+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الفرق بين النصيب والكفل

  1. #1

    • عبير
    • Guest

    افتراضي الفرق بين النصيب والكفل

    السلام عليكم ورحمة الله

    تصفحت هذا الموضوع فأحببت إطلاعكم عليه إخوتي الأفاضل

    ************


    قال الله تعالى( مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً )( النساء: 85 )


    فاستعمل سبحانه لفظ ( النصيب ) مع الشفاعة الحسنة، واستعمل لفظ ( الكفل ) مع الشفاعة السيئة، فدل على أن بينهما فرقًا في المعنى.

    وأكثر المفسرين على القول بأن النصيب، والكفل بمعنى واحد، وهو الحظ، أو المِثْل، إلا أن الثاني أكثر ما يستعمل في الشر؛ كاستعماله- هنا- في الشفاعة السيئة.

    وفرَّق بعضهم بينهما بأن النصيب يزيد على المثل، والكفل هو المِثْلُ المساوي، فاختار تعالى النصيب مع الشفاعة الحسنة؛ لأن جزاء الحسنة يضاعف بعشرة أمثالها، واختار الكِفْلَ مع الشفاعة السيئة؛ لأن من جاء بالسيئة لا يجزى إلا مثلها.

    وهذا القول مبني على اعتبار أن ( من ) في قوله تعالى في الموضعين، للسبب، وعلى اعتبار أن جزاء الشفاعة الحسنة كجزاء فعل الحسنة، وجزاء الشفاعة السيئة كجزاء فعل السيئة، قياسًا على قوله تعالى:

    ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )( الأنعام: 160 ).

    وعليه يكون المعنى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب بسببها، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل بسببها. أي: يكن لكل منهما ذلك بسبب شفاعته.. وهذا خلاف ما نصت عليه الآية الكريمة من المعنى تماما؛ لأن ( من ) في قوله تعالى في الموضعين، ليست للسبب؛ وإنما هي للتبعيض. والمراد من الآية الكريمة: أن للشفيع، الذي يشفع في الحسنة، نصيبا من جزاء المشفع على شفاعته، وأن للشفيع، الذي يشفع في السيئة كفْلا من جزاء المشفع على شفاعته.

    فههنا شفيع، ومشفّع، ومشفّع له، وشفاعةٌ. والشفاعةُ نوعان: حسنة، وسيئة. فالشفاعة الحسنة هي التي يراعى بها حق المسلم، فيدفَع بها عنه شر، أو يجلَب بها إليه خير، ابتغاء مرضاة الله تعالى. وأما الشفاعة السيئة فهي التي تكون في معصية الله ابتغاء لجاه أو غيره، وأعظمها جرما ما كان في حد من حدود الله تعالى.

    وورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى، فقد ضاد الله تعالى في ملكه، ومن أعان على خصومة بغير علم، كان في سخط الله تعالى حتى ينزع ). قال الألوسي تعقيبا على الخبر:” واستثني من ذلك الحدود في القصاص، فالشفاعة في إسقاطه إلى الدية غير محرمة “.

    وروى أبو داود عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” من شفَعَ لأحد شفاعةً ، فأهدى لَه هديّةً علَيها ، فَقَبِلَها ، فَقَد أتى بابا عظيما من أَبواب الربا “.

    وروت عائشة- رضي الله عنها- في الحديث الصحيح:” أَن قُريشا أَهمهم شأْن المرأَة الْمخزومية التي سرقَت فَقَالوا: من يكلم رسول اللَّه صلى اللَّه علَيه وسلم فيها ؟ فَقَالُوا: ومن يجتَرِئ إلا أُسامةُ بن زيد حب رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَكلمه أُسامةُ، فَقَال رسول اللَّه صلى اللَّه علَيه وسلم: أَتَشفَع في حد من حدود الله ؟ وأََيْمُ اللَّه لَو أَن فَاطمةَ بنت محمد سرقَت لَقَطَعت يدها “.

    فإذا كانت الشفاعة في حق، كان لصاحبها من أجرها، الذي يستحقه المشفع أجر حسن. وهذا ما عَبَّر عنه تعالى بلفظ ( النصيب )، ومعناه في اللغة: الحظ الجيد المعيّن من الشيء. تقول: هذا نصيبي. أي: حظي. قال تعالى:

    ( لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً )( النساء: 7 ).

    ثم قال( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ )( النساء: 11 )، فدل على أن النصيب هو الحظ المعين، وأن هذا النصيب تابع للتركة في الزيادة، والنقصان. ونحو ذلك قول إبليس اللعين (لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً )( النساء: 118 )

    واشتقاقه من النصب، بإسكان الصاد، وهو إقامة الشيء في استواء، وإهْداف، ووضعه موضعا ناتئا؛ كنصب الرمح، والحجر في الأرض.والنصب، والنصيب حجر كان ينصبفي الأرض، فيعبَده العرب في الجاهلية.

    وإذا كانت الشفاعة في باطل، كان لصاحبها من أجرها، الذي يستحقه المشفع أجر رديء. وهذا ما عبر عنه تعالى بلفظ ( الكفل )، وهو من الأجر والإثْم: الضعف، في أصح الأقوال. وأصله مركب يهيّأ على ظهر البعير، أو كساء يدار حول سنامه، وأكثر ما يستعمل في الشر. ومنه ما جاء في الصحيحين من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تقتَل نَفس ظلما إِلا كان علَى ابنِ آدم الاولِ كفل من دمها وذَلك لأنه أَول من سن الْقَتل “.. وقد يستعمل في الخير، ومنه قول الله تعالى:

    ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ )( الحديد: 28 )

    ولهذا كانت عقوبة الشفاعة السيئةفي الإثم، والمؤدية إلى إسقاط الحقعظيمة عند الله تعالى تتناسب مع المعنى، الذي يؤديه لفظ الكفل، وليس كذلك السيئة، التي تجزى بمثلها. وكذلك كان ثواب الشفاعة الحسنة المؤدية إلى إحقاق الحق يتناسب مع المعنى، الذي يؤديه لفظ النصيب. فإذا عرفت ذلك، تبين لك السر في اختيار ( النصيب ) للشفاعة الحسنة، و( الكفل ) للشفاعة السيئة ترغيبا في الأولى، وتنفيرا من الثانية.

    ومما ينبغي أن يعلَم أيضا أن الحديث عن الشفاعة بنوعيها يخص قوما بعينهم، وأن أصحاب الشفاعة السيئة أكثر من أصحاب الشفاعة الحسنة، وأن وجودهم في المجتمع من أخطر الآفات، التي تهدد سلامته؛ ولهذا كانت عقوبتهم مضاعفة. أما الحديث عن فعل الحسنة، وفعل السيئة فهو حديث عام يعم أفراد المجتمع كلهم. ومن لطف الله تعالى بعباده أن جعل جزاء السيئة سيئة مثلها، ومن منه وكرمه سبحانه أن جعل جزاء الحسنة بعشرة أمثالها، ويزيد من فضله لمن يشاء. ومن هنا لا يجوز قياس الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة على فعل الحسنة وفعل السيئة.

    وشيء آخر ينبغي أن يعلم ، وهو أنه لما كان الجزاء بالنصيب، والكفل من الأمور، التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى ، ختم سبحانه الآية الكريمة بقوله:

    ( وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً )

    فبين سبحانه أنه كان وما زال ولا يزال شاهدا وحفيظا وحسيبا على هذه الأعمال، ومجازيا على كل عمل بما يناسبه ، وقادرا على إيصال النصيب والكفل من الجزاء إلى الشافع مثل ما يوصله إلى المشفوع فيه كاملا، لا ينتقص بسبب ما يصل إلى الشافع شيء من جزاء المشفوع.

    والمقيت من أسماء الله تعالى، وفسّره الغزالي بموصل الأقوات، فيؤول إلى معنى الرازق، إلا أنه أخص، وبمعنى المستولي على الشيء، القادر عليه، فيكون راجعا إلى القدرة والعلم. والظاهر أنه جامع للمعاني السابقة كلها.. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه خير مسؤول .

    منقـــــــــــــــــول


    الموضوع الأصلي: الفرق بين النصيب والكفل // الكاتب: عبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا


    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 01-11-2009 الساعة 03:22 PM

  2. #2

    • م.حنان بيلونة غير متواجد حالياً
    • المشرفين

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    سوريا - اللاذقية
    المشاركات
    948

    افتراضي

    شكرا لك على هذا الموضوع و لكن اعتقد ان هناك فرق بين كلمة حظ و كلمة نصيب
    بارك الله فيك

    اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

  3. #3

    • مريم غير متواجد حالياً
    • Junior Member

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    12

    افتراضي

    جعل الله من نصيبنا الجنة جميعا

    بارك الله فيك

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. الفرق بين الاهلي والزمالك
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى جماهير الأهلى
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-11-2009, 11:11 PM
  2. الفرق بيننا وبينهم نقطة
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-10-2009, 12:28 PM
  3. الفرق بين الحاظر والماضي
    بواسطة soma في المنتدى المنتدي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-10-2009, 03:15 PM
  4. النسخة العربية من عملاق فك وضغط الملفات
    بواسطة شلبي سعيد في المنتدى المنتدي التقني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-08-2009, 06:46 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك