+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 53

الموضوع: هذا هو الإسلام

  1. #21

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الرابع

    الجزء الرابع


    6 - اعتبار العقل واحترام أدلته القطعية .
    فلهذا اتفق علماء الأسلام على انه إذا تعارض ظاهر الشرع مع العقل عملنا بمقتضى العقل ، وأولنا النص الشرعي تأويلا يتفق به مع العقل أو فوضنا الأمر فيه إلى الله مع اعتقادنا انه لا يراد به ما يخالف العقل ولكنه فوق مستواه ، لان العقل قد يعجز عن إدراك الأمر وإن كان لا يراه محالا .
    وهذا المبدأ مما يمتاز به الإسلام عن الأديان الأخرى ، وكان هو الدين الوحيد الذي اعتبر العقل واحترم أدلته.

    قال الأستاذ - محمد عبده - " الأصل الأول للإسلام النظر العقلي لتحصيل الإيمان ، فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي ". انتهى من كتابه ( الإسلام والمدنية ) .
    ويقول - وجدي - "فاجأ الإسلام الناس بمبدإ لم يكونوا يحلمون به وهو ' الدين هو العقل '
    وكانت الأديان قبل ذلك كما في ( دائرة معارف القرن التاسع عشر ) تقول :
    " أطفئ مصابيحعقلك واعتقد أنك أعمى " .انتهى من كتابه ( الإسلام دين الهداية ).
    ويكفي العاقل دليلا على ما نقول أن ينظر في عقيدة النصارى واليهود والمجوس ليتحقق بصحة هذا المبدإ الذي امتاز به الإسلام وكان له به الفضل على الأديان الأخرى كلها.

    7 - حرية الدين والاعتقاد
    كما دلت عليه آية ( لا إكراه في الدين ).
    ومن المعلوم أن الإسلام أو من دعا إلى هذا المبدإ وعمل بمقتضاه ، أما الدول الاخرى فكان نظام قانونها أن كل واحد ملزم بدين الدولة والتزام شريعته . وأنت تعلم ما لقيه المسلون واليهود في الأندلس من العذاب لأجل الدين.

    ولا يسمح الإسلام بالردة والخروج من الإسلام ، لان ذلك نقض للعهد وليس هو من حرية الدين في شيئ ، والدول كلها تعاقب من ينقض عهد وطنه بخيانته وتحكم عليه بالقتل والإعدام .
    ووطن الإسلام هو الإسلام ، فمن خان الإسلام ونقض عهده فالإسلام يعاقبه كما تعاقب الدول من يخونوا أوطانهم .

    8 - احترام حقوق الإنسان واعتبارها .
    من المنفق عليه بين العلماء أم اول من اهتم بحقوق الإنسان واعترف بها هو الإسلام .
    حق الإنسان في المساواة معلوم ثبوته من آية
    ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )( 106).
    ومن حديث
    ( من سره أن ينجو من النار فلتأته منيته وهو يؤمن بالله وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) .
    رواه مسلم ( 108).
    لأن معنى الحديث أن يعامل المسلم غيره معاملة مساوية للمعاملة التي يحب أن يعامله بها.
    ويلاحظ أن الحديث قال " الناس " ولم يقل - المسلمين - ليكون الحكم عاما يعم المسلمين والكفار.
    وقد انعقد في السعودية في السبعينات مؤتمر حضره علماء القانون من جميع الدول ، واتفق المؤتمرون على الاعتراف بأن الإسلام هو أول من اعترف بحقوق الإنسان واهتم بها .

    9 - حقوق المرأة .
    كانت المرأة مظلومة عند جميع الامم ، لا يعتبرونها ولا يرون لها حقا في شيء، بل كانوا يعتبرونها شرا لا بد منه وحيوانا ينتفع به الرجل كما ينتفع بالحمار والجمل ، لهذا كانت المرأة تورث وتباع كما يباع الثور والحمار ، وكان هذا العمل معروفا حتى في أوربا في القرون الوسطى .
    فجاء الإسلام فسوى بين المرأة والرجل في الحقوق والمنزلة ، وجعل المراة كالرجل ، وشريكته
    في الحياة والحقوق ، فقال الله تعالى
    ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) ( 109).
    فأصبحت المرأة في الإسلام كالرجل تملك وترث وتبيع وتدلي برأيها في الزواج وفيما يعرض من النوازل.
    والدرجة التي خص الإسلام بها الرجل دون المرأة هي درجة القيام بالمصالح التي لا يتيسر للمراة القيام بها لضعفها واشتغالها بالحمل وتربية الأولاد وشؤون البيت.

    10 - إصلاح المجتمع الإنساني ببيان ما يجب تأسيسه عليه من الأركان النافعة مع تطهيره مما
    يفسده من الأعمال الفاسدة والعادات القبيحة.
    من الأركان النافعة - التي بينها الإسلام لأجل إصلاح المجتمع الأنساني - :
    التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني .
    فرض الإسلام على المجتمع الإسلامي أن يقوم بشؤون كل فرد من أفراده ، ففرض الزكاة ووصى بالإحسان إلى الفقراء والمساكين والجيران والقرابة والغرباء والمسافرين والمساكين والمحرومين .
    وقال الله تعالى
    ( وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) (110).

    وقال سبحانه
    ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) (111).

    وقد حكى ابن حزم في ( المحلى à إجماع الصحابة على أن الأغنياء يجب عليهم مواساة فقرائهم إذا لم تكفهم الزكاة .
    وفي الحديث الصحيح
    ( أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله) رواه أحمد (112).
    العرصة هي : الحومة.

    ولا نزاع بين العلماء في أن الإسلام هو أول من اهتم بمشكلة الفقراء وعالجها بالطرق النافعة
    ومنها: الحياء والحشمة وعدم التظاهر بالفواحش والمنكرات عملا بقول الله جل ذكره
    ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) (113).
    لا يحب الله الجهر بالقول القبيح فكيف بالفعل القبيح ؟ ، إن التظاهر بالفواحش من أعظم الأسباب في شيوع الفساد في المجتمع وسقوط الأخلاق فيه .

    ويرحم الله من قال

    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ********** فإم همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا


    ومنها : مقاومة الظلم ونصر المظلومين ، قال تعالى
    ( والذين إذا أصابهم البغي هو ينتصرون ) (114).
    مدح الله الذين ينتصرون من الظالمين تحريضا للمظلومين على الانتصار من الظالمين .
    وفي الحديث الصحيح
    (من قتل دون مظلمة فهو شهيد ) رواه النسائي (115).
    وفي الحديق
    ( إذا هابت أمتي أن تقول للظالم أنت ظالم فقد تودع منهم ) رواه الحاكم وصححه وأقره المنذري
    (117).
    هذه النصوص تبطل ادعاء الشيوعيين أن " الدين أفيون الشعوب " كما انها تفرض على المسلمين أن يراقبوا الحكام ويواجهوهم بالإنكار.

    ومنها : بيان الحقوق التي تربط المسلمين بعضهم ببعض وتكون سببا في دوام الاتصال بينهم .
    بين الإسلام أن حق المسلم على أخيه خمس خصال :


    1 - إذا لقيه أن يسلم عليه لأن ذلك يزيد المحبة قوة وصفاء.

    2 - إذا دعاه أن يجيب دعوته.

    3 - إذا مرض أن يعوده .

    4 - إذا مات أن يحضر جنازته .

    5 - إذا استنصحه أن ينصحه .


    لا يخفى أن العمل هذه الحقوق ومراعاتها مما يحفط المودة ويجعلها قوية متينة .

    ومنها : الحث على طلب المال بقصد الاستغناء عن الناس ، والنحذير من البخل به عن الحقوق الواجبة.

    ومنها : تحريم الخمر والمخدرات والقمار والزنا والفواحش المفسدة للأخلاق .

    إذا تدربت أيها القارئ الكريم هذه المبادئ التي دعا إليها الإسلام ، وفهمت معناها ، تبين لك فضل الإسلام على الإنسانية وإنقاذه لها مما كانت تتخبط فيه من الجهل والقبائح المهلكة لخصائص الإنسانية.



    106) الآية (13) سورة الحجرات.
    107) أخرجه أبو داود (2/624) والترمذي (3270).
    108) اخرجه مسلم في صحيح رقم( 1844) وأحمد (2/192) والنسائي (7/135) .
    109) الآية ( 228) سورة البقرة .
    110) الآية (117) سورة البقرة .
    111) الآية (19) سورة الذاريات.
    112)أخرجه أحمد في المسند (2/33).
    113) الآية (148) سورة النساء.
    114) الآية (39) سورة الشورى .
    115)أخرجه في المجتبى (7/117) واحمد (1/305).
    116) أخرجه في سننه (2173) وكذا أبو داود (2/438) والنسائي (7/161).
    117) أخرجه الحاكم (4/96) وأقره الذهبي على صحته وانظر الترغيب (4/11).
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 28-08-2009 الساعة 07:47 PM

  2. #22

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الخامس

    الجزء الأول

    مهمة الإسلام

    وأما مهمة الإسلام فهي عبارة عن أمور:
    الأمر الأول : إرشاد الخلق إلى العقيدة الصحيحة السالمة من الشبهات والخرافات الموجودة في عقائد الأديان الأخرى ،كما قال تعالى
    (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) .

    الأمر الثاني : بيان أن الدين نظام الحياة كلها ومنهاج السعادة في المصالح الدنيوية لا الأخروية فقط كما في الأديان الأخرى.
    لهذا نظم الإسلام من المسلمين أمورهم كلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية ، في حين أن الأديان الأخرى إنما تهتم بامور الدين وبنا له اتصال بالدين من الدنيا .

    ولهذا كان الإسلام دينا خالدا صالحا لكل زمان ولكل إنسان ، جامعا بين المصلحة الدينية والدنيوية
    كما تدل عليه آية
    (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) ... الآية .
    لأن الله تعالى ذكر في هذه الآية أن الذين يطلبون منه خير الدنيا والآخرة دعاؤهم مستجاب وطلبهم
    مقبول ، ومعنى هذا أن الإسلام يأمرنا أن نطلب الدنيا ، ونسعى في الوصول إليها كما نطلب الآخرة.
    لهذا كانت شريعة الإسلام موافقة لمصلحة الأنسان ، مصلحته لشؤون حياته.

    إذا تفكر العاقل في الطهارة المشروعة للصلاة ، وجدها موافقة لمصلحة الإنسان كما شهد به الأجانب من الأوربيين ، ومن الطهارة المشروعة في الإسلام : " الختان " الذي أصبح الأوربيون
    يعملون به الآن ، وقد جاءني طبيب ومهندس من السويد والدانمارك ، وطلبا مني أن أدلهما على من يختنهما ، وفعلا كان ما طلبا .
    ومثل الختان حلق العانة ونتف الإبطين ، وتقليم الأظافر .
    ومما شرعه الإسلام موافقا لمصلحة الأنسان - الرخصة التي تدعو الحاجة إليها -.

