انهارده هقعد معاكم فدوار العمده واتكلم عن مكان وناس فبلدى
حكايه لناس ابسط من كده مفيش
صيادين بلدى
ناس ليهم محبه وتقدير فقلوبنا اوى اوى اوى
هخدكم واروح بيكم لهناك
تعالوا
يالا بينا وهناك كان اول حاجه نسمعها ده

مذياع قديم تتناثر منه حفنة من الأغاني، تؤنس وحدته في منزل ريفي بسيط بعزبة الصيادين بمنطقة البهتيني بمحافظة الإسماعيلية على ضفة قناة السويس، وداخل غرفة ضيقة يجلس الحاج محمد على سريره، وبكوب شاي ثقيل يداعب خيوط عمره الذي تجاوز السبعين.. مئات الأمتار من خيوط البلاستيك المثبتة في رباط بالحائط المقابل مفرودة أمامه، وبملقط لا يتجاوز طوله 15 سم تقريباً ينسج شباك الصيد، مجدداً إيقاع حرفة يدوية عريقة طالما ارتبطت بمجتمع الصيادين والبحر، ولا تزال عنواناً لحياتهم، برغم مزاحمة التقدم الصناعي لها.

يتفاءل الحاج محمد (عاشق الشِّباك) بأغنية شادية الشهيرة «شبك حبيبي. شبك قلبي شبك»، ويقول: لو تصادف وسمعتها بخاصة في الصباح همتي تزداد على العمل، وكذلك أغنية «عدوية» لمحمد رشدي، و«البحر بيضحك ليه» لسيد درويش. يقول الحاج محمد، وهو يشد بسلاسة العشرات من الخيوط: صناعة غزل «شباك» الصيد حرفة يدوية ما زالت تنتشر في مجتمعات الصيادين.

في الماضي كان يتم غزل الخيوط ثم يتم نسجها إلى شباك، ومع تطور الصناعة تغيرت المهنة، وأصبحت تقتصر على النسج فقط بدلا من تصنيع الشباك بالكامل. إلا أن هذا التقدم الصناعي بات وبالا على البحر وأصبحت خيوط الغزل محكمة الصنع قادرة على كنس البحر بما لا يدع مجالا للثروة السمكية أن تنمو.


ويروي عاشق الشباك: قديماً كنا نغزل خيط الشباك بأيدينا.. كانت النساء يقمن بهذه الحرفة فيغزلن خيوط الشباك من القطن، ثم ينسجن الشباك ليقوم الرجال بالصيد بها. لكن مع التقدم والتطور الصناعي ظهرت خيوط الشعر المصنوعة من البلاستيك وخيوط الحرير، وتخصصت مصانع بالإسكندرية في صناعة هذه الخيوط ومع سهولة تداولها وتوفيرها للمجهود انتشرت بين الصيادين واقتصرت الحرفة على نسج الشباك بالخيوط المصنعة بأنواع مختلفة وبطرق متعددة حسب الحاجة المستخدمة لها، حيث تصل تكاليف خامات الشبكة الواحدة تقريباً ما بين 350 إلى 400 جنيه. ويقول: الشباك أنواع وتنسج بطرق مختلفة، كذلك الخيوط المستخدمة لكل نوع تختلف حسب الحاجة المستخدمة لها فهناك شباك «الكركبة»، وهذه الشباك تستخدم لصيد أسماك البلطي والبوري وأنواع السهلية، وتصنع من خيوط الشعر البلاستيك الشفافة وتصل مساحة الشبكة الواحدة لنحو 60 متراً طولا، أما عرضها فيتراوح ما بين المتر و75 سم. ويتم العمل بتثبيت الغزل في حبل من الفلين وبطريقة اللضم واللقط. نصنع عيوناً من الشَّعر ويتم التحكم في وسع العيون وضيقها من مسافات الغزل التي يتم تحديدها تبعاً لاستخدامها. وفي نهاية الغزل يتم تثبيته بحبل من الشعر السميك به كرات من الرصاص الصلب حتى يمكن تثقيل الشبكة.

ويوضح عاشق الشباك: أستخدم الملقط والمنقاد «الإبرة» لغزل خيوط الشباك، فالملقط أصنعه بنفسي وهو عبارة عن خشبة في حجم القلم الرصاص، ويتم شقها من أطرافها ويلف حولها الغزل الذي ألضمه وألقطه لأصنع مربعات من الخيوط منسوجة مع بعضها في شكل هندسي متساوٍ وموحد، ويراعى أثناء الغزل دقة وتساوي المسافات بين عيون الشباك ومقاسات أطوال بدايات ونهايات الشبكة والمثبتة من حبال الفلين والرصاص لضمان ارتخاء الشبكة حتى يسهل للسمكة دخولها بحرية. ويكفي لصنع شبكة واحدة نحو 2 كيلوغرام من خيط الشعر، الذي تتراوح أسعاره ما بين 120 جنيهاً إلى 180 جنيهاً للكيلو حسب جودة الخامة المستخدمة.

أما عن الوقت الذي يستغرقه غزل الشبكة فيقول: تحتاج 3 أيام من العمل المتواصل بداية من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة مساء، لا يقطعها سوى أداء الصلاة في أوقاتها وتناول الطعام. مشيراً إلى أن المجهود المبذول في الصيد من الفجر حتى الليل أقل من المجهود المبذول في صناعة الشبكة الواحدة، فهذه الحرفة تحتاج لدقة شديدة وتركيز تام وتيقظ للذهن حتى لا تفلت العقد من بعضها، مما يؤثر على النظر، أيضاً الجلوس لساعات طويلة لإتمام المهمة بسرعة يتسبب في إصابة الظهر والعمود الفقري بالآلام. ويضيف: غزل ونسج الشباك صناعة صبر، وفن، ومزاج، وأنا أحصل على أجرة يدي فقط المقدرة بنحو 25 جنيهاً في غزل الشبكة الواحدة.. البعض يعتبر ذلك أجراً ضئيلا أمام المجهود المبذول، لكن جميع من يعمل بالحرفة كانوا صيادين وعلى علم تام بحال الصياد، فالكل هنا يقدر حال الآخر خاصة بعد حظر الصيد في قناة السويس في السنوات الأخيرة، ونقص أعداد أسماك بحيرة التمساح وتدهور حالة الصيادين.

وبنبرة غضب يواصل الحاج محمد: هذه الخيوط حديثة الصنع تسببت في تدمير للبحر، حيث قضت على الثروة السمكية بأكملها، فقد صنعت بطريقة لا تسمح معها للسمك، وبخاصة الأسماك الصغيرة «الزريعة»، بالهروب من الشباك، وباتت الشبكة الملقاة «تكنس» ـ على حد تعبيره ـ ما أمامها في البحر. ورغم الكميات التي يتحصل عليها الصياد من ذلك فإن الخسائر مع مرور الوقت أكبر، فنحن كصيادين تعلمنا منذ الصغر أن الرزق مكتوب ولدينا يقين بأن ما يجلبه لنا البحر من خير هو من فضل الله وليس بمهاراتنا أو عملنا.. نحن نسعى ونتوكل، والله يرزق.

ويقول عبده الشوربجي ـ صياد وصانع شباك: هناك نوع آخر من الغزل هو غزل «الهبلة» أو «الشنشيلة»، وهو نوع من الغزل تستخدم فيه خيوط الحرير بدلا من الشعر، وهذه الخيوط سميكة وتصبغ باللون البني حتى تتحمل ملوحة البحر وتقاوم الحجارة المتواجدة في قاع البحر، وتستخدم هذه النوعية في صيد الجمبري والسوبيا. ويراعى في طريقة الغزل أن تكون عيون الشبكة ضيقة حتى يمكن بها صيد الجمبري والسوبيا، وتزود في نهايتها بكيس وتصل تكاليف صناعة هذه الشبكة لنحو 1200 جنيه لارتفاع أسعار خيوط الحرير بالمقارنة بخيوط الشعر المستخدمة في شباك صيد الأسماك. ويوضح الشوربجي: هذه الشبكة تنصب بين عمودين من الخشب حيث يقوم شخصين بجر العامودين ليتمكنا من جرف قاع البحر وبذلك تتم عملية الصيد ويتجمع الصيد في الكيس الذي تفرغ محتوياته وتعاد العملية مرة أخرى.

لكن أسعار الشباك أصبحت غالية وتتلف باستمرار واحتمالية ضياعها في قاع البحر واردة فكثيراً ما نلقي بالشباك وتسقط بعد أن تكون قد تشابكت في الأحجار الموجودة بقاع البحر ويصعب الوصول إليها. ويقول أبو عمر ـ حداد يقوم بصنع رصاص الشبك: نحصل على الرصاص الخام من بائعي الخردة بسعر 5 جنيهات للكيلو، وبعد إعادة تصنيعه نبيعه بسعر 8 جنيهات للكيلو. ويتم تجهيز الرصاص عن طريق صهره حتى يصبح سائلا، ثم يصب في قوالب على أشكال بيضاوية طولية مفتوحة من الجانبين لا يتعدى طول الواحدة منها 3 سم تقريباً وتحتاج الشبكة الواحدة إلى 1050 رصاصة تقريباً. وتقول أم هاشم فكري (ربة منزل)، تعمل في غزل الصِّنار: تعلمت المهنة من زوجي الذي أقعده المرض عن النزول للبحر. تستغرق صناعة الصنارة مع أم هاشم يومين من العمل بمتوسط 10 ساعات في اليوم وتصل أجرتها للصنارة الواحدة 10 جنيهات. مشيرة إلى أن «ضيق ذات اليد لدى الصيادين جعلنا نلتمس لهم الأعذار ولا نطلب أكثر من المتعارف عليه، فنحن هنا جميعاً أهل وجيران نشعر ببعضنا ونراعي ظروف الآخر».

ويروي السيد البدوي ـ 31 عاماً، أنه تعلم حرفة صناعة الصِّنار من والده، واضطرته الظروف المعيشية الصعبة أن يترك دراسته ويعمل ليقف بجوار والده ويتحمل أعباء تكاليف الحياة.

يضيف البدوي: أقوم بصناعة صنار الغزل وهو مختلف عن الصنار المتعارف عليه بين العامة والذي يستخدمه الهواة لصيد الأسماك، فهذا الصنار يلقى في الماء وهو عبارة عن شعر بلاستيك سميك يصل طوله لأكثر من ألف متر ويدلّى به صنار حديدي صغير يوضع به طُعم السمكة.

الموضوع الأصلي: قصة عم محمد عاشق الشباك // الكاتب: أم محمد // المصدر: خير بلدنا الزراعي

كلمات البحث

راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا