أيها البسيط

لطالما بهرتنا الخنساء بشعرها المتقن البليغ
وبهرنا أكثر قوة صبرها الذي جاء من إيمانها العميق الصادق بالله تعالى
فتحملت استشهاد أبنائها الأربعة مرة واحدة بجلد وثبات
ولم يرد عن الخنساء أنها رثت استشهاد أبنائها ولوببيت واحد وهذا لأنها آمنت بأنهم شهداء عند ربهم يرزقون أحياء

وإليك هذه القصيدة من إنشادها

لا تخـل أننــي لقـيت رواحــا **** بعــد صــخر حتــى أثبـــن نـواحــا
من ضميــري بلوعة الحـزن حتى **** نكـأ الحــزن فـي فـؤادي فـقـــاحــا
لا تخلــني أنـي نسـيت ولا بـل **** فــؤادي ولـو شـــربت القـرحـــــا
ذكـر صخــر إذا ذكـرت نـداه **** عيــل صـبري بـرزئـه ثـم بــاحـــا
إن فـي الصـدر أربعــا يتجـاوبن **** حنينــا حتـى كســرن الجـنــاحــا
دق عظــمي وهـاض مني جنـاحي ****هلك صــخر فما أطـيـق بــــراحا
من لـضيـف يحـل بالحـي عـان **** بعد صخـر إذا دعــاه صـيـاحــا
وعلـيه أرامـل الحي والســــفـر **** ومعـتــرهـم بـه قـد ألاحــــا
وعـطـايـا يـهــزهــا بسـماح ****وطــماح لـمـن أراد طمـــــــاحا
ظـفـر بـالأمـور جلـد نجـــيب ****وإذا ماســـما لحــرب أبـــــاحا
وبـحـــلم إذا الجهـول اعــتراه ****يردع الجــهل بـعدمـا قـد أشـــاحا
إنني قـد علت وجــدك بالحــمد ****وإطــلاقــك العنــاة ســــــماحا
فـارس يضـرب الكتـيبة بـالسـيف ****إذا أردف العــويل الصــــــياحا
يقــبل الطعـن للنحــور بشـزر**** حــين يســمو حتــى يلــين الجـراحا
مقبـلات حتى يولـين عـنـــه **** مـدبـرات ومـا يــردن كفــــــاحا
كـم طريـد قد سكن الجأش مـنه**** كان يـدعــو بصـفـهـن صـــــراحا
فــارس الحـرب والعمـم فـيهـا ****مـدره الحــرب حـين يـلقـى نــطاحا


*
*
*


مرور كريم لك أيها البسيط