حقيقة أم سراب !!!
طفلة تاهت في غياهب الحياة أنا .... دروب ومسالك منها السهل والكثير منها وعر
الوجه طفلة والروح مسنة ...
صحراء هي الحياة ...بها من أشكال القسوة والجمود مالايخطر على بال ... وأنا تلك الصغيرة التي تقودها قدميها فتمشي ولاخيار لها
على الطريق أشواك وضواري ورمال ولاأملك مايقيني الرمضاء
ولكن هو التعود وبصيص من أمل أن يتغير الحال ...
أسير واتعثر ...أحيانا أقوم من عثرتي ...وكثيرا ماتكسرني ....فما اصعب جرح الروح وكسر الفؤاد ...لايجبر
سرت فيكي يادنياي ... فلفحتني شمسك وأتعبتني حرارتك ...ولكنها رغبة في البقاء ورغبة في الحياة تذيب الصعاب
وفي أشد ايامي حرارة وأسطعها شمساً...نظرت حولي ...وليس ببعيد
ماهذا؟؟؟ أحقاً ماأرى ؟؟؟ انه البحر انه الظل والشجر ...ركضت مسرعة نحوه لأتحقق !!!
ياإلهي انه الماء فهل يروي ظمأ صغيرة أجهدها حر صحراءها ... انه الظل من سطوع شمسي التي احرقت أخضر بساتينها ...
أهو حلم ؟؟؟ ماهذه المفارقة ؟؟؟ أبحر في قلب الصحراء ؟؟؟ هكذا قال عقلي ...حقيقة لم اكترث له ...
وذهبت بجسد أنهكه المسير وأجهده الحر ...مددته على صخرة قريبة من شاطئ بحري
واذا ببرودتها تتسلل الى جسدي المرهق فتبعث فيه الراحة ...استسلمت وارخيت يداي لتداعبهما قطرات الماء في مده وجزره ...
وماكدت أن أغفو ...حتى سمعت صوتا يناديني ...فزعت وقلت من أنت ؟؟؟ من ينادي ؟؟
قال :صغيرتي هوني عليك .. هدئي من روعك ... فهل هناك سواي ...فانا البحر وأنا جليسك الان ..
فقلت له: ..وهل يتحدث البحر ؟؟؟
قال لا ....ليس الا معك.... فأنا وقلبك توأمان ...فهل تتبعيني ؟؟؟
ومالبث أن قال لي :مابال عينيك ؟؟ مابالك ؟؟
قلت له : كم بكيت وكم ادمعهما الحزن
قال :لاعليك ...انظري الى آثار حزنك التي تحدثت عنها خلفك ...فنظرت وبكيت ... فإذا برياح
باردة مرت على خطواتي ...فمحتها الاخطوات مشيتها نحوه ...
فقلت له: هناك من أحزاني مانقشته على الصخر ...
قال : انه الطمع إذن ؟؟؟ فكيف تدركين للسعادة معنى ولم تتذوقي بعض الألم ؟؟؟
ولم يمهلني لأكمل حديثي وأرد عليه
وتخللت نسمات هوائه بين خصلات شعري فشعرت بالخدر ... واستقرت نفسي ... وارتسمت
ابتسامة الرضا على وجهي ...
فإذا بامواج منه تجذبني برفق من فوق صخرتي التي استلقيت عليها ... وحين قاربت أن ألامس الماء ...قال لي : افيقي ...
انظري بعينيك للجمال ...انظري للسماء الصافية ... انظري لطيوري المحلقة
استمعي للتغريد ماأجمله ...
أتريدين المزيد ؟؟؟ قال البحر ....
قلت : نعم ....نعم
قال أغمضي عيناك اللتان أرهقهما البكاء على من لايستحقون واتبعيني
قلت : أخشى ان أتبع نداء القلب فأهلك ... وقد أتعبني عقلي
وعقلي يرفض مايرى ....
قال لي بهمس حاني ... فلتمنحيه الراحة ...وافتحي معي قلبا مل من اغلاقه
ولم يمهلني التفكير ...وجذبني الى الاعماق ...الى اعماقه
ويالسحر مارأيت ...لم أدرك أن هذا الجمال موجود ...وأن تلك الكنوز يحويها قلبه
وكلما تعمقت ...قلت له أخشى الغرق ... ولاأجيد السباحة ولاوصول الاعماق
قال : بلى ومن قال لك ذلك ... رغما عني بلغت أعماقي ...فليس لأي أحد أن يفعل
قلت وكيف ؟؟؟
قال :لاتكثري الأسئلة ...فقط استمتعي باللحظة ...فتعمقت
فقال لي : أتريدين المزيد ...قلت كفاني فبالله عليك أهو حلم ؟؟؟؟ أم حقيقة ؟؟؟
سكت لبرهة ثم قال لي : وهل تعودت ان يكتمل رائع في حياتك ؟؟؟
امتلئت عيناي بالدموع ...وبكيت وأجبته بصوت خافت يملؤه الانين ... وكاني كنت محقة ...لا...يابحر ..لا
قال : لاتبكي ...ولكن اعلمي أن الصحراء موجودة والبحار موجودة
الحرارة موجودة ....والبرد والسلام موجودان
الجنان والنيران موجودان
لاتبكي ... وعلمي قلبك أن ينظر للجمال وأن يستشعر ماحوله من بهاء
لاتبكي ... فما العينان للبكاء ...واطلقي لبصرك ليرى أبعد من قدميك فالعمر أقصر من أن نضيعه على من لا يستحقون ...
عزيزتي .. لست بحرا ولكني في صحراء حياتك ...قلبا احبك بصدق ..الايكون لك البحر
ابحثي عني فيمن حولك ..انظري جيدا ... فقد اقتصر نظرك على من لم يقدروا قلبك
ابحثي عني فأنا موجود
ظللت أسمعه ويملؤني الحزن ممزوج بالدهشة ...حتى أفقت فإذا بها حرارة الشمس افقدتني الوعي
انتابتني رغبه ملحة في الضحك دون توقف ... ولكن يكفيني أني لازلت اشعر به وبحلم جميل سيظل يخفف عني وطاة أيامي
لازال صدى صوته في أذني .... وعزمت أن ابحث عنك أيها القلب الصادق ...
القلب الذي أحبني بدون سبب الالكوني أنا .... فهل أجده ؟؟؟؟
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م/ايمان حرفوش
مواقع النشر (المفضلة)