+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأكراد وعاداتهم

  1. #1

    • كريم يحيى
    • Guest

    افتراضي الأكراد وعاداتهم



    أن طوائف الأكراد تنتمي إلى القبائل العربية البدوية القديمة, حيث انفصلت في عهود سالفة جماعة من تلك القبائل، وهاجرت مع أطفالها، وعائلاتها إلى هذه البقاع. وقد كانت تلك الجماعة فيما مضى قبيلة واحدة تتكلم اللغة العربية على العموم .(1)

    وإلى ذلك الوقت، لم تكن لفظة كردستان متداولة(2). ثم بعد أن استقروا في هذه البقاع الخالية، واستوطنوا إيران وخراسان, أطلق اسم كل رجل منهم على طائفة معينة, فالذي كان يسمى مثلاً حيدر, نشأت من ذريته قبيلة الحيدريين, والذي كان يدعى زيلو، نشأت منه قبيلة الزيليين، وَقسْ على ذلك باقي القبائل وسائر الطوائف.

    والمقصود من لفظ الطائفة، هو تلك الجماعة التي نشأت من نسل رجل واحد, وبمرور الزمن، كثر نسله، وتزايد عددهم. ولهذا تجد معظم القبائل ذات صلات قربى مشتركة بعضها مع بعض, فيعتبر رجالها أنفسهم أبناء عمومة للطوائف الأخرى، وتجد نفسها ملزمة بالدفاع عنها, أما الطوائف البعيدة فهي تتجاهلها، ولا تهتم بأمرها. وهذه هي حال الطوائف، وقد تم بيانها.

    إن أصل لفظ الكرد والأكراد هو كرد, أي جمع(3)، وقد اشتق لهم هذا الاسم، وأطلق عليهم بسبب مجاورة أولئك العرب للفرس والخراسانيين, حيث أخذوا مفردات لغاتهم، واستفادوا منها, وبمضي الوقت ومرور الأيام، تركوا لغتهم العربية القديمة، وتفرقوا شعوباً وقبائل وطوائف شتى، فالسبب في التصاق اسم الكرد والأكراد بهم، هو لغتهم التي أخذوها من الجوار، وجمعوا فيما بينها، وخلطوا عدة لغات من لغات الإيرانيين وبلاد فارس. وهكذا أطلق عليهم اسم الكرد والأكراد، وأصبحوا ملة معلومة.

    وثمة بعض اختلاف في لغتهم بحسب الموقع والمكان، مثل لهجات العربية والفارسية التي تختلف باختلاف المكان, فمثلاً تختلف لهجة البدويين عن لهجة المصريين عن لهجة الحجازيين، ولا تتشابه. كما أن لغة الفرس أيضاً تتفرق إلى لهجات عديدة كالدرية والبهلوية والعراقية والآذرية, وعلى هذا المنوال تتفاوت لغة الأكراد تفاوتاً جزئياً.

    إن الأكراد يعيرون اهتماماً كبيراً بالأنساب، وإن بعض أمرائهم وآغواتهم ينتسب إلى السادة (نسل النبي محمد)، وبعضهم ينتسب إلى الصحابة كالعباسيين والأنسيين والمروانيين(4). أما سائر الأكراد فإنهم يعرفون سلسلة نسبهم حتى الجد السابع. ويراعون أواصر القرابة وصلاتها ولا يفرطون فيها.

    وعلى سبيل المثال, إذا كان لرجل أقرباء في مصر والشام, فإنه يوصي أولاده بالاتصال بهم، ويدلهم عليهم، ويقول: يوجد لنا نسيب في الصقع الفلاني, القرية الفلانية,القبيلة الفلانية. وكذلك فإن ذلك الرجل في موطنه يوصي أولاده بضرورة إقامة العلاقة مع أقاربه. وربما كان بينهم وبين ناس آخرين ثأر ودماء, عندها يحكي الآباء لأبنائهم تفاصيل تلك العداوة القائمة و ذلك الثأر.

    ومن عاداتهم أنهم إذا هاجروا إلى بلد، لم يعلنوا عن انتمائهم (القبلي) ولم يكشفوا أصولهم بسرعة لأحد, بل يأخذون جانب الحيطة والحذر, إذ ربما صادفوا أناساً لهم ثأر قديم عندهم.

    والخلاصة أن الدعاوى لا تموت عندهم ولا تضيع، ولو مضى عليها زمن طويل، بل يسري مفعول العداوات، والإحن حتى الجد السابع.

    إن الأكراد مشهورون بإغاثة الملهوف فلو استجار رجل ارتكب جناية عظيمة بآخر، وطلب الصفح لأجاره وحماه، وصفح عنه ورعى ذمته, وهم يتخذون الذمة يميناً يقسمون به، ولا يحنثون في أيمانهم أبداً. فلو حدث رجل رجلا آخر، قال له: إن الأمر الفلاني لم يقع، ثم حلف بذمته فإنهم يصدقونه مطلقاً.

    ولو أرادوا مثلاً قتل رجل, فذهب أهله واستجاروا بأحد، فإنه يجيره مطلقاً، ويسعى في انقاذه من القتل حتى يستخلصه. ومن عاداتهم أنه إذا كبا جواد بفارس، فوقع أسيراً فإنهم لا يقتلونه أبداً.

    وتسري بينهم عادة (بشيك كرتمه)(5)، وهي تعني عقد قران مولود ذكر على مولودة أنثى يوم ولادتهما, فيتعاهدون على ذلك حتى يبلغ الطفلان سن الرشد، وعندها لا يكون ثمة مجال للندم, فيتزوجان.

    كما تسري بينهم عادة زواج البدل, إذ يتزوج رجل بأخت رجل آخر، مقابل تزويجه هو الآخر أخته, ويتحمل كل واحد منهما نفقات زفافه.

    ومعظم الأكراد يقيمون الأعراس في الربيع, إذ لا يكون في الشتاء مجال لذلك, وهم يسدلون ستارة عند الزفاف في الخيمة، أو في المنزل، وتزف العروس إلى عريسها خلف تلك الستارة. أما إذا لم يكن هناك مكان خاص للزفاف فإن الجميع من الأب وأبنائه وإخوته يقيمون مع زوجاتهم في نفس المنزل. ولا تهرب بناتهم مع أحد..

    وفي الربيع بعد حلول آذار, يعمدون إلى نصب الخيام بالقرب من المشاتي, ويسمون ذلك المكان (وارى كوزى)(6). يبقون هناك إلى أن تلدَ أغنامهم, فيرحلون.

    وهم يختارون الوديان والسهول مراعيَ لهم ربيعاً وخريفاً, أما في الصيف فإنهم يرحلون إلى الجبال والزوزان.

    ولكل عشرة بيوت أو عشرين أو ثلاثين أو أربعين بيتاً، بقعة مخصوصة لا يجوز لأحد غيرهم أن يقيم مضاربه فيها, ويصدف أحياناً أن ينشب نزاع على تلك البقاع التي يقال لمجموعها (زومه )(7). وتنسب كل زومه إلى كبير تلك البيوتات. فيقال مثلاً: زوم علو أو زوم حسو, وهي كتسميات القرى, فلو سألت عن أحد يسكن هذه الزموم، فإنهم سيرشدونك إليه حتى تذهب وتلقاه.

    وحينما يكون ثمة خوف طارئ (من إغارة أو مثلها)، تجتمع تلك الطوائف كلها في جبل أو سهل، وتنصب الخيام لصق الخيام على شكل مجموعات الجيش, ويسمون اجتماع هذه الخيام (عابر), ولو تخوفوا من إغارة من جهة ما، فإنهم يرسلون فرساناً إلى الجهات الأربع، حتى مسافة ساعة من الزمن، ويبقى الآخرون مترقبين حذرين شاكي السلاح، وجيادهم مسرجة.

    وبمجرد أن يسمعوا جلبة من طرف ما, فإنهم يمتطون الجياد، ويهرعون إلى مصدر الجلبة, فلو أيقنوا بقدوم عدو, قرعوا طبلاً خاصاً يسمونه (دفاهوارى/ طبل النفير والنجدة)، ولا يهم إن كان الوقت ليلاً أو نهاراً, فإنهم يعمدون إلى مكان مرتفع، ويقرعون ذلك الطبل، حتى يسمع كل من في الزموم.

    ولا يمكن أن يتخلف أحدٌ حينما يسمع قرع ذلك الطبل.

    ويتقاطرون إلى مكان قرع الطبل فرساناً وراجلين, أما نساؤهم فيعمدن إلى حمل أعمدة الخيام و يتهيأن (للقتال).

    إنهن يترقبن المعركة, فإذا وجدن أن المعركة باتت قريبة من الخيام, هرعن لنجدة الرجال، وبأيديهن تلك الأعمدة، ويصدف أن تقتل النساء أو يجرحن.

    وقد يبلغ عدد الأعداء المغيرين ألف فارس, وعدد الأكراد أربعين أو خمسين بيتاً, ومع ذلك لا يمكن لأولئك الفرسان أن يشتتوا شملهم, فعندهم مثل سائر يقول: ( شه رى كو جكان لسه ر ديلانن, أي أن الكلاب تقاتل من أجل إناثها) والمقصود من هذا المثل هو إثارة النخوة.

    فالأكراد يقاتلون عندما تتم الإغارة على بيوتهم حتى الموت، وليس عندهم حل آخر, ولهم عادة أخرى في مثل هذه الغارات، فهم عندما يدركون كثرة العدو مقابل عددهم, يمتطون جيادهم، ويسارعون إلى تلاع محكمة، ويدعون بيوتهم للمغيرين. لكنهم يهيئون أسلحتهم وآلاتهم الحربية، ويتعاهدون فيما بينهم على ألا يولوا الأدبار؛ يهتف أحدهم قائلاً: ها هو قرة عيني "محو" في يد الأعداء, ويرد آخر: هاهي ابنتي "عيشي" في يد الأعداء. وهكذا يثيرون النخوة، وتأخذهم الحمية, بينما يكون العدو مشغولاً بالسلب والنهب. فيكرون على العدو ويهجمون هجمة رجل واحد، بينما تقوم نساؤهم بنجدتهم من داخل البيوت, ويتحقق لهم الظفر قطعاً، ويشتتون شمل المغيرين.




    الموضوع الأصلي: الأكراد وعاداتهم // الكاتب: كريم يحيى // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



  2. #2

    افتراضي

    ا خ كريم يحيى

    جزاك اللة خير على الموضوع الرائع

  3. #3

    • كريم يحيى
    • Guest

    افتراضي

    وجزاكى كل الخير أختى على هذا المرور العطــر

    دمتى بود وسعادة

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك