يمكن تعريف المكافحة المتكاملة للآفات حسب المصطلح المنشور من قبل (IOBC)، المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية للنبات والحيوان بأنها: "استراتيجية إدارة الآفة باستخدام كل الوسائل التي تجعل مستوى الآفة أخفض من العتبة الاقتصادية لها، مع إعطاء الأولية للوسائل الحيوية الطبيعية.".
وفي المكافحة المتكاملة تكون مكافحة الآفة مدروسة ضمن العلاقة المتبادلة مابين الأنظمة البيئية الزراعية والإنتاج الاقتصادي حيث يمكن أن يسمح لمستوى منخفض من أضرار الآفة أن تكون ظاهرة. وتعطى الأولوية للوسائل الحيوية الطبيعية مثل المكافحة الحيوية (المتطفلات، المفترسات، العوامل الممرضة)، مقاومة النبات والطرق الزراعية التي تسمح بالوقاية من انتشار الآفة.
إذا فشلت العوامل السابقة في إبقاء انتشار الآفة تحت حد العتبة الاقتصادية فيجب تحريك العوامل الأخرى للمكافحة (البيولوجية، الفيزيائية، الكيميائية، الوراثية..).
المعلومات الواجب توافرها لبناء برنامج مكافحة متكامل للآفات:
لبناء برنامج مكافحة متكامل لآفة ما يلزم توافر أربعة مجموعات من المعلومات يمكن تلخيصها في الآتي:
1- العائل النباتي:
أ- محصول حقلي، أم محصول خضر – أشجار فاكهة..
ب- موعد الزراعة وبقائه بالحقل.
ج- النباتات المجاورة التي يمكن أن تكون عائل نباتي ثاني للآفة المراد مكافحتها.
د- المعاملات الزراعية مثل الري والتسميد والتقليم.
2- علاقة العائل النباتي بالآفة من حيث:
أ- أي أجزاء العائل النباتي عرضة للإصابة.
ب- العلاقة بين موعد الزراعة وظهور الإصابة.
ج- العلاقة بين مراحل النمو وظهور الإصابة أو شدتها.
د- العلاقة بين المعاملات الزراعية المختلفة مثل الري والتسميد وشدة الإصابة.
هـ- وجود أنواع نباتية أخرى قابلة للإصابة يمكن الاستفادة بها في إشباع أسلوب المكافحة عن طريق المصائد النباتية.
3- الآفــة:
1- تحديد نوع الآفة بدقة واسمها العلمي وتصنيفها.
2- معلومات كاملة عن دورة حياتها، عدد أجيالها في الموسم.
3- مواعيد ظهورها.
4- دراسة تغير أعدادها على مدار العام وخلال الأعوام السابقة.
5- أعدائها الطبيعية ودورها في خفض أعدادها خلال العام.
6- إمكانية استخدام الوسائل الحيوية مثل المصائد لمكافحتها.
7- حجم الأضرار الاقتصادية.
8- تحديد الحد الاقتصادي الحرج الذي يبدأ عنده أسلوب المكافحة المناسب.
4- الظروف المناخية:
1- تأثير درجة الحرارة بالارتفاع أو الانخفاض على الآفة من حيث دورة حياتها وعدد أجيالها.
2- تأثير الرطوبة النسبية على دورة حياة الآفة.
3- العلاقة بين الظروف المناخية وتوزيع الآفة.
4- العلاقة بين الظروف المناخية ونشاط الأعداء الطبيعية.
وفق المعلومات السابقة يمكن صياغة برنامج مكافحة متكاملة لآفة حيث وجد بأنه من الصعوبة بمكان عدم إمكانية تحقيق نجاح في كثير من الحالات عند اتباع أسلوب المكافحة الحيوية وحدها أو المكافحة الكيميائية وحدها لجميع الآفات.
العناصر الرئيسية للمكافحة المتكاملة:
كما قلنا سابقاً بأن المكافحة المتكاملة هي استخدام كافة الوسائل لجعل مستوى الإصابة أخفض من العتبة الاقتصادية. ويمكن تحديد هذه الوسائل ضمن المجموعات التالية:
- المكافحة الفيزيائية:
باستخدام الإشعاع، الآلات، الحرارة..
