن بين كثيرا من المسائل التي اشتبه أمرها على أهل الكتاب والأديان الأخرى واستدل على بيانه بالدليل العقلي الذي لا ينكره إلا المعاند او الجاهل الذي لا يدري ما يقوله العلماء
    قال تعالى ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) ( 43).

    فمن المسائل التي بينها : تنزيه الله تالى عن صفات النقص كالجسمية والولد والتعب والندم وما إلى ذلك مما وصفه به أهل الأديان الأخرى من أهل الكتاب وغيرهيم .

    ومنها : أن الله تعالى إله جميع المخلوقات وليس لشعب من الشعوب فضل على غيره إلا بالأيمان والعمل الصالح ، وكان أهل الكتاب والمجوس يدعون أن لهم فضلا على غيرهم من الشعوب ، كما
    دلت عليه آية
    ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) (44).

    ومنها : ان النبوة فضل الله يويته من يشاء من عباده ، وكان اهل الكتاب يزعمون أن النبوة لا تكون إلا فيه فيهم .

    ومنها : تحريم عبادة الأنبياء والعلماء والعباد والرهبان والأحبار واتباعهم فيما خالفوا فيه كتاب الله .

    ومنها : ان الذنوب لا يغفرها راهب ولا عالم وإنما يغفرها الله وحده.

    ومنها : تحريم تقليد الآباء والعلماء فيما خالفوا فيه النص وما دل الدليل على خطئهم فيه.

    ومنها : أن الكفر برسول من الرسل كالكفر بجميعهم ، وكان أهل الأديان الأخرى يؤمنون برسلهم
    ويحسبون أنهم مهتدون.

    ومنها : ما يجب للنساء من الحقوق التي كانت الأديان الأخرى لا تعرفها.

    ومنها : قصة عيسى ( عليه السلام ) الذي افترى اليهود على أمه وبهتوها بالزور ،وتبعهم النصارى في وصفهم عيسى بما لا يجوز عقلا ولا شرعا ، فبين لهم الإسلام الحق الذي هو عدل ووسط بين تفريط اليهود وإفراط النصارى.


    المزية السادسة

    أنه أرشد أهل الأديان الأخرى إلى إصلاح ما فسد من العقائد والأحكام والاخلاق.

    يقول العلماء : إن الدعوة إلى نبذ الصور والتماثيل في المسيحية كانت متأثرة بالإسلام ، كذلك وجدت طائفة من النصارى ينكرون عقيدة التثليث وألوهية المسيح .

    ويقول النقاد : إن ( كتاب اليوم ) يعني كتاب ( تأثير الإسلام في العبادة اليهودية ) الذي ألفه يهودي
    باللغة العبرية " قابل فيه ين عبادات اليهود قبل اتصالهم بالمسلمين وعبادتهم بعد هذا التصال ببضعة
    أجيال ، فأثبت المؤلف أن القدوة بالمسلمين عادت باليهود إلى إحياء السنن التي هجروها من عباداتهم الأولى ، وعلمتهم سننا أخرى لم يعلموها ، ونها شعائر في صميم العبادة كشعائر الوضوء والغسل ونظام الصلاة الجامعة وغيرها من الصلوات ".انتهى من كتاب ( ما يقال عن الإسلام).

    وقال الكتور غوستاف لبون : إن العرب هم أول من علم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين .
    انتهى بنقل كتاب ( الإسلام والنصرانية ).


    المزية السابعة

    أنه حمل إلى أوربا العلم والحضارة التي يعيش فيها أهل هذا العصر ، كما صرح به أحد علماء بريطانيا قائلا :
    " إن معظم العلماء يقرون علنا بعلو كعب العرب وفضلهم على أوربا في علوم الفلسفة والرياضة
    والفلك والموسيقى ، وبما تدين به أوربا المسيحية للحضارة الإسلامية في جميع هذه المناحي "
    انتهى من مجلة ( المستمع العربي ) التي كانت الإذاعة البريطانية تصدرها في الخرب الثانية.

    وقال الدكتور غوستاف لبون : ' العرب هم الذين فتحوا لأوربا ما كانت تجهله من عالم المعارف
    العلمية والأدبية والفلسفية بتأثيرهم الثقافي ، فكانوا ممدنين لما وأئمة ستة قرون '
    انتهى من كتابه ( حضارة العرب ) ترجمة زعيتر.

    ويقول العلامة ليبري : ' لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا عدة قرون '
    انتهى بنقل الدكتور لبون .

    ويقول الأستاذ محمد أسد النمساوي : ' ولسنا نبالغ إذ قلنا : إن العصر العلمي الحديث - الذي نعيش فيه - لم يدشن في مدن أوربا النصرانية ، ولكن في المراكز الأسلامية في دمشق وبغداد ومصر وقرطبة ،إن أثر هذا النفوذ كان في أوربا عظيما ، لقد بزغ مع اقتراب الحضارة الإسلامية نور عقلي في سماء الغرب ملاها بحياة جديدة وبتعطش إلى الرقي' انتهى من كتابه
    الإسلام على مفترق الطرق).

