لؤلؤة انت ... كوني لؤلؤة ولاتكوني وردة
في يوم مشمس مغرد الاطيار وعبر النافذة المفتوحة ...نظرت لؤلؤة في عقد رائع الجمال الى
حديقة من الورود غناء ورأتها تتمايل وتختال في جمال وفرح
فالتفتت اليها احدى هذة الورود ....ونظرت إليها بحزن وقالت : أيتها المسكينة أراك حبيسة
مكانك ...لاتخرجين الا قليلا لاتتمتعين بالجمال هنا بالخارج حيث نحن
يالك من بائسة !!! لما تحرمين نفسك الهواء والماء والحرية والانطلاق حيث شئت في كون الله
فابتسمت الؤلؤة ابتسامة هادئة
تعجبت الوردة !!! وقالت: واعجباً ماسر ابتسامك ؟؟؟
قالت الؤلؤة: سعيدة انا ولكن يؤسفني حالك
فقالت الوردة : ولما الاسف الاترين المزايا
قالت الؤلؤة : فأظهري لي اذن
قالت الوردة في خيلاء
الاترين أني الجمال والبهاء ...أنا هدية المحبين ...ملهمه الشعراء والعاشقين
مااكثر الالوان عندي ولكل لون معنى ودلالة
انظري الى في الصباح الباكر ...الى قطيرات الندى كيف تتراص على أحمر وجنتي واوراقي ...فتعكس
جمال الكون في محيطي
ألاتشمين عطري وعبيري ... يمر من يمر بجواري فيمتع الروح بذلك الشذى وذلك الطيب
فهل يمر بجواري مار ولايلتفت ...ولايلقي السلام ويحسن الكلام ..دون ان يلقي التحية بالعين
ويطمع ان يكون في محيطي
ليشبع العين من الجمال والروح من الدلال والانف من طيب الرائحة
ومالبثت الوردة ان علا وجهها لمسة من الحزن
قالت اللؤلؤة: عجبت لأمرك ايتها الوردة مابالك ؟؟؟
تعجبت من محاسنك وصفاتك ورغم ذلك اراك حزينة
قالت الوردة :نعم .. انا بهية وجميلة ...ولكنه جمال مؤقت ينتهي بسهولة ...
اجذب بجمالي و مظهري وطيبي عيونا تتسبب في مصرعي
فكيف ان استنفذت الرحيق ...وذهب مني طيب الريح ... ماذا بعد أن تمل العين كثر النظر ...وماذا
لو اقتلعتني تلك العيون
مااجملني حينأكون نضرة ... انظري الي حينأذبل ..حين أفقد البهاء
فقط اصحاب القلوب المرهفة سيحتفظون بي ... ولكن كذكرى وحطام لجميل كان
فأجهشت الوردة في البكاء ... فقالت اللؤلؤة :هوني عليكي
قالت الوردة أعلمت لما الحزن
قالت اللؤلؤة : نعم نعم ... واستطردت الوردة في الحديث بعد أن كفكفت دمعها وقالت : حدثيني عنك وعن سر سعادتك رغم القيود
قالت اللؤلؤة: ولما لااكون سعيدة ... وأنا البعيدة البعيدة
رغم أني ليس مثل حظك في الألوان الجميلة والروائح العبقة إلا أني غالية في نظر البشر فهم يفعلون المستحيل للحصول علي!
يشدون الرحال ويخوضون البحار ويغوصون في الأعماق ليبحثوا عني قد تندهشين عندما أخبرك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ازدت جمالا ولمعانا ويرتفع تقديرهم لي...
هناااااااااااك في أعماق البحار مسكني ...فهل يصل الى الاطالب ...الامجتهد مثابر لايهاب العمق
ويطمع في الغالي والنفيس
يجدني في الأعماق ...بعد مكابدة الصعاب ... فليس حصوله على سهلا ً ...لا والله
فأنا وبعد أن يصل ...بقلب محارة احتوتني فحجبت جمالي عن عينيه واعين الناس ...عن كل اذى
...وهيهات ان يخترقها الامالكها
هذه المحارة هي التي حوَّلت –بقدرة الله تعالى- حبة الرمل الرخيصة إلى لؤلؤة ثمينة رائعة !!!
فجمالي ليس لسواه
فقالت الوردة: وحين يمتلكك
قالت الؤلؤة : لهو السعيد بما امتلك
يوصد على الابواب ...ابواب رعايته وعنايته ...يخفيني عن الاعين ويحجبني
فالجواهر الثمينة لا نلقيها في الطريق، بل نحافظ عليها داخل علب أنيقة
حتى يأتي من يستحقها ويعرف قَدرها فيرتديها ويصونها !!
ومهما طال الزمان ...تزيد قيمتي ولاتنقص
فجمالي لم تنتهكه الاعين ... ولاينفذ ...ولايبخس ثمني
فهل علمتي الان سر سعادتي رغم قيودي .... فهو قيد أحبة لأنه يحميني
قالت الوردة :نعم
ليتني كنت حبيسة مثلك ... نعم عزيزتي ...فقد وصلت الان لسر الجمال والسعادة
نعم يا غاليتي .... أيتها الفتاة ....
إن كشف الجمال يجعله رخيصا ً
فلا تتحولي بملء إرادتك من لؤلؤة ثمينة يتطلع إليها ويحلم بها الشرفاء
إلى حبة رمل رخيصة سهلة المنال !!!
كوني لؤلؤة بحجابك ..بعفتك ... بنقاءك .... باخلاقك الجميلة
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)