سيد قطب

ذلك الأديب الذي أثار الكثير من الجدل وانقسم الناس حوله إلى مؤيد ومعارض.

ميزان الاعتدال يجبرنا أن نقول إن الرجل كان ذا حظ وافر وجد عظيم من الأدب

ويتجلى ذلك في أسلوبه البديع البعيد عن التصنع والكلفة وفي عباراته الرشيقة

وبعده عن غريب الألفاظ ووحشيها

وهذا إن كان يدل على شئ فإنما يدل على أن سيد قطب امرؤ كان يحاول أن يوصل

أدبه إلى عامة الجماهير ولا يجعلها حكرا على طبقة المثقفين وفي ذلك خير بيان

عن مدى اهتمامه بإصلاح المجتمع.

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ميزان الاعتدال أيضا يلزمنا أن نقول إن هذا الأديب

العلم قد خاض بحرا ليس هو من أهله حينما صدرت عنه ما يشبه ويضارع الفتاوى

فحمل بعض آي القرآن على غير محمله وغلا في عقيدة الخوارج الحرورية إلى أن كفر

المجتمعات العربية كلها حتى أن الشيخ أبا الأشبال الأزهري حكى عنه أنه قال له

لم أصل صلاة الجمعة منذ كذا وكذا سنة وذلك أن أئمة المساجد لا تجوز الصلاة وراءهم.

ثم إنه خلط في تفسيره الموسوم - في ظلال القرآن - بين عقائد كثيرة خاصة عقيدة غلاة المتصوفة.


إنني هنا لا أنتقد هذا العلم الكبير ولست أهلا لذلك إنما أردت إضافة بسيطة لما كانت عليه أفكاره

ويظل رغم هذا أديبا مميزا عظيما متميزا في مجاله وصنعته

رحمه الله تعالى وأسدل عليه شآبيب رحمته وعفوه .

تقبل مداخلتي أبا وعد

لك التحية.