+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 20 من 20

الموضوع: القرآن كائن حي

العرض المتطور

  1. #1

    • كريم يحيى
    • Guest

    افتراضي

    الأخت الفاضلة زهرة الحياة


    أشكرك لمرورك العطر ولكلماتك الرقيقة
    الموضوع الأصلي: // الكاتب: كريم يحيى // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



  2. #2

    • الليث غير متواجد حالياً
    • العضو الذهبي

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    215

    افتراضي

    الأخ العزيز بووعد

    هل القرآ ن كائن حي؟

  3. #3

    • كريم يحيى
    • Guest

    افتراضي

    آراه كائن حي فى قلب كل مؤمن حافظ له

  4. #4

    • الليث غير متواجد حالياً
    • العضو الذهبي

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    215

    افتراضي

    هل تعلم الفكرة من مقولة أن القرآن كائن حي؟
    هي محاولة يائسة لنفي أن القرآن كلام الله تصدى لها الإمام أحمد بن حنبل.



    قد حدث لأهل السنة في أوائل التاريخ الإسلامي بلاء ومحنة، ثبَّت الله سبحانه بها من شاء من عباده؛ فنصر به السنة؛ وأقام به الملة؛ وأظهر به الحق.

    وذلك أن المأمون-الخليفة العباسي-كان متأثرا بكتب الفلاسفة حتى ترجم منها الكثير؛وقد تلوث فكره بما تتقيؤه هذه الكتب من العقائد المنحرفة؛وكان يريد أن يظهر القول: بأن القرآن مخلوق؛[والذي عليه المسلمون أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن اعتقد غير ذلك فإنه كافر، وذلك لأن الهدف من هذا القول الباطل نفي صفات الله عز وجل ونفي صفة الكلام لله-عز وجل-، والله سبحانه يوصف بأنه يتكلم كلاما يليق بجلاله



    وكان مما يمنع المأمون من إظهار هذا القول وحمل الناس عليه مهابته للإمام يزيد بن هارون مخافة أن ينكر عليه فتحدث الفتنة؛فكان يقول: "لولا مكانة يزيد بن هارون لأظهرت أن القرآن مخلوق"0

    فلما كان عام مائتين وأربعة عشر للهجرة؛حمل المأمون الناس على الفتنة؛ وأظهر ذلك القول الباطل،وامتحن به أهل العلم؛فمنهم من خاف السيف وتأول بين يدي المامون ظاهرا مكرها؛ومنهم من ثبت على الحق ظاهرا وباطنا ولم يُجب الخليفة إلى ما دعا إليه0

    وكان ممن رد هذه المقالة الإمام أحمد بن حنبل-إمام أهل السنة والجماعة- ومحمد بن نوح ؛ فحُبسا وقُيِّدا، وكتب المأمون إلى عامله اسحاق بن ابراهيم يأمره بإحضارهما إليه على الثغر بطرطوس- فحملا متعادلين0

    فلما نزلا الرحبة جاء رجل فقال: أيكما أحمد بن حنبل؟ فقيل: هذا؛فسلم ثم قال: يا هذا: ما عليك أن تقتل ها هنا وتدخل الجنة ها هنا،ثم سلم وانصرف، فقال أحمد: من هذا؟ قيل :رجل من العرب-من ربيعة-يعمل الشعر في البادية يقال له: جابر بن عامر0

    قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ما رأيت أحدا على حداثة سنه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح؛ وإني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير0

    قال لي ذات مرة وأنا جالس معه : يا أبا عبد الله : اللهَ اللهَ ؛إنك لست مثلي ولست مثلك،وإنِ الله ابتلاني فأجبتُ ؛فلا يقاس بي؛فإنك لست مثلي ولست مثلك، أنك رجل يقتدى بك، وقد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك فاتق الله واثبت لأمر الله؛فتعجبت من تقويته وموعظته إياي، قال أحمد: وانظر بما ختم له0

    ولما كانوا ببعض الطريق جاءهم أعرابي؛يقول الإمام أحمد عنه: ما سمعت كلمة كانت أوقع في قلبي من كلمة سمعتها من أعرابي في رحبة طوق، قال لي :يا أحمد :إن قتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت عشت حميدا0

    قال أبو حاتم: فكان كما قال، لقد رفع الله شأن أحمد بعدما امتحن وعظم عند الناس ، وارتفع أمره جدا.

    قال أحمد : لما خرجنا جعلت أفكر فيما نحن فيه، حتى إذا صرنا إلى الرحبة أُنزلنا خارجا من البيوت مما يلي البرِّيّة، فعامة من كان معنا ناموا فجعلت أفكر في تلك البرية؛وماذا أقول إذا صرت إلى ذلك ؛فأنا على تلك الحال إذ مددت بصري فإذا بشيء لم أستبنه، فلم يزل يدنو حتى استبان ، فإذا بأعرابي عليه ثياب الأعراب؛ قد دناوجعل يتخطى حتى صار إليّ؛ فوقف علي ثم سلم؛ ثم قال: أنت أحمد بن حنبل؟ قلت: نعم ، فقال: أبشر واصبر فإنما هي ضربة هاهنا؛ وتدخل الجنة هاهنا؛ يا أحمد : تحب الله، قلت: نعم، قال: فإنك إن أحببت الله أحببت لقاءه0

    قال أحمد: فلما ضربت بالسياط جعلت أذكر كلام الأعرابي0

    قال أبو جعفر الأنباري : لما حمل أحمد بن حنبل إلى المأمون اجتزت فعبرت الفرات، فإذا هو جالس في الخان، فسلمت عليه؛ فقال: يا أبا جعفر تعنيت0 قلت: ليس في هذا عناء؛ فقلت له:يا هذا أنت اليوم رأس؛والناس يقتدون بك0فوالله لئن أجبت إلى القول بخلق القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق الله، وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير ،ومع هذا إن الرجل إنْ لم يقتلك فأنت تموت ولا بد من الموت؛ فاتق الله ولا تجبهم إلى شيء،فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله، ما شاء الله.

    يا أبا جعفر:أعد علي ما قلت، فأعدت عليه فقال: ما شاء الله، ما شاء الله.

    فحمل أحمد ومحمد بن نوح إلى المأمون في طرطوس وكان مقيدا؛وكان يصلي في قيده0

    فلما وصلا إلى المأمون أجلس في خيمه ؛قال أحمد: وقد كنت أدعو الله ألا يريني وجهه؛ وذلك أنه بلغني أنه يقول: لئن وقعت عيني عليه لأقطعنه إربا إربا0

    فخرج خادم وهو يمسح دموعه عن وجهه بكمه وهو يقول: عز علي يا أبا عبدالله أنْ جرد أمير المؤمنين سيفاً لم يجرده قط؛وبسط نطعا لم يبسطه قط وقال: لا دفعت عن أحمد وصاحبه حتى يقولا: القرآن مخلوق0

    فبرك أحمد على ركبتيه ولحظ إلى السماء بعينه ثم قال:سيدي غر هذا الفاجر حلمك، حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل ؛اللهم فإن يكنْ القرآنُ كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته ؛فما مضى الثلث الأول من الليل إلا وقد جاء الصريخ: لقد مات أمير المؤمنين؛ وذلك في عام مائتين وثمانية عشر.

    ثم تولى بعده المعتصم ؛وقد اتخذ المعتصم له مستشارا مبتدعا يسمى أحمد بن أبي دؤاد؛فسمم أفكاره؛ولم يزل بتحريضه على أهل السنة ،وكم هو مهلكٌ أن يتخذ الوالي وزيرا مبتدعا يفسد دينه ودنياه0

    وحمل بعد ذلك أحمد ومحمد بن نوح إلى بغداد بمشورة ابن أبي داؤد على المعتصم، فلما بلغا بعض الطريق توفي محمد بن نوح رحمه الله.

    قال أحمد:"تعجبت من تقويته وموعظته إياي ،وانظر بما ختم له به"؛فلم يزل كذلك حتى مرض في بعض الطريق ثم مات، فصليت عليه ودفنته0

    فبقي أحمد رحمه الله وحيدا في مواجهة الابتلاء والفتنة؛ قال بشر بن الحارث: "محنةُ أحمد في وحدته وغربتُه في وقته؛مثل محنة أبي بكر الصديق في وحدته وغربته في وقته"0

    واستمرت محنة الإمام أحمد في وقت المعتصم..

    قال أبو معمر: كنا أحضرنا في دار السلطان أيام المحنة،وكان ابو عبد الله قد أحضر،والناس يجيبون،وكان أبو عبد الله رجلا لينا؛فلما رأى الناس يجيبون انتفخت أوداجه واحمرت عيناه؛وذهب ذلك اللين الذي معه،وعلمت أنه غضب غضبا لله0

    قال أحمد: لما قدمت على المعتصم؛ قال لي: أدنه أدنه؛فقلت:أتأذن لي؟ فتكلمت فقال: ويحك لولا أنني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك؛ ويحك يا أحمد: أجبني إلى شيء فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك؛وأركب إليك بخيلي، فقلت:يا أمير المؤمنين: أعطني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أقول به.

    فيقول المعتصم ناظروه كلموه ؛فيتكلمون فيحجهم أحمد فيقول ابن أبي داؤد: هو والله يا أمير المؤمنين ضال مبتدع،وهؤلاء قضاتك والفقهاء فسلهم ؛[وهذه حجة المبتدعة في كل زمن إذا عجزوا عن الرد العلمي على أهل السنة عادوا عليهم بالسب والتضليل والتكفير ولمزهم بالألقاب]0

    قال أحمد: فلا يزالون يتكلمون ويعلو صوتي على أصواتهم حتى ينقطعوا.

    فقال المعتصم: يا أحمد أتعرف صالحا الرشيدي ؟! كان مؤدبي وكان في هذا الموضع- وأشار إلى ناحية من الدار- فتكلم وذكر القرآن فخالفني فأمرت به فسحب ووطىء.

    وكان المعتصم يقول: والله إنه لفقيه ووالله إنه لعالم، ويسرني أن يكون مثله معي، يرد عني أهل الملل، ولئن أجابني إلى شيء فيه أدنى فرج لأطلقن عنه بيدي، ولأطئن عقبه؛ ولأركبن إليه بجندي؛ ثم يلتفت إلى أحمد ويقول : ويحك يا أحمد ما تقول؟

    فأقول: يا أمير المؤمنين أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛وكان يقول: يا أحمد إني عليك لشفيق0

    فلما ضجر المعتصم من أحمد أمر بجلده بالسياط.

    قال أحمد: في اليوم الذي خرجت فيه للسياط ومدت يداي للعقابين إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول: تعرفني؟ قلت: لا ؛قال: أنا أبو الهيثم العيار، اللصُّ الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين إني ضربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا،فاصبر فأنت في طاعة الرحمن لأجل الدين.

    فكان الإمام أحمد دائما يقول: رحم الله أبا الهيثم ، غفر الله لأبي الهيثم؛عفا الله عن أبي الهيثم؛[وهذا يدل على أن أهل المعاصي؛خير من أهل البدع؛وأقرب إلى الخير منهم؛ فإن العاصي إذا عصى استغفر؛ وأما المبتدع فيرى بدعته دينا؛ولا يزال في ضلال وعماية ومحاربة لأهل السنة لأنه يرى أنهم يصدونه عما يراه دينا فلا يزال في حربهم وعدائهم؛وكلما ازداد في بدعته كلما ازداد في حقده؛فكيف يوفق للتوبة؟! ولذا قال ابن عباس :"البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛فإن المعصية يتاب منها؛والبدعة لا يتاب منها"0

    ثم قدم الإمام أحمد للجلد في حضرة المعتصم: فكان يقول للجلادين تقدموا.

    قال أحمد: فكان الجلاد يتقدم فيضربني سوطين ويتنحي؛وهو في خلال ذلك يقول: شدّ قطع الله يدك ؛حتى سقط أحمد مغشيا عليه0

    قال بعض الجلادين: ضربته ضربا لو كان بجمل لسقط مغشيا عليه0

    ثم لما أفاق مما غشاه من جلد السياط؛ تلخعت يداه،وقطع اللحم الميت من ظهره، وكسرت له أضلع فلما سحبها الطبيب المعالج غشي عليه من الألم.

    ومما يدل على أن أهل البدع والأهواء إذا نالوا سلطة وقربا من الحاكم فإنهم أعتى الناس وأظلمهم، ولا يزالون يحرضون المسؤلين على أهل الحق؛ويشوهون صورتهم؛ويشون بهم ؛قول الإمام أحمد رحمه الله:"رأيت المعتصم في الشمس قاعداً بغير ظلة، فربما لم أعقل وربما عقلت؛إذا أعاد الضرب ذهب عقلي فلا أدري فيرفع عني الضرب ؛ فسمعته يقول لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبتُ إثما في حق هذا الرجل ؛فيقول ابن ابي دؤاد: يا أمير المؤمنين إنه والله كافر مشرك، وقد أشرك من غير وجه؛فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد، وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب فلم يدعه،وعزم حينئذ على ضربي.

    وهذا مما يدل على أن الحاكم وإن كان له معاصي فهو أرحم بأهل السنة من أهل البدع، وأنه لا يحاربهم لدينهم ؛وأما صاحب البدعة فلا يزال يحارب أهل السنة بكل سبيل؛ظلماً وكذباً وعدواناً؛ ويتسع أفقه لحوار العلماني والزنديق؛ولا يرضى بنصح السني للمسلمين لأنه يبين طريقته الخارجة عن منهج السلف؛ فليت أهل البدعة يعاملون أهل السنة بنفس الميزان الذي يعاملون به أعداء الله ورسوله من العلمانيين والمنافقين، ولا يذهبون للتدقيق بألفاظ أهل السنة لعلهم يظفرون بشيء يتعلقون به0

    وأين يذهب أناس من أهل اليدع -من الله عز وجل- وهم يدَّعون الإنصاف؛ وأنه لا بد من ذكر الحسنات والسيئات ؛وهم يريدون ان يكتموا صوت السني حتى لو تكلم بأمور الفقه والأخلاق؛وتصحيح سلوك الناس لأنه لا ينتمي لمشربهم وحزبهم..

    فلا ننظر للحكام دائمامن باب سوء الظن لأن هؤلاء وإن كان عندهم شيء من المعاصي،فإنهم لا يحاربونك في دينك؛ ولا يفتنونك في عقيدتك؛ ولا يريدون كتم صوتك إن كنت رجلا سنيا عاقلا تعلم الناس دون فتن ؛بل ولعله في الغالب إنْ حصلت فتنة لصاحب سنة في دينه من حاكم أو مسؤول فلا بد أن يكون وراءها صاحب بدعة يظهر الزهد والتخشع والنصح؛[وقارنوا بين موقف ابن أبي داؤد المبتدع وأبي الهيثم اللص العاصي ؛كيف كان ابن أبي دؤاد عدوا لله ورسوله قاس على اهل الحق،وكيف كان ذلك اللص موفقاً لقول الحق رحيما بأهل السنة لأنه على الفطرة ؛حتى إن إمام أهل السنة يدعو له]0

    قال أحمد: أمر المعتصم بإطلاقي فلم أعلم حتى أخرج القيد من رجلي، وقال له ابن أبي دؤاد بعدما ضربت وامر بتخليتي، يا أمير المؤمنين: احبسه فإنه فتنة يا أمير المؤمنين: إنه ضال مبتدع وإن خليته فتنت به الناس؛ وقال غيره: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي.

    فقال: أطلقوه؛ وقام فدخل؛ فحينئذ عقلت بالقيد وقد نزع من رجلي0

    وجاء أن أحمد قال: لي ولهم موقف بين يدي الله تعالى؛ وكتب بها إلى المعتصم، فقال: يخلى سبيله الساعة0

    وقال المعتصم لابن أبي دؤاد وأصحابه : ليس هذا كما وصفتم لي؛ وذلك أنهم وضعوا من قدره عنده؛ ونالوا منه وصغروه عنده؛فلما شاهده ورأى ما عنده عرف فضله0

    قال أحمد: لولا الخبيث ابن أبي دؤاد ؛كان أبو اسحاق المعتصم قد خلاني ، ولكن هو واسحاق ابن ابراهيم قالا له:يا أمير المؤمنين: ليس من تدبير الخلافة أن تخالف من قبلك وتخلي سبيله؛ولولا ذلك كان أبو اسحاق المعتصم قد أراد تخليتي قبل الضرب؛وقد أراد ابن ابي دؤاد أن يحبسني بعد الضرب،فقال أبو اسحاق المعتصم: يخلى، فعاوده فغضب وقال: يخلى عنه ؛ فلم أعلم إلا بالقيد وقد نزع مني0

    وقد قيل إن أحمد بن حنبل جعل المعتصم في حل يوم فتح عاصمة بابك؛وظفر به أو في فتح عمورية؛ فقال: هو في حل من ضربي؛وقال : قد جعلته في حل إلا ابن أبي دؤاد ومن كان مثله فإني لا أجعله في حل) فتأملوا..

    ولما ولي الواثق عام مائتين وتسعة وعشرين؛حسّن له ابن أبي دؤاد امتحان الناس بخلق القرآن ففعل ذلك، ولم يعرض لأحمد بن حنبل لما علم من صبره، وخاف من تأثير عقوبته، لكنه أرسل إليه الا تساكني بأرض، فاختفى بقية حياة الواثق، فما زال ينتقل في الأماكن؛ثم عاد إلى منزله بعد أشهر، فاختفى فيه إلى أن مات الواثق0

    وفي عام مائتين واثنين وثلاثين تولى المتوكل رحمه الله، فنصر الله به الدين؛ وأقام به السنة؛ وأظهر عقيدة السلف أهل السنةودعا إليها؛ بعد ابتلاء أهلها وفتنتهم وامتحانهم على عهد ثلاثة من الخلفاء قبله.

    قال أحمد بن هلال القاضي: "رأيت المتوكل بعد موته فإذا عليه ثياب بيض ؛ فقلت: يا أمير المؤمنين ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بثلاث :بإظهاري للسنة، وبنياني مسجد الجامع،وقتلت مظلوما"0

    وفي عام مائتين وأربع وثلاثين جمع المتوكلُ الفقهاءَ والمحدثين وأجرى عليهم المال؛ وأمرهم أن يحدثوا الناس بالأحاديث التي فيها الرد على الجهمية والمعتزلة0

    وقد ذُكر عند المتوكل أن أصحاب أحمد يجري بينهم وبين أهل البدع الشرُّ، فقال المتوكل لصاحب الخبر:لا ترفع إليَّ من أخبارهم شيئا؛وشد على أيديهم، فإن صاحبهم من سادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛وقد عرف الله لأحمد صبره وبلاءه؛ورفع علمه أيام حياته وبعد موته؛ وأصحابُه أجل الأصحاب، فانا أظن أن الله يعطي أحمد ثواب الصديقين0

    ومع نصرة المتوكل للسنة فإن الإمام أحمد لم يره ولم يقبل منه مالا ولا عطاء، وقد وجه له المتوكل بمال؛ فبكى وقال: سلمت من هؤلاء حتى إذا كان آخر عمري بليت بهم؟!

    وكان يدعو رحمه الله ألا يرى المتوكل؛ولما أخبر بمحبة أمير المؤمنين له وشوقه إليه كان يعد ذلك فتنة؛ويقول :والله لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان (أي الفتنة)؛وإني لأتمنى الموت في هذا،وذاك أن هذه فتنة الدنيا ، وكان ذلك فتنة الدين، ثم جعل يضم أصابعه ويقول:لو كانت نفسي في يدي لأرسلتها ثم يفتح أصابعه.

    إنّ مما ينبغي أن يعرفه من دان بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أنه على الاتباع؛ألا يخذلها حيث تحتاج إلى النصرة والبيان؛وتوضيحِها للمسلمين، ويتأول في ذلك التأويلات الخاطئة؛ مخافة تهويش مبتدع؛وأرجاف رائغ؛وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :"لا يمنعن أحدا منكم مخافة الناس أو بشر ، أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه، أو رآه أو سمعه0

    ولذا فقد كان الإمام أحمد إذا ذكر العلماء الذين أجابوا المأمون خوفا من بطشه يقول: هؤلاء لو كانوا صبروا وقاموا لله لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل –يعني المأمون- ولكنهم لما أجابوا وهم عين البلد اجترأ على غيرهم 0

    وكان إذا ذكرهم اغتم لذلك ،وقال: هم أول من ثلم هذه الثلمة وأفسد هذا الأمر0

    وقد جاء الإمام يحيى بن معين -وكان ممن أجاب في الفتنة متأولا- فدخل على أحمد وهو مريض فسلم عليه ، فلم يرد عليه السلام، وكان أحمد قد حلف ألا يكلم أحداً ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل؛فما زال يعتذر فلم يقبل منه شيئا0

    فالسنةَ السنةَ يا أهل السنة-تمسكاً وعلماً وعملاً ودعوةً- فهي الرصيد الباقي وأعظم ما يقربكم من الله عز وجل؛ كيف لا؟ وهي الحمية لدين خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم0

    ولا يتهاون المرء عن نصرة السنة خوفاً من عداءٍ؛ او مجاملةً لعدو؛ وليعلم أنه كلما كان بدين الله أقوم كلما كانت الحرب عليه أشد وأشنع؛ قال تعالى"وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا"؛ وكل من كان على طريقة الأنبياء الواضحة الناصعة؛ ودعا إليها ،لا بد وأن يكون له أعداء من المجرمين، ولكن الله تكفل بهدايةِ من دعا إلى سبيلهم ونصرِه0

    ومن كان الله معه فممن يخاف ومن يرهب ،والقلوب بين أصابعه يقلبها كيف يشاء ومقاليد الأمور في يده يصرفها كيف يشاء ..

    قال تعالى: " أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه"

    اللهم اغفر لنا وارحمنا ؛وتوفنا وأنت راض عنا؛وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن؛وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. القرآن فلاش
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-01-2011, 05:00 AM
  2. قالوا عن القرآن
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-01-2011, 06:36 PM
  3. ماذا تعرف عن القرآن
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-12-2009, 11:59 PM
  4. نغم القرآن في سورة الإنسان
    بواسطة م/ إيهاب عبد المؤمن في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-05-2009, 09:06 PM
  5. إعترافات علماء العالم عن القرآن والرسول (ص)
    بواسطة م/ إيهاب عبد المؤمن في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-04-2009, 06:53 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك