+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الدعوة الى الإسلام

  1. #1

    • محمد أحمد مرير غير متواجد حالياً
    • عضو

    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصر / البحيرة
    العمر
    37
    المشاركات
    24

    الدعوة الى الإسلام

    الثبات على المبادئ

    الثبات على المبادئ من أهم أخلاق الدعاة إلى الله، وهو الخلق الذي يحدو بقلوب المدعوين إلى اتباعهم وسلوك سبيلهم واتباع طريقهم.. ومعناه أن يلتزم الداعية بالمبادئ التي يدعو إليها ، فلا ينبغي أن يخالف الناس إلى ما ينهاهم عنه في قليل أو في كثير ، بل يجب أن يكون أكثر الناس التزامـًا بدعوته، وثباتا عند الفتن والملمات ، وعند مواطن الابتلاءات.

    فمثلاً لا يجوز أن يأمر أتباعه باتباع السنة والتمسك بها ثم يجدونه مفرطـًا في بعض السنن، وإن ظنها هو بسيطة ، كذلك لا ينبغي أن يأمرهم بالصدق ثم يسمعونه يكذب ولو مازحـًا ، أو يأمرهم بالأمانة ويخون ولو مرة ، وينهاهم عن أخذ جوائز السلطان ثم يقبلها ، كما يلزمه أن يكون مثالا في الصبر والتحمل من أجل دعوته ، فإذا كان خوّارا هيابا عند طروء المحنة ووقت الشدة والفتنة، فهذا يقدح في شخصه وفي دعوته .

    وإنما تظهر حقيقة الثبات عند أمرين :
    1- طروء المغريات من مال ومنصب وجاه .
    2- أو عند مقابلة المحن والابتلاءات .
    فالمغريات أكثر ما يرد الدعاة عن وجهتهم ويثنيهم عن مبادئهم ، خصوصـًا إذا لاح من وراء ذلك مصلحة ومنفعة للدعوة .

    ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما رواه أهل التاريخ أن قتيبة بن مسلم دخل سمرقند دون أن ينذر أهلها ، فعلم أهل سمرقند أن الإسلام يخير أهل البلدة قبل دخولها بين الإسلام أو الجزية أو الحرب ، فأرسلوا إلى عمر بن عبد العزيز ، فبعث عمر يحيل الأمر إلى جندي من الجيش اسمه "جُميع الباجي" فصار قاضيـًا بين قادة الجيش بما فيهم قتيبة بن مسلم وبين أهل سمرقند ، وبعد سماع الفريقين أمر "جُميعٌ" القاضي " قتيبةَ بن مسلم قائد الجيش" أن يخرج بجيشه من البلد ، وينذر أهلها ، فإن أجابوا وإلا استأنف حربهم.
    وبالفعل أمر قتيبة جيشه بالخروج من البلدة بعد فتحها ، وعندما بدأ الجيش الخروج ، أسلم أهل سمرقند ، أو أكثرهم .
    وانظر لو حدث هذا لغير المسلمين ، أو حتى لمسلمي هذا الزمان ، ثم قارن لتعرف كيف يكون الثبات على المبدأ .

    ويظهر الثبات على المبادئ بصورة أوضح عند مواجهة الابتلاءات ، خاصة إذا كان ثمن الصبر هو حياة الداعية نفسه .
    - ومما يروى عن عبد الله بن حذافة السَهمي - رضي الله عنه - أنه لما أسروه جوعوه أيامـًا ثم أحضروا له طعامـًا فيه لحم خنزير ، وخمرًا بدل الماء ، فأبى أن يأكل وأشرف على الموت ، فأحضروه وسألوه فقال: والله لقد كان لي في أكلها رخصة ولكن أردت ألا أشمتكم في الإسلام " .

    - ولما سئل بلال بن رباح - رضي الله عنه - : لماذا كنت تقول أحدٌ أحد ؟ قال : والله لو علمت كلمة أغيظ لهم منها لقلتها .

    - وبلغ المعز العبيدي حاكم مصر الباطني كلام عن الإمام أبي بكر النابلسي فأحضره المعز وقال له : بلغنا انك تقل لو أن عندك عشرة أسهم لوجهت تسعة منها للكفار وواحدا إلينا . قال الشيخ ما قلت هكذا .. ولكن قلت : لو أن عندي عشرة سهام لوجهت بواحد إلى الكافرين وتسعة إليكم (أي الرافضة) .، فأمر المعز جزارا يهوديا بسلخه حيا ، فما زال يسلخه والشيخ يقرأ القرآن حتى بلغ قلبه فأشفق اليهودي عليه فطعنه في قلبه فقتله .

    بهذا تنتصر الدعوات
    بهذا الوضوح ـ أيها الدعاة ـ تنتصر الدعوات .. بوضوح أحمد بن حنبل يوم المحنة ، وبوضوح سيد قطب حين سئل عن النظام في المحكمة فقال كافر ، وحين قيل له: لو قدمت استرحامـًا ؟ قال : إن أصبع السبابة التي شهدت لله بالوحدانية لترفض أن تكتب حرفـًا واحدًا تقر فيه حكم الطاغية .
    لماذا أسترحم ؟ إن كنت محكومـًا بحق فأنا أرتضي حكم الحق ، وإن كنت محكومـًا بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل .

    بمثل هذه النماذج تتأثر الجماهير ، وتتبع الأجيال ، ويقلد الشباب .
    بمثل هذه النماذج تنتصر الدعوات ، بالدماء التي تراق ، وبالأرواح التي تزهق ، وبالأشلاء التي تتناثر ، لا باللف والدوران والمخادعة الجاهلية والنفاق والتقية ، وعدم معرفة الباطن من الظاهر ، والتلون بتلون الحرباء ، فهذا لا يقيم دعوة ولا ينصر دينـًا .
    {يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }(آل عمران :200)
    الموضوع الأصلي: الدعوة الى الإسلام // الكاتب: محمد أحمد مرير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



  2. #2

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الفاضل

    وجعل ما أدرجته هنا في موازين حسناتك
    وكان شاهدا لك يوم العرض أمام رب العالمين

    حياك الله

  3. #3

    • هبه محمد غير متواجد حالياً
    • عضو

    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    مصر
    العمر
    40
    المشاركات
    147

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اخي احمد وجعله الله بموازيين اعمالك يارب

  4. #4

    • م/ إيهاب عبد المؤمن غير متواجد حالياً
    • أبو حازم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,596

    افتراضي

    نورت أستاذ محمد بأولي مشاركاتك المثمرة والمباركة

    عظم الله أجرك وننتظر المزيد من إطلالاتك المتميزة

    تقديري وامتناني لشخصك الكريم
    دعاء تفريج الكرب

    لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم

    لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش
    الكريم

  5. #5

    • محمد أحمد مرير غير متواجد حالياً
    • عضو

    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصر / البحيرة
    العمر
    37
    المشاركات
    24

    افتراضي

    الطاعة في الدعوة
    عن أبي الوليد عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم"[رواه البخاري ومسلم].فأول بند في بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث عن السمع والطاعة. ويصف هذه الطاعة بصفات محددة لا تتجلى الطاعة إلا فيها، فالدعوة تحتاج من جنودها طاعة لا تمتزج فيها الأهواء، ولا تؤثر فيها الأمزجة، ولا تغيرها حالات العسر واليسر التي يمر بها الداعية كأي إنسان يعيش على هذه الأرض، طاعة مطلقة مادامت في طاعة الله، حتى وإن كانت تلك الأوامر مما تكره النفوس، أو هي معاكسة للآراء والأهواء (في المنشط والمكره)، فالمنشط واليسر لا يدلان أبدًا على درجة طاعة الدعاة؛ لأن طاعة آنذاك سهلة على النفوس، إنما تبرز الطاعة الحقة لمتطلبات الدعوة، حينما تكون في العسر والمكره. على مثل هذا اللون من الطاعة بايع الرعيل الأول من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    سعد يتذكر البيعة:
    وفي اللحظات الحرجة التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل معركة بدر، وهو يعلم أن قريشًا يعدون له العدة لملاقاته في أول معركة بين الحق والباطل وهو لا يملك إلا نفسه والمهاجرين، فكان يردد: "أشيروا عليَّ أيها الناس"، وكان الذي يرد عليه أصحابه من المهاجرين، فكلما انتهى أحدهم من بيان الاستعداد الخوض المعركة، كرر نفس السؤال "أشيروا عليَّ أيها الناس". هنا تنبه أحد قادة الأنصار الصحابي الجليل الذي اهتز له العرش عند موته "سعد بن معاذ" وقال له: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل قال: فقد آمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا، ومواثيقنا على السمع والطاعة لك، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد".

    وقول سعد رضي الله عنه: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟" ينبئ بأن سعدًا لم يظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد جواب الأنصار على سؤاله المتكرر، لأن نصوص البيعة لا تلزم الأنصار بالحرب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمايته خارج المدينة، بل أنه اعتقد بأن أجوبة المهاجرين المتكررة كانت تمثل الجميع بما فيهم الأنصار، فلا داعي لسماع أجوبة الطرفين، ماداموا جميعًا يمثلون "كتلة المؤمنين". وفهم منذ البيعة الأولى التي تحدث عنها عبادة الصامت، بأنها تقتضي بأن يبيعوا بذلك الأموال والأنفس في سبيل الله، لا يخافون في الله لومة لائم، وأنهم يخوضون غمرات الموت في سبيل الله، ولا أدل على ذلك من قوله: "فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد". ومن المعروف أن الصحابة كان معظمهم لا يعرف السباحة، ولكنها الطاعة التي فهموها منذ اللحظات الأولى من البيعة.


    دقة الجندية الإسلامية:
    قال جندب بن مكيث الجهيني: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني الملوح بالكديد، وأمره أن يغير عليهم وكنت في سريته، فمضينا حتى إذا كنا بالقديد.. فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه، وذلك قبل غروب الشمس، فخرج رجل منهم فنظر فرآني منبطحا على التل، فقال لامرأته: إني لأرى سوادًا على هذا التل ما رأيته في أول النهار، فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك. فنظرت فقالت: والله ما أفقد منها شيئًا. قال: فناوليني قوسي وسهمين من نبلي، فناولته فرماني بسهم في جنبي، أو قال في جبيني، فنزعته فوضعته ولم أتحرك، ثم رماني بالآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته فوضعته ولم أتحرك، فقال لامرأته: أمَا والله لقد خالطه سهماي، ولو كان ريبة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا تمضغهما عليَّ الكلاب. قال: فأمهلنا حتى إذا راحت روايحهم وحتى احتلبوا وعطنوا وسكنوا، وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة، فقتلنا واستقنا النعم".[البداية والنهاية 4/223].
    إنها مثال الدقة بالطاعة والتحمل من أجل تنفيذ أوامر القيادة، فلو تحرك ربما فسد كل شيء.

    وفي غزوة الخندق قال حذيفة رضي الله عنه: "لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب. وأخذتنا ريح شديدة وقر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟) فسكتنا فلم يجبه منا أحد. ثم قال (ألا برجل يأتينا بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟) فسكتنا فلم يجبه منا أحد. ثم قال (ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة؟) فسكتنا فلم يجبه منا أحد فقال (قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم) فلم أجد بدًّا، إذ دعاني باسمي، أن أقوم. قال (اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي) فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله (ولا تذعرهم علي) ولو رميته لأصبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت، قررت. فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال (قم يا نومان".[رواه مسلم].


    لقد كانت ليلة من أشد ليالي الشتاء بردًا وظلمة، مما جعل الصحابة رضي الله عنهم لا يقومون عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا رجل يأتيني بخبر القوم؟"[رواه مسلم]. ولكنه عندما وجه الأمر لأحدهم وهو حذيفة امتثل حالاً، ودونما تردد، وهو يعلم مشقة المهمة المرسل إليها، ويعلم أن نفسه تأبى الخروج في مثل هذه الليلة الشديدة البرد، ثم ترد دقة حذيفة رضي الله عنه في التنفيذ، إنه يرى أبا سفيان قائد جيوش الأحزاب بارزًا أمامه دون حائل، ويكاد أن يقتله، ولكنه يتذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتوقف عن الاجتهاد بما لم يؤمر به، لئلا يؤدي اجتهاده إلى ردود فعل غير متوقعة، أو إلى نتائج سلبية غير ما كان يرجو.


    إن كثيرًا من الخطط يصيبها الارتباك وكثيرا ما يصيبها الفشل بسبب اجتهاد القائمين على التنفيذ بغير ما أمروا به، فيجرون على أنفسهم ومن معهم من البلاء الذي لم يُخَطط لمواجهته الكثير الكثير، بسبب اجتهاداتهم وخروجهم عمَّا أمروا به زيادة أو نقصًا أو تجديدًا كاملاً، يختلف تمامًا من الأوامر الأصلية.


    الطاعة لماذا؟
    إن طاعة القائمين على الدعوة مطلب متأكد إذ إن طاعة أمير الدعوة من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله، كما ذكر ذلك في الحديث الشريف: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصيني فقد عصى الله، ومن يطع أميري فقد أطاعني، ومن يعصي أميري فقد عصاني"[رواه مسلم].
    وليس مهمًا أن يكون الأمير فلان بن فلان أو فلان بن علان مادام يأمر بالحق وينقاد إليه، ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اسمع وأطع ولو لعبد حبشي كأن رأسه زبيبة"[رواه البخاري]. وما ذاك إلا لأهمية الطاعة في حياة المجموعة، ليسهل سيرها، وتحقيق أهدافها "فالسمع والطاعة، من أهم حقوق القيادة في كل زمان ومكان، إذ بغير السمع والطاعة لا يمكن الضبط والربط، كما لا يمكن تكوين جيش رادع لعدوه، يدافع عن وطنه، وبغير السمع والطاعة تكون الفوضى التي لا نظام فيها، والاضطراب الذي لا استقرار معه".


    حدود الطاعة:
    عن علي بن أبي طالب قال: "استعمل النبي صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأنصار على سرية بعثهم وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا قال: فاغضبوه في شيء فقال: اجمعوا لي حطبا. فجمعوا فقال: أوقدوا نارًا فأوقدوا"، ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى. قال: فادخلوها. قال: فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار. قال: فسكن غضبه وطفئت النار، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها إنما الطاعة في المعروف".[رواه البخاري].
    فالرسول صلى الله عليه وسلم يبين هنا حدود الطاعة، وهي ما كان بالمعروف، فإذا خرجت عن دائرة المعروف، وانتقلت إلى ما يغضب الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

    وعندما تسلم أبو بكر رضي الله عنه الخلافة قال في خطبته: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم". وهنا يحدد الصديق حدود طاعة الشعب لخليفتهم كما فهمها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي ليست طاعة عمياء، إنما طاعة فيما أمر به الله أو ما هو في ضمن المعروف، أما إن خرجت عن المعروف فلا طاعة، فإذا أمر الخليفة أو المسؤول الأول في الدولة الشعب بمعصية بينة فلا طاعة للشعب له بذلك. وهكذا كل من له حق الطاعة من والد أو زوج أو غيره كلهم تجمعهم القاعدة الأصيلة والمبدأ العام أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


    غياب الطاعة لماذا؟
    الواقع الملموس يدل على تفريط كبير وعدم انصياعية عند كثير من المنتسبين إلى الدعوة، ولعل ذلك يرجع إلى عدة عوامل، منها :
    أولا: غياب العمل المؤسسي المنظم والمتكامل عند كثير من أهل الدعوة.
    ثانيا: عدم التربية على الطاعة منذ الصغر، فينشا الإنسان على ما تربي عليه.
    ثالثا: الرغبة في التفلت خوفا من الالتزام وتحميل النفس الأعمال والأعباء التي تنتج عن الطاعة.
    رابعا: اتباع هوى النفس وعدم الرغبة في الرضوخ لآراء الآخرين واعتداد كل شخص برأيه.

    إن العمل الارتجالي لا يؤدي إلى ثمرة نافعة ولا يرجى من ورائه كبير فائدة، ولابد من وجود هيئات للتخطيط، وصف كامل للعمل يلتزم الطاعة التامة في المعروف، وإلا سنظل ندور في حلقة مفرغة ونزداد تخلفا عن الركب يوما بعد يوم .

  6. #6

    • محمد أحمد مرير غير متواجد حالياً
    • عضو

    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصر / البحيرة
    العمر
    37
    المشاركات
    24

    افتراضي

    جزى الله خيرا كل من مر على ها الموضوع

  7. #7

    • م/ إيهاب عبد المؤمن غير متواجد حالياً
    • أبو حازم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,596

    افتراضي

    وبارك الله فيك أخي الفاضل علي موضوعك المتميز
    دعاء تفريج الكرب

    لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم

    لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش
    الكريم

  8. #8

    • د ربيع غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,030

    افتراضي

    الأخ الفاضل مهندس محمد أحمد
    و الله نورت المنتدى و شئ جميل أن تتراص الزهور بجوار بعضها محمد كامل و محمد أحمد
    بداية قوية بموضوع مميز و ممتاز
    و يكفى ما قاله فى حقك المهندس ايهاب
    نتمنى منكم التواصل و زيادة الجرعة الايمانية
    و أرجو أن تدخل فى التخصص الزراعى
    لتزداد خبرة و الى الرقى و الامام دائما
    دمت بخير
    د ربيع

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. التربية البيئية في الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى علم البيئة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-11-2013, 01:07 PM
  2. هذا هو الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 23-10-2013, 11:42 AM
  3. المرأة في الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-01-2011, 02:49 AM
  4. الإسلام و العلمانية وجها لوجه.. العلامة الدكتور القرضاوى
    بواسطة محمودعبدالهادى في المنتدى قسم الكتب الدينية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-06-2009, 10:08 AM
  5. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك