+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: البيت المسلم

  1. #1

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي البيت المسلم


    السطور التالية هي قليلة ومختصرة
    لكن قيمتها كبيرة
    تصفحوا معي مشكورين

    ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالبيت المسلم، فهو نواة المجتمع الإسلامي، والبيت هو عش الأسرة الذي تعيش فيه جزءًا كبيرًا من حياتها؛ لذا وجب عليـهم أن يضعوا دستـورًا لهـذا البيت، على أسـاس من تـقوى اللـه ومراعــاة العشير.
    كما أن الأسرة مطالبة بتهيئة البيت لحياة سعيدة، ملؤها النظام والنظافة، فتجعل منه مسجدًا للعبادة، ومعهدًا للعلم، وملتقى للفرح والمرح؛ لذا جاء هذا الكتاب ليرسم للأسرة المسلمة الطريق إلى كل ذلك، وليجيب عن أسئلة كثيرة ذات شأن في بناء البيت المسلم.
    إن هذا البرنامج جمع أشتاتًا متفرقة، وطرح قضايا مثيرة، جديرة بأن تهتم بها الأسرة المسلمة، التي تبتغى رضا الله، والنجاح في حياتها، والسعادة لمن
    حولها، ومن أهم تلك القضايا التعريف بالبيت المسلم، ودستوره في الحياة، ومواصفات هذا البيت، ومكانة العبادة والعلم فيه، وأهمية التنظيم والنظافة والجمال في إظهار البيت المسلم في أبهى صورة، وإبراز الوسائل التي تجعل البيت المسلم آمنًا وصحيًّا، ثم الحديث عن اقتصاديات البيت المسلم وأثرها في المعيشة، بالإضافة إلى كثير من المعلومات التي تهم البيت المسلم والأسرة المسلمة.


    الموضوع الأصلي: البيت المسلم // الكاتب: عبير العبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  2. #2

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: البيت المسلم

    دستور البيت المسلم


    يقوم البيت المسلم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، كما أنها تميزه عن غيره من البيوت، وتُستمد هذه القواعد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة
    و التابعين.


    أهم قواعد هذا الدستور هي:


    -الإيمان الصادق بالله -سبحانه- وما يتطلبه ذلك من الإخلاص له، ودوام الخشية منه، وتقواه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، والإكثار من ذكره.
    -الإيمان بملائكة الله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، قال تعالى:

    {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله}
    [البقرة: 285].

    -الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته، والعمل بما أمر به، والبعد عما نهى عنه، قال تعالى:
    {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
    [الحشر: 7].

    -أداء الصلوات والمحافظة على مواقيتها، قال تعالى:

    {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}
    [النساء: 103].

    -أداء حق الله في المال من زكاة وصدقة ، قال تعالى:

    {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
    [المعارج: 24-25].

    -صيام شهر رمضان، قال تعالى:

    {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
    [البقرة: 183].

    -الذهاب لأداء فريضة الحج عند القدرة عليه، قال تعالى:

    {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}
    [آل عمران: 97].

    -العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، قال تعالى:

    {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}
    [الروم: 21].

    وعلى الزوجين أن يضعا دستورًا لحياتهما وأسسًا للتفاهم المشترك بينهما لتدوم المودة والرحمة، وتتحقق السعادة لهما.
    -للرجل حق القوامة في البيت، قال تعالى:

    {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}
    [النساء: 34].

    -الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة في البيت، قال صلى الله عليه وسلم:

    (الرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها)
    [متفق عليه].

    -التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، قال صلى الله عليه وسلم:

    (إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة)
    [الترمذي].

    -التزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته؛ بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق
    عليها، قال صلى الله عليه وسلم:

    (إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو
    يحتسبها؛ كانت له صدقة)
    [متفق عليه].

    -التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم:

    (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين . وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبوداود].

    -التزام الأبناء ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال تعالى:

    {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}
    [الإسراء: 23].

    -صلة الأرحام وبر الأقارب والأصحاب، قال تعالى:
    {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}
    [النساء: 1].

    وقال صلى الله عليه وسلم:
    (من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)
    [البخاري].

    وقال صلى الله عليه وسلم:

    (من أبَر البر أن يصل الرجل وُدَّ أبيه)
    [مسلم والترمذي].

    -الالتزام بحق الجار، قال صلى الله عليه وسلم:
    (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه)
    [متفق عليه].

    -معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال صلى الله عليه وسلم:

    (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)
    [أبو داود والترمذي]،
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    (أنزلوا الناس منازلهم)
    [أبوداود].

    -التحلي بالصبر أمام الشدائد والمصائب وفي كل الأمور، قال تعالى:
    {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}
    [البقرة: 153].

    -الصدق في المعاملة والحديث، قال صلى الله عليه وسلم:
    (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة)
    [متفق عليه].

    -التوكل على الله والاعتماد عليه، قال تعالى:
    {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
    [لطلاق: 3].

    -الاستقامة على طريق الله، قال تعالى:
    {فاستقم كما أمرت}
    [هود: 112].

    -المسارعة إلى الخيرات والعمل الصالح، قال تعالى:

    {فاستبقوا الخيرات}
    [المائدة: 48].

    -تجنُّب البدع ومحدثات الأمور، قال صلى الله عليه وسلم:
    (من أَحْدَث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رَدّ)
    [متفق عليه].

    -التعاون على البر والتقوى، وفي كل أمور الحياة، قال تعالى:
    {وتعاونوا على البر والتقوى}
    [المائدة: 2].

    -بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم:

    (الدين النصيحة)
    [مسلم].

    -الابتعاد عن الظلم، قال صلى الله عليه وسلم:

    (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)
    [مسلم].

    -ستر العورات والمحافظة على حرمة الغير، قال صلى الله عليه وسلم:
    (لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)
    [مسلم].

    -قضاء حوائج المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم:
    (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كُرْبة؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة)
    [مسلم].

    -الزهد في الدنيا والتخفُّف من أعبائها، قال تعالى:

    {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}
    [الحديد: 20].

    -الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال تعالى:

    {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا}
    [الفرقان: 67].

    -الكرم والجود، قال تعالى:

    {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}
    [البقرة: 273].

    -الإيثار واجتناب البخل والشُّح، قال تعالى:

    {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}
    [الحشر: 9].

    -الوَرَع وترْك الشبهات، قال صلى الله عليه وسلم:

    ( إن الحلالَ بَيِّن وإن الحرام بَيِّن، وبينهما مُشْتَبِهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)
    [متفق عليه].

    -التواضع وخفض الجناح، قال صلى الله عليه وسلم:
    ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ؛ ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ
    [مسلم].

    -الحِلم والرأفة والرفق، قال تعالى:

    {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}
    [آل عمران: 134].

    وقال صلى الله عليه وسلم:

    ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)
    [مسلم].

    -التخلق بالحياء، قال صلى الله عليه وسلم:

    (الحياء لا يأتي إلا بخير)
    [متفق عليه].

    -الوفاء بالعهد، قال تعالى:

    {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}
    [الإسراء: 34].

    -البشاشة والمرح، قال صلى الله عليه وسلم:

    (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)
    [الترمذي].

    -الوقار والسكينة، قال تعالى:

    {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا}
    [الفرقان: 63].

    -حسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم:

    (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)
    [الترمذي].

    -إلقاء السلام، قال تعالى:

    {فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة}
    [النور: 61].

    -الاستئذان، قال تعالى:

    {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون}
    [النور: 27].

    -الإحسان إلى الخدم، قال صلى الله عليه وسلم:

    (فمن كان أخوه تحت يده فَلْيُطعمه مما يأكل، ولْيُلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم )
    [متفق عليه].

    -حب العلم والتعلم، قال صلى الله عليه وسلم:

    (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له طريقًا إلى الجنة)
    [مسلم].

    -الابتعاد عن التجسس والغِيبة والنميمة، قال تعالى:

    {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}
    [الحجرات: 12].

    -الابتعاد عن الحسد، قال صلى الله عليه وسلم:

    (إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)
    [أبو داود].

    -عدم إساءة الظن، قال صلى الله عليه وسلم:
    (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)
    [متفق عليه].

    -الاهتمام بجمال البيت، قال صلى الله عليه وسلم:
    (إن الله -تعالى- جميل يحب الجمال)
    [مسلم].

    -مراعاة النظام في كل أمور المنزل.


    يتبع

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  3. #3

    • د ربيع غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,030

    افتراضي رد: البيت المسلم

    أختنا الفاضلة عبير
    جعلها الله فى ميزان حسناتك
    معلومات قيمة و كلمات لها دلالة عظيمة
    ليتنا نعمل بها جميعا و نعيش فى بيت يبنى على هذه القواعد التى أرساها الدين الحنيف
    دمتى متالقة
    د ربيع

  4. #4

    • محمد كامل غير متواجد حالياً
    • مشـــــــــرف

    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    العمر
    58
    المشاركات
    1,180

    افتراضي رد: البيت المسلم

    الاخت عبير العبير
    شكرا لك على هذا الموضوع
    جزاكالله خيرا تقبلى تحياتى
    محمد كامل

  5. #5

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي رد: البيت المسلم

    الفاضلة التقية عبير العبير
    ذكرتى فجمعتى فنلتى رضاء الخالق
    لقد حوى كتابك الدين كاملا مفصلا
    برقة الفاظ وترتيب اولويات وسجع بين السطور
    يسرتى للمطلع القراءة وجعلتى تعاليم الدين تنفذ للقلوب
    فجزاكى الله خير الجزاء
    وجعل ذلك ذادا لكى فى سفر الاخرة

  6. #6

    افتراضي رد: البيت المسلم

    http://www4.0zz0.com/2011/04/22/13/136644813.jpg

  7. #7

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: البيت المسلم

    مواصفات البيت المسلم

    البيت هو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها، والملجأ من تعب الحياة وكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة، لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والاستقرار.

    واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة، منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته، ومنها عوامل اجتماعية، وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة.
    ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛ حتى يكون بيتًا مثاليًّا مريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف، وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضا برزق الله وما قسمه.

    ومن هذه المواصفات :

    البيئة الاجتماعية الصالحة: وهي أول ما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها، فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها، وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار. لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارة المخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء.
    وقد قيل: إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه. وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة، وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه، فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن، وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر.
    وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم، فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر، وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم.

    والبيت المسلم يراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم، ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم، وذلك لعظم حق الجار، قال صلى الله عليه وسلم:

    (مازال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه).
    [متفق عليه].

    والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حيث روى أنه قال:

    (أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه، ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله)
    [البزار].

    الموقع: وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا، ويحسن أن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها :

    توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة -ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية، ويحسن أن يكون قريبًا من عمل الزوج ومدارس الأبناء وأسواق الخدمات المختلفة، ففي ذلك تيسير لحركة الحياة واختصار للجهد والوقت، أن يكون البيت في منطقة هادئة -إذا تيسر ذلك- بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيت بسكن هادئ وراحة نفسية.

    الناحية الصحية: وذلك يتحقق بوجود الإضاءة الكافية والهواء النقي في موقع البيت، وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكن تجمُّع المهملات، وهناك بعض الحالات الخاصة التي تُراعَى عند اختيار السكن، فإذا كان في الأسرة مريض بالقلب أو بشلل الأطفال مثلا يجب أن يكون السكن في طابق غير مرتفع، خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى، كذلك يستحب ألا يكون المسكن في الأماكن الصناعية الملوثة بالأتربة والدخان.

    المساحة: مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينة لأفراد البيت. فالبيت الواسع الفسيح غير المنظم بيت لا راحة فيه، والبيت الضيق الصغير مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة، ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب، فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعد الأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول:

    (اللهم وسِّع لي في دارى)
    [أحمد].

    واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه، وترتيب أثاثه بشكل أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين قِطَع الأثاث داخل الحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات، ولا شك أن التغيير في البيت يعطي إحساسًا بالتجديد، ويساعد على التخلص من الرتابة والملل اللذين قد ينتابان الإنسان من وقت لآخر.
    كما أن اتساع المكان -إن تيسر- يعطي الفرصة لتخصيص حجرة لاستقبال الضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم، وحسن استقبالهم، ويكفل الراحة لأهل البيت وعدم التضييق عليهم، ويعطي الفرصة لتخصيص حجرة للأطفال فتحقق الراحة لهم، وتكون مكانًا لمذاكرتهم ولعبهم.
    والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيت حديقة تحيط بجوانبه، تكون مكانًا لِلَعِبِ الأطفال ومرحهم، وتعطيهم الفرصة للاهتمام بالزرع والعناية به
    وتنسيقه، وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيف يعطي فرصة أفضل للتهوية والإضاءة الجيدة، وتكون المسافة بينه وبين البيوت المجاورة مناسبة؛ فلا تنكشف عورات البيت.
    وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت، وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا، فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق البيت، وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًا وغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا.
    وهناك عدة وسائل تساعد على الإحساس بالاتساع والتغلب على عيوب ضيق المكان، ومنها:
    -ارتفاع جدران البيت .
    -طلاء السقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا، وطلاء الحوائط بألوان فاتحة.
    -تزيين الجدران بصور طبيعية للبحار أو الأشجار، واستخدام المرايا في بعض الطرقات أو الأماكن؛ لتعطي إحساسًا بالاتساع .
    -استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة، وورقٍ خطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا .
    -تقليل عدد الحواجز الثابتة، مثل الحوائط، واستبدالها بحواجز متحركة، مثل الستائر أو الحواجز الخشبية) البرفانات) التي يمكن تحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف، أو ما شابه ذلك.
    -استعمال بعض قطع الأثاث لأكثر من غرض .
    -استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت، وعدم الإكثار من الأثاثات في البيت الضيق .
    التهوية: التهوية الجيدة في البيت من الأمور المهمة التي تجعل منه بيتًا
    صحيًّا، ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عن طريق وجود عدد مناسب من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميًّا؛ مما يساعد في القضاء على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة.
    لذلك يجب فتح النوافذ مع مراعاة التوقيت المناسب، فإذا كان البيت يقع في منطقة صناعية فلا تفتح النوافذ وقت عمل المصانع، لتجنُّب العوادم التي تُسبِّب الأضرار الصحية.

    والمطبخ أكثر أركان البيت احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد الأبخرة الساخنة ورائحة الطعام، وقد تؤثر الأبخرة على نظافة الجدران وتغيُّر رائحة البيت، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات) كما يجب الاهتمام بتهوية الحمَّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة، ومن الميكروبات.
    التشميس: هناك حكمة تقول: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب؛ لأن أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت، ومده بالدفء اللازم في الشتاء؛ لذا يجب مراعاة الأوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس حتى يمكن الاستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة فيجب عدم السماح للشمس بدخوله بصورة مستمرة، خاصة إذا كانت الشمس عمودية عليه؛ حتى لا تجعله حارًّا. أما إذا كان البيت في بيئة ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لأكبر وقت ممكن؛ حتى تمنحه الدفء وتقلل من برودته.


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  8. #8

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: البيت المسلم

    بيتنا مسجد
    بيت المسلم يجب أن يكون تجسيدًا للإسلام بكل ما فيه من خيرات وبركات.

    ومن هدى النبى صلى الله عليه وسلم أن نتخذ المساجد في البيوت، وأن نواظب على صلاة السنن في البيت، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
    (صلوا أيها الناس في بيوتكم )
    -يعنى الصلوات المسنونة - فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)
    [متفق عليه].
    فالصلاة في البيت تشيع فيه روح الطاعة والعبادة لله، قال صلى الله عليه وسلم:

    (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا)
    [متفق عليه]
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    (إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا)
    [مسلم]
    وبذلك تعم البركة ويكثر الخير في البيت.

    أما المرأة فصلواتها كلها -مفروضة ومسنونة- في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد؛ لأن في ذلك صيانة لها وحفاظًا عليها، فقد روي أن أم حميد الساعدية جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، فقال صلى الله عليه وسلم:
    (قد علمتُ، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة)
    [أحمد والطبراني].
    وما أجمل أن تتخذ الأسرة المسلمة في بيتها مسجدًا (ركنًا خاصًا للصلاة والعبادة). والأسرة المسلمة تدرك جيدًا أن التقرب إلى الله تعالى لا يكون بأداء الصلاة فقط، بل إن العبادة باب واسع؛ فجميع أفراد البيت يكثرون من ذكر الله -سبحانه- ويحرصون على أذكار اليوم والليلة، قال صلى الله عليه وسلم:

    (مَثَلُ البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت)
    [مسلم].

    وما أجمل أن يجتمع أهل البيت على قراءة القرآن، ويختمون قراءته مرة كل شهر على الأقل، وما أجمل أن تجتمع كل أسرة مرة في الأسبوع تتعلم أمور دينها، وتقرأ في كتب السنة والفقه وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حتى تعود الصور المشرقة لبيوت صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، فقد كان يُسمع من بيوتهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن والصلاة بالليل والبكاء بين
    يدي الله - سبحانه -.
    والأسرة المسلمة تستغل الأوقات المباركة المخصوصة، مثل شهر رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وغير ذلك ... فتستثمرها في العبادة، وتعرِّف أبناءها بهذه المناسبات وفضلها، وتزودهم بما يرتبط بها من معلومات وأحكام.



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. البيت الموالي
    بواسطة عبير العبير في المنتدى عذب الكلام
    مشاركات: 382
    آخر مشاركة: 25-11-2012, 01:31 AM
  2. أوفا ( الملك المسلم )
    بواسطة عبير العبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 17-05-2011, 06:50 PM
  3. أوفا ( الملك المسلم )
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 14-02-2011, 12:12 PM
  4. هل يتبرع المسلم ام لا ؟
    بواسطة أم محمد في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-01-2011, 10:48 AM
  5. قناعة المسلم بالاسلام
    بواسطة خير الخير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-10-2009, 05:27 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك