+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 18 من 18

الموضوع: نبذة تاريخية عن النقود والعملات الإسلامية

  1. #11

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    أبقى العرب في الأندلس إبان الفتح الإسلامي لها على التعامل بالنقود البيزنطية ، ذات النقوش والشارات والرموز النصرانية وذلك عملاً بسياسة التسامح التي اتبعها العرب مع سكان البلاد التي فتحوها ، وهذا ما تؤكده مجموعة النقود التي ضربت في عهد موسى بن نصير (ت 97هـ - 715م) .
    ومع تثبيت أركان الدولة الإسلامية الجديدة في الأندلس ، بدأ العرب بضرب دينار جديد عام 98هـ 717م يحمل على أحد وجهيه كتابات عربية تشتمل على الشهادة مكتوبة في وسط الدينار ونصها محمد رسول الله ، وعلى الإطار نقش كتابي نصه ضُرب هذا الدينار في الأندلس سنة ثمان وتسعين . أما ظهر الدينار فكان يحمل نقشاً لاتينياً . ويلاحظ من تاريخ الدينار السابق أنه متأخر في تعريبه عن مثيله في المشرق الذي عُرب في عام 73هـ - 692م على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان . وفي الواقع فإن هذا الأمر ليس فيه غرابة ، إذ يتفق مع طبيعة التدرج ، حيث لم يحبذ الضارب المسلم للسكة أن يفاجأ أهل البلاد بعملة جديدة تماماً ، وإنما سار بالتدرج المعقول ، حتى يصل إلى ضرب عملة إسلامية خالصة في فترة قصيرة لم تتجاوز ربع القرن . ومن الجدير بالذكر أن الدينار العربي اللاتيني النقش لم يظهر إلا في الأندلس خاصة ، وهذا يرجع إلى معرفة أهل البلاد من الأسبان بالرموز اللاتينية إلى جانب أن لهجتهم كانت مشتقة من اللغة اللاتينية نفسها .

    وفي عام 103هـ - 720م ظهرت أول عُملة ذهبية إسلامية في الأندلس ، وقد سُكت ، وقد سكت على طراز الدينار المغربي الذي كان قد ضرب في السنة السابقة بمدينة إفريقية (تونس حالياً) . وكانت النقود الأندلسية الأسبانية المضروبة في الأندلس قبل عام 114هـ -732م ، تحمل اسم دار الضرب الأندلسي ، وهي قطع نادرة الوجود .

    ومن الجدير بالذكر أنه لم تصل إلينا أية عُملات من بداية الحكم الأموي في الأندلس ، وقد يعلل ذلك أن الأمير عبد الرحمن الداخل اكتفى باستعمال العملات التي كانت متداولة في الأندلس إبان دخوله إليها ، ويحتفظ متحف أشمولين بمدينة أكسفورد بقطعة نادرة في شكل دينار مؤرخ بعام 116هـ -734م من ضرب الأندلس . وتأتي أهمية هذا الدينار لكونه يمثل آخر عملة ذهبية أندلسية معروفة ، حيث توقف بعدها السك إلى حوالي قرنين من الزمان .

    وأول عُملة ذهبية جديدة ظهرت في الأندلس بعد ذلك ، كانت في عهد الخليفة عبد الرحمن الثالث عام 317هـ - 929م وهو أول من انشق على الخلافة العباسية ، وأعلن نفسه خليفة على الأندلس . ومنذ عام 317هـ 929م وحتى نهاية الحكم الأموي في الأندلس كانت أسماء وألقاب الحاكم تنقش على ظهر العملة إلى جانب اسم دار الضرب وسنتها ، وكانت من أهم أماكن الضرب الأندلسية حينذاك مدينة قرطبة وبلنسية وغرناطة وشاطبة ومالقة ومرسية والجزيرة الخضراء وأشبيليا .
    وبعد ضعف الخلافة الأموية في الأندلس في حوالي 400هـ - 1010م ، بدأ الحكام الأندلسيون بضرب عملاتهم الخاصة . وكان الكثير منها يضرب على الطراز الأموي إلى درجة أن بعض الأمراء قام بنقش اسم خليفة سابق ، قد انتهت مدة خلافته على العملة .

    وفي عصر ملوك الطوائف ، مثل بني عباد في أشبيليا وبني الأفطس ببطليوس ، وبني ذي نون بطليطلة ، وبني جهور بقرطبة ، وبني حيوس بغرناطة ، أخذ هؤلاء بوضع أسمائهم وألقابهم على العملة التي كان معظمها كسور الدنانير . وكان يعيب دنانير تلك الفترة أنها كانت تُضرب بنوع رديء من الذهب ، ما يدل على تدهور الحالة الاقتصادية والسياسية حينذاك .
    أما فترة حكم المرابطين في الأندلس ، فقد شهدت ازدهاراً ملموساً في سك النقود وكان الدافع إلى ذلك هو التنافس الكبير بين ملوك المسلمين والملوك النصارى ، لدرجة أن الملك ألفونس الثامن أمر بضرب عملات تحمل نقوشاً عربية على غرار طراز عملة أمراء مرسية .

    ومن الجدير بالذكر أن دور الضرب الأندلسية قد انتعشت انتعاشاً كبيراً على يد الأمير علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي ، حيث وصلت إلينا عُملات ضربت في جميع مدن الأندلس منها المرية ، غرناطة ، قرطبة ، أشبيليا ، مرسية ، مالقة ، دانية ، شاطبة ، نول لمطة وغيرها .
    وفي عصر الموحدين تميزت العملة بارتفاع قيمتها وبصفة خاصة الدينار المؤمني والدرهم المؤمني ، نسبة إلى الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي . وأهم ما كان يميز الدينار الموحدي هو شكله المربع الذي أمر بسكه المهدي محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية ، كذلك سك كل من الخليفة يوسف بن عبد المؤمن وولده الخليفة يعقوب المنصور بالأندلس عملة ثقيلة ضربت في أشبيليا وقرطبة وغرناطة ومالقة والمرية . وبهزيمة الموحدين في معركة العُقاب بالأندلس أمام جيوش الأسبان ، تقلص دور المسلمين الدفاعي هناك ، مما ساعد على سقوط معظم مدن الأندلس في يد الأسبان ، مثل مدينة قرطبة وأشبيليا ومالقة ومرسية ، وغيرها . ولم يبق من ديار الإسلام في الأندلس إلا مملكة غرناطة العربية التي كان يحكمها بنو نصر آخر الملوك المسلمين بالأندلس ، وتعد عملاتهم آخر العملات الإسلامية التي ضربت في الأندلس . وقد تميزت عملات بني نصر ، بأنها كانت تضرب بعناية ، إلى جانب أنها كانت متأثرة بالأسلوب المغربي الثقيل . وقد اشتملت عملات بني نصر على نقوش عديدة تضمنت آيات من الذكر الحكيم ، إلى جانب اسم الحاكم دون أن يضرب عليها سنة السك ، وأكثر ما يميز العملة في عهد بني نصر هو شعار :

    (لا غالب إلا الله)

    أما أهم دور الضرب في عهدهم فكانت مدينة غرناطة باعتبارها آخر معاقل المسلمين في الأندلس .

    لنا تتمة بإذن الله

  2. #12

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    العُملات الفاطمية


    ضرب الخلفاء الفاطميون الدنانير الذهبية بأسمائهم ونقشوا عليها العبارات الشيعية ، كما ابتدع الفاطميون نوعاً من النقود التذكارية الذهبية صغيرة الحجم خفيفة الوزن تسمى خراريب ومفردها خروبة ، وتقدر قيمة وزنها بـ 0.194جم .
    وكان الغرض من ضرب هذه الخراريب هو توزيعها على عامة الشعب في المواسم والأعياد ، كما ضرب الفاطميون نوعاً آخر من النقود التذكارية تسمى الغرة ، وهي مجموعة من الدنانير والرباعيات والدراهم المدورة تضرب بأمر الخليفة في العشر الأواخر من ذي الحجة .

    ومن الجدير بالذكر أن الخلافة الفاطمية إبان ظهورها في بلاد المغرب عام 297هـ - 909م على أنقاض دولة الأغالبة ، قد ضربت نقودها على طراز العملة العباسية إلى جانب اسم الخليفة عبيد الله المهدي أول الخلفاء الفاطميين .

    وفي عام 358هـ - 669م أمر الفاطميون بإحداث تغيير جذري في طراز العملة من حيث التصميم ، فقاموا بنقش كتاباتهم في ثلاث دوائر متحدة المركز ، تسير في عكس اتجاه عقارب الساعة بدلاً من الترتيب الأفقي ، الذي كانت تنقش عليه كتابات العربية منذ عهد الخليفة عبد الملك بن مروان . وكان الهدف من وراء هذا الطراز الفاطمي الجديد هو التأكيد على حق الفاطميين المطلق في الخلافة .

