+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: من بعض التراث المغربي

  1. #1

    • عبير
    • Guest

    افتراضي من بعض التراث المغربي


    حسب الدراسات والبحوث المتوفرة لدينا حاليا أن فن العيطة بالمغرب يحتوي على خمسة أقسام رئيسية هي كالتالي : الجبلي – المرساوي- الحصباوي – الحوزي – الروايس. كما أن لهذه الأقسام روافد أو مناطق تلاحق تولدت عنها عدة فروع مثل : الزعري – الورديغي – الغرباوي ... إلخ. ثم قاسم مشترك بين كل هذه الأنماط ، سواء الرئيسية منها أو الفرعية وهو الساكن أو السواكن. المعروف بطابعه الصوفي – الغيبي- الديني. يشمل اهل الزهد والتقشف في حياة وادارة الظهر عن مباهجها . تولدت عنه عدة طرق وطوائف شملت جوانب مهمة من الفكر والعقائد لعدة فئات من الشعب المغربي ، ساهمت في خلق أحداث وتطورات تاريخية هامة، وتحولات جذرية لحياة الشعب والجماهير الواسعة عبر أزمنة صنعت التاريخ .

    اننا نتعامل مع تراث شعبي شفاهي حافظت الذاكرة الشعبية على قسط منه، بينما ضاعت الأقساط الأخرى وسط مستنقع الاهمال والنسيان وغياب التوثيق من جهة، واختفاء الرواد – المعلمين بانتهاء أجالهم المحترم ، كما يقول المثل : يمش المعلم ويد معه.

    اذا عدنا للحديث عن الجبلي، أي وسائل التعبير عند سكان منطقة الشمال الغربي من المغرب ، المعروف بفن الطقطوقة الجبلية المتميز ، وما تشمله من عيوط وانماط تعبيرية مثل جهجوكة – البارود.

    ان اشكالية النشأة تضعنا أمام حاجز منيع حجب معرفة ميلاد وتطور هذا الفن الشعبي على حقيقته ، ورمى بنا بين متاهات الإفتراض والتقديرات التي قد تصيب في جزء منها، وتخطئ في أجزاء أخرى ، لكن هذا التخوف لا يجب أن يظل جدارا سميكا وحاجزا قويا في وجه البحوث والدراسات ، وعازلا أمام كل الاجتهادات والاستنتاجات التي تنير الطريق للوصول الى اقرب الافتراضات والتصورات الشمولية لهذا الفضاء الشاسع الإطراف الموغل في التاريخ والحقب.

    تعود جذور هذا التراث الى ما قبل دخول الاسلام الى المغرب ، حيث كان غناء جماعيا مبني على ما يسمى بالحوار الشعري المرتجل – على حد تعبير المرحوم بوحميد – والذي كان يقوم به شخص واحد من المجموعة التي كانت تضم فريقا من الرجال في فترات معينة ومناسبات محددة كالحفلات العادية مثل : حفلات النصر – الزواج – العقيقة، وأن هذا النوع من الغناء كان يستعمل أدوات جسمانية أكثر من غيرها ، وهي التصفيق باليد والتوقيع بالقدم، عكس الأنواع التعبيرية في شمال المغرب – جبالة – حيث يستعمل الغناء والتطريب لتقريب المتلقي إلى فهم الموضوع الذي تحمله الأغنية.

    عرف المغرب مرحلة انتقالية غابت خلالها مظاهر الغناء والاحتفال بالطرقة التي كانت من قبل ، من رقص واشراك المرأة في المجموعات والفرق ، خاصة العهد الموحدي المتزامن طبعا مع الدخول الهلالي إلى المغرب ، وقد أثر هذا تأثير كبيرا في ضيق نطاق الموسيقى لهذا العهد الذي نشأت عليه دوله الموحدين ، من التدين والتقشف ومقاومة المناكر ، بما فيها من ألات اللهو التي كان المهدي بن تومرت يأمر أصحابه بتكسيرها ، مثل ما فعل في فاس ، ومن أبرز الشواهد على هذا أن الجيش الموحدي نفسه لم تكن به الموسيقى تذكر.



    وحسب العديد من المصادر فقد كان لابد من مرور ردح من الزمن ليبدأ الغناء الفردي في المغرب بالظهور مصاحبا بألات موسيقية غالبا ما كانت في أول الأمر نوعا من الليرة بحيث ثبت عند صاحب المراكشي في مؤلفه المعجب أن الهلاليين لما جاءوا إلى المغرب أدخلوا معهم هذه الألات التي كانوا يؤدون بها مجموعة من الملاحم الشعرية الفصيحة، حيث كان الطرب الشعبي يعتمد على أغاني مغربية ينشدها بعض المغنيين في المحافل والأسواق، بعد هذه الفترة سيبدأ الغناء في الظهور بشكل أكبر وأوسع حيث سيشيع ويرتقي إلى استماع الأمراء، إضافة إلى دخول الطرب المعروف إذاك ب : السماع ، والذي استقدمه الأندلسيون معهم ، وقد ولع الخلفاء به ، وفي إطار حصر الحديث عن الموسيقى العربية بالمغرب من بين ثلاثة أنماط وهي : الموسيقى العربية – الأندلسية – البربرية . والموسيقى العربية التي يحدد اطارها الجغرافي في مجال تقطنه القبائل المستهلكة لهذه الأغنية ، والذي يتميز بالشساعة في اطاره العرقي والسوسيو اقتصادي ، إذ منذ القرن الثاني عشر الميلادي شهدت السهول الأطلسية المغربية استقرارا للقبائل العربية التي امر بنقلها من مواطنها الأصلية ، السلطان يعقوب المنصور الموحدي ، وعلى اثر هذا الاستقرار حصل تعايش بين نمطين من الحياة – الترحال ونمط الاستقرار – الذي يعتمد الفلاحة وتربية الماشية ، وحصيلة هذا التساكن هو نشأة جديدة وملائمة لخلق وتطور هذا النوع من الغناء ، وقد عللت حركات احتفاظ الغناء الأندلسي على مقوماته وشذوذه عن قاعدة التأثر بالواقع والمؤثرات المحلية، إلى أن المغرب احتفظ بالأصول العريقة لهذه الموسيقى بشكل أقوى ، نظرا لأن اللغة البربرية وعوائد البربر كانت بطبيعة الحال أكثر رسوخا وانتشارا ، مما أدى ودعا المجتمعات الأندلسية المهاجرة هنا إلى منعزل أمدا طويلا بعوائدها وتقاليدها حتى أن ما حدث بصفة عامة هو أنها استقطبت من عناصر البربر المنصهرين بها أكثر مما تأثرت المجتمعات الأندلسية لهذه العناصر .وبالنسبة إلى الأدوات المصاحبة لهذا الغناء والتي نجدلها ذكرا مقسما إلى نوعين : ماله علاقة بالطرب المغربي المحلي قبل النزوح الأندلسي – وماله علاقة بالطرب والغناء الأندلسي.



    إن الألات المستعملة في الغناء الأندلسي قد ذكر كل من : الكريج – العود – الروطة – الخيال – الرباب – القانون- المونس – الكثيرة – الفنار- الزلامى – الشغرة – البوق – النورة وفيها مزمران ، واحد غليظ الصوت وأخر رقيقه.

    كما تسجل دراسة مدخل إلة تاريخ وفنون المغرب ، بأن دخول الهلاليين إلى المغرب رافقه ظهور ألات جديدة من حيث وصفت مسيرتهم نحو المغرب نحو سنة 1170 م أنهم : كانوا يسيرون على إيقاع الطبول ونغمات الغيطات .

    ومن ثم ذلك السياق الوصفي يدل على أن هذه الألات كانت مما يستعملونه في حروبهم وغزواتهم ، وهي ذاتها اتخذها الموحدون من شارات ملكهم إلى جانب الألوية والأيات القرءانية ، وقد سجل ابن خلدون في ذلك :

    أن العرب كانوا منذ أن انتقلت خلافتهم ملكا يتخذون قرع الطبول والنفخ في الغيطات في مواطن حروبهم ومظاهر أبهتهم . أما الألات المستعملة في الغناء المغربي كانت محصورة في : الدف – أفوال – الليرة – أبوقرون.


    الموضوع الأصلي: من بعض التراث المغربي // الكاتب: عبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



  2. #2

    • د ربيع غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,030

    افتراضي

    أختى الفاضلة العبير

    موضوع ممتاز و دراسة جميلة عن هذه الأنواع من الفنون و الألات المستخدمة
    ليتك تضيفى لقطات مصورة لهذه الفنون و الألات الموسيقية لكى يكون الموضوع مكتملا
    و أتمنى أن يكون هناك بعض المقاطع المسجلة على اليوتيوب توضح اشكال و انواع هذه الفنون تلحقيها بالموضوع

    لكى تحياتى
    د ربيع

  3. #3

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل
    د/ ربيع

    دوما ما تثري متصفاحي البسيطة بردك المنمق المزخرف
    التي أعجز ردا عليه فلا أجد إلا كلمة

    شكرا جزيلا من الأعماق


    نعم سيدي فعلا فإنني أنوي بإذن الله تتمة الموضوع بإضافات أرجو أن تفيد متصفحيها
    وعلى الله تعالى التوكل وبه أستعين

    دمت بخير وود.

  4. #4

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    حقا اخت عبير
    هذا البحث اكثر من رائع خاصة انه تنقيب عن ماضينا الجميل والحنون
    فالقليل من البشر فى عصرنا هذا والذى طغت عليه المادة لا يفكروا مطلقا فى تذكر ماضينا الرائع

  5. #5

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    أستاذنا الفاضل الدكتور

    محمد سعيد عيسى

    إنه لشرف عظيم لمتصفحي مروركم الطيب عليه
    يسعدني أن ما جاء أعلاه قد استرعى انتباهكم
    وإنني لأفخر كون صويحفتي البسيطة هذه نالت بعضا من استحسانكم

    أرجو صادقة أن اكون على قدرالمستوى وعند حسن الظن

    لكم التحية أستاذنا الكريم

    حياكم الله

  6. #6

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    نتابع معا تصفح التعريف ببعض التراث المغربي وقداخترت بداية مجال العيطة ولنستهل بالعيطة الجبيلة والتي يطلق عليها عند أهلها - الطقطوقة الجبيلة -


    الطقطوقة الجبلية
    سميت بالطقطوقة الجبلية تمييزا لها عن باقي الأجناس الأخرى من الفنون الغنائية بالمغرب ، وقد اختلف الباحثون والمعلمون في أصل التسمية ، منهم من يرجح ذلك إلى الإيقاع الذي تتميز به الأغنية الجبلية : طق طق . ومنهم من يربط هذه التسمية بطلقات البنادق أثناء الحروب والحفلات التي تقام خلال المهرجانات الشعبية والمناسبات

    تتألف الأغنية الجبلية من قسمين أو ثلاثة .
    الريلة : موضوع الأغنية الذي يجب أن يصل إلى المتلقي حاملا عدة معاني ورموز الحالات النفسية والروحية ، مثل الفرح و الحزن ، السعادة والألم وغيرها، كما أنها تحمل أخبار المعارك والحروب ، الانتصارات والهزائم ، وتحمل كذلك تحمل بين طياتها مواضيع التغني بجبال الطبيعة والغزل ، وهي المحاور الثلاثة التي تشتغل عليها الطقطوقة الجبلية كصنف من أصناف العيطة ، وأي النداء إلى الاستماع والانخراط في أطوار ومراحل الأغنية ، غناء وعزفا ورقصا.
    التعريضة : اندماج كلي بين كل العناصر المكونة لهذا الحدث الفني ، أي دخول المتلقي كليا ضمن المرحلة الأخيرة للأغنية ، ختامها يكون عادة تعبيرا بالرقص الفردي أو الجماعي .
    أما بعض الدراسات وبعض المعلمين يتفقون على أن للأغنية الجبلية ثلاثة محاور وهي :
    الفراش : وهي الطقطوقة الموسيقية التي تسبق الأغنية، وهي نداء إلى المتلقي للدخول في إطار الأغنية ، وإثارة الانتباه ، ومن خلال هذه المقطوعة يمكن معرفة الأغنية التي ستغنى لاحقا.
    الغطاء : قلب الأغنية التي تحمل بين طياتها خبرا مبطنا لحدث اجتماعي أو ثقافي أو فني ذو دلالات عاطفية – طبيعية – تاريخية .
    الحساب : المرحلة الأخيرة من أطوار الأغنية، حيث تكون قد استوفت شروط التبليغ والاخبار، ثم انخرطت فرديا أو جماعيا في لحظة اندماج كلي للتطيب والانتعاش الشعوري الذي يعبر عن الفرح والسعادة .
    ولهذه الأقسام مسببات ودوافع قامت عليها الأغنية ، فقد نلاحظ عند نمط الكباحي وهو نمط يحمل بين طياته أخبار المآسي والأحزان لا يمكن للأغنية أن تشمل مرحلة الحساب – التعريضة لما هذه الأخيرة من جو التطريب والتنغيم.


    كما حددت دراسات أخرى عن الألات التي أدخلها الهلاليون معهم هي : الشبابة وهي قصبة للنفخ أكبر من الناي.
    الرباب العربي وهو ذو وترين إثنين في مقابل الرباب السوسي ذي الوتر الواحد والدف ولعله المربع قديما ، وقد أفضى تسرب هذه الألات والمعطيات إلى نشوء ظاهرة الجوق الشعبي المستعرب في مناطق السهول. وهو جوق تميزه خاصيتان أولهما إدخال ألات تختلف في طبيعة تركيبها وطريقة استخدامها عن الألات المستعملة في الأغاني الأمازيغية ، والثانية اعتماد أسلوب في الغناء يقوم على ألحان خاضعة لأوزان شعورية زجلية مستحدثة، وفي كتاب افريقيا لمارمول كاريخال ذكر أن : أعراب منطقة نوميديا يتغنون بقصائدهم المقفاة الموزونة على أنغام الدف والعود والكمان. أما الفيول هي عبارة عن إحدى صور الرباب العربي في مرحلة من مراحل تطوره نحو الكمان.
    وفيما يخص المنطقة الشمالية من المغرب، ونعني بها منطقة الريف الموزعة على كتلتين بشريتين على حد تعبير الأستاذ التوفالي – كتلة شمالية غربية تتكلم اللهجة الدارجة المغربية – وكتلة شمالية شرقية تتحدث بالأمازيغية الريفية ، حيث يعتبر أن الألات الموسيقية المتوفرة بالريف بكثرة هي ألات الطرق مثل : أجون أو الدف ثم الخذنة أو الغيطة ثم ثامنجا أو الناي ، وغالبا ما يكون الشبابة ، كما أنه من الملاحظ أن أهل الريف لا يستعملون الألات الوترية إلا قليل ، حيث اخذوا ألات النغم والطرق.
    إن الأغنية الشعبية في بلادنا لا تستقر على نمط أو صنف أو لون، هي مع المجالي أعداد كثيرة، ومع التنوع الجغرافي والطبيعي أنواعا متنوعة ، للجبل أنماطه وألوانه ، وللسهول محتوياته الغنائية ، وللسفوح والهضاب كذلك ، وللسواحل كما للصحاري صنوفها ، لكل من شرق البلاد وغربها ، شمالها وجنوبها غناء متنوع ومتعدد بشكل يجعل أحيانا لكل منطقة غناؤها الخاص بها ايقاعا وانشادا وكلاما وعزفا وتوقيعا ، مع التنوع اللغوي طبعا بين لهجات دراجة محلية وأمازيغية : تامازيغت ... تاشلحيت ... تاريفت . ويتضمن كل لغوي صنوفا وأنماطا غنائية متعددة.
    تتركب الطقطوقة الجبلية من ثلاثة أنماط غنائية أساسية وهي : نقل الخبر – انتقاد الوضع، هذا النمطان يعتبران من صنف العيطة أي اشتقاقها من لفظة عيط، بينما النمط الثالث وهو التغني بجمال الطبيعة والغزل المقتبس من الأنماط الأندلسية المعروفة والمشهورة بهذا المجال الرائع، لا يعتبر من صنف العيطة بقدر ما هو صنف رومانسي حالم لا يخرج عن مجاله أيام السلم.
    أما العيطة هي ذلك الغناء الذي يبتدئ بنداء ، وفي اللوازم تتخلله نداءات إلى جانب كونه غناء مركبا لا يحتمل الجزء الواحد ، وأقصد به هنا ميلوديا واحدة وايقاعا متشابها وبحرا من البحور اذ انه غالبا ما تتغير الميلوديا في الجزء الثاني، وكذا الايقاع والبحر الذي يطول او يقصر ، قد يكون فيصبح بسيطا او متوسطا.
    ان العيطة اشبه ما تكون بالقصة المفتوحة والتي يظل موضوعها بكيفية مستمرة عرضة للتحوير والزيادات. ويهيمن فيه الارتجال الحر للناظمين . يزيدونه ثراء ونماء، ويفرغون فيه ما تعترض حياتهم من مأسي وأفراح. وما يجيش في نفوسهم من أماني وأمال ، حتى بات من العسير الوقوف على المؤلفين الحقيقيين للعيطات المتداولة، والعيطة وفقا لذلك لا تخرج عن الصفة العامة للغناء الشعبي.
    يمكن القول ان التأليف بدأ فرديا على يد فرد، واستمر ايضا يقوم به أفراد ، ولكنه انتهى إلى أن أصبح جماعيا ، فقد اختفى الفرد وتسلل المجتمع تسللا غير محسوس إلى الدائرة ، ليفرض وجوه عن طريق الافراد ذاتهم ، وقلما نتعرف في الفنون العيطة على اسم المؤلف كما هو معمول به في طرب الملحون او طرب الالة مثلا...
    هنا لا بد من ادخال الطقطوقة الجبلية ضمن مجال العيطة سواء من حيث التعريف الذي يعتمد النداء كمرجع في التسمية والذي نجده في العيوط بمختلف انماطها وانواعها وامكنتها ، او من حيث الغناء المركب والميلوديا والألات الوترية والايقاعية والتعريضات.
    اما انماط العيوط الموجودة بالمغرب فهي تنقسم الى قسمين اثنين :
    عيوط رئيسية وهي : الجبلي – الحصباوي – المرساوي- الحوزي- الدوايس.
    وعيوط فرعية مثل : الزعري – الخريبكي – الشياظي – الغرباوي – الساكن . الذي يعتبر قاسما مشتركا بين كل الانماط السالفة الذكر ، سواء منها الرئيسية او الفرعية.
    كما من المعتاد ان ينتقل الاشياخ والشيخات افرادا او جماعات بين المدن والقرى المجاورة او المتباعدة طلبا للعمل او للاسترواح او غشيان مواسم الاولياء، حيث كان يتم خلال هذه الانتقالات كثير او قليل من الاخذ والعطاء والتبادل بين الرباعيات المختلفة ، وقد نتج عن ذلك تلاقح في العيطة الشعبية موضوعا ، كمظهر من مظاهر الوضع الذي عرفت به نفسها، والمتمثل في نبذ الثبات والاستقرار المميت لكل فن ، والنشدان الدائم لتجديد شكلها ومضمونها.
    ان من مميزات العيطة الجبلية انها سهلة الاداء والعزف الى درجة تجعل جميع الشيوخ يغنون الجبلي، فهي لا تتوفر على فصول كثيرة ، كما تتميز بليونتها ورقتها الى درجة ان المستمع للطقطوقة الجبلية يطرب وينجذب بخلاف العيوط الاخرى الخشنة مثل جهجوكة.
    ان الطقطوقة الجبلية تقدم صورة رقيقة عن الزراعية والرعوية التي احتضنتها ، ولا تذهب بعيدا في التوضيح ، انما تقتصر على الاشارة العابرة لبعض المكونات البيئية ، كتمجيدها واطرائها على صفات الشجاعة والاقدام التي تكون مطلوبة في رجال القبائل وسادتها خلال الحقب المتقلبة من تاريخ المغرب، والطابع التعبيري عن هذه الحقب.
    ان العزف في الطقطوقة الجبلية اذا كان الكنبري فيتم بثلاثة اوتار متكاملة واذا كان على الكمان يتم كذلك بثلاثة اوتار متكاملة وبالسلم الموسيقي الخامس المتكامل ، وتقع المساوية في لوتار او في الكمنجة المساوية العصرية المعروفة في الوقت الحاضر ، اما في العود فيستحسن ان يساوي الوتر الثاني في صول والتدرج معه الى الوتر الخامس على اساس ان الجبلي خلافا للغناء العصري يبدأ من أخشن الأصوات وينتهي الى أدقها.

  7. #7

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    نتابع هذه السلسلة بفن مغربي تراثي آخر وهو

    الدقة المراكشية



    تعني التصفيق ، معظم أعضائها من أسر الصناع التقليديين : خياطين، دباغين، جزارين…إلخ، وبعضهم أيضا تلاميذ في

    المدارس القرآنية. وبصفة عامة الدقة هو فن يجمع حوله كل عشاقه الابحاث في مجال الفنون الشعبية تبين في كل مرة

    بأن الدباغين هم الأصل في ظهور النص المقول في الدقة "العيط" ذلك أن الحركات المستعملة والايقاع تذكر ببعض مراحل

    دباغة الجلود وقد يصدق نفس القول كذلك على البنائين القدامى من خلال بنائهم لأسوار المدينة أو صيانتها. هدف

    هؤلاء الصناع التقليديين، كان هو نسيان تعب العمل، وجعله ممتعا باستعمال الموسيقى الإيقاع، الغناء، لذا تجتمع

    المجموعة كل يوم جمعة لتنظيم حفلات يقول علي نعمة رئيس إحدى مجموعات الدقة بتارودانت ولأجل تأكيد قدم هذا الفن

    الذي يقدمه "إذا عرفنا تاريخ المدينة، فإننا سنعرف تاريخ الدقة".


    الايقاع يبدأ بطيئا جدا، وبعد ذلك يتزايد تصاعديا بصورة قوية، الرقصة متجدرة في الروحانية. أما الوقت المنتظر والثمين

    لدى الجمهور هو الدي يسمى" قفيل أفوس" حيث يقوم أعضاء المجموعة بالضرب على الايقاع بسرعة وبعنف لأجل أن

    يكون الصوت واضحا وموحدا وناغما أعضاء المجموعة يلبسون الجلباب - قشابة - و -طاكية - غطاء دائري للرأس.

    يكونون دائرة أو نصف دائرة.وأدوات التزيين التي تستعمل في جلستهم مثل (البساط) توضع في الوسط، الراقصون

    يتقدمون دائما الى وسط الدائرة ليلة البركة هي بمثابة اللقاء السنوي لأعضاء مجموعات الدقة بالجمهور الروداني بشكل

    حافل ومميز نظرا لقدسية هذه الليلة.

  8. #8

    • أم محمد
    • Guest

    افتراضي

    ما شاء الله
    الاخت الفاضله عبير
    تنقلك بين اقسام المنتدى ببراعه واعطاء معلومه صادقه
    يجعلنا دون ان نشعر نتساءل هل تخصصت فى كل شئ
    هذه العبير

  9. #9

    • رباب
    • Guest

    افتراضي


    اش بيت ليك الا للا مولاتي غير الصحة والعافية على هاد الموضوع الراااااااااااااااااااااااااااااااااائع





  10. #10

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    أختي الفاضلة أم محمد

    لك شكري على متابعتك لمتصفحاتي المتواضعة
    التي تنثرين حولها عطر حضورك الطيب الذي يجعل لأحرفي الضياء
    ولك امتناني على إطرائك الجميل

    عزيزتي

    جميل هو أن يكون لدينا حب المعرفة والاطلاع
    فإنه يثري ثقافتنا وينوعها

    والأجمل من ذلك إن استطعنا المساهمة ولو باليسير
    لتوصيل معلومة ما رأيناها قد تفيد القارئ المتصفح لها

    وما أنا هنا إلا فرد من أفراد هذه الأسرة المتعاونة
    للرقي بهذا المكان الذي يجمعنا
    شأني شأن كل المتواجدين بين أرجائه العامرة
    وأحاول قدر الإمكان وإن كنت لن أستطيع بلوغ ما بلغه إخوتي هنا من جميل العطاء والبحث القيم المفيد
    أن أشارك بما ييسره الله لي ، وكل رجائي أن ينال بعض القبول.

    عزيزتي

    لمرورك بصمة فريدة

    لك تحياتي




+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-11-2010, 03:09 PM
  2. حفنة من التراب
    بواسطة rami_khiat في المنتدى الزراعي العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20-11-2009, 04:22 PM
  3. الزي الصحراوي رمز الثرات و التشبت بالتقاليد الصحراوية
    بواسطة خير الخير في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-11-2009, 05:19 PM
  4. طاجين السمك المغربي
    بواسطة رباب في المنتدى أبلة نظيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-10-2009, 04:13 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك