+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 22

الموضوع: إسلام بلا مذاهب

  1. #11

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (9)

    الشيعة الإمامية

    يعد هذا الفصل من أكثر فصول الكتاب أهمية من الناحية العملية والواقعية لأنه يتحدث عن أكبر طائفة أو فرقة إسلامية موجوده في الوقت الحاضر – بعد أهل السنة والجماعة – وبالتالي فمناقشة فكرهم وعقيتدهم من الحساسية بمكان لأن الدارس أو القارئ في فكر الشيعة وإن كانت تتملكه الرغبة الصادقة في وحده المسلمين وجمع شتات أمرهم فلابد وأن تكون له وقفات الواحده تلو الأخري علي منهجهم وفكرهم الذي قد ينتهج نهج الإعتدال والوسطية حيناً ثم ما يلبث أن نجده – مغالاه في حب الإمام علي وآل البيت – يبتعد عن ذلك أحياناً كثيرة ، ولعل هذا هو السبب الأساسي في عرض هذا الكتاب والوقوف أسباب الخلاف منذ بدايتها وحتي اليوم فربما يكون إدراكنا لجذور الخلاف مدعاه لفهم القضية برمتها بشكل أوضح ويكون ذلك سبيلا لفتح باب الحوار " حسن النية " بين الطوائف كلها تحت مظلة واحده تضمنا جميعا "لا إله إلا الله محمد رسول الله "
    وكما يقول الإمام محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق في تقديمه لهذا الكتاب:
    "إن الإنحراف عن جادة الطرق المستقيم لا يجد إستجابة إلا في بيئة جاهلة باحكام دينها ، فعندئد نجد المستجيبين لصيحة كل ناعق ، وكلما إنتشر العلم وكلما دق النظر قلت فرص النجاح أمام دعاوي العصبية الحمقاء والإنحراف الشديد.
    وهذه القراءة هي دعوة يحدوها الأمل أولها " لعل الله أن يجعل بعد ذلك أمراً " وآخرها " إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ".

    مذهبهم

    يطلق عليها إصطلاحاً (الشيعة) فالتشيع فرق عديده ولكل منها فكره وعقيدته إلا أنهم يشتركون في فكرة واحده وهي فكرة الإمامه ( لعلي وأبناؤه وأحفاده من بعده ) ، ولكن عندما نقول شيعي فقط فإننا نقصدهم (أي الشيعة الإماميه) وهم يعيشيون في أجزاء كبيرة من ايران وفي العراق وأجزاء من لبنان والهند ودول روسيا السابقة.
    ويطلق عليها أيضاً ( الجعفرية ) لأنها تستمد فقهها من الإمام الجعفر الصادق الذي كان ورعاً زاهدا بعيدا المغالاه التي كان يقول بها باقي فرق الشيعة الأخري ، وكان إماماً لجميع المسلمين كالشافعي وأبي حنيفة كما أنه يعد إماماً عند الشيعة الإماميه لإنتسابه إلي سلالة الإمام علي كرم الله وجهه
    وتسمي أيضاً : الإثنا عشرية ( لإيمانهم بالأئمة الإثنا عشر متتابعين ) ولكل إمام منهم لقب إشتهر به وهم علي الترتيب ( للأسف برمجة المنتدي لاتسمح بعرضهم في شكل جدول أو رسم توضيحي )
    علي بن أبي طالب (المرتضي) فالحسن (المجتبي) فالحسين (الشهيد) فعلي زين العابدين بن الحسين(السجاد) فمحمد بن علي (الباقر) فجعفر بن محمد (الصادق) فموسي بن جعفر(الكاظم) فعلي بن موسي (الرضا) فمحمد بن علي (الجواد التقي) فعلي بن محمد (الهادي النقي) فالحسن بن علي (العسكري الزكي ) فمحمد بن الحسن (المهدي القائم بالحجة).

    عقيدة الشيعة

    تميل هذه الفرقة كثيراً للإعتدال مقارنة بما تنادي به الفرق الأخري من حيث تأليه الأئمه والتناسخ " فليس في دينهم إلا التوحيد المحض وتنزيه الخالق عن كل مشابهه للمخلوق ، ولا يؤمنون بالتناسخ والإحلال والتجسيم "

    وهم يقولون بالإجتهاد مادام يتفق مع القرآن والسنة ، لكنهم لا يأخذون بالقياس الذي سار عليه بعض علماء السنة فيقولون أن الشريعة إذا قيست محق الدين.


    الإمامة

    الشيعة يؤمنون بأن أركان الإسلام خمسة مضافاً لها الركن السادس وهو الإمامة ، ويقولون بأنه منصب إلهي كالنبوة يختاره الله لكي يقوم في الناس بأعمال النبي غير أنه لا يوحي إليه ..؟؟!! وأن الإمام معصوم من الخطأ وأنه دون النبي وفوق البشر وهم يقولون أن النبي مبلغ عن الله والإمام مبلغ عن النبي ويعتبر الشيعة ركن الإمامة ركناً أساسياً من الشريعة لاتهاون فيه ولا تفريط.
    وهم يقولون بذلك إعتقاداً منهم أن الله لا يخلي الأرض من حجة من نبي أو وصي ظاهر مشهور أوغائب مستور، ولذلك فهم يؤمنون بالأئمة الإثنا عشر سابقي الذكر وأن كل منهم أوصي لمن بعده حتي الإمام الثاني عشر محمد القائم بالحجة ، وهم لايزالون ينتظرونه حتي الآن ليخرج ويملأ الأرض عدلاً.
    وبالرغم أنه لم يرد في القرآن الكريم أي نص من قريب أو بعيد يشير إلي الإمامة ، والشيعة يعترفون بذلك لكنهم يقولون " إنها عقيده فرضها العقل...؟؟؟!!! " بل أنهم ذهبوا في هذا الموضع مذاهب غريبة تصل لحد الشطط .. فهذا هو آية الله الخوميني أكبر مرجع شيعي في هذا العصر يقول " إن العقل ذلك المبعوث المقرب من لدن الله الذي يعد بالنسبة للإنسان كعين ساهرة لا يستطيع أن يحكم بشيء ، إما أن يقول بأنه لا حاجة لوجود الله ورسوله وأن الأفضل أن يكون التصرف في ضوء العقل ، أو أن يقول بأن الإمامه أمر مسلم به في الإسلام ، أمر الله به نفسه ، سواء جاء ذلك في القرآن أم لم يجيء"
    ويقول في موضع آخر " إنه كان من الخير أن ينزل الله آية تؤكد كون علي بن أبي طالب وأولاده أئمة من بعد النبي ، إذ أن ذلك كفيلاً بعدم ظهور أي خلاف حول هذه المسأله ".
    ويقول في موضع ثالث " إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
    علي ان هذا الكلام في تقديس الإئمة لا يعبر عن رأي للخوميني وحده بل إنه يردد ما يعتقده الكثير من كبار علماء الشيعه ، فهذا هو الكليني صاحب كتاب يسمي الكافي ( بمثابه صحيح البخاري عند السنة ) يفرد أبواباً في كتابه لهذا الموضوع مثل " باب أن الأئمه يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلي الملائكة والأنبياء والرسل وباب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمه وأنهم يعلمون علمه كله.

    هل الإمامه ( الخلافه) منصب إلهي

    عندما تولي الإمام علي الخلافة قال " والله ما كانت لي في الخلافة رغبه ، ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها ، فلما أفضت إلي ، نظرت في كتاب الله وما وضع لنا وما أمرنا بالحكم به فإتبعته ، وما استسن النبي ( ص) فإقتديته "
    هذا هو قول علي كرم الله وجهه في الحكم والخلافة ، وفرق كبير جداً بين أن يقول أتباع علي أن علياً كان أولي بالخلافه من أبوبكر وعمر وعثمان ولكن الناس بايعوهم وبالتالي فإن بيعتهم وحكمهم شرعي وبين أن يقولوا أن الخلافه أو الولايه لعلي منصب إلهي وأنها بنص سماوي فهل كان بإمكان الإمام علي أن يغض الطرف عن هذا النص ويبايع الخلفاء ويرضخ لأمر لم يكن من حقهم..كما أن الإمام علي لم يوصي بالخلافه لإبنه الحسن بل قال وهو علي فراش الموت " أترككم كما ترككم رسول الله صلي الله عليه وسلم " أي ترك الأمر شوري بين المسلمين ، ولو كان الحكم إلهياً لما فعل.
    الغريب في هذا الأمر أنه حتي القرن الرابع الهجري لم تكن أيه فكرة لإغتصاب الخلافة من علي أو أنها حق إلهي قد ظهرت ..؟؟!! وإنما أقحمت هذه الأفكار في فكر التشيع بعد ذلك

    سب الصحابه

    كما ذكرنا سابقا فإن الشيعة بشتي طوائفهم يقولون أن الإمام علي أحق وأولي بالخلافه ، ولكن الذي يدعوا للحزن والآسي والغضب أيضاً أن نجد العديد من رجال الشيعة وعلماؤها يسبون أبوبكر وعمر وأمهات المؤمنين
    فهذا هو دعاء صنمي قريش في كتاب يسمي مفتاح الجنان " اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما " وهم في ذلك يقصدون بالجبت والطاغوت أبو بكر وعمر ويقصدون بإبنتيهما أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ...
    بل إن واحداً مثل آية الله الخوميني نجده يتعدي ذلك بالتطاول علي الذات الإلهية
    " إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناءاً شامخاً للعبادة والعدالة والتدين ، ثم يقوم بهدمه بنفسه ويجلس معاوية وعثمان وسواهم من العتاه في مواقع الإمارة علي الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمه بعد وفاه نبيه ".
    هم يقولون هذا والإمام علي كان شديد الحب لهم وكثير التعاون معهم في أمور المسلمين ولعل أبلغ ما يصور ذلك رثاؤه لأبي بكر وعمر وعثمان يوم وفاتهم ومنها قوله في رثاء أبا بكر " رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأشدهم يقيناً وأعظمهم غناء.... صدقت رسول الله لما كذبه الناس ، وواسيته حين بخلوا ، وقمت معه حين قعدوا وأسماك الله في كتابه صديقاً..."
    أهذا كلام ورثاء من يكره ، وهل من الممكن أن يرموهم أتباع سيدنا علي بالكفر والرده ويصفوهم بالجبت والطاغوت
    المثير لدهشة حقاً أن الإمام علي قد صاهر أبو بكر وعمر ، كما أن عمر قد تزوج من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وأن الرسول ( ص) قد صاهر عثمان مرتين ، كما أن الإمام علي قد سمي ثلاثة من أولاده أبوبكر وعمر وعثمان حباً فيهما ...



    الصلاه

    يضيف الشيعة بعد الشهادين في الآذان عبارة " وأن علياً ولي الله " ، وبالنسبة للصلاة فتكاد تتفق مع السنة إلا في صلاة الجمعة والعيدين ، فصلاة الجمعة عند بعضهم معطلة ولا تجوز مادام الإمام " مستور" ولن تقام إلا عندما يظهر ، أما صلاة العيدين فهي فرض
    النوافل اليومية عند الشيعة 51 ركعه أما في رمضان فتصل لألف ركعة زيادة عن النوافل اليومية وهم يصلونها فرادي وليس في جماعة كأهل السنة لأنهم يرون أنه لا صلاة في جماعة إلا المفروضه معتمدين في ذلك علي حديث لرسول الله (ص)" أفضل الصلاة صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبه ".

    الزكاه

    الزكاه عندهم فريضة وزكاه الفطر واجبه ، وعندهم نوع آخر من الزكاه يسمي" زكاه الخمس " وهم يعتبرونها حقاً فرضه الله لآل محمد عوضاً عن الصدقة التي حرمها عليهم من زكاه الأموال ، وهي سته أسهم ثلاثة منها تدفع للإمام إن كان ظاهراً ونائبه ( وهو المجتهد العادل) إن كان مستتراً ، وثلاثة أخري تدفع للفقراء المحتاجين من بني هاشم ..؟؟!!!

    زواج المتعه

    يبيح الشيعة دون غيرهم من الفرق الشيعية زواج المتعه ومرجعهم في ذلك قول الله تعالي " وما استمتعتم به منهمن فآتوهن أجورهن .." ويقولون أن هذا الزواج كان معمولاً به أيام النبي في بعض الروايات وأن عمر بن الخطاب لما جاء للخلافة أبطله (إلا أن القول الراجح هنا أن النبي صلي الله عليه وسلم قد أبطله ونسخه وجاء عمراً من بعده فسار علي نهج رسول الله )
    ويقولون أنه ضروري للمسافر الذي يطول سفره ففيه عصمة له وللمجتمع ، ولزواج المتعة كغيره الزيجات حيضتان ولا يجوز لأحد أن يستمتع بهذه ال " زوجة " بالزواج منها مرة أخري أثناء فترة حيضها وحتي تخرج من عدة ال " زوج " الأول ، ويقولون بأن هذه الزواج من شأنه أن يقضي علي بيوت الدعارة والمواخير والأطفال اللقطاء ...؟؟؟!!!!!
    الغريب أن هذه القضية ليست محل خلاف حتي اليوم بين فرق الشيعة فقط ، بل أنها مازالت موضوع للمناقشة بين بعضاً من علماء السنه أنفسهم.

    الطلاق

    لايقع الا بحضور شاهدين عدل وبغيرهما يكون الطلاق باطلاً ( وهذه النقطة بالذات نصت عليها قوانين الأحوال المدنية الجديدة صوناً لحقوق المرأة ومنعاً للتلاعب فلا يكون الطلاق طلاقاً إلا بالتسجيل ، والطلاق ثلاثاً بعبارة واحدة تعد طلقة واحده ( وهذا معمول به عند أهل السنة أيضاً ).

    التقية

    معناها لغة المداراة ، وإظهار المرء خلاف ما يبطن لسبب أو لآخر، وقد اباحها علماء السنة في حالة الضرورة " القصوي " ، كمن أكره علي الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ، بل إن الإمام محمد الباقر- وهو من الأئمة الإثنا عشر للشيعة - حسم هذا الموضوع بقوله " إنما حلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليست بتقية" ، والشيعة ينسبون إلي الإمام الجعفر الصادق قوله " التقية ديني ودين آبائي " وهو من هذا القول براء ، ولكن أن تكون التقية جزءاً من عقيدة المرء وسلوكه عند الشيعة فهذا ما لا يليق بمسلم ( من وجهة نظرنا نحن أهل السنة) كأن تقوم بعمل أمام الناس لا تعتقد فيه ثم تقوم في بيتك بعمل آخر وبهيئة أخري
    العقل والمنطق يسألان هنا : كيف يمكن لأحد أن يتعامل مع إنسان يعتبر( الكذب ) ركناً من أركان شريعته..؟؟!!!