    إن العمل بالرخصة واجب في الإسلام لا يجوز تركه إذا دعت الضرورة إليه .
    قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
    ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) (118).
    والرخصة المشروعة في الإسلام مشروعة في العبادات والمعاملات ، أما العبادات فإن الله رخص للمريض أن يتيمم إذا خاف من الوضوء بالماء ، أو كان الماء باردا لا يقدر على استعماله ، وان يصلي بالنجاسة إذا عجز عن إزالتها أو عن اجتنابها ، ورخص له أن يصلي قاعدا إذا شق عليه القيام ، كما رخص في الفطر في رمضان للمسافر والمريض والمغلوب والمجهود ، ورخص للمسافر أن يصلي حسب استطاعته ، وكذلك الموظف تحت يد غيره له أن يصلي حسب استطاعته ،
    كما بينته في كتابي ( كيف يصلي الموظف والخدام والمسافر والمعذور ).

    ومن الرخصة المشروعة في الإسلام :
    التداوي بالحرام إذا لم يكن دواء غيره .
    ومن الرخصة التي قال ابن عباس والإمام ابن حنبل وجماعة من العلماء :
    إطفاء شهوة الجماع بالحيلة إذا خاف الإنسان من الوقوع في الزنا رجلا كان أو امرأة .
    والرخص المشروعة في الإسلام كثيرة والمقصود هو المثل.

    ومما شرعه الإسلام موافقا لمصلحة الإنسان :
    إباحة التمتع بالذات المباحة من الأطعمة والثياب والفراش ، كما تدل عليه آية
    ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
    وفي الحديث
    ( أصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس) (119).

    ومما شرعه الإسلام موافقا لمصلحة الإنسان :
    الأمر بالتجارة وكسب المال كما تدل عليه آية
    (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله )
    وقال تعالى
    ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )
    يعني : لا إثم عليكم في التجارة في الحج.

    ويكفي في الدلالة على ما ذكرنا ان الإسلام يعتبر التجارة والحرفة أفضل من الصلاة والصيام ، كما دلت عليه أحاديث أوردناها في ( دلائل الإسلام ) .
    ومما شرعه الإسلام موافقا لمصلحة الإنسان :
    تحريم الربا والاحتكار والقمار والغش في المعاملات .

    إنه من المعروف أن الربا ضد المعروف وإاثة الملهوف المحتاج إلى السلف ، وكذلك الأحتكار ،
    أما القمار فضرره معلوم لكل عاقل لا يحتاج إلى بيان .

    ومما شرعه موافقا لمصلحة الإنسان :
    تحريم الزنا الذي يهتك حرمات الناس وينتهك شرف عائلاتهم.

    ورد في الحديث :
    أن شابا استاذن النبي ( صلى الله عليه وسلم )في الزنا ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
    أتحبه لأمك ؟ قال لا يا رسول الله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم) وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، وهكذا لم يزل ( صلى الله عليه وسلم ) يذكر له أقاربه حتى فهم الشاب الحكمة في تحريم
    الزنا . (120).

    ولأجل المبالغة في المحافظة على كرامة الناس وشرف عائلاتهم ، أمر الإسلام بالحجاب ، ونهى النساء عن الاختلاط بالرجال ، لأن التجربة دلت على أن الاختلاط لا بد من أن يكون سبب في الفساد
    وهتك الأعراض.

    والإسلام يعتني بالأعراض كما يعتني أهل هذا الوقت بالمال الذي يحافظون عليه أكثر من محافظة
    الإسلام على الاعراض وكرامة النساء.

    ولا يخفى أن المحافظة على الأعراض أولى بالاحترام من المحافظة على المال وأحق بالاهتمام عند أصحاب النفوس الكريمة والعقول الصحيحية.


    118) أخرجه أحمد (2/108).
    119) أخرجه أحمد (4/180) وأيضا في (5/257) والبيهقي في الشعب (4/362).
    120) أخرجه أحمد (5/257) والبيهقي في الشعب (4/362).

  3. #23

    • م/ إيهاب عبد المؤمن غير متواجد حالياً
    • أبو حازم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,596

    افتراضي

    مجهود أكثر من رائع

    الله يبارك فيكي أيتها العبير

    كم أنتي رااااااااااائعة

    عميق الإمتنان لشخصك الكريم
    دعاء تفريج الكرب

    لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم

    لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش
    الكريم

  4. #24

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الخامس

    الجزء الثاني


    وأقرأ كتابنا ( المرأة العصرية ) لتطلع على ما قاله علماء أوربا وأمريكا في الفساد الناشئ عن
    اختلاط النساء بالرجال .
    ومما شرعه الإسلام موافقا لمصلحة الإنسان :
    فريضة الزكاة للرفق بالمساكين والمحتاجين .

    ومما شرعه الإسلام لمصلحة الإنسان :
    محاربة العنصرية وتحريم الطبقية .

    ومما شرعه موافقا لنصلحة الناس:
    حرية الاقتصاد وعدم وضع نظام اقتصادي معين يجب على المسلمين العمل به وحده.
    لأنه لو فعل ذلك لكان فيه حرج عظيم على المسلمين ، لأن الاقتصاد والسياية لا يثبتان على حال ،
    بل يتقلبان من زمن إلى زمن ، ويختلفان بين أمة أمة ، فيصلح لهذا الزمان ما لم يكن صالحا قبل
    خمسين سنة.