    لنا تتمة بإذن الله

  3. #13

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    العُملة الأيوبية والمملوكية


    بسقوط الخلافة الفاطمية في سنة خمسمئة وسبعة وستين هـ - 1171م وانتقال الحكم إلى الأيوبيين ، عمل هؤلاء في بادئ الأمر على إصدار عملتهم الذهبية على طراز العملة الفاطمية ذات النقوش الدائرية ، وذلك على مدى الثلاثين سنة الأولى من حكم الأيوبيين . ولما تولي السلطان العادل في عام 596هـ - 1200م ، أعاد إصدار العملة على غرار العملة التقليدية أي نقش النصوص الكتابية في سطور أفقية احتلت وجه العملة وظهرها ، كما أدخل السلطان العادل بعض التعديلات على العملة منها تسجيل اسمي السلطان والخليفة العباسي وألقابهما بالخط الكوفي ، بدلاً من الشهادة وسورة الإخلاص في الطراز التقليدي ، مع الإبقاء على الأطر الخارجية التي تدأت تنحسر تدريجياً حتى اختفت تماماً .
    وفي عهد السلطان الكامل 622هـ - 1225م ، استبدل خط النسخ بالكتابات الكوفية التي كانت تنقش على العملة الأيوبية . وفيما عدا ذلك ، لا نعرف تغيراً آخر طرأ على الدنانير الأيوبية وذلك على كل من السكة الفضية والنحاسية التي تعرضت لكثير من التغيير والتعديل .

    أما في العصر المملوكي ، فقد حافظ المماليك الذين ورثوا الدولة الأيوبية ، التي أخذت تتسع على حساب الهامش الخارجي حتى أصبحت تملأ وجهي العُملة بالكامل . ومن أمثلة هذا الطراز العملة التي ضربها السلطان الناصر محمد بن قلاوون 724هـ -1323م . وقد تضمنت نقوش العملة المملوكية اسم السلطان ولقبه ، بالاضافة إلى مكان الضرب وتاريخه وشعار السلطان الذي كان ينقش أحياناً في أعلى النص أو أسفله .

    أما ظهر الدينار المملكوكي فكان ينقش عليه عبارة دينية ، تتألف عادة من الشهادة وفقرة من آية قرانية .
    ومن الملاحظ أن العملة المملوكية أصبحت تخلو تماماً من الإشارة إلى اسم الخليفة العباسي ، مع أن السلطان
    الظاهر بيبرس البندقداري كان قد استقدم على القاهرة أحد أبناء البيت العباسي ، وبايعه بالخلافة في سنة 659هـ -1261م أي بعد سقوطها في بغداد بنحو ثلاث سنوات ، وخطب له على المنابر ، ونقش اسمه على السكة .

    وكان زوال عصر الخلافة الإسلامية إيذاناً بظهور دول مستقلة في شرقي العالم الإسلامي وغربيه ، حرصت كل منها على سك عملة مستقلة بأسماء سلاطينها أو حكامها ، ونقشوا عليها شعاراتهم وعبارات تحوي دلالات دينية وعقائدية مختلفة .
    ومع التطور الذي طرأ على كل مظاهر الحياة ، فقد اندثرت هذه العملات شيئاً فشيئاً لتحل محلها عملات ورقية ، تعد سنداً بقيمة العملة ، ثم تطورت هذه العملات الورقية في الشكل والحج حتى أصبحت بالشكل الذي نعرفه اليوم .

  4. #14

    • د ربيع غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,030

    افتراضي

    الأخت الفاضلة عبير
    دمتى متألقة
    موضوع العملات النادرة و التذكارية تذكرنا بهوايات زمان و جمع العملات و طوابع البريد و كان هذا الموضوع شغلى الشاغل
    شكرا على تحريك الساكن فى عقولنا

    د ربيع

  5. #15

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    هذه بعض العملات النقدية القديمة بالمغرب
    في الحقيقة لا أعلم عهدها



  6. #16

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    عملة مصرية قديمة

    نصف مليم

    عملة نحاسية قديمة


    ضرب في مصر من نصف عشر القرش




  7. #17

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    عملة عمانية قديمة




  8. #18

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: نبذة تاريخية عن النقود والعملات الإسلامية

    بارك الله فيك أستاذنا الرائع

    د/ ربيع

    إن كان هناك شيئ ما من إبداع فهذا من تشجيعكم سيدي
    وكل الرائعين المتواجدين في هذا الصرح الطيب

    مشكور على هذه المتابعة الغالية لمواضيعي المتواضعة

    أطيب الأماني

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. نبذة تاريخية عن كيمياء المبيدات
    بواسطة د ربيع في المنتدى منتدى الكيمياء
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 23-12-2012, 06:14 PM
  2. مجموعة من الأبحاث الإسلامية
    بواسطة najah.najah في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 29-01-2011, 09:06 PM
  3. نبذة عن الإدتا Edta
    بواسطة م/السيد محمد في المنتدى منتدى الكيمياء
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 18-01-2011, 12:47 AM
  4. نبذة عن الآمونيا
    بواسطة م/السيد محمد في المنتدى منتدى الكيمياء
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-11-2010, 01:22 AM
  5. الحضارات الإسلامية بالمغرب
    بواسطة رباب في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 04-10-2009, 01:58 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك