+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قصة عم محمد عاشق الشباك

  1. #1

    • أم محمد
    • Guest

    افتراضي قصة عم محمد عاشق الشباك

    انهارده هقعد معاكم فدوار العمده واتكلم عن مكان وناس فبلدى
    حكايه لناس ابسط من كده مفيش
    صيادين بلدى
    ناس ليهم محبه وتقدير فقلوبنا اوى اوى اوى
    هخدكم واروح بيكم لهناك
    تعالوا
    يالا بينا وهناك كان اول حاجه نسمعها ده

    مذياع قديم تتناثر منه حفنة من الأغاني، تؤنس وحدته في منزل ريفي بسيط بعزبة الصيادين بمنطقة البهتيني بمحافظة الإسماعيلية على ضفة قناة السويس، وداخل غرفة ضيقة يجلس الحاج محمد على سريره، وبكوب شاي ثقيل يداعب خيوط عمره الذي تجاوز السبعين.. مئات الأمتار من خيوط البلاستيك المثبتة في رباط بالحائط المقابل مفرودة أمامه، وبملقط لا يتجاوز طوله 15 سم تقريباً ينسج شباك الصيد، مجدداً إيقاع حرفة يدوية عريقة طالما ارتبطت بمجتمع الصيادين والبحر، ولا تزال عنواناً لحياتهم، برغم مزاحمة التقدم الصناعي لها.

    يتفاءل الحاج محمد (عاشق الشِّباك) بأغنية شادية الشهيرة «شبك حبيبي. شبك قلبي شبك»، ويقول: لو تصادف وسمعتها بخاصة في الصباح همتي تزداد على العمل، وكذلك أغنية «عدوية» لمحمد رشدي، و«البحر بيضحك ليه» لسيد درويش. يقول الحاج محمد، وهو يشد بسلاسة العشرات من الخيوط: صناعة غزل «شباك» الصيد حرفة يدوية ما زالت تنتشر في مجتمعات الصيادين.

    في الماضي كان يتم غزل الخيوط ثم يتم نسجها إلى شباك، ومع تطور الصناعة تغيرت المهنة، وأصبحت تقتصر على النسج فقط بدلا من تصنيع الشباك بالكامل. إلا أن هذا التقدم الصناعي بات وبالا على البحر وأصبحت خيوط الغزل محكمة الصنع قادرة على كنس البحر بما لا يدع مجالا للثروة السمكية أن تنمو.


    ويروي عاشق الشباك: قديماً كنا نغزل خيط الشباك بأيدينا.. كانت النساء يقمن بهذه الحرفة فيغزلن خيوط الشباك من القطن، ثم ينسجن الشباك ليقوم الرجال بالصيد بها. لكن مع التقدم والتطور الصناعي ظهرت خيوط الشعر المصنوعة من البلاستيك وخيوط الحرير، وتخصصت مصانع بالإسكندرية في صناعة هذه الخيوط ومع سهولة تداولها وتوفيرها للمجهود انتشرت بين الصيادين واقتصرت الحرفة على نسج الشباك بالخيوط المصنعة بأنواع مختلفة وبطرق متعددة حسب الحاجة المستخدمة لها، حيث تصل تكاليف خامات الشبكة الواحدة تقريباً ما بين 350 إلى 400 جنيه. ويقول: الشباك أنواع وتنسج بطرق مختلفة، كذلك الخيوط المستخدمة لكل نوع تختلف حسب الحاجة المستخدمة لها فهناك شباك «الكركبة»، وهذه الشباك تستخدم لصيد أسماك البلطي والبوري وأنواع السهلية، وتصنع من خيوط الشعر البلاستيك الشفافة وتصل مساحة الشبكة الواحدة لنحو 60 متراً طولا، أما عرضها فيتراوح ما بين المتر و75 سم. ويتم العمل بتثبيت الغزل في حبل من الفلين وبطريقة اللضم واللقط. نصنع عيوناً من الشَّعر ويتم التحكم في وسع العيون وضيقها من مسافات الغزل التي يتم تحديدها تبعاً لاستخدامها. وفي نهاية الغزل يتم تثبيته بحبل من الشعر السميك به كرات من الرصاص الصلب حتى يمكن تثقيل الشبكة.

    ويوضح عاشق الشباك: أستخدم الملقط والمنقاد «الإبرة» لغزل خيوط الشباك، فالملقط أصنعه بنفسي وهو عبارة عن خشبة في حجم القلم الرصاص، ويتم شقها من أطرافها ويلف حولها الغزل الذي ألضمه وألقطه لأصنع مربعات من الخيوط منسوجة مع بعضها في شكل هندسي متساوٍ وموحد، ويراعى أثناء الغزل دقة وتساوي المسافات بين عيون الشباك ومقاسات أطوال بدايات ونهايات الشبكة والمثبتة من حبال الفلين والرصاص لضمان ارتخاء الشبكة حتى يسهل للسمكة دخولها بحرية. ويكفي لصنع شبكة واحدة نحو 2 كيلوغرام من خيط الشعر، الذي تتراوح أسعاره ما بين 120 جنيهاً إلى 180 جنيهاً للكيلو حسب جودة الخامة المستخدمة.

    أما عن الوقت الذي يستغرقه غزل الشبكة فيقول: تحتاج 3 أيام من العمل المتواصل بداية من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة مساء، لا يقطعها سوى أداء الصلاة في أوقاتها وتناول الطعام. مشيراً إلى أن المجهود المبذول في الصيد من الفجر حتى الليل أقل من المجهود المبذول في صناعة الشبكة الواحدة، فهذه الحرفة تحتاج لدقة شديدة وتركيز تام وتيقظ للذهن حتى لا تفلت العقد من بعضها، مما يؤثر على النظر، أيضاً الجلوس لساعات طويلة لإتمام المهمة بسرعة يتسبب في إصابة الظهر والعمود الفقري بالآلام. ويضيف: غزل ونسج الشباك صناعة صبر، وفن، ومزاج، وأنا أحصل على أجرة يدي فقط المقدرة بنحو 25 جنيهاً في غزل الشبكة الواحدة.. البعض يعتبر ذلك أجراً ضئيلا أمام المجهود المبذول، لكن جميع من يعمل بالحرفة كانوا صيادين وعلى علم تام بحال الصياد، فالكل هنا يقدر حال الآخر خاصة بعد حظر الصيد في قناة السويس في السنوات الأخيرة، ونقص أعداد أسماك بحيرة التمساح وتدهور حالة الصيادين.

    وبنبرة غضب يواصل الحاج محمد: هذه الخيوط حديثة الصنع تسببت في تدمير للبحر، حيث قضت على الثروة السمكية بأكملها، فقد صنعت بطريقة لا تسمح معها للسمك، وبخاصة الأسماك الصغيرة «الزريعة»، بالهروب من الشباك، وباتت الشبكة الملقاة «تكنس» ـ على حد تعبيره ـ ما أمامها في البحر. ورغم الكميات التي يتحصل عليها الصياد من ذلك فإن الخسائر مع مرور الوقت أكبر، فنحن كصيادين تعلمنا منذ الصغر أن الرزق مكتوب ولدينا يقين بأن ما يجلبه لنا البحر من خير هو من فضل الله وليس بمهاراتنا أو عملنا.. نحن نسعى ونتوكل، والله يرزق.

    ويقول عبده الشوربجي ـ صياد وصانع شباك: هناك نوع آخر من الغزل هو غزل «الهبلة» أو «الشنشيلة»، وهو نوع من الغزل تستخدم فيه خيوط الحرير بدلا من الشعر، وهذه الخيوط سميكة وتصبغ باللون البني حتى تتحمل ملوحة البحر وتقاوم الحجارة المتواجدة في قاع البحر، وتستخدم هذه النوعية في صيد الجمبري والسوبيا. ويراعى في طريقة الغزل أن تكون عيون الشبكة ضيقة حتى يمكن بها صيد الجمبري والسوبيا، وتزود في نهايتها بكيس وتصل تكاليف صناعة هذه الشبكة لنحو 1200 جنيه لارتفاع أسعار خيوط الحرير بالمقارنة بخيوط الشعر المستخدمة في شباك صيد الأسماك. ويوضح الشوربجي: هذه الشبكة تنصب بين عمودين من الخشب حيث يقوم شخصين بجر العامودين ليتمكنا من جرف قاع البحر وبذلك تتم عملية الصيد ويتجمع الصيد في الكيس الذي تفرغ محتوياته وتعاد العملية مرة أخرى.

    لكن أسعار الشباك أصبحت غالية وتتلف باستمرار واحتمالية ضياعها في قاع البحر واردة فكثيراً ما نلقي بالشباك وتسقط بعد أن تكون قد تشابكت في الأحجار الموجودة بقاع البحر ويصعب الوصول إليها. ويقول أبو عمر ـ حداد يقوم بصنع رصاص الشبك: نحصل على الرصاص الخام من بائعي الخردة بسعر 5 جنيهات للكيلو، وبعد إعادة تصنيعه نبيعه بسعر 8 جنيهات للكيلو. ويتم تجهيز الرصاص عن طريق صهره حتى يصبح سائلا، ثم يصب في قوالب على أشكال بيضاوية طولية مفتوحة من الجانبين لا يتعدى طول الواحدة منها 3 سم تقريباً وتحتاج الشبكة الواحدة إلى 1050 رصاصة تقريباً. وتقول أم هاشم فكري (ربة منزل)، تعمل في غزل الصِّنار: تعلمت المهنة من زوجي الذي أقعده المرض عن النزول للبحر. تستغرق صناعة الصنارة مع أم هاشم يومين من العمل بمتوسط 10 ساعات في اليوم وتصل أجرتها للصنارة الواحدة 10 جنيهات. مشيرة إلى أن «ضيق ذات اليد لدى الصيادين جعلنا نلتمس لهم الأعذار ولا نطلب أكثر من المتعارف عليه، فنحن هنا جميعاً أهل وجيران نشعر ببعضنا ونراعي ظروف الآخر».

    ويروي السيد البدوي ـ 31 عاماً، أنه تعلم حرفة صناعة الصِّنار من والده، واضطرته الظروف المعيشية الصعبة أن يترك دراسته ويعمل ليقف بجوار والده ويتحمل أعباء تكاليف الحياة.

    يضيف البدوي: أقوم بصناعة صنار الغزل وهو مختلف عن الصنار المتعارف عليه بين العامة والذي يستخدمه الهواة لصيد الأسماك، فهذا الصنار يلقى في الماء وهو عبارة عن شعر بلاستيك سميك يصل طوله لأكثر من ألف متر ويدلّى به صنار حديدي صغير يوضع به طُعم السمكة.

    الموضوع الأصلي: قصة عم محمد عاشق الشباك // الكاتب: أم محمد // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



  2. #2

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    تحياتي لروحك الوطنية

    متالقة في جميع المواضيع لكي احترامي غاليتي

  3. #3

    • د ربيع غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,030

    افتراضي

    ما هذا الجمال الذى يتناثر مع الكلمات و الذى يحتاج إلى شباك من نوع خاص لجمعه وحتى لا يضيع هباء فى الهواء

    الاخت الفاضلة أم محمد

    لقد غزلتى بحروف الأبجدية أروع كلمات تحكى واقع الصيادين و رجعت بذاكرتى إلى الوراء حيث عمى محمود حسنين كان يجلس جلسته المعهودة و يمسك بطرف رجله بداية الغزل ما سكا بيده الملقط و المنقاد بحركة سريعه يمرره بين العيون الصغيرة التى صنعها بخفة و أنا واقفا مشدوها لما يفعل و هو ينظر لنا تارة و يحاول تفريقنا من جواره تاره أخرى
    دائما تحركى فينا شجون الماضى بلمساتك الفنية

    دمتى سعيدة بقدر السعادة التى تبثيها فينا
    د ربيع

  4. #4

    • م/ إيهاب عبد المؤمن غير متواجد حالياً
    • أبو حازم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,596

    افتراضي

    الراديو ده كان موجود عندنا لآخر الثمانينات كدة

    أنا أفتكرت عم محمد أبوتريكة عاشق الشباك والبلكونات والسطوح

    طلع موضوع جميل يا أم محمد تسلمي
    دعاء تفريج الكرب

    لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم

    لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش
    الكريم

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. عاشق النيل
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-03-2011, 01:44 AM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2011, 01:56 PM
  3. قصة عاشق ولهان
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-10-2009, 01:13 PM
  4. عاشق
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-09-2009, 11:20 PM
  5. إعترافات عاشق
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-09-2009, 10:39 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك