النتائج 1 إلى 10 من 53

الموضوع: هذا هو الإسلام

مشاهدة المواضيع

  1. #11

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الرابع

    الجزء الرابع


    6 - اعتبار العقل واحترام أدلته القطعية .
    فلهذا اتفق علماء الأسلام على انه إذا تعارض ظاهر الشرع مع العقل عملنا بمقتضى العقل ، وأولنا النص الشرعي تأويلا يتفق به مع العقل أو فوضنا الأمر فيه إلى الله مع اعتقادنا انه لا يراد به ما يخالف العقل ولكنه فوق مستواه ، لان العقل قد يعجز عن إدراك الأمر وإن كان لا يراه محالا .
    وهذا المبدأ مما يمتاز به الإسلام عن الأديان الأخرى ، وكان هو الدين الوحيد الذي اعتبر العقل واحترم أدلته.

    قال الأستاذ - محمد عبده - " الأصل الأول للإسلام النظر العقلي لتحصيل الإيمان ، فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي ". انتهى من كتابه ( الإسلام والمدنية ) .
    ويقول - وجدي - "فاجأ الإسلام الناس بمبدإ لم يكونوا يحلمون به وهو ' الدين هو العقل '
    وكانت الأديان قبل ذلك كما في ( دائرة معارف القرن التاسع عشر ) تقول :
    " أطفئ مصابيحعقلك واعتقد أنك أعمى " .انتهى من كتابه ( الإسلام دين الهداية ).
    ويكفي العاقل دليلا على ما نقول أن ينظر في عقيدة النصارى واليهود والمجوس ليتحقق بصحة هذا المبدإ الذي امتاز به الإسلام وكان له به الفضل على الأديان الأخرى كلها.

    7 - حرية الدين والاعتقاد
    كما دلت عليه آية ( لا إكراه في الدين ).
    ومن المعلوم أن الإسلام أو من دعا إلى هذا المبدإ وعمل بمقتضاه ، أما الدول الاخرى فكان نظام قانونها أن كل واحد ملزم بدين الدولة والتزام شريعته . وأنت تعلم ما لقيه المسلون واليهود في الأندلس من العذاب لأجل الدين.

    ولا يسمح الإسلام بالردة والخروج من الإسلام ، لان ذلك نقض للعهد وليس هو من حرية الدين في شيئ ، والدول كلها تعاقب من ينقض عهد وطنه بخيانته وتحكم عليه بالقتل والإعدام .
    ووطن الإسلام هو الإسلام ، فمن خان الإسلام ونقض عهده فالإسلام يعاقبه كما تعاقب الدول من يخونوا أوطانهم .

    8 - احترام حقوق الإنسان واعتبارها .
    من المنفق عليه بين العلماء أم اول من اهتم بحقوق الإنسان واعترف بها هو الإسلام .
    حق الإنسان في المساواة معلوم ثبوته من آية
    ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )( 106).
    ومن حديث
    ( من سره أن ينجو من النار فلتأته منيته وهو يؤمن بالله وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) .
    رواه مسلم ( 108).
    لأن معنى الحديث أن يعامل المسلم غيره معاملة مساوية للمعاملة التي يحب أن يعامله بها.
    ويلاحظ أن الحديث قال " الناس " ولم يقل - المسلمين - ليكون الحكم عاما يعم المسلمين والكفار.
    وقد انعقد في السعودية في السبعينات مؤتمر حضره علماء القانون من جميع الدول ، واتفق المؤتمرون على الاعتراف بأن الإسلام هو أول من اعترف بحقوق الإنسان واهتم بها .

    9 - حقوق المرأة .
    كانت المرأة مظلومة عند جميع الامم ، لا يعتبرونها ولا يرون لها حقا في شيء، بل كانوا يعتبرونها شرا لا بد منه وحيوانا ينتفع به الرجل كما ينتفع بالحمار والجمل ، لهذا كانت المرأة تورث وتباع كما يباع الثور والحمار ، وكان هذا العمل معروفا حتى في أوربا في القرون الوسطى .
    فجاء الإسلام فسوى بين المرأة والرجل في الحقوق والمنزلة ، وجعل المراة كالرجل ، وشريكته
    في الحياة والحقوق ، فقال الله تعالى
    ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) ( 109).
    فأصبحت المرأة في الإسلام كالرجل تملك وترث وتبيع وتدلي برأيها في الزواج وفيما يعرض من النوازل.
    والدرجة التي خص الإسلام بها الرجل دون المرأة هي درجة القيام بالمصالح التي لا يتيسر للمراة القيام بها لضعفها واشتغالها بالحمل وتربية الأولاد وشؤون البيت.

    10 - إصلاح المجتمع الإنساني ببيان ما يجب تأسيسه عليه من الأركان النافعة مع تطهيره مما
    يفسده من الأعمال الفاسدة والعادات القبيحة.
    من الأركان النافعة - التي بينها الإسلام لأجل إصلاح المجتمع الأنساني - :
    التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني .
    فرض الإسلام على المجتمع الإسلامي أن يقوم بشؤون كل فرد من أفراده ، ففرض الزكاة ووصى بالإحسان إلى الفقراء والمساكين والجيران والقرابة والغرباء والمسافرين والمساكين والمحرومين .
    وقال الله تعالى
    ( وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) (110).

    وقال سبحانه
    ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) (111).

    وقد حكى ابن حزم في ( المحلى à إجماع الصحابة على أن الأغنياء يجب عليهم مواساة فقرائهم إذا لم تكفهم الزكاة .
    وفي الحديث الصحيح
    ( أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله) رواه أحمد (112).
    العرصة هي : الحومة.

    ولا نزاع بين العلماء في أن الإسلام هو أول من اهتم بمشكلة الفقراء وعالجها بالطرق النافعة
    ومنها: الحياء والحشمة وعدم التظاهر بالفواحش والمنكرات عملا بقول الله جل ذكره
    ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) (113).
    لا يحب الله الجهر بالقول القبيح فكيف بالفعل القبيح ؟ ، إن التظاهر بالفواحش من أعظم الأسباب في شيوع الفساد في المجتمع وسقوط الأخلاق فيه .

    ويرحم الله من قال

    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ********** فإم همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا


    ومنها : مقاومة الظلم ونصر المظلومين ، قال تعالى
    ( والذين إذا أصابهم البغي هو ينتصرون ) (114).
    مدح الله الذين ينتصرون من الظالمين تحريضا للمظلومين على الانتصار من الظالمين .
    وفي الحديث الصحيح
    (من قتل دون مظلمة فهو شهيد ) رواه النسائي (115).
    وفي الحديق
    ( إذا هابت أمتي أن تقول للظالم أنت ظالم فقد تودع منهم ) رواه الحاكم وصححه وأقره المنذري
    (117).
    هذه النصوص تبطل ادعاء الشيوعيين أن " الدين أفيون الشعوب " كما انها تفرض على المسلمين أن يراقبوا الحكام ويواجهوهم بالإنكار.

    ومنها : بيان الحقوق التي تربط المسلمين بعضهم ببعض وتكون سببا في دوام الاتصال بينهم .
    بين الإسلام أن حق المسلم على أخيه خمس خصال :


    1 - إذا لقيه أن يسلم عليه لأن ذلك يزيد المحبة قوة وصفاء.

    2 - إذا دعاه أن يجيب دعوته.

    3 - إذا مرض أن يعوده .

    4 - إذا مات أن يحضر جنازته .

    5 - إذا استنصحه أن ينصحه .


    لا يخفى أن العمل هذه الحقوق ومراعاتها مما يحفط المودة ويجعلها قوية متينة .

    ومنها : الحث على طلب المال بقصد الاستغناء عن الناس ، والنحذير من البخل به عن الحقوق الواجبة.

    ومنها : تحريم الخمر والمخدرات والقمار والزنا والفواحش المفسدة للأخلاق .

    إذا تدربت أيها القارئ الكريم هذه المبادئ التي دعا إليها الإسلام ، وفهمت معناها ، تبين لك فضل الإسلام على الإنسانية وإنقاذه لها مما كانت تتخبط فيه من الجهل والقبائح المهلكة لخصائص الإنسانية.



    106) الآية (13) سورة الحجرات.
    107) أخرجه أبو داود (2/624) والترمذي (3270).
    108) اخرجه مسلم في صحيح رقم( 1844) وأحمد (2/192) والنسائي (7/135) .
    109) الآية ( 228) سورة البقرة .
    110) الآية (117) سورة البقرة .
    111) الآية (19) سورة الذاريات.
    112)أخرجه أحمد في المسند (2/33).
    113) الآية (148) سورة النساء.
    114) الآية (39) سورة الشورى .
    115)أخرجه في المجتبى (7/117) واحمد (1/305).
    116) أخرجه في سننه (2173) وكذا أبو داود (2/438) والنسائي (7/161).
    117) أخرجه الحاكم (4/96) وأقره الذهبي على صحته وانظر الترغيب (4/11).
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 28-08-2009 الساعة 07:47 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة في الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-01-2011, 02:49 AM
  2. الإسلام و العلمانية وجها لوجه.. العلامة الدكتور القرضاوى
    بواسطة محمودعبدالهادى في المنتدى قسم الكتب الدينية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-06-2009, 10:08 AM
  3. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك