+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 19 من 19

الموضوع: دراسة شاملة عن العسل .. وفوائدة .. وخصائصة .. والأمراض التي يعالجها .. او يحمي منها

  1. #11

    • رباب
    • Guest

    افتراضي الاستشفاء بغراء النحل

    الاستشفاء بغراء النحل



    معالجة القروح والجروح والحروق والآفات الجلدية

    في أثناء الحرب العالمية الثانية عالج ل. خاندروس[1]جرحى الحرب بغراء النحل ولقد كان شائعاً استعماله لمعالجة الأثفان حيث تؤخذ قطعة من العكبر تسخن حتى تصبح لينة عجينية القوام حيث تطبق على شكل طبقة رقيقة فوق الثفن ثم تحاط برباط من الشاش حيث يمكن للثفن أن يسقط من جذوره خلال بضعة أيام ويؤكد إيوريش أن غراء النحل طبق بنجاح كبير في معالجة الجروح خلال الحرب الأهلية الروسية إلا أنه لم يمكن حينئذ تعميم استعماله لصعوبة الحصول على كمية كافية من نوعية جيدة لهذه المادة القيمة.

    م.مولنارتوغ[2]عام 1965 حاضر عن التأثير العلاجي لغراء النحل في معالجة عدد من الأمراض الجلدية وحصل على نتائج جيدة عند المصابين بالصدا والتهاب الجلد الشعاعي وقد طبق المحلول الغولي للغراء في غول 85 درجة أو في مرهم على أساس لانوليني. أما غ مخميدياروف[3]فقد عالج بنجاح بمرهم غراء النحل مصابين بأكزيمة مزمنة أو بالتهاب الجلد العصبي والتهابات الجلد المزمنة ب. اتياسوف وزملاؤه[4]طبقوا مرهماً يتكون من الغراء 15% مع زيت نباتي أو أي أساس دهني لمعالجة الحروق وحصلوا على نتائج جيدة وخلاصة رأيهم أن الغراء بتركيبه العجيب يبدي خواص مطهرة ومخدرة لموضع الحرق، وخواص مضادة للجراثيم كما أنه منشط للتكاثر الخلوي البشروي ويسرع تنمي النسيج الحبيبي.

    س. باخوموف[5]أضاف إلى المرهم السابق 0.1% من مادة ستيل بيريديني كلوريد والتي تنشط فعل فراء النحل المضاد للجراثيم ومن فعله المنشط للتنمي الخلوي وأكد أن تطبيق مرهمه الجديد كان رائعاً في معالجة الحروق وهو غير مخرش وتغيير الضماد غير مؤلم وهو يسرع من الشفاء السريري بالالتئام المناسب والقضاء على الانتان المرافق إذ شاهد تراجع النز القيحي بسرعة عند تطبيقه ولم يرله أي اختلاط ثانوي وفي المؤتمر العالمي الذي عقد في يوغسلافيا عن المعالجة بمنتجات النحالة[6]أكد الدكتور فيكس Feiksمن النمس أن استعمال محلول صبغة Tinctureالعكبر يومياً عند المصابين بداء المنطقة Zosterقد أدى إلى اختفاء الآلام عند 80% من المعالجين به.


    غراء النحل في طب الأسنان وأمراض الفم

    من معهد كييف لطب الأسنان أكد ف.رومانوف[7]وزملاؤه أن محلول غراء النحل 2ـ4% يمكن تطبيقه في الممارسة اليومية لطب الأسنان كمادة مخدرة ومسكنة للألم في معالجة المصابين بالتقرحات القلاعية في جوف الفم أما إيوريش[8]يؤكد فائدة المضمضة بمحلول غراء النحل 20نقطة من الخلاصة الغولية 15ـ20% من عكبر عالي الجودة في كأس ماء مغلي ثم يبرد إلى درجة حرارة الغرفة لمدة 1ـ2 شهر لمعالجة التهاب حول السن paradenititisوالتسوس Curies.

    ومن رومانيا حاضر م. غفار[9]الذي عالج 80مريضاً مصابين بقلاع مزمن ناكس بمس الآفة بخلاصة غولية لغراء النحل مرة في كل يوم ويمتنع المريض بعدها عن الطعام لمدة ساعتين فالآلام تزول بسرعة والتئام التقرحات القلاعية يتم خلال 2ـ3 أيام وتشرك هذه المعالجة بالمعالجات العامة وخاصة إعطاء الفيتامينات ب المركبة وحمض الفوليك ويرى المؤلف أن آلية تأثيره متعددة الجوانب فالغراء يشكل طبقة رقيقة على سطح القروح تقي من التاثير المخرش للعوامل الخارجية علاوة على تأثيره المخدر والمضاد للألم ولتشنج الأوعية وعلى ما ثبت حديثاً من تأثير مضاد للفيروس ولآخر موضعي مرهم للنسج.

    وأكد ترويانسكي[10]التأثير المخدر العجيب للعكبر على الأغشية المخاطية والجلد وأن يسرع عملية التجديد الخلوي وقد طبق مزيج محلول العكبر مع عصارة نبات الصبر Alove veraلمعالجة التهاب الفم القلاعية والتقرحية والتحسسية وحصل على نتائج جيدة كما أن هذا المزيج مفيد جداً في تقرحات الأغشية المخاطية الفموية وغيرها التالية للمعالجة الشعاعية.

    أما الدكتور أجارد[11]من الدانيمرك فقد قام بدراسة على 16.000 مريضاً مصابين بالتهاب الحلق فوجد أن العكبر كان فعالاً في 97% من الحالات حيث كان يوصي المرضى بالغرغرة بمحلول العكبر المائي بعد تصفيته 2ـ3 مرات في اليوم كما يسف شرب قليل منه قبل النوم إلا أنه ينبه إلى أن 3 مرضى من أصل 1700 يتحسسون للعكبر.



    غراء النحل في الآفات النسائية

    وإن معهد القرم الطبي طبق إ. بروسيلوفسكي[12]مرهم غراء النحل عند 120 مريضة مصابات بآفات نسائية مختلفة التهاب باطن عنق الرحم، تقرحات عنق الرحم، التهاب المهبل، التهاب عنق الرحم وغيره، وحصل على نتائج جيدة فبعد تنظيف المهبل من مفرزاته بمحلول مطهر تدك فتائل من الشاش مغمسة بمرهم الغراء تنزع بعد 12ساعة وقد شاهد المؤلف تراجع الأعراض الإلتهابية خلال أيام وكان التئام التقرحات كاملاً بعد 10ـ 12يوماً.


    تطبيق غراء النحل بالاستنشاق Lnhalation


    إن تسخين الغراء الهادئ يقوي خواصه المضادة للجراثيم لأن زيوته الإيترية المتحدة عضوياً مع الشمس والراتنج والبلاسم وغبار الطلع تتحرر لتمتلك تأثيراتها الحرة ولهذا السبب يرى ايوريش[13]أن أفضل طريقة للاستفادة من غراء النحل هي استنشاق أبخرته عند ذلك فإن الجواهر الفعالة ـ الفيتونسيدات ـ الموجودة فيه تمتزج مع بخار الماء وتصل بالاستنشاق إلى الحويصلات الرئوية والتي تمتلك خاصية امتصاص عظمى مما يؤدي بتلك الجواهر الفعالة أن تصل إلى الدورة الدموية بسرعة كبيرة، وقد عالج إيوريش المصابين بآفات في الطرق التنفسية والرئتين التهاب الأنف المزمن Rhinitis، الزكام المزمن، التهاب الرغامى Trachetis، التاب القصبات باستنشاق أبخرة الغراء وحصل على نتائج جيدة وطريقة المعالجة بسيطة ويمن تطبيقها في ظروف العيادات الخارجية أو المنزل وتتم بوضع 60غ من غراء النحل مع 40غ من شمع عسل في وعاء من الألمنيوم أو الشينكو بسعة 300ـ400ـمل ويوضع هذا الوعاء في وعاء معدني أكبر حجماً فيه ماء يغلي ففي هذه الشروط تتحرر الجواهر الفعالة الفيتونسيدات الموجودة في الغراء وتتبخر منطلقة مع بخار الماء لتدخل مع هواء الشهيق إلى المجرى التنفسي تكرر العملية مرتين في اليوم وحتى الشفاء هذا ويمكن استعمال جهاز الإرذاذ المتوفر في المشافي.

    إن التأثير الدوائي لغراء النحل بالاستنشاق إنما يعود لتحرر الفيتونسيدات التي يحتوي عليها وعلى المريض عندما يشعر بزوال الرائحة الراتنجية أي يضع خليطاً جديداً من الشمع والغراء ليتابع معالجته به وفي معظم الحالات فإن هذه المعالجة تعتبر ملطفة لا شافية وقد قام الدكتور بونيسكو[14] Paunescuفي وحدة المعالجة الطبية في معهد تربية النحل في موسكو بدراسة على 2437 مريضاً مصابين بالتهابات في الأنف والبلعوم والحنجرة أو في الجيوب وقد أعطى هؤلاء المرضى معالجة موضعية شملت الاستنشاق الأنفي بواسطة جهاز ارذاذ عادي لحبوب Proporhinalالمحضرة من العكبر مع الغرغرة بمحلول زهري خاص وأعطوا داخلاً مزيجاً من العسل والغذاء الملكي وحبوب الطلع والعكبر. وكانت النتائج باهرة في 72% من الحالات ومرضية في 25% ولم تتحسن الحالة عند 3% من المرضى فقط.


    في أمراض العيون


    في عام 1981 قام الدكتور موزهرنكوف[15]بدراسة على تأثير غراء النحل العكبر في أمراض العين وتأكد من أن العكبر يساعد على ترميم النسج وخاصة عند وجود حروق أو أذيات رضية في القرنية وينقل عن أثانوف معالجته لالتهابات القرنية وتقرحاتها وحروق العين الكيميائية والحرارية وذلك بالحقن الموضعي لمحلول العكبر 0.3ـ1% في كيس الملتحمة وأنه يؤدي إلى تخفيف الآلام بسرعة وينقص الدماغ وإلى تماثل المرضى بسرعة إلى الشفاء أو بتقطير محلول العكبر المائي لمعالجة الآفات المذكورة حيث يعطي نتائج جيدة.


    إصابات المفاصل الالتهابية والرضية[16]:


    قام كل من الطبيبيين إيكل Eeklودوراك Doworakبتطبيق مرهم يحتوي على العكبر لمعالجة التهابات المفاصل وحصل على نتائج حسنة في 50% من الحالات أما الدكتور بركيك Berkikوأرلانجيك Arlongicفقد طبقا مرهم العكبر على الإصابات الرضية للمفاصل عند الرياضيين وقد زالت الآلام تماماً خلال ثلاثة أيام عند 75% من الرياضيين وقد زالت الآلام تماماً خلال ثلاثة أيام عند 75% من الرياضيين العالجين وتمكنوا في يومهم الخامس من العودة إلى ممارسة عملهم وتدريباتهم.


    العكبر في معالجة القرحة الهضمية

    أجرى الدكتور غورباتينو[17] Gorbateno1989 دراسة على 126 مريضاً مصابين بقرحة معدية أو اثنى عشرية حيث أعطى المريض ربع كأس من الحليب مضافاً إليه 50ـ60نقطة من محلول العكبر قبل الطعام بساعة ونصف ثلاث مرات يومياً أما مدة المعالجة فهي 21ـ28 يوماً حيث تم الشفاء في 75% من الحالات وقد عاودت الآلام بعد فترة من إيقاف العلاج عند 16% منهم فقط.


    الآفات السلية والعكبر


    اعتماداً على ما ذكر من تأثير غراء النحل على العصيات السلية فقد أجرت كريموفا وزملاؤها دراسة سريرية[18]على 105 مرضى مصابين بالسل الرئوي بإعطائهم غراء النحل وكانت النتائج جيدة بشكل خاص عند إشراك هذه المعالجة مع المعالجات النوعية ويعطي إما ما يسمى زيت البروبوليس الذي يحضر بتسخين 1كغ سمن بقري مع 150غ غراء نحل، ويحرك جيداً أثناء التسخين حتى محصل على كتلة متجانسة ويعطى منها 5ـ10غ قبل الطعام بساعة 3 مرات يومياً أو تعطى خلاصته المائية الغولية بمقدار 20ـ40نقطة مع كأس الحليب يشرب قبل الطعام 3 مرات في اليوم ولم تجد كريموفا أي أذى سمي للعضوية من تناوله علاوة عن أن هذه المعالجة تعدل السموم الناجمة عن الجراثيم كما عالج كل من ب. تيخونوف وف. بالشيكوف[19]:16مريضاً مصابين بالسل الجلدي Lupus vulgarisبمرهم يحتوي على الغراء النحلي وكان التحسن واضحاً عند 10منهم.



    أهمية غراء النحل في الطب البيطري

    إذا كان الطب الشعبي يستعمل غراء النحل في معالجة العديد من أمراض الحيوانات الآهلة، فإن الدراسات الحديثة أثبتت أنه علاج نوعي في كثير من الأمراض وهكذا فإن غابت راحيمانوف[20]عالجت بنجاح بالغ، حيوانات مصابة بداء العصيات النخري Necrobacillusis بمرهم يتكون من بارافين 10غ، زيت عباد الشمس 10غ، زيت البنج 15غ، وفراء النحل 10غ وإلى نفس النتائج توصلت كل من ن. توبوروفا وك. وبورين[21]وأكدتا أن هذا الداء الوبائي يشفى بهذا المرهم حتى بدون إزالة مسبقة للنسج المتنخرة في جلود المواشي المصابة، أو بعد إزالة جزئية بهذه النسج. وأن هذا المرهم يؤهب إلى تنم سوي للجلد.

    وفي المؤتمر العالمي العشرين للنحالة 1965 قدمت أ.ديريفتش وزملاؤه[22]نتائج تجاربهم على الخنازير البحرية وتبين لهم أن مراهم غراء النحل، وخلاصته الغولية، لها أثر جيد في الحروق، فهي تسرع من التئام الجلد وترميمه، ويرون أن زمرة الغلافونوئيدات الموجودة في الغراء والجوهر الفعال فيها الغلانجين Galnginله تأثير حافظ ومجدد للنسيج الضام. ويمكن اعتبارها مادة علاجية ممتازة للحروق.

    وفي معهد قازان البيطري قام ك. أبدولين وزملاؤه[23]بمعالجة الحيوانات الأهلة. والمصابة بداء العصيات النخري، والجروح والقروح الرضية والمتقحية، والأكزيمية والتهابات المهبل والدهليز عند الأبقار، بإعطائها غراء النحل على شكل مرهم، كما أعطوا خلاصاته داخلاً، وحصلوا على نتائج جيدة. حيث ينقى الغراء من شوائبه ويذاب على نار هادئة ضمن وعاء خزفي، وفي وعاء آخر يذاب كمية معادلة من الفازلين أو اللانولين حتى درجة 45درجة، ثم يخلط مع الغراء ويمزجا حتى نحصل على كتلة متجانسة تصفى من خلال شاش نظيف واستعملوا داخلاً مزيجه مع الحليب، حيث يسخن ليتر من الحليب بعد أن يضاف إليه 50ـ400غ غراء على نار هادئه ويحرك بعصا خشبية أو زجاجية لمدة 10 دقائق، ثم يصغي ويعطي للبهيمة المصابة لتشربه.



    وخلاصة القول:

    إن غراء النحل ـ كما رأينا من خلال أبحاث العلماء وتجاربهم ـ منتج قيم للنحل، وإذا كان ما يزال حوله بعض الجدل، فلأنه لم يدرس بشكل كامل وخاصة من ناحية تركيبه الكيمياوي المعقد. ويفترض كل من إبوريش وملادينوف، أن مستحضر الفيتونسيدات هذا سيكون له استطبابات أوسع وسيدخل الخزانة الدوائية المستقبلية من بابها الواسع، وإن دراسات كثيرة تجرى هنا وهناك لمعرفة دقيقة لآلية تأثيره وتحديد مقداره الدوائي والطريقة المثلى لتطبيقه، وحقا ما يقوله عنه البرفسور ف. توكين "إن غراء النحل بدون شك، مركب عجيب لمواد بيولوجية فعالة".



    يتبع

  2. #12

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    غبار الطلع pollen

    وخبز النحل Beebread



    غبار الطلع ليس منتجاً نحلياً في حقيقة الأمر وإنما يجمعه النحل لغذائه وليكون منه ما يسمى "بخبز النحل" ويذكر عادة هنا لأهميته الكبرى في حياة النحل وللدور الهام الذي يلعبه في صحة الإنسان كمادة غذائية وعلاجية قيمة.

    وما حبات الطلع سوى الخلايا المذكرة التي تتكاثر بواسطتها النباتات المزهرة وهي تنشأ في الأكياس الطلعية في أزهار النباتات، وعند تمزق الأكياس الطلعية يتناثر منها غبار الطلع حيث ينقلها الهواء وأجسام الحشرات إلى مياسم المدقات لتقوم بعملية الإلقاح وحتى يتم تشكل الثمر. ويقوم النحل بدور كبير في عملية نقل حبيبات الطلع ولإجراء عملية الإلقاح المتصالب وحبيبات الطلع ما هي إلى هيولى بروتينية مكثفة، يحملها النحل إما بالتصاقها بجسمه المشعر أو في أكياس الطلع التي توجد في ساقيه، ويصل بها إلى خلاياه ليصنع منها :خبزه: وليربي عليها يرقاته.

    ولا شك أن مشهد طريق، مشهد النحلات العاملات في الأيام الصاحية الربيعية وهي عائدة من المرعى إلى الخلية مع حملها الكبير من غبار الطلع والذي يتراوح وزنه من8ـ15ملغ والذي يعادل عشر وزن النحلة العاملة، وهي تطير بمهارة محتفظة بتوازنها رغم ذلك الحمل الثقيل.

    وقد جاء في قاموس اكسفورد عن مادة الطلع Pollenأنها حبيبات دقيقة تنتجها مآبر الأزهار وتشكل العنصر المذكر الذي يقوم بتلقيح مبايض الأزهار وقد استخدمت كلمة الطلع Pollenلأول مرة عام 1751م.

    ويقول الدكتور حسان شمسي باش[24]"وإذا كانت كلمة" غبار الطلع ـ Pollen" لم تستخدم في اللغة اللاتينية حتى عام 1751 حينما وضعها كارل لينيه، عالم النبات السويدي، لأول مرة، فإن كلمة "الطلع" قد وردت في القرآن الكريم قبل ذلك بأكثر من 1400 سنة حين قال تعالى "وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوات دانية ـ الأنعام ـ 99.

    قال الرازي: "أطلعت النخل إذا أخرجت طلعها، وطلعها كيزانها قبل أن تنشق عن الإغريض عنقود النخل فقال: والطلع أول ما يرى من عنق النخل، وأما القنوان فهو جمع قنو، والقنو عنقود النخل"


    مكونات غبار الطلع وخواصه الحيوية:

    إن خبرة قرون طويلة لفيض من الباحثين أكدت أن خلايا النحل لا يمكن أن تقوم بوظائفها ونشاطاتها الحيوية إلا إذا مونت بكفايتها من غبار الطلع وغبار الطلع قبل كل شيء ـ منبع الغذاء البروتيني للخلية، وليس له بديل على الإطلاق فاختصاصي النحل أ. بوتليروف[25]أكد أن البروتين، الضروري لحياة كل عضوية حية، يأخذه النحل من غبار الطلع، وكل حبة منه ـ والتي لا ترى إلا بالمجهر ـ هي تركيز معقد لكثير من مواد غذائية وعلاجية قيمة. فهي تحتوي على مواد آزوتية: الببتونات والغلوبولينات والحموض الأمينية ومواد سكرية، وأخرى دهنية وخمائر ومراد معدنية وفيتامينات ب1، ب2، ب6، ب12، آ، د، و، ك

    فكل حبة من غبار الطلع ـ مخزن صغير ـ لمواد على غاية الأهمية للعضوية وإن "الحمولة: الواحدة للنحلة تعد مئات الألوف من هذه الحبات، بل قد عد بعضهم حتى أربعة ملايين حبة في كل حمولة للنحلة الواحدة تعود بها من المرعى إلى الخلية.

    أما غريغوريان[26]فقد درس المركبات المعدنية لحمولات النحل من غبار طلع الغابات في الولايات المتحدة وأكد احتواءها على الكبريت والألمنيوم والمنغنيز والمغنزيوم والنحاس والموليبديوم والكلس والفضة والزرنيخ والرصاص والسترمنيوم وغيرها. وعندما تعود النحلات بحملها من غبار الطلع، تكدس هذه الأحمال في النخاريب الشمعية، وتقوم نحلات البيت، وبضربات من رأسها، بصفها، وتجميعها، وتقوم بصب كمية من العسل على شكل طبقة تغطي النخاريب بشكل كامل، بحيث تمنع الهواء تماماً عن غبار الطلع المكدس تحتها مما يحفظه ويمنع فساده، وبسبب غنى كل من العسل وغبار الطلع بالخمائر ومع مضي فترة من الزمن على تخزينها بتماس بعضها تجري فيها تغيرات كيميائية هامة وتفاعلات خمائرية عضوية: حيث يتحول جزء من السكر إلى حمض اللبن والذي يعمل بدوره على حفظ بعض مكونات غبار الطلع، والتي يمكن أن تفسد بسرعة بدونه، هذه التحولات تجعل من مزيج العسل وغبار الطلع مكوناً جديداً هو "خبز النحل" الذي يختلف في مكوناته العضوية عن كل من العسل وغبار الطلع.

    ويؤكد البروفسور ن. كولاغين[27]أن غياب غبار الطلع من الخلية يؤدي إلى توقف الملكة عن وضع البيض، كما تتوقف العاملات عن صنع الشمع، وبذا يتوقف بناء الأقراص الشمعية والتي لا بد منها لعمل الخلية: لتربية اليرقات وتخزين العسل وغبار الطلع ولإثبات ذلك قام م. كراسنوبييف[28]بالتجربة التالية: في الخريف، نزع من 10 خلايا نحل، الإطارات الشمعية الحاوية على خبز النحل، ووزعها على 10 خلايا أخرى بواقع إطارين لكل خلية، وفي نيسان من الربيع التالي، تبين أن الخلايا التي تملك خبز النحل كان فيها ما معدله 18480يرقة، وكان إنتاجها من العسل حوالي 68كغ، في حين أن الخلايا التي انتزع منها خبز النحل، لم يعد فيها أكثر من 245 يرقة، وكان مجمل إنتاجها من العسل 26كغ.

    وكل الباحثين مجمعون[29]أن خبز النحل يعتبر بالنسبة للنحل، الطعام البروتيني ـ الفيتاميني الذي لا يعدله أي طعام آخر أ. بوتليروف، ل. بيريبلوفا، خ. أبريكرسف يثبت هذا التجارب التي أجراها مركز النحالة التجريبي في أوكرانيا، فقد تم إعطاء المناحل كمية إضافية من خبز النحل فأدى إلى ارتفاع إنتاجها من اليرقات إلى ما ينوف عن 42 ألف يرقة، ومن الشمع إلى 1239غ، في حين أن نظائرها من الخلايا القريبة أنتجت بحدود 19 ألف يرقة وأنتجت 355غ فقط من الشمع.

    هذا ويختلف غبار الطلع من نبات لآخر من حيث لون حباته وشكلها وحجمها الشكل 3ـ1 حتى أن لطاخة مأخوذة من أي عسل، فإن فحصها تحت المجهر، وتبين ميزات حبات الطلع فيه لتدلنا على المصدر الذي صنع منه النحل ـ العسل. وهكذا فإن حجم حبة الطلع لمختلف أشجار الصفاف والبتولا 7 ميكرون، في حين يبلغ حجمها في أزهار فصيلة القرعيات 150ميكرون كما أن دراسة دقيقة للتركيب الكيمياوي لغبار الطلع تبين أن نسبة محتوياته من البروتينات والدهون والسكريات والفيتامينات والأملاح المعدنية تختلف تماماً من نبات لآخر.

    وحسب معطيات س.ليبديف[30]فإن غبار طلع معظم النباتات يصلح لأن يكون مصدراً للحصول على كميات كبيرة من الكاروتين أكثر بـ 20مرة مما يحتويه الجزر الأحمر، الذي يعتبر المصدر الأول لصناعة هذا الفيتامين ومن المفيد الحصول على الكاروتين من طلع الزنبق الأبيض أو الأكاسيا أو غيرها من الأزهار ـ بسبب عدم الحاجة لإجراء أي طرق معقدة لاستخراجه. ولقد تبين أنه يمكن الحصول على 10غ غبار طلع من كل نبتة زنبق أبيض، تعطي 25ملغ كاروتين، أي أن هكتاراً واحداً من الزنبيق الأبيض يعطي حتى30 كغ غبار الطلع، والتي تحتوي على 100غ كاروتين.

    وفي معهد أبحاث الفيتامينات روسي أثبت ف. دفياتينين[31]أن غبار الطلع غني بالبروتين بشكل خاص وهكذا فإن غبار طلع الحنظة السوداء يحتوي على البروتين بما يعادل 17ملغ في كل 100غ منه كل هذه المعطيات توجب لفت أنظار الباحثين إليه ودراسة تركيبه الحيوي ـ الكيماوي بشكل دقيق لإمكانية الاستفادة منه في صناعة الفيتامينات والغذاء البروتيني.



    الخصائص العلاجية لغبار الطلع وخبز النحل

    إن وجود نسبة عالية من الفيتامينات ـ اللازمة لعضوية الإنسان ـ ضمن مكونات غبار الطلع يجعله في عداد المواد العلاجية الهامة إن الطب الحديث اليوم لم يستعمل غبار الطلع أو خبز النحل، لغاية علاجية على نطاق واسع بعد، إلا أنه دخل، ومنذ سنوات عديدة في الطب الشعبي كمادة دوائية رائجة وتبدي العديد من الخواص العلاجية النافعة، وهذا ما دفع العلماء والباحثين من إجراء دراساتهم حول هذا العقار الطبيعي.

    وهكذا فإن العالم الفرنسي ريمي شوفان[32]أجرى تجارب على الفئران، فأدخل في غذائها مقداراً بسيطاً من غبار الطلع، مما أدى إلى زيادة وزنها وسرعة نموها، كما أصبت أن لغبار الطلع تأثيراً جيداً على عضويتها حتى ولو خلص من فيتاميناته. وأكد أن براز الفئران المطعمة غبار الطلع خال من أي جراثيم مما يوضح وجود مواد مضادة للحيوية ضمن مكونات غبار الطلع، ومواد أخرى تسرع النمو وتحدث فرط سكر الدم عند الفئران، وفي أبحاثه على الإنسان، أكد شوفان أن غبار الطلع ينظم وظيفة الأمعاء عند المصابين بالإمساك المزمن أو الإسهال المزمن والذي لا يعنو للمعالجة بالمضادات الحيوية كما وجد نتائج طيبة لمعالجة المصابين بالتهاب القولون وعند الأطفال يؤدي إضافة غبار الطلع إلى وجباتهم، زيادة عدد الكريات الحمر بسرعة في دمائهم، وإلى زيادة في الوزن وفي القوى عند الناقهين، وإلى تحسن نشاطهم ومزاجهم أيضاً.

    أما ألين كيلاس[33] Caillas.Aفقد أوضح في معلمته الطبية كثيراً من غوامض هذه المادة العجيبة وبين أن غبار الطلع يملك خواص منشطة للعضوية وأكد أنه يحتوي على مواد مضادة للحيوية، أما البحث ليرن[34]فقد عالج بنجاح، حالات مرضية مختلفة عند الأطفال، منها إسهالات مزمنة، والتهاب قولون عصوي، وحالات من فقر الدم، حيث أضاف إلى طعام الفطور مقدار ملعقة شاي من حبيبات الطلع لمدة شهر كامل، حيث أدت إلى ارتفاع عدد الكريات الحمر وخضاب الدم. وقد أكد ر.ليونافيشوس[35]وجود عامل مضاد لفقر الدم في خبز النحل كما أثبت الدكتور[36]داغي روماني أن إطعام الفئران البيض لغبار الطلع يؤدي إلى زيادة واضحة في الهيماتوكريت في دمائها. وتكون الزيادة أوضح عند إطعام الفئران لخبز النحل. كما يزداد عدد الكريات الحمر والبيضاء أما زيادة سكر الدم فلم تلحظ إلا عند إطعامها لخبز النحل، كما أمد التأثير المنشط الحيوي لكلتا المادتين.


    غبار الطلع وأمراض الشيخوخة وسن اليأٍس:

    تؤكد الأبحاث الطبيبة الحديثة[37]أن غبار الطلع منشط حيوي جيد له فائدة كبيرة في معالجة الوهن الشيخي المبكر، ويفترض الأكاديمي ستسين أن الخواص المجددة للحيوية والنشاط التي يمتلكها العسل إنما ترجع إلى ما يحتوي عليه من غبار الطلع وقد أجرى جاك دوبريساي[38] Du Brisay دراسة على مجموعة من الشيوخ بعمر متوسط 70سنة مصابين بالإجهاد الجسدي والعقلي وفقدان الشهية أعطيت مستحضراً لغبار الطلع هو الأنبلاميل Anplamil، وقارن تأثيراته مع مجموعة أخرى أعطيت علاجاً وهمياً Placebo، فكان التحسن واضحاً عند 80% من أفراد المجموعة الأولى، وفي حين لم يجد أي تحسن في مجموعة المقارنة.

    وأكد الدكتور تيكانيك[39] Tekaveic فائدة المستحضر PLD Melbrosiaالمحضر من حبيبات الطلع لمعالجة العوارض المزعجة التي تصاحب سن اليأس انقطاع الدورة الطمثية عند النساء بين الـ 45ـ 55 من عمرهم كما أكد البروفسور أوسماناجيك من جامعة سيراجيفو هذه النتائج في دراسة مماثلة حيث سجل تحسناً ملحوظاً عند 90% من المعالجات بغبار الطلع.

    وفي المؤتمر العالمي العشرين للمحالة أعلن ألين كيلاس[40]عن نجاح معالجته لالتهاب الموثة المزمن بغبار الطلع حيث استخدم مستحضراً سويسرياً من غبار الطلع هو السيرنيلتون، والذي يوصف لمعالجة التهابات الموثة وللوقاية من أورامها عدا الخبيثة منه عند الشيوخ، وينصح كيلاس جميع الرجال ممن تجاوزوا الخامسة والأربعين من عمرهم بتناول 15غ من حبوب الطلع يومياً للوقاية من أورام الموثة Adenomasوالتهاباتها Prostatitisويصف أ.بانكوفيتش يوغسلافي [41]غبار الطلع لغاية علاجية وتغذوية ويؤكد فائدته للمصابين بالوهن العام والتهابات الموثة البروستات ويعالج فاقات الدم. وفي المشفى الجامعي في السويد فإن أوبمارك[42] E.Upmarkوجونسون G.Jonsonأثبتا فائدة غبار الطلع الجمة في معالجة التهاب الموثة المزمن.


    غبار الطلع والجنس:

    عالج البرفسور أوسماناجيك[43] أربعين رجلاً مصابين بالعنانة وذلك بإعطائهم مستحضر Melbrosia Executiveوهو مزيج من حبوب الطلع والغذاء الملكي وبعد شهر واحد بدأ تحسن القدرة الجنسية عند 57.5% منهم وتبين له فائدة هذا المستحضر في تحسن الحالة العامة للجسم وإلى زيادة النشاط الجنسي وتحسن إنتاج الحيوانات المنوية.



    غبار الطلع والتهاب الأنف التحسسي وأمراض الأشعة

    وجد كل من ليمسكن Limskenوجورد Jord[44]أن كثيراً من حبوب الطلع المتناولة عن طريق الفم تصل إلى الدم، ويعتقد البعض أن إعطاء غبار الطلع عن طريق الفم لعدة أشهر قبل حدوث فصل "حمى القش" قد يؤدي إلى تخفيف أعراض المرض. ويعزو ذلك إلى فاعلية الطلع في الإزالة التدريجية للتحسس. أما الدكتور وان[45]فقد أجرى دراسة عن 70طفلاً مصابين بالتهاب الأنف التحسسي حمى القش في جامعة هيدلبرغ، بإعطائهم محلولاً يحتوي على غبار الطلع يومياً خلال الصيف و3مرات في الأسبوع خلال الشتاء وأكد أن الأعراض التحسسية قد انخفضت عند 83% من المعالجين إذا تناقصت نسبة الالتهاب في الملتحمة والدماغ ونوبات سيلان الأنف إلى درجة ملحوظة وأكد أن حبيبات الطلع لا تتأثر بعصارة الأمعاء وإنما تمتص إلى الدم لنقوم بعملها في إزالة التحسس.

    كما عالج أوسماناجيك[46]بنجاح العوارض الناجمة عن المعالجات الشعاعية بإعطاء غبار الطلع حيث كان التحسن واضحاً في إزالة هذه العوارض وتحسين وظيفة الكبد. وحصل على نتائج ممتازة بإشراك غبار الطلع مع الغذاء الملكي.

    استخدام حبوب الطلع في الأمراض الجلدية:

    أعلنت ت.فينوغرادوف[47]عن نجاح تطبيقها لرهيمات غبار الطلع في الأمراض الجلدية. إذ حضرت خلاصة من غبار الطلع تحتفظ بفيتاميناته ودهونه ومواده الملونة وعناصر مجهرية، صنعت منها رهيمات Creams أبدت تأثيراً مغذياً للبشرة ومنشطاً لعملية التجدد الخلوي Regeneratinوأكدت دراسة من معهد الطب الثاني موسكو [48]نجاح معالجة الأمراض الجلدية والقروح المختلفة برهيمات غبار الطلع كما أن العلماء الفرنسيين شوفان، كيلاس أدخلوا غبار الطلع في العلاجات التجميلية.



    استطبابات أخرى لغبار الطلع

    ولقد أجرى إيوريش[49]تحريات تحريات سريرية لدراسة الخواص العلاجية لغبار الطلع فتأكد من نجاحه في معالجة فرط التوتر الشرياني ويمكن أن يكون مفيداً في معالجة العديد من الأمراض العصبية والغذية وأن النتائج المثلى تكون بمشاركته مع العسل بنسبة 1: 1 أو 2: 1 وإن تناول 5غ من غبار الطلع ممزوجة مع 5ـ10غ عسل ويحل المزيج في كأس ماء معدني وتشرب 1ـ 2 مرة في اليوم هو مقدار كاف ونتائجه تفوق ما نحصل عليه من تناول غبار الطلع لوحده.

    وفي سويسر[50]يحضرون من غبار الطلع عقاراً هو Karniginيوصف في معالجة أمراض مختلفة منها التهاب الدماغ والتهاب القصبات والتصلب الشرياني ويرى العالم س.تونزلي[51]أن غبار الطلع سيحتل مكاناً مرموقاً في تغذية كل من الإنسان والحيوان، حيث أكدت التجارب أن إضافة غبار الطلع إلى طعام الحيوانات الآهلة يزيد في نموها ووزنها بالمقارنة مع مجموعة الشاهد وفي بريطانيا اليوم عدداً من المستحضرات الدوائية يدخل في تركيبها غبار الطلع تستعمل في معالجة النقرس. إلا أن "مورو" يحذر من استعماله المديد لإمكانية إحداثه نزوف متنوعة.

    ومن رومانيا أكد م.جالومسيانو[52]وزملاؤه 1965 أن إعطاء 25ملغ من غبار الطلع يومياً ممزوجة مع مثيلها من العسل لا تؤدي إلى ظهور أي تفاعل تحسسي وهي فعالة جداً لمعالجة آفات الكبد.

    وخلاصة القول فإن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أن لغبار الطلع خواص علاجية مؤكدة وناجعة لمعالجة فقر الدم الخبيث فهي تزيد محتوى الدم من الخضاب وتزيد عدد كريات الدم الحمراء ولها فعل ناظم للوظيفة المعوية وخاصة عند المصابين بالإمساك المزمن، والتهاب القولون، تحسن الشهية والقابلية للعمل وتخفض الضغط الدموي كما أثبتت فاعليتها في معالجة التهاب الموثة وللوقاية من أورامها عند الشيوخ ولها فائدتها في معالجة العصابات المختلفة واضطرابات مختلفة واضطرابات الغدد الصماوية والتهاب الدماغ كما دخلت في تركيب الرهيمات في العلاج التجميلي ولمعالجة العديد من الآفات الجلدية.




    يتبع

  3. #13

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    غبار الطلع: وسائل جمعه، حفظه وطرق تناوله

    كيفية الحصول على غبار الطلع وطرق جمعه






    لا شك أن المستقبل القريب يبشر بتوسع كبير في استعمالات غبار الطلع العلاجية والغذائية والوقائية وسيتمكن العلماء ومعامل الأدوية من صنع العديد من المستحضرات الدوائية العالية الفعالية من هذه المادة القيمة، علاوة على إمكانية تحضير منتجات فيتامينية غذائية ممتازة. كل هذا يتطلب قبل كل شيء تطوير طريقة تسمح بالحصول على كميات وافرة من هذه المادة تكفي متطلبات البحث العلمي والتصنيع الدوائي والغذائي.

    إن كميتات غبار الطلع التي يصنعها النبات هائلة جداً إ.جيرمن [1]. إن زهرة تفاح واحدة تنتج 100ألف من حبيبات الطلع، أما زهرة عود الصليب فتنتج 3.5مليون من هذه الحبيبات أزهار الجوز أو البندق ـ4ملايين، البتولا ـ6ملايين البلوط والدردار ـ وغيرها من الأشجار دائمة الخضرة كالشوح والصنوبر، تنتج بشكل خاص كميات هائلة من غبار الطلع ومعظم هذه الكيمات تتساقط على التربة وتفنى هناك، أو أنه يتناثر صعداً في أجواء الأرض ممتداً إلى علو 4500 من الأمتار.

    نعم! إن عنقود من أزهار الذرة يقذف بأكثر من 20 مليون طلع، في حين أنه يكفي منها لإلقاحه حوالي 800ـ1000حبة طلع كحد أقصى وهذا يعني أن حبوب الطلع في الطبيعة أكبر بحوالي مليون مرة مما يحتاجه النبات لإلقاح ثمره وفي دراسة إحصائية في الاتحاد السوفياتي سابق تبين أن النحل ولموسم واحد يستهلك وضمن أراضيه الشاسعة حينذاك ما يقرب من 200ألف طن من غبار الطلع وهذا يعني أن مئات الألوف من الأطنان من هذا المنتج القيم، تتلف في أجواء الغابات والحقول دون أن يتمكن البشر من الحصول على أي فائدة منها.

    ومنذ عام 1940 صمم ف. زوبريتسكي[2]جهازاً صغيراً يوضع في مدخل الخلية، ويجبر النحل على المرور من ثقبة في مركزه، بحيث يستطيع الجهاز امتصاص معظم غبار الطلع من النحلة الحاملة له أثناء مرورها فيه وقد تمكن بعض النحالة من الحصول بهذه الطريقة عند وضع الجهاز في مدخل خلية نحل نشطة على 100ـ200غ من حبيبات الطلع في اليوم أي ما يقرب من 10ـ20كغ في الموسم الجيد المرعى. إلا أن هذا الجهاز لم ينتشر استعماله على نطاق واسع، لأن تخليص النحل من معظم أحماله من غبار الطلع الذي يجمعه لغذائه يخفض إلى حد كبير من إنتاج العسل علاوة على ذلك فإن جني كميات كبيرة من غبار الطلع تكفي حاجة مصانع الفيتامينات والأدوية والمؤسسات الطبية، بهذه الطريقة غير ممكن، وأخيراً فإن النحل يجمع غبار الطع من مصادر متنوعة، وعلى هذه فغبار الطع الذي يجمعه هذا الجهاز من النحل هو أيضاً غير متجانس، وليس غبار طلع لنوع نباتي محدد. ومن المعلوم أنه من أجل أعمال البحث العلمي، ولتحضير أدوية للمارسة الطبية، تحتاج إلى غبار طلع متجانس، ذو مصدر نباتي محدد. ذلك أن التركيب الكيمياوي لحبيبات الطلع المستحصل عليه من مصادر متنوعة ليس واحداً، وبالتالي تختلف خواصه العلاجية أيضاً.

    ويقترح البروفسور ن.إيوريش[3]جهازاً صممه لجمع غبار الطلع من أزهار النباتات يتكون من عدد من العصي الخشبية بطول عدة أمتار في نهايتها العلوية ما يشبه المقص، يمكن أن يحرك ويستعمله حامل الجهاز بحركة مقود خاص في الطرف السفلي للجهاز, وهكذا يمكن أن تستر الأرض تحت الشجرة بقماش عريض ثم تقص الأزهار بذلك الجهاز وتجمع وتجفف خلال 3أيام حيث يتساقط غبار الطلع منها، ثم يجمع. وجهاز أيوريش يسمح ـ يدوياً ـ بجمع كميات كبيرة من غبار الطلع وحيد النبات. وهناك أجهزة أخرى صممت لهذه الغاية سلوسار، مانجوس، وغيرهم لكل منها حسناته وسيئاته، وكلها لا تخلوا من أذى يلحق الأشجار. والأمل معقود في السنوات القريبة القادمة تصميم أجهزة متطورة لإمكانية جمع كميات أعظم من هذه المادة القيمة يكون في أسها، وأول أهدافها الحفاظ على سلامة النباتات والأشجار.

    طرائق حفظ غبار الطلع[4]:

    إن المواد العضوية بما فيها غبار الطلع، مواد غير ثابتة. وإن ما فيها من رطوبة تعطي الظروف المناسبة لنمو العفن والخمائر، والتي تخرب العناصر المكونة لها، مما يجعلها غير صالحة للاستعمال… وإن الفاعلية البيولوجية لغبار الطلع تتراجع بنسبة 65% بعد خمس ساعات من قطافه إذا لم يحفظ ضمن الخلية أو خارجها ويرى هيغل، أنه مهما كانت طريقة حفظ غبار الطلع، فإنه يفقد فاعليته تماماً سواء من الناحية الدوائية أو الغذائية بعد مرور سنتين من قطافه، وهناك طريقتان لحفظ غبار الطلع:

    آـ تجفيفه ثم حفظه بدرجة الصفر: ويتم تجفيفه بنشره بشكل طبقة رقيقة على ورق نظيف، حيث يترك حتى يجف في غرفة مهواة مظلمة، ثم يوضع في آنية زجاجية غامقة اللون، ويغلق جيداً ويوضع في الثلاجة بدرجة دون الصفر.

    ب ـ مزجه مع العسل: وهي الطريقة الأفضل لحفظه، فغبار الطلع المجني يمزج مع العسل بنسبة 1: 1 أو 2: 1 يوضع في آنية زجاجية، يغلق جيداً ويغطى بورق غامق، وينصح هنا بمزجه بعسل متجمد مبللر، أما المائع فلا يناسب هذه الغاية لأن غبار لطلع أقل كثافة من العسل فيطفو على سطحه.

    طرق تناول غبار الطلع:

    إن غبار الطلع يبدي تأثيراً علاجياً جيداً عند تناوله داخلاً عن طريق الفم على شكل مضغوطات أو خلاصات أو يؤخذ بشكله الطبيعي كما يمكن تطبيقه خارجياً على شكل مراهم أو رهيمات Creams.

    وينصح ألين كيلاس[5]بالوصفة التالية: 180غ عسل، يحل في 800غ ماء ثم يضاف إليه أثناء التحريك وبالتدريج 50غ غبار طلع طازج تحفظ في الثلاجة ويؤخذ منها مقدار نصف كأس قبل تناول الطعام ويجب أن تخض الزجاجة قبل كل استعمال أما ملادينوف[6] فينصح بالوصفات التالية:

    50غ عسل + 10غ غبار الطلع + 100غ حليب طازج تمزج جيداً بتحريكها فترة من الزمن حتى تحصل على مزيج متجانس تحفظ في إناء زجاجي معتم وتوضع في مكان بارد، ويؤخذ منها مقدار ملعقة شاي قبل كل الطعام 3مرات يومياً.

    50غ غبار طلع + 250غ عسلاً وإذا كان مبللراً يذاب بتعريضه لحمام بخاري هذا المزيج يبقى فعالاً رغم إمكانية حدوث تفاعلات خمائرية فيه ويؤخذ منها مقدار ملعقة شاي قبل الطعام بنصف ساعة 3مرات يومياً.

    10غ غبار طلع + 1غ غذاء ملكي + 250غ عسل مبللر تمزج جيداً وتحفظ في إناء زجاجي عاتم، يغلق جيداً ويحفظ في مكان بادر، ويؤخذ منها مقدار ملعقة شاي قبل الطعام 2ـ3 مرات اليوم كما يمكن تناول غبار الطلع بشكله الطبيعي لوحده بمقدار 1ـ2 ملعقة شاي قبل الطعام 3مرات في اليوم.



    شمع العسل Beewax

    إن الرائحة الرائعة لشمع العسل لفتت الأنظار إليه منذ القرون الغابرة ففي مصر القديمة استخدمه الفراعنة في القرابين وفي روما القديمة كانوا يحرقون شموع العسل في الاحتفالات لإضاءة الكنائس أثناء الاحتفالات الدينية ومن الناحية الاقتصادية يعتبر الشمع المنتج الثاني لخلايا النحل[7]والذي يلي العسل في أهميته فهو يدر أرباحاً كبيرة على النحالة إذ يعاد صنعه ويعاد إلى الخلايا كأقراص شمعية صنعية لتوفر الجهد الذي تبذله العاملات والعسل الذي تتناوله حتى تنتج أقراصاً شمعية جديدة، عدا عما يقدمه من منافع في صناعات كثيرة طبية ومنزلية.

    يفرز الشمع من قبل النحلات العاملات بواسطة ثماني غدد شمعية تصطف إلى جانب الخط المتوسط للحلقات البطنية الأربعة ما قبل الأخيرة، إذ نشاهد فتحتين في كل حلقة تتصل كل منها بغدد مفرزة للشمع والتي تفرز مادة سائلة تتجمد فور خروجها من مجل الغدة بتماسها مع الهواء الخارجي، ثم تجذبه النحلة بفكوكها لتبدأ ببناء الأقراص الشمعية وقد ذكرنا ذلك مفصلاً في مبحث "أسراء مملكة النحل".



    خواص شمع العسل ومكوناته




    بعد أن يتم استخلاص العسل من الإطارات الشمعية، نوضع أقراص الشمع الفارغة في ماء مغلي حيث يذوب الشمع، ويطفو على السطح، ويجمد حين يبرد. وهو مادة صلبة. فيها ليونة، ذات قوام حبيبي ولون أصفر فاتح إلى اصفر غامق حسب نوع غبار الطلع والراتنجات التي يجلبها النحل من مراعيه وما تحمله من أصباغ وملونات طبيعية هذا ويجب أن يحفظ بشكله الجاف بعيداً عن المواد ذات الرائحة كالبنزين وغيرها.

    وشمع العسل[8]مزيج لمواد متباينة تختلف كميتها تبعاً لمرعى النحل وكلها مواد كيماوية معقدة التركيب ونجهل حتى اليوم حقائق كثيرة عن بنيتها الكيماوية ويمكن أن تصنف مكوناته ضمن 15 مادة ذات وحدة كيماوية مستقلة منها إيترات معقدة لحموض دهنية 70.47 ـ 74.9% وحموض حرة 13.5 ـ 15% منها حمض السيروتين، ونبوسيروتين، والميلسين والمونتاتين، وماءات فحم أي سكريات مركبة 12.5 ـ 15.5% منها البنتاكوزان والهبتاكوزان وهنتر ياكونتات وغيرها، كما يحتوي على مواد ملونة وعطرية تأتيه من النباتات المختلفة وتعطيه لونه ورائحته وفيه مواد معدنية مختلفة كما أن الشمع غني جداً بالفيتامين آ 4000وحدة في كل 100غ.

    ومن وجهة النظر الكيماوية[9]فهو قريب من الشحوم الحيوانية والنباتية وكلاهما يعتبر مركبات لتفاعل على الأغوال مع الحموض العضوية حيث نشكل ما يسمى بـ "الأسترات" والفرق بينهما أن الشحوم الحيوانية والنباتية استرات لغول الغليسيرين الثلاثي أما الشمع فهو استر لحموض وحيدة الغول وشمع العسل غير ذواب في الماء لكنه ينحل في الغول بصعوبة بدرجة حرارة الغرفة ويذوب بشكل كامل مع الغزل إذا سخن بهدوء كما ينحل في الإيتر والكلوروفورم والبنزين والبنزول.



    الفوائد الطبية لشمع العسل

    يملك شمع العسل خواص حافظة، لذا فقد استعمل قديماً لحفظ جثث الموتى يؤكد هذا القطع التشريحية المحفوظة في متحف الشمع التابع لأكاديمية العلوم الروسية[10]والتي استحضرها بطرس الأكبر من عالم التشريح الهولندي رويش حيث أن الأوعية الدموية والأنسجة في هذه القطع التشريحية قد ملئت بشمع العسل الملون لتتم دراستها بوضوح، ومن ثم ليتم حفظها من التفسخ والبلى.

    ولقد عرفت لشمع العسل، ومنذ القديم، خواص طبية علاجية مهمة، وكان ابو قراط ينصح المصابين بالتهاب اللوزتين بوضع طبقة من شمع العسل على الرقبة أو الرأس كما كان يصف لصوقات Plastersشمع العسل على نطاق واسع وفي قانون الطب لابن سينا عدد غير قليل من الوصفات الطريفة التي يدخل شمع العسل في أس تركيبها وبصرف النظر عن كون هذه الوصفات قد كتبت منذ أكثر من ألف عام لكنها لم تفقد أهميتها العلاجية وحتى يومنا هذا وتشير المخطوطات الروسية القديمة أيضاً إلى فائدة شمع العسل في معالجة القروح الجلدية.

    وفي الطب الشعبي يطبق شمع العسل لمعالجة العديد من الأمراض الجلدية وخاصة في معالجة الذأب الدرني سل الجلد ويلفت النظر هنا ما نشره الدكتور د.ر. رابوبورت[11]من معهد بيلاروسيا للأمراض الجلدية فهو يرى أن المعالجات الموضعية المعروفة للذأب لها مساوئها فهو مؤلمة ونتائجها التجميلية غير مرضية في حين أن المرهم المحضر من شمع العسل والزبدة يعطي نتائج جيدة في معالجة هذا المرض من غير أن تكون له أي عوارض مؤذية.

    وشمع العسل يحتل مكاناً مرموقاً في المعالجات الطبية المعاصرة ففي الدستور الرسمي للأدوية الذي أصدره المجلس الصحي الأعلى في الاتحاد السوفياتي وصفات من لصوقات ومراهم ورهميات Creams تحضر من شمع العسل[12]… كما أنه يستعمل على نطاق واسع في الوصفات والمستحضرات التجميلية، وهكذا فإن أطنان الشمع تستهلك في تحضير العديد من المراهم التجميلية وأحمر الشفاء وسواها، وقد أكد البروفسور كارتاميشف[13]أن شمع العسل يمتص بشكل جيد من الجلد حيث يعطيه رونقاً ونعومة والمنظر النضر الجميل. يعود هذا على الأغلب لغنى شمع العسل بالفيتامين أ.

    ونجد أن شمع العسل يدخل في تركيب الرهيمات والمراهم والأقنعة التجميلية المرطبة والمغذية والمنظفة للبشرة، ويعتبر أساساً ممتازاً لتحضير العديد من الرهيمات الجلدية، ونورد فيما يلي تراكيب عدد من تلك المستحضرات[14]:

    1ـ الرهيم الملطف والمغذي للجلد:

    شمع العسل: 6غ حمض البوريك: 0.5غ

    زيت اللوز المر: 27.5غ ماء معقم: 16غ

    2ـ وهذه وصفة لرهيم ممتاز مغذ للبشرة:

    شمع العسل: 3غ سبرماسيد عنبر: 6غ

    زيت اللوز المر: 24غ غليسرين: 4غ

    3ـ وهذه وصفة لمحلول مجفف للبشرة الدهنية:

    شمع العسل5غ، غول نشادري 5مل، وماء 7.5مل

    4ـ وإليكم تركيب قناع مجفف للبشرة يحفظ الجلد ويمتص رطوبته الزائدة:

    شمع العسل 10غ، زيت اللوز المر10غ، لانولين 10غ، فازلين 50غ، كبريتات الزنك الحامضة 0.5، أزوتات البزموت الحامضة: 1غ، أوكسيد الزنك 8غ.
    5ـ ويتركب القناع المغذي للبشرة من: شمع العسل 5غ، عسل 70غ، مع عصير بصلة زنبق أبيض واحدة، وينصح ل. أبينيس بالوصفة التالية لرهيم ضد التجاعيد: شمع العسل 30غ، عسل 30غ، عصير البصل العادي 30غ عصير أزهار الزنبق الأبيض 30غ. تمزج كل هذه المكونات ضمن إناء من الغضار المشوي أو الصيني أو الخزف ويسخن على نار هادئة حتى يتم ذوبان الشمع ويتم تحريكه أثناء ذلك بعصا خشبية أو زجاجية لتمتزج مكوناته بشكل متجانس ثم يترك حتى يبرد يغسل الوجه بماء ساخن وتطبق كمية وافرة من الرهيم على الوجه تبقى لمدة 25ـ30دقيقة ثم يزال بقطعة من القطن، ويرش على الوجه قليل من بودرة الطلق Talc.

    وينصح جارفيس[15]بمضغ شمع العسل مع العسل كمادة مطهرة للبلعوم الأنفي وكعلاج أمثل في التهاب الجيوب واحتفانات البلعوم النزلية، حيث يوصى المريض بمضغ لقمة كبيرة من العسل مع شمعه عسل بشهده على مدة 15دقيقة وذلك كل ساعتين طيلة النهار وفي الولايات المتحدة الأمريكية[16]تستعمل "العلكة" على نطاق واسع في الأوساط الشعبية حيث يوصف لها منافع عدة: فهي تنشط إفراز اللعاب والعصارة المعدية، وتنظف الأسنان آلياً من القلح ومن طلاوة التدخين، ويرى إيوريش أن: "العلكة" المحضرة من شمع العسل أكثر فائدة من "العلكة العادية" فشمع العسل له رائحة عطرية مشهية وله فوائد عدة، علاوة إلى أنه ليس لاستعماله أي ضرر.

    وينصح إيوريش[17]معامل الأغذية بتحضير "سكاكر أو كاراميلا" بحيث تصنع من كتلة مجوفة من شمع العسل يملآ التجويف بكمية من العسل مضافاً إليه بعض الفيتامينات ج، روتين، ب1، ب2 والتي يمكن أن يستفيد منها عامة الناس للغايات نفسها التي ينصح بها جارفيس، علاوة على كونها مغذية ومفيدة: فهي تحض على إفراز اللعاب، وتحسن العمل الوظيفي للمعدة، الحركي والإفرازي، تحسن الاستقلاب ولها تأثير حسن على الدورة الدموية والقدرة العضلية، علاوة على دور الشمع في تنظيف الأسنان والفم والوقاية من القلح، كما يمكن أن نساعد المدخنين، إذا رغبوا، في الإقلاع عن هذه العادة السيئة.




    المجالات الواسعة لاستعمال شمع العسل


    شمع العسل وبناء الحضارة الإنسانية:


    منذ العصور الغابرة وامتداداً إلى القرون الوسطى، استخدمت لكتابة الرسائل ألواح خشبية مسطحة، مغطاة بطبقة رقيقة في أحد وجوهها بشمع العسل، ويكتب عليها باداة هي عبارة عن عصارة حديدية، أحد أطرافها حاد من أجل الكتابة به والطرف الأخر مدبب لتسوية الشمع ومحو الحروف عند رغبة الكاتب بإزالتها ويتحدث "بليني" الكبير عن صحائف من القماش، غطيت بالشمع، واستعملت كالورق للكتابة عليها كما ذكر ذلك هو ميروس وغيره[18]. ومنذ أربعة قرون أعطى "أرسطوفان" وصفاً دقيقاً لهذه المادة القيمة والنافعة فقد كتب أن شمع العسل يصلح لغايات عدة: فهو يقي سطح المواد المعدنية ويحفظها من التآكل إذا طليت به، ويصنع منه المجسمات النماذج والألعاب الشمعية وغيرها.

    وعلى مسيرة قرون طويلة استخدم الرسامون بنجاح، الدهانات أو الألوان الشمعية في رسومهم[19]، وقد كان ملاحظاً رواؤها ومتانتها، فقد كشفت الحفريات القديمة التي أجريت في مدينة بومباي عام 1707م رسوماً في الحائط استخدمت فيها "دهانات شمع العسل" في منازل الطبقة الراقية في الهند ومع أن هذه الرسوم غطيت بالرماد منذ عام 79 بعد الميلاد وظلت مطمورة تحت التراب ما يقرب من 18 قرناً ـ إلا أن جمال ألوانها وبريقها لم يخب.

    وفي عصرنا هذا، وحين حلت الطرق الحديثة مكان الطلاء بالألوان، فما زال شمع العسل عنصراً أساسياً في ألوان الزيت الرسوم الزيتية ويستعمل شمع العسل أيضاً في أعمال النحت ففي روسيا القيصرية صنعت التماثيل من الشمع منذ القرن الثامن عشر[20]إذ من المعروف أن القيصر بطرس الأكبر كان قد استدعى إلى عاصمته "بطرسبرغ" النحات الشهير "ف.راستريلي" وطلب منه إعداد عدد من الأعمال الفنية كان معظمها من شمع العسل وقد صنع عام 1719 مجسماً لرأس بطرس الأول نفسه والذي ما يزال محفوظاً برونقه وجماله حتى يومنا هذا ضمن معروضات المتحف الفني لأكاديمية العلوم الروسية وفي عام 1729 صنع تمثالاً نصفياً لـ: منشيكوف من شمع العسل أيضاً.

    ولشمع العسل: أهمية كبيرة أيضاً في صنع المجسمات الطبية[21]والتي تلعب دوراً هاماً في العملية التعليمية في معاهد الطب فهي تعطي الطالب إمكانية مشاهدة أمراض منقولة إليه في المجسمات يندر مشاهدتها في حياته أثناء الدراسة وخاصة، منظور بعض الأمراض الجلدية النادرة وقد برع في هذا المنحى فنانون كبار منهم: فيفيسكي، وإساكافوا، وبورودرونسكايا، ولعل أعظمهم فنا ف.سوكولوف.



    شمع العسل والصناعات الحديثة[22]

    لشمع العسل أهمية كبيرة في العديد من الصناعات المنزلية والإلكترونية فهناك أكثر من 40 صناعة متطورة تحتاج إلى شمع العسل فقوالب الشمع تستخدم في أعمال السباكة على نطاق واسع وله مجاله الهام في التقنيات الكهربائية والهاتف واللاسليكي وفي صناعة النسيج والجلديات وصناعة العطور والأدوية والأغذية ومستحضرات التجميل، وفي صناعة الورق والصناعات الكيماوية وغيرها.

    وحديثاً استطاع ن. ياكوباشفيلي اكتشاف طريقة للحصول على خلاصة من شمع العسل بمعاملته مع إيتربترولي وما هذا الخلاصة سوى مادة عطرية تعتبر محصولاً قيماً وهاماً جداً في صناعة العطورات ويمكن استخدامها في تحضير روائح ذات نوعية عالية الجودة، والعطور المستخرجة من شمع العسل من نوعية، وإن كانت لا تقل جودة عهن الزيوت العطرية للورد والياسمين إلا أنها أقل كلفة بكثير منها وإن الطن الواحد من شمع العسل يمكن ان يعطينا أكثر من 5كغ من الزيت العطري العالي الجودة في جين لا يفقد ما تبقى من الشمع بعد تخليصه من الزيت العطري ذاك، إمكانية استخداماته في صناعات أخرى كثيرة.


    يتبع

  4. #14

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    العسل وتسوس الأسنان



    العسل للوقاية من نخر الأسنان[1]

    تؤيد أبحاث الفيزيولوجي الكندي ف.بانتنغ [2]التأثير السيئ للسكر العادي على الأسنان، وأن تزايد النخور السنية في العالم بشكل مريع يتبع زيادة مقدار السكاكر في القوام الغذائي، ويشير ماكليدون [3]إلى أن الشاي يحوي على الفلور بكمية كافية للوقاية من نخر الأسنان، غير أن اعتياد الناس شرب الشاي مع السكر وهي مادة تسرع في النخر يفقد الشاي تلك الخاصية الهامة، ولذا يوصي ماكليدون بشرب الشاي دون سكر، أو أن يحلى بالعسل؛ لاحتوائه على الفلور أيضاً.

    وقد نشر كل من جيمس غاريس ولطفي السامري [4]نتيجة دراستهم لوثيقة فرعونية وجدت في أحد الأهرامات أن الفراعنة عرفوا تقنية عالية في المداواة السنية وكانوا يستعملون من أجل تقوية الأسنان خليطة تحتوي على العسل والكلس وخلاصة نبات الشيح. فالعسل يقي من النخر ويطهر جوف الفم.





    وقد قام ل. فوج L. Waugh [5] ومساعدوه بدراسة على قبائل الأسكيمو الأكثر بدائية والتي لم تصل إلا نادراً بالرجل الأبيض ولم تعرف سكاكره المصنعة السكر الأبيض وقد أكدت هذه الدراسة إلى أن هؤلاء الأسكيمو الذين بقوا على طعامهم البدائي الذي لا يحوي على السكاكر القابلة للتخمر السكر الأبيض لم يكن للنخر بينهم أي وجود، ولكن لما توفر لهم طعام الرجل الأبيض، ظهر النخر بينهم بشكل يتناسب طرداً مع مقدار ما يتناوله سكاكر مصنعة.

    أما دراسة العلماء أوسبورن ونوريسكن[6]في قبائل البانتو في جنوب أفريقيا فقد أكدت أن السكاكر المنقاة أظهرت في الأسنان مقدارا ً كبيراً من انحلال الكلس، كما أكدت أن العامل الواقي من النخر الموجود في السكاكر الطبيعية يزول عند التصنيع والتنقية السكر الأبيض. وقد شملت الدراسة فئتين: فئة قدم لها سكاكر طبيعية عسل، دبس، تمر، تين وقدم للفئة الثانية أطعمة حاوية على سكاكر مصنعة شوكولا، سكاكر، مربى.

    أما نتائج الدراسة بين فئتي السكاكر الطبيعية والمصنعة فكانت مختلفة بدرجة واسعة لذا نستطيع قبولاها بكل حزم وهي أن السكاكر الطبيعية ومنها العسل لا تحدث نخراً ولا تسبب نمو العصيات اللبنية.

    ويظهر البحث الذي كتبه الدكتور فرانسيسكو بوكسي [7]أهمية العسل كمادة محلية تبعد عن الإنسان خطر النخر السني المبكر، وتشير الدراسة إلى أثر العسل الجيد في تثبيت الكلس في الأسنان والعظام عند حيوانات التجربة، كما أن له تأثيراً ممتازاً على العظام في طور نموها، كما يؤكد أن العسل أفاد كثيراً في نمو العظام وبزوغ الأسنان وحسن التكلس.



    العسل وطب الشيخوخة:

    يحدث مع تقدم الإنسان في العمر تغيرات هامة في أنسجته، يرافقها شكاوي متعددة يراجع الشيوخ من أجلها أطباءهم، لعل أبرزها جفاف الجلد وتجعده والشيب، وثقل الحركة وضعف البصر والسمع وتصلب الشرايين والقبض المزمن، والضعف الجنسي وغيرها، وإن رغبة الإنسان في إطالة عمره جعلت شغله وتفكيره يهتم في محاولة معالجة هذه الشكاوي لإعادة الشباب والنشاط إليه. وفي القرون الوسطى أضاع حشد كبير من العلماء أوقاتهم في البحث عما دعوه بإكسير الحياة.

    وعلى مدى قرون جرت محاولات متعددة منها محاولة براون سيكار [8]لإعادة شبابه بحقن خلاصة مائية لخصية من أرانب وكلاب، وادعاء البرفسور "بوغوموليتس" أن نقل دماء شابة من 25-100 مل على فترات تعتبر منشطاً غريزياً فعالاً ويقوي وظائف العضوية الكهلة، ومنها ما نشره البرفسور بارخون وآنا أصلان 1951 عن آثار إيجابية لبرنامج علاجي يقوم على حقن مقادير متزائدة من النوفوكائين والذي جرى تصنيفه مع العقاقير المجددة للشباب . وتشير أبحاث مورا ولينز وغيرهم إلى النتائج الجيدة لمعالجة ظواهر الشيخوخة المبكرة بالنونوكانين مشركاً مع الفيتامينات أو والهرمونات...[9]

    أما عسل النحل فقد أعطاه الحكماء منذ غابر العصور أهمية خاصة "بيفاغور وأبو قراط" معتقدين أن تناوله بشكل مستمر يساعد على إطالة العمر، وقد ذكر العالم البولوني "فتفتسكي" منذ القرن الماضي عن علماء مشهورين أمثال تريمتبسكي ومولباخر عمروا طويلاً وكان يبدون حيوية ونشاطاً ونضارة في الوجه، كانوا يتناولون العسل بشكل يومي مع طعامهم. ويؤكد إيوريش أن معظم المعمرين في الإتحاد السوفياتي يعيشون في الجبال ويتعاطون تربية النحل ويتناولون العسل بكميات كبيرة.

    وفي عام 1959 كتب ب.لوت[10] عن زيادة فعالية البروكائين في معالجة مظاهر الشيخوخة عند مزجه بالمحاليل العسلية.

    لقد درست آلية تأثير البوكائين على بعض عوارض الشيخوخة، وأن ذلك يرجع إلى فعل محصوله الإستقلابي في البدن، وهو حمض أميني، يعتبر في الحقيقة طليعة تشكل الكولين والأستيل كولين في البدن، أي أن فعله هنا كمقو للخواص الكولينية، وكانت تحريات Luthتنحصر في البحث عن مادة غير سامة، تمتلك زيادة فعالية البروكائين فلم يجد أمامه سوى العسل الذي هو غذاء ودواء في نفس الوقت.

    وبناء على هذه النتائج تنتج شركة Woelm الألمانية مستحضراً هو Procopinيتكون من بروكائين 2% + روتين 0.5%+ غلوتامينات الصوديوم 1% +محلول عسلي مصفى من غروباته 10%. أعطي هذا المستحضر لـ24 مريضاً من الشيوخ وكانت النتائج بشكل عام مدعاة للغبطة، فقد أبدى تأثيراً حسناً على سير الثعلبة وعلى الشيب، وكانت تأثيراته ممتازة على مظاهر الجلد الشائخ المختلفة، وعلى سير كثير من شكاوى الشيوخ من انحطاط ووهن عام وآلام في الرأس ووهن عصبي ونفسي والتي تشكل بمجموعها ما يدعى بتناذر انخفاض القدرة على العمل، وفي إزالة هذه العوارض عند معظم المعالجين. كما تبين بالدليل القاطع أن للبروكائين مع العسل تأثيرات ضابطة ومنظمة لخوارج الانقباض وتسرع القلب الإشتدادي، وعلى الإعتلالات المفصلية المزمنة غير المشوهة، كما أبدت حالات من تصلب الدماغ تحسناً ملحوظاً.



    أهمية العسل في تغذية الأطفال:

    أكدت المشاهدات السريرية لعدد كبير من الباحثين القيمة الكبرى لعسل النحل كمادة غذائية ووقائية ممتازة لعضوية الطفل. ولقد تبين لجميع الباحثين أن العسل يزيد الخضاب وعدد الكريات الحمر في دماء الأطفال. وهناك تقارير كثيرة من بلدان العالم وحيث تكثر التجارب في حقل تغذية الأطفال وخصوصاً بالنسبة لأمراضهم التي تترافق باضطرابات هضمية أو سوء تغذية أو فاقة دموية تشير إلى أن العسل حين يدخل في جدول الحمية لهؤلاء الأطفال فهناك تحسن ملحوظ وسريع في حالة الطفل المريض وصحته العامة.

    واثبت غولومب [11]من معهد دنيبرو بتروفسك الطبي أن إضافة العسل إلى جدول تغذية الأطفال المرضي أدى إلى إسراع شفائهم بشكل علاوة على الزيادة البينة في وزنهم، وتوضح مقالة لابورد [12]كذلك ما للعسل من تأثير ممتاز على تحسن الخط البياني لوزن الطفل. والعسل بخاصيته المضادة للجراثيم يساعد صغار الأطفال على تجنب الإصابة بالتعفنات المعوية الجرثومية. ويبين إيوريش [13]أن الأطفال المصابين بالزحار العصوي والمعالجين يبالدي سولفون تغيب عصيات الزحار في برازهم بعد 5 أيام من المعالجة أما إذا أشركت المعالجة بالعسل فإن تلك العصيات تغيب نهائياً من البراز بعد 24 ساعة فقط على بدء المعالجة.

    ونظراً لأن تغذية الطفل لم تعد خالصة من لبن الأم رغم فائدته للأم والرضيع معاً، فإن الأطباء في كل أنحاء العالم ينصحون بالعسل كمادة محلية سواء للحليب أو لصنع أغذية الأطفال من خبيصة أو سميد وغيرها، وذلك لأنه سكر بسيط يقدم طاقة وافرة وتغذية ممتازة في المرحلة الحرجة من نمو الطفل، وبسبب غناه بالمواد الحياتية المعدنية فإن تجارب ماغني وغيرها برهنت أن لمادة العسل قدرة على القيام بنشاط حاث Stimulantعلى نمو الطفل مبعداً عنه أيضاً خطر الكساح لما فيه من الفيتامينات وبقية مقومات النمو. وأكد كومبي [14]أن إضافة العسل إلى الحليب المعقم بالغليان يعيد إليه خواصه، كما لاحظ خواص العسل الملينة عند الأطفال. فالأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على العسل يمتازون بحالة جيدة لجهازهم الهضمي وبانعدام الغازات البطنية عندهم، يعود ذلك لفعل الأحماض العضوية والزيوت الطيارة الموجودة في العسل والتي تنبه بشكل مستمر شهية الطفل وحركة الأمعاء.

    وفي مركز رعاية الأطفال التابع لكلية طب باريز أجرى الطبيبان [15] أليسون وناربونون تجارب على الخدج [16]فأضافا كمية زهيدة من العسل إلى غذائهم، ثم تزداد تباعاً كمية العسل لتصل إلى 10 غ يومياً لكل كغ من وزن الطفل، وقد تبين أن الخدج يقبلون جيداً على الرضاعة من الحليب المحلى بالعسل، ويصبح المص أكثر قوة مما لو حلي الحليب العسكر العادي. كما ظهرت خواص العسل الملينة. وقد تبين أنه حين إصابة الخدج ببعض الاضطرابات الهضمية فإن إعطاء الشاي المحلى بالعسل بنسبة 5% هو الحل المثالي. هذا ويمكن أن يشار للأطفال بعمر فوق 3 شهور بقليل من العسل الصافي ملعقة شاي كل يوم وهو إجراء رائع عند تهيئة الطفل للفطام.

    ويرى ب.لوتينغر[17] أن العسل مفيد جداً للأطفال بعكس السكر العادي الذي يجلب الكثير من الأذى -على حد قوله، كما ينصح بإعطاء ملعقة شاي واحدة من العسل مع 200 غ من مغلي الشعير لوقف أي إسهال صيفي عند الطفل. كما يرى أن للأعسال ذات الرائحة الشديدة خواص مسكنة وتؤدي إلى نوم الطفل ذي المزاج العصبي.

    أما جارفيس[18]فيؤكد فائدة العسل 20غ يومياً مع العشاء لمعالجة الأطفال المصابين بالتبول الليلي. ويصر فيليبس [19]على تحلية المصاصات Beberons بالعسل عوضاً عن السكر، بإضافة ملعقة شاي من العسل للمصاصة في الشهرين الأولين من عمر الطفل، وملعقتين في الشهرين 3-4 ثم 3 ملاعق. ويعلل ذلك بأن هضم السكر العادي قد يعسر عند بعض الأطفال، بينما سكاكر العسل مهضومة وسهلة الامتصاص، كما يرى أن الاستمرار على هذا البرنامج يسهل ظهور أسنان الطفل ويجعله أقل عرضة لأعراض التسنن.

    ويستعمل ميخائيليس [20]العسل في إصابات الفم والأمعاء حيث لا يخلو تناول السكر العادي من خطر بالنسبة للطفل الصغير. أما زايس[21] فيجزم بحسن تأثير العسل على نمو الأطفال ويرى ريزغا [22]أن إدخال العسل في حمية الأطفال يقوي عضوية الضعفاء منهم والقليلي النمو. وقد أجرى الأستاذان [23]هافيجي وموزا 1985 دراسة في قسم الأطفال في جامعة ناتال استخدموا فيها محاليل العسل للرضع والأطفال المصابين بالتهابات معدية ومعوية وأظهرت النتائج أن العسل يقصّر مدة الإسهال عند الأطفال المصابين بالتهابات هضمية ناجمة عن جراثيم ممرضة كالسلمونيلا والشيغيلا وغيرهما، كما أنه لا يطيل أمد الإسهالات غير الجرثومية، ويمكن استعماله بأمان كبديل عن سكر العنب محلولاً في سائل يحتوي على الشوارد بالتركيز الموصى به علمياً لإزالة التجفاف. وقد أجرى العالمان [24]فيجنيك وجوليا دراسة على 387 طفلاً قسموا إلى 3 مجموعات وأعطوا نفس الراتب المغذي، غير أن المادة المحلية للمجموعة الأولى كانت السكر العادي، وللثانية: دكسترين سكر الشعر. والثالثة: العسل . فتبين تفوق الأطفال الذين أطعموا العسل من حيث الوزن والنمو ونسبة خضاب الدم.

    ويؤكد إيوريش[25]أن إضافة ملعقة شاي واحدة من العسل إلى قوام الطفل الغذائي يعطيه من الفائدة أكثر مما يعطي 25غ من السكر.

    فالسكر هو ماء فحمي كثير الحريرات فقط، أما العسل فهو مركب حيوي فيه العديد من الخمائر والفيتامينات والهرمونات، وخاصة الدور الذي يعلبه حمض الغوليك في النمو وتكوين عناصر الدم، ودور البريدوكسينVit.b 6في استقلاب البروتينات ومنعه ظهور الاختلاجات عند الأطفال الناجمة عن نقصه غالباً.

    وللعسل تأثير حسن على تمثل الكالسيوم والمغنزيوم في العضوية ويزداد احتباسهما فيها عندما يدخل العسل في قوام الطفل الغذائي مما يمنع إصابته بالخرع والكساح[26].

    وهكذا نرى أهمية العسل الكبرى في قوام الطفل الغذائي على اختلاف مراحل نموه، سواه من أجل النمو الطبيعي السوي أو من أجل وقايتهم من أمراض الطفولة المختلفة.


    يتبع

  5. #15

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    الاستشفاء بالعسل

    معالجة الجروح والقروح وآفات الجلد بالعسل:
    إن معالجة تقيحات الجلد وتقرحاته والجروح العفنة بالعسل معروفة منذ القدم. فعلى أوراق البردي عند الفراعنة وجدت وصفة لمعالجة الجروح، أن تضمد بصوف مغمّس بمزيج من العسل والبخور. وفي تفسير ابن كثير رواية عن ابن عمر عليه السلام أنه ما خرج له دمل إلا لطخه بالعسل وقرأ عليه شيئاً من القرآن لينال الأجر ضعفين.

    وفي القانون في الطب لابن سينا وصفات لمراهم جلدية يدخل العسل فيها وخاصة لمعالجة قرحات الجلد العميقة والمتعفنة. وفي كتاب البروفسور جاروكوفسكي[27]نصائح عن كيفية معالجة أمراض الجلد بالعسل. وفي الطب الشعبي يعالجون الجروح والسحجات الرضية بمزيج متساوٍ من العسل والخل.

    وقد نشر لوكه[28] 1933 نتائج معالجته للجروح المتقيحة بمرهم يدخل فيه العسل وزيت السمك. ويعتبر منطلقاً له تأثير في التئام الجروح ونظافتها وتأثير زيت السمك على التبرعم.

    والجراح الشهير كرينتسكي [29]1938 عالج بنجاح مصابين بالتهاب الغدد العرقية، التهاب عظم ونقي وحروق متنوعة بمرهم دهني -عسلي.

    ويرى أنه بتأثير العسل يزداد بكثرة محتوى مفرزات الجروح من مادة الغلوتاتيون التي تلعب دوراً هاماً في الأكسدة والترميمRegeneration

    وفي مشفى فرونزة العسكري عالج كل من بلينك وكيريك 45 جريحاً مصابين بجروح مزمنة معندة بعضها مختلط بذات عظم ونقي بتطبيق العسل صرفاً في الجروح، استمرت المعالجة من 20-45 يوماً، وكانت النتائج باهرة، فقد شفي منهم 40 مريضاً بشكل تام وأوقف العلاج عند ثلاثة مرضى لحدوث تخريش شديد موضعي، ولم يظهر تأثير العسل في حالتين فقط.

    وفي عام 1944 أجرى سمرنوف [30]أستاذ الجراحة في معهد مولونوف الطبي في مدينة أومسك تجارب بمداواة الجروح بالعسل. وأكد أن الجرح ينظف من القيح بضعة أيام ويتحسن الدوران الدموي في المنطقة ويظهر نسيج حبيبي وردي.

    فالعسل يحرض نمو النسيج الحبيبي إذ يصبح أشد كثافة وحيوية وتتحسن عميلة التغطية الجلدية. أما ملء الفجوات العظمية بالعسل بعد تشظيها فلم يعط النتائج المرجوة.

    الطبيب الصيني [31]ك.ل.يونغ أكد 1944 أن العسل علاج ممتاز لتقرحات الساق المزمنة. وفي معالجة الجروح والقشب وقد طبق مرهماً مكوناً من العسل 4/5 والغازلين 1/5 Petrolatum.

    أما بوادي[32]من أوكرانيا فقد طبق ضماداً من العسل الصرف لمعالجة القروح الواهنة التي طال الأمد دون شفائها، وحصل على التئام سريع لها.

    وقد أكد كل من خاتشاتوريان وبابوفا [33]من معهد الطب الثاني في موسكو نجاح المعالجة بالعسل لمصابين بآفات جلدية متنوعة دمامل، جمرة حميدة، تينة عنقودية.

    أما أ.جلفمان[34]فقد كتب 1946 عن معالجته لجروح واهنة، بعضها مختلط بذات عظم ونقي وكسور عظمية مفتوحة بتطبيق محاليل العسل بالتشريد الكهربائي.

    أدت المعالجة إلى نشاط فعّال للتحبحب الخلوي Granulationكما نظفت الجروح من القيح بسرعة ثم التأمت بشكل جيد.

    أما الدكتور ميخائيل بولمان [35]المولّد والجراح النسائي فقد كتب مقالة 1955 شرح فيها معاناته من المطهرات الكيماوية التي كان يستعملها أثناء عملياته الجراحية وكيف أن لكل منها آثاراً سميّة عامة، وتفاعلات موضعية تخريشية، وكانت خبرته مقتصرة على عمليات قطع الفرج، التي يصعب فيها إجراء تطهير جيد، والتي تجري في منطقة تعرف سلفاً بنتائجها غير المرضية، والتي كثيراً ما كان سطحها الخارجي يسير أشهراً ليتم التئامه. لقد تغير سير العمليات جذرياً عندما استبدل العسل بما كان يطبقه من مطهرات كضماد يغير كل 24 ساعة. حتى الاقتراب من الشفاء، حيث يطبق ضماداً جافاً. ويورد بولمان حالة مصابة بسرطان الثدي عولجت بالأشعة وخلفت الآفة تقرحاً كهفياً عفناً صعب التئامه فعالجه بصب العسل داخله، مما أدى إلى نظافة سريعة غير متوقعة وإلى التئام سريع بعد ذلك.

    ويختم بولمان مقالته عن الضمادات العسلية بقوله "عندي كل المعطيات الإيجابية كي أفكر بهذه المادة البسيطة التي تجيب على كل الأسئلة حول مشاكل القروح المتقيحة: فهي مادة غير مخرشة غير سامّة، عقيمة بذاتها، مضادة للجراثيم، مغذية للجلد، سهلة التحضير والاستعمال، وفوق كل ذلك فهي مادة جد فعالة".

    البروفيسور [36]ديموفيتش من معهد الطب الثاني موسكو نشر 1957 بحثاً ضمنه النتائج الباهرة لمعالجته لـ330 مريضاً بمرهم كونكوف العسلي [37].

    شملت الحالات المعالجة حروقاً وجروحاً بطيئة الالتئام، وتقرحات جلدية وخراجات والتهاب حول الأظافر وفلغمونات ودمامل وجمرة حميدة والتهاب ما حول الشرج وغيرها.

    ويؤكد أن العسل يملك خواص مضادة للجراثيم ومسكنة للآلام علاوة على خاصته المرممة وتنشيطه لنمو البراعم الحبيبية.

    أما أد.راف [38]فكان يعالج الخراجات والدمامل بتطبيق لصوق مكون من عجينة من العسل والطحين. وينصح ب.ريزغا المحروقين بالماء الساخن بتطبيق العسل الصرف موضعياً. أما غ.إيفاخننكو فيطبق مزيج العسل والزيت لمعالجة حروق الحرارية.

    ويفسر بر غمان A. Bergman 1983تأثير العسل في التئام الجروح بآليات ثلاث : أولاهما احتواؤه على خميرة الكاتالاز , والثانية وجود المادة المانعة لنمو الجراثيم الإنهبين والثالثة أن العسل يوفر مصدراً ممتازاً للطاقة فهو يغذي الأنسجة والتي تكون غالباً في حالة الهدم Catabolic State.

    وقد أشار الدكتور ويبر من كلية ستراسبورغ إلى تأثير العسل المسكن للحكة و المندب في حالات الحكة الشرجية أو الفرجية بحيث يطبق على المنطقة مع مسّاج خفيف جداً بحيث نحصل على تحسن مجد بصورة آنية و تتوقف الحكة غير المحتملة خلال عدة أيام .

    و في عام 1974 نشر دانيلوف نتائج معالجته لمرضى مصابين بأكسيمة منتشرة، و التهاب الجلد العصبي و التأتب العصبي و التأتب الجلدي بتطبيق العسل بالتشريد الكهربائي، وأتبعه بنفس الوقت بمرهم عسلي يدخل فيه القطران الخشبي بنسبة 2% مما أدى إلى تراحع عناصر الاندفاع وتوقف الحكة وتناقص الارتشاح في منطقة الإصابة عند معظم المعالجين. كما عالج الدكتور ع.الخطيب حالات حروق شديدة و حالات من العد الشائع حب الشباب والتأتب الجلدي بمرهم عسلي .

    وفي عام 1978 أجرى الدكتور بيرلاندو من جامعة جنوا بإيطاليا دراسة ممتعة مقارناً تأثير العسل على حروق صنعية أحدثت على جلد الجرذان بالنسبة إلى مجموعات أخرى لم تعالج بالعسل . فالحروق التي عولجت بالعسل كانت النتائج أكثر من ناجحة وتم الشفاء بسرعة مدهشة حيث أبدى الجلد المحروق حيوية مدهشة عند تطبيق العسل وظهرت فيه علائم توليد بعض الأربطة وقلّ الإفراز النتحي وحدث تشكل شبكي وغرائي جديد وظهر النسيج الحبيبي بوفرة في الأدمة واتجهت البشرة الظاهرة نحو التغطية الجلدية المبكرة وهي غنية بمولدات الليف . مما يؤكد أن العسل يحتوي على مواد مضادة للجراثيم والإلتهاب إلى جانب منشطات النمو والتكاثر الخلوي .

    ومن بريستول كتبت هلتون Hultonعن النتائج الحسنة لتضميد القرحات التوسدية يومياً بالعسل الصافي مع تغطية الآفة فوق الشاش بساتر كتيم يمنع نفوذ الماء .

    وفي الحقيقة فبالرغم من تقدم الطب وظهور المزيد من العقاقير فإننا لا نزال نشاهد في ممارستنا اليومية حوادث من تقيحات جلدية وتقرحات وهنية لاتعنو للعلاجات التي بين أيدينا ولو استعملنا أوسع المضادات الحيوية طيفاً وأشدها فتكاً ولذا فقد قررنا 1971 تجربة العسل في تلك الحادثا ت المختارة التي عندت على المعالجة وطال الأمد دون شفائها .

    والحالة الأولى المريض د.ك 43 سنة راجعنا بتقرح واسع في صيوان الأذن اليمنى من خزب ونز قيحي وألم شديد في الناحية. بدأت الآفة قبل 2.5 شهر على شكل دمل ، تقرح بعد أسبوعين وامتد التقرح واتسع ، عولج بالمضادات الحيوية والمطهرات الموضعية بدون فائدة ، تفاعل السلين سلبي والليشمانيا غير موجودة. طبقنا ضماداً عسل + زيت سمك يغير يومياً مع معالجة مناعية استدماء ذاتي . شاهدنا نظافة التقرح بعد ثلاثة أيام ثم ظهر نسيج حبيبي شامل وتراجعت الوذمة والألم تدريجياً ثم بدأ الجلد في محيط الآفة يمتد نحو المركز . وقد تم الشفاء خلال 14 يوماً .

    الحالة الثانية المريض ع.س 42 سنة راجعنا بتقرح وهني في أخمص القدم 4×6سم حوافه غير منتظمة ، قعره متسخ يظهر النسيج العضلي في منتصفه . بدأت القصة منذ 4 شهور حيث استؤصل للمريض ثفن عرطل تقيح الجلد بعدها وأدى الضياع المادي مع التقيح الثانوي إلى تشكل التقرح الذي عالجه المريض طيلة هذه الفترة بالمضادات الحيوية والمطهرات دون جدوى . طبقنا للمريض ضماداً يومياً بمزج العسل مع زيت السمك فنظفت القرحة خلال 4 أيام وتم التئام التقرح كاملاً خلال 20 يوماً .

    الحالة الثالثة المريض أ.ع 46 سنة راجعنا من أجل تقرح رضّي على ركبته اليمنى 5×7سم حوافه غير منتظمة ويشمل طبقات الجلد كلها . بدأت الآفة منذ 7 شهور عقب رض في حادث سيارة أدى إلى ضياع مادي وتقيح ثانوي ، عولج طيلة هذه المدة دون تحسن . طبقنا للمريض ضماداً عسلياً مع زيت السمك لمدة 10 أيام ، ثم انتقلنا إلى ضماد عسلي صرف . لاحظنا أنّسير الالتئام كان بطيئاً لاتساع سطح الآفة وشمولها وطبقات الجلد، ولتعرض الآفة منطقة الركبة للحركة المستمرة . وقد تم الالتئام خلال 6 أسابيع .

    الحالة الرابعة المريض ت.ع 65سنة ألزمته آفته القلبية الفراش فحدثت تقرحات واضحة في الإليتين والقطن, عولجت دون جدوى , وكان عيار سكر الدم 1.45 غ ل . طبقنا للمريض ضماداً عسلياً صرفاً يغيّر يومياً مع التوصية بتحريك المريض وتغيير وضعيته . سار الالتئام بشكل سريع وجيد بحيث اكتمل خلال 12 يوماً .

    وفي بعض الحالات طبقنا مرهماً عسلياً يدخل فيه زيت الزيتون والكالامينا . وكانت مجموع الحالات المدروسة من قبلنا 21 , منهم 2- قروح دوالية , 3- قروح , 4- خشكريشات اضطجاعية تقرحات توسدية , 1- جرح وهني عقب استئصال ورم خبيث جراحياً , 2- جمرة حميدة , 4- تقرحات أو تقيحات اكتيمائية عميقة , 7- تقرحات وهنية عقب رضوض أو عمليات جراحية رافقها ضياع مادي كبير .

    ونستطيع القول أنه من خلال مشاهدتنا ومن النتائج الممتازة التي توصلنا إليها بواسطة الضمادات أو المراهم العسلية , أن العسل تأثيراً ممتازاً على سير الالتئام والترميم في كافة القروح الجلدية وعلى دحر الإنتان المرافق أو المسبب للآفة . ونحن نرى ضرورة تجربته على نطاق واسع سواء كعلاج وحيد أو كسواغ في المراهم التي تستعمل في آفات الجلد الالتهابية وتقرحاته المزمنة وكضماد ممتاز عقب العمليات الجراحية وخاصة الملوّثة منها .

    وما زالت الأبحاث تتوالى من مختلف أنحاء العالم تؤكد النتائج التي توصلنا إليها . فهذا محاسن وادي وزملاؤه من السودان نشروا بحثاً عن نتائج معالجتهم بالعسل لـ12 مريضاً مصابين بتقرحات مزمنة لم تعن لأي من المعالجات المعهودة . حيث لاحظوا التأثير المبيد للجراثيم للعسل وتحسّن الدورة الدموية في المنطقة ونشاط البراعم الحبيبية وسرعة عملية التغطية الجلدية حتى الشفاء الكامل .

    وهذا الجراح البريطاني 20 سبنسر إفم Spenser Efem 1988يعلن نجاح معالجته بالعسل لـ59 مريضاً مصابين بجروح وتقرحات مختلفة منها : 3- موات فورنير 10- حروق 6- قرحات استوائية 6- تقرحات رضيّة 4- تقرحات عند سكريين 4- تقرحات توسدية وغيرها , شفيت كلها عدا حالة واحدة شخّصت على أنها بورولية لم تستجب للمعالجة . فالتقرحات أصبحت عقيمة خلال أسبوع , كما أن العسل يعجل في التئام القرحات مستبدلاً بالنسيج المتموت نسيجاً حبيبياً كما أنه يحضّ على التغطية الجلدية Epithelizationوعلى امتصاص الوذمات من محيط الآفات . ويذكر أن المرضى السركيين الأربعة الذين ثبت أن داءهم السكري يصعب ضبطه ،أصبح مسيطراً عليه بعد التعقيم الناجح لآفتهم بالعسل . وقد تم تجنب البتر بعد معالجة تقرحاتهم والتئامها بالعسل .



    حقن العسل في مداواة الأمراض الجلدية :

    أورد البروفيسور أميش نتائج مذهلة لمعالجته بمحلول M2 WOELMالعسلي لـ71 مريضاً مصابين بآفات جلدية حاكة مزمنة ومعندة على المعالجة لأكثر من 10 سنوات كان منها آفات أكزيمية وأكالات و التهاب جلد عصبي ، تم شفاؤهم خلال أيام بعد عدة حقن وريدية من هذا المستحضر .

    ويرى أميش أن المحلول العسلي يبدي تأثيراً مضاداً للحكة ، ومهدئاً سريعاً أفضل بكثير مما يبديه محلول غلوكونات الكلس أو اللومينال . فهو علاج فريد في هذا المضمار و إن الداء السكري لايشكل مضاد استطباب لاستعماله. وأيد العالم شيرم هذه النتائج في مقدرة المحلول العسلي على إيقاف الحكة على اختلاف منشئها . وأثبت بنغولد Bingold حسن تأثير هذا المستحضر العسلي في مداواة الحكات المختلفة وخاصة عند مرضى الكبد الذين يشكون من حكة غير محتملة مع اليرقان . وأكّد ديللر Dellerأن حقن مزيج معادل من السكاكر لا يحدث التأثير نفسه , وبرهن على وجود مادة " مجهولة " في العسل مسؤولة عن هذا التأثير المضاد للحكة تختلف تماماً عن تأثير السكاكر .



    يتبع

  6. #16

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    أمراض الجهاز التنفسي والعسل


    يرى (أبو قراط) أن الشراب المحضر من العسل يمتص الرطوبة ويهدئ السعال. وكان ابن سينا يصف مزيج العسل والجوز لمعالجة السعال المزمن وشراب الورد مع العسل للسل الرئوي.

    وفي دراسة قام بها إيوريش[1]مع أدوينتسف لمجموعة من مرضى السل الرئوي أعطي كل منهم 100-150غ من العسل يومياً، فوجد، بالمقارنة مع مجموعة أخرى لم تتناول العسل، زيادة في الوزن والخضاب وتناقص في السعال وسرعة التثفل. ويؤكد ملادينوف النتائج المشجعة لمعالجة التهاب

    الحنجرة والقصبات بالعسل. ويؤكد كل من فيهيه[2] Fieheوزايس وفيليبس أثر العسل الممتاز على السعال الديكي والالتهابات الحنجرية البلعومية.

    ويرى فرانكه أن وجود الزيوت الطيارة أو التربينات في العسل يعتبر عاملاً منبهاً للقصبات علاوة على أثر العسل المضاد للجراثيم.

    ولمعالجة آفات الرئتين بطبق محلول العسل على شكل إرذاذ أو مستنشقات كيزل شتاين حيث يؤدي تماس الرذاذ إلى تميع المفرزات القصبية وتحسين الوظيفة الرئوية. وقد عالجت بتروسوف[3] برذاذ العسل 5سم3 محلول عسلي 10-20% + محلول كلور الكلس 10% بمقدار 2سم + محلول ديمدرول 1% -0.2سم أطفالاً مصابين بذات رئة مزمنة وكانت النتائج جيدة.

    الاستشفاء بالعسل في أمراض الدم

    تجمع الأبحاث الطبية على اعتبار العسل من أهم العقاقير فعالية لمعالجة الأشكال المختلفة من فقر الدم. فالأطباء الذين عالجوا مرضاهم بالعسل، لاحظوا أثره الممتاز على زيادة الكريات الحمر وارتفاع الخضاب في دمائهم. ففي أحد المصحات السويسرية[4]ألزم Fraun Feldyالأطفال على تناول العسل بمقادر 1-2 ملعقة شاي يومياً فلاحظ زيادة الخضاب في الدم بعد أسبوع من بدء المعالجة كما لاحظ زيادة في وزن الأطفال وقوتهم العضلية. وأعطت تجارب العلماء الأمريكيين Vigneeو Juliaنفس النتائج.





    وحصل بيريز على نتائج ممتازة عند تحلية المصاصات بالعسل عوضاً عن السكر في تغذية الطفل الخديج. وجرب بالمر[5] معالجة فقر الدم المحدث عند الفئران بالعسل وحصل على نتائج ممتازة ويرى أن العسل الغامق كان ذو تأثير أكبر. ويؤكد زايس بأن الأعسال الغامقة تحتوي على نسبة أكبر من الحديد والمنغيز والنحاس نسبة للأعسال الفاتحة أو الشقراء. ويرجع إيوريش أهمية العسل لمعالجة فقر الدم لإحتوائه على نسبة عالية من حمض الفوليك الذي يلعب دوراً كبيراً في التصنيع البروتيني وتكوين الدم.

    وقد لاحظ العلماء أن درجة التخثر الدموي عند الفئران المعالجة بالعسل تكون عالية[6]

    كما أثبت كل من ورانر Warnerوفلاين أن العسل يحتوي على مواد لها خاصية مضادة للنزف. وأكد فيغينو وزملاؤه أن العسل عند مزجه بالأغذية الخالية من الفيتامين ك قد رفع زمن طليعة البروتروبين بشكل واضح، وهذا يؤكد التذاكير الفعال للعسل كمادة معوضة عن الفيتامين ك.






    العسل في أمراض القلب


    إن عضلة القلب التي تعمل باستمرار طيلة الحياة وتفقد أثناء عملها طاقة كبيرة، تتطلب لتعويضها كمية كبيرة من السكاكر. ويلعب سكر العنب دوراً كبيراً في تغذية عضلة القلب. فقد تبين أن عزل قلب حيوان في محلول سكر العنب 1% يمكن أن يتابع عمله، وخارج جسم الحيوان فترة طويلة من الزمن.

    ومعلوم أن السكر العادي الذي نتناوله هو سكر ةالقصب وهو سكر مركب يحتاج البدن إلى جهد ووقت وعمليات معقدة لتحويله إلى سكر العنب. والعسل في قسمه الأكبر هو سكاكر أحادية لا تحتاج إلى هضم، تمتص بسرعة لتصل إلى الدم ولتقدم للكبد وللعضلات والقلب حاجتها من الطاقة، ومن هنا تتضح أهمية العسل لعمل عضلة القلب وفي سرعة شفائه من أمراضه المختلفة[7]

    ويؤكد تيو بالد [8] Theobaldأن العسل يقدم في آفات القلب خدمة ثمينة لعضلة القلب الواهنة. فوظيفة القلب تتحسن بصورة أكيدة عند تناول العسل.

    وعندما يتوقف الشفاء على زيادة مردود القلب فعلينا مشاركة العسل بالديجيتال ، حتى لا نحث عضلة القلب على الفعل فحسب بل ونقدم الغذاء اللازم لذلك.

    ويؤكد غولمب[9] أن العسل يوسع الأوعية الاكليلية ويزيد من تروية العضلة القلبية . وإن أعطاءه لفترة طويلة للمصابين بآفات قلبية شديدة، وبمقدار 50-140غ/يومياً، يحسن الحالة العامة للمريض ويؤدي إلى اعتدال النبض وانتظام عمل القلب.

    ويقبل العالم كوخ [10] Kochبوجود عامل نوعي خاص في العسل دعاه بالعامل الغليكوتيلي، يقوم بتأمين استخدام أفضل السكاكر من قبل عض1لة القلب، يؤدي بها إلى تحسن الدوران الاكليلي وتعدل الضغط الدموي، كما أن له فعلاً منظماً لخوارج الانقباض غير المنتظمة.

    ويرى لوت [11] Luthأن تأثيرات هذا العامل الضابطة لخوارج الانقباض فعالة جداً في معالجة تسرع القلب الاشتدادي.

    ويرى شيرم Schirmمشاركة العسل مع الستروفانتين والفيتامين ج كمقو للقلب.

    أما عن طريق الفم فيشاركنة تأثيرات العسل مع الديجيتالين والعنصل.

    ويؤكد إريخ بوهم [12] E. Bohmأن مشاركة العسل مع الستروفانتين أمر ضروري عند معالجة المصابين بالآفات القلبية، إذ أن للستروفانتين إذا استخدم وحدة تأثيرات سمية فهو يؤدي إلى اضطرابات النظم القلبي العميقة.

    والعسل إذا مزج مع الستروفانتين يدعم تأثيره الدوائي للقلب وتجنب الجسم شر تأثيراته الجانبية، كما تجعل بالإمكان استخدام جرعات أكبر منه.

    ويشارك ميتز Metzالستروفانتين مع المحلول العسلي الوريدي لمعالجة التهاب العضلة القلبية التسممية، كما يعالج بنجاح هجمات الربو القلبي بحقن محلول العسل في الوريد.

    ويلخص شيمرت الحالات القلبية التي ينجح العسل في معالجتها بما يلي:

    1ـ جميع حالات القصور التاجي الخفيفة، ويشاركه مع الديجيتال أو الستروفانتين في الحالات الشديدة.

    2ـ التهاب عضلة القلب مع تغير النظم أو التالي للدفتريا، كما يعطى كعلاج مساعد عند إعطاء الهتروزيدات المقوية للقلب.

    3ـ عقب العمليات الجراحية كمنعش قلبي.


    أما لوراند فينصح المصابين بآفة قلبية مزمنة مترافقة بأرق شديد بشرب كأس ماء فاتر محلى بالعسل قبل النوم. ويعالج أخوتسكي[13] فرط التوتر الشرياني بمزيج العسل مع التوت البري ملعقة كبيرة بعد كل طعام. أما في الذبحة الصدرية فيعطي مقدار ملعقة كبيرة قبل الطعام بـ 10 دقائق من المزيج التالي عسل 300غ، عصير الصبر 100غ، مسحوق الجزر 500غ + عير ليمونتين.

    أما ملادينوف فيصف للمصابين بفرط التوتر الشرياني مقدار ملعقة شاي من المزيج التالي: مقدار عسل + مقدار عصير فجل + عصير ليمونة واحدة.



    العسل وأمراض الكليتين:

    دلت الأبحاث الحديثة أن للعسل قيمة دوائية كبيرة في أمراض الكليتين، واقتراحه الكثيرون في جدول الحمية للمكلوبين، يعود ذلك لانخفاض ثروته من البروتينات والأملاح المعدنية التي تضر بأمثالهم. ويعطي العسل نتائج حسنة عند مشاركته مع بعض الأدوية النباتية كالورد الجبلي سويت برير وعصير الفجل. كما يشاركه البعض بنسب متساوية مع زيت الزيتون وعصير الليمون مقدار ملعقة كبيرة من المزيج 3 مرات/اليوم لطرح الرمال الكلوية[14] .

    وتؤثر آفات الكليتين على وظائف الجسم كله إذ يضطرب فيها استقلاب الماء والملح، والعسل يكون بالنسبة للعضوية وسطاً مفرط التوتر، فهو ينظم انتقال الشوارد عبر الأغشية الحيوية ويساعد على ضبط التوازن الحلولي بين الدم والأنسجة وله بذلك فعل مدر للبول في حالات قصور القلب والكلوة وانحباس السوائل في البدن,. ويفيد حقنه كما يرى زايس للمصابين بوذمات في الطرفين السفليين المرافقة لأزمة قلبية أو كلوية.



    العسل في أمراض الجهاز العصبي


    اعتبر الرومان واليونان القدامى العسل كمادة مهدئة ووصفة ابن سينا بكميات قليلة في حالات الأرق بينما اعتبره بكمياته الكبيرة منشطاً ومنبهاً للجملة العصبية. وفي الطب الحديث، تعطى المحاليل السكرية المفرطة التوتر نتائج ممتازة في العديد من الآفات العصبية، وما العسل إلا محلول سكري مفرط التوتر!.. وقد بين بوغوليبوف وكسيليف[15] التأثير الرائع للعسل على مريضين مثابين بداء الرقص Chorea، حيث عادا لنومهما الطبيعي وزال الصداع ونقصت سرعة التهيج وأبدياً نشاطاً ممتازاً.

    وفي عام 1976 اشترك لوديانسكي مع بليانين[16] في تطبيق محاليل العسل 10% بالتشريد الكهربي على كلا القطبين لمعالجة العديد من التناذرات العصبية. ففي الوهن العصبي طبقت أقطاب التشريد على منطقة الرقبة. وفي التهاب العظم والغضروف في المنطقة قرب الفقارية، وعند المصابين بعنانة من منشأ عصبي بوضع قطب على شكل بنطال غلفاني.

    وكانت المعالجة فعالة جداً يطبق من 10-15 جلسة وفي بعض التناذرات الألمية التهاب عظم وغضروف، التهاب مفاصل... طبق كمادات مغمسة بمحلول العسل، أو طبق العسل صرفاً وغطي بقماش كتيم في المساء، حيث لوحظ امتصاصه الكامل في الصباح.

    وينصح إيوريس[17] المهتاجين والعصبيين بتناول كأس من الماء الساخن محلى بملعقة كبيرة من العسل. أما تساندر فيقول "ليس هناك مادة مهدئة، ومحضرة لنوم طبيعي أفضل من محلول عسلي مائي ساخن" ويؤيد أولدفيل[18] هذا المعنى ويقول "إننا هنا في مستشفى الليدي مرغريت نستعمل العسل بالأطنان كمادة مرممة ومهدئة للجهاز العصبي ومقوية له".



    معالجة اللمباجو[19] بالعسل

    ينسب أ. نوفوسلسكي[20] اللمباجو إلى الرثية واستعمل لمعالجته زرقات من محلول يحوي البروكائين مع العسل والمسمى Myo. Melcan [21] .

    يقول نوفروسلسكي: "وكنت لا أستهدف في معالجتي هذه تسكين الألم فحسب، بل إني أعتقد بأن العسل فائدة في إحداث تبدلات هامة في الجسم، وهو في اعتقادي مضاد للحساسية المفرطة للألم". وكان يحقن القعار موضعياً، ثم يتبع ذلك لتدفئة المنطقة بالقوس الكهربائية لاستعجال امتصاص الدواء. وقد أعطت الطرقة نتائج باهرة وسريعة وهي تحتاج إلى 3-6 حقن حتى يتم الشفاء حقنهة كل يومين أو كل يوم حسب شدة الإصابة.

    ويؤكد الدكتور أمين رويحة[22] فعالية الميوملكائين في معالجة اللمباجو والتهاب العصب الوركي عرق الأنسر نتيجة اختباراته في معالجة 6 حالات مرضية معندة، حيث زالت الآلام بسرعة وعاد للمرضى قدرتهم على المشي دون أية معاناة.





    يتبع

  7. #17

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    فوائد العسل في الأمراض العقلية

    تظهر المعطيات السريرية والمخبرية[23] أن الأنسجة تستعمل العسل بشكل يفوق استعمالها لسكر العنب ولو تساوت الكثافة بينهما. وهذا مهم جداً للمعنيين بالأمراض العقلية الذين يدركون كثرة استخدام محاليل سكر العنب لمعالجة مرضاهم. وتؤكد تجارب كولومباتي أن الاستيقاظ من السبات بواسطة حقن محلول عسلي 40% المنقى من غروياته [24] في الوريد، يكون أسرع من حقن مقدار مساو له من محول سكر العنب. وهكذا فإن التمثل الأفضل للعسل من قبل المراكز العصبية يجعل الاستيقاظ والتنبه من الاستغراق بشكل سريع عند حقن محلول العسل.

    وقد أجرى برونو بتوي اختبارات بشأن محول العسل وتأثيره على كافة الأعراض التي يشكو منها المصابون بالأمراض العقلية منها حالات من خناق الصدر Angina Pectorisحيث نجحت مشاركة المعالجة بالكوكابوسيلاسي مع الحقن العسلية الوريدية في تحسين مردود العمل العقلي والرقاد، وفي تراجع الآلام الصدرية. وفي حالة من الصرع البطني Abdominal Epi.Lesyمعندة تماماً، أدت مشاركة حقن العسل مع خلاصات فوق الكلية إلى تحسنها.

    وفي تناذر الوهن العصبي Neurostheniaأدى حقن العسل إلى نقص في الوهن وتحسن في لنوم وتحسن في المزاج، كما تحسنت حالات من الهوس النفسي الهمودي الكآبة وحالات فصامية من ازدواج الشخصية Schizophreniaبتلك الحقن.

    ويلخص برونوبتزي نتيجة أبحاثه في القول" "إن المصابين بالأمراض العقلية يعانون من أوضاع معقدة للغاية، وإن المعالجة بالصدمات والمنومات وغيرها من المعالجات لا تزيل نهائياً كل الأعراض،وتتطلب في كل مريض على حدة معالجات إضافية تناسبه. ومن المؤكد أن إعطاء سكر العنب مشركاً مع الفيتامينات، قد أدى في عدد كبير من الاضطرابات إلى نتائج جيدة منذ سنين، أما اليوم فإن محلول العسل المحقون وريدياً يشكل تتويجاً إتقاناً لهذه الصيغة الطبية. ونحن نؤكد ملاحظات كولومباتي حول المفعول السريع للحقن العسلية للحصول على اليقظة من السبات وبنتائج هذه المعالجة القيمة"...

    شفاء الانسمام الغولي بالعسل

    في عام 1953 أشار الدكتور وردورث[25] Wirdworthإلى فعل الفيتامين ب6 في تصحية المخمورين وخاصة في حالات التهيج، لكن مفعوله يزول خلال ساعة. أما بيرج وكاين وغيرهم فقد لاحظوا أثر استخدام سكر الفواكه في تسريع استقلاب الغول Alcohol بنسبة كبيرة، وهذا مهم، ذلك لأن لتفاعل سكر الفواكه مفعول مصح ومهدئ للمخمور، لمن فعله أبطأ من فعل الفيتامين ب6 بحوالي نصف ساعة، كما أنه يدوم لفترة أطول، ويتبعه رغبة بالنوم تجعل المخمور غير راغب بالمزيد من الشراب.

    وهكذا فإن إعطاء سكر الفواكه مع الفيتامين ب6 يدعم كل منهما الآخر بطريقة تبدو أكثر فائدة، وقد طور مارتنسن لارسن[26] إلى الطريقة السهلة بإعطاء العسل. وما على المريض إلا أن يبتلع ما مقداره 125 غ من العسل يكرر بعد نصف ساعة، علماً بأن 40% من تركيب العسل هو سكر الفواكه.

    وأنه ليس للعسل أي محذور، في حين أن إعطاء معادله من سكر الفواكه قد يسبب غيثاناً وأقياء وخفقاناً من العوارض المزعجة.

    وأشار برونوبتزي[27] إلى النتائج الرائعة لحقن محاليل العسل 40% لمعالجة حالات الاعتياد الغولي والمورفيني المزمنين. ونوهت مجلة الجمعية الطبية للنساء الأمريكيات[28] أن تأثير العسل على المصابين بالانسمام الغولي الكحولي واضح وأكيد، وهذا تابع لعدة عوامل، منها الهدم السريع للغول بتأثير سكر الفواكه ومجموعة الفيتامينات ب التي تؤكسد الفضلات الغولية وتمنع احتراقها.



    الاستشفاء بالعسل في الأمراض النسائية

    العسل في إقياء الحمل المعندة: إن معظم الحوامل يشتكين في أشهر الحمل الأولى من بعض الإقياء وهي تشكل جزءاً من مجموعة أعراض معتادة عند الحامل الوحام إلا أن هذه الأقياء قد تكون شديدة ومعنجة وتؤثر تأثيراً سيئاً على الحالة العامة للحامل، وهي حالات تستوجب معالجة طبية وعناية فائقة[29]وفي هذه الحالات الشديدة هناك اضطراب في استقلاب السكاكر، وعلى الخصوص في محتوى السكاكر منها، ومن الثابت علمياً أن حقن الحوامل بمصل سكري يحتوي مزيجاً من سكر العنب وسكر الفواكه يعطي نتائج ممتازة في معالجة إقياء الحامل المعندة.

    ونزراً لأن العسل هو محلول سكري اساسه هذا السكران، مما شجع الدكتور هيرمن غينسل[30] أن يجرب محلول الملكائين[31] Melcanالعسلي في معالجة هذا لالمرض يجري الحقن في الوريد والمريضة مضطجعة، وقد حصل الشفاء بنسبة جيدة بعد 2-3 حقن فقط وإذا لم يحصل تحسن بعد 3 حقن فلا فائدة من متابعة العلاج. أما الدكتور منك[32] Min;فقد استخدم لهذه الغاية مستحضر الأمبليتول[33] Implitolالعسلي بحقنه موضعياً في جانبي الرباطين العريضين على جانبي عنق الرحم وحول الرباطين الرحميين العجزيين وفي الغدة الدرقية أيضاً، ولاقى نجاحاً كبيراً.



    العسل والإنسمام الحملي:

    عالج عبد الفتاح علي[34] عشرين مريضة مصابة بالإنسمام الحملي Eclampsiaيشكين من ارتفاع ضغط ووذمة في الساقين مع زيادة الزلال في البول بإعطاء المريضة 3 ملاعق صغيرة من العسل قبل الفطور بساعة وبعد الغذاء والعشاء. وقد تم شفاء 75% من المعالجات خلال 7-19 يوماً. أما المريضات الخمسة المتبقيات فلم يستجبن للعسل وحده، حيث أضيف إلى العلاج مقدار قليل من غبار الطلع فتم الشفاء خلال أسبوع واحد.



    الولادة بلا ألم:

    أعلن برونوبتزي[35] على حصوله على ولادة بلا ألم بواسطة الحقن الوريدية العسلية 40%، ويعلل بأن العسل يساعد الألياف الرحمية على قيامها بالتقلصات اللازمة بسهولة.

    العسل والتهاب المهبل بالتريكوموناز:



    أول من درس خاصية العسل المضادة للحيوانات الأوالي ومن جملتها التريكوموناز [36] كل من تومينغ ـ رينتام[37] وجورافليوفا 1960 عند 50 امرأة وجد الطفيلي في غسالة مهبلهن. ترافقت الآفة عند 7 منهن بتقرحات في عنق الرحم. طبق العسل دهناً على جدران المهبل وعنق الرحم والفرج لمدة 6 أيام. وفي الحالات الحادة يغسل جوف المهبل قبل الدهن بمحلول الماء الأوكسجيني 3% في اليوم التالي لبدء المعالجة زالت الحكة وحس الحرقة، وبعد يومين تناقصت الضائعات على حد كبير وزال الاحتقان، وانعدم وجود الطفيلي وكل الجراثيم المرافقة بعد اليوم الثالث. وتحقق الشفاء الكامل عند 45 مريضة في اليوم 4-5 من المعالجة. أما المريضات الخمس المتبقيات اللواتي لم تتحسن حالتهن فقد كانت إصابتهن حادة. فطبق لهن غسولات بمغلي البابونج لبضة أيام وأعيدت المعالجة العسلية فكانت النتائج جيدة. ومن هنا يخلص المؤلفان إلى أن المادة المضادة للجراثيم والتي افترض دولد وجودها في العسل تفعل أيضاً كمادة للتريكوموناز، كما لا يمكن أن ننفي هنا الأثر الخمائري للعسل.

    معالجة الحكة الفرجية بالعسل:

    ونقصد هنا الحكة الفرجية المضنية والمجهولة السبب والتي تدعى "الحكة الفرجية بالخاصة" وقد تترافق بطلاوة أو تقرن ضموري وتشاهد عند المسنات. وهي حكة معندة نادراً ما تعنو إلى المعالجة المعروفة من مغاطس مطهرة ساخنة، وحقن النوفوكائين موضعياً وإعطاء هرمونات المبيض كما قد يلجأ البعض إلى الأشعة المجهولة رفم مخاطرها.

    وكون الآفة "لغزاً طبياً" محيراً فقد سمح شولتز رونهوف[38] لنفسه بتجربة العسل حيث طبقه بكمية وافرة على منطقة الفرج، وكان يأمر المريضات بلبس سروال داخلي قصير محكم الحواف لتلافي لزوجة العسل المزعجة. لقد توقف حس الحكة خلال أيام من تطبيق العلاج، إلا أنه نصح مرضاه استمرار الدهن مساء فقط لبضعة أسابيع وانتهت بالشفاء ولم يشاهد حدوث نكس.

    لقد كانت النتائج ممتازة رغم أن نجاحها لم يكن مطلقاً في كل الحالات إلا أنها أثبتت بدون شك الأثر المهدئ للعسل على الحكات الفرجية. أما سبب تأثيره، هل هو تركيزه السكري العالي؟ أم لوجود الفيتامينات، أو الهرمونات؟

    يقول رنهوف: إننا لا نعر، لكني أنصح بتطبيقه على الأساس التجريبي فقط.



    ضمادات العسل عقب العمليات النسائية

    رأينا كيف طبق بولمان[39]العسل بنجاح كضماد يغير يومياً عقب عمليات استئصال الفرج وكيف أن العسل، كما يرى، قد غير من إنذار وسير تلك الجروح. كما أن البروفيسور سكوت روسل 1968 طبق العسل كغيار يومي على جروح البطن المتقوبئة في مشافي شفيلد وسانت لويس وكانت النتائج باهرة[40] ...

    وفي مشافي القديس لويس في لندن قام دينيس كافانا Cavangh D.وجون بيزلي[41] J.Beazleyبتطبيق العسل الصافي على 12 مرضة أصبن بتهتك في جرح العملية عقب استئصال الفرج. وكان العسل يصب مرتين كل يوم على الجرح ثم يغطى بالشاش دون ضغط. لقد أصبحت الجروح عقيمة بعد اليومين 3-6 من بدء المعالجة، ثم ظهر تحبحب نظيف في كل الجروح، مما جعلها لا تحتاج إلى أي نطهر آخر، كما أنها لم تعد بحاجة إلى تطعيم جلدي. استمرت المعالجة من 3-8 أسابيع. ويرى المؤلفان نتيجة البحث أن العسل يفضل كل المراهم المعروفة، للسرعة التي يتم بها ترميم الجروح وسهولة تطبيقه.



    معالجة التهاب الاحليل والمثانة بحقن العسل:

    لأول مرة عام 1959 كتب كل من خوبلاروف ولوره[42] عن معالجة التهاب الاحليل بالتريكوموناز بحقن محلول العسل المائي 50% ضمن الإحليل ولمدة 3 دقائق يومياُ، 6-10 حقن. وفي عام 1966 نشر شكليار N.Shliarمقالاً عن نجاح معالجته 501مريضاًَ مصابين بالتهاب الاحليل بالتريكوموناز بحقن محلول عسلي 50% ممدد في محلول النوفوكائين 0.5% ضمن الاحليل، يمنع المريض بعدها من التبول لمدة ثلاث ساعات.

    تكرر المعالجة يومياً 4-5 أيام ويمكن تحضير المريض قبل حقن العسل بحقن محلول النوفوكائين 1% في الاحليل لمدة 10 دقائق ثم يحقن المحلول العسلي.

    في الحالات الحادة يعطى المريض المضادات الحيوية واسعة الطيف لبضعة أيام قبل المعالجة بحقن العسل. أما في الحالات المزمنة فيمكن أن تشرك المعالجة بمعالجة عامة مناعية ومضادات حيوية تناسب الجراثيم المرافقة.

    أما الدكتور كابلون[43] M.Kaplun فقد عالج بنجاح رائع 50 مريضاً مصابين بالتهاب المثانة الحاد بحقن محلول العسل المائي 33% ممددة في محلول النوفاكائين 0.5% فقد خفت الآلام وتراجع البول بعيد الحقنة الأولى وبعد 2-3 حقن لم يتبق عند غالبية المرضى أية شكوى، مدة المعالجة من 3-8 أيام وكانت الشفاء الكامل 94% ومما يجدر ذكره أنه ليس هناك أي مدلول لاختبار تحسس الجراثيم في الزجاج نحو العسل من أجل المعالجة بحقن محاليله.

    وتحت إشراف د. فاهم عبد الرحيم[44] تمت معالجة 40 مصاباً بتقرحات مزمنة في المثانة ناجمة عن الإصابة بالبلهارسيا، بإعطاء المريض ملعقة كبيرة من العسل يومياً حيث زالت الحرقة بعد أسبوعين في 44% من المرضى وتراجعت البيلة الدموية واختفت التقرحات بنسبة 56% ونحن نرى أن الفائدة أعظم لو تم حقن المحلول العسلي ضمن المثانة مع إعطاء العسل داخلاً.



    العسل وأمراض الأوردة

    أكد الدكتور ب. أوخوتسكي 1977 نجاح معالجته لدوالي الساقين[45] والتهابات الوريد الخثرية بواسطة الضمادات العسلية، حيث طبق كمادات، وهي عبارة عن قطع من الشاش مغموسة في محلول عسلي 10-20% توضع فوق الإصابة مباشرة وتغطى بقماش كتيم دون قطن لمدة ساعتين أول الأمر، ثم تزداد تدريجياً وحتى 12 ساعة طيلة الليل. مدة المعالجة 15-20 يوماً ونتائجها جيدة. ويمكن في المراكز الصحية المجهزة تطبيق المعالجة السابقة مع التشريد الكهربي لمحلول لمدة 15-20 دقيقة، ثم تبقى الكمادة العسلية إلى صباح اليوم التالي.

    أما المعالجة البواسير فإن أوخوتسكي يوصي بدهنها بالعسل صرفاً أو بعد مزجه مع عصير الشوندر أو بلسم شوستوكوفا الفينيلين Viniliumبمقادير متساوية، كما يعطى العسل داخلاً عن طريق الفم كملين.

    حقن محاليل العسل عقب العمليات الجراحية

    كثيراً ما يحدث اضطرابات في العضوية بعد العمليات الجراحية الكبيرة وخاصة في استقلاب الماء والشوارد ومن المتفق عليه أن اضطراب امتصاص السوائل يجب أن يعوض بحذر ودقة وأن نقص الماء الفجائي هو أهم من نقص الأملاح. ولقد جرت عادة معظم الجراحين على إعطاء المصول الملحية بشكل روتيني عقب العمليات الجراحية، إلا أن تجارب شفايغلاز أثبتت حدوث وذمة في جدران المعدة بعد حقن المصول الملحية، وهذا يشير، بشكل الجدل، مساؤئ إعطاء المصول الملحية بشكل روتيني بعد كل عمل جراحي.

    وفي الواقع فغن الاضطرابات التي تحدث بعد العلميات الجراحية الكبيرة يرافقها غالباً توذم في الأنسجة الداخلية للكبد والكلية والرئة وغيرها، وإن الانحراف في استقلاب البروتينات يجعلها على استعداد للتوذم بشكل أكبر عند نقل المصول الملحية وهذا ما دعى العلماء أن يلجؤوا لتعويض السوائل بعد العمليات ةالجراحية إلى المصول السكرية عوضاً عن المصول الملحية.

    وهذا لا يهدف إلى تعويض السوائل المفقودة فحسب بل يهدف إلى تأمين حاجة البدن من سكر العنب لتكوين الغلوكوجين، تلك المادة التي ثبت أن مقدارها يقل في الكبد عقب أي عمل جراحي كبير. وهذا دور يبدو واضحاً أكثر حين حدوث ما يسمى "عوز الكبد للغلوكوجين".

    ويؤكد البروفيسور ليمب[46] أم تمثل الغلوكوجين في الكبد عند تقديم سكر الفواكه يزيد 18% عم هو عليه عند إعطاء سكر العنب وبالتالي فإن إعطاء سكاكر سهلة التمثل كسكر الفواكه يشكل أحسن حماية للكبد عقب العمليات الجراحية. وقد استطاع كوخ أن يبرهن أن العسل يتمثل في الكبد إلى غلوكوجين بصورة أحسن مما عليه باقي السكاكر. وهذه ميزة لا توجد في العسل الصناعي رغم أنه يتركب من نفس الأنواع من السكاكر. ويرد كوخ هذا إلى وجود عامل خاص في العسل، يشبه فعالية المولين أسماه العامل الغليوتيلي، يعمل على زيادة استقلاب السكريات.

    وبما أن الأمراض الجراحية المتعلقة بالجهاز الصفراوي كثيراً ما تؤدي إلى اضطراب في وظائف القلب والدوران فللعسل فعالية جيدة على القلب والدورة القلبية بفضل فعالية العامل الكوليني، ولذلك فمن المنتظر أن يظهر تأثير حقن العسل بعد تلك العمليات الجراحية بشكل ممتاز كالتي تجري للحويصل الصفراوي والأقنية الصفراوية وخاصة إذا كانت مترافقة بيرقان.

    ويؤكد ليمب أن حقن العسل بعد العلميات الجراحية تفوق ميزاتها أي علاج آخر بدرجة كبيرة وخاصة عقب عمليات المجاري الصفراوية. وأن حالة المرضى تتحسن دائماً بعد حقن العسل بشكل سريع ومدهش إذ أنها تساعد على عودة الاستقلاب والدوران الدموي إلى حالته الطبيعية بسرعة.

    أماالبروفيسور إيوريش[47] قيؤكد النتائج الحسنة لحقن العسل عقب العلميات الجراحية، كما ينصح كافة المرضى المبضوعين، والقادرين على تناول الطعام، لإكثار من تناول العسل على شكل محاليل دافئة سواء مع الحليب أو الشاي، كما يعتبر المحاليل العسلية العلاج الأمثل عقب العمليات الجراحية المجراة على الفكين حيث لا يستطيع المرضى مضغ طعامهم لفترة طويلة فهو علاوة على كونه غذاء ممتاز فهو مطهر جيد لجوف الفم يساعد أيضاً على سرعة التئام جروحه.



    أهمية العسل للوقاية من الأذيات الشعاعية

    يتعرض المرضى المعالجون بالأشعة المجهولة والعاملون فيها إلى عوارض مزعجة من فقر دم ونقص في الكريات البيض وصداع وإقياء والتهاب جلد وغيرها تشكل بمجموعها ما يسمى الداء الشعاعي. وقد عالج فرانكة[48] Frankeهذه الحالات بحقن محلول العسل الوريدي 20-40% M2 Woelmويؤكد أن هذه الأعراض كانت تزول بسرعة مدهشة بهذه المعالجة. كما أكد فرانكة أن حقن المريض ب، 10سم3 من المحلول العسلي قبل الجلسة العلاجية بالأشعة يمنع ظهور هذه الأعراض الانسامية بينما تسوء حالة المريض عند عدم حقنها مما يؤكد فعالية محاليل العسل في معالجة الأعراض الانسمامية الناجمة عن كثرة التعرض للأشعة وللوقاية الفعالة من ظهورها أنا إيوريش[49] فيؤكد أن تناول العسل على شكل محاليل دافئة وخصوصاً مع الحليب له نتائج طيبة في الوقاية والمعالجة من الأذيات الشعاعية.



    يتبع

  8. #18

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    صنع النحلة للعسل




    مقطع عرضي لجسم النحلة يبدوا في الصورة وجود أكثر من معدة (معدة العسل) و(المعدة الحقيقية الأمامية )والمعدة وربما هناك إشارة علمية في قوله تعالى (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ) فالله سبحانه وتعالى لم يقل بطنها بل بطونها لوجود عدة معدات في جوفها والله أعلم .




    النحلة هي الوحيدة تقريباً من عائلة الحشرات التي تستطيع تخزين رحيق الأزهار من أجل الغذاء. والرحيق ذلك السائل المائي الرقيق جداً، وهو وتلك المادة الحلوة السكرية التي يقدمها النبات للنحل، مقابل الخدمات التي تقدمها هذه الحشرات للنبات، والتي تتلخص عادة بتلقيح الأزهار. فهي إذاً مسألة إطعام مقابل خدمات.

    ويوجد الرحيق [12] عادة في الجزء من الزهرة الموجود في قعرها والمسمى بالكؤيس، وقد يوجد في أماكن أخرى من النبات ففي شجر الغار تفرز في مؤخرة الجزء السفلي من أوراقها مادة تشبه الرحيق. وتختلف نسبة السكر في ماء الرحيق من نبات إلى آخر، فبينما يحتوي رحيق زهرة الهندباء البرية على 60 % سكر ومواد أخرى، و40 % ماء، فإن رحيق زهرة الأجاص يحتوي على 70% ماء، والنحل –سبحان من علمه- يعرف هذا جيداً ولهذا فهو يذهب إلى الأزهار التي يكون التركيز السكري فيها أعلى حيثما كان ذلك ممكناً.



    ففي صحوة الأيام المشرقة ترى النحل يطوف بالأزهار يجني منها قطرات الرحيق الحلوة. والنحلة كي تحصل على حمولة قطرة صغيرة من الرحيق عليها أن تزور ما ينوف عن 500-1100 زهرة. أما لكي تحصل على 100 غ من العسل فعليها أن تزور ما يزيد عن مليون من الأزهار.

    والنحلة تمتص الرحيق بخرطومها، حتى إذا ما امتلأت به معدتها الخاصة بالعسل أو ما يسمى بكيس العسل عادت أدراجها إلى الخلية وتستطيع النحلة أن تطير بسرعة تقارب الـ 65 كم في الساعة، لكنها في طريق العودة وهي تنوء بحمل يعادل ثلاثة أرباع وزنها، فإن سرعتها يمكن أن تصل إلى 30 كم/سا. [13]

    إن كل كيلو غرام من العسل يكلف النحلات ما بين 130- 150ألف حمل من الرحيق. فلو فرضنا أن الأزهار التي يجنى منها الرحيق تقع على بعد 1.5 كم من الخلية فعلى النحلة الواحدة أن تطير 3كم في كل نقلة، أي بمجموع يبلغ 360-400 ألفاً من الكيلومترات، وهو يعادل عشر مرات محيط الكرة الأرضية حول خط الاستواء.

    تختزن النحلة الجانية الرحيق في كيس العسل الذي هو القسم الأعلى من معدتها وهو عبارة عن كيس يشبه إلى حد ما كيساً من البلاستيك له صمام باتجاه واحد. وتعود النحلة إلى خليتها وتدخلها من باب النحل بعد أن تمر على الحراس الذين يحرسونها من النحل الغريب والحشرات الأخرى. وفي الخلية هناك نحلات البيت المختصات بطهو العسل وإنضاجه، يتلقين حمولة الرحيق من النحلة الجانية فماً بفم، وليستقر ذلك الرحيق إلى حين في كيس العسل للنحلة المستقبلة. وفي زحمة العمل تكون نحلات البيت مشغولات بما عندهن من رحيق، وهذا يحصل عندما يكون هناك تدفق كبير بالرحيق، والزهور تعطي بسخاء، مما يضطر النحلة الجانية إلى طرح حمولتها من الرحيق على الحائط العلوي للخلية وهذه نقطة مهمة؛ لأن القطرات المعلقة بالحائط يتسع سطحها المعرض للتبخر فيساعد ذلك على تكثيف الرحيق بتخليصه بجزء من مائه.

    وحتى يتم نضج العسل لا بد من أن تجري على الرحيق مجموعة عمليات معقدة جداً، منها عمليات كيميائية وأخرى ميكانيكية، يرى بعض الباحثين أن تقليدها من قبل البشر ممكن، لكن إعادة نفس العمليات التي تجري في خلية نحل واحدة يحتاج إلى مصنع كبير مساحته تعادل مساحة مدينة طوكيو على أقل تقدير!..

    إن كيس العسل الذي تختزن به النحلة الرحيق قد أبدعه الخالق سبحانه ليكون معملاً كيماوياً تجري فيه أعقد التفاعلات الكيماوية. [14] ففيه مجموعة من الخمائر الأنزيمات والعصارات التي تحول سكر القصب وهو سكر ثنائي إلى سكر العنب غلوكوز وسكر الفواكه فركتوز وهما سكران أحاديان، وهي خميرة القلابين. وهناك خميرة الدياستاز التي تحول النشاء إلى ديكسترين، وخميرة الكاتالاز التي تفكك الماء الأوكسجيني والفوسفاتاز التي تفكك الغليسروفوسفات، وهناك خميرة الليباز التي تفكك الدسم الموجودة في غبار الطلع المبتلع وخمائر أخرى وتفكك البروتينات إلى الحموض الأمينية المكونة لها. وفي كيس العسل بعض الحموض العضوية كحمض النمل والتي تساعد على عملية التحويل.

    إن هذه العمليات تبدو معقدة وهي كذلك بالفعل، ولكن بالنسبة للنحلة العاملة فإن هذه الأطوار جميعها واقع طبيعي، يبدأ في معدة النحلة الجانية خلال طيرانها أيام الربيع والصيف الدافئة وحينما تمر عبر الحقول والغابات عائدة أدراجها إلى خليتها فهي ما إن تصل إلى بيتها وإلا ويكون قد تم جزء كبير من هذه العمليات لتستكمل بتمامها في معدة النحلة المستقبلة.

    عند ذلك يكون الرحيق وما ابتلع معه من غبار طلع قد تحول إلى عسل غير ناضج، وعليه أن يمر بطريق طويل قبل أن يصبح ناضجاً، وهنا تبدأ عمليات الإنضاج الميكانيكي التي تقوم بها نحلة البيت فالعسل غير الناضج يحتوي على نسبة كبيرة من الماء، ولا بد لإنضاجه من تكثيفه تفتح وتبخير قسم من مائه لهذا الغرض تقوم النحلة بعملية دقيقة ورائعة [15] فهي تفتح فكيها على مصراعيها، وتبرز خرطومها إلى الأمام والأسفل حتى تتدلى منه قطرة صغيرة جداً من الرحيق، وما إن تظهر قطرة الرحيق حتى ترفع خرطومها وتعيدها إلى معدة العسل، هذه العملية طرد الرحيق ثم ابتلاعه تكررها النحلة 120 –240 مرة لكل قطرة، وحتى تشعر النحلة بأن قوام الرحيق قد أصبح مناسباً، فتبحث عندئذ عن نخروب سداسي خال، تطرح فيه تلك القطرة من الرحيق أو العسل غير الناضج بالطبع.

    وبالإضافة إلى هذه العملية لتركيز الرحيق بالتبخر فإنه يتركز أيضاً في معدة العسل، إذ يعتقد العلامة الروسي أ. كابلوكوف [16] أن الخلايا الحية في معدة العسل تمتص هي أيضاً جزءاً من الماء والذي يذهب إلى دورتها الدموية ثم تخرجه من أجهزة إطراحها.

    إن نسبة الماء ما تزال كبيرة في العسل غير الناضج الذي سكبته النحلات في النخاريب، وحتى يتم تركيزه وتبخير جزء من مائه تقوم نحلة البيت بحمل قطيرات منه ونقلها من نخروب إلى آخر حتى يتبخر جزء من مائه. كما أنها تقوم بعملية أخرى بديعة إذ تقف النحلات فوق النخاريب التي تحتوي على العسل غير الناضج وتحرك بأجنحتها بعملية الترويح والتي تصل إلى ذبذبة مقدارها 26 ألف مرة في الدقيقة الواحدة. وسبحان من ألهمها ذلك ، فبهذه الطريقة يخسر العسل غير الناضج بسرعة ما يحويه من ماء زائد وعندما أكثر من 18-20% فإن العسل يكون قد نضج عندئذ تغلق عليه نحلة من فرقة البناء بغطاء شمعي محكم الإغلاق يمكن أن يحفظ العسل داخله عشرات السنين أو حتى يأتي صاحب المنحلة الإنسان ليقطفها ويجني عسلها، وعليه بالطبع أن يترك قسماً من العسل ليأكله النحل في فصل الشتاء وليصنع منه خبزه وغذاءه.





    أنواع العسل:

    عدا عن العسل الذي يجمعه النحل رحيق الأزهار هناك نوع خاص من العسل يجمعه النحل من مواد حلوة نباتية أو حيوانية كندى العسل الذي يظهر على بعض النباتات، والإفرازات السكرية العالية التي تفرزها بعض الحشرات –كالمن وخلافه- حيث أن النحل يجمع هذه المفرزات بسرعة ليصنع منها مثلاً عسل المن والذي يستعمل في صناعة الحلوى والبيرة.

    ويمكن اكتشاف وجود عسل المن في العسل بأخذ مقدار من العسل المختبر مع مقدار من الماء ويضاف إليها 6 مقادير من غول بتركيز 96% فإذا تعكر المحلول دلّ على وجود عسل المن.




    .العسل السام:

    إن النحل حينما يمتص رحيق الأزهار فهو ينقل بصدق وأمانه خواص النبات الذي يمتص رحيقه إلى العسل الذي يصنعه منه.

    وهكذا فإن العسل يتصف بنفس الخواص الدوائية للنبات الذي جنى النحل منها الرحيق. وهناك نباتات يحتوي رحيقها على غليكوزيدات سامة مثل الرودودندن والأزاليا الصحراوية وقلنسوة الراهب والأندروميدا تحتوي على غليكوزيد سام هو الأندروسيدوتوكسين. فإذا ما وجدت مثل هذه النباتات وغطت مساحات واسعة بحيث يكون الغالبي العظمى للرحيق الذي يجنيه النحل من هذه النباتات فإن العسل يكون ساماً، علماً بأن النحل الذي يتناول ذلك الرحيق لا يتأذى به مطلقاً.



    وأول ما ذكر في التاريخ عن العسل السام ما وصفه القائد اليوناني زينوفون حيث تقهقر معه أكثر من عشرة آلاف جندي من الإغريق حيث كانوا في منطقة في آسيا الوسطى، وكان عدد خلايا النحل هائلاً وأكلوا من العسل بشراهة، فأصابهم قيئ وإسهال ودوخة وآلام حادة في البطن والذين أفرطوا أصبحوا كالمجانين وأغمي عليهم وصاروا يرقدون على الأرض كما لو أن هزيمة ماحقة حلت بهم. لكنهم جميعاً أفاقوا واستعادوا وعيهم خلال يوم إلى ثلاثة أيام ولم يمت منهم أحد.

    وفي عام 1877 اكتشف العسل السام في وادي باطوم القفقاس كما وجد العالم أ.مولوكني في منطقة خباروفسك نحلاً يعطي عسلاً ساماً من نبات الليدو ليدم بالدسترول أو شاي المستنقعات. وقد اقترح مولوكني طريقة للتخلص من سميّة هذا العسل بتسخينه لدرجة 80-90 مع تقليبه حتى لا يغلي لمدة 3 ساعات. لكن بتسخين العسل يفقده خواصه الحيوية والعلاجية، لذا فإن ك.شاراشيدز يوصي بتسخينه إلى درجة 46 وتحت ضغط 67 ملم، وبهذه الطريقة تزول سميّة العسل دون أن يفقد خواصه العلاجية. وأكد شاراشيدز "1954" بتجاربه السريرية أن العسل السام يودي بتناوله إلى نفس الأعراض السمية التي تظهر حين تناول الإنسان لمنقوع أو خلاصة الزهر لنبات الأزالية الصحراوية أو والرودودندن أو غيرها من النباتات السامة.


    وليعلم أن بعض النباتات السامة كنبات السكران البنج والكشاتين وورد الحمير الدفكي والشكوكران لا يكون العسل الخارج منها ساماً، ويبدو أن الأمر يتعلق بتركيز الغلوكوزيدات السامة في رحيقها.

    . وعسل الزهرله عشرات الأنواع تختلف في عدة خواص. والأصل الزهري يعيننا على تمييز العسل الوحيد الزهر أي الخارج من رحيق نبات واحد كعسل القطن وعسل الزيزفون، والعسل المتعدد الأصل والذي ينتج عن جمع النحل لرحيق نباتات عدة. ومما لا شك فيه أن العسل الوحيد الزهر في الطبيعة نادر الوجود. فلو فرضنا مساحات شاسعة من الأرض زرعت قطناً فلا بد من أن ينمو فيها وبشكل طبيعي أعشاب متطفلة متنوعة ولا يمكن للنحل أن يجني رحيق القطن وحده إلا إذا درب على ذلك. ويعتبر العسل الوحيد الزهر إذا غلب رحيقه نبات خاص، كأن يكون نبات القطن هو الغالب فيقال: عسل القطن، ولو حوى كميات ضئيلة من رحيق نباتات أخرى بحيث لا تؤثر على رائحته ومذاقه، أما العسل المتعدد الأصول فيتخذ اسمه من المرعى الذي جمعته منه النحل كعسل البساتين وعسل المروج وغيرها.

    وأما من حيث طريقة الحصول على العسل فنقسمه إلى عسل مصفى وعسل الأقراص أو عسل الشمع بشهده، حيث يقدم إلى المستهلك ضمن عبوته الطبيعية أقراص الشمع تام النضج والنقاء، وقد أثبتت التحاليل أن عسل الشمع عقيم. أما العسل المصفى فيمكن الحصول عليه باستعمال آلة لافظة مركزية، حيث يعبأ في أوان زجاجية أو بلاستيكية أو براميل.

    ومن حيث اللون فهناك العسل الفاتح والداكن والمتوسط اللون. وبعض أنواعه عديمة اللون شفافة كالماء، والأقراص المليئة بهذا العسل تبدو كأنها فارغة، كما أن الوعاء الزجاجي الحاوي له يبدو شفافاً وهو أغلى أنواع العسل.

    يقول روت: إن أحسن أنواع العسل ما وصف بأنه أبيض كالماء. وبعض العلماء يؤكد أن العسل الداكن يحتوي على كمية أكبر من الأملاح المعدنية كالحديد والنحاس والمنغنيز ويعتبرها أعلى قيمة من الناحية الغذائية من العسل الفاتح.

    كما يميز العسل برائحته حيث أن لبعض الأعسال رائحة رقيقة متميزة، ومن الأعسال ذات الرائحة عسل الحمضيات والزيزفون خلافاً للأعسال ذات الرائحة الكريهة كعسل التبغ وعسل البصل ومن هذا المعنى قول زينب أم المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم حرست نحلة العرفط [18] وحرست أي أكلت نحلة هذا العسل من شجر له صمغ كريه الرائحة، وانتقلت الرائحة الكريهة إلى العسل.

    والعسل الطبيعي ذو مذاق حلو لذيذ الطعم، مما جعل الشعراء منذ أقدم العصور على تشبيه كل ما هو حلو وممتع ولذيذ بالشهد والرضاب، فقد وصف الشاعر هوميروس نسطور "بأن كلماته تسيل كالشهد". كما شبه نبيّ الله سليمان عليه السلام الحب بحلاوة العسل.

    كما شبه شكسبير حلاوة الموسيقى بحلاوة العسل. وشبه النبي صلى الله عليه وسلم لذة الجماع بالعسل فقال: حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلته.





    وفيما يلي أوصاف الأنواع الغالبة من العسل:







    عسل البرسيم الحجازي:

    والطازج منه له ألوان مختلفة من عديمة اللون إلى اللون العنبري. وهو يتبلور بسرعة فيتحول إلى كتلة بيضاء كالقشدة وله رائحة طيبة وطعم خاص، ويحتوي على سكر الفواكه بنسبة 40% وسكر العنب 37% والهكتار من البرسيم الحجازي المزهر يعطي 380 كغ من العسل.


    عسل التفاح:

    لونه أصفر باهت ورائحته ممتعة وفي حلاوته رقه، ويحتوي على سكر فواكه بنسبة 42% وسكر عنب 32% ويعطي هكتار أشجار التفاح 20 كغ فقط من العسل.

    عسل البرباريس:

    لونه أصفر ذهبي ورائحته ممتعة وطعمه حلو لطيف. والنحل يزور أزهار البرباريس بإقبال وهي من النباتات الطبية التي تنقي الدم.

    عسل العليق:

    وهو أبيض كالماء وطعمه شهي ويعطي هكتار من العليق 20 كغ من العسل.

    عسل الخرنوب الأسود:

    من أحسن أنواع العسل وهو عسل شفاف لكن إذا تبلور تحول إلى كتلة بيضاء كالثلج. يحتوي 40% سكر فواكه و36% سكر عنب.

    عسل العشب الأزرق: من أحسن أنواع العسل عنبري خفيف اللون له رائحة لطيفة وطعم ممتاز، شديد اللزوجة ويتجمد ببطء. وأزهار هذا العشب يحبها النحل لذا فإن له قيمة في إنتاج العسل، ويعطي الهكتار 350 كغ.

    عسل الحنطة السوداء:ولونه يختلف من أصفر داكن تشوبه حمرة إلى بني غامق له رائحة ومذاق مميز فهو حريف في الحلق، يحتوي 37% سكر عنب 40% سكر فواكه وفيه من الحديد والبروتينات نسبة عالية وينصح به في فقر الدم. ويعطي الهكتار 60 كغ عسلاً.

    عسل الأرقطيون:ولونه غامق زيتوني له رائحة حادة تشبه التوابل، ولزوجته مرتفعه. ويعطي الهكتار من النبات 600 كغ عسلاً.

    عسل الجزر:ولونه أصفر غامق وله رائحة لطيفة.

    عسل الكستنا:لونه غامق له رائحة خفيفة وطعم غير مستساغ كما يجني النحل من الأزهار الوردية لنبات فروة الحصان من نباتات الزينة يخالف عسل الكستنا بأنه عديم اللون ويتجمد بسرعة وفيه مرارة وكلاهما من الأعسال الرديئة.

    عسل الحمضيات:وهو ومن أحسن أنواع العسل له رائحة ممتازة كرائحة زهر البرتقال والليمون وله طعم ممتاز ويدهن به الوجه لإزالة الكلف.

    عسل اللفت:أو كرنب السلجم: ولونه أصفر مخضر ورائحته خفيفة وله طعم ممتاز لكنه لا يصلح للتخزين الطويل، ويعطي هكتار النبات 40 كغ من عسل.

    عسل الكزبرة:له رائحة لاذعة وطعم خاص، والكزبرة نبات عطرة يعطي الهكتار 50كغ عسلاً.

    عسل القطن:خفيف ورائحته مميزة وطعمه دقيق، يتجمد بسرعة ويتحول إلى لون أبيض كالثلج. وقد يكون مصفراً، يحتوي على سكر عنب 36% وسكر فواكه 39%، وأوراق القطن تعطي رحيقاًَ لا يختلف عن رحيق الأزهار والهكتار من القطن يعطي من 100-300كغ عسلاً.

    عسل الهندباء:أصفر ذهبي ثخين جداً يتبلور بسرعة وله رائحة عطرية قوية وطعم قوي ويحتوي على 36% سكر عنب و41% سكر فواكه.

    عسل القمح: لونه أصفر مخضر وله رائحة تذكر باللوز وطعم خاص فيه مرارة خفيفة.

    عسل رأس التنين:عسل خفيف له رائحة وطعم لطيف وأزهار النبتة زرقاء تجذب النحل وتحتوي على كمية كبيرة من الرحيق الحلو ولذا فهو نبات ثمين في إنتاج العسل.

    عسل الأوكاليبتوس:طعمه غير لطيف ولكن فائدته كبيرة إذ يوصف شعبياً للمصابين بسل الرئة.

    ويخرج العسل من الأزهار عديدة السداة لهذا الشجرة دائمة الخضرة ويقول عنه مصطفى مراد: "في الوقت الذي تصبح فيه الأرض جرداء ويكون تزهير القطن قد انتهى، يلتفت النحالون حولهم فلا يجدون إلا تلك الشجرة الشامخة التي تغطيها الأزهار بوفرة إنها شجرة الأوكاليبتوس التي تظلل شوارع كثير من المدن والأرياف".

    عسل الخلنج:

    لونه أصفر داكن أو أحمر بني رائحته خفيفة وطعمه لاذع لطيف، وهو كثيف القوام جداً ولا يتجمد بسهولة، ويعطي هكتار النبتة 299 كغ عسلاً.

    عسل الخبيزة:الطازج منه أصفر باهت عكر وطعمه غير مستساغ.

    عسل الخزامى:لونه ذهبي ورائحته رقيقة وهو عالي القيمة يجمعه النحل من نبات الخزامى العطري المعمر.

    عسل الزيزفون:من الأعسال الممتازة جداً، وطعمه لذيذ، وله رائحة عطرية قوية عندما يكون طازجاً، يحوي سكر العنب 36% وسكر الفواكه 39 % وهو كثير الاستعمال في الطب لعلاج نزلات البرد وهو معرق شديد، والزيزفون شجرة تدعى بحق "ملكة النباتات المنتجة للعسل" إذ يعطي الهكتار منها ما يقارب 1000 كغ من العسل.

    عسل التمرحنة:عسل ممتاز ذو طعم ورائحة لطيفة، يمكن أن ينافس عسل التيلو. وهو شفاف، ويعطي هكتار النبتة 600 كغ من العسل.

    عسل النعناع:النعناع مصدر جيد للعسل، وهو نبات عطري، وعسله له رائحة النعناع، ولونه عنبري.

    عسل الفاسيليا:لونه أخضر خفيف، أو أبيض، وطعمه شهي، ويتبلور إلى ما يشبه العجينة، وهو عسل ممتاز، ونبتة الفاسيليا من أهم أنواع النبات المنتجة للعسل، يعطي الهكتار من 500-1000 كغ عسلاً.

    عسل القرع اليقطين: لونه أصفر ذهبي، ورائحته مقبولة ويتجمد بسرعة.

    عسل الفريز الفراولة: لونه أبيض ورائحته منعشة، وطعمه شهي. وأزهار الفريز يحبها النحل ويفضلها عن غيرها، وهو عسل ممتاز يحوي نسبة عالية من سكر الفواكه 41.5%.

    عسل المريمية:لونه عنبري خفيف أو ذهبي غامق ورائحته زكية وطعمه شهي. ويعطي الهكتار من النبتة 650 كغ من العسل.

    عسل عباد الشمس: أصفر ذهبي ويتحول إلى عنبري فاتح تشوبه خضرة، إذا تبلور، ورائحته خفيفة وطعمه لاذع لذيذ ويعطي الهكتار من النبتة 50 كغ عسلاً.

    عسل البرسيم الحلو:شهي الطعم، وهو من أحسن أنواع العسل، لونه عنبري باهت، ورائحته منعشة كالفانيليا، ويحتوي على 36% سكر عنب، و39.5% سكر فواكه، ويعطي الهكتار الواحد من البرسيم المروي 600 كغ عسلاً.

    عسل التبغ:لونه يختلف من الفاتح إلى الداكن، رائحته لا تسر، وطعمه مر، وهو من الأعسال الرديئة. تستعمله معامل التبغ لإنتاج أنواع من السجائر المعطرة.

    عسل البرسيم الأبيض:عسل شفاف لا لون له، وطعمه ممتاز، وإذا تبلور صار كتلة بيضاء صلبة، وهو من أحسن أنواع العسل، نسبة سكر الفواكه فيه 40% ، ويعطي الهكتار من النبات 100 كغ عسلاً.

    عسل الصفصاف:أصفر ذهبي وطعمه جيد، ويتبلور إلى كتلة ناعمة كالقشدة، والنحل يفضل أزهار الصفصاف ويزورها بكثرة ويعطي الهكتار حوالي 150 كغ من العسل.

    العسل الصخري:وهو عسل نادر يصنعه النحل البري في أعشاشه الطبيعية بين الصخور، لونه أصفر باهت، رائحته زكية، وطعمه لذيذ. وأقراصه تأتي على شكل كتلة صلبة متبلورة لا بد من كسرها إلى قطع. ويمكن أن يحتفظ بقوامه لأعوام طويلة.

    العسل المشع: استطاع ألن كيلاس A.Caillas1908 أن يثبت أن بعض أنواع العسل تحوي الراديوم. وهو اكتشاف عظيم الأهمية، لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية. وللعسل المشمع أهمية علاجية كبيرة إذ يستخدم في علاج الأورام الخبيثة السرطانية والساركوما.







    يتبع

  9. #19

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    عسل المن .. الأعلى في احتوائه المركبات المضادة للأكسدة

    كلما زاد غمق لونه كان أفضل




    الباحثون الأسبان يقولون لعشاق العسل: عند بحثكم عن أفضل أنواع العسل honey جودة من الناحية الطبية العلاجية، فإن عليكم بأنواع المن«honeydew» الغامقة اللون، لأنها الأغنى على الإطلاق بالمركبات المضادة للأكسدة antioxidants.
    والمعروف أن المن من أنواع العسل، وهو ما يتكون من النحل حينما يتغذى على جمع الإفرازات السكرية التي تتركها أنواع من الحشرات على بعض من أنواع الأشجار والنباتات، بدلاً من ذهابه رأساً إلى الأزهار لالتهام رحيقها السكري nectar.

    * المن والزهور تقول روزا أنا بيرز، الباحثة المشاركة في الدراسة الأسبانية، ان العسل، بالإضافة إلى قيمته كمادة شديدة الحلاوة، يُوفر لنا كمية عالية من المواد المضادة للأكسدة والمواد المقاومة للميكروبات. وما تقوله الباحثة هو أن العسل اكتسب في السنوات الماضية شهرة علمية طبية، مبنية على دراسات وتجارب، تُؤكد أنه غذاء صحي، خاصة في ضوء الدراسات التي فحصت قدراته على محاربة الميكروبات وعلو محتواه من المواد المضادة للأكسدة، وهي المواد التي تعطل أنواعا من التفاعلات الكيميائية المُتلفة لمكونات وتراكيب الخلايا الحية نتيجة تواجد مركبات الجذور الحرة الشديدة الضرر.

    وأضافت إن ثمة مؤشرات علمية متزايدة تتحدث عن الدور السلبي للجذور الحرة في التسبب بالأمراض، كالأمراض العصبية والذهنية، والسرطان، وتصلب الشرايين وظهور ترسبات الكولسترول فيها، والتسارع في ظهور علامات الشيخوخة، والتهابات المفاصل، والتغيرات الجينية التي تطال نواة الخلية في الجسم كمقدمة باعثة على الإصابة بالسرطان.

    وكان الباحثون من الولايات المتحدة، قد أكدوا في عام 2004 على أن نسبة مركبات العسل في أجسام، على اختلاف حجمها، من تناولوا ما بين أربع إلى عشر ملاعق من العسل يومياً قد ارتفعت بشكل حاد. ولم يكن واضحاً لدى الباحثين والمراجعين لتلك الدراسة ما هي أنواع العسل الأعلى والأقل في محتوى المركبات المضادة للأكسدة. وما حاولت الدراسة الأسبانية الإجابة عليه هو هذا الأمر.

    وقام الباحثون الأسبان من ، بالنظر إلي 36 نوع من العسل الأسباني. وشملت مجموعة العسل مجموعتين، عسل الزهور clover honey الذي يجمع النحل فيه رحيق أنواع مختلفة من زهور النباتات flower blossoms. والنوع الثاني عسل المن، وهو ما يُكونه النحل من تناوله المواد السكرية اللزجة والملتصقة على نباتات وأشجار أخرى. وهي مواد سكرية لزجة تظهر على أجزاء الأشجار نتيجة لإفرازها من قبل بعض أنواع الحشرات، مثل حشرة المن aphids. وهي من أنواع حشرات العثة التي تصيب النباتات وتعيش عليها.

    ووفق ما تم نشره في عدد فبراير من مجلة علوم الأغذية والزراعة، فإن عسل المن يحتوي كميات أعلى من المركبات المضادة للأكسدة. وعلي وجه الخصوص فإن النوع الأسباني منه أغمق لوناً وأكثر حامضية، ويحتوي على كميات عالية من المركبات المضادة للأكسدة أسوة ببقية أنواع عسل المن من المناطق الأخرى في العالم.

    وأشارت الباحثة الأسبانية إلى أن العسل بالإضافة إلي زيت الزيتون والفواكه والخضار هي كلها مصادر ممتازة للمواد المضادة للأكسدة. والمعروف أنه كلما زاد لون المنتج النباتي الطبي غُمقاً وكلما زاد عبق رائحته، كلما ارتفعت محتوياته من المركبات المضادة للأكسدة.

    إلا أنها أكدت على جانب تجب العناية به، وهو أن الإكثار من العسل يعني الإكثار من تناول السكريات. لأن أكثر من 80% من مكونات العسل هي سكريات من الأنواع السهلة الامتصاص. ولذا يجب حساب الكمية المتناولة منه مع الكميات الأخرى من السكريات التي يتناولها المرء خلال يومه. وإشكاليات سكر العسل مع رفع نسبة السكر في الدم لها جانبان، الأول هو أنها عالية المحتوى، والثانية هي أنها سهلة الامتصاص من قبل الأمعاء. ما يعني حث البنكرياس على الإفراز بسرعة لكميات كبيرة من الأنسولين. ولذا فالتعامل مع العسل بشكل صحي يتطلب أمرين، الأول إبقاء الكمية المتناولة منه ضمن حدود ما يجب أن تكون عليه كميات السكريات، أي أن لا تتجاوز 55% من طاقة الوجبة الغذائية اليومية. والثاني هو تناول العسل مع مواد غذائية لا تسمح بسهولة امتصاص الأمعاء له. مثل الدهون. ولذا فإن عبارة الأقدمين في المديح بالقول مثل «السمن على العسل» هي عبارة صحيحة وصحية لأن السمن حينما يتناوله المرء مع العسل، فإنه يُخفف من سرعة امتصاص الأمعاء لسكر العسل. وكذا حرص البعض في بعض المناطق العربية على تناول العسل مع السمسم أو غيره من المنتجات النباتية الدهنية.

    * العسل العربي وبالرغم من أن جميع أنواع العسل مفيدة للصحة وغنية بالمركبات والمواد المُؤثرة بشكل إيجابي في حالات مختلفة من الأمراض، إلا أن الدراسة الأسبانية الجديدة تطرح أمرين مهمين، إضافة إلي ما احتوته من معلومات عالية القيمة حول نوع المن من بقية أنواع العسل. الأول: أن الأبحاث العلمية الطبية، على وجه الخصوص، تتقدم اليوم حول محاولة معرفة كيفية تعليل الفوائد الطبية للعسل. وهو ما طرحت في ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط» جانباً منه في الصيف الماضي عند حديثي عن متابعة الدراسات الألمانية والأسترالية حول استخدام العسل، من بعض الأنواع الأسترالية، في معالجة القروح والجروح وحمايتها من عدوى الميكروبات. وأن ثمة تقنيناً طبياً في توفير ضمادات تحتوي العسل المعقم للاستخدام الطبي هذا. الثاني: أن أنواع العسل واختلافاتها تعني أن ثمة اختلافات في التركيب وفي التأثير. وما قام به الأستراليون من قبل، ويقوم الأسبان به اليوم، ما هو إلا دليل على أن من واجب الباحثين في المناطق العربية إجراء دراسات على الأنواع المتوفرة في مناطقهم. وخاصة منها أنواع الجزيرة العربية، كعسل السدر أو عسل الطلح أو عسل المجرى أو غيرها. وذلك لثلاثة أسباب رئيسية، الأول هو أن الباحثين من مناطق العالم، كل في جهته، يقول إن عسل منطقة كذا أو نوع كذا منه، له فوائد. ويذكرونها بناء على دراسات وتجارب. والثاني أن ثمة موروثات ثقافية وطبية في مناطق الجزيرة العربية وغيرها، لا ينبغي أن تضيع هدراً دون أن يستفيد الباحثون منها، تُؤكد على أن ثمة فوائد طبية لكل نوع منها. ولذا يُقال بأن عسل السدر مثلاً مفيد في كذا وكذا، بينما عسل الطلح مفيد في أمور أخرى، وعسل الزهور كذلك. هذا بخلاف الحديث الأنواع المتوفرة في بلاد الشام أو المغرب العربي. والثالث أن مما يتعلق الناس به بقوة في المناطق العربية هو العسل في بحثهم عن العلاج والشفاء، وحُق لهم ذلك. ومع تفشي أمراض السكري وغيرها، فإن ثمة ضوابط للاستخدام يجب أن تكون واضحة لهؤلاء الناس كي يستفيدوا من العسل دون أن يكون تناوله مُضراً بهم. إذْ من غير المقبول ومن غير المنطقي أن يقول طبيب لمريضه إن لديك مرض السكري وعليك تجنب العسل. كيف وهو الغذاء الذي فيه شفاء!.

    * مزيج غذائي العسل مزيج من العناصر الغذائية، والتي أهمها السكريات. ويشكل سكر الفروكتوزfructose (الفواكه) حوالي 38%، سكر الغلوكوز glucose 31%. أما بقية السكريات فتشمل السكروز والمالتوز وسكريات معقدة أخرى. كما ويحتوي على مجموعة واسعة من الفيتامينات، تشمل فيتامينات بي ـ6 والثيامين والنياسين، وغيرها كثير. إضافة إلى عناصر الكالسيوم والنحاس والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والفوسفات والصوديوم والبوتاسيوم والزنك، وكذلك أحماض أمينية متعددة. لكن تظل المركبات المضادة للأكسدة، من أهم ما هو في العسل. ومحتواه من الماء يجب أن لا يتجاوز 18%. والمحافظة على جودة العسل بنسبة الماء هذه تعني أنه سيكون بإمكان العسل البقاء لفترات طويلة دون أن يفسد أو تنمو فيه الميكروبات. ولذا فالحرص عند فحص العسل على التأكد من نسبة الماء فيه هو لهذه الغاية.

    ومن هذا المزيج وخصائصه تظهر الفوائد الصحية. وبعبارة أخرى، لا يبدو فيما تم إجراؤه من تحاليل حتى اليوم على أن العسل يحتوي مادة او مواد لا توجد البتة في غيره، لكن ما يُميز العسل، والأنواع النقية منه، هو تركيبة مزيجها في تجميع العناصر الكثيرة تلك ضمن مُنتج غذائي واحد. ولذا فإن البحث في العسل لا يجب أن يتناول عناصر التركيب كل على حدة، بل المزيج بأكمله. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف مكونات مزيج أنواعه باختلاف عوامل شتى في إنتاجه وتكوينه.

    ومثلاً، ضمن تفاعل عوامل شتى، فإن مزيج العسل يتميز بخاصية أزموزية Osmotic effect تجعل من الصعب نمو الميكروبات فيه. كما أن احتواءه على مركبات يُمكنها التفاعل عند إذابة العسل في الماء وتركه لحوالي عشرة دقائق لتكوين مركب ثاني أوكسيد الهيدروجين Hydrogen peroxide ، فائدة أخرى في القضاء على البكتيريا. والفارق بين قدرة العسل هنا على تكوين هذه المركب واستخدام السائل الطبي من ثاني أوكسيد الهيدروجين، هو أن العسل يُكون المركب هذا بكميات قليلة ومتواصلة، ما يعني أن وضع العسل على الجروح يُؤمن توفير هذا المركب القوي، في القضاء على البكتيريا، لفترات طويلة. بخلاف تنظيف الجرح بسائل ثاني أسيد الهيدروجين مباشرة. وكذلك دور حموضة العسل التي تخفف وتقضي على نمو البكتيريا.

    من هنا فإن الفوائد التي تُرجى من تناول العسل والمركبات المضادة للأكسدة فيه هي أيضاً فريدة بالمقارنة مع مصادر أخرى للمواد المضادة للأكسدة.

    * مضادات الأكسدة.. مواد حافظة للصحة > مثلما تُستخدم المواد المضادة للأكسدة في حفظ المنتجات الغذائية كمواد حافظة لها من التلف، فإن مضادات الأكسدة تفعل نفس الشيء في جسم الإنسان. والفكرة العلية الطبية حول مضادات الأكسدة بسيطة في عرض عباراتها، وهي أنها نظام للوقاية والحماية للجسم. لكن ليس ضد الميكروبات، كما يفعل جهاز المناعة، بل ضد مركبات كيميائية وتفاعلاتها الضارة على مستويات شتى، بدءا من أجزاء تكوين الخلية نفسها ووصولاً إلى أعضاء كاملة في الجسم.

    و الأكسدة عبارة عن تفاعلات كيميائية متلفة Oxidative damage تتطلب تحويل الكترونات من مادة إلى مادة مؤكسدة أخرى. وما تفعله مضادات الأكسدة هو إبطاء أو منع حصول هذه التفاعلات، لأنها تفاعلات ضارة بالجسم. ولذا فإن الكائنات الحية جميعها، بدء من التي تتكون من خلية واحدة ووصولاً إلي المكونة من مليارات الخلايا، تعتمد نظاماً معقداً وتحافظ على كفاءته وسلامته في القيام بعمليات منع الأكسدة. وأبسط الأمثلة هو زيت الزيتون. إذْ أن وجوده داخل الثمرة يحميه من الأكسدة والتزنيخ والفساد، وكذلك ما تُوجد من مواد مضادة للأكسدة تحميه أيضاً من تأثيرات الضوء أو الحرارة في تنشيط تفاعلات الأكسدة فيه طالما كان محتوياً على المواد الحافظة الطبيعية الخارجة مع عصر واستخراج زيت الزيتون. ولذا لو طال أمد بقاء زيت الزيتون متعرضاً للحرارة أو الضوء أو الهواء فإنه يفسد ويتلف. وكذلك الحال مع خلايا جسم الإنسان.

    إن ما يُسبب الكثير من الأمراض هو عدم قدرة الجسم على وقف أو إبطاء عمليات الأكسدة فيه. ولذا فإنه وبنشاط الأكسدة تترسب مركبات الكولسترول داخل جدران الشرايين. وبنشاط عمليات الأكسدة تتغير نواه الخلايا لتظهر الخلايا السرطانية في الأنسجة المختلفة في الجسم. وبنشاط عمليات الأكسدة تعتري بشرة الإنسان وجلده تغيرات السنين والتقدم في العمر. وبنشاط عمليات الأكسدة تتغير قدرات خلايا الدماغ على حفظ الذاكرة وقدرات استرداد المعلومات من مخازنها في خلايا الدماغ، فيظهر العته والخرف. وهكذا تتسبب الأكسدة بكثير من التغيرات المرضية في الجسم، والتي لا علاقة ظاهرية لها بالميكروبات أو غيرها.

    تفاعل الجسم مع البيئة التي نعيش فيها والعناصر التي تشكلها هو ما نحتاج لمقاومته جهازا من مضادات الأكسدة الفاعلة بكفاءة في مقاومة تأثيراتها علينا. وهذه التأثيرات السلبية تمر عبر طريق ما يُسمى بالجذور الحرة free radicals . وهي مواد قد تتمكن من أن تعيث فساداً في الجسم، ما لم تتم السيطرة عليها بالمواد المضادة للأكسدة.

    * عسل المن.. من أندر أنواع العسل > تناول النحل للمواد السكرية التي تفرزها الحشرات التي تتغذى على أنواع من الأشجار والنباتات، هو ما يُنتج نوعاً من العسل يُدعى بالمن. وأشهرها في أوروبا تلك التي تتغذى على إفرازات حشرات aphid Marchalina hellenica التي تتغذى على أنواع من الصنوبر التركي Turkish Pine. وهذا النوع من العسل يُعتبر من أنواع العسل الطبي في أوروبا وغيرها من المناطق لأن طعمه ومذاقه ليس كالمعتاد من أنواع عسل الزهور الذي بالإمكان استخدامه مباشرة في الأكل أو صناعة الحلويات أو كبديل للسكر. كما أن الأنواع المتوفرة من عسل المن في نيوزيلندا تأتي من تناول النحل لإفرازات حشرة حرشفية سوداء، تعيش في غابات منطقتين من الشواطئ فيها. هذا بالإضافة إلى الأنواع الألمانية من عسل المن للغابة السوداء.

    لكن ثمة مشكلة في تغذية النحل حال اعتماده في تغذيته على هذا النوع من السكريات، وهي أن هذه الإفرازات السكرية لا تحتوي على بروتينات. بخلاف رحيق الزهور المحتوي على غبار حبوب اللقاح الغنية بالبروتينات protein-rich pollen ، واللازمة لنمو النحلة نفسها.

    ويمتاز العسل هذا بعبق رائحته القوي، وغمق لونه الذي يأخذ لون العنبر أو الأحمر البني الغامق، وكثافة تكوين كتلته. وللعسل من هذا النوع محبيه والباحثين عنه. والتحليل الكيميائي له يُظهر احتوائه على 16% ماء، 38% سكر فروكتوز، 27% سكر غلوكوز، 3% سكر سكروز، 7% أحماض ومعادن.

    وبالإضافة إلي هذا النوع القليل التوفر من العسل، فإن ثمة النوع الممزوج من العسل. وهو أكثر الأنواع توفراً في الأسواق العالمية. حيث تُمزج لتكوينه أنواع شتى من عسل المصادر المختلفة. أما أنواع العسل المخصصة لبعض أنواع الزهور أو مجموعة محددة منها، فهو أقل أيضاً توفراً وإن كان أكثر من وجود عسل المن. مثل عسل التفاح أو الكرز أو الليمون أو البرتقال أو دوار الشمس أو الزعتر البري أو غيرها.


    ارجو ان يفيدكم ما جمعته لكم

    وانشاء الله لو كان هناك المزيد فسأضيفه هنا

    تحياتي لكم جميعا

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعة شاملة لافات القمح المختلفة
    بواسطة شلبي سعيد في المنتدى الوقاية ومكافحة امراض النبات (طب النبات)
    مشاركات: 56
    آخر مشاركة: 25-03-2011, 07:15 AM
  2. دراسة مشاكل خصوبة التربة
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى التربة وشبكات الري والأبار
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-05-2010, 09:42 PM
  3. منها واليها
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 18-09-2009, 04:59 PM
  4. دراسة سمية المبيدات
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى الوقاية ومكافحة امراض النبات (طب النبات)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-09-2009, 08:57 PM
  5. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك