وكما هو معروف أن العرب قد طوروا قواعد، وأساليب لإلقاء الشعر قبل تواجد أي حروف أبجدية لديهم. فكان الشعر يؤلف شفويا، ويعتمد في حفظه علي الذاكرة، ثم تداول الشعر بهذه الطريقة عبر الأجيال. وحتى مع بداية عصور الإسلام كان القرآن، كتاب الله العزيز ومعجزة اللغة العربية، يحفظ بواسطة حفظة متخصصون كانوا يتبعون النبي صلي الله عليه وسلم.
واستمر القرآن يتلى شفويا فقط علي مدى خمسة عشرة عاما بعد وفاة النبي، ولكن خاف الخلفاء العثمانيين ( 644 - 656 بعد الميلاد)، بعد ذلك من خطورة استخدام تلك الطريقة في تداول القرآن، فأمروا بالتنقيح الرسمي له. وبعد ذلك بدأت كتابة الحروف الساكنة، والحروف المتحركة الطويلة في القرن السابع، أما الحروف المتحركة القصيرة فكان يجب علي القارئ استنتاجها.

وظهرت أيضا بعض الالتباسات حيث كانت تعبر علامة واحدة عن أكثر من حرف، ولم يظهر نظام وضع النقاط فوق وتحت الحروف لاستطاعة التفرقة بينهم إلا بعد مدة من الزمن. وأخيرا في عام 933 بعد الميلاد اكتملت النسخة الأخيرة من القرآن، وأصبحت هي النسخة المعتمدة للقرآن آنذاك وإلي يومنا هذا.
ومثلما قضى الرهبان المسيحيين في أوروبا في العصور الوسطى، عصور مديدة في كتابة، وتنقيح النصوص الدينية، كرس أيضا أسلاف العرب حياتهم في كتابة ونظم نصوص القرآن يدويا بأجمل الطرق. ولأن وحدة الإسلام لم تشجع استخدام أشكال الحيوانات والطيور في الكتابة فقد وجد الخطاطون تعبيرا فنيا هائلا من خلال استخدام الأشكال الانسيابية الصعبة.
ومنذ ذلك الحين ظل الخط العربي شكلا من الأشكال الفنية الراقية التي احتلت مكانة فن التصميم، والرسم، والنحت. ولم يقتصر فن كتابة الخط العربي فقط علي القصور والجوامع ولكنه امتد ليرسم علي الملابس والسجاجيد، والأعمال الأدبية، وفي زخرفة أي شئ. يستخدم الخطاط أشكال متعددة من الخط إما الكوفي أو الخط الثلاثي، أو طريقة النقش وهي من أشهر أشكال فن الخط العربي، ويحدد استخدام أي من هذه الأشكال علي حسب الغرض من كل نقش.
زين، وطور وأيضا استطاع الخط العربي تنفيذ وحدة أعظم التراكيب الإسلامية، بداية من مئذنة الجامع الأقصى في القدس إلي الجوامع العظيمة في أصفهان في بلاد فارس. وقد استخدم فن الخط العربي أيضا في الكثير من الكنائس في أوروبا مثل كنيسة القديس بولس في روما. وأيضا الكلمات المكتوبة علي صور القديسين في Capella Palatina في بالميرو، في سيسلي كلها مرسومة بالخط الكوفي وهو من أوائل أشكال الخط العربي.
واليوم أصبح فن الخط العربي يستخدم في جميع المجالات، الدينية، والتعليمية، والحكومية، وأيضا في فن المعمار التجاري.