    الرجعة

    يري الشيعة أن الأئمة الإثني عشر سيعودون في آخر الزمان بداية من الإمام الثاني عشر " محمد المهدي بن الحسن العسكري الذي يخرج من السرداب المتخفي به في مدينة السامراء يمهد الأمر لآبائه وأجداده ليتولوا الحكم من بعده فيرجعون ويتولي كل واحد منهم حكم العالم فتره ويموت حتي الإمام الحادي عشر" الحسن العسكري" ثم تقوم القيامه والغريب أنهم يقولون أن الرجعة لا تشمل الأئمة وحدهم بل تشمل أسماء نفر غير قليل من صحابة الرسول ( ص) زعم الشيعة أنهم من أعداء الأئمه وأنهم منعوهم الوصول إلي حقهم في الحكم وذلك حتي يتسني لأئمه الإنتقام منهم في هذه الدنيا.
    وينسب الشيعة هذا الكلام لإمامين جليلين من أئمه بيت النبوة هما الإمام محمد الباقر وإبنه الإمام جعفر الصادق الذين لم يعرف عنهم رغبة في الحكم ولا الإنتقام بهذه الصورة وكيف هذا والإمام يقول عن نفسه " والله إن دنياكم هذه لأهون عندي من ورقة في فم جراده تقضمها"
    بالإضافه لذلك فشخصيةالإمام الثاني عشر شخصية مشكوك في صحتها أصلاً مما يجعل قضية الرجعة تنهار من أولها لآخرها.
    فالعلويين بصفة عامه لهم سجل مواليد لا يولد ولد لهم إلا وسجل به وهذا السجل لم يسجل أن حسن العسكري له ولد بل إنه كان يقال أنه مات عقيماً ولوصح ذلك فمعناه أن شخصية الإمام الثاني عشر هي من إختراع علماء الشيعة المغالين.

    زيارة قبور الأئمه

    يري الشيعة أن من يزور قبول الأئمه أو يسهم في بنائها وإعمارها يناله أجر وثواب لا أول له ولا آخر حيث يكون له 70 حجة غير حجة الإسلام وتمحي خطاياه ويصبح كيوم ولدته أمه وأن من يلومون زائري قبور الأئمه فهؤلاء هم أشرار الأمه ولا يشملهم رسول الله بشفاعته
    ويقولون عن تربة كربلاء حيث قبر الإمام الحسين إن لها خاصية ليست لأحد حتي قبر النبي نفسه..؟؟!!!
    والشيعة يقيمون مجالس العزاء حداداً علي موت الحسين في أول المحرم ولمده أربعين يوماً ويقول آية الله الخوميني أن ثواب الزيارة أو إقامة التعزية تعادل ثواب ألف نبي أو شهيد..؟؟!!

    القرآن والسنة

    القرآن

    يقول الشيعة بأن القرآن الموجود بين أيدينا ليس هو القرآن الذي أنزل علي محمد ( ص) وأنه حدث له تحريف سواء بالزياده أو النقصان ويقولون مثلا أن هناك آيه قد أسقطت من سورة الشرح تقول " وجعلنا علياً صهرك" مع أن هذه السورة مكية ولم يكن الإمام علي قد صاهر الرسول (ص) بعد...؟؟!!!
    ومرجع هذا الكلام رواية ذكرها الكليني في كتابه الكافي ( الذي يعد بمثابة صحيح البخاري كما ذكرنا سابقاً ) عن شخص يدعي جابر الجعفي أن الإمام محمد الباقر يقول " ما إدعي أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والصحابه من بعده ".
    هذا الرجل يقول عنه الإمام أبوحنيفة حين يتحدث عن صدق الرواه " مارأيت أحداً أصدق من عطاء وأكذب من جابر الجعفي".
    كما أن هذا الكلام يقال عن سيدنا علي كرم الله وجهه وهو كان خليفة للمسلمين وقد عمل طوال فترة خلافته بمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولو كان يعلم فيه تحريفاً في حرف واحد لعدله ( وهو الخليفة) ولو لم يعدله وكتمه علي المسلمين لكان خائناً لله ورسوله وحاشا لله أن يكون الإمام علياً كذلك.
    بالإضافة لذلك فهم يزعمون كما يقول الكليني أيضاً علي لسان الإمام الجعفر الصادق بمصحف فاطمه " وإن عندنا لمصحف فاطمه عليها السلام ، قيل وما مصحف فاطمه ؟ قال الإمام : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله مافيه من قرآنكم حرف واحد ".
    بل إن آية الله الخوميني يقول عندما يتطرق للإمامه في القرآن " إن النبي أحجم عن التطرق إلي الإمامة في القرآن خشية أن يصاب القرآن من بعده بالحريف أو تشتد الخلافات بين المسلمين فيؤثر ذلك علي الإسلام"
    أي أنه يقصد بهذا الكلام أن القرآن من عند محمد – حاشا لله – يملك أن يتطرق أو لا يتطرق ..؟؟!!

    السنه

    الشيعة لا يؤمنون بالأحاديث إلا إذا عن أهل البيت عن جدهم علي بن أبي طالب ، وبالتالي فهم لا يعترفون بالرواه أمثال أبي هريره ولا بكتب السنة المعروفة كالصحيحين ( فليس لأحاديثهم عند الشيعه من إعتبار مثقال بعوضه علي حد تعبير السيد كاشف الغطاء أحد علماؤهم ) ، ولعل هذا من أحد الأسباب الرئيسية للخلاف بين الشيعة والسنه فالحديث هو مصدر التشريع الثاني في الإسلام بعد القرآن ومن الطبيعي أن إنكار الشيعة للآحاديث – خلاف المروية عن آل البيت - معناه إنكارهم لجزء كبير من مصادر التشريع وأن تتسع الهوه بينهما نتيجة الخلاف علي الرواه وأن تتزلزل ثقة كل فريق بالآخر.

    الرد علي إفتراءات علماء الشيعة المغالين
    علي أن هذه المغالاه وإن بدت في قول الكثير من علماء الشيعة إلا أن هناك أيضاً فريقاً معتدلاً يضع الحق في نصابه ، فيقول المفكر الشيعي المعاصرمحمد الموسوي ( والذي إستشهد به الكاتب في أكثر من موضع رداً علي إفتراءات علماء الشيعة المغالين )

    "إن من المؤسف حقاً هو أن ذلك الغلو دخل إلي أعماق القلوب عن طرق فقهاء المذهب والمجتهدين ، فالمسئولية الأولي والأخيرة تقع علي عاتقهم ، لأنهم هم الذين قادوا العوام علي هذا الطريق فهناك أمور نسبتها كتب الشيعة إلي الأئمه وذكرتها كتب الروايات الموثوقة عندهم مثل أصول الكافي ، ووسائل الشيعة ، وفي كثير منها الغلو والحط من قدر الأئمه ولكن بصورة غير مباشرة".

    ويقول في موضوع كون علياً والأئمه هم فقط من يعرفون بالقرآن كما أنزل

    "إن كل ما قيل وذكر في الكتب الشيعية عن مصحف الإمام علي ليس أكثر من إضفاء هاله من الغلو علي شخصية الإمام ، وإثبات أن الإمام علياً كان أولي بالخلافه من غيره ولكنهم في الحقيقة أساءوا إلي الإمام فأعلنوا أنه يخفي أحكاماً إلهية فيها حدوده وحلاله وحرامه وكل ماتحتاج إليه الأمه إلي يوم القيامه".

    وقال في رده علي سب بعض علماء الشيعة للصحابه

    إن الإختلاف في الرأي بين الشيعة والسنه اتخذ طابعاً حاداً وعنيفاً عندما بدات الشيعة تجرح الخلفاء الراشدين وبعض أمهات المؤمنين بعبارات قاسية وعنيفه لا تليق بأن تصدر من مسلم في حق مسلم ، ناهيك أن تصدر من فرقة إسلامية نحو صحابة الرسول وأزواجة اللاتي لقبهن الله بأمهات المؤمنين


    هذا الكلام الرائع لأحد مفكري الشيعه أنفسهم ، وأري أن هذا هو الطريق السليم الذي يجب أن نسير عليه وهو مخاطبة العقلاء من الجانبين لأن المنتصر في هذه المعركة سيكون هو الإسلام نفسه ، والخاسر أيضاً سيكون هو الإسلام نفسه ، ولعل الله أراد بالإسلام خيراً.. فقد كانت هذه الأفكار كلها في طي الكتمان داخل الشيعة أنفسهم ( عملاً بمبدأ التقية ) ولم يكن يعلم الكثير من باقي المسلمين عن معظمها شيئاً حتي جاء آية الله الخوميني بثورته وشرائطه فأعلن هذه الأفكار للملأ ولم تكن هذه الأفكار تناقش قبله إلا في حيز ضيق جداً ( وكما نري في خطاب آية الله الخوميني شأنه شأن كل قاده الثورات يقول من الكلام ما يلهب حماس الجماهير فلا يسلم اللسان من الشطط والوقوع في الذلات)
    وكل هذه النقاط الخلافية سابقة الذكر وبرغم ما تبدوا الهوه بأنها بعيده جدا فهي مردود عليها بإذن الله إذا ما أنصت لصوت العقل والحكمة.
    وليس معني ذلك أبداً الإعتقاد أن أسباب الخلاف من الممكن أن تذوب تماماً يوماً ما فليس هذا بقول عاقل علي الإطلاق ولكن القول بالوصول للحد الأدني الذي يسمح لكلا الطرفين بقبول الآخر.

    الحلقة القادمة بإذن الله : الطائفة الزيدية
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  2. #12

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (10)
    الزيدية

    تنسب الزيدية إلي زيد بن علي زين العابدين بن الحسين وهو الأخ غير الشقيق للإمام محمد الباقر أحد أئمه الشيعة الإثنا عشر
    وكان لهذه الطائفة دولة كبيرة في اليمن الشقيق حتي وقت قريب( العقد السادس من القرن الماضي ) أقامها الهادي إلي الحق يحي بن الحسين وهو من سلالة عبد الله بن الحسن بن علي رضي الله عنه.
    كان زيداً تقياً ورعاً حتي أنه يقال أن أبي حنيفة النعمان درس عليه ، كما أنه كان تلميذا لواصل بن عطاء رأس المعتزلة ، وكان من المشهور عنه أنه يخشي من فرقة المسلمين ويتمني لو التأم شملهم وتجمع شتاتهم ، ويحكي أنه خرج ذات ليله مع رجل إسمه مسلم بن بابك إلي مكة فلما كان منتصف الليل واستوت الثريا ، قال : يابابكي أما تري هذه الثريا ، أتري أحداً ينالها ، قال : لا ، قال زيد : والله لوددت أن يدي ملتصقة بها فأقع علي الأرض أوحيث أقع ، فأتقطع قطعة قطعة ، وأن أصلح بين أمه محمد صلي الله عليه وسلم .
    غير أنه قد خرج للحرب من أجل السياده والعزة له ولآل البيت فقد إلتف أهل الكوفة حوله يدعونه للخروج لمحاربة الأمويين والإنقلاب علي بني أمية ، ولكنه كان رافضاً أو الأمر ثم ما لبس أن إنصاع لهم وجهز جيشاً لمحاربتهم ، وبذلك كان زيد بن علي أول من قاوم بني أمية بالسلاح من آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    وما حدث مع جده الحسين رحمه الله حدث تماماً معه فقد غرر به أهل الكوفة وتركوه في غمار المعارك ولزموا المسجد. وقد لقي زيداً حتفه في أحد المعارك فحاول أنصاره دفنه في مكان أمين إلا أن الأمويين نبشوا قبره وقطعوا رأسه وأرسلوها إلي دمشق وصلبوا باقي جسده في مكان بالكوفة يسمي الكناسه.
    ثم لحق الأمويين بإبنه يحيي وقتلوه بعد ذلك ، ويذهب كثير من المؤرخين أن نسل زيد بن علي قد إنقرض وأن من يدعون أنهم من سلالته ليسوا إلا سلالة أخوة يحيي غير الأشقاء.

    فرق الزيدية

    انقسمت بعد موت زيد إلي ثلاث فرق جنحت للغلو وخالفت رأي الإمام زيد في الشيخين وهذه الفرقة هي الجارودية والسليمانية والصالحية البثرية وهذه الفرق انقسمت علي بعضها في أفكارها ومعتقداتها وإلا أنها لم يكن لها أي أثر في فكر الإمامة " الذي حكم اليمن " إلا في مناطق محدوده جداً.

    عقيدة الزيدية

    الإمامه : ليست بالوراثة وإنما بالبيعة ، كما أنهم يقولون بإمكانية أن يكون هناك إمامين في وقت واحد ولكن في قطرين مختلفين وقد أجازوا الإمامة لكل من هو من نسب فاطمة الزهراء رضي الله عنها سواء كان من نسل الحسن أو من نسل الحسين مادامت تتوافر فيه شروط الإمامه ، كما أن الإمام الجائر لا يجب طاعته ويجب الخروج عليه.
    وهم أكثر تسامحا من باقي فرق الشيعة فيما يتعلق بموضوع الإمامه ورأيهم في ذلك الإعتراف بالإمام المفضول مع وجود الأفضل أي أنه إعترف بشرعية خلافة أبوبكر وعمر وعثمان مع إعتقادههم أنا علياً أفضل منهم ويجوز في هذه الحالة أن يعين الأفضل قائماً " أي يرجع إليه في الأحكام ".
    لكن شيعة الكوفة عندما سمعت بهذا الرأي وأن الزيديين لا يتبرؤون من أبوبكر وعمر رفضوا فكرهم وسموا بعد ذلك " بالرافضة "

    فكرهم ترفض الزيدية التصوف رفضاً باتاً وتميل في فكرها للإعتزال ( سيكون هناك حديث عن المعتزلة بإذن الله )
    والإجتهاد عندهم واجب وإذا عجز المسلم عن الإجتهاد وجب عليه التقليد ، وتقليد أهل البيت أولي من غيرهم.
    يتفقون مع الفرق الأخري في التقية وفي زكاة الخمس ولكنهم يختلفون معهم في تحليل زواج المتعه ويرون أن تحديد الزواج بمده وتوقيت يبطله ويستشهدون في حرمته برواية سلمة بن الأكوع حينما قال " رخص رسول الله (ص) عام أوطاس - وهو وادي في منطقة هوازن كان فيه غزوة بعد الفتح - في المتعة ثم نهي عنه ".
    ولكنهم يقولون في الزواج المشروع أن القرشي ليس كفئاً للفاطمية وأن العربي من غير قريش ليس كفئاً للقريشية إلا إذا رضيت ورضي أهلها جميعاً..؟؟!!