    لهذا لم يكن من مصلحة الناس تقييدهم في الاقتصاد بنظام معين مفروض ، بل وضع الإسلام مبادئ معلومة ، فرض على المسلمين مراعاتها ، وترك لهم الحرية بعد ذلك في أن يختاروا ما يناسب
    الوقت ويساير أحوالهم الاقتصادية في كل وقت وفي كل مكان .
    وتلك المبادئ هي:

    - تحريم الربا.
    - تحريم الاحتكار.
    - تحريم الإسراف، وذلك يعرف بالعادة.
    - تحريم الذهب والحرير.
    - الحث على ان يستغني المسلم عن الناس بالعمل ، وأن لا يكون عالة عليهم.
    - تحريم كسب المال بالغش والسرقة والخيانة والاحتكار ، وثمن المحرمات من الخمر والمخدرات
    وسائر المحرمات.
    - وجوب الصدقة بالمال المكتسب بالطرق المحرمة شرعا وإنفاقه على المسلمين.
    - اعتبار الملكية الفردية وحمايته لها .
    - الأمر بان يكون القصد من كسب المال هو الاستغناء عن الناس مع التحذير من ان يكون القصد الفخر بالمال والتعاطم على الناس بالغنى.
    - الوصية بالعمال وحرية العامل في عمله.
    - الأمر بأداء حقوق المساكين من المال.

    فلما وضع الإسلام هذه المبادئ المهمة في الاقتصاد ، وفرض على المسلمين أن يعملوا بها ، وترك
    لهم الحرية بعد ذلك في أن يعملوا بما يناسب أحوالهم الاقتصادية ، أدرك الاقتصاد الإسلامي من السمو والمروبة مكانة لم يدركها الاقتصاد الشيوعي أو الرأسمالي ، لأن تقييد الاقتصاد بنظام مخصوص عيب يعاب به الاقتصاد المقيد بذلك النظام المخصوص.

    ولله در العقاد حيث قال:
    "وإذا تقرر هذا في مجتمع إنساني فلا حرج عليه أن يتخذ له نظاما من نظم المعيشة الاقتصادية
    كيفما كان " . انتهى من كتاباه ( ما يقال عن الإسلام ).

    وقال أحمد أمين :
    " لم يضع الإسلام تعاليم اقتصادية ثابتة مستقرة لأن هذه الأمور قابلة للتغيير بحسب تغيرات الأحوال " . انتهى من ( يوم الإسلام ) .

    ويقول العقاد :
    " إنما يناسب الدين أن يبين للناس قواعده التي يستقر عليها كل نظام صالح يأتي به الزمان ، ومن الأمثلة التي يحسن ذكرها هما كلما ذكر الدين ونطم الاقتصاد : ان الحياة الاقتصادية قامت في الغرب على رؤوس الأموال وفوائدها التي يدرو عليها عمل المصارف والشركات ، وشعدت بعض بلاد الغرب بعد ذلك ثورات اجتماعية قامت على تحريم رؤوس الأموال وفوائدها . فعل كان على
    الإسلام أن يبدل عقائده بين هاذين المذهبين خلال جيلين متعاقبين ؟ كلا ، وليس عليه أن يبدل هذه العقائد إذا تبدل هذان المذهبان معا وجاء بعدهما مذهب ثالث لا يقدس روؤس الأموال ولا يحرمها .
    وغنما أقام قواعد الاقتصاد التي يقام عليها كل نظام صالح ، ولا يتصور أنها تناقض نظاما منها كان بالأمس أو يكون بعد زمن طويل أو قصير ". انتهى من كتابه ( ما يقال عن الإسلام ) .

    فما فعله الإسلام من عدم تعيين نظام مخصوص للاقتصاد الإسلامي يصح أن يكون معجزة من معجزات الإسلام التي تدل على أن الإسلام تنبأ بما سيكون في هذا العصر من اختلاف نطم الاقتصاد وتضاربها .

    ولا يصح أن يقال : والمسيحية - أيضا - لم تعين للاقتصاد نظاما مخصوصا ، لأن المسيحية لم تتكلم على الاقتصاد بقليل ولا كثير بخلاف الإسلام فإنه تكلم في الاقتصاد ووضع فيه المبادئ المهمة الصالحة لكل زمان ، ومع ذلك لم يضع نظاما مخصوصا فرض على المسلمين أن يعملوا به ، فكان مناسبا لهذا العصر مناسبة يصح للعاقل أن يعدها معجزة كما قلنا .

  5. #25

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الخامس


    الجزء الثالث


    ومما ذكرناه يعلم بطلان قول من قال :
    إن الإسلام لم يتكلم على الاقتصاد كالمسيحية ، فإن المبادئ التي ذكرناها كلها عناصر مهمة في المجال الاقتصادي كما لا يخفى.
    واما شريعة الإسلام فلا يخفى انها مناسبة لاهل هذا الوقت مسايرة لأحوالهم كما شهد به علماء القانون من الأوربيين وغيرهم .
    وقد نقل صاحب ( حاضر العالم الإسلامي ) عن العلامة - السر موريسون - انه قال :
    "إن الحق الذي لا يمارى فيه ان الإسلام أعطم من معتقد ودين ، إنما هو نظام اجتماعي تام الجهاز
    وهو حضارة كاملة النسيج لها فلسفتها وتهذيبها وفنونها ".

    وقال السياسي الاجتماعي - بوهم - الألماني :
    " لقد عشت في طل نظم مختلفة ، ودرست كثيرا من النظريات والفلسفات ، فنتهيت إلى أن الإسلام لا يدانيه في كماله أي نظام من هذه النظم .
    إن للشيوعية مظاهرها الخلابة وكذلك الشأن في الديموقراطية العلمانية وفي النازية ، ولكن ليس
    في أي منها نظام متكامل لحياة طيبة كريمة .
    إنه الإسلام وحده هو الذي يقدم هذا النظام المتكامل ". انتهى من كتاب ( لماذا أسلمنا ).

    الأمر الثالث :
    تكوين أمة واحدة متفقة في الدين والشريعة واللغة ، وذلك ما يكون سببا مهما في السلام الدائم بين الناس ، كما يدل عليه قوله تعالى
    ( إن هذه أمتكم أمة واحدة ) (121) .

    ولهذا شرع الجهاد في الإسلام لأجل الوصول إلى هذه الغاية السامية التي توحد الناس وتحول بينهم وبين الحروب والفتن ، كما وقع فعلا في صدر الإسلام أيام خلفائه الرشدين .

    الأمر الرابع :
    بيان أن الحكم من حق الامة ليس لاحد أن يتولى الحكم إلا بعد مشورة الأمة ، كما قال تعالى
    ( وأمرهم شورى بينهم ) .
    هذا مع وجوب مراقبة الحكام ومواجهتهم بالحق الذي يجب العمل به ، كما دلت عليه آية
    ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ).

    وكان العمل في الدول المعاصرة للإسلام على أنه لا حق للشعب في الحكم ولا رأي له في ولاية الحكام ، إنما عليه أن يسمع ويطيع لهم وإن كان لا يهتم بدون مشورة منه.
    والمعروف في التاريخ أن أوربا ما عرفت مبدأ الشورى إلا في القرن السابع عشر ، وأول دولة
    عملت به بريطانيا وبعدها الولايات المتحدة ، ولكنها ما عملت به إلا في منتصف القرن الثامن عشر ، وفي آخر الثامن عشر عملت به فرنسا ، وفي التاسع عشر انتشر العمل به في أوربا كلها.
    ولا يتسع لنا الوقت لنذكر عيوب النظام الذي تسير عليه الشورى في أوربا المعاصرة ،ويكفي أن
    نقتصر على ذكر عيب واحد وهو : أن الشورى مؤسسة على الكثرة التي تكون بالجهال الذين لا فائدة فيهم ، بل ويكون ضررهم أكثر من نفعهم ، لأن أصحاب الأغراض السيئة يستغلونهم ويتوصلون إلى الأصوات الكثيرة بسببجهلهم ، حتى فسدت الشورى ، ولم يبق لها نتيجة لا في اوربا ولا في الدول التي تعمل بنظامها كالمغرب الذي أصبحت الشورى فيه كما يقول المثل :
    " سباق في فرس واحد ".


    الأمر الخامس :
    تقييد سلطة الحكام بالحكم بالقرآن والسنة وذلك ما حال بين الحكام وبين الظلم والتلاعب بحقوق الناس المشروعة ، كما كان عليه الحكام في الدول المعاصرة لظهور الإسلام الذين كانوا يحكمون
    شعوبهم بالقوة ، ومن القوة كانوا يستمدون نظام حكومتهم.
    فكان الإسلام أول من قيد سلطة الحكام بالعدل على ضوء ما يبينه القرآن والسنة ، ولم يجعل لهم على الناس طاعة إذا لم يحكموا بالقرآن والسنة ، كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
    ( من أمركم بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة ) ( 122).

    وبهذا برئ الحكم الإسلامي مما أصاب الحكم الديموقراطي من الفوضى التي جعلته أداة لخدمة الأحزاب وأصحاب الأموال .
    ولا مكان للعدل في قانون الدول الأوربية ولا لزوم له في حكمهم ، فمن المقرر في قانونهم العصري أن المحكمة غير ملزمة بالعدل إلا أن يطلبه أحد الطرفين المتخاصمين.
    ولا يخفى أن هذا عيب يعاب به القانون الأوربي العري ويذم به ، علاوة على العيوب الأخرى التي
    منها أن الحكام غير مقيدين في نظام أحكامهم بقيود معلومة للشعب ، كما هو الشأن في الإسلام
    الذي قيد الحاكم بأن يكون حكمه على ضوء ما يقضي به القرآن والسنة من العدل الذي لا هوادة فيه
    ولا مراعاة فيه لأحد ،ومنها أن الحاكم لا يراقب ولا يمكن أن ينبهه على غلطه ولا سيما إذا كان شيوعيا ، كما بينته في ( عيوب الشيوعية ).

    فهذه الأمور الخمسة التي ذكرناها من المهمة التي قام بها الإسلام خير قيام.
    والمبادئ التي سردناها في أول الكتاب مبدء بعد مبدء هي الأمر السادس من الإمور التي هي من
    مهمة الإسلام .
    ولا يصح لعاقل أن يحتج علينا بالمسلمين المخالفين لما يأمر به الإسلام ، فإن مثلهم كمثل قوم أمرهم طبيب ماهر بدواء نافع فلم يمتثلوا لامره ، بدعوى أن الشهوة تحول بينهم وبين التنفيذ .
    فهل يجوز لعاقل أن يطعن في دواء ذلك الطبيب بتهاون أولئك القم باستعماله .

    كلا والله


    121) الآية (92) سورة الأنبياء.
    122) أخرجه الترمذي (1707) والنسائي (7/160) .


    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 03-09-2009 الساعة 04:35 PM

  6. #26

    • م.حنان بيلونة غير متواجد حالياً
    • المشرفين

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    سوريا - اللاذقية
    المشاركات
    948

    افتراضي

    اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

  7. #27

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل السادس

    الجزء الأول


    يقول علماء الاجتماع إن الإنسان متدين بالطبع ، فلا يمكن للإنسان أن يعيش بدون دين ، لأن غير المتدين يعيش قلقا مضطربا لا زجهة له يتجه إليها في حياته التي ينظمها الدين ويوجهه فيها توجيها يعلم منه مهمته من الحياة وغايته من الدنيا.
    وما كان للإنسان الفضل على الحيوان الأبكم إلا بالدين الذي علمه الأخلاق والمعاملة الحسنة التي
    يعامل بها أبناء جنسه ، لأن العقل لا يهدي إلى المعاملة المطلوبة لأن العقول متفاوتة في الإدراك ،
    عقل يستحسن ، وعقل يسقبح ما يستحسن العقل الآخر.

    فإذا كان الدين - الذي ينقاد له الناس لاجل البرهان الدال على وجوب الانقياد له - هداهم إلى ما ينظم أمرهم بسلوكه.
    ولقانون لا يكفي ولا يغني عن هداية الدين ، لأنه لا يهتم بالأخلاق ولا بالعقيدة ولا بالمعاملة التي يجب ان يعامل بها الإنسان غيره من المخلوقات ، وهذه خصال مهمة أهم مما يهتم به القانون وأعظم أثرا في سعادة الإنسان.

    خذ مثلا : رحمة الخلوقات من الإنسان والحيوان ليست هي من وظيفة القانون ولا هي من مهماته ،
    لكن الدين يهتم بهذه الخصلة اهتماما كبيرا ، ويعد المتهاونين بها بالشقاء .
    فيقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
    ( لا تنزع الرحمة إلا من شقي ) . (123).

    والأخلااق التي بها يكون الإنسان سعيدا في حياته ومع أبناء جنسه لا يهتم القانون ولا يهمه سقوطها ، إن المسلم ينرك الشرلمنافاته للدين والاخلاق لا لأجل الخوف من الضرر ولا من السلطة ،وغير لمسلم لا يترك الشر إلا للخوف من السلطة من الضرر.

    ولا يخفى ما هناك من الفرق المشرف بين من يترك الشر لكونه شرا ، وبين من يتركه لمصلحة ما دية له في تركه.
    ومن المتفق عليه بين الباحثين في أحوال الأمم وعيوبها أن أمريكا وأوربا ما تورطوا فيما هم فيه من الشر والفساد إلا بتركهم الدين الذي حصروه في الكنيسة وانطلقوا يعملون ما يشاؤون وأصبحوا
    خاسرين .

    لهذا كان واجب الحياة يقتضي بالتدين والاهتداء بالدين في تنظيم أمورها ، وليس في الوجود دين يصلح للحياة ويناسب أحوال هذا الوقت إلا الإسلام كما يشهد به القريب والبعيد.
    إن العاقل إذا عقد المقارنة بين الإسلام وبين غيره من الأديان الأخرى وجد الإسلام متوفقا عليها في العقيدة والعبادة والشريعة والاخلاق والمعاملة.


    عقيدة الإسلام:

    أما العقيدة فإن العلماء من الغربيين يشهدون بفضيلة عقيدة الإسلام وأنها لا نظير لها في الأديان الأخرى.
    قال صاحب كتاب ( تراجم الأرباب ) وهو أمريكي وأستاذ التاريخ في جامعة شيكاغو قال :
    " إن وحدانية الله في الإسلام لميسبقها مثيل له في صفة الوحدانية ".
    انتهى بنقل العقاد في كتابه ( ما يقال عن الإسلام ).

    ويقول الأستاذ ف. ك. هابولد :
    " إن الإسلام أشد الديانات الكبرى حرصا على تنزيه الذات الإلهية عن عوارض البشرية والتجسيم"
    انتهى من كتابه ( المذاهب الباطنية ).

    وقال العلامة الألماني هوبوهم - الذي أسلم وسمى نفسه بمحمد أمان - قال:
    " هناك أسباب كثيرة تدعو الغربيين إلى اعتناق الإسلام وكلها تتفق مع العقل وطبيعة البشر ، خذ مثلا : عقيدة التوحيد انظر كيف ترتفع بكرامة الإنسان وكيف تحرر عقولنا من الخضوع للخرافات وكيف أنها تنتهي إلى المساواة بين الناس " . انتهى من كتاب ( لماذا أسلمنا ).

    وشهادات الأجانب بفضل عقيدة الإسلام كثيرة ذكرنا منها في ( دلائل الإسلام ) ، والإسلام لا يحتاج إلى شهادة أحد ، لأنه يشهد لنفسه بنفسه ، ولكننا أوردنا هذه الشهادات تقوية لذوي النفوس الضعيفة والعقول الركيكة .


    123) أخرجه أحمد ( 2/310) .

