السلام عليكم ورحمة الله

حينما أحل الله تعالى تعدد الزوجات كان لحكمة يعلمها هو وحده سبحانه

وبما أننا مسلمون موحدون والحمد لله على نعمة الإسلام

فإننا يجب أن نعمل بكل أوامر الله وسننه وشرائعه كلها ونطيع عن رضى لا نفرق بينها ولا نتبع الهوى

فمثلا قضية الميراث ، قال الله تعالى ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) هنا لا توجد أية امرأة لا تطالب بحقها
بأعلى صوتها إن سلب منها مثلا

فلماذا هنا بالذات في مسألة تعدد الزوجات نتقبله على مضض ولا نقتنع ولا نرضى؟

فالرجل إن كان مقتدرا وله من الأسباب ما تجعله يلجأ إلى التعدد فلا مانع من ذلك طالما ذلك حق وهبه الله إياه وكان الله عليما خبيرا .

لكن تبقى هناك مسألة العدل بين الزوجات سواء في الأمور الدنيوية أو الدينية

فقد قال جل من قائل ( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا )

وقال أيضا

( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ )

من هنا تبقى بعض الزوجات في خوف وقلق دائمين من عدم عدل زوجها بينها وبين ضرتها ، فترفع شعارلا تعدد الزوجات

فإن ما أشعرها ذلك الزوج بالمحبة وعاملها بالمودة والرحمة اللتين أمر بهما الله تعالى أشعرها بأنها في قلبه وحياته ولم يتغير أي شيئ حين إقدامه على زواج ثان

وكذلك الزوجة الثانية ستشعر بنفس الشعور

لهذا حينما أحل الله تعدد الزوجات وأعطى الحق للرجل في استعماله فإن الله تعالى أقرن هذا الحق بالعدل ولم يترك سبحانه الأمر بيد الرجل يتصرف فيه كيفما شاء .