+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 33

الموضوع: الحضارات الإسلامية بالمغرب

  1. #11

    • رباب
    • Guest

    افتراضي مدينة الصويرة

    مدينة الصويرة



    أكدت الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بجزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة وجود مرفأ تجاري فنيقي، إغريقي، روماني، حسب المؤرخين العرب والأجانب فإن إسم موكادور هو الإسم القديم للصويرة القديمة أتى من الاسم الفنيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير.
    يعتبر العهد العلوي عهد التأسيس الحقيقي للمدينة والذي يعود إلى سنة 1760م، السنة التي تتزامن وإنشاء السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله ميناء الصويرة الذي فتح في وجه التجارية الخارجية بغية تطوير المغرب لعلاقاته مع أوربا.
    كان من بين مقتضيات أمن المغرب في مفهوم السلطان محمد الثالث تحصين الثغور والمدن الرئيسية الساحلية الشيء الذي جعله يكثر من بناء الأبراج والحصون. وتحقيقا لذلك أعطى اهتماما خاصا للمنهدس تيودوركورني Cournut Théodor المتخصص في بناء الحصون العسكرية بأفنيون Avignon وكلفه بوضع التصميم العام للمدينة. من الناحية الهندسية نلاحظ تأثيرات هندسية أوربية تظهر بالخصوص في الصقالة التي تم تشييدها على أنقاض الحصن البرتغالي، وتحصينها بالمدافع، كما عمل على تحصين المدينة بالأسوار المنيعة وجعلها تمتاز بشوارعها المنتظمة وطرازها المعماري الأندلسي الجداب الذي يذكر بمدينة فوبون Vauban . مهما يكن فمدينة الصويرة تشبه مثيلاتها من المدن المغربية العتيقة التي تزخر بمبانيها التاريخية كالأسوار ، حصن باب مراكش، صقالة الميناء والمدينة، باب البحر، مسجد بن يوسف، الكنيسة البرتغالية.
    أصبح ميناء الصويرة زمن سيدي محمد بن عبد الله أهم ميناء، أضحت معه موكادور تلعب دورا تجاريا وتعنى بالمراقبة التجارية البحرية بعدما أجبر القناصل والتجار الأروبيون بآسفي، أكادير، الرباط على الإقامة بموكادور مركز تجمع الأنشطة التجارية للجنوب المغربي. كما أصبحت تمثل نقطة التقاء جميع القوافل الإفريقية والتبادل التجاري حتى اعتبرها الأولون بوابة تومبوكتو.

    تتكون المدينة من ثلاثة أحياء مختلفة:

    1 القصبة وتضم الحي الاداري القديم

    2 المدينة العتيقة تقع بين محورين: الأول يربط باب دكالة بالميناء والثاني يمتد من باب مراكش ليطل على البحر.عند ملتقى المحورين أنشأت عدة أسواق مختصة.

    3 الملاح: الحي اليهودي الذي لعب دورا رئيسيا في تاريخ المدينة تبعا لسياسة سيدي محمد بن عبد الله الذي اعتمد على اليهود لتحسين علاقاته مع أوربا إلى أن جعل منهم طائفة شريفة تسمى ب " تجار الملك".


    على غرار باقي المدن المغربية العتيقة أحيطت مدينة الصويرة بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله سنة 1765م، بأسوار منيعة من أجل حمايتها من أي هجوم أجنبي. رغم امتياز أسوار المدينة بخاصيات هندسية دفاعية متأثرة بالهندسة العسكرية الأوربية الكلاسيكية إلا أنها تشبه في شكلها ومكوناتها الأسوار المحيطة بالمدن التاريخية المغربية الأخرى ، مدعمة بعدة أبراج وخمسة أبواب أهمها باب البحر

    باب البحر





    يعزى بناء الباب الرئيسي إلى عهد سيدي محمد بن عبد الله سنة 1184هـ / 1770- 1771م ]يعد المدخل الرئيسي الوحيد الذي يفتح في وجه المدينة، شكله الهندسي العام مأخوذ عن الطراز الأوربي، يعلو واجهة الباب شريط زخرفي رفيع متلث الشكل وقد جاء آية في الجمال نظرا لتناسق أجزائه.

    صقالة الميناء





    تعد واحدة من المكونات الهندسية للمدينة وتمتاز بموقعها الآستراتيجي البارز الذي يشرف على ثكنة عسكرية قديمة كانت تأوي العساكر والذخيرة.

    صقالة المدينة:




    يظهر التأثير الهندسي الأوربي واضحا بصقالة المدينة التي تقع في الزاوية الشمالية الغربية، تحتضن الحصن الرئيسي للحي مقابلا للمحيط. تتكون القلعة من ساحة مستطيلة الشكل متشكلة من مستويين الأول تحت أرضي استعمل كمخزن لكل التجهيزات العسكرية والثاني فوق أرضي يتكون من برج للمراقبة يعلوه برج آخر.

    حصن باب مراكش:





    يعد واحدا من الحصون الدفاعية المهمة التي تشرف على المدينة لحمايتها ضد الهجومات الأوربية . دعم بعشرات من المدافع موزعة صفا واحدا على جوانب الحصن لمراقبة جميع الأبواب الغربية للمدينة وتبلغ مساحته 980 مترمربع، وظف لتخزين المؤن والأسلحة . يتميز بناؤه بالصلابة والمتانة إذ بني بالحجارة المنجورة وهي التقنية الأوربية المستعملة . له مدخل بممرين متعرجين متناظرين يفضيان إلى السطح حيث ثلاث قبب.

    مسجد القصبة:






    على غرار باقي السلاطين العلويين لم يهتم سيدي محمد بن عبد الله ببناء الحصون فقط بل استرعى انتباهه كذلك بناء المساجد التي يأتي في مقدمتها مسجد القصبة المتواجد قلب القصبة القديمة.
    يحتوي المسجد على صومعة مربعة الشكل، مدرسة وحجرات كمأوى للطلاب. الشكل العام للمسجد منتظم تبلغ مساحته حوالي 900 متر مربع، يتوفر على قاعة للصلاة تتشكل من بلاطين جانبين، وأخرى موازية لحائط القبلة وأخرى مقابلة لهذا الأخير.
    الصحن مربع الشكل ضلعه 9 أمتار 9x أمتار تتوسطه نافورة خاصة بالوضوء.

    الكنيسة البرتغالية:





    تقع الكنيسة بالكنيسة البرتغالية جنوب الباب الجنوبي لصقالة المدينة ، أنشئت من طرف أحد التجار الأوربيين الذين استقروا بالمدينة خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وتدخل واجهتها ومدخلها الرئيسي في عداد النسيج التاريخي للمدينة.








































    التعديل الأخير تم بواسطة رباب ; 21-04-2009 الساعة 08:00 PM

  2. #12

    • رباب
    • Guest

    افتراضي مدينة الجديدة

    مدينة الجديدة



















































    "مازاكان" كانت عبارة عن قصبة صغيرة برتغالية تم احداثها سنة 1514. التصميم الأول لهذه القصبة كان للأخوين " فوانسيسكو ودييكو دوارودا" وهما مهندسان يتمتعان بشهرة كبيرة نظرا لإنجازاتهما سواء في البرتغال أو في المدن المغربية المحتلة. تم توسيع " مازاكان" سنة 1541 من طرف البرتغال خصوصا بعد انسحابهم من أكادير وآسفي وأزمور. كما تم وضع تصميم نهائي لها من طرف مهندس إيطالي يعمل لحساب البرتغال معروف بنمط معماري خاص به استعمله في دول أخرى كما هو الشأن في مازاكان
    مع توسيع هذه القصبة، عرفت هذه الأخيرة نموا حضاريا مهما وهكذا تم بناء عدة منازل وبنايات مدنية وعسكرية خصوصا بين 1541 و 1548. عمر البرتغاليون مدة 267 سنة تقريبا تخللتها حروب وفترات هدنة وعدة علاقات حضارية مع المغاربة، حتى مجيء السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1790-1757) حيث حاصر مازاكان مدة شهرين اضطر معها البرتغال إلى الإنسحاب من المدينة. بعد استرجاع المغاربة لهذه المدينة بقيت خالية حوالي 50 سنة، عرفت خلالها بإسم "المهدومة". في سنة 1820، أمر السلطان مولاي عبد الرحمان " باشا" المنطقة بإعادة بناء المنازل المهجورة، وبناء مسجد وإعادة تعمير المدينة الجديدة.
    وبالرغم من محاولة إضفاء طابع إسلامي على المدينة وذلك من خلال بناء المسجد إلا أن المدينة حافظت على بعض مميزات الماضي البرتغالي بما في ذلك أماكن العبادة والصلاة.
    تصميم قصبة الجديدة يشبه تصاميم قصر chambord في فرنسا وقصر Evoramonte بالبرتغال. القصبة البرتغالية كانت محاطة بسور يعزلها عن باقي المدينة وتصميمها هو على شكل نجمة رباعية الشكل. هذه الخصائص المعمارية تذكربهندسة بداية العهد الحديث والمتميز بظهور الأسلحة النارية.
    خضعت المدينة للإحتلال الاسباني خلال 1580-1640 ثم للإحتلال البرتغالي للفترة ما بين 1640-1769 الى ان استطاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله تحريرها من قبضة البرتغال سنة 1769

  3. #13

    • رباب
    • Guest

    افتراضي مليلية المحتلة

    مليلية

    مدينة مليلية هي أرض ذات استقلال ذاتي تابعة لإسبانيا ومحاطة بكل الأطراف بالأراضي المغربية ، احتل خوان ألفونسو پيريز إل بوينو ثالث دوق لمدينة صيدونيا Duque de Medina Sidonia مدينة مليلية عام 1497. حدود المنطقة الإسبانية حددتها معاهدات اسبانية مع المغرب أعوام 1859، 1860 ، 1861 ، و 1894.
    ترفض المملكة المغربية حاليا الإعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية و تعتبرهما جرء لا يتجرء من التراب المغربي, حيث يتمتع سكانها من أصل مغربي بحقوق كاملة داخل المغرب كباقي المغاربة ، و يطالب المغرب إسبانيا بالدخول في مفاوضات مباشرة معها لأجل إسترجاعهما. كما تعتبرهما إحدى أواخر معاقل الإستعمار في أفريقيا.

    في مدينة مليلية التاريخ والجغرافيا يتعانقان، فهنا تزاوج سحر افريقيا وغموضها بتاريخ الأندلس فانجبا مدينة صغيرة تخلب اللب وتغري المستكشفين.
    وهي اليوم جوهرة اسبانية واوروبية رصع بها تاج القارة السمراء، وغسلتها مياه البحر المتوسط فاكسبتها جمالا وضاء.
    بحثت عن تاريخ مليلية فوجدت له، كما هو الحال في كثير من بقاع الارض، قراءتين. فبالنسبة لاسبانيا، مليلية وسبته أرض اسبانية، يعود الوجود الاسباني فيهما إلى القرن الخامس عشر. فقد احتلت اسبانيا مليلية عام 1497 وسبته عام 1580، وكانتا قبل ذلك جزء من الدولة الأموية في الأندلس.
    وبالنسبة للمغرب فإن مليلية وسبته مدينتان عربيتان محتلتان.
    ثورة الريف
    كانت مليلية مركزا لثورة "قبائل الريف" عام 1921، بزعامة المجاهد عبد الكريم الخطابي، والذي حدثني عنه كل من التقيت بهم في مليلية، رغم أن أحدا منهم لم يعاصره.
    قالت لي رشيدة، المرشدة فى متحف مليلية الوطني، "انه ابن الريف المغربي، وقد قضى آخر أيامه في القاهرة، ولايزال اولاده واحفاده يعيشون في مصر. لا احد هنا يجهل الخطابي، ابن الحسيمات".
    وبعد تحرر الجنوب المغربي عن فرنسا والشمال عن اسبانيا، احتفظت اسبانيا بسبته ومليلية ثم اعلنتهما لاحقا في مطلع التسعينيات، منطقتين تتمعان بالحكم الذاتي.
    وبعد ان كان اقتصاد المدينتين يعتمد أساسا على صيد الاسماك، والتجارة وتهريب السلع عبر نقاط الحدود المتعددة، أصبحت السياحة مصدرا رئيسيا للدخل إلى جانب المنح والوظائف الحكومية والعسكرية بكل من الحكومة الاسبانية والاتحاد الاوروبي.
    تجمع الآراء على أن عدد سكان مليلية يبلغ نحو 70 ألف نسمة، وتتراوح نسبة المغاربة بينهم ما بين 30 إلى 40% منهم، يعمل معظمهم بالاعمال الخدمية الحرة كقيادة سيارات الأجرة والتجارة.
    تعددية حضارية
    وتعتبر مليلية نموذجا للتعددية الحضارية، والعيش المشترك بين اتباع الديانات المختلفة، فهي تضم مسيحيين ومسلمين ويهود وأقلية من الهندوس.
    ويحرص المغاربة هنا على تعريف انفسهم بانهم مسلمون، وهم يتحدثون باللغة الأمازيغية المستخدمة في الريف المغربي، ولا أدل على ذلك من القاء خطيب أكبر مساجد مليلية لخطبة الجمعة كاملة بالأمازيغية. أما من يتكلمون العربية فهم قليلون ومعظمهم ممن درسوا بالمدارس والجامعات المغربية.
    وتشجع حكومة المدينة على نشر وتبني اللغة والثقافة الاسبانية، وقد انشأت فوق المسجد الرئيسي بالحي الاسلامي، مركزا ثقافيا ومدرسة لتعليم الكبار اللغة الاسبانية






    تولى الجنرال فرانكو دكتاتور اسبانيا السابق قيادة حامية المدينة

    الريغولاريس





    والزائر لمليلية يشعر بالوجود العسكري القوي لإسبانيا، فبالاضافة الى تعدد الثكنات العسكرية ووجود حامية عسكرية كبيرة، هناك وحدات عسكرية ذات طبيعة خاصة وتاريخية.
    من هذه الوحدات "الريغولاريس" وهي قوة انشأها عام1936 الجنرال فرانكو، ديكتاتور اسبانيا السابق، وقوامها من جنود الريف المغربي، ويلبسون زي الجيش الاسباني ويضعون على رؤوسهم الطربوش المغربي التقليدي ويحمل شعارها الهلال الإسلامي.
    اي هوية يفضلون؟
    سأل كل السكان هنا من الريفيين المغاربة، هل تفضلون ان تكون مليلية اسبانية، أم مغربية؟
    واجمعوا جميعا وبدون استثاء، على انهم "يحبون المغرب ويشعرون بالانتماء الشديد إليه ولكنهم يفضلون ان يحملوا هويات اسبانية"، فهذه الهوية الأوروبية تعني لهم فرصا أكبر وحياة أفضل وديمقراطية أوسع ومستقبلا أرحب.



  4. #14

    • كريم يحيى
    • Guest

    افتراضي

    الفاضلة رباب

    ما شاء الله وتبارك ربى

    هذا النشاط ليس بغريب عليك

    تمتعينا برحلاتك الجميلة لبلد

    شقيق أتمنى زيارته أن شاء الله

  5. #15

    • رباب
    • Guest

    افتراضي استاذي

    بلدي يرحب بكل من يتمنى الزيارة فيه وارحب بك شخصيا في موضوعي المتواضع عن تعرفي


    لبلدي الحبيب اتمنى ان تروقكم هذه الصور من مدننا العتيقة

  6. #16

    • رباب
    • Guest

    افتراضي الحسيمة

    الحسيمة

    جوهرة المتوسط وقلب الريف


    الحسيمة (أو بيا كما يسميها المحليون) مدينة مغربية يبلغ عدد سكانها 80.000 نسمة وتطل مباشرة على ساحل البحر المتوسط وتحيط بها تضاريس جبلية. تنتمي مدينة الحسيمة إلى منطقة الريف الكبرى وإداريا تعتبر عاصمة إقليم الحسيمة. يتكلم غالبية سكان المدينة اللغة الأمازيغية.

    تقع الحسيمة في السهل البحري مطلة على خليج نصف دائري يحمل اسمها وتحيط بها من الجهات الأخرى جبالا وتتميز المدينة بأبنيتها البيضاء ذات الأبواب الزرقاء وهي بذلك أشبه بمدن الساحل الشمالي و تقوم على تلال عدة.
    ورغم أن المدينة تبدو صغيرة وشوارعها في النهار قليلة المارة إلا أن أمسياتها حافلة بجموع الناس والأسر التي تخرج لتتنزه في اكبر ساحاتهاالعامةوأسواقها . وتحمل المدينة بعض السمات الأسبانية التي تظهر في طراز المباني وفي القيلولة الهادئة. .

    ومن المعالم الملفتة للنظر والمثيرة للفضول في الحسيمة هو الجزيرة الصغيرة الواقعة قبالة شاطئها . وما أن يصل المرء هناك حتى ويشير إليه الناس بأن تلك الجزيرة مازالت خاضعة للأسبان وبها سجنا قديما وحصنا . ومعروف أن تاريخ الحسيمة مرتبط بالاستعمار الأسباني. أما الآن فهي تشكل مركز صيد وبها ميناء صيد ومازالت تحافظ على أهميتها الاستراتيجية كمركز إداري للمنطقة فهي ولاية
    باستعراضنا لتاريخ الحسيمة ـ والريف بصفة عامة ـ سنلاحظ أن هذه الأخيرة كانت، منذ أواخر القرن التاسع عشر، عرضة لسلسلة من الضربات المخزنية التي لا تختلف آثارها المدمرة عن الآثار المؤلمة لزلزال صباح الثلاثاء 24 فبراير.
    ففي أواخر القرن التاسع عشر، وبالضبط سنة 1898، أرسل المخزن الفاسي بعثة عسكرية لـ"تأديب" قبيلة "إيبقّيون" المجاهدة بنواحي الحسيمة، بسبب دفاعهم عن أرضهم ضد الأطماع الأوروبية التي كانت تهدد شواطئهم. انتصر الريفيون على جيش السلطان وألحقوا به الهزيمة. فلجأ قائد الجيش المنهزم بوشتى البغدادي إلى استعمال الإسلام كما فعل قبله معاوية عندما رفع المصاحف وهو على مشارف الهزيمة في معركة صفين. فقد التمس قائد الجيش المخزني من البقيويين وضع السلاح والالتحاق بالمسجد لأداء الصلاة ليبدأ بعد ذلك التفاوض بين الطرفين حول شروط وقف إطلاق النار. لكن بوشتى البغدادي كان قد أمر ما تبقى من رجاله بالهجوم على المصلين العزل والفتك بهم والقضاء عليهم. وكذلك كان الأمر. ومنذ ذلك التاريخ والسلطات المخزنية تضرب المنطقة كلما كان ميزان القوة في صالحها، ولو بالاستعانة بالمستعمر الأجنبي.
    ثم جاءت حرب الغازات السامة ضد الريفيين ما بين 1921 ـ 1927، والتي شارك فيها المخزن إلى جانب القوتين الاستعماريتين الفرنسية والإسبانية. وفي 1958 ـ 1959 أباد الجيش المخزني، بقيادة ولي العهد آنذاك (الحسن الثاني)، القبائل واغتصب النساء ونهب الممتلكات. كل ذلك بمساعدة من الطائرات المقاتلة الفرنسية التي صبت حرائق "نابلمها" على السكان والماشية.
    وفي 1984 سيعود الجيش المخزني مرة أخرى إلى الريف، ولو بدرجة أقل من 1958، لـ"تأديب" الريفيين ـ خصوصا بمدينة الناظور ـ الذين سماهم ملك البلاد في خطاب رسمي بـ"الأوباش" وأخرجهم من زمرة ”الرعايا“.
    وعندما لا يستعمل المخزن الجيش والطائرات والرصاص، خلال الفترات التي تفصل بين الحملات العسكرية على الريف، فهو يستعمل سلاح التهميش والحصار والاستعراب.
    ورغم الحملات العسكرية على الريف واستمرار سياسة الحصار والتهميش، فإن الحسيمة لم تزدد إلا نموا وازدهارا حتى أنها ربما هي المدينة الوحيدة بالمغرب التي لا توجد بها دور من الصفيح ولا متسولون أمازيغيون. ورغم الاستعراب والتعريب والشرقنة، فلم تزدد إلا أمازيغية وتشبثا بالهوية الأصلية لسكان المغرب حيث إنها المدينة الأولى بالمغرب من حيث عدد الكتابات الأمازيغية على واجهات المقاهي والمحلات التجارية. وهذا قبل قرار جعل تيفيناغ الحرف الرسمي لكتابة الأمازيغية.
    وإذا كان المخزن، منذ 1984، قد أوقف حملاته العسكرية المباشرة على الريف، فإن "جهات" أخرى ستنوب عنه وتتحالف معه للقيام بنفس المهمة ولتحقيق نفس الهدف. إنها ضربات الطبيعة والقدر. فما أن رفع المخزن يده العسكرية عن الريف منذ 1984 كما أشرت، حتى امتدت يد الطبيعة لتضرب بدورها ـ في تحالف غريب مع المخزن قد يسهل تأويله كتضامن إلهي مع المخزن "الشريف" ـ المنطقة في 1994 بزلزال لم يحرك ساكنا لدى السلطات التي تركت الضحايا يواجهون مصيرهم دون مساعدة ولا مواساة. وفي نوبر 2003 ستكرر الطبيعة ضربتها للمنطقة بإغراقها في فيضان جرف الأخضر واليابس.
    ويبدو كأن مقاومة الريفيين وتحديهم وصمودهم لكل الآفات الطبيعية والمخزنية أغضب الطبيعة فقررت أن تنتقم منهم أكثر وتبرهن لهم أنها الأقوى وأنها تعاقب من يتحداها، فحركت الأرض من تحتهم محدثة زلزالا عنيفا، قاتلا ومدمرا على الساعة الثانية والنصف ليلا. وكأنها باحتيارها لهذا التوقيت أرادت أن لا يفلت أحد من قدرها وصممت قتل أكبر عدد من السكان لأن الجميع، في تلك اللحظة، يكون نائما بمنزله إلا من كان مسافرا خارج المنطقة. إنها ضربة الغدر والمكر كالتي رأينا مثلها عند بوشتى البغدادي التي فتك بأعيان إبقيون وهم ساجدون لله داخل المسجد.
    إن هذا التناوب والتحالف، على ضرب الريف، بين الطبيعة والمخزن، يذكّرنا بالأبطال الأسطوريين في التراجيديا الإغرقية القديمة. لقد كان البطل مطاردا من طرف آلهة الأرض (حكامها وملوكها) وآلهة السماء. فعندما تتعب آلهة السماء من ملاحقة البطل تواصل آلهة الأرض هذه الملاحقة. وعندما ترفع هذه الأخيرة يدها عن البطل لبعض الوقت منشغلة عنه بأمور طارئة، تكون آلهة السماء له بالمرصاد لتكمل ما بدأته الأولى وتزيد من عذاباته ومعاناته ومآسيه.
    وهذا هو حال الحسيمة التي ما أن كفّ عنها المخزن أذاه المباشر منذ 1984 حتى بادرت الأقدار إلى تذكير السكان أن هناك "مخزنا" آخر سيذيقهم بزلازله وفيضاناته ما هو أقسى وأفتك وأشرس من ظلم المخزن واعتداءاته. هذا هو تاريخ الحسيمة، تاريخ البطل التراجيدي في الأدب الإغريقي القديم. لكن لا ننسى أن آلهة الأرض والسماء كانت تتحالف ضد البطل لأنه كان يحاول اختطاف نار العقل والحرية التي تحرر الإنسان من طغيان تلك الآلهة. أو ليس نضال وجهاد الريفيين، منذ 1497 إلى اليوم، هو نضال وجهاد من أجل الحرية والكرامة؟
    لماذا لا يكون زلزال الحسيمة بداية لرفع الحصار عن المنطقة وفك العزلة عنها والشروع في تنميتها تنمية حقيقية مع توفر إرادة سياسية صادقة لذلك؟ ليس هذا حلما، لأنه سبق أن تحقق مع زلزال أكادير. فهذه المدينة الأمازيغية، مثل الحسيمة الأمازيغية كذلك، كانت مهمشة ومنسية مثل الحسيمة تماما. لكن الزلزال القاتل التي ضربها في 1960 كان فرصة ذهبية تحولت معها المدينة إلى معلمة حضارية وسياحية يفتخر بها المغرب.
    لكن يمكن أن يُستغل الزلزال كمبرر آخر لتشديد الحصار على المنطقة والزيادة في الحضور المكثف للمخزن، مع ما يرافق كل ذلك من تعريب واستعراب وتضييق على الحريات، بدعوى "متابعة" آثار الزلزال. فقد بدأت، منذ الآن، ألسنة السوء تردد أن تظاهرة منكوبي الزلزال بالحسيمة ليوم 26 فبراير، لم يكن وراءها بطء وسوء توزيع المؤن على المتضررين، بل كانت تحركها أجهزة أجنبية واستخباراتية معادية للمغرب ووحدته الوطنية. هذا ما جاء في جريدة "الشريف" مصطفى العلوي (الأسبوع) ليوم 5 مارس 2004. وفي نفس الاتجاه كتبت "شريفة" أخرى هي السيدة نادية صلاح في يومية L'économiste ليوم 27 فبراير، كتبت تقول: «ليس بالضرورة أن تكون حاد السمع لتسمع بالمنطقة أصواتا تردد: "نحن مستعمرون من طرف عرب الرباط»، دون أن تدري أن هذا التلميح الذي أوردته على سبيل القدح في أبناء المنطقة هو عين الحقيقة، نعم إنه عين الحقيقة البسيطة والواضحة والمتميزة حسب تعريف ديكارت للحقيقة.
    أما شائعات المقاهي فقد خلطت الميتافيزيقيا بالفيزيقيا، والغيب بالشهادة: لماذا يضرب الله دائما بزلزاله "الشلوح" من دون العرب؟ ألم يضربهم في 1960 بأكادير، وها هو اليوم يضربهم بالحسيمة؟ طبيعة السؤال تجعلنا نتوقع طبيعة الجواب: الزلزال تعبير عن غضب الله على من يعصيه ولا يمتثل لأمره ولا يطيع خليفته ويتكلم غير لغة القرآن، وخصوصا "من رأسهم قاسح" كالريفيين. أما العرب فهم "شرفاء" ولغتهم "شريفة"، كما أنها لغة أهل الجنة. هذه الكتابات والتأويلات والقراءات والشائعات المصاحبة لزلزال الريف تتغذى بالأدبيات الأمازيغوفوبية والريفوبية، وفي نفس الوقت تغذيها وتزيدها رواجا وانتشارا ورسوخا.
    أما طريقة تعامل السلطات مع الفاجعة، فلا يمكن إلا أن يجعلنا متشائمين ومتشككين في وجود إرادة سياسية حقيقية للمصالحة مع الريف. فالإعلان عن الزلزال في التلفزتين لم يبدأ إلا مع أخبار الظهيرة، أي بعد عشر ساعات من وقوعه. في حين أن التلفزات الأجنبية نقلت صورا من عين المكان منذ صباح الثلاثاء الأسود. الارتباك والتأخر في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات مؤشر آخر على أن الهاجس الأمني ـ الخاص بالريف ـ والبروتوكولي أهم لدى السلطة من المواطن الذي يئن تحت الأنقاض أو يرتجف من البرد في العراء ليلا. وكم كانت السلطات بليدة وغير مؤدبة عندما فسرت التأخر في توزيع المساعدات بالمناطق النائية بوعورة المسالك والتضاريس، مع أن هذه الأماكن والمناطق نفسها وصلت إليها السلطات بسهولة ويسر في 1958 عندما كان الأمر يتعلق، ليس بتوزيع المؤن على الريفيين، وإنما بتوزيع الموت عليهم، علما بأن وسائل النقل في تلك الفترة كانت بدائية جدا مقارنة مع ما توفره اليوم التكنولوجيا لمواجهة مثل هذه الأوضاع. كما أن عدم إعلان السلطات عن حداد وطني تضامنا مع المنكوبين وأهالي المتوفين يؤشر عن وجود مقاومة سيكولوجية لدى السلطات لإقامة تصالح حقيقي مع الريف.
    لكن التضامن الكبير والعارم، الصادق والتلقائي، الذي أبداه الشعب المغربي قاطبة من لكويرة إلى طنجة، كان خير عزاء للريفيين وأفضل دعم نفسي للمنكوبين. لقد تجاوز هذا التضامن المخزن وأربك حساباته الصغيرة والضيقة، وأظهر بجلاء أن غياب المخزن خير من حضوره الذي يشكل عائقا حقيقيا أمام الفعالية والإنجاز العملي والميداني، كما أثبت المخزن نفسه ذلك خلال الأيام الثلاثة التي تلت الزلزال، والتي حاولت خلالها السلطات أن تتحكم في كل شيء وتراقب كل شيء. فكانت النتيجة أن توقف كل شيء، وفشل كل شيء، وهو ما كان وراء التظاهرات الاحتجاجية للسكان والمنكوبين. ولم تنطلق عملية توزيع المساعدات على المنكوبين إلا بعد أن تنحى المخزن وفتح المجال للمجتمع المدني الذي أنقذ المنكوبين وأنقذ بذلك المخزن نفسه من زلزال سياسي آخر.




































  7. #17

    • رباب
    • Guest

    افتراضي مدينة تزنيت

    مدينة تزنيت


    تزنيت وعي من بين المدن التي يمر عليها واد سوس تبلغ مساحتها 8200 km² تحدها شمالا شتوكا ايت باها جنوبا اقليم كلميم شرقا طاطا وتارودانت وغربا المحيط الاطلسي.
    تتوفر تزنيت على اقاليم سياحبة من بينها مير اللفت واكلو وتافراوت وسيدي افني.

    جاء تاسيس مدينة تزنيت سنة 1882معقب حركات السلطان المولى الحسن الاول بمناطق سوس. وقد كان الغرض من ذلك انذاك منع اي توغل للاوروبيين انطلاقا من المحيط الاطلسي وكبح نفوذ زاوية تازروالت باليغ.

    كان لاختيار موقع تزنيت عدة دواعي اهمها قربها من السواحل الاطلسية وتواجدها على الطريق التجاري المتجه من كلميم الى الصويرة هذا بالاضافة الى عدم الحاجة الى استقطاب سكان جدد لاعمارها اذ كان الموقع مؤهلا من قبل اهالي ازاغار تزنيت.

    هكذا تم توحيد القرى الصغيرة بواسطة سور بعلو 8m وبطول 7km. هذا السور الذي استغرق بناؤه سنتين بني على شاكلة اسوار المدن العتيقة المغربية اذ يدعمه 56 برجا وتتخلله خمسة ابواب هي باب اكلو وباب الخميس وباب تاركاو وباب المعذر وباب اولاد جرار.

    يطغى على هذه الابواب طابع الهندسة المعمارية العلوية كما ان هناك تشابها ملحوظا بينها وبين ابواب مدينة الصويرة. بالنسبة لداخل المدينة فقد قسم هذا المجال الى احياء تحمل اسماء العائلات الاصلية وهي ادااوكفا وايت محمد واذ زكري واذ صلحا.

    شيدت البيوت والمنازل وفق الطراز العربي الاندلسي المعروف بالرياض. بتزنيت يوجد ايضا قصر السلطان يعرف باسم القصر الخليفي وكذا ساحة كبيرة تعرف باسم المشور حيت كانت تقام المراسم.
    تشتهر تزنيت ونواحيها بصناعة الحلي من الفضة وزيت اركان المفيد للجسم والشعر وزيت الزيتون وكذلذ اللوز.

    الصور لمدينة تزنيت



    [










































  8. #18

    • م/ إيهاب عبد المؤمن غير متواجد حالياً
    • أبو حازم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,596

    افتراضي

    الله علي المتعة

    لا دا الواحد هيبات هنا في المنتدي ده ولا إيه

    روعة يا ربااااااااااااب رووووووعة

    دا الموضوع ده لنا رجعة له مليون مرة

    حقيقي مش هزار

    مليون إن شاء الله

  9. #19

    • رباب
    • Guest

    افتراضي مدينة مكناس







    إن المآثر التاريخية مكتوب عليها أن تعيش في ذاكرة وحاضر ومستقبل كل شعوب الأرض، وعالمنا العربي يزخر بالكثير من المآثر التاريخية التي تدون وبكل فخر واعتزاز تاريخا بلغ فيه العرب أقصى ما يمكن الوصول إليه في تلك العصور من حضارة تمتاز بالازدهار والرقي، وتظل المآثر التاريخية عبر بقاع العالم أهم عامل مشترك يربط بين أجداد الإنسان المعاصر. ومن حق هؤلاء الأجداد علينا العناية بآثارهم، لأن في اندثار معالمها أو تشويهها أو إهمالها اندحارا وتشويها وإهمالا للذاكرة الإنسانية وبترا لأواصر الاتصال بينابيع الأصالة.وفي هذا السياق جاء التعريف بمدينة مكناس كواحدة من مدن العالم العربي والتي يعتبرها العديد من السياح " متحفا نابضا بالحياة ".

    موقع مدينة مكناس من خريطة المغرب

    تقع مدينة مكناس على بعد 140 كلمتر شرق العاصمة المغربية الرباط، وهي بمثابة العاصمة لجهة مكناس ـ تافيلالت التي تضم ولاية مكناس وعمالة إقليم الحاجب وعمالة أقاليم إيفران و خنيفرة والرشيدية. هذه المنطقة التي تمتد على مساحة 79210 كلمتر مربع أي تحتل حوالي 11% من مجموع التراب المغربي. وهي متنوعة التضاريس والمناخ، وتأوي هذه المنطقة حسب إحصائيات 1994: 73 % من مجموع سكان المغرب. أما مدينة مكناس فهي مقسمة إلى جزءين المدينة الجديدة والمدينة القديمة هذه الأخيرة التي تزخر بتاريخ تليد تحكي عنه أسوارها وأبراجها ومآثرها التاريخية التي ظلت شامخة شموخ جبال الأطلس وجبال زرهون التي تحيط بها من كل ناحية. فمدينة مكناس مدينة الحضارة العربية الإسلامية والتاريخ التليد. ولعل المآثر التاريخية التي تربض بين جنباتها تعد شاهد إثبات، يستمد جذوره من أعماق التاريخ، على أصالة هذه المدينة. فهي بأسوارها وأبراجها وبساتينها، بقصورها ودورها ومساجدها وسقاياتها، بساحاتها وبمآذنها ومساجدها، بزواياها وأزقتها وعادات وتقاليد ساكنتها تعد متحفا نابضا وشاهدا حيا على تاريخ هذه الحاضرة. وهو ما أهلها عن جدارة واستحقاق لأن تصبح باعتراف المجتمع الدولي تراثا إنسانيا عالميا. ونسجل منذ البداية بأن الوضعية الحالية لجل المآثر التاريخية بمكناس تعتبر جيدة بفضل العناية المستمرة التي أصبحت محطا لها. والعمل الجليل الذي جعل من باحة باب منصور العلج فضاء ثقافيا كمعرض وكرواق دائم للفنون التشكيلية، على غرار باب الرواح بالرباط وباب دكالة بمراكش، يستحق منا كل التنويه .

    فضاءات أعيد ترميمها واستغلالها

    والترميم الذي شهده المتحف دار الجامعي وبرج ابن القارئ الذي تم استغلال فضائه كمتحف لخزف مقدمة الريف و دار الباشوات التي تستغل كمعهد موسيقي و محكمة الباشا التي تم ترميمها واستغلالها كمتحف وخزانة الجامع الكبير التي تضم مخطوطات قيمة، وهري المنصور، لجدير منا كذلك بالتنويه، الشيء الذي سيسمح بالعناية الدائمة بهذه المعالم التاريخية الكبيرة و يقدم المثل في أهمية توظيف كثير من مآثر مدينة مكناس كفضاءات ثقافية أو اجتماعية، إلى جانب كون ذلك من أسباب التعريف بها وجعلها حاضرة في ذاكرة الأجيال.

    الأسوار والأبواب والأبراج

    لم تكن مكناس محصنة في بداية العهد المرابطي (668-869 )، فلما عظم عليهم أمر الموحدين(541-668 هـ 1156 - 1269 م) أحاطوا حصن تاكرارت بسور كبير عليه أبراج عظيمة ما يزال بعضها قائما إلى جانب الأسوار التي بناها المولى إسماعيل والتي يناهز طولها الأربعين كلم. و تخترق أسوار المدينة مجموعة كبرى من الأبواب، أسست في مختلف العصور ابتداء من العصر المرابطي(668 -869). ومن أقدم هذه الأبواب باب زواغة، باب المشاورين، باب عيسي، باب القلعة، باب دردورة ، باب الجديد. ومما أحدثه المولى إسماعيل وبعض الملوك من بعده باب منصور، باب بني امحمد، باب الخميس، باب الرايس، أبواب المشور، باب كبيش، باب البرادعيين، باب الحجر [1]، أبواب ثلث فحول[2]، وباب العودة ، وهي كلها ما تزال قائمة حتى اليوم . وكثيرة هي الأبراج التي أقيمة فوق أسوار المدينة. على أن أغلب هذه الأبراج قد تهدم. ومن القليل الباقي برج مولاي عمر، وأبراج باب البرادعيين، وأبراج باب منصور، وأبراج باب الخميس، وأبراج باب الرايس، وبرج الماء، وبرج الناعورة، وبرج ابن القارئ وهو أجملها على الإطلاق و قد تم ترميه مؤخرا من طرف وزارة الثقافة وجعل فضائه متحفا للخزف كما سبق ذكره. �[1] وهذا هو الباب الرئيس للقصبة في العصر الإسماعيلي ، وكان يسمى " باب العلوج" . [2] هذه الأخيرة كان لها وظيفتين الأولى تستعمل كبوابة والثانية كان الماء الصالح للشرب يمر فوقها ليصل في أمان إلى أقصى غرب المدينة .

    باب منصور العلج

    يقع باب منصور العلج بساحة الهديم شرق المدينة القديمة . وهو من أعظم أبواب القصبة الإسماعيلية، أسسه السلطان المولى إسماعيل في أواخر القرن السابع عشر ، ثم جدده وزخرفه ابنه السلطان المولى عبد الله سنة 1144 هجرية( 1732م). (وقد أقيم لهذا الباب مجسم كان يجثم إلى جانب قوس النصر بباريس ، واتخذ منه شعارا لسنة المغرب بفرنســا). و إلى هذا التاريخ تشير قطعة الزليج الخضراء المثبتة في واجهة الباب والتي كتبت أرقامها بالحروف الأبجدية دمشق .. د . م =40 ش =1.000 . ق =100 ومجموع الكل هو : 1144. وهي من بيت شعري نصه كالآتي:

    * هل ورخت مثلي " دمشق " وصنعي يد صنعاء في ديباجي ويرجع بعض المؤرخين هندسة الباب إلى مهندس أوروبي ، أضيف لقبه " العلج " إلى اسم الباب .

    برج ابن القارئ

    يعتبر برج ابن القارئ من المنشآت الهائلة التي أسسها السلطان المولى إسماعيل ، وهو يشكل حلقة في سلسلة المنشآت الإسماعيلية بالمدينة. يرتبط البرج عبر أسواره ببابين كبيرين ، أحدهما ينفذ لناحية القصور الملكية في اتجاه صهريج السواني ، والآخر ينفذ لناحية الأروى الإسماعيلي، ومساكن الجيش الملكي الذي كان بمثابة الحرس . ويحتل البرج موقعا هاما ، فهو يستقبل في شموخ وشمم القادمين على المدينة من الجهة الغربية ، ويسمح بالإشراف على كثير من المواقع والمآثر التي تحفل بها المدينة كساحة الهديم ، وقبة السراء ، وقصر بين القباب . وهو يشمل من الناحية الهندسية نموذجا رائعا وفريدا للبروج الحربية التي استطاعت أن تثبت أمام الهجومات ، وذلك بفضل مثانة بنائه وتقاطع أقواسه وحصانة مشارفه وتعدد نوافذه حيث كانت توضع فوهات المدافع .

    صهريج السواني

    هو عبارة عن بحيرة كبرى يتجمع فيها الماء الجاري إليها من السواني الواقعة تحت أروقة الهري .
    يبلغ طول الصهريج ثلاثمائة متر ، ويبلغ عرضه مائة وأربعين مترا. أسسه المولى إسماعيل ، واتخذه أيام السلم موردا تسقى من فيضه الرياض والبساتين عبر قنوات طينية ما تزال معالمها الأثرية ظاهرة في بعض جوانب الصهريج . أما في فترات الحصار فكان يستعمل خزانا يسقي منه الناس والأنعام .

    هري السواني

    هري السواني ، هو بناء شامخ شيده المولى إسماعيل . وهو عبارة عن مجموعة تتكون من تلاث مؤسسات . مخزن الحبوب ، وآبار الماء ، والصهريج . أما المخزن فهو هري ضخم كان من قبل مقبوا ثم تداعت سقوفه . طوله 180م وعرضه 70 م . وقد اتخذ له المولى اسماعيل مصعدا تدرج فيه الجمال المحملة بالحبوب إلى السطح ثم تفرغ الحبوب من كوة مفتوحة في أعلاه ، فإذا أريد تحصيلها للحاجة استخلصت من بابه الأرضي . وأما الآبار فهي عشر سواني عميقة كان الماء يستخلص منها بواسطة النواعير التي تدار بواسطة الدواب فينساب الماء إلى القصر أو الصهريج عبر قنوات من فخار ، وتوجد أسفل الهري الأمامي الذي حول سطحه العلوي إلى حديقة مغروسة أطلق عليها اسم الحديقة المعلقة . ويبلغ طول هذا الهري 77 م ، وعرضه 70 م .

    قصر المنصور

    عرفت مدينة مكناس في عهد المولى إسماعيل ، وبعده سيدي محمد بن عبد الله ، تشييد مجموعة من القصور الفخمة . ومن هذه القصور ، قصر المحنشة ، والدار الكبيرة ، وستينية ، وقصر الدار البيضاء [1]، وقصر المنصور.

    قصر المنصور

    شيد المولى إسماعيل قصر المنصور في روى سيدي عياد . وهو الآن يشرف على بقايا الإصطبل . كان يشتمل على عشرين قبة بكل منها شباك كان الناظر منه يطل على المدينة وبعض جوانبها . ويقوم على أهرية كبرى ، منها هري يعرف باسم سبع قبب . وفي الإشادة بهذا القصر قال الأديب عمر الحراق : أنا قصر العتــاق الجياد بناني الله في نـحر الأعادي على يد عبده المنصور حقاوصلت على القصور بكل ناد وكيف لا أصول على المباني وإسماعيل قد أسمــى عمادي وشيدني بتوفيق ويـمــن وعمـرني بآلات الـجـهـاد وبعد توليته على جهة مكناس ـ تافيلالت ،أولى السيد حسن أوريد والي جهة مكناس ـ تافيلالة عامل عمالة مكناس، أهمية كبرى لترميم هذا القصر وجعله من بين الأولويات إلى جانب الترميمات التي عرفتها أسوار وأبراج وأبواب مدينة مكناس ، بل ووظف بعض مرافق قصر المنصور لاستقبال تظاهرات ثقافية. ولا زالت الأشغال جارية به إلى حد كتابة هذه السطور.

    �[1] قصر الدار البيضاء يتخذ منه حاليا مقر الأكاديمية الملكية العسكرية .
    السقايات

    اهتم بناة المدينة منذ العهد الموحدي(541-668هـ) بإحداث سقايات عمومية في الأحياء السكنية . وهي تشكل ظاهرة اجتماعية طابعها النفع العام. قيل إن عدد هذه السقايات بمكناس بلغ السبعين ، دون احتساب السقايات التي تتواجد داخل أبنية مساجد وأضرحة ورياض وقصور المدينة ، غير أن معظمها تهدم بالمرة . ومن القليل الباقي سقاية العدول ، سقاية القرسطون ، سقاية سيدي علي منون، سقاية التوته ، سقاية الشريشرة ، سقاية المتحف. ومن أجمل هذه السقايات سقاية سبع عنانب التي أسسها المرينيون ، ويحكى أنه كان إذا جاء أحد ليأخذ منها الماء فتكسرت آنيته عوض عنها بأخرى مجانا ، وذلك من وقف حبس على السقاية لهذه الغاية .

    المدرسة البوعنانية ” الجديدة“

    عني المغرب منذ القديم بتأسيس مدارس لإيواء الطلبة الذين كانوا يتلقون دروس العلم بجوامع المدينة . ومن المدارس التي اشتهرت منذ العهد المريني مدرسة العدول ، والمدرسة البوعنانية ، ثم جدد المولى إسماعيل المدرسة الفيلالية . وأهم هذه الثلاثة هي المدرسة البوعنانية [1]. وهي التي أسسها السلطان أبو الحسن المريني المتوفى عام 752 هـ . ويحكى أن السلطان عندما حضر لتدشينها استعظم تكاليف البناء والزخرفة ، فأغرق ورقة البيانات في الصهريج وأنشد مرتجلا: لا بأس بالغالي إذا قيل حسن** ليس لما قرت به العين ثمن

    �[1] كانت تدعى المدرسة الجديدة ثم أطلق عليها الناس خطأ المدرسة البوعنانية .
    ضريح المولى إسماعيل

    أسس ضريح المولى إسماعيل ابنه الملقب بالذهبي . وهو يضم رفات ثلاثة ملوك هم : المولى إسماعيل ، وباني الضريح أحمد الذهبي ، ومصلح الضريح المولى عبد الرحمن بن هشام(1238- 1275هـ 1823- 1858م) وإلى جانب هولاء قبر السيدة خناثة زوجة المولى إسماعيل . ويعتبر هذا الضريح معلمة فاخرة تجمعت فيها خلاصة الصناعات اليدوية من نقش على الرخام والخشب والجبص ، وزليج مشكل الزخارف والألوان. وإلى جوار هذا الضريح يوجد ضريح سيدي عبد الرحمان المجدوب " الشهير "

    الزوايا والأضرحة

    شكلت الزوايا نموذجا متميزا من المؤسسات الدينية والاجتماعية التي اهتم المغاربة بإنشائها منذ عصور مبكرة . وكانت بمثابة دور لنزول المسافرين والغرباء ، كما كانت الزوايا الصوفية بمثابة مدارس لتلقين علوم الدين واللغة. ومن أقدم ما عرفته مدينة مكناس بغرض الإيواء زاوية عقبة الزيادين التي أسسها المرينيون ، والزاوية الموجودة بقاياها حاليا بزنيقة النوار. وعلى غرار المدن العتيقة بالمغرب أحدثت بمكناس زوايا وأضرحة يجتمع فيها رواد الطوائف الدينية وأتباع الطرق الصوفية بقصد التوجه الصوفي وإنشاد المدائح والأذكار .

    'أبرز الأضرحة والزوايا :'

    ـ ضريح الشيخ الكامل الذي أسسه السلطان سيدي محمد ابن عبد الله . وهو يحتضن جثمان الشيخ محمد بن عيسى[1]. وحوله تجتمع طوائف عيساوا بمناسة عيد المولد النبوي الشريف. ـ ضريح الشيخ أبي عثمان سعيد ، وقد أسسه السلطان سيدي محمد بن عبد الله جوار المسجد الذي يحمل نفس الاسم . ويتبرك الناس بزيارته بغرض الاستشفاء . ـ ضريح سيدي عبد القادر العلمي. وهو مقر زاوية طائفة العلميين ، الذي كان ولايزال ملتقى للذاكرين حيث ينشدون المدائح الفصيحة وقصائد الملحون التي نظمها دفين الضريح " سيدي عبد القادر العلمي "(القرن 18) . ـ ضريح المولى إسماعيل وهو الضريح الذي يرقد فيه المولى إسماعيل ، مع سلطانين من ذريته ، وهما : ابنه المولى أحمد الذهي ، " وهو الذي بناه " والمولى عبد الرحمن بن هشام وتوجد بناية عن يمين الباب الداخلي للضريح وفيها يقع " مشهد أبي زيد عبد الرحمن المجذوب". �[1] أحد الأولياء على العهد الوطاسي ويدعى كذلك " الشيخ الكامل "

    المساجد

    يناهز عدد المساجد بمكناس الأربعين . وأقدمها التي بناها المرابطون(668-869 ) والموحدون(541-668هـ) وهي جامع النجارين " المسجد العتيق " وجامع الصباغين ، والمسجد الأعظم . وقد أسس المرينيون جامع الزرقاء ، وجامع الحجاج المندثر ، وجامع للاعودة [1]. ومن أبرز المساجد العتيقة التي بناها العلويون مسجد سيدي سعيد ، وجامع للاخضراء ، وجامع الأنوار ، وجامع الزيتونة ، وجامع باب البرادعيين والمسجد الأزهر ، ومسجد باب مراح ، ومسجد الخضراء بقصبة هدراش . وقد أسست القواعد الأولى للمسجد الأعظم أواخر العهد المرابطي (668-869 ). �[1] " مسعودة الوزكيتية والدة المنصور السعدي "

    المسجد الأعظم

    أسست القواعد الأولى للمسجد الأعظم أواخر العهد المرابطي (668-869 ). ثم زاد الموحدون في سعته بعد عام 600 وزينوا أروقته بثريا فخمة صنعت أيام محمد الناصر الموحدي عام 604 . وقد أعادوا بناء صومعته بعد أن تهدمت في أعقاب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن السابع للهجرة. وفي العهد الوطاسي(910 -956) أنشئ بالمسجد الأعظم مجلس خاص بالقراءة يختمون فيه سلكة القرآن الكريم مرة كل أسبوع . وقد جدد المولى إسماعيل المسجد واستغرقت أعمال التجديد عامين كاملين انتهاء بعام 1107. وفي عام 1112 نصب منبر بجانب محرابه ثم أدخل السلطان سيدي محمد بن عبد الله على المسجد بعض الاصلاحات ، وجدد الصومعة عام 1170 على أثر زلزال المدينة عام 1756/1167 . وبفضل هذه الأعمال كلها فقد أصبح المسجد يغطي مساحة تقارب 2.700 متر مربع . تقوم رحابه على 143 قوسا من الأساطين . ويحوطه أحد عشر باب منها باب الحفاظ ، وباب الحجر، وباب الخضارين ، وباب سماط الشهود ، وباب الجنائز ، وباب الكتب .

    جامع الأنوار

    من منشآت السلطان المولى إسماعيل ـ بناه عام 1110 على سواري رخامية يقارب عددها المائتين. كانت تتوسطه قبة قائمة على أعمدة من الرخام، وبزواياها الأربع شبابيك خشبية ذات صفائح ذهبية. وكان به صحن واسع بجانبه مئذنة يصعد إلها بدون مدارج. وقد تقوض الجامع، ولم يبق منه إلا جدرانه الجانبية وبابه الخارجي الذي يقف شامخا على مسافة 10 أقدام تقريبا من باب منصور العلج، و الذي أكمله وزاد في تنميقه السلطان المولى عبد الله عام 1146 كما تدل على ذلك كلمة " مشوق " المنقوشة على الزليج في أعلى الباب ضمن أبيات شعرية آخرها: وقتي " مشوق " كل نفس ودها تحظى به موصولة الآمال

    المسجد الأزهــر

    أسسه السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام 1189. ويعرف اليوم باسم جامع الأروى. وهو ينتظم في صفوف أربع ذات أقواس محمولة على أربع وأربعين سارية. طول المسجد 88 مترا. وعرضه 60 مترا. وله ثلاثة أبواب للعموم. وآخر كا خاص بالسلطان. وتوجد خارج بابه الشمالي مدرسة تحتوي على 36 بيتا للطلبة، تتوسطها خصة ماء وبئر. وبها مئذنة المسجد.

    إن الحديث عن المآثر التاريخية المغربية يطرح بالضرورة إشكالية العناية بها وتحديد المسؤوليات في صيانتها وترميمها والتعريف بها. ولعل دور المواطن المغربي بالتأكيد يبقى أساسيا في هذا الباب . وهناك أكثر من مجال لدعم عمليات الإصلاح والإنقاذ و التعريف بها والتي تتطلب تظافر كافة الجهود .. ومن أمثلة ذلك إحداث جمعيات خاصة بالمحافظة على الآثار وبالخصوص على مبنى أثري معين ، أو تبني جمعيات معينة لمبنى أو لمجموعة مباني أثرية ، كجمعيات المهندسين المعماريين ، نوادي عدة ، ووكالات الأسفار و مكاتب المبادرات و السياحة، وغيرها من النوادي والجمعيات ذات الأهداف الاجتماعية والسياحية والثقافية.

















    التعديل الأخير تم بواسطة رباب ; 24-04-2009 الساعة 12:48 AM

  10. #20

    • رباب
    • Guest

    افتراضي مدينة الدار البيضاء

    مدينة الدار البيضاء







    ....لقد اعتدنا ربط تاريخ جهة الدار البيضاء الكبرى بالعصر الحديث، وخاصة بالفترة ما بعد الاستعمار. لكن الدار البيضاء لم تعرف إشعاعها الوطني بوصفها قطبا اقتصاديا مهما في النسيج الاقتصادي إلا في منتصف القرن العشرين. مما يعكس أنها مدينة مغرقة في القدم، حيث إن ناحيتها كانت منذ أزمنة غابرة ميدانا خصبا لحياة حيوانية ثم إنسانية مبكرة، فقد كشفت الأبحاث الأثرية عن مواقع سكنها الإنسان القديم، مما يجعل جهة الدار البيضاء مركزا من أهم المراكز المعروفة عالميا في مجال البحث الأثري، وقد أطلق من أجل التمييز على الإنسان الذي سكنها اسم إنسان سيدي عبد الرحمان.


    ومن أهم المواقع الأثرية التي تضمها المدينة:
    • موقع ليساسفة يتراوح تاريخه ما بين 5 و 6 ملايين سنة.
    • موقع أهل الغلام يعود تاريخه إلى حوالي مليونين وخمسمائة ألف
    سنة، وقد وجدت بهذا الموقع بقايا حيوان الهيباريون، وهو جد
    الحصان الحالي.
    • مواقع أولاد حميدة تتضمن مواقع عديدة من أهمها:
    - موقع طوما 1 والذي يشهد على بداية استيطان الإنسان للمنطقة منذ حوالي مليون سنة.
    - موقع سيدي عبد الرحمان ينتمي لنهاية العصر الحجري.
    الدار البيضاء عبر التاريخ
    أنف أو أناف أو انفي... تسميات مختلفة وردت في المصادر التاريخية القديمة للإشارة إلى الحاضرة التي ظهرت في المكان الحالي للدار البيضاء. وينسبها ابن الوزان (ليون الإفريقي) إلى الرومان، كما ينسبها آخرون إلى الفينيقيين. ولكن غالب المؤرخين يذهبون إلى أن مؤسسيها هم البرابرة الزناتيون. وقد اشتهرت آنفا لحقبة من الزمان بعلمائها وجنودها وتجارتها المزدهرة.
    وبقيت أنف خلال حكم المرينيين مدينة صغيرة مفتوحة على التجارة البحرية مع الخارج لاسيما مع الإسبان والبرتغال. كما كان سكانها بحارة يمارسون القرصنة ويهاجمون بصفة خاصة السفن البرتغالية. مما أثار حفيظة البرتغاليين الذين نظموا هجوما على المدينة وقاموا بتدميرها عن آخرها سنة 1486.
    وقد حاول البرتغاليون سنة 1515 بناء قلعة محصنة، لكن هزيمتهم على يد المرينيين جعلتهم يتخلون عن ذلك.
    ويبدو أن أنف قد اندثرت بدون أن تترك أي أثر سوى ضريح سيدي علال القيرواني بوصفه شاهدا على حضارة مشرقة.
    وفي عهد الدولة العلوية إبان حكم السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790) أعيد بناء المدينة، وأصبحت تحمل اسم الدار البيضاء أو كازابلانك حسب النعت الإسباني. وبفضل الضرائب المفروضة على قبائل الشاوية استطاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بناء قلعة محصنة لاستقرار الجنود، والتي أصبحت فيما بعد الوجهة المفضلة لقبائل الشاوية ودكالة.
    وحوالي سنة 1830 أخذت التجارة بالدار البيضاء تعرف نموا، والتي ستزدهر في عهد السلطان العلوي مولاي الحسن الأول حيث غدت هذه المدينة تستقطب العديد من التجار والحرفيين من مناطق عديدة، وخاصة من مدينتي فاس ومراكش.
    وفي سنة 1912 تم إنشاء أول ميناء بمقاييس عصرية بالمغرب من طرف الحماية الفرنسية، والذي يمثل منعطفا تاريخيا سيكون له التأثير البليغ على مستقبل المدينة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا...، حيث سيجعل منها مدينة عصرية وعاصمة اقتصادية.

























+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-10-2009, 06:08 PM
  2. جـــــــنان الــزعفــــران بالمغرب
    بواسطة رباب في المنتدى المنتدي العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-05-2009, 02:33 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك