أدآب الاخوة والصحبة
إن التآلف بين الناس يقع حسب توافق الطباع والأخلاق فأهل الخير يتآلفون مع بعضهم وكذلك أهل الشر يفعلون , ثم إنك تجد دائما أن أهل الحق والتقوى والصلاح ينفرون من مجالسة أو مصاحبة أهل الفسوق والفجور لذلك يقول النبى ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) رواه مسلم والبخارى قال بعض السلف ( استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة فلعلك تدخل فى شفاعة أخيك) وقد حث جماعة من السلف على الصحبة والألفة والمخالطة وكرهوا العزلة والانفراد آداب الصحبة والأخوة : 1- حسن الخلق : ينبغى ان يكون المسلم حسن الخُلق مع اخوانه واقرانه واصحابه فقد أوصانا فى شخص ابى ذر رضى الله عنه فقال اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذى وحسنه واحمد والالبانى وعن اسامة بن شريك قال : قلنا : يا رسول الله ما خير ما أعطى الانسان؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( الخلق الحسن) رواه ابن ماجة 2- ستر عيوب الإخوان: يقول علقمة العطاردى رحمه الله فى وصيته لابنه : ( يا بنى إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا خدمته صانك وإن صحبته زانك وإن قعدت بك مؤنة مانك واصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن راى منك حسنة عدها وان راى سيئة سدها واصحب من إذا سألته أعطاك وان سكت ابتداك وان نزلت بك نازلة واساك واصحب من إذا قلت صدّق قولك ) 3- معاشرة من يثق بدينه وأمانته : لقول الله عز وجل ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يرادّون من حاد الله ورسوله) المجادلة :22 قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( عليك بإخوان الصدق تعش فى أكنافهم فإنهم زينة فى الرخاء وعدة فى البلاء وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين من القوم ولا أمين إلا من خشى الله فلا تصحب الفاجر فتتعلم منه فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى) 4- الصفح عن عثرات الاخوان : فلا بد من وقوع العثرات والانسان ليس معصوما وقد أوصى رب العالمين تبارك وتعالى رسوله وحبيبه محمد بأن يصفح عن العثرات ويسامح عن الخطيئات فقال تعالى لرسوله: ( فاصفح الصفح الجميل ) الحجر :85 وقال ابن الاعرابى ( تناس مساوئ الاخوان يدم لك ودهم) 5- ينبغى ان يكون الصديق مختارا: فواجب على المؤمن ان يتجنب عشرة طلاب الدنيا فإنهم يدلونه على طلبها وجمعها ولابد ان يجتهد فى معاشرة اهل الخير ومن يدله على طلب الأخرة وقال أحد الصالحين لذى النون اوصنى فقال: عليك بصحبة من تسلم منه فى ظاهر أمرك وبيعثك على الخير صحبته ويذكرك الله رؤيته) 6- أن لا يحسد إخوانه على مايرى عليهم من النعم : بل ينبغى له ان يفرح بذلك ويحمد الله على مايرى من النعمة عليهم كما يحمده بنعمته على نفسه قال تعالى( أم تحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله) النساء :54 وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسدوا) رواه احمد والبخارى فلا تصحب أخا الجهل *** وإياك وإياه فكم من جاهل أردى * * * حليما حين آخاه يقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه وللشئ من الشئ *** مقاييس وأشباه وللقلب على القلب *** دليل حين يلقاه
سنن من ديننا الحنيف 
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)