- المكافحة الكيميائية:
باستخدام مبيدات العناكب، الحشرية، الفطرية، الأعشاب، النيماتودية.
- المكافحة بالطرق الزراعية:
تحضير التربة، التسميد، التقليم، الأصناف…
- المكافحة البيولوجية (الحيوية):
استيراد أعداء حيوية، زيادة الأعداء الحيوية الطبيعية، الحفاظ وإكثار الأعداء الحيوية، المكافحة الميكروبيولوجية.
- المكافحة بالوسائل الحيوية (بيوتكنيك):
مثل استخدام الفورمونات، والهرمونات، مانعات التغذية، الضوء، الصوت، المصائد الغذائية، الذكور العقيمة، الاستخدام الكثيف للمصائد...
المكافحة البيولوجية أو الحيوية:
يمكننا تعريف المكافحة البيولوجية: بأنها استخدام المفترسات والطفيليات أو العوامل الممرضة في خفض أعداد الآفة عن الحد الذي يسبب ضرراً اقتصادياً. ويمكن استخدام الأعداء الطبيعية للحشرات بمفردها بنجاح في حالات خاصة في خفض أعداد آفة ما عن الحد الذي يسبب ضرراً اقتصادياً، وفي حالات أخرى قد لاتكفي المكافحة البيولوجية وحدها كطريقة مكافحة آفة ما وفي هذه الحالة يجب وضع برنامج مكافحة متكامل يشتمل على أكثر من أسلوب وطريقة للمكافحة تؤثر مع بعضها في نظام متكامل مدروس ودقيق في خفض أعداد نوع ما من الآفات عن الحد الذي يسبب ضرراً اقتصادياً.
عناصر المكافحة البيولوجية:
تتكون عناصر المكافحة البيولوجية من ثلاث مجموعات رئيسية وهي:
1- المفترسات Predators.
2- الطفيليات Parasitoids.
3- الكائنات الحية الدقيقة والممرضة للحشرات مثل البكتريا والفيروسات والفطريات والنيماتودا.
أشكال المكافحة البيولوجية:
1- المكافحة البيولوجية الكلاسيكية:
وهي التي يتم فيها استيراد وتوطين أعداء حيوية مدخلة من مكان إلى آخر بغرض مكافحة آفة حشرية ما. وفي هذه الحالة يتم اختيار عدو حيوي من منطقة من العالم ثبت فيها فعاليته في مكافحة الآفة هناك ويعمل على إدخاله وتوطينه في منطقة أخرى تعاني من هذه الآفة.
2- المكافحة البيولوجية الطبيعية:
وهي الحالة التي يتم فيها المحافظة على الآفة تحت العتبة الاقتصادية عن طريق عمل الأعداء الحيوية المحلية، ويمكن الإضافة على هذا التعريف بإضافة وعمل الأعداء الحيوية المهاجرة بشكل عرضي واستوطنت في البيئة المحلية.
المعالجة بالأعداء الحيوية:
هناك ثلاث طرق رئيسية لهذه المعالجة وهي:
1- المحافظة على الأعداء الحيوية Conservation:
وهي الخطوة الأولى الرئيسية تكون بالمحافظة وتعزيز فعالية الأعداء الحيوية المحلية الموجودة في البيئة الزراعية لكل محصول. ولذا من الضروري معرفة الأعداء الحيوية الموجودة ومعرفة دورها وفعاليتها في المكافحة. بعد ذلك يمكن اكتشاف الطرق لحمايتها وتطويرها. ويشمل هذا زيادة التغذية لها وتأمين الحماية. فمثلاً تشجيع وجود الأزهار حول المحاصيل لتوفير التغذية لها أو تحديد استخدام المبيدات.
2- الإدخال Introduction:
في حال عدم وجود أعداء حيوية فعالة لمكافحة الآفة في البيئة، نلجأ إلى إدخال وتوطين أعداء حيوية جديدة.
وتكون المشكلة حادة عندما تكون الآفة المدخلة جديداً إلى البيئة وبهذه الحالة لايتوفر لها أعداء حيوية ملائمة في البيئة لمهاجمتها. إن عملية الإدخال هذه تدعى بالمكافحة البيولوجية الكلاسيكية وعندما تنجح عملية الإدخال ويستوطن العدو الحيوي في البيئة فمن المتوقع أن يستمر هذا العدو بالاستمرار في عمله في مكافحة الآفة بشكل دائم.
3- الإكثار Augmentation:
إذا كانت الأعداء الحيوية المحلية لاتستطيع أن تسيطر على الآفة بعد اتباع الأسلوب الأول وهو المحافظة عليها، وكذلك الأعداء الحيوية المدخلة، فيمكن اللجوء عندئذ إلى تربية الأعداء الحيوية وإطلاقها بشكل متكرر للحافظ على مستوى منخفض من الآفة. ويجب ملاحظة بأن عملية الإكثار مكلفة اقتصادياً ولايتم اتباعها إلا في حالة عدم كفاية أسلوب المحافظة أو الإدخال.
- إن عملية إكثار الأعداء الحيوية المحلية يعني إطلاقها من مراكز التربية في وقت مبكر قبل أن يصل مستوى الأعداء الحيوية في الطبيعة بشكل كافٍ للحد من انتشار الآفة بشكل كبير ويصعب مكافحتها عندئذ.
- وبالنسبة للأعداء الحيوية المدخلة فيتم إكثارها بشكل دائم عندما لاتستطيع مواصلة عملها بسبب انقطاع المحصول أو اختلاف الظروف الجوية أو غياب الآفة، فيلجأ إلى تربيتها وإطلاقها في الأوقات المناسبة في بداية كل موسم ويدعى هذا الأسلوب بالإطلاق التلقيحي (التطعيمي) Inoculative release.
- بالإضافة إلى عملية الإطلاق وتوطين الأعداء الحيوية المحلية فإنه يمكن إطلاق الأعداء الحيوية ورشها مثل المبيدات وذلك لمكافحة آفة معينة في الوقت المناسب. ويدعى هذا الشكل من الإكثار بالإغراق Inundative release (الإغراق بالأعداء الحيوية). وعادة يستخدم هذا الأسلوب عند استخدام العوامل الممرضة حيث من الصعب وجودها أو انتشارها في الطبيعة وعادة يكون إنتاجها غير مكلف.
وللحفاظ على معالجة فعالة عن طريق الأعداء الحيوية يجب إجراء مايلي:
1- لايجب استخدام المبيدات ذات التأثير الواسع الطف ويجب استخدام المبيدات المتخصصة.
2- لايجب رفع نسب استخدام المبيدات بشكل كبير.
3- يجب استخدام المبيدات ذات التأثير قصير المدة.
4- استخدام المبيدات في الأوقات المناسبة، قبل أو بعد ذروة انتشار الأعداء الحيوية.
5- يجب اختيار المبيدات ذات التأثير السمي المنخفض أو المعدوم على الأعداء الحيوية.
6- إذا كانت إضافة المبيدات الكيميائية ضرورية يجب اختيار العتبة الاقتصادية للدخول في المكافحة.
7- الاقتصار على مكافحة النباتات المصابة وتجنب رش جميع النباتات.
8- استخدام المبيدات بشكل مصائد سامة (طعم) مثل حالة مكافحة ذبابة البحر الأبيض المتوسط.
9- إن الغبار يقلل من فعالية عمل الأعداء الحيوية، لذا يجب العمل على تقليل وجود مصادر إحداث الغبار (الطرق الزراعية).
10- يلعب النمل دوراً في تخفيض نشاط الأعداء الحيوية ولذا يجب العمل على مكافحته.
11- يمكن أن تلعب الأعشاب حول البساتين دوراً في حماية الأعداء الحيوية لتكون ملجأ لها أو مصدر غذائي، وزراعة النباتات الزهرية والغنية بالرحيق لتكون مصدر غذائي لها.
المكافحة المتكاملة لأهم آفات الحمضيات:
يمكن معرفة أهم الآفات الموجودة في المنطقة من الجدول الملحق.
ونورد هنا بعض الملاحظات حول أهم الآفات الموجودة في سوريا والمكافحة المتكاملة عليها هنا وفي المنطقة:
- إن حلم صدأ الحمضيات P. oleivora وحلم البراعم Aceria sheldoni والعناكب الحمراء Panonychus citri لايمكنها أن تصبح آفات اقتصادية إلا عند استخدام المبيدات الحشرية ذات الطيف الواسع، ولاتمثل ضرراً في البساتين التي ينحصر استخدام المبيدات المتخصصة ضد العناكب. ويعود السبب في ذلك بأنها تكافح بكثير من الأعداء الحيوية (العناكب المفترسة).
- ذبابة الحمضيات البيضاء D. citri: آفة تصيب الحمضيات وهي تحت حد المستوى الاقتصادي للإصابة. عمل الطفيليات مثل Encarsia lahorensis والمفترس Serangium percestosum فعالان ضد الذبابة البيضاء.
ويمكن اتباع طرق زراعية للحد من الإصابة مثل التقليم وإزالة الأعشاب والعوائل الأخرى المضيفة واستخدام الزيت الصيفي في حالة الإصابات الشديدة في الأوقات المناسبة (الأطوار اليرقية الأولى) إذا استدعت الضرورة.
- الذبابة البيضاء الشمعية P. myricae: هي ذبابة مدخلة إلى المنطقة وجدت عام 1994 في بعض المواضع وسرعان ما اختفت ولم تسبب أية أضرار اقتصادية ويعتقد بأنها وفدت من تركيا ولكن دخل معها أعداء حيوية أيضاً مثل الطفيل Ertonocerus debaehi المدخل من جنوب كاليفورنيا إلى تركيا واستطاع أن يكافح هذه الآفة بنجاح هناك.
- الحشرة القشرية الحمراء الكاليفورنية: هي حشرة في المناطق الساحلية من منطقة البحر الأبيض المتوسط يوجد لها مفترسات عديدة مثل Chilocorus bipustulatus ويوجد طفيليات فعالة عليها مثل Aphytis melinus وفي البساتين التي لايتم استخدام مبيدات كيماوية فإن هذه الأعداء الحيوية تلعب دوراً كبيراً في الحد من الإصابة. في الحالات الخاصة جداً يمكن استخدام الزيت الصيفي فقط وفي الأطوار المناسبة.
- حشرة فلوريدا الشمعية C. floredensis: موجودة بشكل بؤر متناثرة في المنطقة. استخدام الزيوت الصيفية في الأطوار الملائمة كافية للسيطرة على هذه الآفة، كما يوجد الكثير من الأعداء الحيوية ضد هذه الآفة استطاعت الحد من الإصابة والسيطرة عليها.
- بق الحمضيات الدقيقي: لايعتبر آفة رئيسية في البساتين التي لاتستخدم مبيدات وعلى جميع الأحوال فإن استخدام C. montroizieri فعال جداً لمكافحة الآفة.
العتبة الاقتصادية:
يمكن تعريف العتبة الاقتصادية بأنها مستوى الانتشار للآفة الذي يجب عنده التدخل للوقاية من الوصول إلى مستوى الضرر الاقتصادي للإصابة.
ويمكن تعريف مستوى الضرر الاقتصادي للإصابة بأنه أخفض كثافة انتشار للآفة والذي يسبب ضرر اقتصادي.
المن Aphids العتبة 25% من الأفرع مصابة
الذباب الأبيض 10-5 يرقات من الطور الثاني أو أكبر / ورقة بالنسبة للكليمانتين 30-20
البق الدقيقي 10-5% ثمار مصابة بيرقات صغيرة صيفاً و 15% خريفياً
الحشرات القشرية المسلحة أنثى واحدة / سم على الفرع و/أو 4 إناث / ثمرة
ذبابة الفاكهة 20 حشرة كاملة/مصيدة/أسبوعياً في الخريف على الكليمانتين القريب من النضج
50-40 حشرة كاملة/مصيدة/أسبوعياً في الخريف على البرتقال القريب من النضج
10 حشرات كاملة/مصيدة/أسبوعياً في الربيع على الأصناف المتأخرة النضج
المكافحة المتكاملة للحمضيات 
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)