    وقالت الدكتورة الألمانية زيغريد : ' إن الوقت قد حان للتحدث عن شعب قد أثربقوة على مجرى الحوادث العالمية ، ويدين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بالشيء الكثير ' انتهى من كتابها
    ( شمس العرب تسطع على الغرب ).


    المزية الثامنة

    المكتشفات النافعة في العلم والحياة الإنسانية .

    ذكر المؤرخون أن اول من تنبه للطيران ورأى أنه ممكن هو - العباس ابن فرناس الأندلسي -
    الذي صنع لنفسه جناحين وطار بهما مسافة طويلة ، ولا يخفى أن هذا أبدع من الطائرة .

    والبوصلة التي تهتدي بها السفن البحرية من اختراع المسلمين .

    وبيت الإبرة من اختراعهم أيضا .

    والبارود من اختراع المسلمين على القول الصحيح.

    وأول من رسم صورة الأرض على شكل كرة - الشريف الإدريسي -

    والفنارات على شواطئ البحر من عمل المسلمين .

    والساعة من اختراعهم.

    والأرقام المستعملة الآن في أوربا من اختراعهم.

    واختراعهم في علم الفلك معلوم .

    والدورة الدموية من اكتشافهم .

    واكتشافهم في البصريات معروف .


    قالت الدكتورة الألمانية زيغريد : ' فالعرب في الواقع هم الذين ابتدعوا طريقة البحث العلمي الحق القائم على التجربة ' انتهى كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب ).

    معنى هذا الكلام أن البحث العلمي المعتمد عند أهل هذا العصر في البحوث العلمية من اختراع المسلمين .

    وفكرة اكتشاف أمريكا أخذها - كولمبس - من - كتب ابن رشد- .
    وفي الحديث
    ( بينما أنا نائم إذ جيء بمفاتح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) متفق عليه ( 45 ) .

    إن العلوم - التي كان الإسلام سببا في انبعاثها حتى أمكن لأهل هذا العصر أن يتوصلوا بها إلى الحضارة العصرية - هي المفاتح التي وضعت في يده ، ليكون أتباعه هو الفاتحين بها أولا.



    43) الآية ( 76) سورة النمل .
    44) الآية ( 18) سورة المائدة .
    45)أخرجه البخاري ( رقم 7013) ومسلم ( 1/ 371- 372 ).
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 16-08-2009 الساعة 01:58 PM

  4. #14

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الثالث


    الجزء السادس


    المزية التاسعة

    أنه دعا إلى المبادئ الشريفة التي يفتخر أهل هذا العصر بالعمل بها

    أولها : المساواة بين الناس في الحقوق والاعمال والمعاملة والحكم ، كما دلت عليه آية
    (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (46 ).

    وحديث ( ليس لاحد فضل على احد إلا بدين وتقوى ) . رواه أحمد ( 47 ).
    وحديث (لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى ) . رواه الطبراني ( 48).
    وحديث ( من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو لعصبة فليس مني ). ( 49 )
    رواه مسلم - عمية - بضم العين.
    إن القوانين الوضعية لم تعرف مبدأ المساواة إلا في اواخر القرن الثامن عشر ، أي بعد الإسلام
    بثلاثة عشر قرنا.

    ثانيها : الحرية في الدين وفي الرأي وفي العمل .
    كان الأصل في تقرير هذا المبدأ آية
    ( لا إكراه في الدين ) (50) .
    وكان الناس قبل نزولها يكرهون على اعتناق عقيدة الحكومة ، ولم تعرف القوانين العصرية مبدأ
    الحرية إلا في القرن الثامن عشر .
    إن الإسلام يعطي للمسلم الحرية في ان يعلن برأيه الذي يراه صوابا إذا كان متفقا مع العقل .
    وآية
    ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم أو الوالدين والأقربين ) (51).
    وحديث ( قل الحق ولو كان مرا ) (52).

    وكان الأصل في تقرير هذا لمبدأ آية
    ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا إسراف في القتل ) (53).
    وآية
    ( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) (54 ).
    وحديث ( من قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ) .(55). رواه الترمذي وحسنه.
    دل هذا الحديث على ان المدافع عن نفسه وماله وأهله إذا قتل كان شهيدا .
    وآية
    ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) (56).
    وآية
    ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ) (57)
    نهت الآية الاولى عن الكلام في الرجل بما يكرهه محافظة على حرمته ، وامرت الآية الثانية بجلد من قذف غيره بالزنا ثمانين جلدة محافظة على العرض أن ينتهك بدون حق.
    وآية
    (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) (58).
    أمرت هذه الآية بالعدة عقب الطلاق محافظة على النسب لئلا يختلط.
    وآية
    ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )(59).
    وآية
    فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) (60).

    رفعت الآية الحرج عن السلم في ان يطلب الرزق في موسم الحج ، وامرت الآية الثانية بطلب الرزق بعد انتهاء صلاة الجمعة ، فكان معنى الآيتين الإذن للمسلم في أن يطلب الرزق في كل وقت وفي كل مكان ، ولا نزاع في أن المسلم له الحق في أن يعمل كل عمل لا يحرمه الإسلام.

    وعقدت وزارة العدل في المملكة السعودية ندوة للبحث في حقوق الإنسان في الإسلام ، خطب فيها الأستاذ " مالك برايد فقال :
    'من هنا ومن هذا البلد الإسلامي يجب أن تعلن حقوق الإنسان لا من غيره من البلدان ، وإنه يتوجب على العلماء المسلمين أن يعلنوا هذه الحقائق المجهولة عند الرأي العام العالمي والتي كان الجهل بها سببا لتشويه سمعة الإسلام من أعداء الإسلام والمسلمين '.

    و " مالك برايد " كان وزيرا للخارجية في إيرلندا ، وكان أستاذا في جامعة دوبلين ، ورئيسا لاتحاد
    المجلس الأوربي.

    وقال أحد العلماء الأوربيين الذين حضروا في الندوة المذكورة :
    ' إنني بصفتي مسيحيا أعلن هنا في هذا البلد الإسلامي يعبد الله حقيقة ، وإنني مع السادة العلماء أعلن بأن أحكام القرآن في حقوق الإنسان هي بلا شك تفوق على ميثاق حقوق الإنسان '.
    انتهى من ( دعوة الحق ) العدد السابع ( الحجة 1392 هجرية ).

    رابعها : إن المؤمن لا يكون مؤمنا "" إيمان المعاملة " حتى يعامل الناس بالمعاملة التي يجب أن يعاملوه بها ، كما دل عليه حديث
    ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) (61) . متفق عليه .
    وإذا كان أخوه كافرا احب له الإيمان وعامله بالصدق والوفاء والأمانة .

    خامسها : الاعتناء بالمرأة ومنحها من الحق ما يجعلها كالرجل في الكرامة والمنزلة .
    يقول العلماء : غن الإسلام اول من دين أكرم المرأة وأنزلها المنزلة التي تليق بها في المجتمع الإنساني ، وقد كانت قبل الإسلام محتقرة مظلومة عند جميع الأديان ، وكان الفرنج يعدون المرأة
    من الحيوان الأعجم لا من الإنسان ، فجاء نبي الإسلام ( صلى الله عليه وسلم ) يتلو عليهم آية
    (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) (62).
    وإن أعطى الإسلام للرجل رئاسة العائلة فإن ذلك لأجل قدرته على النفقة وحماية العائلة .

    وتفضيل الرجل في الإرث لاجل أنه مكلف بالقيام بالمرأة - زوجة وأختا وأما -.
    وقد بسطت الكلام على المرأة في الباب الخامس من ( دلائل الإسلام ) وفي الباب العاشر.

    سادسها : الاهتمام بالفقراء وفرض الزكاة في أموال الأغنياء لأجل الفقراء . إن كثيرا من علماء أوربا ينوخون بفرض الزكاة في الإسلام ويمدحون مشروعيتها .
    وقالوا : إن الإسلام عالج المشكلتين اللتين تشغلان العالم
    الأولى : العنصرية
    الثانية : الفقراء
    عالج الأولى بالمساواة وحارب العنصرية ، وعالج الثانية بفرض الزكاة.

    سابعها : تحريم الخمر والمخدرات والمقامرة
    لا ينازع عالم في ان الإسلام أول من حرم الخمر والمفترات ، وفرض العقوبة على من يشربها ،
    وقد حاولت أمريكا تحريم الخمر ( عام 1932) فلم تنجح فأباحتها ، ويعترف العقلاء من الأجانب
    أن الإسلام حمى المسلمين من شر عظيم بسبب تحريم الخمر والقمار.

    ثامنها : الجمع بين المصلحة الدينية والدنيوية ، كما تدل عليه آية

    ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذار النار أولائك لهم نصيب مما كسبوا )(63).
    ذكر الله في هذه الآية أن الذين يطلبون من الله أن يعطيهم في الدنيا نعيمها ، ويطلبون أن يعطيهم في
    الآخرة محمود في الإسلام يمدح صاحبه ويعان عليه.


    ولهذا كان النبي ( صلى الله عليه وسلم) يدعو بهذا الدعاء كثيرا وشرع الدعاء به في الطواف بالكعبة .
    ولقد امتاز الإسلام بهذه المزية عن غيره من الأديان اأخرى ، فاليهودية تغلب عليها الحظوظ الجسدية والمنافع المادية ، والمسيحية تغلب عليها التعاليم الروحية والزهد في الدنيا ، وإن خالف
    هذه التعاليم أكثرهم ، والمجوسية يغلب عليها الزهد أيضا وتعذيب الجسد.
    ولأجل جمع الإسلام بين الدين والدنيا كان كل عمل نافع يعتبر عبادة ، وإن كان من الأعمال الدنيوية
    كالبناء والطب والتجارة .



    46) آية (13) الحجرات.
    47) أخرجه أحمد ( 4/158-145) وانظر " الاحاديث الصحيح" رقم( 1037) للمحدث الألباني .
    48)أخرجه أحمد (5/411)بسند صحيح ، وابو نعيم في الحلية (3/100).
    49)أخرجه مسلم رقم (1850) ، وأحمد في المسند (2/296) واللفظ له.
    50)الآية ( 256) سورة البقرة.
    51) الآية (135) سورة النساء.
    52) حديث حسن أخرجه أحمد (5/159) والبيهقي في الشعب رقم (3430).
    53)الآية ( 33) سورة الإسراء.
    54)الآية (29) سورة النساء.
    55) أخرجه الترمذي رقم(1418-1412) واحمد (1/190) وأو داود (2/546) من رواية سعيد بن زيد ، وهو في البخاري رقم ( 2480) ومسلم (226) من رواية عبد الله بن عمرو مختصرا.
    56)الآية (12) سورة الحجرات.
    57) الآية (4)سورة النور.
    58) الآية (228) سورة البقرة.
    59) الآية (198) سورة البقرة.
    60) الآية (10) سورة الجمعة.
    61)أخرجه البخاري (1/10) ومسلم رقم ( 45).
    62) الآية (228) سورة البقرة.
    63)الآية (201) سورة البقرة.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 18-08-2009 الساعة 12:24 PM

  5. #15

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الثالث

    الجزء السابع

    المزية العاشرة


    الاقتصاد منظم تنظيما سالما من عيوب الرأسمالية ومن تهور الشيوعية .
    إنه نظام نسيج وحده لا يشبهه نظام من النظم الاقتصادية السائدة في هذا الوقت . لم يضع الإسلام
    تعاليم اقتصادية وسياسية ثابتة مستقرة ، لان هذه الامور قالبة للتغيير بحسب تغيرات الأحوال ،
    وإنما وضع من المبادئ الاقتصادية ما يرى المصلحة في تحقيقها .

    منها : تحريم الربا الذي هو إثراء على حسب المقترض المحتاج.

    ومنها: تحريم الاحتكار وإن كان من الحكومة الذي يسمونه تأميما.

    ومنها: كل معاملة يتعامل بها الناس فهي مباحة ما لم يكن فيها غش أو خيانة أو إضرار ، ولا عبرة
    بمنع اتباع المذاهب من أنواع من المعاملات بآرائهم الواهية ، فإنهم شوهوا بذلك محاسن الشريعة الإسلامية وحرموا الناس من التمتع بسماحتها.

    ومنها: حماية الملكية الفردية التي أخفقت الشيوعية بمنع الناس منها حتى أدى ذلك إلى تقاعس الناس عن العمل والزراعة ، لأن العامل يقول ' لا أتعب نفسي لتستفيد الحكومة '.


    المزية الحادية عشرة

    الشورى في الحكم الذي كان قبل الإسلام مختصا بالملوك والرؤساء ، فجعله الإسلام مبنيا على
    المشورة ورأي الجمهور ، كما دلت عليه آية
    ( وشاورهم في الأمر) (64) وآية ( وأمرهم شورى بينهم ) (65).

    ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين كانوا لا يبرمون أمرا إلا بعد مشاورة العلماء وذوي الرأي من الأمة .
    ومما امتازت به الشورى الإسلامية أن الأقلية - التي لم يؤخذ برأيها - يجب عليها أن تسارع برأي
    الأغلبية بدون نقد أو اعتراض.،وبهذا كانت الشورى الإسلامية ناجحة دون الشورى العصرية .
    ويقول العلماء إن الدول الأوربية لم تعرف مبدأ الشورى إلا في القرن السايع عشر.


    المزية الثانية عشرة

    اعتبار العرف الجاري به العمل بين الناس ، والاعتماد عليه في الأحكام والمعاملة .
    ويدل على ما ذكرناه آية
    (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) (66).
    وآية
    ( إذا سلمتم ما آتيتم بالنعروف ) ( 67).
    وآية
    ( وعاشروهن بالمعروف ) (68)
    وآية
    ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) (69).
    أي بما هو معروف بين الناس وجرت به عاداتهم .
    هذا الأصل وسع دائرة الأحكام الشرعية حتى وسعت تقريبا جميع النوازل على تغاير أشكالها.


    المزية الثالثة عشرة

    مبادرته إلى المبادئ التقدمية التي لم يهتد إليها المفكرون والعلماء الاجتماعيون إلا في القرن
    العشرين.

    منها : حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل .

    منها : مبدأ المساواة بين الأجناس البشرية ومحاربة العنصرية .

    ومنها : تحريم الربا والقمار الذي حرر الاقتصاد الإسلامي من قبضة الرأسمالية الجائرة.

    ومنها : تحريم الخمر والمخدرات.


    المزية الرابعة عشرة

    ما له من القواعد الكلية التي تكون الشريعة بها صالحة لكل زمان .
    والقاعدة قضية كلية تنطبق على جزئيات متعددة كقاعدة "الضرورات تبيح المحظورات "
    فهذه قضية كلية يندرج تحتها مسائل متعددة

    منها : إباحة التداوي بنقل الدم من إنسان إلى إنسان آخر ، ذلك الحكم المأخوذ من آية
    ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضررتم إليه ) (70).

    1- من القواعد الكلية : مشروعية العدل والمساواة بين الناس في كل شيء ، فكل ما كان عدلا أو وسيلة إلى العدل ، فواجب في الإسلام العمل به وغن لم يكن هناك نص عليه بخصوصه.

    2- ومنها : " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ". تؤخذ هذه القاعدية من نصوص متعددة
    منها الصلاة بالإيماء عند الخوف على المال تقديما لدفع مفسدة ضياع المال على مصلحة الصلاة بالركوع والسجود.
    ومنها : التيمم للمريض تقديما لدفع مفسدة المرض على مصلحة الوضوء.

    3- ومن القواعد الكلية : " الضرورات تبيح المحظروات ".
    أخذت هذه القاعدة من آية
    ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضرتتم إليه ).
    وينبني على هذه القاعدة فروع مختلفة
    منها: إباحة الميتة للمضطر .
    ومنها : التخلف عن الجمعة خوفا على المال والوظيفة .

    4 - ومن القواعد الكلية : المشقة تكون سببا في التيسير
    تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ) (71).
    ومن آية
    ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) (72).
    وآية
    ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) (73).

    5- ومنها: الإتيان بالمستطاع التي تؤخذ من آية
    ( فاتقوا الله نا استطعتم ) (74).

    6- ومنها : الخطأ والعمد في حق الناس سواء ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ) (75).

    7- ومنها: إذا تعارض ضروران ارتكب أخفهما ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) ( 76).

    8- ومنها: سد ذرائع الشر والفساد ، تؤخذ هطه القاعدة من آية
    ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا عدوا بغير علم ) (77).

    9- ومنها: المحافظة على الأصول الخمسية ، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، فكل ما يكون وسيلة إلى حفظ هذه الأصول فهو ( مصلحة ) زكل ما يفوت هذه الأصول فهو ( مفسدة ) .
    والمحافظة على هذه الأصول الخمسة عليها ينبني القول بالمصالح المرسلة الذي كان له أثر عميق
    في التشريع الإسلامي.

    10- ومنها: الاجتهاد عند نزول النوازل الدينية والدنيوية ، كما دل عليه حديث معاذ
    " كيف تصنع إذا عرض لك قضاء "
    قال: اجتهد رأيي . رواه أبو داود والترمذي ، ولا بد من المشورة فيه (78).

    11- ومنها: الأصل في الأشياء الإباحة ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) ( 79).

    12- ومنها : الأصل في الأشياء الطهارة حتى تدل علامة على خلاف ذلك ، تؤخذ هذه القاعدة من
    النصوص الدالة على جواز الانتفاع بكل شيء.

    13- ومنها: رفع الحرج في الأعمال الشريعة التكليفية ، تؤخذ هذه القاعدة من آية
    ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (80).

    14- ومنها: إذا تعرض الأصل والغالب عمل بالغالب ، ومن فروعها : أن الأصل في المسلمين العدالة لكنه لما غلب عليهم الفجور عمل بالغالب وترك الأصل ، والأصل في أسواق المسلمين الحلال فإذا غلب التهاون والجراءة على الحرام عمل بالغالب .

    15- ومنها : العمل بالظن في العبادة والمعاملة ، ومن فروعها : قبول شهادة من يظن صدقه ، وأكل الطعام الذي تطن حليته.

    16- ومنها: اعتبار الأمارات في الاستدلال على الحق والتوصل إلى إقامة العدل ، دليلها أن النبي
    ( صلى الله عليه وسلم ) كذب ابن حيي حين أخفى المال بالعلامة التي دلت على كذبه في ان المال قد نفذ ، وكانت العلامة كثرة المال وقصر المدة .(81).



    64) الآية (159) سورة آل عمران.
    65) الآية (38) سورة الشورى.
    66) الآية ( 233) سورة البقرة.
    67)الآية (233à سورة البقرة.
    68) الآية ( 19) سورة النساء.
    69) الآية ( 288) سورة البقرة.
    70)الآية (119) سورة الأنعام.
    71) اللأية (42) سورة النساء.
    72) الآية (184) سورة البقرة.
    73) الآية ( 196) سورة البقرة.
    74) الآية ( 16) سورة التغابن.
    75) الآية ( 92) سورة النساء.
    76) الآية ( 9) سورة الحجرات.
    77) الآية (108) سورة الأنعام.
    78) أخرجه أبو داود (2/272) والترمذي رقم ( 1227).
    79)الآية (29) سورة البقرة.
    80) الآية (185) سورة البقرة.
    81) أخرجه أبو داود (2/141) وانظر شرح الزرقاني على المواهب اللدنية (2/229).

  6. #16

    • السائحة غير متواجد حالياً
    • عضو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    27

    افتراضي

    بارك الله فيك وأدخلك الفردوس
    شكرا لك

  7. #17

    • عبير
    • Guest

    افتراضي الفصل الرابع

    الفصل الرابع وهو

    دعوة الإسلام

    الجزء الأول


    دعا الإسلام إلى مبادئ شريفة ، وشرائع كريمة ، اعترف العقلاء المنصفون بفضلها .

    1) تحرير العباد من عبادة المخلوق ، ملكا كان ذاك المخلوق أو رسولا أو نجما أو سلطانا أو مالا وشهوة ...
    وهذا المبدأ هو الأساس أو العلة التي لأجلها أمر الإسلام بعبادة الله الذي بين أن عبادته وجبت على
    العباد من اجل أنه خلقهم ، وأنعم عليهم بالجود والرزق وكل نعمة.
    قال تعالى
    ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء ، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ، فلا تجعلوا مع الله أندادا وأنتم تعلمون ) (82).

    وإذا كان الله هو الخالق المنعم بكل نعمة فلا معنى لأن يخضع العاقل لغيره الذي لا فضل له عليه ،
    ولا نعمة له عنده إلا باعتبار السببية .
    لهذا لم يكن في الإسلام لمخلوق منزلة تجعل الناس عابدين له أو مقيدين بإرادته
    (ما كان لبشر أن يوتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله) (83)

    حقا إن الإسلام أمر بطاعة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ولكن طاعته طاعة لله الذي لا نعلم ما يأمرنا به إلا بواسطة الرسول.
    وأمر بطاعة "أولي الأمر" إذا أمروا بطاعة الله ، فإذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لمن عصى الله.
    ألا ترى أن الإسلام لا يأمرنا بطاعة أولي الأمر إذا عصوا الله ؟ لأن طاعتهم في معصية الله من
    العبودية التي لا تكون إلا لله.
    لهذا امر الإسلام بالقيام بالحق ضد كل مخلوق ، قال تعالى
    ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) (84).

    وقد كان السلف الصالح لا يبالون بأحد في طاعة الله ، لأن هذا المبدأ الذي نتحدث عنه دعاهم إلى ذلك .
    أنت تعلم ان الصحابة قبل الإسلام كانوا يعبدون الأصنام والجن ، ويخافون من الطيرة والاوهام ، فحررهم الإسلام من ذلك كله بالدعاء إلى عبادة الله وحده .
    كان لبعض الصحابة دين على النبي ( صلى اله عليه وسلم ) فجاء يطابل بدينه ، فأمر رسول الله
    ( صلى الله عليه وسلم ) بعض أصحابه أن يقضيه دينه ، فأعطاه تمرا رديئا ، فأبى أن يقبله ، فقال:
    اترد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ؟) فقال : ' نعم أرد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومن أحق بالعدل من رسول الله ؟ ' فبكى رسول الله( صلى الله عليه وسلم) وقال :
    ( صدق، من أحق بالعدل من رسول الله ) ( 85).

    وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم) يقسم مالا بين الناس ، فقام بعض المنافقين وقال :
    ' اعدل فإنك لم تعدل ' فاستأذن الصحابة النبي ( صلى الله عليه وسلم ( في قتله ، فلم يأذن لهم فيه ،
    لأن الإسلام لا يسمح بقتله وإن كان قد أساء الأدب على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( 86).

    ومعنى هذا أنه لو أذن في قتله لكان ذلك من العبودية لغير الله وتقييد حرية الكلام التي أمر بها القرآن.
    لهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :
    ( أفضل الجهاد كلمة الحق عند سلطان جائر ) ( 87).
    وقد كان النساء وعامة الناس يعترضون على الخلفاء الراشدين بمحضر الجمهور من الناس ،
    وكان ذلك عملا بالمبدإ المذكور وتطبيقا لخطته .

    ويجب أن نختم هذا الكلام بحديث
    ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ) ( 88).



    82)الآية (21) سورة البقرة.
    83) الآية ( 79) سورة آل عمران.
    84) الآية (8) سورة المائدة.
    85) أخرجه البيهقي في شعب الإميمان رقم (11232).
    86) أخرجه البخاري (6/617) وفتح الباري رقم ( 3610).
    87) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة ( الاحاديث الصحيحة 419).
    88) أخرجه أحمد ( 1/47) بسند صحيح .

  8. #18

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الرابع

    الجزء الثاني

    ولأجل أن يكون تحرير الناس من عبادة المخلوق تاما من جميع جهاته ،دعا الإسلام إلى تحرير الناس من عبادة المال الذي قد تصل محبنه بالناس إلى درجة العبادة ، فذم القرآن من يحرص على المال ويقدمه على الدين وما أمر به الله ، فقال جل ذكره
    (من كان بريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) (89).
    ومعنى الآية أن من أحب المال وبخل به عن أن ينفقه في الحقوق الواجبة لم يكن له في الآخرة إلا النار ، لأنه كان يعبد المال من دون الله فلذلك قدم طاعته على طاعة الله وكان عابدا له مع الله.

    ولهذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
    (تعس عبد الدينار والدرهم والخميصة ، تعس وانتكس ) رواه البخاري (90).
    سمى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من يحب المال ويفدم طاعته على طاعة الله عبدا له ،لأن طاعة المال تشبه العبادة ويماثلها.

    والسلامة من عبادة المال تكون بتقديم طاعة الله على محبته كما يدل عليه حديث:
    ( لا تزال اإله إلا الله تنفع من قالها وتدفع عنهم النقمة ما لم يؤثروا سفعة دنياهم ، فإذا فعلوا ذلك
    ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله كذبتم ) رواه البزار بإسناد حسن (91).
    السفعة : هي الزبل المجتمع في فناء المنزل .
    وعنى الحديث أن الناس إذا حملهم حب المال على تقديم محبته على طاعة الله كانوا كاذبين في قولهم " لا إله إلا الله " ، لان معنى " لا إله إلا الله " لا يستحق العبادة إلا الله ، وهم لما قدموا محبة المال على طاعة الله كانوا عابدين للمال ، فكانوا كاذبين في قولهم "لا يستحق العبادة إلا الله "

    ولا يمكن للعاقل أن ينكر أن محبة المال تحمل صاحبها على قطع رحمه ومعاداة أصدقائه وطلم الناس ، وهذا ما حرمه الله ، وبعث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بمحاربته ، فمن قدم محبة المال على ما بعث به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فقد عبده دون الله.

    والشهوات ... حرص الإسلام على تحرير المسلمين من رقها ، وتخليصهم من عبوديتها ، فنهى القرآن عنها وحذر من الركون إليها فقال
    ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ( 92).
    وليس المراد من النهي عن الشهوات منع الناس من لذلتهم الطيبة التي أباحها الله في آية
    ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) (93).

    بل المراد الشهوات المهلكة المؤذية كالخمر والمخدرات والقمار وما إلى ذلك من المحرمات المؤذية للناس المفسدة للدين والأخلاق.
    وهذه عادة الإسلام ، لا يمنع الناس مما تدعوهم إليه فطرتهم ، وتقتضيه طبيعة حياتهم ، ولكنه يصلحه ويجعل له حدودا يصير بها صالحا للدين والدنيا.

    2- العلم
    وكانت دعوة الإسلام إلى العلم بطرق
    منها : الأمر بالتفكر في الكون وما في السماء والأرض والنجوم واختلاف الليل والنهار والثمرات والحيوان ليصل الإنسام بالتفكر إلى معرفة الله وما له من الصفات الكاملة ، فيكون التفكر وسيلة إلى معرفة الله وإلى العلم بالكون وعجائبه.

    قال تعالى
    ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء) (94).
    لا يخفى في هذه الآية من الثناء على العلماء بما في الكون من الصنعة البديعة والأسرار العجيبة التي إذا تفكر فيها المؤمن هداه التفكير إلى أنواع من العلوم المختلفة النافعة في الحياة الدنيوية .

    وقال تعالى
    ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ) ( 95).

    وقال سبحانه
    (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعللمون) (96)

    وقال جل ذكره
    ( وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فاخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ) (97).

    وقال تعالى
    ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) (98).

    وقال سبحانه
    ( أو لم ينظروا في ملكوت السماوات وما خلق الله من شيء) (99).

    وقال عز وجل
    ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) (100).

    وقال تعالى
    ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (101).
    هذه الآية صريحة في مدح العلماء وتفضيلهم على غيرهم ، وقد تقدم أن القرآن مدح العلماء بما في
    الكون من الصنعة البديعة في النبات والحيوان والجبال ، فكان ذلك دليلا على أن العلم كله محمود مطلوب في الإسلام خلافا لمن يدعي أن العلم المطلوب في الإسلام هو علم الدين لا غيره.
    مع ان الإسلام فرض على المسلمين أن يتعلموا علوما لإقامة فرائض مع الدين مع أنها مفيدة في المصالح الدنيوية .

    منها : علم الفلك لاجل معرفة القبلة ومواقيت الصلاة والصيام والحج وغيرها من المصاله الدينية والدنيوية.

    ومنها: علم الجيولوجيا للاستدلال على قدرة الله وكمال عزته وعطيم حكمته وغيرها من الفزائد الدنيوية.

    ومنها : علم الحيوان والأجنة لمعرفة قدرة الله على البعث وإداعة الإنسان بعد فنائه.

    ومنها : علم الطب والمعلجة.

    ومنها: علم الاستعداد للحرب لمناصرة الإسلام والدفاع عن دعوته.



    89) الآية (15) سورة هود
    90) أخرجه البخاري رقم (2887) = (6/81) فتح الباري.
    91) أخرجه البيهقي في الشعب ( 7/337-338) وانظر نوادر الأثول ( ص247).
    92) الآية ( 59) سورة مريم.
    93) الآية ( 32) سورة الاعراف.
    94) الآية (28) سورة فاطر.
    95) الآية (219) سورة البقرة.
    96) ال]ة (97) سورة الانعام.
    97) الآية (99) سورة الأنعام.
    98) الأية (5) سورة يونس.
    99) الآية (185) سورة الأعراف.
    100) الآية (22) سورة الروم.
    101) الآية (9) سورة الزمر.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 20-08-2009 الساعة 02:15 PM

  9. #19

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الرابع

    الجزء الثالث


    ومن الطرق التي دعا بها الإسلام إلى العلم :
    ذم التقليد واتباع الآباء والرؤساء فيما كانوا عليه من الدين الباطل والعادات الفاسدة والخرافات السخيفة.
    قال تعالى
    ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) ( 102).
    ذم الله اتباع الآباء والأجداد فيما يخالف العلم.
    ومعنى هذا تنبيه العباد إلى النظر وااستدلال بالدليل العلمي وأن الحق في كل شيء إنما يعرف بالدليل ، فما دل عليه الدليل فهو حق وإن لم يعمل به الآباء والناس كلهم .

    ومنها : اتباع العلم واعتبار ما يدل عليه دليله ، قال تعالى
    (ولا تقف ما ليس لك به علم ) ( 103) .
    يعني لا تتبع ما ليس لك به علم يثبت عندك بالرؤية البصرية أو الرواية السمعية أو البراهين القطعية العقلية، فقد أرشدت هذه الآية إلى الطرق الصحيحة الموصلة إلى العلم المفيد.

    وقال تعالى
    ( هل عندكم من علم تخرجوه لنا ،إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ) (104).
    طالب الله الكفار بالدليل العلمي على ما هم عليه من الدين والعادات الفاسدة ، وعاب عليهم اتباع
    الظن فيما يجب فيما يجب فيه العمل بالعلم.

    وقال تعالى
    ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (105).
    معنى هذه الآية أن الدعوى بدون برهان لا قيمة لها ولا اعتبار لها.

    ومنها: الإرشاد إلى الوصول إلى الحقائق العلمية بالطريقة الفلسفية وهي : لم ...؟ ولماذا ...؟.
    قال الأستاذ جمال الدين الأفغاني " من مزايا القرآن أنه أول من دلنا على الوصول إلى الحقائق بالطريقة الفلسفية وهي : لم ؟ ولماذا ؟ إذ أن معظم آيات القرىن واردة في معرض
    " لم كان الأمر كذا؟ ولماذا كان كذا ؟ وتكليف المخاطبين أن يجيبوا بالجواب المعقول عن السؤال
    ، وليست اللسفة سوى ذلك ".

    ولأجل هذا المبدأ - الذب دعا إليه الإسلام وأكد على الاهتمام به - كان المسلمون أئمة في العلوم لغيرهم من الأمم كلها كما شهد به القريب والبعيد .
    اقرأ : كتاب ( حضارة العرب ) للدكتور غوستاف لبون ، وكتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب )
    وغيرهما من الكتب الكثيرة التي تشهد بتقدم المسلمين في العلوم والفنون ، والمثل يقول :
    "الحق ما شهدت به الأعداء" .

    3 - محاربة الأوهام والخرافات من الطيرة والكهان والنجوم والسحر ، وإلى ما ذلك من الاعتقادات
    التي لا أصل لها .
    جاء الإسلام بهذا المبدإ ليطهر عقول الناس مما يفسدها ويحول بينها وبين الفكر الصحيح الموصل إلى العلم النافع.

    4 - الأخلاق الحسنة والمعاملة الكريمة
    جاء الإسلام بهذا المبدإ لأهميته عند العقلاء ، ولان الأخلاق الحسنة لها مكانة عظيمة في الإسلام ، لا يكون المسلم مسلما حتى تكون اخلاقه حسنة ومعاملته كريمة .

    وقد شهد الأجانب من الأوربيين وغيرهم بفضل الأخلاق الإسلامية والمعاملة الدينية ،قال الدكتور
    غوستاف لبون :
    " إن أصول الأخلاق في القرىن عالية علوا ما جاء به كتب الديانات الأخرى جميعها "
    انتهى من كتابه ( حضارة العرب).
    وقال نهرو - رئيس وزراء الهند - في كتابه :
    " إن دخول الإسلام إلى الهند له أهمية كبيرة في تانريخ الهند ، إنه فضح الفساد الذي كان قد انتشر في المجتمع الهندوكي وأظهر فساد انقسام الطبقات واللمس المنبوذ وحب الاعتزال عن العالم الذي كانت الهند تعيش فيه ". انتهى بنقل الندوي في كتابه ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين )
    وفي كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب ) " واستطاع العربي - تعني المسلم - بإيمانه العميق أن يكون أبلغ داعية لديانته لا بالتبشير وإنما بخلفه الكريم وسلوكه الحميد".

    5 - المساواة بين الناس وإلغاء الفروق العنصرية في الحقوق والمعاملة ، قال الله تعالى
    ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (106).

    وفي الحديث ( الناس بنو آدم وآدم من تراب ) رواه أبو داود والترمذي ( 107).

    وقد كانت الأمم كلها تعمل بنظام الطبقية وتحترم العنصرية ، لا فرق بين ذلك بين العرب ةالروم والفرس والقبط وأوربا والهند ...
    ولا زالت العنصرية تعمل عملها في الدول المعاصرة وإن كانوا يدعون البراءة منها .



    102) الآية (170) سورة البقرة.
    103) الآية ( 36) سورة الإسراء.
    104) الآية (148) سورة الأنعام.
    105) الآية (111) سورة البقرة .
    106) الآية ( 13) سورة الحجرات.
    107) أخرجه أبو داود (2/624) والترمذي )3270).
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 27-08-2009 الساعة 01:55 PM

  10. #20

    • م.حنان بيلونة غير متواجد حالياً
    • المشرفين

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    سوريا - اللاذقية
    المشاركات
    948

    افتراضي

    اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة في الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-01-2011, 02:49 AM
  2. الإسلام و العلمانية وجها لوجه.. العلامة الدكتور القرضاوى
    بواسطة محمودعبدالهادى في المنتدى قسم الكتب الدينية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-06-2009, 10:08 AM
  3. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك