هل يجتمع بالقلب اثنتان ؟؟
هل يجمع القلب بين عشقين !! هل يحب القلب اثنتين !!
واحدة رأيتها وادركتها ... عايشتها ... منحتني السعادة والغنى ...
منحتني الحب والابتسامة ... اعترف أنني جربت معها كل ألوان
المتع ... ومامن رضى ... قد يكون الطمع ؟؟
ولكن مااراحتني صحبتها ...
ان أضحكتني في موضع أبكتني في مواضع ... إن أحببتها حد
الجنون فارقتني !!
إن ملكتني عرشها ...لاتلبث قليلا الا وعزلتني... ومن مقاليد الحكم
جردتني !!
أحبها ودائما تتركني مضطربة ؟؟؟
فلا أنا الغنية عنها ...ولاانا السعيدة بجوارها ...
وصاحبة أخرى ... حقيقة لم أرها !! ولكني سمعت عنها الكثير ...
لم أدركها بإحساسي ولكن بيقيني ... جميلة ولم أشهد جمالها ...
صحبتها دائمة ولم أسعى لها !!
يقولون طريقها شاق ...فيأخذني الكسل ... ويقولون بها مالم تر
العين ... فيحدوني الأمل... ولكن مالعمل ؟؟
لقربها شروط وقواعد تتبع ... أعلم أنها لو طغت في قلبي لأتتني
بالاخرى تحت قدمي ...ولكن للمحبة طرق تسلك ... ولديها من
السعادة مالايقطعه حزن ... ومن القوة مالايعتريه ضعف ...
ولكني تمسكت بالسهل رغم ادراكي لزواله !! فهل لأننا لانؤمن الا
بماتراه العين ولو أشقانا؟؟
ومن غير الممكن أن اجمع بينهما واعدل في قلبي ... فالطريق لكل
منهما مختلف ... فلمن ستكون الغلبة ياترى ؟؟
أنا الفقيرة ... وانا الجارية له .. أنا كنت بأمر وكلمة منه ... هو
مولاي ومالك أمري ...
يطعمني ويسقيني ... يسكنني ويحميني ...
يجود على بكرم يقري الروح قبل الجسد ... اطلب منه ولاينقطع
المدد
أخالفه حينا ... وأعصي أمره حينا ...
ولااوفيه شكرا على عطاياه ... بل ويشغلني سواه .. بل واشتاق
لغير لقياه ...
يتصدق على ولاأطيع ... أبتعد ... ورغم ذلك باب العودة له دائما
مفتوح ... بل ويدعوني بكل الرفق له أن اعود ... وفضله موجود
... وبابه لايرد طارقا ... وحين أعود بكل السعادة يستقبلني بل
ويحبني !!!
فهل يحب سيد عبده لهذا الحد ؟؟ وهل يحب محسن من يحسن
عليه لهذا الحد؟؟
نعم حين يكون الله ... فلامفر منه الااليه ...
هل نبحث عن الشقاء ولدينا أسباب السعادة ؟؟؟
حين نخلق في احسن تقويم ... ولانعي كوننا مكرمين !!
حين تكون أمام الأعين والقلوب دلالات الاعجاز والوحدانية
...ولانتفكر !!
حين يمنحنا الله نعمة وميزة العقل ... ولانفكر !!
حين ينعم علينا بوضوح الملة والدين ... ونكون امة خاتم
المرسلين ... متمم الشرع والدين ...
وحين يرسم لنا الطريق ويهبنا سرجا منيرة لذلك الطريق ...
لنسلك درب السعادة .... فنفقأ عين البصيرة ... ونمشي على غير
هدى !!
حين نعلم أن لنا رازقا وقدرا كتب لنا على الجبين قبل أن نولد ...
ونجهد النفس بالتفكير واللهث وراء الرزق من عباده حتى تلتهب
أحشاؤنا !!
حين نعلم أن لنا إلاها يفرج الكروب ... ويهون الخطوب ... ومفتاح
بابه الدعاء ... وتثقل الألسنة عن الكلام !!
حين نتعلم فنون الحياة ... والقلب ميت !!
حين نتقن كل اللغات وأساليب الحوار ... ونفقد حلقة تربطنا بخالق
الأكوان !!
حين نعشق القلوب ... ونغفل عن مقلب القلوب !!
حين ندرك جميع الحقائق ... ونجمع جميع العلوم ... ونغفل عن
أكبر حقيقة وهي الموت !!
حين نوقن أن الجنة حق ... والنار أيضا حق ... ولانعمل للقرب من
الجنة والنجاة من النار !!
حين نطرب لقول البشر ... ولانفقه كلمات خالق البشر !!
حين نشكو من الغدر ... والقسوة ... والجفاء ... والضيق في الدنيا
... وننسى أنها من الدنو !!
إذا .. فمن وجد الله فماذا فقد ومن فقده فماذا وجد !!
ابحث عنه في ساحات القلب والفكر .... اجعل بحثك أكثر عمقا ...
فتش غرف القلب غرفة غرفة ... فهل وجدت الله ؟؟
حسنا توقف عن البحث ... فربما لاتجد سوى غرفة صغيرة معزولة
... حين تغلق جميع الابواب في وجهك تطرق بابها فتجده مفتوحا
!!
غرف القلب يسكنها من يدفعون لك مقدما ... من ترى اجر سكناهم
أمام عينيك وتلمسه ...
غرف القلب بها مال وجاه وملهيات كثيرة ... أهل وأقارب وعمل
... أفكار ومشاريع ... والكثير الكثير من الهموم ...
ولو ادركت قيمة القرب من الله لكتبت صك بيع لنفسك وروحك له
... وقد ربح البيع ... فقد اشتراها بأن لك الجنة ... بأن لك النعيم
المقيم ... يذلل لك الدنيا وماحوت ... وتطيب بذلك البيع آخرتك ...
ولكن ... ماامتلء حد التشبع فكل مايضاف له مفقود ... فلايشغل
مشغول ... ولايملأ ممتلئ !!
حين تدخل انفاسك لصدرك ولاتعود ... فتختنق وتقارب الهلاك ...
ستعلم من أنت !!
حين تشعر بنزع الروح تخرج من جسدك .. ومامن قوة على ظهر
الأرض تملك أن تعيدها إليك ... ستعلم من أنت !!
حين تبلغ من العمر أرذله ... حين تعود بعد القوة والصبا عجوزا
كهلا... لاتملك خدمة نفسك بعد أن كنت راعيا لكل من حولك ...
ستعلم حينها من أنت !!
حين تفقد القدرة على التذكر للاحداث ... وتفقد القدرة على
الاحساس بالزمن ... ومامن علم يرجعه اليك ... ستعلم من أنت !!
حين ترقد طريح فراش المرض ... تصارع الألم ... لالشئ كبير ...
بل هو مخلوق لاتكاد تراه ... أضعف منك آلاف المرات ... بعد أن
كنت في كل أرض تجول ... ستعلم حينها من انت !!
حين تتناول الطعام .. فتخطئ احدى جزيئاته مسارها المرسوم لها
بداخلك ... فتقارب الموت ... ستعلم من انت !!
حين تودع حفرة بعد الدار ... وفزعا بعد استقرار ... ووحدة بعد
الانس والاسمار ... ويقلب عليك الماضي والحاضر ... ستعلم من
انت !!
هل علمت الان ... أنت أضعف من أضعف مخلوقات الله ... ورغم
ذلك لاحد لجبروتك ... فعلام التكبر ؟؟
أريد جوابا ً؟؟ 
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح النجار
مواقع النشر (المفضلة)