تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة



نطاق المشكلة

يعتمد أكثر من نصف سكان العالم على الروث أو نفايات المحاصيل أو الفحم لتلبية أولى احتياجاتهم الطاقية الأساسية. ويؤدي حرق ذلك الوقود الصلب على نار مكشوفة أو في مواقد من غير مداخن، لأغراض الطهي أو التدفئة، إلى إحداث تلوّث داخل البيوت. ويحتوي الدخان المنبعث من ذلك الوقود على طائفة من الملوّثات المضرّة بالصحة، بما في ذلك جسيمات صغيرة من الغبار يمكنها التوغّل عميقاً في الرئتين.

وفي المساكن التي لا تُهوّى بالقدر الكافي يمكن أن تتجاوز مستويات الجسيمات الصغيرة الكامنة في دخان الأماكن، بمائة مرّة، المستويات المقبولة فيما يخص الجسيمات ذاتها الكامنة في الهواء الطلق. ونسبة التعرّض لتلك الجسيمات عالية بشكل خاص لدى النساء والأطفال لأنّهم يقضون معظم وقتهم قرب المواقد. ويتسبّب تلوّث الأماكن المغلقة، سنوياً في وفاة 6ر1 مليون شخص، مما يشكّل حالة وفاة واحدة في كل 20 ثانية.
ومن ثم فإنّ استخدام أنواع الوقود الملوِّثة يشكّل عبئاً ثقيلاً على صحة الأسر الفقيرة في البلدان النامية. كما أنّ الاعتماد على تلك الأنواع من الوقود غالباً ما يكون بسبب الفقر ونتيجة له في آن واحد، إذ كثيراً ما تفتقر الأسر إلى الموارد اللازمة للحصول على وقود وأجهزة أنظف، واستخدام أنواع الوقود والأجهزة البسيطة يمكن أن يعرّض صحة البشر للخطر ويؤدي بالتالي إلى تعطيل التنمية الاقتصادية واستحداث حلقة فقر مفرغة.

ويشير التقييم الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة في عام 2004 إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يستخدمون وقود الكتلة البيولوجية من قبيل الحطب والروث والمخلّفات الزراعية، لأغراض الطهي والتدفئة، سيستمر في الارتفاع. ويبدو أنّ استخدام وقود الكتلة البيولوجية، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما فتئ يزداد نتيجة النمو السكاني وعدم توافر أشكال الوقود البديلة، مثل الكيروسين والغاز النفطي المسيّل، أو ارتفاع أسعارها. وعلى الرغم من عظمة المشكلة، التي ما انفكت تزداد حدتها، فإنّ الآثار الصحية الناجمة عن التعرّض لتلوّث الهواء في الأماكن المغلقة لا تزال غير مُدرجة ضمن الأولويات التي تركّز عليها البحوث والمعونة الإنمائية وعملية رسم السياسات.

المصدر : المعرفة