  8. #28

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل السادس

    الجزء الثاني


    شريعة الإسلام

    وأما الشريعة فإن فضلها يعلم من أنها صالحة لكل زمان ولكل مكان كما يدل عليه شهادة علماء القانون بذلك.
    فقد انعقد سنة 1332 هجرية في لاهاي المؤتمر الدولي وقرر بإجماع أن الشريعة الإسلامية النصدر الرابع للقانون المقارن.
    وهذه مزية لم يفزبها دين من الأديان الأخرى كما هم معلوم .
    ويقول العلامة هوكنج الأمريكي - أستاذ الفلفسة بجامعة هافرد - :
    " يستاءل البعض عما إذا كان نظام الإسلام يستطيع توليد أفكار جديدة وإصدار أحكام مستقلة تتفق مع ما تتطلبه الحياة العصرية ؟ والجواب عن هذا السؤال هو : أن في نظام الإسلام كل استعداد داخلي للنمو ، بل إنه من حيث قابليته للتطور يفضل كثيرا من النطم المماثلة ، وإني أشعر بأني على
    حق حين أقدر أن الشريعة الإسلامية تحتوي بوفرة على المبادئ اللازمة للنهوض ".
    انتهى من كتابه ( روح السياية العالمية ) طبع سنة 1932 .

    ويقول الأستاذ روم لاندو الإنجليزي :
    " سأحاول في هذا المقال أن أتحدث عن الإسلام كما يتحدث رجل غير مسلم ، غير أنه يهتم بمشاكل
    الإسلام أكثر من ثلاثين سنة ، وهو إلى ذلك يعمل جهده لشرح الإسلام لطلاب أمريكيين لم يسبق لهم أن سمعوا عن الإسلام شيئا .وقد ثبت لدي في تجربتي مع هؤلاء الطلبة أن الذي ينطبق في أذهانهم عن هذه الديانة هي بساطبتها وموافقتها لواقع الحياة ، ومما يسترعي اهتمامهم في التشريع الإسلامي قابليته للجتهاد ، تلك القابيلة التي مكنت الفقه الإسلامي من التطور في إطار القرآن . وفي الكلية أقسام لدراسة الديانات البوذية والبرهمية تنبنيان على شيء من الوهم ، وأن مبادئهما عديمة الصحة لا تمس ، بينما لا يوجد شيء من ذلك في الإسلام الذي يجيب بأجوبة ملموسة عن المشاكل التي تشغل الفكر البشري " .
    انتهى من مقال له نشر ( بدعوة الحق ) التي تصدرها وزارة الأوقاف المغربية ( عدد 4-5 )
    من السنة الاولى عام 1377 هجرية.

    وقد قام نقيب المحامين في باريس خطيبا في المؤتمر المنعقد للبحث في الفقه الإسلامي في كلية الحقوق من جامعة باريس تحت عنوان ( أسبوع الفقه الإسلامي ) فقال :
    " أنا لا اعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لنا عن جمود الفقه الإسلامي وعدم صلاحه أساسا تشريعيا يفي بحاجات المجتمع العصري المتطور وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشتها مما يثبت خلاف ذلك تماما ببراهين النصوص والمبادئ " .
    وفي الختام وضع المؤتمرون بالإجماع التقرير الذي ترجم بما يلي :

    1 - مبادئ الفقه الإسلامي بها قيمة حقوقية تشريعية لا يمارى فيها .

    2 - إن اختلاف المذاهب الفقهية ينطوي على ثروة المفاهيم والمعلومات ومن الأصول الحقوقية
    وهي مناط الإعجاب ، وبها يتمكن الفقه الإسلامي من أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة
    والتوفيق بين حاجاتها . انتهى ترجمة الأستاذ مصطفى الزرقا في مقدمة كتابه ( المدخل الفقهي العام).


    عبادة الإسلام :

    وأما عبادة الإسلام فمن فضلها أنها تجمع بين المصلحة الدنيوية والدينية .
    فليس في عبادة الإسلام ترك النكاح وتحريم الطيباتواعتزال الناس كما هو الحال في المجوسية والبوذية والمسيحية .
    وليست عبادة الإسلام محصورة في الصلاة أو الصيام أو الحج ، بل تكون بالأعمال كلها :
    المصلي يعبد الله
    والمحترف يعبد الله
    والمتعلم يعبد الله .

    في الحديث النبوي الشريف
    (لأن تغدو فتتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير لك من أن تصلي مئة ركعة ) 125.

    وفي الحديث الشريف
    (لأن تمشي مع أخيك في قضاء حاجته أفضل من أن تعتكف في مسجدي شهرين ) 126 .

    ويكفيك أن تلقي نظرة إجمالية إلى الطهارة المشروعة في الإسلام وإلى غيرها من عبادات الإسلام لتعلم أنها مشتملة على المصلحة الدنيوية المحسوسة .
    وانظر كتابنا ( دلائل الإسلام ).


    124) أخرجه الطبراني كما في الأوسط ، كما في الترغيب والترهيب ( 3/184).
    125) أخرجه بن ماجة (219) وحسنه الترمذي.
    126) أخرجه الطبراني في الأوسط والحاكم ، كما في الترغيب )4/170).

  9. #29

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل السابع

    الجزء الأول



    إذا كان الإنسان لا يمكنه أن يعيش بدون دين كما يقول علماء الاجتماع ، فإن الدين الذي يصلح للناس ويناسب أحوال أهل هذا الوقت هو الإسلام وحده لأن اليهودية والمسيحية علاوة على ما في عقائدهما من العقائد المخالفة للعقل كما بينته في ( دلائل الإسلام ) ( 2 - 32) ديانتهما شديدة لا تناسب أهل هذا الوقت ولا غير هذا الوقت . والبوذية - التي يمدحها البوذيون - أقبح منهما وأكثر
    شدة وحرجا ، إنها تشترط على من يريد الدخول فيها أن يتنازل عن ماله وعقاره ، وأن يحمل مخلاة للسؤال ، وترى المساواة خاصة بالبوذيين ، وهذا عمل بالطبقية لا يقبله أحد ، ولها عيوب أخرى ذكرتها في غير هذا الكتاب.
    وأما الشيوعية - التي يعشقها أبناء هذا الوقت الغفلون - فليست بدين ، وإنما هي مذهب اقتصادي دلت التجربة على أنه لا يمكن العمل به في دولة من دول هذا الوقت ، لهذا رجع الروسيون وغيرهم من الدول الشيوعية عن كثير من المبادئ الشيوعية المهمة لعجزهم عن تطبيقها منها :

    1 - المساواة بين الأجور
    2 - محاربة الطبقية
    3 - نزع الملكية الفردية
    4 - إزالة الحكومة كما بينت ذلك مبسوطا في كتابي ( عيوب الشيوعية ) ، والحقيقة التي يجب الإعلام بها أن الشيوعية مذهبمؤسس على الدعاية المزخرفة التي لا حقيقة لها ، ولو كانت الشيوعية كما يدعي أنصارها لما رأيناها تفرض على الامم بالقوة والنار، وما رأينا كثيرا من كبرائها يهربون من حكمها إلة أمريكا وأوربا.

    ومن المعلوم أن - ستالين - لما مات لعنه الروسيون وقالوا : إنه كان جبارا مستبدا ، ولما مات
    - ماو - الزعيم الصيني الشيوعي لهنه الصينيون ووصوفه بالصفات المنافية للشيوعية ، أما
    - كاسترو - الرئيس الكوبي فقد صرح في خطاب له أن الماركسية لا تصلح لكوبا.

    وبالجملة فقد دلت المشاهدة على ان المذهب الماركسي إنما هو فكرة خيالية وحلم لذيذ خطرت على بال اليهودي - ماركس - فسجلها في كتابه بصورة مزخرفة اغتر بها المغفلون وطنوا انها كما زعم أمر متحتم الوقوع . فلما حاولوا تطبيقها تبين لهم أن تطبيقها أمر مستحيل لا يمكن بحال ، وحينئذ
    علموا أنها مجرد خيال وحلم لذيذ يشبه ما يحكى في قصص ( ألف ليلة ) كما صرح به الرئيس
    - كاسترو - في خطبته التي ذكرتها في ( عيوب الشيوعية ).

    والاقتصاد الماركسي له عيوب ملموسة ذكرتها في ( دلائل الإسلام ) يسر الله إتمام نشره .
    يضاف إلى ما تقدم أن الشيوعية تنكر الدين ولا تؤمن بالله ، ولا يمكن للإنسان أن يعيش بدون دين لأجل ما يعتريه من الأفكار التي تكدر عليه حياته وتشوش عليه أمره من أجل إنكاره الدين الذي يعترف به العقلاء والعلماء والفلاسفة الذين لا يعقل أن يكونوا كلهم مخطئين في اعترافهم بالدين الذي ينكره.

    إن كثيرا من العلماء أنكروا الدين في أول حياتهم ، ولما كبروا وقاربوا الموت رجعوا إلى الدين ،
    اقرأ كتاب ( لماذا أسلمنا ) تجد فيه ما يدل على ما نقول.
    إن اتفاق العلماء والفلاسفة على الإيمان بالدين يولد في نفسه أفكارا تقول :
    " ما يدريك لعل ما يقوله الدين من عقوبة المنكرين حق واقع ، إن هذه الأفكار ترد على قلوب المنكرين للدين عندما يطعنون في السن ، ولا يسلم منها إلا النادر الذي لا شعور له ".

    حقا إن حياة المنكرين للدين بسبب ما ذكرناه تكون حياة اضطراب ضمير وقلق نفس وكدر ملازم،
    ولست ادري ما الداعي إلى إنكار الإسلام الذي يعيش العاقل به مطمئن البال مستريح الضمير.

  10. #30

    • شلبي سعيد غير متواجد حالياً
    • الادارة العامــــة للمـــــوقع

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    مصر الحبيبة
    العمر
    44
    المشاركات
    3,580

    افتراضي

    العبير

    سلمت يداكي علي تلك الاساسيات

    والموضوع الجيد
    بانتظار جديدك

    الرواء للتنمية الزراعية
    مبيدات - اسمدة - شتلات - صوب زراعية
    اشراف زراعى والمتابعة - شبكات رى -
    عمل دراسات جدوى للمشروعات الزراعية
    ادارة
    مهندس / شلبى سعيد

    01221627822
    01068334230
    ايميل
    shalaby_said2002@yahoo.com



+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة في الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-01-2011, 02:49 AM
  2. الإسلام و العلمانية وجها لوجه.. العلامة الدكتور القرضاوى
    بواسطة محمودعبدالهادى في المنتدى قسم الكتب الدينية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-06-2009, 10:08 AM
  3. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك