نتابع معكم الحديث عن شاعرات عربيات عرفن بقولهن للشعر
وكن مخضرمات وصل شعرهن من البلاغة قمة الإبداع والبراعة
أحدثكم اليوم عن الشاعرة
ليلى الأخيلية
هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل الملقبة بالرحالة
وهي من أهم وأبرز الشاعرات العربيات وكانت لا يسبقها شعرا إلا الخنساء في آراء بعض النقاد وعند البعض الآخر
فإن ليلى الأخيلية هي أبلغ شعرا من الخنساء
آخر أجدادها كان يسمى بالأخيل ينتسب إلى قبيلة بني عامر وكانوا من أوائل المسلمين وشاركوا في المعارك الإسلامية
وكانت ليلى الأخيلية ذات جمال باهر فافتتن بها ابن عمها توبة بن الحمير وبادلته شعوره إلا أن والدها رفض زواجهما لما
كانت عليه عادة العرب آنذاك لأن قصتهما كانت قد عرفت وذاعت
وكان هذا أمرا لا يصح عند العرب .
تزوجت ليلى الأخيلية مرتين كان آخر زوجيها هو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا وكان من الصحابة . وقد كان للشاعرة ليلى الأخيلية مرتبة عظيمة لدى الأمراء والخلفاء في ذلك الزمان ، فكسبت لديهم حظوة كبيرة واحتراما ومكانة لائقين، وكانوا يحبون سماع شعرها سواء كان مديحا أو رثاء وقد كانت تنال منهم عطايا سخية كما كان الشعراء يحتكمون إليها لرجاحة عقلها وحكمتها وتمكنها القوي من بلاغة شعرها.
قد أشاد معظم القدماء بأن ليلى الأخيلية شاعرة قد فاقت أكثر الشعراء تمكنا ،وقد شهد لها بالفصاحة وغزارة التنوع والإبداع وبأنها تتعامل في شعرها بتصرف كبير وغزير وبلفظ قوي سلس
وقد كان كثيرمن الشعراء من يحفظ شعرها ويفضله على شعره منهم الفرزدق وأبو نواس وأبو العلاء المعري وأبو تمام الذي كان يرى أن شعرها حسن جيد بليغ.
وقد كانت وفاتها حوالي سنة 80 هجرية موافق 704 ميلادية في ساوة التي تعرف اليوم بمحافظة المثنى بالعراق وذلك عندما كانت مسافرة في طريقها إلى الري بإيران.
طربت وما هذا بساعة مطرب إلى الَحيّ حَلّوا بين عَاذٍ فجُبْجُبِ قَدِيمافأمْسَتْ دارُهُم قد تلعبتْ بها خرقات الريح من كل ملعبِ وكَمْ قَدْ رَأى رائيهِم ورَأْيتُه بِها لِي مِنْ عمِّ كريم ومن أَبِ فوارس من آل النفاضة سادة ومن آل كَعْبِ سؤددٌ غيرُ مُعْقَبِ وحيِّ حريدٍ قد صبحْنا بغارة ِ فلم يمس بيت منهم تحت كوكبِ سننا عليهم ، كل جرداء شطبة لجوج تباري كل أجرد شرجبِ أجشُّ هزيمٌ في الخَبارِإذا انتحى هَوادي عِطفَيْه العِنان مُقرّبِ لوحشِيها من جانبَي زَفيَانِها حفيف كخذروف الوليد المنقبِ إذا جاشَ بالماءِ الحَميمِ سِجالُها نَضَخْنَ به نَضْحَ البمزادِ المسرَّبِ فذر ذا ، ولكن تمنيت راكباً إذا قالَ قوْلاً صادِقاً لم يكذّبِ له ناقة عندي وساع وكورها كلا مرفقيها عن رحاها بمجذبِ إذا حركتها رحلة جنحت به جنوح القطاة تنتحي كل سبسبِ جنوح قطاة الورد في عصب القطا قَربْنَ مِياهَ النَّهْي منْ كلّ مَقرَبِ فغادين بالأجزاع فوق صوائق ومدفع ذات العين أعذب مشربِ فَظَلْنَ نَشَاوى بالعُيونِ كأَنَّها شَروبٌ بَدَتْ عنْ مرزُبان مُحجَبِ فنالَتْ قَلِيلاً شَافيا وتعجَّلَتْ لنادلها بين الشباك وتنضبِ تبيت بمَوماة ٍ وتصْبحُ ثَاويا بها في أفاحيص الغوي المعصبِ وضمت إلى جوف جناحاً وجؤجؤاً وناطَتْ قَلِيلاً في سِقاءٍ مُجبَبِ إذا فترت ضرب الجناحين عاقبت عَلَى شُزنيها مَنْكبا بعد مَنكبِ فلما أحسا جرسها وتضورا وأوبتَها من ذلك المُتأوّبِ تدلّتْ إلى حُص الرؤوسِ كأنَّها كرات غلام من كساء مرنبِ فلما انجلت عنْها الدُّجى َ وسقتْهما صبيب سقاء نيط لما يخربِ غدَت كنواة ِ القَسبِ عنْها واصبَحَتْ تراطنها دوية لم تعربِ ولي في المُنى أَلا يعرّجَ راكِبي ويحبس عنها كل شيء متربِ ويفرج بوّابٌ لها عَنْ مُناخها بقليدهِ بابَ الرتاج المُضبّبِ إذا ما أنيهت بابن مروان ناقتي فليسَ عليها لِلهَبانيقِ مَرْكَبي أدلت بقربي عنده وقضى لها قضاءً فلم ينقض ولم يتعقبِ فإنك بعد الله أنت أميرها وقنعانها من كل خوف ومرعبِ فتقضى فلولا أنه كل ريبة وكل قليل من وعيدك مزهبي إذا ما ابتغى العادي الظلوم ظلامة لديَّ، وما استجلبَت للمتجلبِ تُبادرُ أبناءَ الوَشاة ِ وتبتَغي لها طلبات الحق من كل مطلبِ إذا أدلجت حتى ترى الصبح واصلت أديم نهار الشمس مالم تغيبِ فلما رَأتْ دَارَ الأميرِ تحاوصَتْ وصوت المنادي بالأذان المثوبِ وترجيعَ أصواتِ الخُصوم يردُّها سقوفُ بيُوتٍ في طِمارٍ مُبوَّبِ يظل لأعلاها دوي كأنه تَرَنُّمُ قارِي بيتِ نحّال مُجَوَّبِ
مواقع النشر (المفضلة)