ليــس كل تأخر للكلام يعد طبيعيا

يعتبر الكلام من أكثر الدلائل أهمية - إن لم يكن أهمها - على التطور الطبيعي للأطفال ولعل ذلك بسبب أنه أكثر المظاهر التي يمكن ملاحظتها بسهولة ، وأيضا كونه المظهر الذي ينتظره الأهل بلهفة كدلالة على التطور الطبيعي للطفل .
ولا يخفي أن الكلام هو أبرز الحاجات الإنسانية لتحقيق التواصل مع المتطلبات الحياتية والاجتماعية والأكاديمية والنجاح في أي منها .

ويحدث الخلط بين عامة الناس غالبا بين الكلام واللغة حيث يستخدم المصطلحين كمترادفين فيما هما في الواقع مصطلحين تحكمها علاقة الكل والجزء . فالكلام جزء أو صورة واحدة من صور اللغة والتي هي مفهوم أشمل وأوسع وفيما يلي عرض مبسط لما يعنيه كل منهما :

فاللغة هي طريقة تواصلنا مع من حولنا وذلك لطلب حاجتنا و التعبير عن مشاعرنا و نقل أفكارنا وخبراتنا و علمنا و تبادل ذلك مع الآخرين ، وللغة ثلاث أقسام هي:

- اللغة الاستقبالية : أي ما نفهمه ونستوعبه و نكونه من صور و أفكار عما نسمع ونرى ونحس, أي هي الصورة الذهنية للعالم من حولنا التي نكونها بالتفاعل مع هذا العالم .

- اللغة التعبيرية : وهي طريقة تعبيرنا عن أنفسنا وعن ما فهمنا مما حولنا و توصيل ذلك بيننا كمرسل و مستقبل و يتم ذلك عبر العديد من الوسائل مثل الكلام و الإشارة و الرسم و الكتابة و حركات الجسم و الوجه و غيرها .

- الاستخدام : و العنصر الثالث للغة هو استعمال هذه اللغة وما تعلمناه منها و عرضها بطريقة صحيحة تخدم الغرض الأساسي للغة وهو التواصل مع الآخرين باستخدام الصيغ و الطرق و المعلومات الكافية و المناسبة لكل موقف و شخص .

إذن فالكلام هو إحدى وسائل التواصل مع الآخرين وهو مظهر من مظاهر اللغة فقط ، ولتحقيق التواصل فلا بد أن يكون لدى الإنسان شيء يريده أو يعرفه ليعبر عنه ( لغة ) أو شريك وسبب لاستخدام هذه اللغة معه ( التواصل ) و عند توفر هذين الشرطين يمكننا استخدام أي وسيلة متوفرة لإتمام عملية التواصل ،إذن معادلة التواصل ببساطة هي :

- شيء يتم الحديث عنه ( فكرة – حاجة – شعور ) + شخص يتم تبادل هذا الشيء معه (شريك تواصل) + وسيلة لإتمام هذه العملية (تواصل).


وهناك العديد من الاضطرابات التي تعتري أحد مسارات عملية التواصل فتؤثر عليها سلبا ، سنحاول التركيز على وسيلة واحدة من وسائل التواصل و هي أشهرها و أكثرها استخدام وهي الكلام ، ولكن قبل ذلك لابد من شرح مبسط لمفهوم وطريقة إصدار الكلام .

يتبع .....