التشويش الجنسي
المهندس الزراعي : يوسف الدندل


[align=right]مقدمة :
إن الاعتماد الكلي على المبيدات في مكافحة الآفات أدى إلى حدوث مشاكل عديدة :
- تلوث البيئة .
- ظهور سلالات مقاومة للمبيدات وظهور آفات ثانوية كآفات رئيسية جديدة .
- القضاء على الأعداء الحيوية .
- مشاكل صحية للإنسان ( تسمم – سرطانات – اجهاضات ) .
- كما أن البدائل الأخرى لهذه المبيدات لها قيود مثال ذلك إن استخدام الطفيليات والمفترسات في حقول غير مكافحة بالمبيدات يمكن أن يحقق نتائج مرضية في مكافحة الآفات الحشرية في حين أن استخدام الأعداء الحيوية على مساحات كبيرة قد لا يحقق النتيجة المرجوة نتيجة عدم وجود المجتمع لهذه المفترسات والطفيليات وفي هذه الحالة لابد من اللجوء إلى استخدام المبيدات من جديد لحماية المنتجات الزراعية .
يتوفر حالياً طريقة آمنة صديقة البيئة هي طريقة التشويش الجنسي .
مفهوم التشويش الجنسي : Mating Disruption ( MD ) :
إن إناث الحشرات تطلق عادةً مواد كيميائية تدعى فرمونات لجذب الذكور للتزاوج مع إناث نفس النوع .
تعتمد هذه الطريقة بشكل أساسي على تحرير فرمون محدد عي جو الحقل ( المزرعة ) بكميات كافية مما يجعل الذكور غير قادرة على تحديد المصادر الطبيعية لهذا الفرمون وبالتالي الفشل في تحديد مكان الأنثى ومنع التزاوج والتكاثر في الحقل المستخدم به هذه التقنية .
والتشويش الجنسي مستخدم بشكل فعال في برامج المكافحة المتكاملة في بساتين التفاح .
وتعتبر مواد التشويش مواد غير سامة وسليمة بيئياً .
ميكانيكية طريقة التشويش :
- طريقة التأثير على العصب المركزي والمحيطي :
تتوضع المستقبلات العصبية المتخصصة في اكتشاف الفرمونات في الفراشات في قرون الاستشعار . وعند التعرض لعينة ما ( فرمون ) بكميات كبيرة ( تركيز كبير ) يؤدي إلى منع العصب المختص لهذا الفرمون ويؤدي إلى كبت الاستجابة الطبيعية للذكر في التشويش الجنسي .

- الانجذاب الخاطئ للفرمون :
تحدث هذه الظاهرة عندما يتواجد في الحقل عدة مصادر للفرمونات وانجذاب الذكور باتجاه الفرمون المزيف يسبب ذلك ضياع الوقت والجهد مما يؤدي إلى انخفاض نسبة عثور الذكور على الإناث وبالتالي نقص المجتمع الحشري للآفة .
منافع استخدام تقنية (MD ) :
1- خفض كميات المبيدات واسعة الطيف .
2- نجاح برامج المكافحة الحيوية بشكل أفضل في الحقول المستخدمة بها طريقة ( MD ) لعدم تأثير الفرمونات على الأعداء الحيوية .
3- عدم ظهور سلالات مقاومة للمبيدات من الآفات التي تستخدم هذه الطريقة في المكافحة .
4- عدم وجود أخطار للعاملين في الحقول .
5- عدم ترك آثار سامة في المنتجات الزراعية .
مساوئ استخدام (MD ) :
1- لايمكن أن تكون طريقة (MD ) هي الطريقة الوحيدة الفعالة عندما يكون مجتمع الآفة كبيراً .
2- هذه الطريقة متخصصة ولا تؤدي إلى الحماية من الآفات الأخرى .
3- تكوم هذه الطريقة (MD ) غير فعالة وخصوصاً في الحالات التي تتواجد فيها رياح شديدة مما يمنع وجود تركيز عال للفرمون .
4- الكلفة العالية لطريقة (MD ) إذا ما قورنت باستخدام المبيدات في عمليات المكافحة .
العوامل المؤثرة على (MD ) :
1- مساحة الحقل المراد مكافحته :
تعتبر مساحة الحقل من أهم العوامل التي تساعد في نجاح هذه الطريقة ويجب أن لا يقل مساحته عن 2-4 /هـ لنجاح هذه الطريقة ضد حشرة دودة ثمار التفاح (MD )في حين تقل فعالية هذه الطريقة في الحقول ذات المساحة الصغيرة .
عادة يختلف الحد الأدنى لمساحة الحقل حسب نوع الآفة المكافحة .
2- بعد الحقل المكافح عن الحقول المجاورة :
يجب أن يكون الحقل المستخدم بهذه الطريقة معزولاً عن الحقول الأخرى وذلك لتقليل فرصة طيران الفراشات من الحقول المجاورة إلى الحقل المكافح والمساحة المقترحة هي 50-100م لدودة ثمار التفاح . وبشكل عام تختلف هذه المساحة حسب نوع الآفة المراد مكافحتها كون الحشرات تختلف في مسافات طيرانها .
3- نسبة الفرمون المنطلق ( عدد نواشر الفرمون ) :
للحصول على تركيز عالي للفرمون بشكل مستمر في الحقل هناك عاملان يلعبان دوراً هاماً في نسبة الفرمون المنطلق :
- كمية الفرمون المنطلق من الناشر
- عدد الناشرات في الحقل .
وعادة يقدر عدد ناشرات الفرمون بـ 1000 ناشر /هـ لإعطاء فعالية في مكافحة الآفة .
4- طريقة وضع النواشر :
إن وضع النواشر على ارتفاعات مختلفة للأشجار أعطى نتائج فعالية مختلفة لتخفيض الضرر إلى الحد المقبول .
وقد بينت نتائج الأبحاث أن الناشرات التي توضع على ارتفاعات منخفضة لا تعطي نتائج فعالة ضد الآفات المختلفة . بالرغم من إن ارتفاع الناشر يختلف حسب نوع الآفة . على سبيل المثال دودة ثمار التفاح يجب أن يوضع في أعلى الشجرة وفي حال كون الإصابة خفيفة يمكن وضع الناشرات للفرمون على ارتفاع 2-2.5 م .
5- نطاق حدود الحقل :
المقترح رش حواف الحقول المجاورة لمنع هجرة الحشرات من الحقول المجاورة. [/align]