    العبادات هناك اتفاق كامل بينهم وبين السنة في صلب العبادات وفرائضها وإختلاف قليل في الفروع ، فهم في الآذان يقولون : " حي علي خير العمل" كبقية فرق الشيعة ويكبرون خمس تكبيرات في صلاة الجنازة ، وصلاة العيد عندهم فرض عين تصح جماعة وفرادي ، وصلاة التراويح جماعة يعتبرونها بدعة والوتر عندهم سنه تؤدي ثلاث ركعات متصلة ، ويرفضون الصلاة خلف الفاجر.
    الغريب أنهم يتشددون جداً في مسأله الطهارة فهم يعتبرون فرائض الوضوء عشرة – وليست أربعة كأهل السنة – ولا بد أن تؤدي بمنتهي الدقة تبدأ بإزالة النجانسة بالحجر أولاً ثم الماء ثم النية والتخصيص فوضوء صلاة الظهر لايصح لصلاة العصر... وتنتهي فرائض الوضوء عندهم بتخليل الأصابع والأظافر بالماء بعد غسل القدمين
    علي أنهم رغم ذلك أكثر فرق الشيعة إعتدالا وقرباً من السنة فللإمام عندهم إحترامه وتقدمه علي سائر المسلمين غير أنهم لا يغالون في رفع مكانته بالطريقة التي تذهب لها الفرق الأخري

    الحلقة القادمة : القسم الثالث من الكتاب (غلاة الشيعة).. الإسماعيلية - الدروز - العلويين

    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  3. #13

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (11)
    الإسماعيلية

    نسبة إلي إسماعيل إبن الإمام جعفر الصادق الذي يعترف به الإسماعيليين بعكس الإثنا عشرية – كما ذكرنا – فإنهم ينكرون إمامته ويعترفون بإمامة أخيه موسي الكاظم مباشرة رغم أنه الولد الأصغر للإمام جعفر
    ويرجع السبب في ذلك لعده روايات مختلفه منها ما يقال أن الإمام جعفرالصادق نحي إبنه إسماعيل عن الإمامه لأنه رآه يشرب الخمر يوماً ( والإسماعيلية يقولون في ذلك أن الإمام معصوم فمادام قد فعل ذلك فأكيد أنها لحكمة يعلمها الله ..؟؟!!)
    وقول آخر أن الإمام جعفر الصادق قد إدعي وفاة إسماعيل تقية من بطش العباسيين وخوفاً عليه فوصي لموسي الكاظم بالإمامة أو أنه قد مات بالفعل في وجود أبيه ، وفي كلتا الحالتين فإنهم يقولون أنه من غير الجائز أن تنتقل الإمامه من الأخ لأخيه إلا في حالة واحده فريدة هي إنتقالها من الحسن للحسين
    مجمل هذا القول أن الإسماعيلية إعترفوا بإسماعيل ونصبوه إماماً عليهم ثم بإبنه محمد ولم يعترفوا بإمامة موسي الكاظم.
    والقاريء لتاريخ الإسماعيلية يجد أن هذه الفرقة لم تظهر علي الساحة فعلا إلا بعد قرن كامل من الزمان من وفاه إسماعيل وهذا أحد وأهم أفكارهم فطوال تلك الفترة كانت الدعوة للمذهب سراً فيما يسمي عندهم " بدور الستر" حتي إذا ما قويت شوكتهم وتأكدوا من نجاح المذهب أعلنوه للناس فما يسمي " بدورالظهور".

    الإسماعيلية سياسياً

    واحده من أهم الفرق الشيعية التي لعبت دوراً سياسياً خطيراً فقد خرج من تحت عباءتها فرقتين لهما باع كبير في التاريخ الإسلامي هما القرامطه والفاطميين بإمامة رجل يسمي عبيد الله المهدي وكان مقره مدينة سلمية في سوريا ، ويقال أن الإمام عبيد الله نفسه مشكوك في نسبه للإمام إسماعيل رأس الإسماعيلية ، وتختلف في ذلك الروايات فمنها ما يقول أنه كان ابن رجل يهودي يعمل حداداً عند أحد الرجال في سوريا فلما مات تزوجت أرملته بأحد الأشراف العلويين وتربي الغلام في منزله فلما كبر إتخذ لنفسه هذا النسب العلوي ، وهناك رواية أخري أنه من سلالة رجل يسمي ميمون القداح الذي كان هو وأبنائه من دعاه الإسماعيلية وهم – كما تقول كتب التاريخ – ينتسبون أصلا لزنادقة المجوس الذين حاولوا تقويض دعائم الإسلام عن طريق محاولة إحياء العقائد المجوسية.

    القرامطه

    نسبة إلي حمدان قرمط أحد مريدي القداح ، وهي من الفرق المغالية التي تمادت في الشطط والموبقات وسفك الدماء وعاثت في الأرض فساداً ، فقد دخلوا مكة أثناء موسم الحج وقتلوا الحجاج وطموا بجثثهم بئر زمزم وإنتزعوا الحجر الأسود من مكانه وظل لديهم بضعة وعشرون عاماً وقد إنقلبوا علي الإمام الإسماعيلي عبيد الله المهدي - وكانت دعوته مازالت في " طور الستر" - نفسه حتي هرب لمصر خوفاً من بطشهم ، ولهم آراء شديدة الإنحراف فكانوا يزعمون أن محمد بن إسماعيل نبي وأن الوحي إنقطع عن النبي بعد موقف غدير خم ( عندما قال (ص) " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وآل من والاه ، وعاد من عاداه " ) وآلت بعدها النبوة والرسالة لعلي بن أبي طالب ثم أصبح النبي محمد (ص) مأموماً لعلي..؟؟!!

    الفاطميين

    وهم من يمثلون الإتجاه المعتدل - مقارنة بالقرامطة – فقد إستطاع أحد الدعاة وإسمه الحسين بن حوشب أن يؤسس أول دولة إسماعيلية في التاريخ وكان ذلك في اليمن سنة 266 ه ، ولقب نفسه بمنصور اليمن ( وكان هذا الرجل مشهور بالتقي والورع في أول الأمر إلا أنه ما لبث أن أخرجه إلتفاف الناس حوله عن عقله وإدعي النبوة وأعفي أنصاره من الصوم والصلاة )
    إلا أنه كون دولة كبيرة وصلت إلي شمال إفريقيا ليلحق به الإمام الإسماعيلي عبيد الله المهدي الذي فر من القرامطة كما ذكرنا سابقاً.
    وبدأ الإمام المهدي يؤسس لدولته حتي نجح في ذلك عام 297 ه وإستمرت هذه الدعوة في الزحف والإنتشار حتي كانت لها دولة كبيرة بمصر علي يد الخليفة الرابع المعز لدين الله وأطلقوا علي أنفسهم العبيدين أو الفاطميين
    ومن منا لا يذكر الدولة الفاطمية وقاهرة المعز لدين الله وهذه الدولة التي إمتدت من المحيط الأطلسي غرباً لتشمل شمال أفريقيا كله والشام وجزيرة صقلية وجنوب إيطاليا بل إستطاعوا أن يضموا بغداد نفسها في عام 450 ه ولمده عام وقد كانت مصر تنتهج المذهب الشيعي حتي جاء صلاح الدين وقضي علي دولتهم ثم غدت مصر دولة سنية إلي يومنا هذا ..
    والجدير بالذكر هنا أن مسألة الشك في نسبهم للعترة النبوية المباركة كانت دائماً موضع الحديث والتمتمه من العامه والخاصه حتي عندما كانوا حكاماً لمصر ويذكر أن أحد الخلفاء الفاطميين أرسل رسالة كلها سب وهجاء للخليفة الأندلسي فرد عليه بقوله " أما بعد فقد عرفتنا فهجوتنا ولوعرفناك لأجبناك.. "

    المستعلية والنزارية

    عندما تولي الخليفة المستنصر الإمامة- أو حكم مصر - فقد وصي بإمامة إبنه نزار من بعده ولكن لما مات المستنصر قام وزيره ويدعي الأفضل بن بدر الجمالي بتنحية نزار وإمامة إبنه الأصغر المستعلي - وكان إبن أخت الوزير الأفضل – وألقي القبض علي نزار ووضعه في السجن حتي مات وإنقسمت الإسماعيلية "الفاطمية" لفرقتين كبيرتين:-

    المستعلية: وهو فريق يدين بالولاء للمستعلي بإعتباره الخليفة الرسمي ( وسمي الإسماعيلية الغربية ) وصار تابعيه يحكمون مصر واليمن والحجاز وهذه الفرقة خبأ نجمها مع ضغط هجمات الصليبين

    البهرة نتيجة لعلاقات التجارة بين اليمن والهند فقد إعتنق كثير من الهندوس الإسلام والمذهب الإسماعيلي ( المستعلي) وسموا بالبهرة " ومعناها في الهندية التجار" وهم منتشرون في الهندس وباكستان الآن ومركز هذه الدعوة مدينه بومباي ، هم لايصلون مع سائر المسلمين بل يصلوا في أماكن خاصه بهم تسمي " جامع خانه " صلاتهم تشبه ( ظاهراً ) صلاة المسلمين ولكنها باطناً صلاة للإمام الإسماعيلي المستور كما أنهم يحجون لمكة ولكنهم يعتبروا الكعبة رمز للإمام ..؟؟!! ، ومركزهم مدينة " مومباي "

    النزارية وهو فريق يري أن نزار كان أحق بالخلافة ( وسمي بالإسماعيلية الشرقية) – لأن الإسماعيلية لا تجيز إنتقال الإمامه للإبن الأصغر- وعلي رأس هؤلاء رجل يسمي الحسن بن مصباح وهو فارسي إنتصر لنزار وعاد لفارس يدعو لمذهبه ونصب نفسه نائباً للإمام المستور وأسس دولة للإسماعيلية الشرقيه وعرف أتباعه بالحشاشين ( حيث كانوا يكثرون من شرب الحشيش فيصدعون لأوامر الصباح ) ، ولكنه كون فريقاً من الشباب الفدائيين هاجموا الصليبين وقتلوا منهم الكثير ، كما أرسل الحسن من قام بقتل الإمام الآمر بن المستعلي إنتقاماً لمقتل إمامه نزار إلا أنه أشتهر بعد ذلك بسفكه للدماء حتي يقال أنه قتل ولديه وأوصي بالزعامة من بعده لإثنين من أتباعه.

    الأغاخانية من الإسماعيلية النزارية وتنسب هذه الفرقة لحسن علي شاه هذا الرجل الذي جمع الناس حوله في إيران في أوائل القرن التاسع عشر وكون فرقة كبيرة وإتجه بعدها إلي أفغانستان ثم إلي الهند لينجح - بمساعدة الإنجليز – أن يكون إمامً للطائفة الإسماعيلية هناك وسمي أغاخان وما زالت تلك الطائفة موجوده حتي الآن ومنتشرة في مناطق عديدة في الهند وباكستان ومدغشقر وبعضهم موجود في سوريا وهم حتي الآن يدينون بالولاء للأغاخان ويعطونه خمس ما يكسبون من أقواتهم ، ويقدسونه مركزهم مدينة " كراتشي" ويقولون بعصمته ويضيفون عليه صفات الألوهية..؟؟!!
    وكذلك كانت إسماعيلية الشام " وهي نزارية " وكانت مشهورة أيضاً بتعطشها للدماء والسلب والنهب وكان فيهم رجل يسمي " راشد الدين سنان " كون مذهباً خاصاً به أسماه السنانية وكان رجلا ذو هيبة ووقار إلا أنه قد أضاف للإسماعيلية افكاراً لم تكون موجوده بها كفكرة التناسخ
    وكثيراً ماحاول السنانية قتل صلاح الدين ، وفكر هو أن يتخلص منهم لولا إنشغاله بقتال الصليبين
    ويقال أن صلاح الدين إستيقظ ذات يوم ووجد خنجر سنان مغروس في سريره - أي أنه لو كان يريد قتله لفعل - وأن هناك صداقة نشأت بين صلاح الدين وبين سنان بعد هذا اليوم وتعاون الإثنان بعد ذلك في الحرب ضد الصليبين وظلوا هكذا بالشام حتي قضي عليهم الظاهر بيبرس إلا أنه مازالت هناك حتي يومنا هذا طائفة إسماعيلية نزارية موجوده في أجزاء من الشام

    عقيدة الإسماعيلية

    يسمي الإسماعيلية أيضاً الباطنية لأنهم يؤمنون بالباطن كما يؤمنون بالظاهر وهذا من أهم شروط الإيمان بمذهبهم ، فلكل ظاهر باطن ولذلك نجد ما يظهر من أفكارهم للناس في كتبهم ومن علمائهم أمام الناس يختلف كثيراً عما يبطنون ويقولون أن التأويل الباطن من الله إختص به علي بن أبي طالب الذي إختص به الأئمة من بعده ويستشدون في ذلك بقصة الخضر مع موسي فموسي كان نبياً والخضر خصه الله بعلم الباطن الذي لم يكن يعرفه موسي فكذلك علياً ومحمد ( ص) ، وهم كذلك ينكرون صفات الله ويعللون ذلك بأنه فوق متناول العقل فلا نقول مثلا أن الله موجود ولا غير موجود ، ولا عالم ولا جاهل
    والخالق عند الإسماعيلية يسمي العقل الكلي والعقل الكلي في العالم العلوي " وهو الله " يقابلة العقل الجسماني في العالم الجسماني وهو الإمام ، وبالتالي فالصفات التي خلعت علي العقل الكلي العلوي – وهي أسماء الله الحسني – هي جميعاً صفات للإمام كما في إسم الخليفة الفاطمي " المعز " ، وكذلك فإن الإمام هو وارث باقي الأنبياء والأئمة فقد كان يوصف في العهد الفاطمي بخليل الله وكليم الله
    وعقيده الإسماعيلية مبنية في الأساس علي شخصية الإمام وإصباغ صفات العصمة والألوهية عليه كما رأينا فوجه الله باطنا عندهم هو الإمام وكذلك يد الله وكذلك فالإمام هو الذكر الحكيم وهو القرآن الكريم ..؟؟!! وعلي هذا المنوال تدور تأويلاتهم فكل آيات القرآن لها عندهم تأويل باطن غير الذي يراه باقي الناس وهم يقول إن الأرض لا تخلو من إمام إما ظاهر مكشوف أو باطن مستور ومن مات – في شريعتهم ولم يكن في عنقة " بيعة إمام " مات ميته جاهلية.
    ومن الملاحظ أن العقيدة الإسماعيلية بشكل عام لم تستمد شرائعها وفكرها من الكتاب والسنة وإنما دخلت فلسفات مثل الفيثاغورثية (التي كانت تؤمن بالأرقام) فالواحد عندهم هو العقلي الكلي ( الله) والإثنان هما القلم والروح والثلاثة هم محمد وفاطمة وعلي فحولوا العقيده كلها إلي أرقام أو علاقات مرتبطة بالأرقام
    هذا كله أدي بهم الي كل هذا الشطط فالإسلام وشرائعه أسمي من كلد تلك الفلسفات فالعقيده الإسلامية عقيده سماوية بينما غيره من الشرائع والأفكار هي وضعية من عمل البشر تستوجب الزياده والنقصان

    الحلقة القادمة بإذن الله : الدروز
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  4. #14

    • كريم يحيى
    • Guest

    افتراضي

    الحبيب أبو سلمي

    بارك الله فيك على مجهودك الضخم الذى بذلته

    فى إخراج هذا العمل لنا

  5. #15

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (12)
    الـدروز

    إحدي فرق الإسماعيلية ، وهم يسكنون أنحاء متفرقه من لبنان وبعض مناطق سوريا وأصولهم عربية خالصه ويتميز الدروز في عقيدتهم بالباطنية الخالصه وهم يعتبرون أنفسهم في" دور الستر" حتي اليوم ورغم مرور أكثر من ألف عام علي مذهبهم ، فكما رأينا في الإسماعيلية أنهم يؤمنون بالظاهر والباطن معاً مما تسبب في بعض الحيرة وعدم معرفة الناس بكل أفكارهم ومعتقداتهم فهم يظهرون شيء ويبطنون شيئاً آخر نجد أن الدروزلا يؤمنون إلا بالباطن فقط وهم لذلك فرقة مغلقة منطوية لايعلم أحد عن عقيدتهم شيئاً ويحرصون علي ذلك كل الحرص لذلك كثرت حولهم الأباطيل وشاعت عنهم الإفتراءات الخبيثة في الوقت الذي لم يحاول أي منهم الرد علي هذه الإفتراءات بالسلب أو بالإيجاب.

    والملفت للنظر أن هذا الفصل بالذات من الكتاب كان عرضه للتأرجح بين طبعات الكتاب المختلفة ، فقد قام الكاتب بعرض مذهبهم أول الأمر بإعتبارهم أحد الفرق الإسلامية ثم قام بحذف الفصل بالكامل لما وجد في فكرهم من الشطط الذي يخرجهم تماماً عن ربقة الدين الحنيف وذلك لأسباب ذكرها الكاتب في مقدمه هذه الطبعة فقد أرسل له العديد من الدروز المعتدلين يقولون أنهم غير مسئولين هذا الفكر المغالي الذي تورط فيه فريق منهم وأنهم (أي الدروزالمعتدلين ) يشهدون بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون البيت. فآثر الكاتب أن يعيد هذا الفصل للكتاب مع إلتزامه الحيادية التامه في العرض ، وهذا بالضبط ما حدث معي أيضاً أثناء قراءة هذا الفصل - ولولا الأمانه العلمية والرغبة في التعريف والمعرفة ما كان لهذا الكلام ليكتب هنا - وأنا أري أن الدروزأنفسهم مطالبين بتكذيب هذا الكلام والخروج من صمتهم " دور الستر" وإلا فكيف وتحت أي مسمي يمكن قبول ما جاء في " مصحف المنفرد بذاته " - الذي سوف يأتي ذكره لاحقاً - وكيف يمكن إعتبارهم مسلمين يستظلون براية الإسلام .

    نسبهم

    هناك قول بأنهم ينسبون لشخص يسمي محمد بن إسماعيل الدرزي ويقال أنه أول من بدأ بنشر هذا المذهب في وكانت له ميول يهودية مجوسية وكان يطلق عليه نشتكين الدرزي ، والآخر رجل اسمه منصور أنو شتكين وهو أحد قواد الحاكم بأمر الله الفاطمي وقد ساروا وراءه وحاربوا تحت لواءه - لذلك فهم يحبون أن يطلق عليهم " دروز" إذا ما تعلق الحديث بفرقة عسكرية ساهمت في حرب الصليبين والتتار ولهم في ذلك وغيره من البطولات التاريخ الكبير أما من الناحية العقائدية فهم يفضلون لقب " الموحدين" - وعموماً فإن الدروز حتي اليوم يلعنون نشتكين ويجلون أنو شتكين .

    عقيدتهم

    هم فرقة إسماعيلية باطنية كما ذكرنا يذهبون إلي تأليه الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي ( منصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي ) ويقولون إن روح الله قد حلت في الإمام علي وإنتقلت منه إلي العزيز بالله والد الحاكم ثم إنتقلت للحاكم وبالتالي يكون الحاكم بأمرالله إلهاً بالإحلال ، وأن الله قد إتخذ صورة إنسية سماها الناس " الحاكم بأمر الله " مثلما يتخذ الإنسان ثيابه فيرتديها ثم يطرحها ويرتدي غيرها ، والثياب ليست من جنس من يرتديها ولاتشبهه في شيء ، وكذلك الإله المعبود ليس له من جنس الصورة التي إتخذها ولاهي شبيهه به ، ففي كل عصر إتخذ صورة ناسوتيه تختلف عن الأخري.
    جاء هذا الكلام علي لسان رجل يسمي حمزة بن علي الذي كان أكثر الناس إلتصاقاً بالحاكم بأمر الله - وهذا الرجل ما زال ذكره مقروناً بالإجلال والإحترام بين الدروز حتي يومنا هذا - ثم قال بأنه رسول يوحي إليه من الحاكم..؟؟!!!
    هذه الدعوة بألوهية الحاكم جعلت حميد الدين الكرماني أكبر علماء المذهب الإسماعيلي في ذلك الوقت وكان موجوداً بالعراق أن يأتي إلي مصر ويقتل الحاكم بأمر الله وئداً لهذه الفتنه في مهدها وقال بكفر كل من تحدثه نفسه بتأليه الحاكم بأمر الله إلا أن هذه الدعوة إنتشرت وما زالت آثارها موجوده حتي الآن.

    ويجب علي أي درزي قبل الدخول في المذهب أن يقر بميثاق وضعه حمزة بن علي وأطلق عليه ميثاق ولي الزمان .. يقول فيه " أقر أنا ( فلان بن فلان ) أنه ليس له في السماء إله معبود ، ولا في الأرض إمام موجود إلا مولانا الحاكم جل ذكره ، وتعالت مطالعه ومشارقه ، وبذلك دخل ( فلان بن فلان ) وأصبح من الموحدين المؤمنين الفائزين السابقين ..... ثم يوقع علي الميثاق شاهد عدل وكاتب

    مصحف المنفرد بذاته

    هو مجموعة من الأعراف " تقابل السور في القرآن ..؟؟!! " من تأليف " حمزة بن علي" يقول أنها منزله من الهه " الحاكم " وكلها تأخذ مسلكاً واحداً وهو تأليه الحاكم بأمر الله ، وقد ذكر الكاتب بعض مقاطع من هذه الأعراف وفيها ما يدعوا للإندهاش والسخرية في آن واحد فمثلاً في عرف يسمي " عرف تجلي شمس الحقيقة وتغريد الحمامه الأزلية " ..
    " بلغ بلغ بلغ ، يا أبا إسحاق - أي حمزه – ومولانا الحاكم الباري يشهد أني قد بلغت ، وأنذر عشيرتك ومن حولك ، واكتب ، واعلم جميع المدائن ، وليدخل بلاغك كل بيت ، وليسمعه كل أذن ، وأنذرهم بالليل والنهار، بلغ ، وقل لهم قولا لينا ، لعلهم يتذكرون أو يخشون ، وادع إلي سبيل مولانا الحاكم الخالق الباريء بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بما في أيديهم وما خلفهم "
    ومن الملاحظ هنا عده أشياء ، فتأليه الحاكم جاء صريحاً لا لبس فيه ، كما أنه يقتبس أجزاء من آيات القرآن الكريم ويحاول أن يعطيها إيقاعاً موسيقياً ، علي أن حمزة بن علي لم يكتفي بهذا ال" مصحف المنفرد بذاته " بل وأضاف معه رسائله في تأليه الحاكم وهي عديده وكلها أيضاً تصب في نفس المعني المذكور فيقول في إحداها " أن سلطان لاهوته لايدرك بالعين ولا يعرف بالكيف والأين"

    علي أن حمزة لم يكتفي بذلك وإنما تعرض للأنبياء والرسل وذكر ذلك في كتاب يسمي النقط والدوائر
    حيث يعرض لظهور الرسل والأنبياء ويجعل لكل نبي أساساً " أساس النبي هو ألصق الناس به" فإبراهيم أساسه إسماعيل وموسي أساسه هارون ، وعيسي أساسه يحيي ومحمد أساسه علي بن أبي طالب ثم يتطاول علي محمد (ص) ويصفه بأنه كان كثير الظلم والعتو والفساد ، ولما تزوج علياً بفاطمه إمتدت السلاله ، حتي وصلت لمحمد بن إسماعيل " إمام الإسماعيلية " وجعله حمزة بن علي صاحب أساس وليس أساساً أي انه بمنزلة النبي المرسل ..؟؟!!

    وأصول العقيده الدرزية هي خليط من نظريات الفلاسفة القدامي وأفكارهم من يونان وإيرانيين وهنود وفراعنة
    فكما نري في مذهبهم السرية الكاملة والفلسفة المعقده وشغفهم بالأعداد والأرقام التي أخذوهاعن الفلاسفة اليونان ( مثل هوميروس وفيثاغورث وأفلاطون ) وكذلك الهنود والإيرانيين
    وأخذوا من الفراعنه فكرة التأليه ونجد إسم أمحوتب "الذي ألهه الفراعنه " مذكور أكثر من مرة في رسائل حمزة ، والغريب أنه لا يذكر إسم هؤلاء كأفلاطون وأمحوتب عند الدروز إلا متبوعاً ب " عليه السلام" كما لو كانوا أنبياء مرسلين .

    عقيده الدروز من خلال كتاب النقط والدوائر

    وهو يعد أهم كتاب في العقيده عندهم وفكره مستمد من الفلسفه فيقسم فيه الأشياء لنقط ( كنقط النور والظلمة ونقط الإبداع ) ودوائر (كدائرة العبادات ودائرة الفرائض ودائرة النفس ...) ويحاول الربط بينها بالفلسفة حينا وبالألغاز حينا آخر فمثلا نقطة النورالعقلية تكونت فيها دائرة الطبائع النورانية العقليه التي هي كليه في ذاتها جزئية في سائر الجواهر الروحانية ماخلا جوهر الظلمه الذي هو الضد ، ونقطة النور هنا يقصد بها العقل الكلي الذي برز منه نور المبدع ( ويقصد هنا الإمام ) ...؟؟؟!!!!!!!!!! ثم يدخل الكتاب في كلام فلسفي لا طائل منه مؤداه وغايته تأليه الحاكم بأمر الله.

    الأركان الجديده أو البديلة

    الأركان عند الدرزية خمسة ولكنها نقضيه أو بديلة لفرائض الإسلام التي بني عليها فنجدها توحيد الحاكم بأمر الله ( بدلا عن الشهادتين ) و سدق اللسان ( بدلا عن الصلاة ) وحفظ الإخوان ( بدلا عن الزكاه ) وترك العدم ( بدلاً عن الصوم ) والبراءه من الأبالسه ( بدلاً عن الحج ). حيث يفسرون كل واحده تفسيراً باطنياً فمثلا السدق ( يقولونها بال سين وليس بالصاد ) صله بالمعبود و بالإمام والكذب قطيعة وبالتالي فإن السدق يأتي عوضاً عن الصلاة..؟!! لهم في كل شيء تأويلاً باطنياً.
    فلكل كلمه معني في الظاهر ( عند الجمهور) ومعني في الباطن ( في العقيده الباطنية ) ، ومعني في الحقيقة ( في العقيده الدرزية أو عقيده التوحيد) وفي الفرائض ( يعني التكليف والعبادات) فمثلاً الزكاه فمعناها لغة : الطهارة والنمو والزياده ، وفي الظاهر : زكاة الأموال ، وفي الباطن : ولاية علي بن أبي طالب وفي الحقيقة: تزكية القلوب بالتوحيد وفي الفرائض : حفظ الإخوان .

    التنظيمات الدرزية

    ينقسم الدروز فيما بينهم لطبقتين
    الطبقة الأولي (الروحانيين) : وهم رجال الدين وينقسموا بدروهم إلي الرؤساء ( الذين بيدهم جميع اللأسرار الدينية ) والعقال (الذين بيدهم الأسرار التي تتعلق بالتنظيم الداخلي للمذهب ) والأجاويد( الذين بيدهم الأسرار الخارجية التي تختص بعلاقة مذهبهم بغيره من المذاهب)
    الطبقة الثانية ( الجثمانيين) : وهم عامة الشعب ولا يحق لهم حضور مجالس العبادة إلا بعد إختبارات طويلة وشاقة والتوقيع علي "ميثاق ولي الزمان" وغيره وتنقسم إلي أمراء( أصحاب الزعامة الوطنية ) والجهال ( وهم بقية أفراد الشعب )

    التقمص والتناسخ

    الكلام عن التقمص والتناسخ في العقيده الدرزية مأخوذ من الفكر البوذي (حيث يردد البوذيون نفس الأفكار تقريباً ) ، فالروح عندهم عندما تموت فإنها تتقمص شخصاً آخر فالمرأة تذهب روحها لطفلة وليده والرجل لطفل وليد وهكذا لذلك هم يؤمنون بأن عددهم ثابت لا يتغير ولا يجوز الدخول أو الخروج من العقيده الدرزية ، وحتي من خرج عن ملتهم فإنه يعد محسوباً عليهم وعندما يموت سوف تتقمص روحه شخصاً آخر يكون درزياً
    وهم في ذلك لا يؤمنون بالحياه البرزخية ولا بالجنة والنار فالجنه عندهم هي توحيد الخالق والنار هي غلبة الشقوة والهوي لأن الإنسان في عقيدتهم لا يحيي حياه واحدة بل يحيي عده حيوات متقمصاً أجساد مختلفه فالعقاب هنا يكون في الشخص الجديد الذي سيتقمصه ، فإن كان عمله سيئاً فسوف يتقمصه شخص فقير أو شقي والعكس. والقيامه عندهم هي وصول النفس لأعلي درجات السمو بعد عدد كبير من التقمصات أوأنهاتعاقب فتظل تتقمص الجسد تلو الآخر حتي تصل لتلك المراتب والغايات.
    الغريب هنا أنهم يقولون أن الروح المنتقلة تحمل معها معلومات عن الشخصية السابقة ومن ثم فإن التشخصية تتحدث وتنطق بما تذكره من وقائع حياتها السابقة.

    هل الدرزية مذهب إسلامي...؟؟؟!!

    من خلال كل ما سبق تكون هنا الوقفة الأخيرة في الحديث عن الدروز فهل هم مذهب إسلامي أم أنهم إناس لا يمتون للإسلام بصلة
    يصرح الكاتب ملخصاً لحديثين منفصلين لشخصيتين درزيتين محاولا أن يستشف منهما حقيقة أمر هذا الفكر وهل ما جاء من شأن تأليه الحاكم ونبوه حمزة بن علي هو أمر معترف به فعلاً عند الدروز أم أنها من صنع الدسائس والمكائد السياسية التي تحاول النيل من الإسلام ووحده المسلمين وساهم في ذلك صمت الدروز أنفسهم وإلتزامهم الكتمان والسرية.

    الحديث الأول يقول فيه أحد زعماء الدروز

     الدرزية كانت مذهباً إسلامياً ثم غدت دينا مستقلاً بذاته وهو قابل للتجديد والتعديل من زمن إلي آخر وما إعتناقهم للإسلام إلا مرحلة من مرحل تطورهم كما إعتنقوا من قبل المسيحية واليهودية
     العقيده الدرزية مأخوذه من الشريعة الإسلامية و16 كتاباً آخر لايسمح لأحد الإطلاع عليها وكذلك هم متأثرون فالفلسفة اليونانية والبوذية والفرعونية والمسيحية والإسلامية ..؟؟!!
     يعتبرون إخوان الصفا من الدروز لتشابه الأفكار بينهما ( حيث كان إخوان الصفا ينادون بمزج الفلسفة الإسلامية بالفلسفة اليونانية ، كما أنهم يرون أنه من الخطأ الخلط بين الإسماعيلية والدرزية فالفارق بينهما شاسع كبير
     محمد (ص) له مكانه محدوده عندهم ، وهو ليس إلا واسطة للرسالة ، وللدروز خمسه أقطاب منذ القدم وخامسهم وآخرهم الحاكم بأمر الله الفاطمي أما الصحابه فهناك أربعة فقط منهم لهم مكانه عاليه عند الدروز هم : سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وأبوذر الغفاري
     الأبواب القبول في الدرزية قد أغلقت فهم لا يزيدون ولا ينقصون وذلك في ظل نظرية التقمص التي سبق الإشاره إليها
     الدين الدرزي دين صوفي يعتمد علي الداخليات والطهارة الداخلية أما الطهارة الخارجية فلا قيمه لها ، وجميع الفرائض كالصوم والصلاة والحج قد رفعت وإستبدلت بغيرها
     تعلم فروض الدين حكر علي طائفة معينه ولا يجوز لمرتكب الكبيرة أن يتعلم هذه الفروض ، وهم يتعبدون في الخلوة ( وليس في المساجد ) بعيدا عن أعين الناس كما أن التقشف يعتبر من الأمور الأساسية في العقيده الدرزية.
     الدين الدرزي تنظيم حربي يتكون ببشكل هرمي

    الحديث الثاني مع أحد المشايخ ويسمي " شيخ العقل"

    وقد أخبره في بداية الحيث أن من أساسيات العقيده الدرزية " التقية" كما في الشيعة ولكنه لن يكذبه في كل ما يقول

     لا إله إلا الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله ( وقد حاول الكاتب إستثارته في بداية الحديث بقوله "الدين الدرزي" فقال إن الدرزية مذهب في الدين الإسلامي وليس ديناً مستقلاً " ولعمار بن ياسر وابو ذر الغفاري ويلمان الفارسي والمقداد بن الأسود لهم المقام الأسمي بين الصحابه ( بخلاف الطبيعة الخاصة لشخصية الإمام علي بالطبع )
     الحاكم بأمر الله هو إمام فقط ولكن له بعض القداسه ..؟؟!!
     الصلاه عندهم تختلف عن باقي المسلمين وكذلك عدد الركعات والوضوء التي لا يشترط ما دام المصلي طاهراَ
     الصوم عندهم هو صيام عشرة أيام من ذي الحجة تنتهي بالعيد كما أن الصيام في رمضان مستحسن فالأجر والثواب فيه مضاعفين ، والمقصود بالصيام هنا هو الإمتناع عن الرفث فقط أما الأكل والشرب فإنه يجوز مع الصوم...؟؟!!
     الزكاه لسيت فريضه أوهي فريضه معطلة ويكمن أن تكون في شكل صدقات ، والحج ليس فرضاً ( خشية أن يعتدي علي الحجاج الدروز) أما الزيارة فلا بأس بها وهم يرون في الحج ظاهرة وثنية..؟؟!!
     الزواج مغلق علي الدروز فيما بينهم و الطلاق مرة واحده ولا يجوز الرجوع فيه ، وبالنسبة للوصية فتجوز بكل الثروة وليس بالثلث كما في باقي المذاهب
     المصدر الرئيسي في التشريع هو القرآن وبعض الإجتهادات أما الحديث والسنة فمعطلان ولا يؤخذ بهما إطلاقاً
     الدرزية مذهب مغلق (كما ذكر سابقاً)
     الإيمان بالتقمص (كما ذكر سابقاً)
     العقيده الدرزية عقيده باطنية ولا يجوز لأحد الإطلاع علي كتبها
     الإنسان مخير وليس مسير وهذا بطبيعة العدل الإلهي

    وبعد..

    فقد كان هذا العرض السريع للمذهب الدرزي محاولة للوقوف علي طبيعة هذا الفكر أو هذا المذهب أو إن شئت فقل تحت أي مسمي كان ، وبالرغم من كل ما سبق فهناك دروز حتي اليوم يؤدون الفرائض الإسلامية كلها بنفس الهيئة التي يؤديها باقي المسملين حتي إن أحدهم ويدعي الشيخ أحمد الهجري وهو من كبار علماء الدروز يقول " تبت يد السياسة التي تحاول تجريدنا من عروبتنا وإسلامنا".

    وخلاصة القول

    الكرة الآن أصبحت في ملعب الدروز أنفسهم فبعد هذا الإنفتاح الإعلامي والثقافي الرهيب ووسط كل هذا الكم الهائل من الإتهامات التي تخرج تماماً عن الملة فلم يعد من الممكن لهم الإستمرار في" دور الستر" الذي عاشوا فيه طيلة القرون الماضية ، وكم سيضع الأمور في نصابها لو ان تفسيرات واضحه صدرت من مستنيري الدروز فائدة للعلم والعقيده والتاريخ
    فإما أن يخرجوا للناس بحقائق معتقداتهم كي تقيم تقييماً عادلاً وبالتالي يكون الحكم عليهم وعلي إسلامهم وإما لا..؟؟!!!

    الحلقة القادمة : العلويين
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  6. #16

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (العلويين)

    سوف يتم عرض هذا الفصل لاحقاً بإذن الله
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  7. #17

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    حــوار عقـلاني
    مع
    فتاه شيعية


    - أستاذ خالد : أنا فتاه شيعية من جمهورية ايران الإسلامية ، وقد اطلعت علي موضوعك " إسلام بلا مذاهب " وهناك العديد من الملاحظات التي أري من واجبي أن أذكرها كي يعرفها كل الناس عن الشيعة

    - أختي الكريمة منيرة : أولاً أحييكي بالسلام – تحية الإسلام – وأسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

    - قبل أن أدخل في الموضوع لابد أن نتذكر سوياً أننا مسئولون عن كل أعمالنا وكل كلمة نبلغها للناس ، ولذلك فلا بد أن نتحري الصدق في أقوالنا حتي لا نظلم أحداً

    - ونحن في ذلك متفقين تماماً وكلي آذان صاغية لكل نقد أو تصويب حول نظرة كل منا لما يعتقد فيه الآخر فهدفنا واحد ( إن صدقت النوايا) وهوتقريب وجهات النظر بيننا ، وأضعف الإيمان أن يعرف كل منا الآخر معرفة صحيحة حتي وإن إختلفنا ، فليس من المعقول أبداً الإكتفاء بغض البصر وصم الآذان في هذا التوقيت بالذات حيث ينظر إلينا العالم شئنا أم أبينا علي أننا المسلمين ، وليس علي أننا سنة وشيعة ، وبالتالي فكل ما نراه ونعتقد فيه محسوب علي الإسلام وتقريب وجهات النظر بيننا سيكون الفائز الأول فيها هي راية الإسلام التي نستظل بظلها سوياً

    - إننا نري أنه ليس من العقل أن يترك النبي ( ص) الأمه بدون أن يعين خليفة له ، وأنت بنفسك ذكرت واقعة غدير خم .. هل من المعقول – أستاذي - أن يقف النبي (ص) أمام كل الناس في يوم الحج الأكبر ويعلن حبه للإمام علي مع أن الناس كلها تعرف مقدار حبه له بدون أن يكون من وراء ذلك قصداً آخر وأعني بذلك الخلافة – أليس في ذلك كلام صريح أن النبي قد إختار الإمام علي خليفة له ، ثم هل تنكر أن خلافة الإمام علي كانت أعدل خلافة في التاريخ بعد رسول الله ، وأن فترة خلافته شهدت نبوغ شخصيات هامة جداً في تاريخ الإسلام

    - بداية لايوجد مسلم واحد علي وجه الأرض لايعطي الإمام علي وآل البيت قدرهم من الإجلال والتوقير وليس أدل علي ذلك أننا جميعا نقول في التشهد في كل صلاة " اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد ...." فحب آل البيت ليست نقطة مزايدة من أي طرف منا ، أما بالنسبة للخلافة فإننا نراها أمراً دنيوياً يخضع للشوري بين المسلمين ، فكما أعلن الرسول (ص) حبه للإمام علي أما الناس فقد أمر أبويكر الصديق أن يصلي بالناس في مرضه الأخير فلماذا لا نعتبر ذلك أيضاً إقراراً منه (ص) بخلافة أبوبكر له ، وأبوبكر كان رفيق عمره ودعوته ، وأقرب الناس لعقله وفكره تماماً مثله مثل الإمام علي ( إن جاز هذا التعبير) ، أما مقولة حب الرسول (ص) للإمام علي فهناك من المواقف الكثيرة عن الرسول (ص) في حب الكثير من صحابتة ، ولكنني لن أذكرها هنا " لأنني أعلم أن مرجعيتنا في ذلك تكاد تكون مختلفة" ولكن أسألكي نفس السؤال بطريقة أخري هل هنا في سنة النبي (ص) ما يوحي بكراهية أو عدم حب أي من صحابته المقربين كأبوبكر وعمر وعثمان وغيرهم ، أم أن ذلك كله ظهر فجأه بعد الخلاف علي الخلافة ..؟؟!!

    نقطة ثانية..ماذا لو أن المسلمين جميعاً قد إجتمعوا يوم وفاة الرسول (ص) وإختاروا سعد بن معاذ أو عمر بن الخطاب أو حتي بلال بن رباح خليفة للمسلمين فهل سيكون ذلك موضوع خلاف بين المسلمين ..؟؟!!
    ودعينا ننظر سوياً لخلافة أبوبكر وعمر وعثمان .. هل أضافت للإسلام أم لا
    إن كلاً من الخلفاء الأربعة قد جعله الله سبباً في نصرة الإسلام في وقته ، فأبو بكر قد جمع شمل الأمه في أصعب أوقاتها بعد وفاه رسول الله (ص) مباشرة ، وعمر قد جعله الله سبباً في توسيع رقعة الدولة الإسلامية ، ..؟؟ يكفي هنا أن أذكركي بشيء هام جداً أنه لولا أن عمر بن الخطاب قد فتح بلدكم إيران لكنتي نفسك مازلتي تسجدين للنار من دون الله ، ولحرمتي من نعمة الإسلام ..فهل هذا أيضاً موضع خلاف..؟؟!!
    مجمل القول هنا أننا لا ننكر أن علياً كرم الله وجهه كان عظيماً في كل شيء ويكفيه شرفاً وفخراً أنه إبن عم رسول الله (ص) وصهره ولكن المسلمين إختاروا أبوبكر فعمر فعثمان كما إختاروا علياً للخلافة
    والقول بأنه من المنطقي أن يختار الرسول خليفته قبل موته فهو منطق ينقصه المنطق لأن الخليفة ( أي قائد في أي زمان ) بشر يصيب ويخطيء ، ولو أن الرسول (ص) قد إختار فعلا خليفته وسماه بإسمه لأصبح كل كلمة يقولها معصومة من الخطأ (لأنه من إختيار النبي فكيف يكون هذا ، والرسول نفسه قد جعل أمره شوري بين المسلمين..؟؟

    - ذكرت في كلامك أن الشيعة لا يأخذون بالحديث إلا إذا كان عن آل البيت ، وهذا هو الواقع فعلاً فالإمام علي والإئمة الإثنا عشر الأطهار هم مصدر الثقة وكل ما قالوه عن النبي (ص) صحيح ولاجدال فيه أما أن نأخذ كلام رسول الله علي لسان بشر عاديين يصيبون ويخطئون أي أن كلامهم بلا شك سيكون فيه شبهة خطأ ، وهذا لا يليق بكلام رسول الله
    إن التشيع ليس مجرد حب لعلي وآل البيت .. إنه إخلاص لهم ولرسول الله ( ص) فهم فوق البشر وفوق الشبهات كما أقر بذلك القرآن الكريم نفسه في آية التطهير التي ذكرتها بنفسك " ويذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً.." وهو السبب نفسه الذي يجعل الشيعة يعتبرون الأئمة الأطهار وسيلة تقرب إلي الله التي فيها من الثواب الكبير .

    - إننا هنا متفقين في نقطة هامة جدا وهو أن النقل عن رسول الله ( ص) لا بد وان يكون من مصادر وأشخاص موثوق بهم ، وإلا تعرضت سنته (ص) للتأويل والتحريف والعبث ، ودعينا هنا نحتكم للعقل والمنطق قبل الحديث عن الناحية الشرعية ، فأنتم تقولون أن الحديث هو كل ما روي عن الإمام علي كرم الله وجهه وآل بيت النبوة فقط ، فهل كان الإمام علي كرم الله وجهه ملازماً للرسول في كل سكناته ومواقفه ، وأوضح مثالاً هنا ، فما كان يحدث في بيت النبوه ، فالرسول كان يخبر زوجاته ويعلمهم أمور دينهم بعيداً عن سمع وبصر الإمام علي فكيف بنا لانقر بهذا الكلام كجزء من ميراث النبوة الذي نهتدي به جميعاً ، وإذا كان الرسول (ص) لاينطق عن الهوي فهل يخطيء ويختار لنفسه أو يختار له الله لأهل بيته من هم دون هذه المكانه العظيمة ( وهذا الكلام ينطبق علي جميع زوجات الرسول (ص) وبلا إستثناء ..!!!! ) هل الرسول الذي يختار لهذه الأمة طريقها لا يعرف كيف يختارزوجاته و أهل بيته ..؟؟!!!
    فإذا كان الأمر كذلك فكيف لا نأخذ كلامهم كمصدر ثقة ..؟؟!!!
    والأمر كذلك أيضاً في عشرات بل مئات المواقف الفارقة في تاريخ وفكر الدعوة التي لم يكن الإمام علي حاضر وموجود بشخصه فيها ، والتي بها من المواعظ والعبر ما يفيد أمر المسلمين في شتي بقاع الأرض ويعينهم علي فهم وصلاح عقيدتهم ، فكيف يحرم المسلمون من التعلم من رسولهم الكريم فيها.
    نرجع للنقطة الأهم هنا وهي الثقة .. أي كيف نثق فعلاً أن هذا الكلام هو عن رسول الله وليس من صنع بشر أو أنه موضوع من أجل هوي دنيوي ، وفي هذه النقطة بالذات فإن السنة لم يحرصوا علي شيء قدر حرصهم علي التأكد من مصادر الحديث الشريف ، وإذا نظرتي - أختي الكريمة – لكتب وعلم الحديث عند السنة ستجدين أن كل حديث ذكر عن رسول الله (ص) متبوع بتاريخ طويل من الرواة الذين نقلوه أي أن هذا الحديث قد نقل عن فلان عن فلان حتي يصل لسان رسول الله (ص) وكل شخص نقل حديث عن الرسول يوجد له ملف كامل لسيرة حياته ، وهل يمكن أن يأخذ عنه كلام عن رسول الله أم أن في حياته كلها ما يثير الريبة أو الجدل
    إننا - أختي الكريمة – أشد حرصاً علي ميراث النبوة من حرصنا علي الحياة نفسها ، وفي نفس الوقت فإن هذا الميراث ليس ملكاً لأحد أو حكراً علي أحد .
    نأتي لنقطة أخري وهي عصمة آل البيت ، فكما قلت لكي في أول الحديث أنه لامزايده علي حب آل البيت فكلنا نوقرهم ونبجلهم وآية التطهير التي ترجعون إليها عصمة آل البيت تؤكد أن لهم مكانة خاصة لا ننكرها فكفاهم فخراً نسبهم لرسول الله (ص) ولكن هل التطهير هنا يعني العصمة فإذا كان الله سبحانه وتعالي يقول في القرآن الكريم لرسوله الكريم " قل ما أنا إلا بشر مثلكم يوحي إلي .." فإذا كان هذا هو حال الرسول (ص) فكيف بنا بحال أي بشر آخر أياً من كان..
    وأريد هنا أن أحتكم أيضاً للعقل في ثلاثة نقاط
    1- ألم يكن أولي بالحق سبحانه وتعالي أن يجعل للرسول (ص) ولداً تكون له العصمة من بعده يرثه ويرث عقيدته وملكه..؟؟!
    2- إنكم تقولون بالعصمة لآل البيت وتقصدون بذلك الإمام علي ونسله ، وعلي هو إبن عم الرسول (ص) وصهره فكيف بنا بأبولهب مثلاً وهو عم الرسول (ص) والعم طبعاً أقرب من إبن العم هل هو معصوم أيضاً
    3- القرآن الكريم يقول " كل نفس بما كسبت رهينة .." أي أن كل إنسان مسئول عما يفعل ، فهل من العدل أن ننظر لطفل صغير ونقول أنه سيكون في حياته معصوماً من الخطأ لمجرد أنه من نسل النبي (ص) والنبي نفسه قال " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"
    هل العدل في الإسلام أن يحاسب المرء بنسبه ( وإن كان هذا النسب لرسول الله ) أم أنه يحاسب بعمله إذا أصاب فهو الكريم بن الكريم وإذا أخطأ فخطأه له وحده
    وتحضرني الآن واقعة الإمام إسماعيل إبن الإمام جعفر الصادق فأنتم لا تعترفون به من الأئمة ( بعكس الإسماعيلية) لأن والده الإمام جعفر قد رآه يشرب الخمر يوماً فنقل الإمامه لإبنه موسي الكاظم ..أليس في هذا الموقف تصديقاً منكم بما أقول وأن الأئمه الأطهار ليسوا معصومون لمجرد نسبهم ولكن أيضاً لأفعالهم التي سيحاسبون عليها..؟؟!!
    أرجو - أختي الكريمة- ألا تفهمي كلامي هذا أنه تقليل من قدر الأئمه لا سمح الله ولكن عندنا في مصر نقول " ومن الحب ما قتل " فلنجعل حبنا لآل البيت حباً جميلاً لا إفراط فيه.
    نقطة أخيرة هنا حول زيارة القبور ، واتخاذ الأئمة الأطهار وسيلة للتقرب إلي الله فإذا كان الله سبحانه وتعالي يقول في كتابه الكريم " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ..أجيب دعوة الداعي إذا دعاني.." إذا كان هذا هو قول الله سبحانه وتعالي بأنه قريب فكيف لنا أن نذهب للبعيد أي لبشر مثلنا ونرجو شفاعته ..؟؟!!

    - أنت تذكر أن الشيعة يقولون أن أركان الإسلام سته وأنا أقول لك بأن أركان الإسلام خمسة وهي التوحيد – المعاد – النبوة- العدل – الإمامة ، والأئمة الأطهار لهم ما للنبي (ص) من خصائص إلا أنهم لايوحي إليهم

    - ونحن بدورنا- أختي الكريمة - نري أن أركان الإسلام خمسة وإنما قصدت بالسادس أنكم تضيفون لأركان الإسلام ركنا سادساً وهو الإمامة ، وأنا هنا أسألكي سؤالاً ..إننا نؤمن بأن أركان الإسلام خمسة وهي الشهادة والصلاة والصوم والحج ( نقلاً عن حديث لرسول الله نراه صحيحاً موثوق الصحة ) فما هو مصدركم في هذه الأركان الخمسة التي ذكرتيها ، وأنا أريد أن أتحدث هنا عن ركن الإمامة .. دعينا نحتكم فيه إلي القرآن الذي نؤمن به جميعاً ..إنكم تقولون أنه لا حديث إلا إذا كان عن بيت النبوة تحرياً للصدق فكيف تقولون أن من أركان الدين "الإمامة " ، ولم يذكر فيها أي شيء في كتاب الله سبحانه وتعالي ولا حتي في حديث الرسول ( ص) وأنا هنا أذكر قول " الخوميني " في هذا الشأن أن الرسول كان أكيد يعلم أمرالإمامة ولكنه لم يخبره للناس خشية الفتنة وتفرق امر المسلمين ..؟؟!! كيف يكون هذا ، وهل لو كان الرسول (ص) أقر بالإمامة لعلي وآله أولأي إنسان آخر .. هل يستطيع أحد أي من كان أن يعترض فالله سبحانه وتعالي يقول في كتابه الكريم " وماكان لمؤمنٍ ولامؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " ونحن جميعاً منصاعون لأمر الله وأننى أتفق معك تماما علي أن الإمامة ركن من أركان الإسلام لو أن هناك آية واحدة تشير ولو من بعيد لذلك ..؟؟!!

    - أستاذي الفاضل : أنت تدعي أنك تعرض الموضوع كله بشيء من الحياد ..إسمح لي أن أقول لك أي حياد هذا ..إنك تقول أن الشيعة يقولون بتحريف القرآن وهذه أكبر كذبة سمعتها في حياتي عن الشيعة فكلنا نؤمن بقرآن واحد وهو القرآن الموجود لدي كل المسلمين ، أما أن نقول أن القرآن به تحريف فهذا والله كذب ..كذب ..كذب
    ثم تتهمنا بأننا نسب أبوبكر وعمر وعائشة وهذا الكلام خالي تماماً من الصحة ..إننا فقط نقول أن علياً كان أولي بالخلافة ( كما أوصي بذلك النبي بنفسه ) أما سب الصحابة فنحن منه براء وتذكرأن هناك دعاءاً نسب فيه الصحابة في كتاب مفتاح الجنان فأرجو منك أن تذكر لي أي دعاء هذا ..؟؟!!!
    وتتهمنا في النهاية بالكذب ، ومبدأ التقية الذي تتحدث عنه لا يعني الكذب أبداً .. التقية عندنا تعني أن تتجنب الحديث في موضوع معين عندما تتحدث لشخص يكون إدراكه لهذا الموضوع محدود ، وقد يفهم الموضوع بشكل خاطئ ..هذه هي التقية

    - وددت لو أنكي أنكرتي التقية كما أنكرتي تهمة سب الصحابة وتحريف القرآن ، وإسمحي لي فهذا المبدأ خطير جداً إن أطلق علي العموم .. إننا نتفق معكي في مبدأ التقية في نقطة واحدة ذكرها الإمام محمد الباقر بقوله " إنما حلت التقية ليحقن بها الدم ، فإذا بلغ الدم فليست بتقية " أي أنها تجوز في ضرورة واحدة " من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ..إنما أن تقولي أنكي تحجبين ما تؤمنين به لأنه قد يفهم خطأ أو لأن إدراك من تتحدثين معه لا يصل للدرجة التي يفهم بها الكلام بالشكل السليم ، فهذا المبدأ ينهي الحوار قبل أن يبدأ ، فأنتي الآن تنكرين أن الشيعة يسبون أبوبكر وعمر فإذا ما أخذنا بمبدأ التقية فربما يعني هذا أنك تقولين " إنني أقول ذلك لأنك لم تصل بعد لدرجة الإدراك والإخلاص للإمام علي حتي تفهم لماذا نحن نسبهم ..كيف سيكون الحوار إذاً
    إننا نتناقش فيما نؤمن به ، فكيف تكون هناك تقية في العقيدة ..الصواب هنا أن تحاولي توضيح وجهة نظرك بشتي الطرق لا أن تتقي المناقشة بحجة سوء الفهم والإدراك ،أما ما ذكرت في كتاب مفتاح الجنان فهو موجود في دعاء يسمي " دعاء صنمي قريش " ، وأعتقد أن الكتاب تحت يديكي يمكن أن تطلعي عليه
    وبالنسبة لسب أبو بكر وعمر فنتمني جميعاً أن يكون ماذكرته أنا خطأ لأنه سيقضي علي نقاط خلافية كبيرة بيننا ، و لن أتطرق كثيراً للقول في أبي بكر وعمر وعائشة وتحريف القرآن مكتفياً بإنكارك هذا لسبهم .. وكذلك قولك في تحريف القرآن.. ولكل مقام مقال.

    -أنت تقول كلاماُ غريباً أسمعه لأول مرة فتذكر أن سبب تشيعنا هو زواج شهربانو ( سلافة) بنت يزدجرد ملك الفرس من الإمام الحسين عليه السلام وهذا كلام غير صحيح علي الإطلاق ، ودليلي علي أنني فتاه ايرانية وما سمعت بهذا الكلام من قبل ، فأن نكون أخوال الأئمه فهذا شرف كبير لا ندعيه .

    - يبدو أنك قد فهمتي كلامي بشكل خاطئ ، فأنا لا أقصد أن الإيرانيين قد تشيعوا لزواج الحسين من شهربانو فهذا الكلام خطأ من الناحية التاريخية علي الأقل لأن الفكر الشيعي الموجود الآن قد ظهر بعد مقتل الحسين بزمان ، ولكن القصد هنا أن هذا النسب قد زاد من تعلق الإيرانيين بآل البيت ( والفارق هنا كبير وواضح ) وأرجو منكي أن تتذكري المكانه التي يحظي بها من هم من سلالة الحسين ( عليه السلام ) حتي يومنا هذا في إيران نفسها ، وهذه ليست سبه لا سمح الله

    - أري أن كل إتهاماتكم موجهه لأئمه الشيعة ، بينما لا توجهون أية إتهامات لأئمتكم من السنة وفي ذلك ظلم وتجني كبيرين ، هل لك أن تقول لي لماذا..؟؟!!
    لا أنكر أن هناك فرقاً عديدة لدي الشيعة ولكن هذه الفرق لا تظهر عندنا بالشكل الموجود لديكم .. الشيعة عندنا تعني شيعة إثنا عشرية وغير ذلك فرق صغيرة لا تكاد تذكر لدرجة أن الشيعة قد لا يعرفون أن هناك فرق في المذهب الشيعي أما أنتم فالفرق كثيرة وواضحة لديكم فهناك الشافعي والحنبلي ..الخ

    - لقد وضعتي يدك علي أساس الخلاف فكل منا يري الآخر من مرآته ، ولعل حوار كهذا يكون من الفائده بمكان
    إن السنه لا يكيلون الإتهامات للشيعة ، ولا يتهمون الشيعة دون غيرهم كما تقولين ، إن الخلاف - أي خلاف في الفكر دائماً ما يكون القصد منه البحث عن الحقيقة إبتغاء مرضاه الله فإذا ما كان الخلاف في العقيده فهو يحتمل أحد أمرين لا ثالث لهما .. إما أن الرأيين علي صواب ، وأن الأخذ بأحدهما لا يتنافي مع صحيح العقيده ، وأما أن أحدهما صواب والآخر خطأ مخالف لها ويضر بأسسها أكثر مما يصلح ، والإختلافات بين الأئمه لم ولن تنتهي ( وفي ذلك رحمه من الله إن حسنت النوايا ) وأرجو منكي أن تتصفحي الإنترنت لتشاهدي كيف أن الخلاف ( وإسمحي لي أن أستعين بكلمة حوار بدلاً منها لأنني أراها أقرب للواقع ) بين علماء السنة وبعضهم لاتنتهي في كل صغيرة وكبيرة ، وليس ذلك إلا حرصاً علي الحق وخوفاً علي الإسلام وشريعته تماماً كما هو حال الخلاف بين السنة والشيعة
    وإذا قرأتي ما كتبته بعناية تجدي أنني ذكرت مصطلح أن " شيعة " يقصد به الإثنا عشرية الجعفرية دون غيرهم .. نحن نعرف هذا ، ولكن دعينا نرجع لما إتفقنا عليه منذ البداية فكما يرانا الغرب مثلاًَ كمسلمين وليس كسنة وشيعة فمن الطبيعي أن يري غير المتعمق أو الدارس من السنة الشيعة كفرقة واحده وينظر لكل فرقكم - صغيرها وكبيرها - علي أنها " خلافات بين فرق الشيعة " تماماً كما ترين أنتي أن هناك خلافات كبيرة بين السنة فأنا أري في ذلك قولاً غريباً كل الغرابة .. أنتي تعتقدين أن هناك مؤسسات حنبليه وأخري شافعية وهكذا ، بينما الواقع غير ذلك تماماً وسوف أعرض قريباً بإذن الله الجزء الخاص بالمذاهب السنية في هذا الموضوع.

    - ذكرت في قولك أيضاً قول الشيعة في إمام آخر الزمان ، وأكيد أنك تعرف أن كل المذاهب علي وجه الأرض تؤمن به وأن هناك حديث عن النبي (ص) يبشر المسلمين بظهور المهدي المنتظر ، ونحن نري أنه سوف يظهر من مدينة مكة "مدينة الرسول (ص) وليس سامراء كما تقول ، وسوف يظهر معه ( حسب رواية أهل الشيعة ) أصحابه وعددهم 313 بعدد أصحاب الرسول في غزوة بدر ونبي الله عيسي واحد منهم ، وهذا المهدي هو الإمام محمد بن الحسن العسكري الذي خاف عليه ابوه الإمام الحسن من بطش العباسيين فولد سراً وبعد ولادته بسنوات قليله بدأ أول غيبة له ( الغيبة الصغري ) أما ما تقول به بأن الإمام الحسن العسكري كان عقيماً وأن الأئمه الأطهار سوف يرجعون ويظهرون مع إمام آخر الزمان فهذا قول غير صحيح علي الإطلاق

    - كما قلت لكي منذ قليل إن عامة السنة ينظرون لجميع الفرق الشيعية علي أنها فرقة واحده بينها إختلافات ، والقول بعدم الرجعة أونفي عقم الإمام الحسن العسكري ليس هو محل الخلاف الرئيسي هنا ، فربما تقولين أنتي بالنفي و هناك فرق أخري تقول بذلك ، إننا نؤمن بمهدي آخر الزمان ونسميه المهدي المنتظر الذي سوف يخرج مع عيسي عليه السلام ومجموعة من أصحابه ليحاربوا المسيح الدجال وينقذوا الناس من فتنته إلي هنا نحن متفقين ، ولكن من الذي قال أن إبن الإمام الحسن العسكري هو المهدي المنتظر ، وأنه في غيبة وسوف يرجع
    كيف لنا أن نجزم أن المهدي الذي كان يتحدث عنه الرسول هو محمد بن الإمام حسن العسكري ، وهل يوجد دليل واحد علي ذلك ، فقد إنتهت الرسالة بموت الرسول(ص) " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .." ولم يذكر عنه (ص) أن المهدي المنتظرسيكون بن الإمام حسن العسكري ، وفكرة الغبية والرجعه لم يعرفها الإسلام إلا في شخص نبي الله عيسي عليه السلام ، وأي قول غير ذلك لا يوجد له تأييد سواء في القرآن أو السنة

    - أنت تستنكر علي الشيعة أنهم يسبون أبا سفيان ومعاوية ويزيد ..أليسوا هم من قتلوا الحسين ، وهل يمكن للمسلمين أن ينسوا أو يتناسوا واقعة عاشوراء ..إنني أقول بكل شجاعة لوما حدثت هذه الفاجعة لما كان هناك شيء يسمي الإسلام الآن

    - إننا أيضاً لاننكر أن هناك فتنه حدثت وأصابت الإسلام شر مصيبة بين الإمام علي وبين الأمويين وأذكر لك هنا قول الإمام علي كرم الله وجهه " شتان بين من عرف الحق فأخطأه وبين من عرف الباطل فأصابة ، فكل من علي ومعاوية كان يدافع عما يراه حقاً فجميع علماء أهل السنة يقولون أن الحق فيها كان لعلي ولكن أن نسب أبا سفيان ومعاوية ويزيد هذا لا يليق أبداُ في حق هؤلاء الأشخاص الذين بذلوا جهدهم في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض ، وما حدث من فتنه نسأل الله ألا تعود أدي لإشعال النار فيها من أراد بإسلام الشر وهم كثيرون في كل زمان ، وإذا تحدثنا في وقائع هذه الفتنه فإن الحديث فيها سيطول والأولي بنا الآن أن نتذكر قول الله سبحانه وتعالي " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يفعلون " وأن ندعوا لهم جميعاً أن يثيب الله من أصاب منهم ويعوفا عن من أخطأ ونحسبه عند الله بغير قصد ولا عمد ..

    - إننا نستنكر عليكم أنكم منغلقين ولايوجد عندكم أي إنفتاح فكري وإطلاع علي المذاهب المختلفة معكم ، ولودخلت أي مكتبه من مكتبات أهل السنة ياتري كم كتاباً ستجده يتحدث عن الشيعة ، أما عندنا فكل كتبكم موجود في مكتباتنا ، وأعتقد أنكم لو قرأتكم عن الشيعة وعرفتم فكرهم لتغير رأيكم كثيراً..أما سمعت عن التيجاني وهو واحد من أكبر علماء السنة وكان يعتبر الشيعة كفاراً ..هذا الرجل سافر للعراق وتلاقي مع علماء الشيعة وتناقش معهم ، وأدرك أن كل ما يقوله علماء الشيعة موجود لديكم في كتب السنة ، فبحث في كتب الشيعة سنوات ثم أعلن تشيعه وألف كتاباً أسماه " ثم إهتديت " وقد سمعته يتحدث بنفسه بهذا الكلام منذ أيام في أحد البرامج التليفزيونية

    -أنتي تقولين بأن مكتباتكم مملوءة بكتب السنة بعكس مكتباتنا ، وأنا أسألك كم كتاباً قرأتي من هذه الكتب ..؟! الإجابة بالتأكيد ستكون ..لا كتاب..!! وهذا واضح تماماً من خلال ما ذكرتيه عن المذاهب السنية أتعرفين لماذا .؟! لأنك منذ البداية تقفين منها موقف المعارض ، كمن يدخل محلاً للأغذية فيه ما فيه من الأطعمه والمأكولات لكن مكتوب عليها عبارة صغيرة تقول " هذه الأطعمه ضارة جداً بالصحة" ومسألة الإنفتاح لم يعد لها منطق في أيامناً هذه ، فها أنتي تجلسين في حجرتك في إيران تقرئين ما أكتب في مصر ةأنا أقرأ ما تكتبين في إيران
    المهم اليوم ليس في أن تقرأ ونكتب .. المهم أن نعرف كيف نقرأ وكيف نكتب وكيف نستفيد بما نقرأ بدون أحكام مسبقة وإلا أصبحنا كمثل الحمار يحمل أسفاراً ..
    وإذا كان هناك فعلاً إنغلاق علي فكر الشيعة فالسبب فيه هو الشيعة أنفسهم ، لأنكم قضيتم فترة غير قليلة من الزمان منغلقين علي أنفسكم ، ونحن لم نكن نعرف عن الشيعة شيء إلا حبهم لعلي كرم الله وجهه كونه أحق بالخلافه ، وكما قلت أثناء عرضي للكتاب فرب ضارة نافعة ، فقد أثارت أقوال الخوميني العديد من علامات الإستفهام والتساؤل التي تجعلنا ننظر في آرائكم وننفتح – علي حد تعبيرك- علي هذا الفكر الذي يشهد معنا أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
    أما ماذكرته عن التيجاني هذا العالم السني الكبير والذي لم أسمع عنه من قبل ( وربما ذلك لقلة إطلاعي ) فالأمثلة عديده علي الجانب الآخر وإن رغبتي أن أذكر لك أسماء عشرات .. بل مئات من الذين ( إهتدوا..؟!! ) - مع تحفظي الشديد علي إستخدام لفظ الهداية هنا – فالقائمه لا تنتهي ولكنني لم ولن أفعل .. أتدرين لماذا ..؟؟!!!
    إننا نسمع كل يوم عن الذين كانوا علي فكر ثم تركوه لأخر ، وهذا ليس علي نطاق السنة والشيعة فقط ، فهذا نصرانياً وقد أسلم وهذا مسلم وقد تنصر ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، وهذه فتاه قد إرتدت الحجاب وأخري خلعته ..!!
    ينبغي علينا ألا نلتفت لمثل هؤلاء وننساق وراء هذه الضجه المفتعلة ، فكيف سيكون الحال لو أن التيجاني أو غيره قد عدل عن رأيه وقال أن ماذهب إليه كان خطئاً ..
    إن مثل هؤلاء حجة علي أنفسم وليسوا حجة علي العقيدة " من إهتدي فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وماربك بظلام للعبيد.."
    إنما يكون الجدال في العقيدة - أختي الكريمة – قولاً بقول وحجة بحجة لا أن نجعلها لعبة تعبث بها الأهواء


    -أدعوا الله في نهاية كلامي هذا أن يهدينا جميعاً لطريق الحق .. طريق محمد ( ص) وآل محمد ولا أقول هنا أنني أقصد من كلامي أن السنة علي صواب أو أن الشيعة علي صواب فكل منا هدفه في النهاية هو مرضاه الله - وإن إختلفنا– ولكن كل ما أردت أن أقوله أنه يجب علي كل مسلم أن يعرف دينه معرفه حقيقية ويتحري ذلك بشتي الطرق .

    -أشكركي علي ردك هذا وأتمني أن أكون قد أزلت الكثير من سوء الفهم – إن وجد – حول كلامي عن الشيعة وأتمني أن يجعلنا الله جميعاً من الذين يتستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجمعنا في جنته مع النبيين والصالحين وحسن أولئك رفيقا

    ".. تلك الدارالآخره نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبه للمتقين.. "
    صدق الله العظيم
    إنتهي كلامي .. فهل للحديث من بقية ..؟؟!!
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  8. #18

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    حوار مع صديقي الشيعي


    -" الأخ خالد : جزاك الله خيرا علي ما كتبته وأحب أن أوضح بعض ما جاء في كتابك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وجزاك الله كل الخير أخ الكريم المهندس ماجد علي متابعتك لهذا الموضوع وأسأل الله أن تتسع صدورنا جميعاً لكل يكون فيه الخير لنا جميعاً

    -ذكرت مشكوراً حديث الغديروأود هنا أن أسأل سؤالاً ، فعندما أمر النبي (ص) بتجميع المسلمين العائدين من مناسك الحج ، بل أنه قد أرسل يطلب المتقدمين من الحجاج لكي يرجعوا ، وإنتظر المتأخرين منهم في وسط الصحراء قبل صلاة الظهر ، لابد – أخي الكريم وأن هناك أمراً هاماً يستدعي ذلك ، وإذا أسلمنا أن النبي (ص) " لاينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي.. " أمر إلهي بلا شك والله سبحانه وتعالي يقول ( يأيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس..) حيث رفع الرسول يدا الإمام علي عليه السلام حتي بانت إبطيهما ، وقال في حديث قد تخونني الذاكره منه ما مضمونه " أنا أولي الناس بأموالهم وأنفسهم قال الناس : بلي يارسول الله ..قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله ، وبعد أن نزلا من المنصه التي أعدت لهما إجتمع الناس حول الإمام علي وباركوا له حتي أن حسان بن ثابت قال في هذه المناسبة شعراً ، وكذلك هنئه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " وقال بخ بخ ياعلي أصبحت مولي كل مسلم ومسلمه

    -لايوجد بيننا أي خلاف علي واقعة غدير خم ولا في كل ما ذكرته ، ولكن الخلاف هنا في معني كلمة الولاية وهل المقصود بهاهنا الخلافه ..؟؟!!

    - إن أحداً ممن إجتمع يوم وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم ليختاروا خليفة المسلمين لم يطلبها لنفسه فالأنصار قالوا للمهاجرين أنتم الأمراء ونحن الوزراء ، وقام عمر بن الخطاب ليبايع أبوعبيده الجراح فرفض وقال أن أبو بكر أحق بها منه ويقول له أتبايعني وفيكم الصديق ويذكره بكلام الله فيه " ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا.." بل أنه عندما ذهب عمر ليبايع أبوبكر رفض أبوبكر أول الأمر وقال له بل أنت أقوي مني ورد عليه عمر بقوله " إن قوتي لك مع فضلك"
    والمسلمين الذين إجتمعوا في هذا اليوم كانوا هم أنفسهم المسلمين الذين إجتمعوا في " غدير خم" وسمعوا كلام رسول الله (ص) وكان من بينهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولو كانوا يعلمون أن المقصود بكلامه هو خلافة الإمام " علي" له من بعده لأقروا جميعاً بذلك .. أو علي الأقل لذكر بعضهم بعضاً ولكان هذا موضع خلاف ولكن هذا لم يحدث إطلاقاً فهل معني ذلك أن كل المسلمين قد ضلوا فجأه.. لماذا .. أليس منهم رجل رشيد..؟؟!!

    -أن علياً كرم الله وجهه لو كان يري في حديث الرسول (ص) أمراً إلهياً له بالخلافة من بعد رسول الله فكيف وافق علي بيعة أبي بكر ثم بيعة عمر ثم عثمان لماذا لم يقول في هذا اليوم أنه أحق بها فلو كان يري أنها أمر إلهيا لما كتم ما أمر الله سبحانه وتعالي به ، بل أنه (كرم الله وجهه) عندما أتاه المسلمين بعد مقتل عثمان يطلبوا منه أن يكون الخليفة عده مرات فأبا حتي قبل في النهاية بالخلافة - لأن المسلمين كانوا في أمس الحاجة وقتها لرجل مثل " علي" يجمع شملهم بعد فتنه مقتل عثمان – وأرجع هنا فأقول ..هل لو كان الإمام علي يعرف أن الخلافه أمر إلهي وأنه قد تركه أيام أبي بكر وعمر وعثمان خشية إحداث فتنه بين المسلمين هل كان سيتردد عده مرات في تنفيذ أمر الله يومها.. ؟؟!!

    -الكلام حول العصمه يطول واحب ان اقتصر فإذا كان الله يقول بل يحصر (انما ) يريد الله (اراده الله عز وجل) ليذهب عنكم الرجس (ما معنى الرجس) ويطهركم ..... ياخي العزيز الايه تشرح نفسها ان الله اراد بل حصر اذهاب الرجس والتطهير باهل البيت
    وهناك ايات كثير بهذا الخصوص ومنها (انما وليكم الله ورسوله والذين امنو الذين يقومون الصلاه وياتون الزكاه وهم راكعون ) وقد نزلت عندما تصدق الامام علي بالخاتم .

    - وبالنسبة لآية التطهير .. هل المقصود بإذهاب الرجس والتطهير – أخي الكريم – هو العصمه (أرجو الرجوع لردي علي الأخت منيرة وللموضوع في هذه النقطة) وأحب أن أذكرك بنص الآيات الكريمة ، فالله سبحانه وتعالي يقول :
    (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34 ) الأحزاب
    هذه هي الآيات كامله التي ذكر فيها آية التطهير ، وهي تشير وتقصد بالتطهير أهل البيت من زوجات الرسول (ص) سواء الآية المذكور فيها التطهير أو التي قبلها أو التي بعدها وواضح تماماً أن إذهاب الرجس والتطهير كنتيجة لتنفيذ أمره سبحانه وتعالي لهن بألا يخضعن بالقول ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولي فهل في هذه الآيات ما يشير من قريب أو بعيد أن المقصود بأهل البيت هنا هو الإمام علي " كرم الله وجهه " والأئمه الأطهار..؟؟!! مع التسليم تماماً بأن لهم في نفس كل مسلم مكانة ومنزلة خاصة لاينالها غيرهم.
    والآية التي ذكرتها – أخي الكريم – جزاك الله بها عن أمة الإسلام خيراً فهي تحسم تماما الخلاف بين قطبي الأمة الإسلامية سنة وشيعة فأساس الخلاف أن السنة يقولون أن الخلافة أمر دنيوي شوري بين المسلمين يختاروا فيه من هو أحق بالخلافه ، والشيعة يقولون أنه أمر إلهي قد خصه الله سبحانه وتعالي لعلي ( كرم الله وجهه ) ولآل البيت فلنرجع سوياً لكلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه وهم راكعون " وهذه الآية كما قلت نزلت في حق الإمام علي عندما تصدق بالخاتم.
    هذه الآية تحتمل تفسيرين لاثالث لهما
    الأول : أن المقصود بالذين آمنوا هنا هم علي وآل البيت ، وبالتالي فولاية المسلمين بعد الله ورسوله هي لهم وحدهم دون غيرهم ، وبالتالي يكون قول الشيعة صحيحاً لالبس فيه ، ولكن كما قلت أنت فإن كلمة "إنما" تفيد الحصر وذلك معناه أن الإيمان يكون فقط لعلي وآل بيت رسول الله وغيرهم لا تقبل منهم صلاة ولازكاة لأنهم ليسوا بمؤمنين أصلاً ..؟؟!!
    الثاني : أن الولاية – إذا سلمنا بأن المقصود بها الخلافه – تكون للذين آمنوا والذين من صفاتهم أنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه وهم راكعون وبالتالي فإن كل من يقيم الصلاة ويؤتي الزكاه من الذين آمنوا تنطبق عليه شروط الخلافه ويرجع الأمر في ذلك للمسلمين لإختيار الأفضل منهم ولعل هذا ما فهمه المسلمين جميعاً من قول رسول الله في " علي كرم الله وجهه " يوم " غدير خم " وهم أعلم بدينهم وبمراد رسول الله (ص) أكثر منا.
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  9. #19

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    14
    القاديانية والأحمدية


    نشأ هذا المذهب علي يد " ميزرا أحمد القادياني " في مطلع القرن العشرين ، ومازال له أنصاراً حتي يومنا هذا يعيشون في البنجاب وأفغانستان وإيران .
    وقبل الحديث عن القاديانية لا بد من إلقاء الضوء علي الأغاخانية - التي سبق الإشارة إليها أثناء الحديث عن الفرقة الإسماعيلية - لأن هذا المذهب يعتبره الكثيرين إمتدادا لفكر السيد أحمد خان المتوفي عام 1898 من حيث ولائه وتكريس فكره في خدمه الإنجليز في الهند حيث عارض الثورات التي قامت ضدهم وقد كافأه الإنجليز لذلك وأنشأوا له كليه ينشر فيها مذهبه إسمها كلية " عليكره " وكان ينادي بأن ما أصابته أوربا من تقدم لم يكن إلا نتيجة لنبذ الأديان والرجوع لمسالك الطبيعة ، وأضعف من قيمه فرضية الجهاد ونادي بالتعاون بين المسلمين والغربيين ودعي لما أسماه ب " إنسانية الأديان ".
    وقد وجد في ذلك من يؤيده ويعتبره مصلحاً من زعماء الإصلاح في الهند وأنه قال بذلك لما وجد مسلمي الهند لن يستطيعوا مقاومه الإنجليز في الوقت الذي تفرغ فيه الأمراء لمصالحهم الشخصية فقال ان المصلحه تقتضي مسالمه الإنجليز والتفاهم معهم وأخذ مايستطاع منهم لنفع الشعب
    أما من حيث فكر أحمد خان الديني فكان يري بالنظر لروح القرآن أكثر من النظر لحرفيته ، وإلي التفسير في ضوء العقل والضمير ثم تطرق فقال إن الوحي كان بالمعني لا باللفظ ، وذكر أن التوراه والإنجيل ليسا محرفين ونادي بأنه لاوجود إلا للطبيعة ، وأن جميع الأنبياء كانوا طبيعين ، وعندما فسر القرآن أنكر المعجزات والخوارق والعادات وجعل النبوة غاية يمكن تحصيلها وإكتسابها بالترويض النفسي .
    هذا هو فكر أحمد كان .. كان لابد من الإشارة إليه هنا لأن هنا من يري أن فكر القاديانية هو إمتداد لمدرسته

    العقيده القاديانية

    بدأ أمر ميزرا القادياني حينما أعلن أنه عثر علي قبر المسيح ( عليه السلام ) في قرية تسمي سرنجار بمنطقة كشمير ، وزعم أن المسيح هاجر لكشمير بعد تآلب اليهود عليه ومحاولة قتله ، وظل في تلك المنطقة حتي بلغ مائة وعشرين عاماً وتوفي ودفن في هذا القبر الذي عثرالسيد ميزرا عليه ، ولم يقدم أي دليل علمي أوديني علي زعمه هذا ، ولكن الغريب أنه وجد من يصدقه
    بعد ذلك أعلن نفسه إماماً مهدياً بعثة الله ليجدد الإسلام مستعيناً بحديث الرسول (ص) بأن الله يبعث كل مائة سنة رجلا يجدد للأمه أمر دينها ، وقال بأنه رجل المائة سنة الأخيرة ثم مضي في شططه ، فلما شك في جدوي الدعوة بكونه المهدي المنتظر إدعي النبوة ، وأن روح المسيح ومحمد (ص) قد حلت به وبرر نبوته بعد محمد ( ص) بأن محمد (ص) خاتم النبيين ولكن المقصود بالخاتم هنا ليس الأخير ولكن مقصود بها أنه صاحب الختم وليس لأحد أن يحظي بنعمة الوحي إلا بفيض خاتمه ، وأن هذا الخاتم قد إنتقل إليه ( وهذا الخاتم هو وحده الذي يكسب النبوة ووضع شرطاً أن يكون صاحبها من أمة محمد ( ص) ).
    أي أن الرجل مشكوراً قد إكتفي بالنبوة في ظل الإسلام وإلتزام شريعته دون أن يوحي إليه بل عليه أن يسهر علي تنفيذ العقيده وتجديدها شاهدا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقتصرت معجزات ذلك ال " نبي " القادياني علي تنبأه بالكسوف والخسوف ..؟؟؟؟!!!!!!!!
    ويري السيد ميرزا أن الإسلام قائم علي أصلين الأول هو طاعة الله ورسوله والثني هو طاعة الحكومات التي وطدت دعائم الأمن وصانت أرواح المسلمين من أعدائهم حتي وإن كانت هذه الحكومات هي الحكومة البريطانية ، ومن ثم فقد قدم له الإنجليز الكثير من المساعدات الأدبية والمالية التي جعلته يطفو بوضوح علي مسرح الحياتين السياسية والدينية في الهند

    الأحمدية

    إنقسم أتباع ميزرا بعد وفاته لقسمين :-
    القسم الأول : يري أن ميزرا القادياني نبي مرسل وأن الذين لا يعتقدون في ذلك كافرين ، وتزعم هذا الفريق إبنه نور الدين وميزرا بشير أحمد ( الخليفة الأول والثاني للقاديانية)
    القسم الثاني : لايعترف بنبوة ميزرا ويري أنه مصلحاً إجتماعياً ملهماً فقط ، وحاولوا تصحيح الإنحرافات التي وقع فيها زعيمهم وأطلقوا علي أنفسهم الأحمدية نسبة ل" غلام أحمد رضا" الخليفة الثالث للقاديانية والذي كان متزعماً لهذا الفريق.
    وتبعه في ذلك رجلان هما الأكثر شهرة في الطائفة الأحمدية هما خوجة كمال الدين ، ومولاي محمد علي الذي يعد هو الشخصية الأوفر شهرة والأكثر تأثيراً في فكر الجماعة" الأحمدية " والتي عرفت بعد ذلك بالأحمدية اللاهورية
    قام محمد علي بترجمة معاني القرآن للإنجليزية وألف كتاباً أسماه دين الإسلام وبعد ذلك واصل ما بدأه معلمه " ميزرا القادياني " من شطط وأنكر جميع المعجزات التي وردت صريحه في القرآن الكريم ، وذهب لتأويلات بعيده كل البعد عن إجماع المسلمين في كل زمان ومكان ومنها علي سبيل المثال لا الحصر
    - قوله تعالي " فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " فيقول أنهم لم يمسخوا كقرده ولكن مسخت قلوبهم وأخلاقهم كأخلاقها
    - قوله تعالي " قالوا كيف نكلم من كان في المهمد صبياً : يقول فيها أن عيسي عليه السلام كان ابن ثلاثين سنه في ذلك الحين فقالوا كيف نكلمه وقد كان ولداً نشأ بأعيننا وعلي سمع منا ، وكل شاب صغير أمام الشيوخ الكبار منكراً بذلك ماجاء بالإسلام والمسيحيه علي حد سواء
    - يقول في هدهد سليمان أنه كان رئيس البوليس السري في حكومة سليمان " عليه السلام"
    - قوله تعالي " قل أوحي إلي أنه إستمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً .." يقول أنهم طائفة من البشر إستمعوا إلي الرسول ( ص) الخفاء ..؟؟!!

    عقيدة الأحمدية
    يختلف الأحمدية عن جمهرة المسلمين في أربعة عناصر إختلافاً بيناً يمس أصول العقيده ويهدم أركانها

    الوحي والنبوة


    يري الأحمدية أن الوحي نوعان وحي للأنبياء ووحي للأولياء وذلك شبيه بما ذكره الله في قوله " وأوحي ربك إلي النحل أن إتخذي من الجبال بيوتاً .." وكذلك قوله تعالي " وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه .."

    يقول ميزرا غلام نفسه " هذا الخادم المتواضع لم يدعي يوماً أنه نبي أو رسول بالمعني الحقيقي ، بل إن الله قد دعاني نبياً علي سبيل الإستعارة وإن نبوتي هي إنعكاس لنبوة محمد ( ص) ، ثم يقول إن الظل ليس له وجود مستقل ولكنه صورة الشخص الأصلي الذي يعرف من خلاله ، وإنتهي ميزرا بقوله " إنني لا أقتصر علي قولي أنني لو كنت كاذباً لهلكت ، بل أضيف إلي ذلك أنني صادق كموسي وعيسي وداوود ومحمد (ص) ، وقد أنزل الله آيايت سماوية لتصديقي تربو علي العشرة آلاف وقد شهد لي القرآن ( يقول أنه المقصود بأحمد في قوله تعالي "ومبشراً برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد " ..؟؟!!!!!! ) وشهد لي الرسول وقد عين الأنبياء زمان بعثتي ، وذلك هو عصرنا هذا ، والقرآن يعين عصري ، وقد شهدت لي السماء والأرض ومامن نبي إلا وقد شهد لي .
    الغريب في الأمر أن أحد حتي الآن لم يعرف الآيات العشرة الآف التي نزلت لتصديقة ولا ماهية الشهادة التي شهد له بها كل من ذكرهم من أنبياء وأرض وسموات.

    موقفهم من عيسي


    يري ميزرا أن عيسي لم يولد من غير أب فحينما سأله سائل عن ذلك قال إن حجتك قوية بلا شك ( هو كونه ولد بغير أب ) ولكن حتي يعطيني الله الفهم فإنني سأتبع وجهه نظر غالبية المسلمين ..؟؟!!
    ويري الأحمدية أن الخلاف بين من يقول بميلاد عيسي بأب أو بدون أب لا يعدو إلا أن يكون تبايناً في وجهات النظر ..؟؟!! وهم في ذلك يصموا العذراء البتول بما لم يصمها به إلا اليهود
    وهم ينكرون عوده المسيح للدنيا وفي ذلك يقول ميزرا غلام نفسه " الرسول هو الرسول ، ولايزاح عن الرسالة ، لذلك فلايمكن أن يعود عيسي إلي الدنيا بعد خاتم النبيين محمد ( ص )

    تعطيل الجهاد

    كان ميزرا غلام يدين بالولاء التام للإنجليز كما سبق الذكر ، وله قصيدة طويلة في تحريم الجهاد يقول مطلعها " الحرب والقتال بسبب العقيدة كفر في الوقت الحاضر ..؟؟!!" وقد عمد في سبيل تحقيق ذلك الهدف - نصرة الإنجليز – إلي تغيير حقائق السيرة النبوية الشريفة ، والتلاعب بأحداث التايخ الإسلامي والأخذ بحكم ديني وإهمال آخر ، فقالوا إن محمد ( ص ) لم يرفع السيف في وجه الكفار برغم إضطهاهم إياه ، وإن الله لم ياذن للمسلمين بالجهاد إلا عندما وجه الكفار جيشهم للمدينة بغية القضاء علي الإسلام ، وقال إن الإنجليز لم يمنعوا المسلمين من آداء شعائرهم ولذلك وجب إستمرار السلام تحت حكمهم وضرورة عدم الحديث عن الثورة ضدهم
    وقد وصل الأمر بهم لتثبيط همه كل من يفكر في محاربة الإنجليز وقال لهم إذا حاربتم فإنكم ستهزمون .. يمكنكم أن تنظموا عصياناً مدنياً بنية الجهاد والله سوف يؤجركم علي ذلك ..؟؟!! )
    وذهب الأحمدية أن للجهاد أربعة شروط هي أن يكون الكفار هم البادئين بالقتال – وأن يكون إضطهادهم للمسلمين قد بلغ أقصاه - وأن يكون هدفهم هو تحطيم الإسلام – وأن ينحصر هدف المسلمين فقط في الدفاع عن أنفسهم ثم بعد ذلك يعودا فيقولوا " إن الجهاد بالحوار والبينه أعظم من الجهاد بالسيف ..؟؟!!!
    الجدير بالذكر هنا أن ميزرا يؤيد الإنجليز صراحة ومن غير موارة فقد كتب رسالة لحاكم المقاطعه التي يعيش فيها يقول له " لقد ظللت منذ حداثة سني ، وقد ناهزت اليوم الستين أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلي الإخلاص للحكومة الإنجليزية والنصح لها والعطف عليها ، وألغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض رجالهم ، والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة ، وأري أن كتاباتي قد أثرت في قلوب المسلمين وأحدثت تحولا في مئات الآلاف منهم "
    هذه هو عرض سريع لفكر القاديانية والأحمدية ، والكلام في هذا المذهب كثير جدا ولكن هذا القليل أعتقد أنه يكفي تماماً لعرض فكرهم ومذهبهم.

    الحلقة القادمه : المعتزلة
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  10. #20

    • م/ إيهاب عبد المؤمن غير متواجد حالياً
    • أبو حازم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,596

    افتراضي

    جميل ياخالد فكرتني بالخيمة الرمضانية

    موضوعك ده نزل علي أول رمضان

    حفر ذكري جميلة عندي

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك