+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: دراسة شاملة عن العسل .. وفوائدة .. وخصائصة .. والأمراض التي يعالجها .. او يحمي منها

العرض المتطور

  1. #1

    • رباب
    • Guest

    افتراضي دراسة شاملة عن العسل .. وفوائدة .. وخصائصة .. والأمراض التي يعالجها .. او يحمي منها

    بسم الله الرحمن الرحيم



    { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ } محمد: من الآية15

    دراسة شاملة عن العسل .. وفوائدة .. وخصائصة .. والأمراض التي يعالجها .. او يحمي منها



    خواص العسل






    يدخل في تركيب العسل ما يزيد على سبعين مادة مختلفة أهمها السكر ويشتمل على 15 نوعاً منه، كما يحوي ما يزيد على تسعة أنواع من الخمائر (الأنزيمات) واثني عشر نوعاً من الأحماض العضوية (acides organiques) التي تنتقل إلى العسل من غدد النحلة، وما يزيد على عشرين نوعاً مختلفاً من الأملاح المعدنية، ومن سبعة إلى خمسة عشر نوعاً مختلفاً من الأحماض الأمينية (acides amines) وستة أنواع على الأقل من الفيتامينات بالإضافة إلى الماء.

    وفي كل واحد كيلو غرام من العسل قوة غذائية عالية تعادل 3500 وحدة حرارية، أي ما يعادل 2.5 كيلو غرام من لحم البقر أو 7 كيلو غرامات من الحليب أو 10 كيلو غرامات من الخضار الطازجة، فضلاً عن ميزاته الطبية الوقائية والشفائية التي أثبتتها الدراسات العلمية الحديثة والتجربة، فالعسل يفيد لشفاء بعض أمراض الجهاز الهضمي والعصبي والجلدي والتنفسي، وجهاز المناعة والأمراض الإنتانية والاستقلابية وأمراض الشيخوخة وغيرها.. ولا عجب في ذلك فقد زوّد المولى عز وجل حشرة النحلة بخاصية جني الرحيق من كل الثمرات كما قال سبحانه: (ثم كلي من كل الثمرات) وتحويله في بطونها وإخراجه شراباً (فيه شفاء للناس).
    فالعسل إذن يختلف في تركيبه وميزاته الشفائية بحسب مرعى النحل الذي يستخرج منه، ذلك أن لكل زهرة خواصها الشفائية المودعة فيها من الخالق العظيم وقد هيأ الله جلت قدرته هذا المصنع الإلهي العجيب (النحل) لاستخلاص هذه المواد الشفائية من رحيق كل الثمرات شفاءً لجميع الأمراض، فالعسل المستخلص من رحيق أزهار الليمون مثلاً له ميزة شفائية مختلفة عن العسل المستخرج من رحيق الأزهار أو البرسيم أو البصل أو غيرها، وهنا تكمن إحدى المعجزات العلمية الكامنة في قوله جل وعلا: (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) (النحل: 69).لذلك كله كان في النحل سواء في خلقه أم في تنظيم حياته أم في السبل التي دفعها الله له للوصول إلى مختلف الثمرات لجني رحيقها وتصنيعه في بطونها أم في الشراب الذي يخرج منه، آيات لقوم يتفكرون، أي براهين علمية يقينية على وجود الخالق الذي خص النحل بسورة من سور كتابه المجيد وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه: (من أراد الحفظ فليأكل العسل)، وقال (صلى الله عليه وآله): (نعم الشراب العسل يرعى القلب ويذهب برد الصدر).


    ما هي مكونات العسل؟

    العسل مخزن كامل لمواد غذائية قيمة ولعقاقير في غاية النفع. وهي مادة معقدة التركيب فقطرة من العسل تحتوي أكثر من 100 مادة مختلفة وذات أهمية كبرى للعضوية. ويختلف تركيب العسل [1] اختلافاً يتناسب واختلاف الزهور والمناطق والأرض. والسبب الرئيسي هو اختلاف تركيب الأرض التي يتغذى منها النبات.

    وتكوّن السكاكر النسبة الأكبر لمكونات العسل فهي تبلغ 71-72 % من وزنه. فلقد كان العسل منبع المواد السكرية الأكثر أهمية منذ آلاف السنين. ولقد اكتشف حتى الآن حوالي 15 نوعاً من مختلف السكاكر، لعلّ أهمها سكر العنب 30% وسكر الفواكه 40% وسكر القصب 2-4% ثم من مقادير زهيدة من سكر الشعير والميلستيوز والدكسترين النشاء المحمص والأرلوز وغيرها. وأكثر هذه السكاكر لم تكن موجودة في الرحيق، لكنها تواجدت في معدة العسل عند النحلة خلال عملية الإنضاج والتخمير التي ذكرناها.






    وفي العسل مجموعة من الخمائر التي تلعب دوراً هاماً في حياة الكائن الحي. وخمائر العسل يأتي بعضها من الرحيق، وبعضها من النحلة. وأهمها خميرة الشعير التي تحول النشاء إلى سكر والقلابين التي تقلب السكر العادي إلى سكر عنب وسكر فواكه. والكاتالاز التي تحلل الماء الأوكسجيني والفوسفاتاز والخميرة المنتجة للحموض الخلية، وآثار من خميرة البروكسيداز والليبا. وباحتواء العسل على هذه الخمائر تجعله في مقدمة المواد ذات الأهمية بين جميع المنتجات الغذائية [2] يقول البروفيسور ف.بوكين: "بدون الخمائر فإن العضوية تموت من الهزال، مهما قدم لها من الطعام المغذي، فالعضوية لا يمكن أن تستفيد من أي غذاء بدون خمائر".

    ويؤكد الأكاديمي أ.باخ أن الخمائر تفعل في الخلايا والأنسجة وتنشط جميع أفعالها الحيوية ولو كانتبتمديد 1/200 مليون.

    أما تساندر فيؤكد أن الخواص الرائعة للعسل إنما تكمن في احتوائه على الخمائر، وأنها هي التي تحوّل ما يجنيه النحل من مواد عضوية ميتة إلى مادة حيّة.

    ويحتوي العسل على العديد من الحموض العضوية كحمض النمل والليمون والتفاح والطرطير وعلى آثار من حمض العنبر واللبن وحمض غلوكونيك وبيروغلوتاميك. وللحموض العضوية أثر في حفظ العسل وفي قوته الحافظة والمضادة للعفونة. [3]

    والعسل يحتوي على مجموعة من الفيتامينات [4] أهمها ب 1 التيامين، ب 2 أو والريبوفلافين و ب3، و ب5 أو الحمض النيكوتيني وب6 أو البيريدوكسين وفيتامين جvit c، كما يوجد آثار من البيوتين والفيتامين ك، والكاورتين والفيتامين و=E.
    ويؤكد ف.نيكراسوف [5] أن العسل يمكن أن يفيد كمادة مضادة لداء الحفر. ورغم أن الفيتامينات في العسل موجودة بمقادير ضئيلة غير أن تواجدها بشكل مركبات عضوية مع مواد أخرى هامة تتم عملها كالأملاح المعدنية والخمائر والحموض العضوية يجعلها سهلة التمثل كثيرة النفع وهي تأتي إلى العسل من غبار الطلع الذي يختلط به سواء في معدة العسل أو في خلية النحل. وتؤكد أبحاث عدد من الأمريكيين [6] أمثال هايداك وكيتز وغيرهم أن العسل يعتبر وسطاً ممتازاً لحفظ الفيتامينات، فهي تبقى فيه مهما تقادم عليه الزمن، في حين تفقد الفواكه والخضار فيتاميناتها بالحفظ والتخزين لفترة طويلة إلا أن التسخين يفقد العسل القسم الأكبر من هذه الفيتامينات.

    ونتيجة هضم غبار الطلع الداخل معدة العسل عند النحلة فإن العسل يحتوي على أنواع من الحموض الأمينية والبروتين ومشتقات الكلورفيل، وعلى أصبغة وروائح عطرية مشتقة من التربينات وأغوال سكرية كالمانيتول. كما يؤكد فيلاتوف احتواء العسل على منشطات حيوية تزيد الأفعال الحيوية في العضوية Biostemulators.

    والأملاح المعدنية توجد ضمن مكونات العسل وأهمها الكلسيوم والصوديوم البوتاسيوم والمنغنيز والحديد والكلور والفوسفور والكبريت واليود، ويعادل وزنها 0.02% من وزن العسل، وأثبتت تحريات مخابر جامعة موسكو إيوريش [7] وجود عناصر معدنية مجهرية microeletemntمن المنغنـزيوم والسيلسيوم والألمنيوم والبور والكروم والنحاس والليتيوم والنيكل والرصاص والقصدير والزنك والتيتانيوم والأوسيموم وبعض أنواع العسل تحوي الراديوم. والعسل الغامق أعنى بالعناصر المعدنية في الفاتح. وهي بكميتها الضئيلة جداً تقوم بدور هام في العضوية فهي تؤثر على قابلية الإثارة في الجهاز العصبي ونقصها يؤدي إلى فتور نشاط الإنسان في تفكيره وحركته، كما تلعب دوراً في تنفس الأنسجة وفي أعمال الدورة الدموية وتكوين الدم، وهي تنقص في عضوية الشيوخ، ولذا فإن إعطاءها لهم مع العسل هو أمر ضروري جداً.

    وهناك مركبات مجهولة في العسل قد يكون لها دور أكثر أهمية مما ذكرنا من المواد، بعضها من خواصه: مثل خاصة تنشيط الكولين الذي يحول دون تكدس الدهن في الكبد، وأشار Marquardetإلى أن العسل يحتوي على 2.5 بالمليون من هذه المادة [8] . وأكد كوخ وجود هذا العامل وأنه ينشط تحول سكاكر العنب إلى غليكوجين في الكبد وأسماه عامل الغليكوتيل وله فائدة في استقلاب السكاكر عند السكريين. وأكد أوليفر [9] وجود هرمون نباتي في العسل، أما دينغمان فقد وجد هرموناً جنسياً من نوع الأستروجين وأكد آخرون وجود هرمونات ابتنائية Anabolicتفيد في عمليات التصنيع البروتيني.

    وعلى هذا نجد أن العسل ليس مجرد غذاء حلو لذيذ فقط، لكنه مخزن كامل لمجموعة من العقاقير العلاجية والوقائية الفعالة وهو وإذا كان قد أخذ دوره فعلاً في جداول الحمية وفي معالجة بعض الأمراض وعند الناقهين، فإن معظم المؤسسات الصحية الحديثة لم تنصف العسل بعد، ولم تتح له المجال اللائق في التداول كعلاج فعال وشاف في كثير من الحالات المرضية المستعصية.

    خواص العسل الحافظة والمضادة للحيوية:

    تدل الوثائق التاريخية أن الشعوب القديمة عرفت الخواص الحافظة للعسل، ولقد استعمل المصريون اليونان القدامى العسل لحفظ موتاهم. ومن المشهور أن جثمان الإسكندر المقدوني الذي توفي أثناء فتوحاته في المشرق قد نقل إلى عاصمته مكدونيا بعد غمره بالعسل. وفي بورما درجت العائلات الفقيرة على حفظ جثث موتاهم بالعسل ريثما يتدبرون أمر دفنها، ومما يدهش له أنهم يأكلون العسل بعد انتشال الجثث منه لاعتقادهم ببقائه صالحاً للأكل.

    ومنذ أكثر من قرن كتب سوماركوف [10] يقول: "يملك العسل خواص مدهشة فهو يحفظ الفواكه والخضر واللحم من الفساد. لذا فإن سكان جزيرة سيلان يقطعون اللحم إلى قطع صغيرة ويطلونها بالعسل ثم يضعونها في جوف جذع شجرة مرتفعاً عن الأرض، ويتناولونها على مدى سنة، حيث أن اللحم يبقى وكأنه طازج بل إن مذاقه يصبح أفضل".

    لقد قام طبيب الجراثيم ساكيت [11] بزرع جراثيم مختلف الأمراض في مزارع من العسل الصافي، لقد أذهلته النتيجة المدهشة، فقد ماتت جميع الجراثيم وقضي عليها خلال أيام: لقد ماتت جراثيم التيفوس بعد 48 ساعة، وجراثيم الحمى التيفية بعد 24 ساعة، والمكورات الرئوية: بعد 4 أيام، وكذا المكورات العقدية والعنقودية، أما جراثيم الزحار والعصوي فقد ماتت خلال 10 ساعات، وأعاد الدكتور لوكهيد تجارب ساكيت وتأكد من نتائجه من أن الجراثيم الممرضة للإنسان تموت بالعسل، لكنه أضاف بأن بعض الخمائر المقاومة للسكريات وغير الممرضة للإنسان يمكن أن تعيش في العسل ولا تؤثر في طعمه.

    ويعلل المؤلفون خواص العسل القاتلة للجراثيم بنظريات مختلفة، وقد يكون الأصح بآليات متعددة، فالطبيب الإيطالي أنجيلو دوبيني يعتقد [12] أن خاصية العسل الحافظة تعود إلى احتوائه على كمية من حمض النمل Formic Acidعلاوة على أنه يحجب الهواء عن المادة العضوية ويمنع وصول العوامل المختلفة المؤدية إلى فسادها.

    ويرى آخرون أن خاصية العسل الحافظة تعود لارتفاع نسبة السكاكر فيه، وهكذا فإن هوشتستر [13] يؤكد أن الجراثيم الضارة بالإنسان لا تعيش في بيئة سكرية عالية التركيز كالعسل، وعلى العكس فإن هذه الجراثيم تنشط في بيئة سكرية، ذات تركيز سكري ضعيف 15 -20 %. فيستوي بناء على هذه الوظيفة المربى والدبس مع العسل. وينقض هذه الفرضية الدراسة التي قام بها ستويمير ملادينوف [14] حيث درس الخواص الحافظة لأنواع من العسل الطبيعي فوضعها في أوانٍ معقمة ووضع في كل منها 100 حبة من كل من الفاصولياء والشعير والقمح والذرة، وقطعاً طازجة حيوانية من الكلى والعضلات والسمك والأفاعي. أغلقت الأواني بإحكام وتركت لمدة سنة في درجة حرارة الغرفة، وللمقارنة أعيدت نفس التجارب ولكن بعسل صناعي. وقد تبين أن الحبوب والقطع الحيوانية التي حفظت مع العسل الطبيعي بقيت على حالها دون تغيير مدة أربع سنوات، حتى أن الحبوب بقيت قابلة للإنتاش، في حين لوحظ تعفن جميع هذه المواد التي حفظت في العسل الاصطناعي منذ اليوم الخامس لحفظها.

    وكثيرون يرجعون خاصية العسل المضادة للحيوية إلى التأثير المشترك للخمائر مع السكاكر الموجودة فيه. وهكذا فإن موهريغ وميسنر [15] يؤكدان أن الخمائر الحالة الموجودة في كل من العسل هي المسؤولة عن إبادتها للجراثيم وهي موجودة أيضاً في معي النحل ومعدته.

    ومن المجمع عليه اليوم وجود مواد مثبطة لنمو الجراثيم ضمن تركيب العسل، وهي مواد يظن أنها من صنع النحلة. وقد قام البرفسور إبوريش [16]ومساعدوه معهد كييف الطبي بدراسة الخاصة المضادة للحيوية للعسل، وقارنوا تأثيراها مع عسل صناعي مكون من 40% غلوكوز، و30% فركتوز، و0.02% حمض النمل في مصل غريزي. وأخذ للزرع جراثيم مقيّحة من مكورات عقدية وعنقودية وجراثيم التيفية وشميتز. فتبين له أن نمو الجراثيم كان كبيراً في الوسط السكري الصنعي العسل الاصطناعي بينما أثبطت نماذج العسل الطبيعي نمو هذه الجراثيم.

    وقد قامت كاغونوفا -إيوريش بزرع الأبواغ الفطرية المولدة للعفن [17] على 20 نموذجاً من العسل فتبين لها أن تلك الفطور المزروعة ماتت كلها مما يؤكد أن العسل يحتوي بالإضافة إلى المواد المضادة للجراثيم على مواد مضادة للفطور العفنة.

    وقد أجرى الدكتور أويابسكي -إيهور [18] وزملاؤه دراسة مخبرية لمعرفة تأثير العسل على فطر المبيضات candida الذي يؤدي إلى تخريش وحكة في الثنيات وخاصة عند البدينات وبين الأصابع وتكثر عند المصابين بالسكري والإيدز. وقارن تأثير العسل عليها مع العديد من المضادات الفطرية على 72 عينة. وتبين له أن المضادات الفطرية التي كانت فعالة بشكل عام، قد عندت عليها بعض السلالات الفطرية بشكل كامل، ولم تستجب لها في حين استطاع العسل القضاء تماماً على كل هذه السلالات الفطرية المعندة على الأدوية المعتادة. واستنتج الباحثون وجود مادة في العسل لها خاصية القضاء على فطر المبيضات.

    أما ريمي شوفان [19] R. Chauvinفيؤكد وجود مادة مانعة لنمو الجراثيم في العسل ويعزو إليها فقط خلوّه من الجراثيم، وأن عسل الزيزفون والأشجار المثمرة تحوي على نسبة عالية من هذه المادة. وأثبت العالم دولد [20] وزملاؤه وجود مادة مضادة للجراثيم في العسل دعوها Inhibineوأنها توقف نمو العصيات التيفية ونظيراتها والمكورات العنقودية المذهبة البيضاء وعصيات شيغا الزحارية وعصيات القيح الأزرق وضمات الكوليرا توغيرها كما تقضي على عصيات الخناق الدفتريا.

    ويصفون الأنهبين بأنها مادة غير ثابتة إذا تعرضت للحرارة، وهي قابلة للإنحلال بالنور، وتنطرح من المصافي فائقة الدقة، لذا لم يتمكنوا من عزلها.

    وأكدت أبحاث متشينكو وفيريو [21] وجود المادة المانعة Inhibineفي العسل، وبينوا أن محلولاً عسلياً بنسبة 17 % يمنع النمو الجرثومي. أما العالم فرانكو فقد أكد أن مزيجاً من العسل 20 % مع الآغار 2% يمنع نمو العصيات التيفية وعصيات القيح الأزرق والزحار.

    وأثبت أوسان [22] أن الجروح المحدثة عند الفئران والملوثة بالمكورات العنقودية تنظف بسرعة وتخلو من الجراثيم بفعل العسل. ويرى بوشيزر أن للعسل تأثيراً جاذباً للكريات البيضاء من الدم، والذي ينبه فعل البلعمة، كما يذكر بوثمان التأثير المانع في عسل الأزهار على العصيات السلية. وأن العسل إذا حقن للسمور المصاب بالسل يساعده ضد المرض بالنسبة لنظيره غير المحقون عسلاً.

    أما الدكتور جوناتان وايت [23] J . Whiteفقد اكتشف وجود الماء الأوكسجيني في العسل، وأن نسبته في العسل تفوق التركيز اللازم منه ليتوقف النمو الجرثومي 2 بالمليون لذا فهو يرجع التأثير المثبط لنمو الجراثيم في العسل إلى ما يحويه من الماء الأكسجيني. وقبل ذلك وفي عام 1941 كان جوهه [24] قد اكتشف فيب مرئ النحل عدداً لها خاصية إفراز خميرة غلوكوز أو كسيداز التي تكون حين تفككها الماء الأوكسجيني. والجدير بالذكر أن المادة المؤثرة في البنسلين الذي استخدمه الإنكليز أثناء الحرب العالمية الثانية هي نفس هذه الخميرة.

    وأخيراً فهناك فرضية ترد تثبيط العسل للجراثيم بسبب غناه بعنصر البوتاسيوم [25] فهو أي البوتاسيوم يسحب من الجراثيم رطوبتها الضرورية لحياتها نظراً لشراهته للماء فتموت الجراثيم بسبب جفافها.

    ونحن نرى ألا تناقض بين هذه النظريات فالعسل في مكافحته للجراثيم وقضائه عليها بوسائط وأسلحة متنوعة يملكها كلها. وهذه حقيقة أكدتها الأبحاث التي ذكرناها، وسنشاهد تطبيقاتها العملية في الفصول القادمة.

    حفظ الأنسجة في العسل:

    لقد ازدادت في الآونة الأخيرة احتياجات الطب الحديث إلى الأنسجة الحية المحفوظة كالعظام والعيون والغضاريف والأوعية الدموية وغيرها لإجراء عمليات التطعيم. وقد كانت تحفظ خارج العضوية إما بالتبريد أو ضمن محاليل مختلفة كالمصورة أو محلول رينجر لوك وتايرود وغيرها. وهي محاليل لا يمكن أن نحافظ فيها على هذه الأنسجة عقيمة لمدة طويلة.

    كما أن الأنسجة المحفوظة في البرودة كما يقول فيلاتوف [26] تولد فيها البرودة مواد تؤدي بعد إدخالها في جسم الإنسان إلى تفاعلات غير مرغوب فيها، كما أن استعمال المحاليل الغولية تؤدي إلى تموت النسج وعدم صلاحيتها للتطعيم.

    وقد بدأ الدكتور [27] أكوبيا منذ عام 1945 باستعمال محاليل العسل لحفظ الأنسجة. وأثبت أن محاليل العسل الطازجة 25% و50% تبقى عقيمة خلال سنوات. وبالنسبة للعظام فالمحلول العسلي هو أفضل وسط للحفظ، وخاصة العظام الطويلة فقط بقيت محتفظة بخواصها الحيوية لأكثر من ست سنوات، وكانت نتائج تطعيم العظام بها ممتازة في 250 عملية جراحية أجريت تحت إشرافه.

    وقد أثبت ل. ليفيا وب. تسيرلين [28] أن النسج الحية المحفوظة بالعسل والمأخوذة بالأصل من الجثث تتعايش مع جسم الآخذ بشكل أفضل من النسج المأخوذة مباشرة من إنسان حي، إلا أن تجاربهما في مشفى العيون التابع لمعهد الطب الثاني موسكو أثبتت أن أفضل تركيز للمحاليل العسلية من أجل حفظ العيون هي 16% وكذا بالنسبة للجلد. أما العظام والغضاريف فإن المحاليل بتركيز 33% هي الافضل.




    يتبع

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا


    التعديل الأخير تم بواسطة رباب ; 28-04-2009 الساعة 12:48 PM

  2. #2

    • رباب
    • Guest

    افتراضي كشف الغش في العسل:

    كشف الغش في العسل:


    على الطبيب أن يتعلم بعض الاختبارات البسيطة لكشف غش العسل.

    فمن الاختبارات الموجهة [29] البسيطة: نصب قليلاً من الغول المطلق على قليل من العسل، فالعسل النقي لا ينحل في الغول. وإذا وضعنا قطرات من العسل على ورق جريدة أو ورق جاف، نلاحظ أنه تحصل بقعة ناتجة عن وجود الماء المضاف إلى العسل. وإذا غمسنا عود كبريت في العسل ثم أشعلناه فإن ظهور شرارات أثناء احتراق العسل دلت على أنه مخلوط بالسكر، أما العسل النقي فيصبح فيه غليان وتكون شعلته مستمرة.

    ويرى لوتينفز [30] أنه إذا انحلت كمية من العسل بضعف وزنها ماء فإن السائل الرائق الناتج يكون ذو تفاعل حامضي بوجود ورق عباد الشمس.

    وإذا أذيب 5 غ من العسل في 20 غ ماء مقطراً وأضيف إليه بضع قطرات من نترات الفضة أو كلوريدات الباريوم يظهر لون صدفي بسيط يدل على عدم وجود الكلوريدات أو الكبريتات على التوالي.

    وعندما نصب 1سم3 من الغول المطلق على جدران أنبوب اختبار يحتوي على محلول عسلي2-4 سم3 نجد أن حدود التماس للسائلين تظهر لوناً صدفياً لكنه سرعان ما يزول، وملاحظة منطقة ذات لون بني تشير إلى غشه بسكر نشوي. وإذا صببنا 0.5 سم3 من المحلول العسلي فوق 2 سم3 من حمض الكبريت النقي فإن خط التماس الملون يجب ألا يظهر مباشرة، وفي غضون ساعة ينقلب إلى أصفر أو بني فاتح، أما إذا ظهر كخط بني منذ البداية وانقلب إلى أسود خلال 30دقيقة دلّ إلى وجود سكر قصب.

    وإذا مزجنا 1غ عسل مع 5غ مـاء وغلينا المزيج وأضفنا إليه بعد أن يبرد قليلاً من اليود فاللون الحاصل إذا كان أزرق أو أخضر دلّ على وجود النشاء.

    وهناك [31]فحصان بسيطان:

    يذاب 1غ عسل في 5غ ماء مقطر ويترك إلى اليوم التالي فإذا كانت فيه مواد غريبة رسبت في القاع، أما إذا كان المحلول رائقاً فهذا يعني أن العسل نقيا.

    وإذا أذيب العسل في غول درجته 55 وترك يوماً واحداً فإن وجود رواسب صمغية في قاع الإناء تدل على غشه.



    العسل غذاء قيّم

    يعتبر العسل بحق مادة غذائية قيمة، يقف في المكان الأول كمصدر للسكريات بين كافة الأغذية. وهي وإن كان بعضها المصنوع من السكر العادي يقدم من الطاقة أكثر مما يقدم العسل1كغ سكر تعطي 3900 حريرة، بينما يعطي 1 كغ من العسل 3150 حريرة إلا أن غناه بالعناصر الأخرى وبنوعية سكاكره تجعل له أفضلية مطلقة لا تقبل الجدل. هذا ويجب أن ينتبه إلى عدم تسخينه فوق درجة 60ْ حتى لا يفقد خواصه.

    وتمتاز سكاكر العسل بسرعة امتصاصها من الأمعاء وسرعة وصولها إلى الأنسجة وتمثلها في الكبد. كما أنه أفضل من السكر العادي من حيث أنه يجدد ويحفظ القوة العضلية، ولهذا نجد أن المصارعين الأمريكين [32]يرفعون نسبة تناولهم للعسل أثناء تدريباتهم الرياضية.

    ويصفه البرفسور[33]تاونسند بأنه الطعام الحيوي للرياضيين فهو مصدر سريع للطاقة لا تؤدي كثرته إلى رد فعل مؤذ كالآلام المعدية التي تحصل عند تناول كمية كبيرة من السكر العادي، وقد لاحظ أن الرياضيين الذين يتنافسون لدرجة الإرهاق يستطيعون استعادة نشاطهم بسرعة كبيرة عندما يتناولون شاياً أو قهوة أو عصيراً محلاة بالعسل.

    كما أن العسل عندما يؤخذ بعد التمارين الرياضية فإنه يعوض النقص في الطاقة المبذولة أثناء الأنشطة العنيفة. لقد تبين في تجارب دوام القدرة أن الذين كانوا يعطون العسل قبل التجربة وأثناءها قد تحملوا مستوى أعلى من الجهد من الذين لم يتناولوه. أما الدكتور وودارد Woorard [34]المستشار الفخري للفرق الأولمبية، أكد أنه في المباريات العنيفة يحتاج المتنافس إلى كمية كبيرة من السكر ويحدث لديه رجفان يمكن تلافيه بإعطاء العسل.

    ويساعد العسل على نمو العضوية وخاصة الفتية منها، ويلعب وجود الزيوت العطرية فيه دوراً منشطاً للجهاز العصبي والقلب، لذا يؤكد البرفسور كوستوغلوبوف [35]فائدة العسل للأشخاص المنهكين أو المجهدين فيزيائياً أو فكرياً وللناقهين من الأمراض الشديدة.



    وتزداد أهمية العسل الغذائية باحتوائه على الفيتامينات الضرورية للعضوية، فالفيتامين ب2 يلعب دوراً هاماً في استقلاب المواد الغذائية ويزيد في مناعة البدن تجاه الأمراض الإنتانية. أما الفيتامين ب6 فيلعب دوراً مماثلاً في الإستقلاب البروتيني ويؤدي فقده من الغذاء إلى أن تصبح البروتينات وحاصلات هضمها سموماً للعضوية، ويحدث اختلاجات عند الرضع عند نقصه من غذائهم. وحمض الغوليك يساعد في عملية توليد الدم ويشارك في عمل الغدد الصماء. فالهرمون الجنسي ستلبسترول يصبح أكثر فعالية بوجود حمض الغوليك.

    ويؤكد البروفسور شوفان[36]أن العضوية الإنسانية يمكنها أن تمتص كميات كبيرة من العسل دون أي أذى، وقد جرب العالم Noeckerعلى نفسه إذ تناول 300 غ من العسل يومياً مع الزيت والطحين دون أن يشعر بأي اضطراب. كما تابع س. ملادينوف [37]تغيرات مستوى السكر في الدم والبول عند 500 مريض كانوا خاضعين للمعالجة بالعسل من 100-500غ طيلة عشرين يوماً، فلم يلحظ أي ارتفاع في مستوى سكر الدم كما لم يلاحظ أي أثر للسكر في البول عندهم.

    ووفقاً لرأي زايس [38] Zaiss وفيليبس PHllipsوكيلاس Caillasفإن العسل يساعد على هضم الأغذية الأخرى وتمثلها. أما إيوريش Ioyrishفيقول [39] بأن التجارب أثبتت الخواص المقوية العامة للعسل: فقد زاد وزن المرضى وارتفع الخضاب في دمائهم ونقصت نسبة التنبه في الجهاز العصبي مما جعلهم يشعرون بالراحة والنشاط. وقد ورد ذكر العسل في بعض دساتير الأدوية العالمية مثل Oxymel Simplexiوهو مزيج من العسل والخل بنسبة 3/1.

    وهذا المزيج اهتم له الأطباء المسلمون وكانوا يسمونه السنكجبين لقوله صلى الله عليه وسلم : خير الأدم الخل.

    وهناك أيضاً Mel Calchiciوهو مزيج من العسل واللحلاح يوصف للمصابين بالنقرس. Mel Rosatumوهو مزيج متساوٍ من العسل ومنقوع الورد 50غ من الورد لـ 300 غ ماء ويستعمل كمقبض.



    العسل وداء السكري:

    يحدث الداء السكري نتيجة قصور في غدة المعثكلة حيث أنها لا تنتج كفاية البدن من الأنسولين -الهرمون الضروري لحرق السكريات وتخزينها- مما يؤدي إلى عدم استفادة البدن من السكاكر بشكل كامل ويطرح الفائض منها مع البول، لذا فبول السكريين حلوٌ غالباً. ويرى كل من بيك Beekوسمدلي Smedley [40] أن الداء ينجم عن تصلب المعثكلة والتهاباها نتيجة الإفراط في تناول السكر العادي وملح الطعام.

    ويعتبر نقص الغلوكوجين من أهم مظاهر الاضطراب في الداء السكري. ويختزن الغلوكوجين في الكبد عادة ثم يستعمله البدن كأهم مصدر للطاقة على شكل سكر عنب. لكن المصاب بالسكري يعجز عن حرق السكريات، كما يضطرب عنده استقلاب الدهن ويؤدي إلى عدم احتراقها الكامل وإلى تشكل الحموض الأمينية غير المؤكسدة الخلون Aceton.

    واستعمال الأنسولين وهو هرمون المعثكلة يصلح الوضع المرضي ويحول السكاكر إلى غلوكوجين كما يعمل على حرق سكر العنب في الأنسجة. فالأنسولين ملحق في معالجة الداء السكري وليس وسيطاً للشفاء.

    واستعماله عملية شاقة. إذ يتحتم حقنه في أوقات معينة وبمقادير يجب أن تتناسب ونوعية الطعام ومقدار سكر العنب في الدم. ولذا فإن أي مادة يمكن أن تستعمل عن طريق الفم بدلاً عن حقن الأنسولين لا تقدر بثمن. كما أن الحمية التي تمنع المصابين بالسكري عن تناول السكريات طيلة عمرهم أمر لا يحتمل أيضاً.

    فإذا كان المريض المصاب بالسكري يستطيع استعمال العسل لتحويله إلى غلوكوجين لتمويل الجسم بمورد للطاقة يحتاجه كثيراً فإن ذلك يكون ذا قيمة كبرى، وهناك أدلة ثابتة تشير إلى إمكانية ذلك. فالعسل والسكر العادي يختلفان كثيراً في تركيبهما الكيماوي وفي تأثيرهما الغريزي وخاصة بالنسبة للمصاب بالسكري. إن السكر العادي يستقلب في البدن إلى سكر عنب، أما العسل فيتكون من سكر عنب وسكر فواكه، وهناك اختلاف كبير بين سكر العنب وسكر الفواكه، والذي يشكل كما رأينا السكر الرئيسي في العسل يشكل أكثر من 40 % من تركيب العسل.

    ولقد تمكن منكوفسكي [41]بتجاربه على الكلاب بعد استئصال معثكلتها أن يبرهن أن كبد هذه الحيوانات تستطيع تكوين الغلوكوجين من سكر الفواكه، بالرغم من عدم تمكنها من بنائه من سكر العنب، وبرهن كريج [42]أن حقن سكر الفواكه في وريد السكريين لا يرفع سكر الدم عندهم إلا قليلاً إذ أنهم تمكنوا من تغييبه في الكبد. كما تمكن سايجي [43]أن يبرهن أن تمثل سكر الفواكه حرقه + تكوين الغلوكوجين سهل في العضوية ولو كانت مصابة بالسكري.

    كما أن تجارب كثيرة أجراها أموس Amossوروت Ruteوبفزنر وغيرهم [44]أثبتت أن تحمل سكر الفواكه واستقلابه في عضوية السكريين أفضل من تحمل غيره من السكاكر وخاصة سكر العنب. ومن أجل هذا ينصح ريزغا السكريين أن يتناولوا العسل عوضاً عن كافة ما ورد في حميتهم من ماءات فحم.

    وأكد كل من كوخ [45]وبوم غارتن أن حقن سكر الفواكه في الوريد لا يرفع سكر الدم إلا بمقدار ضئيل أقل بكثير من ارتفاعه بعد إعطـاء سك العنب، وعند إعطاء محاليل العسل وريدياً فإن مستوى سكر الدم يهبط أيضاً. وقد قام العالمان كيليان وتوبياش من جامعة فرانكفورت بتجارب هدفها إثبات إمكانية استعمال العسل كمادة للتحلية لدى السكريين فأعطيا كمية متعادلة من العسل وسكر العنب لأشخاص أصحاء وآخرين مصابين بالسكري. فتبين أن ارتفاع سكر الدم بعد إعطاء سكر العنب يكون أكثر وأطول أمداً من ارتفاعه بعد إعطاء العسل، وأن اختلاف تغير سكر الدم هو اختلاف واضح جلي وبعيد عن خطأ التجربة بما لا يقبل الجدل.

    وعند المصابين بالسكري الذي يطرحون في أبوالهم كميات متعادلة من السكر يومياً فإن هذه الكميات لا تزيد مطلقاً بعد إعطاء العسل لهم. وهناك حالات هبطت كمية السكر المطروحة في البول بعد إعطاء العسل. كما أثبتت المؤلفان أن إعطاء السكريين 20 غ من العسل صباحاً و20غ بعد الظهر دون أن تغيير في كمية الأنسولين أو نوعية الحمية لا تؤثر على مستوى سكر الدم عندهم.

    ويؤكد هذان العالمان أن العسل الصيفي حيث لا تطعم النحلة غير رحيق الأزهار، هو عسل ممتاز للسكريين، أما العسل الشتوي حيث تطعم النحلة السكر العادي فهو عسل لا يناسب السكريين.

    ويؤكد ستراوس وروزنفلد [46]أن سكر الفواكه وكل السكاكرالتي تعطي بعد تحللها سكر الفواكه كالدكسترين والملزيتوز يعطي ذرتين سكر فواكه + ذرة سكر عنب يتحملها السكريون أكثر من سكر العنب ولها نفس التأثير الحسن عندهم، ولقد توصل منكوفسكي [47]بتجاربه على الكلاب بأن للعسل فائدة كبرى كمداواة داعمة لإحمضاض الدم الذي يصادف كاختلاط خطير للداء السكري. وكان العالم فون نوردن قد أوحى في كتابه منذ عام 1898 بإعطاء سكر الفواكه لمعالجة تخلون الدم وما يرافقه من سبات أحياناً.

    ولعل أقدم مشاهدة عن معالجة الداء السكري بالعسل تعود إلى الطبيب الروسي أ.دافيدوف 15 عام 1915 حيث يقول: "إن العسل يمكن أن يكون ضرورياً للمصابين بداء السكري في كثير من الأحوال، فهو كمادة حلوة لذيذة يمكنه إذا ما أضيف إلى جدول الحمية الخاص بالسكريين أن يفي برغباتهم نحو المادة السكرية دون أن يحيجهم إلى تناولها بأشكالها الضارة لهم، كما ثبت أن العسل يمنع تخلون الدم وينقص إفراغ سكر العنب في بول المصابين".

    وقد درس البرفسور [48]فاتيف تأثير العسل على الأطفال المصابين بالداء السكري وبين له بشكل لا يقبل الجدل حسن تأثير العسل على سير الداء عندهم. فقد عالج 36 طفلاً مصابين بالسكري بإعطاء الطفل ملعقة شاي من العسل قبل كل طعام 3 ملاعق يومي.

    ومن أمريكيا[49]اشتهر كل من الدكتور مريك من أوهايو وغوس من Middel Perryبمعالجة الداء السكري بالعسل بنجاح. أما البرفسور جيورجي مكتشف الفيتامين ج فقد نشر بحثاً عن استعمال حمض العنبر Succinic acidلمعالجة السكريين. وهذه الملاحظة تبين دور الحموض العضوية الموجودة في العسل إلى جانب حمض العنبر كحمض اللبن والتفاح وغيرها في الداء السكري، ويبدو أنها تعدل من تشكل مادة الخلون عند المصابين.

    واعتماداً على ما اكتشف حديثاً من أن العسل يحتوي على مواد تعادل بتأثيرها الأنسولين وأن سكره هو سكر الفواكه فإن إيوريش[50] ينصح السكريين بتناول العسل وخصوصاً العسل الفيتاميني الذي حضر في معهد الفيتامينات للأبحاث في موسكو. وهو عسل طبيعي مضاف إليه الفيتامين ب1 و ب و ج، التي ثبت أن لها تأثيراً حسناً على استقلاب السكريات في عضوية المصابين بالسكري.

    ونحن نرى أن المصابين بالسكري يمكنهم أن يجربوا ما ورد على لسان مشاهير الأطباء من تناول العسل بشرط أن يتحروا العسل الصافي الخالي من الغش وأن يتأكدوا من أن النحل نفسه لم يطعم السكر العادي، وأن تجرى المعالجة تحت إشراف طبيب اختصاصي.


    يتبع

  3. #3

    • رباب
    • Guest

    افتراضي العسل والشيخوخة

    العسل والشيخوخة






    قناع من عسل ونتّّقي مظاهر الشيخوخة المبكرة *

    يعاني الجلد بعد سن الأربعين من تغيّرات ضمورية واستحالية تشمل كافة النسج المكونة له, يفقد معها الجلد خاصيّته للاحتفاظ بالقدر اللازم من الرطوبة ويضعف إفرازه الدهني فيصبح جافاً وتبدأ التجعدات بالظهور فيه .

    وإن إطالة فترة شباب الجلد ورونقه وإبعاد شبح الشيخوخة عنه ممكن إلى حدّ ما باستعمال تمرينات متنوعة لعضلات الوجه ومسّاجات فاعلة , وأخيراً تطبيق معاجين لتغذية البشرة ولإغنائها بالغلوكوجين والفيتامينات مما يزيد في مقوّيته وحيويته , وفي مقدمة هذه المواد يحتل العسل المكان الأول .

    وقد عرفت حضارات العالم القديم من فرعونية ويونانية وغيرها من خاصية العسل في المحافظة على نضارة الجلد وحيويته. وقد عرف أن أشهر ملكات العالم بجمالهن: كليوبترا وبلقيس وملكة إنكلترا السابقة ( آن ) كنّ يدلكن أجسادهنّ ووجوههنّ بمراهم العسل .










    وفي الوقت الحاضر فإن كميات هائلة من العسل وشمع العسل تستهلك لتحضير العديد من مستحضرات التجميل الرائعة حقاً , فالبشرة تتعرض دوماً للتقلبات المناخية وفعل الرياح , مما يجعلها تجف وتخشن وقد تتوسف ويقوم العسل بفعل مطهر ووقائي لها . وينصح البروفيسور أ. كارتاميشف[1] بتطبيق قناع عسلي ( 50- عسل , 30- طحين , 20- ماء ) للبشرة الجافة ولمعالجة تجعداتها المبكرة . ينظف الوجه بالماء ويهيّأ بوضع كمادات ساخنة لمدة 3 دقائق, ثم يطبق المزيج السابق على الوجه بين طبقتين من الشاش مجهّزة بفتحات مكان الأنف والفم والعيون , ويبقى لمدة 20 دقيقة , ثم تطبّق بعد إزالة كمادات ساخنة لدقيقتين ويغسل الوجه بعدها بالماء .

    أما البروفيسور أستفاتساتورف والدكتورة كولغونينكا[2]( من معهد موسكو المركزي للعلاج التجميلي ) فينصحون ذوي البشرة الجافة والمجعدة بوضع قناع العسل مع صفار البيض ( ملعقة شاي مع العسل + صفار بيضة واحدة , وقد يضاف إليه زيت نباتي ) تمزج تطبق على الوجه مباشرة بعد تنظيفه لمدة 15 – 20 دقيقة ثم يغسل الوجه بماء عادي .

    ويرى إيوريش[3]أن أقنعة العسل من أفضل الوسائل في العلاج التجميلي , فالعسل يطرّي الجلد ويغذيه , إذ يغذي أليافه بالغلوكوجين الضروري لحركة ومرونة عضلاته الملس , كما يساعد على ارتشاف الفضلات السائلة من الجلد علاوةً على تأثيره المطهّر من الجراثيم , مما يعني أنّ العسل ونضارة الوجه صنوان .

    يؤكّد س. تونزلي[4]فضل العسل للوقاية من اضطرابات البشرة والتهاباتها نتيجة الإكثار من استعمال مواد الزينة المتنوعة ( المكياج ) . ويورد العديد من الوصفات العسلية . فمن أجل الحفاظ على الشعر قوياً لامعاً , يدعك مقدارين من العسل مع مقدار واحد من زيت الزيتون وتحفظ في مكان دافئ , ثم يدعك بها الشعر لعدة دقائق , ثم يرض على حرارة مصفف الشعر ( السيشوار ) لمدة نصف ساعة ثم يغسل . وتضمن هذه المعالجة رونق الشعر ونظافة الفروة وتطبق 1-2 مرة كل شهر .

    وينصح ربات البيوت وكل من يشكو من خشونة وجفاف اليدين أو تشققهما بتطبيق مرهم يتكون من ( ملعقة كبيرة من العسل + ملعقة شاي من الغليسيرين + بياض بيضة + كمية من الطحين تضاف للمزيج حتى يصبح بشكل عجينة مناسبة ).

    وتورد ماريا لوبنتو[5] عدداً من الوصفات التجميلية منها قناع العسل ( 3 ملاعق عسل صغيرة + ملعقة واحدة من ماء الورد أو ماء زهر البرتقال + طحين مقدار كاف لصنع عجينة مناسبة ). وتنقل عن الصينيين وصفة لمرهم مطرّ للوجه واليدين ( ملعقة شاي من زيت اللوز + ملعقتين من العسل الفاتح + صفار بيضة واحد + بضع نقاط من عطرك المفضل ) , ويفيد هذا الرهيم جيداً لمعالجة القشب .

    ولمعالجة فرط التصبغ في الوجه من كلف أو نمش ( زهرة ) يحضر المزيج التالي : 6 ملاعق من العسل ( ويفضل عسل الحمضيات ) تمزج مع ملعقة شاي من الغليسيرين في إناء فوق بخار ماء ساخن . تطفئ النار ثم يضاف ملعقة من الغول Alcoholمع بضع قطرات من عطر العنبر وملعقة من عصير الليمون . يدهن الوجه بهذا المزيج بعد تنظيفه ثم يزال بعد ساعة بماء فاتر .

    ولتطرية الوجه تصف المرهم التالي : يذاب ( مقدار) من شمع العسل على حمام بخاري ثم يضاف إليه مقدار من عصير الليمون , 1/2 مقدار من زيت الزيتون ، ( مقداران ) من ماء الورد أو زهر النارنج + 3 مقادير من العسل . وتصف لتشقق الشفتين والقشب مزيجاً من العسل وعصير الليمون والكولونيا بنسبة الثلث من كل منها حيث تعطي نتائج ممتازة .

    وينصح أيوريش باستعمال مغاطس العسل لكامل البدن ( 200-250غ عسل لكامل المغطس ) و التي تملك خواص وقائية وعلاجية للجلد وللعضوية كافة . أما درجة حرارة تلك المغاطس فيقررها الطبيب المعالج حسب الوضع الصحي العام للمريض .

    ومن هنا نرى ما لأقنعة العسل ومراهمه من تأثير ممتاز على الجلد فهي تنشطه وتعطيه النضارة والنعومة وتخفف من تجعداته فتعيد إليه رونقه وشبابه .




    معالجة أمراض العين بالعسل

    لقد عرف العسل كعلاج ناجح في أمراض العيون منذ عهد الفراعنة الذين استعملوه في كثافات القرنية , كما عرف الهنود الاكتحال بعسل السدر لمعالجة الساد . وذكر المقريزي[6]أنّ الصّحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي كان يكتحل بالعسل ويداوي به كل سقم .

    وفي أيامنا الحاضرة فإن العسل لم يفقد مكانته لمعالجة آفات العين , وحتى في كثير من الآفات المعندة , فإن مشاهير الاختصاصيين في العالم ما زالوا يشيرون باستعماله ويشيدون بنتائجه الطيّبة . ففي سوخومي عالج ميخائيليوف[7] التهاب حواف الأجسام والتهابات وتقرحات القرنية بعسل الأوكاليبتوس وحصل على نتائج باهرة . وأكّدت بلوتنيفا ( معهد الطب الثاني في موسكو ) أن العسل علاج ممتاز في التهابات القرنية .

    وفي مشفى أوديسا قام الدكتور أوسالكو[8] G.Osalkoبالتحقق من فائدة العسل كسواغ لمرهم السولفيدين 3% عوضاً عن السواغ الفازليني . ففي تقرحات القرنية البطيئة الالتئام جداً أدّى استعماله إلى إسراع عملية التندب كان فتحاً غير منتظر بالنسبة للسير المعروف للمرض . كماأدّى تطبيقه عند مصابين بالتهاب قرنية مترق إلى كسر طوق عناد الآفة وأبدت تحسناً ملحوظاً . ويذكر مشاهدة لمصابة بالتهاب قرنية وردي ناكس أدّى تطبيق المرهم العسلي إلى تراجع الآفة وعودة شفافية القرنية ورؤية كاملة ( بعد أن كانت 4/10) خلال 16 يوماً .

    وفي التهابات القرنية السلية والافرنجية أدّى العسل إلى تراجع الارتشاح العكر وتحسّن الرؤية ، كما كان له نتائج جيدة في معالجة آفات القرنية من منشأ تراخومي . كما شملت مشاهدات أوسالكو حروق القرنية بالسلك ( الجير ) وقد شملت دراسته (135) مريضاً .ويلخص ما وصل إليه من أن العسل يبدي بدون شك تأثيرًا ممتازاً على سيرمختلف آفات القرنية الالتهابية ، وفي حروق العين سواءً بتطبيقه صرفاً أو باستعماله كسواغ للمراهم العينية . وينبه أنه لا يجوز غلي العسل أثناء تحضير المراهم حتى لا يفقد خمائره وفيتاميناته والتي فيها سرٌ خفي من قوته العلاجية .

    وينبه أوسالكو أنه عند تطبيق العسل قد يبدي بعض المرضى تفاعلاً موضعياً من احمرار في الملتحمة ودماع وحكة ، لكنها عوارض تزول بسرعة وتمنع من إتمام العلاج .هو يدعو كافة مؤسسات طب العيون أن تفتح الباب على مصراعيه لتطبيق العسل في معالجة أمراض العين للتحقق من فعله الدوائي .

    ويؤكد روزنتشتين[9] فائدة العسل لمعالجة جروح والتهابات القرنية . وأنه يطبق في الحالات الحادة مرهم السولفيدين أو الستروبتوسيد العسلي في حواف الأجفان ، أما بعد هدوء الحالة فيطبق العسل صرفاً 2-3 مرات يومياً . ويؤكد أن الندبات المتبقية بعد العلاج بالعسل أكثر نعومة وألطف مما تخلفه الآفات بعد العلاجات الأخرى .

    ومن مهعد لفوف الطبي عالجت أ.ماكوخينا[10] حروق العين بالعسل حيث تستخدمه كسواغ لمرهم البوسيد الصوديوم أو قطراتها ( 15% ) حيث تطبق المرهم العسلي مساءً مرة واحدة وتطبق القطرة مرة كل ثلاثين دقيقة في اليوم الأول , ثم مرة واحدة كل ساعة في اليوم الثاني ثم كل ساعتين حتى الشفاء . وقد عالجت 66 مريضاً ( 88 عيناً ) مصابين بحروق مهنية . ومنذ اليوم الأول ظهر تحسن كبير عند 59 منهم فقد تناقص الشعور بالألم وأصبحت القرنية أكثر شفوفاً وبدأت الأماكن المنتخرة تتوعى بالدم وتتورد , ولقد تم شفوف القرنية التام عند 63 عيناً , وتحسنت الحالة عند 15 وبقيت 6 أعين في حالة كثافة شاملة للقرنية .

    أما ن. مالانوفا[11]فقد أكدت حسن تأثير العسل سواء في تطبيقه صرفاً أو كسواغ لمرهم الزئبق الأصفر لمعالجة التهابات القرنية والملتحمة والتهاب الصلبة وما فوق الصلبة .

    أما أ. بيلتوكوفا[12]فقد عالجت بالعسل أربعين مريضاً مصابين بالتهاب القرنية منها حالات ترافقت اغتذائية في القرنية وأخرى مع تقرحات في القرنية . وقد حصلت على نتائج باهرة بتطبيق قطرات العسل مع الديونين والعسل مع زيت السمك ( 4 مرات في اليوم ) , أو قطرة ومرهم العسل مع ألبوسيد الصوديوم ( 6 مرات في اليوم ) . كما طبق التشريد الكهربائي لمحلول العسل 5% في حالات وجود التغيرات ندبية في القرنية وأدى إلى الشفوف القرنية وزياد الرؤية إلى درجة كبيرة . بيلوتو كوفا أن تطبيق المعالجة بالعسل ليست معالجة إمراضية سببية ,وإنما تعتبر كعامل منشط لعمليات الاستقلاب وإعادة التعمير الخلوي Regenerationفي نسج القرنية .

    وفي معهد أومسك الطبي[13]طبق ف . ماكسيمنكو ومساعده أتلر العسل صرفاً في حروق العين مشركاً مع الاستدماء الذاتي والعلاجات العرضية ويرى ماكسيمنكو أن العسل يمنع حصول الإنتان الثنوي الذي كثيراً ما يضاعف من أذية الإصابة . كما ينطلق من العسل مجموعة من السكاكر والخمائر والفيتامينات وعناصر مجهرية تعتبر عاملاً فعالاً في عودة الأفعال الاستقلابية إلى حالتها الطبيعية .

    ونشر ماكسيمنكو وبالوتينا[14]بحثاً عن معالجة قصر البصر عند الأطفال Myopiaبالعسل بإعطائه داخلاً ( 40- 80 غ ) يومياً ليحّسن من مقوية الجسم عموماً مع تطبيقه موضعياً خلف الجفن السفلي 3 مرّات يومياً أو بتطبيق محاليل العسل ( 20 % ) بالتشريد الكهربائي ( 20- 40 جلسة ) حيث يزيد التروية الدموية . ويجزم المألفان بأن معظم الأطفال المعالجين شعروا بتحسن ملحوظ , فعبد 10 أيام من المعالجة خفت شكاوي الأطفال من تعب العينين عقب القراءة . ومع نهاية الدورة العلاجية ( 2-4 شهور ) تحسنت قوة الرؤية بنسبة 1-2/10 بنفس التصحيح .



    يتبع

  4. #4

    • رباب
    • Guest

    افتراضي العسل .. شفاء للناس

    العسل .. شفاء للناس


    وفي مستشفى المنصورة الجامعي عالج الدكتور ع . الخطيب[15]بالعسل الصرف حالات من التهاب الملتحمة والتهاب حفاف الجفون البثري وحالة من سحابة القرنية وكانت النتائج ممتازة

    وأخيراً فقد عالج ف . ماكسيمنكو [16]وبالوتينا 76 مريضاً مصابين باضطراب الدوران الدموي في شبكية العين متشاركة عند بعضهم بعتامة الجسم البلوري , بتطبيق العسل صرفاً 3-4 مرات يومياً , كما طبّق محاليله بالتشريد الكهربي على العين المريضة بواسطة القطبين على التولي ( 20 - 40 جلسة , بواقع 7 دقائق للجلسة ) , كما أعطى بعضهم محاليل M2 Woelmالعسلية حقناً في الوريد , ويعترف المؤلفان بعدم حصول شفاء كامل , تحسناً ملحوظاً طرأ عند معظم المعالجين إذ تحسنت الدورة الدموية في قعر العين وتمّ ارتشاف الدّم النازف وازدادت القدرة البصرية إلى حد كبير .



    الاستشفاء بالعسل في أمراض الجهاز الهضمي [17]

    عرفت معظم الشعوب القديمة العسل كعلاج في آفات الهضم . فقد ذكره ديوسكورد لمعالجة أمراض المعدة . ووصفه النبي (ص) لأحد صحابته يسأل الدواء لاستطلاق بطنه . والحكمة الشعبية الروسية تنادي ( العسل ....أفضل صديق للمعدة ) . وجاءت الأبحاث الحديثة لتؤكد حسن تأثير العسل على سير الهضم.

    ويرى نوسباومر[18]أنّ العسل خير علاج لإراحة المريض بعد العمليات الجراحية على الأمعاء , كما أنه علاج جيد لمكافحة الإمساك. وينسب ذلك لتأثير سكر الفواكه الجيد على الحركات الحوية للأمعاء ولوجود الزيوت العطرية فيه والتي يفقدها العسل إذا ما سخن ويفقد بذلك تأثيره المضاد للقبض . ويرجع ( ماير ) تأثير العسل على الحركات الحيوية المعوية لوجود المواد العطرية الطيارة . أما ( بيريز ) فيضيف بأن الحموض العضوية وخاصة حمض النمل تؤثر على جراثيم الأمعاء وتكافح التخمر.

    وحسب رأي نوفي[19]فإن للخمائر الموجودة في العسل أثراً لا ينكر على سير وانتظام عمليات الهضم . وخاصة الدياستاز وخميرة النشاء التي لا تتخرب في الوسط الحامضي . كما أن لغرويات العسل دوراً وقائياً هاماً .

    ويعالج ( لوديانسكي )[20]المصابين بإمساك التشنجي بإعطاء 30غ عسل ( مرتين يومياً ) ولمدة 3 شهور . فلاحظ نقص المقوية العضلية وزوال التشنج عند معظم المعالجين , ويعزو تأثيره للجهاز الخمائري فيه وخاصة الكولين – استراز .

    ويشير معظم المؤلفين بأن العسل ينقص الحموضة الزائدة للعصارة المعدية . وقد أورد غريغوريف مشاهدة لمريض مصاب بالتهاب في المعدة وفرط حموضة فيها مترافق بآلام نوبية , لم يتحسن بأي علاج وكان شفاؤه بعسل النحل وحده . وتشير الأبحاث السريرية [21]أنه في نفس الوقت الذي يؤدي فيه العسل إلى نقص الحموضة عند ذوي الحموضة المرتفعة , فإن تناوله من قبل المصابين بانعدام هذه الحموضة أو نقصها , فإن العسل يستدعي عندهم زيادة في الحموضة العامة للعصارة ومن هنا نفهم الدور الحقيقي للعسل كعامل منظم للحموضة المعدية .

    ويؤكد رايشار[22]الدور الناظم للعسل للحموضة المعدية , وأن القرح المعدية يلائمها العسل بفعل الحموض الأمينية الفعالة الموجودة فيه . ويرجع ( لاريزا ) تأثيرات العسل هنا لوجود هرمون جرابي أو مادة استروجينية فيه .

    وفي معهد اركوتسك[23]الطبي عالجت البروفسورة م.خوتكينا بالعسل ( 600 ) مريض مصابين بقرحة هضمية ( معدية أو عفجية ) مع مجموعة مقارنة لم تعط العسل بل عولجت بالمعالجات العادية . كان لشفاء السريري عند مجموعة المقارنة 61% وبقي 18% من المرضى مع آلامهم . أما بالمعالجة العسلية فقد بلغ الشفاء السريري 84% وبقي 5.9% من المرضى دون أن يزول عندهم الألم نهائياً . وقد أثبتت الفحوص الشعاعية أنّ نسبة التئام القرحة شعاعياً لم تتجاوز بالمعالجات العادية 29% في حين رفعت المعالجة بالعسل نسبة الشفاء الشعاعي إلى 59.2% من المرضى المعالجين به , كما أن هذه المعالجات قصرت سير وأمد العلاج . كما لاحظت خوتيكنا خواص العسل المقوّية , وزيادة وزن المرضى المعالجين به وارتفاع الخضاب الدموي عندهم , واعتدلت الحموضة المعوية وتناقصت شدة التهيج في جهازهم العصبي وأصبحوا أكثر هدوءاً ورغبة في العمل .

    وفي مستشفى أوسترو أومنوفا[24]( موسكو ) تبين للباحثين موللر Mullerوأرخيبوفا أن العسل يضبط إفراز عصارة المعدة ويعدّل حموضها ويكافح حسّ اللذع والفواع ويقضي على الألم القرحي . فالعسل في الداء القرحي له تأثير مضاعف . فهو يؤثر موضعياً بتماسه مع الغشاء المخاطي المتقرح إلى التئامه , وله تأثير عام بفعله المقوي للبدن وتهدئته للجهاز العصبي .

    وينصح المقرحون بتناول العسل قبل الطعام بساعة ونصف إلى ساعتين أو بعد ب 3 ساعات . والأفضل تناوله قبل الفطور والغداء بساعتين والعشاء بثلاث ساعات ويفضل محاليل العسل الدافئة بعد الحليب أو الماء فهي تؤمن تخلخل المفرزات المخاطية إلى سرعة الامتصاص دون تخريش للأمعاء إلى نقص الحموضة المعدية . أما المقدار العلاجي من العسل 100 – 150غ يومياً ) تقسم إلى ثلاث وجبات . أما المصابون بنقص أو انعدام الحموضة المعدية فينصحون بتناول محاليل العسل الباردة قبل الطعام مباشرة فهي تزيد الحموضة .

    وهكذا نرى أن العسل علاج رائع للمصابين بالقرحة الهضمية , المعدية والعفجية , وله تأثير ممتاز على كافة عسرات الهضم وخاصة ذات المنشأ العصبي , مليّن من الامساكات , معدل للحموضة , وعلاج جيد في الإنتانات المعوية والإسهالات عند الأطفال .

    وفي دراسة تجريبية على الفئران قام بها الدكاترة أبو الطيب محمد علي وزملاؤه أثبتوا[25]فيها أن العسل إذا ما أعطى مع العلاجات المقرحة ( كأدوية الروماتيزم والأندوميتاسين مثلاً ) أو قبل تناولها ، فإنه يحمي من التقرح المحدث بالأندوميتاسين ويمنع حدوثه . وهذا يعني أن العسل قد يكون معادلاً لتصنيع البروستاغلاندين المانع لتخريش الأندوميتاسين . وهذا يؤكد وجود عامل مضاد للتقرح ضمن مكونات العسل . هذا العامل قد يكون بسبب تغيير نسبة الحموضة والقلوية في المحتوى المعدي :

    إما يمنع الإفراز الحامضي أو بتثبيط آلية إفراز الفحمات الثنائية في المعدة .


    ولمعرفة تأثير العسل على وظائف الأمعاء قام إيوريش[26]وبيشيف بدراسة على الكلاب والأرانب وتبين له أنه كلما ازدادت كمية العسل وارتفع تركيزه كلما ازدادت العصارة المعوية ، أما إذا ازداد تركيزه إلى حدود عالية فإن العصارة تبدأ بالتناقص والعسل يؤهب لإفراز عصارة معوية أكثر قلوية ، كما أنه ينظم إفراز الأمعاء وحركتها ، وأفضل تركيز له هو محاليله بنسبة 12.5% .

    وفي عام 1982 نشر الدكتور سالم نجم[27] وزملاؤه دراستهم عن 53 مريضاً مصابين بإسهال مزمن لشهور أو سنين ، ترافقت آفتهم بعسر هضم وآلام بطنية ، وقد استبعدت الفحوص المجراة أية آفة طفيلية أو جرثومية أو ورمية . أعطي المرض منهم 3 ملاعق كبيرة من العسل يومياً .وكانت النتائج جيدة ، فقد اختفى الإسهال أو خفت حدته تماماً عند 83% من المرضى وتلاشت الأعراض البطنية الأخرى حيث كانت سعادتهم كبيرة بعد أن أصبحوا في غنىً عن الأدوية المختلفة وما تكلفهم من مبالغ باهظة ، وقد نكس الإسهالعند 28% من هؤلاء بعد إيقاف العسل فأعيدت المعالجة لمدة أسبوع وكانت الاستجابة هذه المرة طيبة . هذه الدراسة تذكرنا طبعاً بالإعجاز النبوي في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "صدق الله وكذب بطن أخيك" .





    العسل والكبد

    كثيراً ما يوصف العسل بالطب الشعبي لمعالجة آفات الكبد المختلفة . فغناه بالسكاكر وخصوصاً الأحادية منها تزيد احتياطي الكبد من الغلوكوجين . و الغلوكوجين يرفع طاقة الكبد وقدرتها على تعديل السموم والذيفانات الجرثومية . ويؤكد ماسنيكوف ولوغينوف أنه بدئ[28]في السنوات الأخيرة باستعمال العسل لغايات علاجية بحتة في أمراض الكبد والطرق الصفراوية . أما فان فالترستامبوليو فقد أكد[29]ضرورة إدخال العسل في جداول الحمية الخاصة بالمصابين بالتهاب الكبد وأمراضه المختلفة . فالعسل بما فيه من أملاح معدنية وحموض عضوية وخمائر وغيرها ، يلعب دوراً رئيسياً في تنشيط وظائف الكبد ، وأنه يمكن اعتباره أكثر العلاجات فعالية في معالجة أمراض الكبد وخاصة بعد مزجه بقليل من غبار الطلع والغذاء الملكي .

    أما العالم شيرم[30] فقد استخدم محاليل العسل بنجاح لمعالجة المصابين بالتهاب الكبد الانتاني والتهاب المرارة فقد تحسنت الحالة العامة بسرعة وتراجع اليرقان وزال الاحتقان بالكبد عندهم . ويؤكد العالم كوخ[31] حسن تأثير العسل ، وحقن محاليله المصفاة في الوريد ، على وظائف الكبد وتنشيط استقلاب السكاكر فيه . ويرجع كوخ ذلك لوجود عامل نوعي في العسل أسماه ( العامل الغليكوتيلي ) والذي يحسن وظائف القلب والكبد والدورة الدموية .

    وقد قام الدكتور عادل قنديل وأسماء منير[32] بدراسة على حيوانات التجربة لمعرفة تأثير العسل على التسمم الكبدي المحدث عند الفئران ، بعد إعطائها الغول الإيتيلي ورابع كلوريد الكربون ، والتي تؤدي إلى اختلال كبير في وظائف الكبد وحيث قسمت الفئران إلى3 مجموعات : المجموعة الأولى تركت دون علاج ، وأعطيت المجموعة الثانية العسل عن طريق الفم ، وعولجت المجموعة الثالثة : قسم منها بالهيبارين والآخر بالماء المقطر . وقد أظهرت نتائج التجربة ، أن جميع الحيوانات ماتت خلال أسبوعين فيما عدا المجموعة الثانية والتي عولجت بالعسل ، إذ بقي على قيد الحياة 90% من أفرادها ، مع عودة وظائف الكبد عندها إلى حالتها السوية . وكذلك فإن المجموعة المعالجة بالهيبارين بقي 60% من أفرادها حية ، مما تتضح الفائدة الكبرى للعسل في معالجة التسمم الكبدي . ويعلل تأثير العسل بتحسينه حالة هبوط الدم ، وإلى زيادة المخزون الكبدي من الغلوكوجين ، وإلى تنشيطه الخلايا الكبدية والتغلب على الترسب الدهني فيها .



    العسل والأمراض الحساسية

    أكدت الأبحاث الحديثة أن للعسل دوراً هاماً في تدريب العضوية على الإزالة التدريجية للتحسس . ويرى الدكتور لوري كروفت[33]أن استعمال العسل في معالجة ما يسمى بحمى القش Hay Fever أو التهاب الأنف والطرق التنفسية العليا التحسسية ، له ماض طويل يتسم بالنجاح .وخلافاً للأدوية الأخرى ، فالعسل علاج غير ضار ، وهو خال منأي من الأعراض الجانبية الأخرى . ومن النعلوم أن سبب حمى القش ، تفاعل تحسسي أرجي لغبار لطلع . وعلى الرغم منأن العسل يحضره النحل من رحيق الأزهار وغبار الطلع ،إلا أن عمليات التصنيع التي تقوم بها النحلة ــ وسبحان من ألهمها ذلك ــ تجعله شفاء لمن كان لديه تحسس من هذا الغبار .

    وقد أكدت التجارب السريرية التي قام بها كروفت أن تناول العسل الصافي ، وخاصة الغني بغبار الطلع يمنع حدوث نوبات " حمى القش " والزكام التحسسي ، وقد يكسبهم مناعة حينما يتعرضون لحبوب الطلع مرة أخرى . ويرى ــ أن مضادات الأجسام ــ التي تنتج عند المرضى الذين تناولوا العسل ، تقي عند غبار الطلع المسبب .

    وأثبت ل.كروفت بتجاربه ، أن حبيبات الطلع حينما تدخل مع العسل إلى الأمعاء ، تمتص هناك وتصل إلى الدم الجائل . ومن ثم فإن مولدات الضد فيها ( المواد المحسسة ) تبدأ بالانتشار خارج المحفظة المحيطة بحبة الطلع ، وتحرض ــ من ثم ــ على تشكل الأضداد الخاصة بها ، والتي تقي الجسم من حدوث نوبة جديدة لحمى القش أو الزكام التحسسي حين يتعرض المريض لحبيبات الطلع نفسها في الربيع المقبل .

    ويرى كروفت أن هذه الآلية التي يؤثر بها العسل في الأمراض التحسسية ليست الآلية الوحيدة الفاعلة فيه ، فعسل اللفت مثلاً يحتوي على مادة ستيروئيدية هي البراسينوليد ــ شبيهة بالكورتيزون ــ كما أن فلافينويدات الطلع والموجودة ضمن مكونات العسل تحتوي على مواد شبيهة بتركيب الكروموغليكيت cromoglycate العقار الذي يعالج المصابين بالربو ولوقايتهم من حدوث نوباته المزعجة .

    ويقول كروفت :‌" إن العسل لا يفيد مطلقاً في معالجة نوبة ربو حادة ، لكن تناوله بكميات صغيرة يومياً ولفترة طويلة تمتد بضعة شهور ، يمكن أن يقي المريض من حدوث تلك النوبات الشديدة .

    وينقل كروفت رأياً يفترضه عدد من الباحثين ، مهم أن فعل العسل النافع في الربو إنما يعود لاحتوائه على كميات ضئيلة جداً من سم النحل يتضمنها العسل . وحسب هذا الرأي ، فإن العاملات من النحل ، وعندما تختم النخروب الشمعي بعد أن تملأه بالعسل ، تحقن تحت غطائه الشمعي كمية قليلة جداً من سمها ، تساهم في حفظ العسل . والسم يحتوي على مواد مضادة للالتهاب ، تتفاعل هذه المواد مع حبيبات الطلع بطريقة تمكنها من العبور عبر غشاء الأمعاء المخاطي والوصول إلى الدم حيث تمارس فعلها .

    ويرى كرفت , أن العسل كي يكون فعالاً في معالجة الربو وحمى القش والزكام التحسسي وغيرها من الأمراض التحسسية , يجب أن يكون صافياً خالياً من الغش ، وأن يكون غنياً بحبيبات الطلع , أي ( غير مصفى = Non filtered) وأن لا يكون قد تعرض للتسخين أثناء الفرز ( أو أي تعرض كان لأقل ما يمكن من الحرارة ) وأن يتناول كميات ضئيلة ولفترة طويلة من الزمن .

    شفاء النزلات الشعبية بالعسل[34]

    يمكن للمصاب بنزلة شعبية من كريب ورشح وانفلونزا أن يعتمد كلياً على العسل . ويصف كل من أوريش وأولدفيلد وكوستو غلوبوف , ملعقة كبيرة من العسل لكأس حليب أو شاي ساخن أو مع عصير الليمون أو شراب الخردل . ونظراً لكون العسل مادة معرقة فيستحين للمريض البقاء في فراشه.

    ويعتبر شوفان العسل كمخفض للحرارة بسبب ما يحتويه من حموض عضوية . ويفضل لهذه الغاية محاليل العسل الدافئة . أما ستولت[35] فيعالج التهاب اللوزتين بطليها بالعسل مرتين في اليوم , وإن مدة أسبوعين كافية لزوال الجراثيم من مكان الإصابة . أما الطبيبين[36] ي .يوفا Yofa ويا. غولد Gold فيعالجان التهاب اللوزتين المزمن بالعسل ( 50غ + 1/2 مليون وحدة بنسلين , تحفظ في مكان جاف ومظلم ) حيث تدهن اللوزتان 3 مرات يومياً , مع إجراء غرغرة بماء فاتر قبل الدهن , مع إعطاء المصاب العسل داخلاً ( 20 – 30 يومياً ) .



    معالجة آفات الأنف والأذن والحنجرة بالعسل

    يعود استعمال المستنشقات (التبخرات Inhalation) العسلية إلى عصور غابرة[37] ، حيث تعطي نتائج ممتازة في معالجة آفات الطرق التنفسية العليا.

    وقد عالج كيزل شتاين Kizelstienبالتبخرات العسلية مصابين بآفات ضمورية في الطرق التنفسية العليا حيث استعمل محاليل العسل المائية (10%) ضمن أجهزة الإنشاق العادية، حيث يصل تأثير الرذاذ العسلي إلى الحويصلات الرئوية متجاوزاً أغشية الأنف والبلعوم ومنها إلى الدم، حيث يبدي فعلاً مقوياً عاماً على تأثيره الموضعي المضاد للإنتان.

    أمام. بوركشيان و ي. بايان [38] فيطبقان محاليل العسل (20-30%) إرذاذاً لمعالجة التهاب الأنف والبلعوم الضموري والتهاب الأنف النتن Ozeena(5-7 جلسات) حيث يصبح الغشاء المخاطي رطباً وتزول القشور.

    كما عالجا بنجاح التهاب الجيوب المزمن والتهاب الأذن الوسطي القيحي بغسلها بمحاليل عسلية.



    أما دوروشنكو[39] فقد عالج التهاب الأنف الحاد والمزمن بدكه بفتائل من القطن مغموسة بمحلول عسلي (40%) أو تطبيق قطرة لمحلوله الطازج 20% مع البتروكائين 2% والديمدورل 1% كما عالج التهاب الجيوب الحاد والمزمن بإرذاذ محلول العسل 30% أو تطبيقه بالتشريد الكهربي. كما طبق مرهماً مكوناً من (العسل 7.5 غراء النحل 7.5بنزوكائين 2فازلين 10 لانولين25)، وحصل على الشفاء بنسبة عالية. وعالج المصابين بالتهاب بلعوم حاد أو مزمن بالمستنشقات العسلية مع دهن الآفة بالعسل وإعطائه داخلاً عن طريق الفم. وبنفس الطريقة عالج التهاب الحنجرة الحاد والمزمن، إلا أنه أضاف في الحالات الشديدة معلق الهدروكورتيزون والشيموتربسين إلى محلول الارذاذ.

    أما الدكتور جيرهارد ريدل[40] فقد عالج التهاب الأنف الضموري الجاف، والتهاب الأنف النتن والتهاب البلعوم الجاف بالحقن الموضعي لمستحضر بروكوبين العسلي[41] ، حيث يحقن (1سم) من المستحضر المذكور في كل من الطرف الأنسي للجذع البلعومي الجانبي،وتحت الغشاء المخاطي مباشرة. حيث لاحظ تحسن التروية الدموية بعد الحقنة الأولى، ولاحظ غشاء مخاطياً طبيعياً بعد الحقنة الثانية. ولم يحتج الحقنة الثالثة سوى عدد قليل من المعالجين. أما في التهابات الأنف فقد أجرى الحقن في مكانين تحت الطبقة المخاطية المبطنة لوتيرة الأنف، واحتاج الأمر إلى 3-4 حقن فقط. أما في التهاب الأنف النتن فلم يحصل شفاء كامل لكن التحسن كان واضحاً.

    وينصح أوخوتسكي[42] المصابين بالتهاب الأنف النتن بإجراء غسولات أو غرغرة بمحلول عسلي ساخن (ملعقة كبيرة لكأس ماء). وينصح تونزلي[43] المصابين بالتهاب الجيوب الحاد بمضغ ما يملأ الفم من قرص عسلي بشمعه لمدة ربع ساعة، تكرر 4-6 مرات يومياً. حيث وجد تراجع الهجمة الحادة خلال يوم أو يومين حيث تزول الآلام ويبدأ المجرى الأنفي بالانفتاح تدريجياً، وتحتاج المعالجة لمدة أسبوع.

    ويعالج أ. شانتورف[44] التهاب الجيوب الفكية المزمن بحقن محلول العسل داخل الجيب مرة كل 2-3 أيام، وذلك بعد نزوله وغسله بمصل فيزيزلوجي، أو بإدخال محاليله (10-20%) بطريقة التشرد الكهربي عن طريق الشغاء المخاطي لباطن الأنف، يكرر التشريد يومياً ولمدة 20 دقيقة وبواقع 10 جلسات وقد حصل الشفاء بنسبة 76% من المعالجين، وكانت النتائج بعيدة طيبة للغاية. ويرى بأن للعسل تأثيراً معقداً تشترك فيه كل مكونات العسل من صادات للجراثيم وهرمونات وفيتامينات وعناصر مجهرية وغيرها. وينصح بإدخال المعالجة العسلية لالتهاب الجيوب المزمن في الممارسة اليومية على اعتبارها طريقة ناجحة وغير معقدة.



    يتبع

  5. #5

    • رباب
    • Guest

    افتراضي معالجة أمراض الفم بالعسل

    معالجة أمراض الفم بالعسل







    منذ القديم، أشار كلافدي غالن إلى فائدة العسل في معالجة تقرحات الأغشية المخاطية ومنها الفم. وأورد أوسان[45] Osann في موسوعته (1838) استعمال العسل لمعالجة التهاب وتقرحات الفم. وفي قاموس Stedmanالطبي (1961) وصفة لمعالجة التهاب الفم والقلاع تتكون من (العسل -8، بوراكس -1، غليسيرين -0.5). وينصح قاموس Dorlandبمعالجة القلاع بمسه بالعسل. أما الطبيب الهندي سينغ[46] فيؤكد أن دعك الأسنان بمزيج العسل مع مسحوق الفحم الطبي يجعلها بيضاء كالثلج.

    وأكد ل. فيدجس[47]نجاح العسل في معالجة المصابين بالقرحات الفموية القلاعية بدهنه موضعياً لمكان الآفة 3-4 مرات يومياً ولمدة خمس دقائق.

    وتوصي المؤسسة العالمية للنحالة [48] Apimondiaبمعالجة السرطان البدئي (قبل الجراحي) بمزيج من العسل وغبار الطلع (خبز النحل) مع شمع العسل.

    كما تؤكد أن العسل يزيل من الفم والبلعوم الآثار السمية للمعالجة الشعاعية.

    ويوصي د. ظافر العطار باستعمال العسل كمادة مطهرة فعالة في مداواة الأقنية السنية التي تحتاج إلى قاتل فعال، وفي نفس الوقت غير مؤذ لفوهة القناة السنية، وهي شروط لا تنطبق إلى على العسل.




    العسل ومرض السرطان


    هل يقي العسل من السرطان[1] ؟

    تشير معظم الإحصائيات إلى ندرة إصابة النحالين بالسرطان، وليس هناك أية إجابة علمية تبجث عن السبب. وقد حاول فورستر حل هذا اللغز بالتسجيل الإحصائي فأرسل استمارات إلى عدد من منظمات النحل في العالم. وقد شملت الأسئلة عدد النحالين الذين يعانون من السرطان وعمرهم وعدد السنين التي قضوها في المحالة وقد ورد 254 جواب من نحالة معظمهم قطعوا سن الثلاثين. وقد كانت نسبة إصابة النحالين بالسرطان حسب دراسة فورستو هي 0.36 لكل 100 ألف نحال[2] وقد قارنها فورستر مع إحصائية العالم وايس Weissعند مهن أخرى فكانت كما في الجدول المرافق9 ويتضح من الجدول أن ممتهني النحالة أقل إصابة بالسرطان نسبة للمهن الأخرى وهذا يعود إلى تعرضهم للسع النحل، أو وهو الأرجح تمتعهم بتناول العسل أكثر من غيرهم.

    وفي مستشفى إيسلز للأورام السرطانية ألمانية الغربية يعتمد العسل في جدول الحمية الخاص لجميع المرضى كما استطاع ألن كيلاس[3] ، كيماوي الفرنس المشهور، أن يبرهن على أن بعض أنواع العسل يحتوي على الراديوم المشع. وهذا الاكتشاف له أهميته الخاصة لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية. وفائدة العسل المشع له أهمية كبرى وخصوصاً بالنسبة لاستعمال الراديوم في علاج الأورام الخبيثة كالساركوما وغيرها.




    سم النحل bee venom

    من أين يفرز السم؟







    إلى جانب العسل، فإن الطب الشعبي يستعمل سم النحل في حالات كثيرة، والنحلة العاملة تملك جهازاً معقداً تلسع به دفاعاً عن نفسها يقع تحت الحلقة الأخيرة من بطنها ويتكون من غمد يحتوي على رمحين مسننين، ويتصل الغمد جانبياً بثلاثة أزواج من صفائح كيتينية تقوم على دعم الرمحين ودفعهما في الجرح بقوة العضلات المحيطة بها. والصفيحة المستطيلة منها، بها جزء حساس يسمى "الملمس" هو الذي يحدد مكان اللسع0 ويتصل الغمد بغدتي السم الشكل 2-1

    ويتكون كل رمح من عصية دقيقة إبرية لها مسننات في نهايتها، فعند عملية اللسع يتقدم الرمحان خارجين من الغمد وينغرسان في الجلد، وهناك غدتان مفرزتان للسم، فغدة السم الكبيرة ذات مفرز حامضي شديد وتتكون من قنيات طويلة خيطية الشكل تبدأ بخيط ملتو وتنتهي بمجل واسع المستودع أو حويصل السم يفرز اليم في القسم الخيطي ويتجمع في المستودع إلى حين اللسع. أما غدة السم الصغيرة فذات مفرز قلوي خفيف وتتكون من قناة أنبوبية قصيرة وتنفتح في قاعدة الغمد حيث يمتزج مفرزها مع مفرز الغدة الكبيرة حين اللسع. وعند اللسع فإن الرمحين وحولهما الصفائح الكيتينية تشكل ميزانة يجري عليها السم من الغمد المنفتح إلى الجرح الذي أحدثه اللسع، وتتقلص العضلات في جهاز اللسع لتدفع بالحمة وينغرس الرمحان أعمق في جلد الملسوع. إن النحلة التي تلسع الإنسان تفقد حمتها وتموت، ذلك لأن النحلة في محاولتها لانتزاع حمتها من جلد الإنسان تمزق، لأن المسننات التي تقع في نهاية الرمح تنغرس بشكل عكسي في الجلد مثبتة الرمح فيه، أما حين تلسع النحلة حشرة أخرى فإن حمتها تنسحب بسهولة من الجلد الكيتيني للحشرة ولا يحلق النحلة اللاسعة أي أذى. وليعلم أن النحلة التي تدفع حياتها ثمناً للسعها للإنسان، فغنما تفعل ذلك دفاعاً عن نفسها وعن ممتلكاتها من عسل وبيت، فليس من طبعها التعدي مطلقاً. كيف لا وقد شبه بها رسول الله ص المؤمن حين قال: "المؤمن مثل النحلة".



    لمحة تاريخية

    لا شك بأن الجميع يعرف بأن سم النحل سلاح رهيب يخشاه أعداؤها، وقد يتأذى به الإنسان إذا لم يتصرف بحكمة مع أصدقائه "النحل" لقد اقر الطب الحديث بأن سم النحل: ترياق جيد وعلاج ممتاز. ولقد وافق المجلس الطبي الأعلى لوزارة الصحة في الاتحاد السوفياتي على البيان التنظيمي للمعالجة بسم النحل واستطباباتها في الحالات المرضية العديدة، إلا أن هذا لم يكن بداية المطاف. فمنذ عام 1858 نشر الطبيب الفرنسي دي مارتيه[4]ملاحظاته حول الفوائد العلاجية لسم النحل. وفي عام 1864 حيث لوكومسكي، البروفسور بجامعة بطرسبرغ الروسية[5]، المجتمع الطبي على دراسة هذه المادة القيمة. ثم إن تيرش النمسا: 1886 نشر عدداً من بحوثه حول معالجة الرثية بسم النحل. الطبيب الروسي لوبارسكي 1897 نشر نتائج تجاربه على مدى 20عاماً في معالجة الآفات المفصلية بلسع النحل ويعتبر لا نجير 1915 الأستاذ في جامعة باريز، هو الذي وضع أسس المعالجة بسن النحل في أوربا. وفي المؤتمر العالمي الثالث لمكافحة الرئية، حاضر موريس بيرن عن فوائد لسع النحل لمعالجة الرثية، حاضر موريس بيرن عن فوائد لسع النحل لمعالجة الرثية وكان البروفسور كرول أول من أثبت عام 1937 نجاح المعالجة بلسع النحل في عدد من الآفات العصبية.


    خواص سم النحل الفيزيائية والكيميائية

    على الرغم من أن سم النحل علاج شعبي قديم جداً إلا أن تركيبه الكيميائي لم يعرف إلا منذ زمن قريب. وهو سائل رائق اللون، ذو رائحة عطرية تذكرنا برائحة العسل. وطعم مر لاذع، وذو تفاعل حامضي. وزنه النوعي يعادل 01.1313 يحتوي على بعض الحموض العضوية كحامض النمكل وحمض أورتوفوسفوريك. ولعل أهم مكوناته، من وجهة النظر الدوائية، احتواؤه على الهستامين بنسبة 1% فوسفورات المغنزيوم الحامضة 0.4% من ززنه الجاف. كما يحتوي على نسبة عالية من الأستيل كولين. وللخمائر في السم أهمية كبيرة، غذ يحتوي على الهيالورزنيداز والفوسفوليباز كما يحتوي على عدد من العناصر المعدنية كالنحاس والكلسيوم والكبريت والفوسفور، وعلى زيوت طيارة، ومواد بروتينية أهمها الميلتين melitinوقد أكد كل من هابرمان وريز 1956 احتواء سم النحل على الأبامين appaminالذي يبدي فعلاً مهيجاً قوياً للجهاز العصبي مؤدياً لظهور اختلاجات. ولعل أبحاث هابرمان وزملائه هي الأهم في دراسة تركيب السم والذين تمكنوا من عزل مكونات هامة معظمها من الحموض الأمينية:

    1ـ الميلتين الذي يشكل 50% من زن السم الجاف ويتكون من 26 حمضاًَ أمينياً.

    2ـ الأبامين ويشكل 3% من وزن السم الجاف ويتكون من 18 حمضاً أمينياً.

    3و4ـ مكونان من البولي ببتيد لم يهر لهما أهمية دوائية.

    5ـ خميرة الفوسفوليباز وتكون 14% من زمن السم الجاف وهي تثبط فعل الترومبوكيناز، وتقوي الفعل المضاد للتخثر الذي يملكه السم.

    6ـ الهيالورونيداز، خميرة تكون 20% من وزن السم الجاف.

    7ـ الهيستامين ويشكل 1% من وزن السم الجاف ويعتبر أهم مكوناته.

    ومن وجهة نظر العديد من الاختصاصيين الذين درسوا سم المحل، واعتماداً على الطيف الواسع الدوائي لمكوناته، فإنه لا يوجد "عنصر في البدن" ولا تفاعل بيولوجي إلا ويتدخل فيه سم المنحل. وهو باعتباره موسعاً للأوعية الدموية، يحسن ورود الدم إلى النسج، فيزيد من تغذيتها وينشط عملها.

    والزيوت الطيارة الموجودة في السم هي التي تستدعي حس الألم والحرقة التي تنتج عن اللسع. وإن سمك النحل يجف بسرعة في جو الغرفة العادي فاقداً ثلثي وزنه. والسم الجاف عبارة عن كتلة شفافة، تشبه منظر الصمغ العربي تذوب بسرعة في الماء، وفي الحموض. كما أن المحاليل النظامية للبوتاس الكاوي وحمض الكبريت، لا تستطيع خلال 24 ساعة أو تؤثر في سم النحل. إلا أن تسخينه لفترة طويلة مع محلول حمض كلور الماء أو البوتاس يضعف من فعاليته، كما أن فعاليته تتناقض بتأثير فوق منغنات البوتاس وغيرها من المؤكسدات. وسم النحل مقاوم جداً للحرارة، وهكذا فغن تسخين مجففه لدرجة 100 ولمدة 10 أيام لا تبدي تأثيراً ملحوظاً على خواصه. وفي نفس الوقت فهو مقاوم للبرودة، حتى أن تجميده لا ينقص شيئاًَ من فعاليته. وإن سم النحل بشكل الجاف، وعند حفظه بعيداً عن الرطوبة، يمكن أن يحتفظ بتأثيره السمي لعدة سنوات.


    خواص سم النحل المضادة للحيوية

    لقد تبين بشكل لا يقبل الجدل أن سم النحل يبدي تأثيرات قوية صادة للجراثيم. ويعتبر[6]فيزيكاليس 1922 وشميدت 1941 وأوتل 1955 من الرواد الأوائل الذين عرفوا الصفات المضادة للجراثيم والتي يبديها سم النحل. ويرى البرفسور غاوزه[7]أن سم النحل من الصادات الفعالة جداً لاحتوائه على الآزوت والكبريت، وأن تركيبه شبيه بالغليوتوكسين gliotoxin، وهي المادة المضادة للجراثيم التي يفرزها فطر الغليوكلاديوم.

    وقد تبين للعلماء الروس[8]ب. كوماروف وأ. إيرستين، وأ. بالاندين وإ.كوب وغيرهم أن المحلول المائي لسم النحل وحتى بعد تمديده بنسبة 1/50.000 هو عقيم. كما أن بالاندين أثبت أن البرامسيوم، من وحيدات الخلية، يموت مباشرة في محلول مائي لسم النحل بتركيز 1/1000، ويموت خلال 30دقيقة في محلول تركيزه 1/50.000، وأما المحاليل الأكثر تمديداً 1/500.000 فأكثر فإنها تنشط تكاثر البرامسيوم. وقد أثبت هذه التجارب أن محاليل سم النحل تبدي، وباختلاف تراكيزها، أنشطة بيولوجية متباينة.

    وقد أثبت ملادينوف[9] الخواص المضادة للجراثيم التي يبديها سم النحل على مزارع للمكورات العقدية الحالة للدم والعنقودية والأسشرشيا الكولونية، وأنه قاتل للطفيليات من زمرة وحيدات الخلية كالبرامسيوم والمتحول الأميني. وأن هذه الخواص يبديها سم النحل العائد من الحقول والذي يرعى الأزهار. أما النحل الذي يطعم السكر ضمن خليته، فإن محاليل سمها لا يبدي هذه الخاصية إلا في تراكيزه العلية. كما تبين له أن الاسم المستحصل عليه في أشهر الصيف يكون أشد فعالية، علاوة على أن التفاعلات العامة والموضعية الناجمة عنه تكون أشد وأقوى.

    الباحثان وليم شيبمان وليونارد كول[10] أجريا بحثاً طريفاً، حيث زرقت فئران التجربة سم النحل تحت جلدها، محاولاًَ في محلول كلور الصوديوم وبعد 24 ساعة من الحقن عرضت لأشعة رونتجن بواقع 825 وحدة لكل فأر فتبين أن 80% من هذه الفئران بقيت حية، وهذا ما أكد للباحثين أن سم النحل يحوي مواد، تبتلع العناصر المشعة الحرة، وتقي جسم الحيوان من تأثيراتها القاتلة. وهكذا فغن إ. كوب[11] ، يرى بحق، أن سم النحل، مع سهولة الحصول عليه، ليس أقل أهمية في نظر القطاع الطبي والصيدلاني من المضادات ذات المنشأ الفطري أو الجرثومي.


    الاستشفاء بسم النحل


    إن مشاهدات الطب الشعبي الوفيرة، والأبحاث السريرية في الطب الحديث، تؤكد أن لسم النحل خواص علاجية ثابتة محددة وواضحة جداً، يفسر هذا مكوناته الكيمياوية التي ذكرناها، والخواص البيولوجية التي يبديها.





    يتبع

  6. #6

    • رباب
    • Guest

    افتراضي معالجة الرثية الروماتيزم

    معالجة الرثية الروماتيزم


    إن آلية تأثير سم النحل في شفاء المصابين بالرثية ليست مدروسة بشكل كاف، إلا أنه من المفترض أن لسم النحل تأثيراً على الجهاز العصبي المركزي في كل حالات أللم. وفي الرثية، فإن نشاط الجهاز العصبي يضطرب، والذي ينجم عنه تغيرات في التفاعلات الألليرجيائية في عضوية المصابين[12] .

    وهناك أبحاث كثيرة عن النتائج الجيدة لمعالجة الرثية بسم المحل. فمنذ عام 1879 فإن الطبيب الروسي لوبارسكي[13] نشر مقالة بعنوان سم النحل كمادة شافية أكد فيها، اعتماداً على مشاهداته السريرية، أن سم النحل علاج قيم للمصابين بالرثية. أما الطبيب النمساوي قبليب تيرتش[14] tertchوالذي عانى زمن الرثية طويلاً، يشفى منها بعد لسعات نحل صدفية، واعتماداً على حادثة شفائه فقد اهتم تيرتش بالنحل وبالخواص العلاجية لسمه وأخذ يجرب لسه النحل على نطاق اسع لمعالجة المصابين بالرثية المفصلية، ونشر نتائج بحثه عام 1988،والذي أكد فيه شفاء 173 مريضاً مصابين بالرثية بعد معالجتهم بلسع النحل، وفي عام 1912 قام رودلف تيرش ابن فيليب بنشر مقالة عن نتائج معالجة أبيه لـ 660 مريضاًَ مصابين بالرثية وعن مراقبته لهم، فأكد أن الشفاء الكامل لوحظ عند 544، وكان التحسن واضحاًَ عند 99 آخرين، ولن تتحسن الحالة المرضية عند السبعة الباقين، إما لأن حالتهم كانت متفاقمة جداً، أو لأنهم انقطعوا عن العلاج.

    وقد أكدت المشاهدات السريرية لكل من إيوريش وملادينوف أن سم النحل علاج نوعي للمصابين بالرثية الحقيقة. وأن مرضى الرثية يتحملون لسع النحل بشكل جيد. أما التهابات المفاصل الإنتانية، كالتي تشاهد عند المصابين بالسيلان البني والإفرنجي والسل، فإن إدخال سم النحل في عضويتهم يستدعي تفاعلاً عاماً شديداً عندهم مع آلام موضعية غير محتملة، لهذا نجد أن عدداً من السريرين يعتمدون هذه الظاهرة للاستفادة من لسع النحل لهدف تشخيصي، أي للبت في تشخيص جازم للرثية المفصلية الحقيقية والتفريق بينها وبين آلام المفصلية بأسباب التهابية أخرى. ويقول إيوريش: "لقد شاهدنا مئات من المصابين بالرثية، كان شفاؤهم مرتبط بسم النحل، وبعد أنم فشلت فيها كل العلاجات المعروفة الأخرى المضادة للرثية، وهي شواهد على فعالية المعالجة الرثوية بسم النحل، وهذا لا ينعني بالطبع ألا نطبق سم النحل إلا في حالات العناد وفشل الأدوية الأخرى، بل العكس تماماً، فإننا ننصح بتطبيق المعالجة بسم النحل فور وضع التشخيص، أي في الفترة الحادة للمرض، وفي هذه الحالات يكفي في الغالب سلسلة علاجية واحدة حوالي 200 لسعة نحل للشفاء الكامل، وقد نكتفي ليتم الشفاء بالمعالجة بسم النحل، هناك حالات كما ذكر تعند على المعالجة ولا تنهي محنة المريض، وأن الوقاية من الهجمات، هي دائماًَ خير من أي علاج.

    معالجة التهاب الأعصاب Neuritisوالآلام العصبية Neuralgia

    لقد عرف الطب الشعبي معالجة العديد من الأمراض العصبية، ومنذ القديم، بواسطة لسع النحل وفي بحثنا هذا مواد علمية مثبتة ومشاهدات سريرية تؤكد فائدة سم النحل في هذا المجال. فمنذ عام 1938 فغن الدكتورة إبروسالمتشك[15] Erusalimchikعالجت العديد من المرضى المصابين بالتهاب العصب الوركي أو الفخذي وغيرهما من الأعصاب بسم النحل، وكان في سوابق بعض المرضى شكاوى رثوية أيضاً، وكانوا قد عولجوا لفترة طويلة بمعالجة دوائية وفيزيائية أخرى من غير تحسن. وكانت نتائج المعالجة بسم النحل جيدة. ولقد كان التحسن واضحاً بعد الحقنة الأولى أو الثانية حيث تناقصت الآلام العصبية بشكل ملحوظ، وكان الشفاء كاملاً عند معظم المرضى بعد 7-8 حقن من السم.

    وفي عام 1960 نشر ف. بتروف[16] بحثاً عن معالجته لـ 50 مريضاً مصابين بالتهاب العصب مثلث التوائم بسم النحل، حيث سجل الشفاء الكامل عند 30 منهم وتحسنت الحالة بوضوح عند 13 آخرين وكذلك فإن إ. أليسكر[17] عالج بسم النحل /50مريضاً/ مصابين بالتهاب أعصاب مختلفة أو متعددة، والتهابات جذور أعصاب Radiculitis، والتهاب ضفائر عصبية، أو بآفات عصبية غير التهابية Neuralgias، كآلام العصب الوركي أو القفوي والآلام الوربية، وقد تناقصت الآلام أو زالت خلال المعالجة لمدة 2-3 أسابيع، إلا أنه لاحظ النكس بعد توقف المعالجة عند نصف المعالجين. ويؤكد ن. إيوريش في مشاهداته نجاح معالجة الآفات العصبية بسم النحل غير أنه يرى إمكانية عنادها على المعالجة حتى بمقادير كبيرة من سم النحل. ويؤكد[18] أغافونوف 1983 أن سم النحل يبدي تأثيراً مسكناً للجملة العصبية المركزية ومنشاً للمقاومة اللانوعية العامة للجسم بسبب احتوائه على حموض أمينية خاصة مع مواد فعالة مثل الميليتين والأبامين والهيالورنيداز وغيرها. كما أكد كرونتك فوائد سم النحل لمعالجة المصابين بتجوف النخاع Syrinagamlia.



    سم النحل والأمراض الجلدية

    يستعمل سم النحل على نطاق واسع في معالجة العديد من الأمراض الجلدية وخاصة في داء الدمامل. وهناك تقارير[19] حول فائدة سم النحل في حوادث من سل الجلد الذئبة الدرنية والأكزيمة والتهابات الجلد العصبية والصداف الشائع وغيرها، إلا أن عدد الحوادث المعالجة لا تكفي لتقييم نهائي بالنسبة لهذه الآفات، ويحتاج الأمر إلى دراسات وافية واسعة للتثبت من نتائجها.



    الاستشفاء بسم النحل في أمراض العين

    استعمل سم النحل منذ القديم لمعالجة عدد من أمراض العين في الطب الشعبي. أما الطب الحديث فيطبق سم النحل على نطاق وساع، وبنجاح لمعالجة بعض آفات العين وخاصة التهاب القزحية Iritisوالتهاب القزحية والهدابي[20] Iritoeyelitis

    ففي مشفى العيون في نوفوسيبير طبقت البروفسورة شرشفسكاي[21] سم النحل على شكل لسعات عادية لمعالجة عدد من أمراض العيون وحصلت على نتائج ممتازة. ففي حالات القزحية مع تراجع الرؤية حتى 1/100 أعطى سم النحل نتائج رائعة، حيث هدأت الأعراض الالتهابية إلى أن تراجعت خلال 3-4 أيام، وتم الشفاء وعادت الرؤية إلى حالتها الطبيعية.

    ويحذر إيوريش من تطبيق لسه النحل على الأجفان وهي مغلقة للخطر الكبير الذي يمكن أن يلحق الهين كلها، فليس من النادر أن يتطلب نزع حمة النحلة اللاسعة من كرة العين إجراء أكثر من عمل جراحي. وحتى في الحالات التي تنغرس فيها الإبرة في الجفن فقط، فإن نهايتها العميقة قد تخرش القرنية مؤدية إلى التهابها.

    ولتجنب محاذير اللدغ المباشر فقد اجتهدت البرفسورة ن. مالانوف[22]لإيجاد طريقة مبسطة وسليمة للمعالجة بسم النحل وقد استفادت من خاصية الجلد في امتصاصه للأدوية حيث طبقت مرهم virapinالحاوي على السم على مناطق مختارة من جلد المريض: في اليوم الأول يدهن جلد المنكب الأيسر بعد تنظيفه بالماء والصابون، وفي اليوم الثاني يدهن صباحاً المكنب الأيمن ومساءاً على الورك الأيمن. في اليوم الثالث يطبق مقدار دوائي مضاعف حيث يدهن على التوالي المنكب الأيسر، فالمكنب الأيمن ثم الورك الأيسر. اليوم الرابع استراحة، وفي اليومين الخامس والسادس يعاد كما في اليوم الثالث. وقد عالجت مالانوفا بهذه الطريقة 36 مريضاً مصابين بالتهاب قرنية عقبولي، والتهاب قزحية رثوي المنشأ، التهاب الصلبة وفوق الصلبة الرثوي. وقد أشركت هذه المعالجة مع المعالجة الموضعية العادية في العين المصابة وكانت جيدة فقد تراجع الألم بسرعة واستقام الإحساس في القرنة، وسارت عملية التعويض والبناء بفعالية أكبر. وهذا ولم تشاهد أي اختلاطات جانبية لهذه الطريقة العلاجية.

    وفي مشفى العيون معهد أومسك الطبي طبق البرفسور ف. ماكسيمنكو[23] سم النحل على نطاق واسع نطاق واسع لمعالجة أمراض العين وخاصة في التهاب القرنية والعقبولي الشكل، وكمادة ماصة للإرتشاح في تعكر القرنية والجسم الزجاجي وفي بدء تشكل الساد قبل نضجه Cataractوفي حرق العين، وكانت النتائج جيدة.



    معالجة أمراض الأوعية والضغط الدموي بسم النحل

    إن تراكم الكولسترول في البطانة للشرايين هي أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين Ateroslerosisوقد تبين للدكتورة إيروسالمشك[24] أثناء معالجتها للعديد من المرضى بسم النحل انخفاض مستوى كولسترول الدم عندهم. وتشير أبحاث عدد من المؤلفين[25] أن المصابين بالرثية والخاضعين للمعالجة بسم النحل ينخفض في دمائهم مستوى الكولسترول. أما المصابون بالتهاب الأعصاب، وعلى اختلاف أشكالها، فإن معالجتهم بسم النحل لا تغير مستوى الكولسترول في دمائهم. هذا ويجب تحديد خصوصيات كل مريض من هذه قبل البدء بمعالجته بسم النحل. وقد بين كل من زايسف وبوريادين[26] التأثير الحسن لسم النحل على تصلب الشرايين المحيطية وفي معالجة التهاب بطانة الشرايين Endartertisوذلك بسبب تأثيره الموسع للأوعية والمسكن للألم. وقد حصل زيبولد[27] على نتائج جيدة في 85% من الحالات عند معالجته لـ 126 مريضاً مصابين بالتهاب بطانة الشرايين بتطبيق سم النحل. وبسبب التأثير الموسع للأوعية والمضاد للوذمة الذي يمتلكه سم النحل فقد طبقه كل من فورستر وزايسف وغورشكوف[28] لمعالجة قرحات الساق الركودية والتهابات الوريد الخثرية.

    وقد أكدت ن. كورنيغا وزملاؤه[29] أن سم النحل ولو بمقادير قليلة له تأثير جوهري وفعال على الحالة الوظيفية للأوعية الشعرية، فهو يملك تأثيرات حركية وعائبة وأخرى حالة للدم. كما أكد ش. أوماروف[30] فعالية سم النحل في تنشيط الوظيفة الحالة للغيبرين الدموي لاحتوائه على الميليتين، وعن تطبيقات لهذه الخاصية للسم لمكافحة الاستعداد للتخثر الدموي ولمعالجة المصابين بالتهاب الوريد الخثري والتصلب الشرياني.

    واعتماداً على ما عرف عن الطب الشعبي من أن سم النحل يخفض الضغط الدموي. أجريت أبحاث على الكلاب بحقن الحيوان بما يعادل سم نحلة واحدة في الوريد، فأدى ذلك إلى انخفاض طفيف في ضغط الدم. غير أن لسع عشرات من النحل دفعة واحدة لحيوان التجربة أدى إلى انخفاض حاد في ضغط الدم عنده. وقد تبين[31] أن انخفاض الضغط الدموي ينجم عن تأثير السم الموسع للأوعية المحيطية بسبب احتوائه على الهستامين. ويؤكد تجارب الدوائيين أن الهسامين حتى بعد تمديده بنسبة 1/250 مليون يبدي تأثيراً موسعاً للأوعية. أما الطبيب الصيني فإن شو[32] فقد عالج 12 مريضاً مصابين بارتفاع الضغط بسم النحل. وسجل الشفاء الكامل عند مريض واحد، وكان التحسن كبيراً عند 4 وتحسنت الحالة عند 3 آخرين ولم تتغير الحالة مطلقاً عند 3 أما المريض المتبقي فلم يتابع العلاج.

    ولقد أكد إيوريش[33] مشاهدته لعشرات المصابين بارتفاع الضغط الدموي عولجوا بلسع النحل، أو أنهم بدؤوا يعملون في النحالة وتعرضوا بشكل طبيعي للسع النحل، تحسنت عندهم الحالة العامة بسرعة وانخفض الضغط الدموي المرتفع إلى طبيعته وزالت الآلام في الرأس والتهيج التي تصاحب ارتفاع الضغط في العادة، كما تحسنت قدرتهم على العمل. ويرى إيوريش، أن الظروف البيئية للنحالة والهواء النقي المحيط بظروف العمل تبدي تأثيراً عظيماً على النحال في هذه الحالات.

    استطبابات أخرى لسم النحل[34]

    في عام 1864 نشر م. لوكسلي معهد بطرسبرغ لدراسة الغابات مقالاً عن فعالية سم النحل في علاج الملاريا. وفي عام 1861 أعلن شولز استعماله لسم النحل لمعالجة الملاريا الاستوائية والمثلثة والرباعية. وقد أورد إيوريش مشاهدته لأربع حالات من الملاريا شفيت بلسع النحل، لكنه يقول أن علاج الملاريا بسم النحل مشكلة لها أهميتها وتحتاج من ثم إلى دراسة كاملة. وقد ذكر إيوريش حادثتين لمريضتين كانتا تعانيان من ضخامة في الغدة الدرقية مع جحوظ في العينين. وبعد لسعات قليلة من النحل شعرت المريضة الأولى بتحسن كبير، ثم تضاءل الورم واحتفى بسرعة مع متابعة المعالجة بلسع النحل. أما المريضة الثانية فقد بدأت بالتحسن الملحوظ عندما عملت في المنجل وتعرضت مراراً للسع النحل. ويضيف إيوريش أن هذا المرض نادر بين النحالة.


    معالجة الأطفال بسم النحل


    إن عضوية الطفل حساسة جداً لسم النحل، وتبدي في معظم الحالات تفاعلاً عاماً وموضعياً شديدين. وإن الأطفال المصابين بالتأتب أو السل الرئوي وسل العظام وآفات القلب من منشأ غير رثوي وفي آفات الكلية النفروز، التهاب النفروزي والداء السكري وفي حالة وجود اضطرابات نفسية عند الطفل، في كل هذه الآفات لا تجوز المعالجة بسم النحل. كما لا تجوز تطبيق لسع النحل على الأجفان المغلقة وعلى جلد واضحاً جداً على الطفل، مثل إصابته برثية مفصلية حادة لم تعن للمعالجات العادية، يمكننا أن نجري المعالجة بسم النحل بحذر وتحت إشراف طبيب أطفال محتص. وأن يجري اللسع عند الطفل إما على الفخذ أو على الكتف بشكل خاص وحسب البرنامج التالي[35] :

    خلال سلسلة علاجية لمدة شهرين يجري للطفل من 30-90 لسعة نحل، وذلك حسب سنه: فالأطفال من 3-5 سنوات يطبق لهم لسعة واحدة كل يومين وبمجموع 30 لسعة وبعمر من 6-8 سنوات لسعة كل يومين في الشهر الأول ثم لسعة كل يوم في الشهر الثاني وبمجموع 45 لسعة ومن 9-12 سنة لسعة يومياً لمدة 6 أيام ثم لسعلتين كل يومين وبمجموع 90 لسعة أما الأطفال دون الثالثة من العمر فيطبق لهم مرهم يحتوي على سم النحل. وقبل المعالجة لا بد للطبيب من محادثة ودية مع الطفل محدثاً إياه عن صديقتنا النحلة التي تهب حياتها من أجل شفائه حين لسعه وأن إبرتها هي محقن طبيعي يمتاز عن المحقن الصنعي بحسن وسرعة أدائه، كل هذا للحصول على موافقة ضمنية من الطفل قبل البدء بمعالجته. كما يجب الاحتياط أثناء المعالجة بإحضار المواد الإسعافية اللازمة التي يمكن أن نحتاج إليها، وأن يتناول الطفل حمية غنية بالفيتامينات جوب1 ذات قيمة حرورية عالية، قليلة الملح وأن تشمل على العسل بمقدار ملعقة شاي مرتين يومي وأن يكثر من تناول الحليب واللبن والتفاح الحامض.


    حساسية العضوية لسم النحل


    إن سم النحل، وقد تكلمنا عنه كعلاج ممتاز، يجب أن لا ننسى أنه سم قوي، وأن الأمر يتعلق بمقدار السم الذي يدخل إلى العضوية[36] . وفي الواقع فهناك فروق واسعة بين المقدار فروق واسعة بين المقدار العلاجي، والمقدار السمي، والمقدار المميت من سم النحل. وإذا كانت المقادير السمية تبلغ عشرات أضعاف المقدار العلاجي، فإن المقدار المميت يفوق بمئات المرات المقدار العلاجي، إن حساسية العضوية تجاه سم النحل مختلف: فالنساء هم أكثر حساسية تجاهه، وأكثر منهن الأطفال ثم المتقدمين في السن. وفي العادة فإن لسع 1-5 نحلات وحتى العشرة دفعة واحدة يتحمله الشخص السليم بشكل جيد، ويستدعي عنده مجرد تفاعل موضعي على شكل احمرار وتورم وحس بالحرق .. إلا أن 200-300 لسعة دفعة واحدة تؤدي إلى انسمام في العضوية مع علامات تشوش وصفي في الجهاز الوعائي الفلبي والجهاز العصبي زلة تنفسية، ازرقاق، تسرع نبض، اختلاجات، خذل ...، وأما التعرض ةغعلى 400-500 لسعة فإنه يؤدي على الموت بسبب شلل Paralysisالمركز العصبي التنفسي.

    وهناك اشخاص يبدون فرط حساسية تجاه سم النحل، حيث أنه يكفي عند أحدهم لسع نحلة واحدة كافية لظهور دعث عام، وترفع حروري، صداع شديد، اندفاعات شروية، إقياء وإسهال، وبالعكس، فإن المشاهدات المتواترة[37] تؤكد أن النحالة، والذين يعملون مع النحل فترة طويلة من الزمن يتحملون جيداً لسع النحل دون أي أذى كبير يلحق عضويتهم، وقد ذكرت حوادث لنحالة، أصيبوا بلسع أكثر من ألف نحلة دفعة واحدة دون أن يظهر عليهم أعراض انسمامية. فالعضوية غالباً ما تعتاد لسع النحل حتى أنها لتصبح في بعض الأحيان، دون أن تبدي أي تفاعل تجاه ذلك السم.

    وأمام مقولة بعض النحالين من أن سم النحل علاج لكل الأمراض، نذكر حقيقة طبية هامة وهي أن هناك مضادات استطباب كثيرة لتطبيق سم النحل وأنه لا يحوز لغير الأطباء أن يحددوا الوصفة الطبية مهما كان نوع خواص علاجية محددة، ويبدي نتائج علاجية ممتازة في حالات معينة ذكرناها فيما تقدم من هذا البحث. ومع هذا فهناك أشخاص يجب التعامل معهم بحذر عند استعمال سم النحل وخاصة الأطفال والشيوخ وغيرهم من ذوي الحساسية المفرطة تجاه هذا العقار[38] وتعتبر الإصابة بالسل، وقصورات القلب من الدرجة الثانية والثالثة والأمراض الإنتانية الحادة والتقيحات الشديدة والتهابات الكبد والكلى، وعند الإصابة بتنشؤات ورمية خبيثة وأمراض الجهاز العصبي العضوية والنزوف وفقر الدم وأثناء الحمل والطمث والداء السكري والأمراض الزهرية، تعتبر كلها مضادات استطبابات جدية للمعالجة بسم النحل[39] كما أن الإصابة بآفات مترقية أو شديدة، أو بآفات جلدية تحسسية وخاصة الأكزيمة والأشخاص ذوي الحساسية المفرطة لسم النحل، كل هذه الحالات تمنع صاحبها من العمل مطلقاً من ممارسة النحالة.




    يتبع

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعة شاملة لافات القمح المختلفة
    بواسطة شلبي سعيد في المنتدى الوقاية ومكافحة امراض النبات (طب النبات)
    مشاركات: 56
    آخر مشاركة: 25-03-2011, 07:15 AM
  2. دراسة مشاكل خصوبة التربة
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى التربة وشبكات الري والأبار
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-05-2010, 09:42 PM
  3. منها واليها
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 18-09-2009, 04:59 PM
  4. دراسة سمية المبيدات
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى الوقاية ومكافحة امراض النبات (طب النبات)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-09-2009, 08:57 PM
  5. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك