وخلاصة القول أن بعض هذه المسببات لم يثبت علميا أنها مسرطنات بطريقة مباشرة ولكنه ثبت علميا أنها مطفرات مباشرة وهي المرحلة الأولى من مراحل السرطان خصوصاً إذا كانت الطفرة في جينات الإنقسام الخلوي و لم يتم إصلاح الخلل الجيني ولا التخلص التلقائي الطبيعي من الخلية التي حدثت بها تلك الطفرات.
أما إذا كانت تلك الطفرات قد حدثت في جينات أخرى لا علاقة لها بنظام التحكم بانقسام الخلايا فإن المرض يكون حسب وظيفة وموقع الجين الذى حدثت به الطفرة ، أما إن كان من الجين الذي حدثت به الطفرة الجينات المسئولة عن الانقسام الخلوى أو جينات منع السرطان ( الموجودة طبيعيا في الجسم ) فإنه قد يحدث سرطان


س : كيف تتم الأبحاث فى مجال مسببات وعلاج السرطان


ج : تجري أبحاث عديدة فى مجال السرطان فهناك أبحاث تعنى بالكشف عن المسرطنات الموجودة فى البيئة المحيطة ( ماء - تراب - هواء - مأكولات - مشروبات - أعشاب - مواد تنظيف - مواد كيميائية صناعية - أدوية - أعشاب - منكهات - مواد حافظة أصباغ كيمائية - إلخ ...) لمعرفة دورها في حدوث السرطان


أ - ويتم البحث فى مراحل متتابعة تشمل طرق حيوية وتجـارب معملية ثم يتم إستخدام بعض حيوانات التجارب أو كائنات حية وحيدة الخلية كالبكتريا أو خلايا آدمية على أطباق التجارب أو على منتجات حيوية خاصة للأبحاث ثم المرحلة الثانية عبر حيوانات التجارب على عدة مراحل ، ثم التطبيقات المختلفة عبر الطرق الحيوية وإذا نجحت التجارب في جميع تلك المراحل يتم مناقشتها علميا وتمر على لجان الأخلاقيات الطبية تمهيدا لتطبيقها على الإنسان ثم يتم التطبيق على عينات قليلة من البشر عبر أنظمة أخلاقية وبحثية دقيقة وخاضعة للمراقبة الشديدة من قبل لجان محايدة وجهات حكومية ذات علاقة.


ب- هناك مواد كيمائية معروفة بخطورتها وأنها تسبب السـرطان عن طريق أبحاث سابقة وهنا يتم الكشف عن وجود تلك المواد فى بعض المركبات أو الأغذية عن طريق أجهزة التحليل الكيمائى وفصل المكونات والتعرف عليها بواسطة مقارنتها مع مواد معروفة سابقا ومحددة بواسطة تلك الأجهزة وذلك بطرق علمية وعملية دقيقة .
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لايوجد جهاز يكشف عن مكونات أى مادة وفوائدها واضرارها كما هو شائع بين العامة ، ولكن الطرق المتبعة فى تلك الاجهزة هى تحديد المادة المراد الكشف عنها ولتكن مثلا مادة بنزو - أى - بيرين Benzo-A-Pyren مثلا فى خليط معين وبإمرار مادة - البنزو- أى- بيرين - عبر الجهاز يتعرف عليها الجهاز أولا ثم يسجل ذلك فى ذاكرته ونقوم بعد ذلك بتمرير الخليط المراد الكشف عنه وهل توجد به تلك المادة أم لا فيجيب الجهاز على سؤال محدد فقط هل توجد تلك المادة أم لا حسب ما تم تحديده في ذاكرة الجهاز ويكشف عن نسبة وجودها ولكنه لايعطى معلومات عن أي مواد أخرى قد تكون موجودة فى ذلك الخليط إلا عند اجراء نفس الخطوات السابقة وهكذا


ج: تجري أبحاث أخرى للكشف عن طبيعة إحداث تلك المـواد للسرطان وما الذى حصل داخل الخلية وماهو التغير الذي أدى بالخلية إلى التسرطن ، ويتم ذلك عبر سلسلة من التجارب العلمية التي تكشف عن مكونات المادة الوراثية ال DNA وتحدد من التغيرات الوراثية التي حصلت وأدت الى ذلك التسرطن


د : تجري أبحاث متعددة على الخلايا فقط لمعرفة الأســلوب الأمثـل لعلاج بعض الحالات المتباينة من السرطان وتكون هذه الأبحاث إما على أدوية معروفة لتحديد الجرعة المناسبة أو أدوية جديدة لمعرفة مقدار الجرعة ونسبة إستجابة الخـلايا لذلك، وكذلك تجرى أبحاث على العلاج الاشعاعى ومقدار الأشعة التى تتحملها الخلايا ، وفى مراحل متقدمة من الأبحاث وبعد أن يتم التأكد من سلامة هذا الدواء على صحة المريض ، ويدخل فى هذه التجارب أبحاث تحدد حركية هذا الدواء داخل الجسم وهل تم الاستفادة منه أم لا والأيض الذى حدث له عن طريق فحص سوائل الجسم كالبول وعينة من الدم ومقارنة نسبة الدواء الذى دخل جسم المريض مع نسبة فى سوائل الجسم كالدم والبول لمعرفة إستجابة الجسم لهذا الدواء