+ الرد على الموضوع
صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 4 5 6
النتائج 51 إلى 58 من 58

الموضوع: بلاغة القرآن في التعبير بالغدو والعشي والإبكار

  1. #51

    • عبير
    • Guest

    افتراضي


    المبحث الثالث

    أهم المقامات التي ورد التعبير فيها بطرفي النهار في آي التنزيل

    (1) رواه البخاري 2/124ومسلم669.
    (2) رواه مسلم 251.
    (3) رواه البخاري 2/119 ومسلم 1/460 برقم 275.
    (4) رواه مسلم.
    (5) أخرجه الترمذي 3092 وقال حسن وابن حبان 310 والحاكم 1/212، 213.

    ويجدر بنا بعد أن عرجنا على دلالات التعبير عن طرفي النهار - حقيقة ومجازا وكناية - بمقابلاتها المتعددة في النظم الكريم، وبعد أن وقفنا - ما وسعنا الجهد - على بعض من أسرار تنوع هذه المقابلات ومزايا مجيئها على النحو الذي انصبت فيه، وفاء بحق السياق .. أن نبحر للتعرف على المقامات التي وردت فيها تيك المقابلات طمعا في استجلاء المزيد من دلائل الإعجاز في كتاب الله العزيز، ورجاء الوقوف على بعض أسرار نظمه وبدائع كلمه، ولنبدأ بآخر ما انتهينا إليه وهو:
    مقام الإشادة بالصحابة في ملازمة بيوت الله وإعمارها صباح مساء بالذكر والدعاء:
    ويسترعي انتباهنا في هذا المقام آيتان وردتا في حق الصحابة الإجلاء عليهم الرضوان، هما قوله سبحانه :


    (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) (الأنعام/ 52)

    وقوله :

    (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) (الكهف/28)

    أي دائبين على الدعاء في جميع الأوقات سيما ما كان منها في طرفي النهار، ففي الكشاف أنه بعد أن ذكر غير المتقين من المسلمين وأمر بإنذارهم ليتقوا - يعني في قوله :

    (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون) (الأنعام/5) -

    أردفهم ذكر المتقين منهم وأمره بتقريبهم وإكرامهم، وأن لا يطيع فيهم من أراد بهم خلاف ذلك، وأثنى عليهم بأنهم يواصلون دعاء ربهم أي عبادته، ويواظبون عليها. والمراد بذكر الغداة والعشي الدوام(1).

    (1) الكشاف 2/21 وأبو السعود 5/218 مجلد 3.وللآيات الواردة في هذا المقام قصة مؤداها أن رءوسا من المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
    لو طردت عنا هؤلاء الأعبد - يعنون فقراء المسلمين وهم عمار وصهيب وبلال وخباب وسلمان وأضرابهم رضوان الله عليهم- وأرواح جبابهم - وكانت عليهم جباب من صوف - جلسنا إليك وحادثناك، فقال عليه الصلاة والسلام :
    ما أنا بطارد المؤمنين، فقالوا: فأقمهم عنا إذا جئنا فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت، فقال: نعم، طمعا في إيمانهم ...
    وفي رواية أحمد والطبراني وابن جرير والبيهقي أنهم قالوا: يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا؟ أنكون نحن تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنك واجعل لنا منك مجلسا تعرف به العرب فضلنا فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء فنزل جبريل بها(1).

    (1) ينظر الآلوسي 7/231مجلد ه.

    والحق أن آخر هذا الكلام - الذي أراد الزمخشري وغيره من أهل التأويل الربط بينه وبين الآية الخامسة من سورة الأنعام - لا يستقيم مع أوله ولا يتمشى مع سياق الآيات، إذ أنى لقوم أن يصدر عنهم مثل هذه الأقوال أن يجعلوا ممن (يخافون أن يحشروا إلى ربهم)، أو يكونوا من المسلمين على ما أقر به الزمخشري، أو يرجى منهم على سبيل التحقيق ما ذكره سبحانه في قوله (لعلهم يتقون).. اللهم إلا أن يكون السبب في نزولها هو ما اقترحه بعض الصحابة على رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - تعقيبا على ما صدر من أولئك المنكرين، نحو ما روي من أن عمر رضي الله عنه قال: لو فعلت حتى تنظر إلى ما يصيرون، قال: فاكتب بذلك كتابا فدعا بصحيفة وبعلي رضي الله عنه ليكتب فنزلت، فرمى بالصحيفة واعتذر عمر عن مقالته"(1) ... فهذا عندي افضل مما قاله الزمخشري ومما تكلف له أبو السعود الذي ذكر أنه - صلى الله عليه وسلم - "أمر بتوجيه الإنذار إلى من يتوقع من أهل الكفر التأثر في الجملة، وهم المجوزون منهم للحشر سواء كانوا جازمين بأصله كأهل الكتاب وبعض المشركين أو مترددين، أما المنكرون له فهم خارجون ممن أمر بإنذارهم ا.هـ(2)
    قال سلمان وخباب: فينا- أي آية الأنعام – نزلت، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقعد معنا ويدنو منا حتى تمس ركبتنا ركبته، وكان يقوم عنا إذا أراد القيام فنزلت:


    (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) (الكهف/28).

    (1) الكشاف2/22.
    (2) تفسير أبو السعود3/137مجلد 2بتصرف.

    وفي التعبير عمن نزلت في حقهم هذه الآيات في الموضعين بالموصول، الإيماء إلى تعليل الأمر بملازمتهم، وبما في حيز الصلة الداعية إلى إدامة الصحبة، أي لأنهم أحرياء بذلك لأجل إقبالهم على الله فهم الأجدر بالمقارنة والمصاحبة(1)، وهم وإن كانوا عند أهل الكفر والنفاق مؤخرين فهم عند الملك الأعلى مقدمون، وقوله : (يريدون وجهه) فيهما، في موضع الحال من ضمير يدعون أي يدعونه تعالى مخلصين له الدين، والوجه في تقييده به تأكيد عليته للنهي في آية الأنعام (ولا تطرد)، وللأمر في آية الكهف (واصبر نفسك)، والإعلام بأن الإخلاص من أقوى موجبات الإكرام المضاد للطرد والحاض على الصبر، وفي التنوع بمجيئ العلة تارة بالنهي وتارة أخرى بالأمر، تأكيد على ملازمة من في حقهم نزلت هذه الآيات ومواصلتهم من قبل النبي بجميع الأوجه، وعليه فلا وجه لما ادعاه أبو حيان في البحر من أن آية الكهف أبلغ من التي في الأنعام.
    ولا يسيئن أحد الظن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن طاوع من أشار عليه بطردهم بقوله: نعم، وأن في طردهم ظلم، لأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما عين لجلوسهم وقتا معينا سوى الوقت الذي كان يحضر فيه أكابر قريش، وأن غرضه من الجلوس مع أولئك الأكابر هو إدخالهم في الإسلام حتى لا يفوتهم خير الدين والدنيا والآخرة فكان ترجيح هذا الجانب أولى، وأقصى ما يقال ان هذا كان اجتهادا منه - صلى الله عليه وسلم - والخطأ في الاجتهاد مغفور والمخطئ فيه على أي حال مأجور.
    وتبقى دلالة السياق على إفادة التعبير بالغداة والعشي للديمومة، سيما مع ما سبق من أن العرب تستعمل هذين اللفظين في التكنية عن هذا المعنى كما في قولهم: (إني آتيه بالغدايا والعشايا)، ويريدون بذلك الاستدامة في فعل المجئ إليه.
    مقام التذرع بالصبر والتسلية بأحوال السابقين:

    (1) ينظر السابق 5/218مجلد3 والتحرير15/305 مجلد 7.

  2. #52

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    ومما يجب التفطن له أن أغلب المواضع التي جاء فيها الذكر الموقوت بطرفي النهار في آي التنزيل وأكثرها شيوعا .. هو ما جاء في حق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأن أغلب هذه المواضع سبق الأمر بالذكر والتسبيح فيها، الأمر بالتحلي بالصبر فقد جاء ما يفيد هذا وذاك في القرآن سبع مرات وذلك قوله مخاطبا إياه :

    (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين )(الأعراف/205)


    وقوله :

    (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) (هود/114)

    وقوله :

    (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) ( طه /130)

    وقوله في نفس الآية والسورة :

    (ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)

    وقوله :

    (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) (غافر/55)

    وقوله (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) ( ق/39)

    وقوله :

    (فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أوكفورا واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) .( الدهر/25، 26).
    والمتبصر لهذه الآيات يرمق أن الطريقة التي عبر بها عن طرفي النهار في حقه - صلى الله عليه وسلم - فريدة من نوعها، إذ هي - فضلا عن تنوعها- قد غطت كل الأساليب التي ورد ذكرها وتم التعبير بها في القرآن عن هذين الوقتين المباركين، وهذا لم يعهد مثله في سائر المقامات - على ما تم تقصيه- فقد جاء التعبير عن أول النهار وآخره بـ (الغدو والآصال) وذلك عقب الأمر بالذكر في آية الأعراف، و بـ (بكرة وأصيلا) عقب الأمر به مصحوبا بالأمر بالصبر في آية الإنسان، كما جاء التعبير عنهما بـ (طرفي النهار) في آية هود وذ لك عقيب الأمر بإقامة الصلاة، وبـ (قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)
    وبـ (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) في آيتي طه و ق عقيب الأمر فيهما بالصبر والتسبيح، وبـ (أطراف النهار) عقيب الأمر بالتسبيح فقط في عجز الآية سالفة الذكر من سورة طه، وبـ (العشي والإبكار) عقيب الأمر به مصحوبا بالأمر بالصبر والاستغفار في آية غافر.كما يلحظ انفراد هذا المقام بالتعبير عن أول النهار وآخره بـ(طرفي النهار) و(أطراف النهار) إذ التوقيت بهاتين العبارتين اللتين وردتا بالتثنية تارة وذلك عن الأمر بإقامة الصلاة، وبالجمع أخرى عند الأمر بالتسبيح - على تنوعها- لم يأتيا على هذا النحو إلا في حقه - صلى الله عليه وسلم - ، ونظير ذلك في تنوع الأسلوب عند الأمر بالتسبيح، يقال في التعبير عن ذينك الوقتين بـ (قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) كذا بإضافة الطلوع والغروب للشمس، وبـ (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) بإضافة الطلوع فقط إليها، فهذان الموضعان لم يخاطب بهما أيضا على هذا النحو ولم يأتيا على هذه الشاكلة إلا في حقه صلوات الله وسلامه عليه، ناهيك عن مجيئ التعبير عن الوقتين مما لم يخصه وحده بل عمه مع غيره كما في قوله :

    (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) (الأحزاب/41، 42)

    بل إن من مظاهر التنوع في الأساليب التي عرضت في هذا المقام .. مجيئ الأمر بما ذكرنا من ذكر أو تسبيح مقيدا أحيانا بالجار والمجرور أو بالحال كما في آية الأعراف التي قيد الذكر بها في الوقتين بقوله :
    (في نفسك) وبقوله: (تضرعا وخيفة)، ومعللا أحيانا كما في قوله: (وسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)
    ويأتي خاليا من كل ذلك أحيانا أخرى كما في سائر الآيات المذكورة.

  3. #53

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    والوجه في هذا التنوع والشمول - فيما أرى - مع تكرار الأمر بالصبر والتنزيه والتلبس بسائر ألوان العبادات الأخرى من نحو الاستغفار وإقامة الصلاة وذكر الله يمثل في أن ما حظي - صلى الله عليه وسلم - به مما حباه الله من كرامة ومكانة خص بهما في الدنيا والآخرة(1) دون سائر أقرانه من النبيين بما فيهم أولي العزم من الرسل، يستأهل وفاء بحق النعمة أن يقابل بالمزيد من إعلان الولاء لله والتذرع بالصبر لمواجهة سيل البلاء الذي يعرض لمن كان هذا حاله، باعتبار أن المرء يبتلى على قدر دينه فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه(2).
    يفسر هذا ويؤيده ما جاء عن ابن مسعود فيما أورده البخاري ومسلم قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك فمسسته، فقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قال: فقلت ذلك أن لك أجرين فقال- صلى الله عليه وسلم - : أجل .
    وكذا ما جاء في نحو ما أورده البخاري عن ابن عمر قال: بينا النبي- صلى الله عليه وسلم - ساجد وحوله ناس من قريش، جاء عقبة ابن أبي معيط بسلا جزور فقذفه على ظهره - صلى الله عليه وسلم - .. وما أورده الطبري

    (1) فهو صاحب الحوض المورود والمقام المحمود والشفاعة العظمى وهو الذي قال عن نفسه - فيما رواه ابن عباس وعكرمة، إثر سماعه أناس يتذاكرون، وقد قال بعضهم: عجبا أن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر: إنه كلم موسى تكليما وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه - ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأن أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر"، والقائل: فضلت على الأنبياء بست… الحديث.
    (2) كما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - فيما أورده ابن حبان جوابا عمن سأله عن أشد الناس بلاء، وثخن في الحديث: أي قوي.
    وابن إسحاق من أن بعضهم عمد إلى قبضة من التراب فنثرها على رأسه - صلى الله عليه وسلم - وهو يسير في بعض سكك مكة(1)، إلى غير ذلك مما عرض له صلوات الله وسلامه عليه من فنون الاستهزاء والغمز واللمز كلما مشى بينهم أو مر بهم في طرقاتهم أو نواديهم مما يضيق المقام بذكره.
    كما يستأهل أن يقابل كذلك بالمزيد مما يستعان فيه بالله من ألوان العبادة من نحو تنزيه الله وقيام الليل وصيام النهار إلى غير ذلك من الأعمال المرضية له سبحانه، من نحو ما جاء في الصحيحين عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه - أي تتشقق- فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟(2) ... ونحوه في الصحيحين أيضا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: صليت مع النبي- صلى الله عليه وسلم - ليلة فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت به؟ قال:

    هممت أن أجلس وأدعه(3) ... وفيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهي رسول

    (1) ينظر تاريخ الطبري 2/344وسيرة ابن هشام 1/158.
    (2) رواه البخاري 8/449، 3/12ومسلم 2819 ،2820.
    (3) أخرجه البخاري 3/15،16ومسلم 773 وأحمد 1/385،396ونحوه حديث حذيفة قال: صليت مع النبي- صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح بالبقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا ـ أي مرتلا بتبيين الحروف وأداء حقها ـ إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه) [أخرجه مسلم 772 وأبو داود 874 والنسائي 2/176،177 وأحمد 5/384 ،397].
    سئل - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: إني لست مثلكم(1).


  4. #54

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    ولنا أن نتأمل بشئ من التفصيل ماجاء في سورة ص حيث لم يقتصر الحديث على نبي الله داود، بل ذكر عقب قصته قصة سليمان وأيوب كما جاء ذكر إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذا الكفل فكأنه يقول

    (اصبر على ما يقولون)

    واعتبر بحال سائر الأنبياء، ليعلمه أن كل واحد منهم كان مشغولا بهم خاص وحزن خاص فحينئذ يعلم أن الدنيا لا تنفك عن الهموم والأحزان وأن استحقاق الدرجات العالية عند الله لا يتحصل عليها إلا بتحمل المشاق والمتاعب في الدنيا .. وفي آية غافر أيضا التي سبق الأمر بالتسبيح فيه بطرفي النهار، الأمر بالصبر حيث يقول جل ذكره

    (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار)

    لقد جاءت هذه الآية الكريمة عقب الحديث عن فرعون وملإه وما كان من مآلهم وسوء خاتمتهم وذلك بعد أن وقى الله ذاك الذي كان يكتم إيمانه خوفا منهم .. سيئات ما مكروا على عظم الخطر، فقد جاهر بإيمانه عندما استوجب المقام ذلك وراح يدعو قومه آملا في أن ترق قلوبهم لدعوة نبي الله موسى - عليه السلام - ، وطفق على الجانب الآخر يذب عن الكليم ما اشتور القوم لفعله من أمر قتله وهو يصرخ فيهم مقيما حجته:

    (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ) (غافر/28) (2)

    (1) رواه البخاري 4/177 ومسلم 1102.
    (2) والغريب أن يتكرر نفس الموقف أو قريب منه مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -وصاحبه أبي بكر، وذلك حين أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وخنقه خنقا شديدا بعد أن وضع سلا الجزور على ظهره، فأتى أبو بكر حتى أخذ بمنكب هذا اللعين ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول ما قاله مؤمن آل فرعون: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله..).

  5. #55

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    وذلك بعد أن أوغر الفرعون صدور جنده وكل من حوله بدعاوى كاذبة، هم بسببها للتخلص منه

    (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)(غافر/26).

    الأمر الذي يعني أن الصدع بكلمة الحق مهمة خطيرة وصعبة وقد تكلف الإنسان حياته، ويعكس مدى عناد أهل الباطل وقساوة قلوبهم. وذلك كله يستوجب من صاحب الدعوة الصبر الجميل والمزيد من التحمل في مواصلة الطريق إلى نهايته إذ العا قبة في آخر المطاف للتقوى كما أنها دائما تكون للمتقين، لذا أعقب العزيز الذي لا يغلب ذلك بقوله :

    (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب. هدى وذكرى لأولي الألباب).( غافر/51 ـ 54).
    ولما كان التقدير بعد أن تقدم الوعد المؤكد بنصرة الرسل وأتباعهم :
    (ولقد آتيناك يا محمد الهدى والكتاب كما آتينا موسى، ولننصرنك مثل ما نصرناه وإن زاد إبراق قومك وإرعادهم فإنهم لايعشرون فرعون(1) فيما كان فيه من الجبروت والقهر والعز والسلطان والمكر، ولم ينفعه من ذلك كله شيئ)، سبب عنه قوله: (فاصبر) أي على أذاهم فإنا نوقع الأشياء في أتم محالها على ما بنينا عليه أحوال هذه الدار من إجراء المسببات على أسبابها، ثم علل ذلك بقوله ـ صارفا القول عن مظهر العظمة الذي هو مدار النصرة، إلى اسم الذات الجامع لجميع الكمالات التي من أعظما إنفاذ الأمر وصدق الوعد (إن وعد الله حق) يعني في إظهار دينك وإعزاز أمرك فقد رأيت ما اتفق لموسى - عليه السلام - مع أجبر أهل ذلك الزمان وما كان له من العاقبة، فاصبر ولا تستبطئ النصر إذن فإنه واقع لك لا محالة كما وقع لموسى من قبل(2).

    (1) أي لا يبلغون معشار ما فعله.
    (2) وقد كان، فقد نصره الله على أعدائه من المشركين يوم بدر ويوم الفتح وفي حنين وفي أيام الغزوات الأخرى، أما ما عرض من الهزيمة يوم أحد فقد كان امتحانا وتنبيها، على سوء مغبة عدم الحفاظ على وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن لا يبرحوا مكانهم، ثم كانت العاقبة للمؤمنين.
    ولما تكفل هذا الكلام من التثبيت بإنجاز المرام أمر بالإعراض عن ارتقاب النصر والاشتغال بتهذيب النفس موجها الخطاب إلى أعلى الخلق ليكون من دونه من باب الأولى فقال (واستغفر لذنبك) أي من كل عمل كامل ترتقي منه إلى أكمل، وحال فاضل تصعد به إلى أفضل(1) فيكون ذلك شكرا منك فتستن به أمتك، ولما أمره بالاستغفارعند الترقية في درجات الكمال أمره بالتنزيه عن كل شائبة، والإثبات لكل رتبة كمال، لافتا القول إلى صفة التربية والإحسان، لأنه من أعظم مواقعها فقال: (وسبح بحمد ربك) لكونه المحسن إليك المربي لك فلا تشتغل عنه بشيئ، وإنما جعل الأمران معطوفين على الأمر بالصبر لأن الصبر هنا لانتظار النصر الموعود ولذلك لم يؤمربه لما حصل النصر في قوله :

    (إذا جاء نصر الله والفتح)

    فقد اكتفى بقوله :

    (فسبح بحمد ربك واستغفره)

    لأن ذلك مقام محض الشكر دون الصبر(2).

    وفي أمره - صلى الله عليه وسلم - بالاستغفار تعريض بأن أمته مطالبون بذلك بالأحرى فهو أشبه ما يكون بقوله :

    (ولقد أوحى إليك وإلى الذين قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) (الزمر/65)

    وفي الأمر به وبالتسبيح دلالة على أنهما داخلان في سياق التفريع على الوعد بالنصر إيذانا بتحقيقه وكناية رمزية عن كونه واقع لا محالة(3).

    (1) وتسميته ذنبا من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، فهو أمر بأن يطلب من الله المغفرة التي تقتضيها النبوة، لكونه سبحانه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو في معنى اسأل الله دوام العصمة لتدوم المغفرة، وهذا مقام التخلية عن الأكدار النفسية.
    (2) التحرير 24/ 171مجلد 11.
    (3) ينظر نظم الدرر 6/525 والتحرير 24/170، 171مجلد 11والظلال5/3087 ،6/3786.



  6. #56

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    وفي وجه تصدير الأمر بالصبر في قوله في آية طه

    (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)

    وقوله في آية ق:

    (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)

    وقوله في آية الإنسان:

    (فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا. واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا)

    إثر ما بدر من أهل الشرك من أقوال آثمة وفي بيان النكتة في ذلك، يشير البقاعي إلى أنه لما كانت أقوالهم لا تليق بالجناب الأقدس لجهالة قائليها، وهي في جملتها أقوال تخرج الحليم عن حلمه وكان الصبر شديدا على النفس منافرا للطبع، لكون النفس مجبولة على النقائص مشحونة بالوساوس، أمر سبحانه بالصبر ليفيد أن ما يقولونه إنما هو بإرادته سبحانه، وأنه موجب لتنزيهه وكماله لأنه تعالى هو الذي قهر قائله على قوله، وإلا فلو كان الأمر بإرادة ذلك القائل استقلالا لكان ذلك في غاية البعد عنه لأنه موجب للهلاك(1).

    (1) ينظر نظم الدرر7/265
    وفي تغيير السياق في قوله من آية طه (ومن آناء الليل)، إيذان بأن العبادة في هذه الأحيان هي أيضا من الأمور المرضية لله سبحانه لاجتماع القلب وهدوء الرجل والخلو بالرب، ولأن العبادة إذ ذاك أشق وأدخل في التكليف كانت كذلك أفضل عند الله، وإنما جاء الجزاء بكلمة الإطماع (لعلك ترضى) ولم يجئ بما يفيد اليقين أو يدل على الجزم، لئلا يأمن مكر الله، وذلك لما كان الغالب على الإنسان النسيان وكان الرجاء عنده أوفر، والمعنى: كن على ذكر من ربك وسبح بحمده في هذه الأوقات بالذات، رجاء أن يدوم رضاك بهذا المقدار الواجب من الصلوات والتسبيحات دون زيادة رفقا بك وبأمتك(1) فتنعم في ذلك الجوار الرضي وتطمئن في ذاك الحمى الآمن بما تنال في الدنيا من ثواب، تسبب فيه اجتهادك في الطاعة وإظهارك دين الله وإعلاؤك أمره(2)، وفي ذلك - بالطبع - من الثواب ما يؤهلك ويجعلك تستحق ما ادخره الله لك في الآخرة من شفاعة ودرجة عالية وهو في معنى قوله :

    (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى/5)

    وقوله :

    (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (الإسراء/79)

    وكذا ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس :

    (لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)،

    وقوله تعالى على لسان جبريل عندما بكى - صلى الله عليه وسلم - وهو يتلو قول الله تعالى في سورة إبراهيم

    (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) (إبراهيم/36)

    وقوله في عيسى :

    (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) (المائدة /118)

    : قل له يا جبريل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.

    (1) على ما ذكره ابن عاشور في التحرير 16/339 مجلد 8، ويبينه قوله - صلى الله عليه وسلم - :
    (وجعلت قرة عيني في الصلاة).
    (2) ينظر نظم الدرر5/57 ،58.



  7. #57

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    وإنما أثرت جل الآيات الواردة في هذا المقام التعبير بالربوبية المضافة إليه - صلى الله عليه وسلم - سواء فيما يخص الذكر عامة أو ما يتعلق بالتسبيح بحمده خاصة ليدل على نهاية الرحمة والتقريب والفضل والإحسان، والمقصود منه أن يصير العبد فرحا عند سماع هذا الاسم فيستحضر معنى أسمائه وصفاته، ويستجلي معاني كرمه وآلائه، ذلك أن لفظ الرب مشعر بالتربية والفضل وعند سماع هذا الاسم يتذكر العبد أقسام نعم الله عليه(1)، وإن كان عقله بالحقيقة عاجزا عن أن يصل إلى أقل أقسامها كما قال تعالى:

    (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (إبراهيم/34)

    فعند انكشاف هذا المقام يقوى الرجاء به والاعتماد عليه واللجوء إليه والثقة فيه.
    مقام الاستغراق والاستيعاب لجميع الأحوال :

    (1) ينظر تفسير الرازي 6/4221وتفسير المنار 9/557.

    ويبدو هذا المعنى بوضوح في آية الأعراف:

    (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) (الأعراف/205)

    فإن الأمر بذكر الله في هذه الآية الكريمة وحمله على ظاهره في تخصيص الوقتين المذكورين دون سائر الأوقات، غير مستساغ ولا يساعد عليه السياق، ذلك أن الاستغراق في الأحوال يستتعبه استغراق في الأوقات كيما تستوعب جميع ما يقوم به الإنسان في سائر شئون حياته، سيما وأن لكل حالة يقدم عليها أو يهم بها – حتى فيما يظن أنه مشغلة عن ذكر الله من نحو دخول السوق أو الخلاء – دعاء أو ذكر وارد يلزم المسلم التزود به، وفي الحديث الذي ذكره البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن سلام قال: قال موسى - عليه السلام -: يارب ما الشكر الذي ينبغي لك؟ فأوحى الله تعالى إليه: أن لا يزال لسانك رطبا من ذكري. قال: يا رب إني أكون على حال أحلك أن أذكرك فيها، قال: وما هي؟ قال: أكون جنبا، أو على الغائط . فقال: وإن كان، قال: يا رب فما أقول؟ قال: تقول (سبحانك وبحمدك جنبني الأذى، وسبحانك وبحمدك فقني الأذى) قلت: قالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله تعالى على كل أحيانه(1)، يقول عبد الله بن أبي الهزيل فيما نقله عنه ابن القيم: (إن الله تعالى ليحب أن يذكر في السوق، ويحب أن يذكر على كل حال، إلا في الخلاء)، ويكفي في هذا الحال استشعار الحياء والمراقبة، والنعمة عليه في هذه الحالة، وهي من أجل الذكر. فذكر كل حال بحسب ما يليق بها، واللائق بهذه الحال التقنع بثوب الحياء من الله تعالى وإجلاله وذكر نعمته عليه .. إذ النعمة في تيسير خروجه كالنعمة في التغذي به، وكان علي ابن أبي طالب إذا خرج من الخلاء، مسح بطنه وقال: (يا لها من نعمة لو يعلم الناس قدرها)، وكان بعض السلف يقول: (الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى في قوته وأذهب عني مضرته)(1).

    (1) رواه مسلم 373وأبو داود18 والترمذي 338 وأحمد في المسند 6/70 ،153 وابن ماجة 302.

    على أن المتأمل لدلالة السياق في إطلاق الذكر، حتى في غير آية الأعراف، يلمس أن الاستيعاب الذي يكتنفه يتجاوز دائرة أحوال الإنسان ليمتد وليشمل ألوانا أخرى مما يلهج به الذاكرون وتطمئن به قلوبهم، وذلك من نحو قراءة القرآن ومن نحو الدعاء والتحميد والتكبير والتهليل والبسملة والحوقلة وغير ذلك مما يشتمل على تمجيد الله وتقديسه.
    وأحسب أني فيما قلت، لم أذهب بعيدا عما قاله الطاهر من أن المقصود من قوله في آية الأعراف (بالغدو والآصال):

    استيعاب أجزاء النهار بحسب المتعارف فأما الليل فهو زمن النوم، والأوقات التي تحصل فيها اليقظة خصت بأمر خاص مثل قوله تعالى :

    (قم الليل إلا قليلا) (المزمل/2)

    على أنها تدخل في عموم قوله: (ولا تكن من الغافلين)(2)

    ومن أن المقصود من قوله: (ودون الجهر من القول): استيعاب أحوال الذكر باللسان، لأن بعضها قد تكون النفس أنشط إليه منها إلى البعض الآخر(3)، يريد أن قوله: (ودون الجهر من القول)، مراد به الذكر المتوسط بين الجهر والإسرار، وهو المقابل لكل من التضرع والخيفة.

    (1) وبنحوه رواه ابن السني برقم 25 من حديث ابن عمر وفي سنده ضعف وانقطاع، وله شواهد بمعناه ذكرها ابن علان في الفتوحات الربانية 1/405 وينظر الوابل الصيب ص 135وما بعدها.
    (2) التحرير9/242مجلد5.
    (3) السابق .



  8. #58

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    وفي تقديري أن التماس علة قصد الشمول لجميع أحوال الذكر اللساني في قوله :

    (تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول)

    أوقع في النفس وآدب في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - من ادعاء أن الإخفاء أدخل في الإخلاص وأقرب إلى حسن التفكر، على ما ذهب إليه الزمخشري والآلوسي(1) ومن حجل بقيدهم، إذ في ذلك من الظن السيئ وإساءة الأدب في حق المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، المنزه عن كل شائبة شرك أو رياء ما فيه، وما يجب أن يترفع عن الوقوع فيه أي مسلم.
    وفي مقابلة التضرع بالخيفة لطيفة يجب الالتفات إليها وهي أنه لما كان التضرع الذي هو في معنى التذلل يستلزم الخطاب بالصوت المرتفع في عادة العرب، كنى به عن رفع الصوت مرادا به معناه الأصلي والكنائي .. ثم قوبل بالخفية تارة وذلك في قوله تعالى:


    (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) (الأعراف/55)

    حينما جهر الصحابة الكرام بالدعاء وفوق المقدار وأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بخفض الصوت قائلا لهم:
    (إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا)،(2) وبالخيفة كما هنا تارة أخرى، فمقابلتها إذن بالتضرع طباق في معنيي اللفظتين الصريحين ومعنييهما الكناءين، فكأنه قيل تضرعا وإعلانا وخيفة وإسرارا، وفي ذلك من الشمول والا ستيعاب لجميع أحوال الإنسان، ومن التحذير من الغفلة ما لا يخفى.

    (1) ينظر الكشاف 2/140 وروح المعاني9/223مجلد 6.
    (2) رواه البخاري 6610 ،2992 ،6384،ومسلم 2704وأبو داود1526 ،1528والترمذي 3461وابن ماجة 3824 وأحمد 4/403 ،417 ،418.

    يتبع

+ الرد على الموضوع
صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 4 5 6

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. القرآن و النبات
    بواسطة أم محمد في المنتدى علم النبات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-03-2011, 12:33 AM
  2. القرآن فلاش
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-01-2011, 05:00 AM
  3. قالوا عن القرآن
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-01-2011, 06:36 PM
  4. التعبير بأقل الالفاظ
    بواسطة البسيط في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-08-2009, 10:37 PM
  5. القرآن كائن حي
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى قسم الكتب الدينية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-07-2009, 09:43 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك