علف الدجاج




1- زرق الدجاج Poultry manure



إن ما تخلفه الطيور أثناء تغذيتها وبعد إخراجها للبيع يثير الجدل حول تزايد التلوث وكذلك التفكير في طريقة للتخلص من هذه النفايات خصوصا وأن استعمالها لأغراض فلاحية كسماد عضوي لا يجلب الأنظار. وربما تترتب عنه بعض المشاكل خصوصا بالنسبة للفلاحة المسقية وقد يكلف بعض الأموال الطائلة لنقله إلى الحقول المراد استعماله فيها. لكن إذا ما تدبرنا الأمر ونظرنا إلى هذه النفايات وهي من نوعين إما زرق الدجاج الناتج عن دجاج اللحم أو الدجاج البياض وفي كلتي الحالتين فإن الأمر يضل متعلقا باختلاط براز الدجاج مع التبن في الحالة الأولى وقد يكون بدون تبن في الحالة الثانية وسنرى التركيب الكيماوي لكل من النوعين كما أن هناك في بعض البلدان تربية الدجاج في الأقفاص أو على الأرض.


التركيب الكيماوي :


إن التركيب الكيماوي يكون مختلفا تمام الاختلاف لأن في الحالة الأولى تتكون فيها البقايا من البراز وحده أما في الحالة الثانية فتتكون من البراز الممزوج بالتبن وبعض العلف الذي يسقط من صحون العلف أتناء تناول الأكل وتضاف كذلك إلى هذه التركيبة قشور البيض والريش وما إلى ذلك.
أما إنتاج هذه النفايات فتكون بمقادير هائلة خصوصا وأن تربية الدجاج ازدهرت كثيرا في السنوات العشر الأخيرة ويمكن تتبع الكمية الإجمالية بالطريقة الآتية:


تخلف كل دجاجة بياضة ما بين 100 إلى 150 غرام في النهار من البراز ذلك أن 1000 دجاجة تخلف كمية بقدر 52,5 طنا في السنة.


وقد انحصر استعمال هذه النفايات في المغرب على الأغراض الفلاحية كسماد لبعض المزروعات أو الخضراوات المسقية على الخصوص بينما تستعمل هذه النفايات في بلدان أخرى في تغذية الحيوانات ومنها الأبقار الحلوبة لكون هذه النفايات جد غنية بالنايتروجن وهو ما تتطلبه تغذية الأبقار الحلوبة. لكن بطرق علمية راقية وبمراقبة المكونات الخطيرة، لكي لا يصاب اللحم والحليب من أثر السموم الموجودة في هذه المكونات.


جدول 1 : التركيب الكيماوي لزرق الدجاج قبل المعالجة




الخصائص .................................التركيز



المواد الجافة............................... 77.3



البروتينات................................... 25.6



الدهنيات......................................2.5



السكريات (الألياف)............................. 18.7



المواد المعدنية.................................. 20.1



الأمونياك........................................ 9.0



يظهر من خلال هذا الجدول أن التركيب الكيماوي لهذه النفايات يوحي بأهمية بالغة من حيت العناصر الغذائية كالبروتينات والأملاح والألياف الخشبية.
وإذا كان هناك بعض العوائق التي تجعل هذه المواد لا تستغل فإن الجانب الإحيائي هو الذي يشكل الخطر الأساسي.
وليس هناك ما يشغل من حيت التركيب الكيماوي ولو أن نسبة الأمونياك مرتفعة، وقد حاول ويحاول دائما صناع الأعلاف
إضافة هذه النفايات إلى العلائق الغذائية للدجاج بنسب ضئيلة قد يظنها هؤلاء بدون تأثير على الحيوان لكن هناك خطر قد يؤدي إلى كارثة كبيرة من جراء ما يمكن أن تفعله هذه النفايات.


التركيب الأحيائي


تشتمل نفايات زرق الدجاج على كثير من الأنواع المضرة أو المرضية والتي ربما تشكل خطرا صحيا على الحيوانات إذا ما استعملت مباشرة أو إذا ما عولجت بطريقة تمكن من إزالة أو إخلاء هذه الأنواع منها. ونجد نسب عالية من باكتيرياClostridium و Enterococci وStaphylococcus و E.coli وما إلى ذلك من الأنواع المعروفة بضررها كما قد توجد في هذه النفايات بعض الأنواع الأخرى من البكتيريا المضرة والتي لم نبحث عنها في أبحاثنا لكن هذا لا يعني أنها لا توجد بالمنتوج ومنها بكتيريا Campylobacter أما أبواغ Clostridium ولو أن المستوى الذي وجدناه في نفايات الدجاج والمبين في الجدول السابق فإن حسب ما نشر قد يرتفع إلى حد 106 خلية في


الغرام الواحد من هذه النفايات.


وقد نشير إلى أن بكتيريا حمى التيفويد قد توجد في هذه النفايات ولو لم نعثر عليها في العينات التي فحصنا. ومن بين عصيات حمى التيفويد أو بكتيريا Salmonella ما هو مضر للدجاج نفسه مثل نوع Salmonella والذي يحدث أكبر الأخطار الناتجة عن البكتيريا القاتلة للدجاج أثناء التربية.


جدول 2 : التقدير النسبي لمستوى الأحياء الدقيقة بنفايات زرق الدجاج




العد الكلي ...........................................الأحياء


9.107 .........................................باكتيريا االقولون

14.106 .................................... ....Streptococci.......................................

..............................................
.2.102 ............................................ Clostridium أبواغ



وكما أشرنا إلى ذلك فإذا كان التركيب الكيماوي يدفع إلى استعمال هذه النفايات فإن التركيب الأحيائي يجعل منها نفايات خطيرة على المستوى الصحي لاحتوائها على الأنواع المضرة أو التي من شأنها أن تضر. هذا مع العلم أن هناك سمينات توجد بهذه النفايات وطفيليات وفيروسات لم نبينها من بين التركيب الأحيائي، ومن الفيروسات والطفيليات ما هو جد خطير على الحيوان والإنسان معا.


المعالجة الأحيائية = الأسلوب الجديد


إن هذه الطريقة جد معروفة ومألوفة لدى أصحاب الميدان خصوصا مربي الماشية ذلك أن تخمير النفايات العضوية ليس إلا تحميضا أو تخفيضا للرقم الهايدروجيني والذي يتم أحيائيا بإضافة الحمضيات وأحيانا بواسطة أحياء دقيقة من مجموعة الباكتيريا المحمضة والتي قد تكون موجودة في النفايات أو قد تزرع على شكل بادئات.
وتقوم هذه الأخيرة بإنتاج أحماض عضوية مثل الحمض اللبني أو حمض الأسيتيك من السكريات الموجودة في النفايات لتتم عملية التحميض الطبيعي حيث ينزل الرقم الهيدروجيني إلى حدود 4,5-4 وهو المستوى الذي لا يسمح بوجود أو نمو الأنواع الخطيرة وقد تحرر الباكتيريا اللبنية بعض المضادات الحيوية التي تحول دون بقاء أي نوع من شأنه أن يسبب أي ضرر إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة كالتسمم .


إن عملية السلوجة كانت معروفة قبل أن تكتشف العلوم أسبابها والأسس التي تبنى عليها وقد استعملت هذه الطريقة لتحفيظ الحشائش الخضراء بدكها في الدهاليز وجعل الهواء لا ينفذ إليها وقد أخذت هذه الطريقة في التطور حتى أصبحت تستعمل بمقاييس ومواصفات دولية ومعروفة على الصعيد العالمي. ونجد أن هذه الطريقة أصبحت صناعة مشهورة تستعمل مخمرات أو بادئات لسلالات حرة من الأحياء الدقيقة كما تستعمل فيما خمارات من حجم كبير وبمعدات هائلة. وتسمى هذه التقنية الحديثة بالتخمير المراقب لأن كل العوامل تكون مراقبة لنجاح الطريقة ومن جملة هذه العوامل نجد الحرارة والتهوية والرقم الهيدروجيني وتركيز المركبات وسرعة نمو السلالات المخمرة المنقحة التي تجعل الطريقة ناجحة.


وتؤدي هذه الطريقة في آخر المطاف إلى منتوج بالخصائص الكيماوية التي تكلمنا عنها مع زوال الأمونياك منها نهائيا. وتتحسن الخصائص الأحيائية بالمنتوج من حيت نحصل على مستويات منخفضة أو ربما انعدام تام لوجود الأنواع الضارة بالمنتوج النهائي. ولم نعتر على الأنواع المرضية بعدما حللنا المنتوج الذي تم الحصول عليه بالطريقة الحديثة ومنها عصيات حمى التيفويد أو باكتيريا Salmonella وأبواغ Clostridium وكذا بكتيريا القولون (انظر الجدول3). وهذا ما يجعل الطريقة جد متقدمة وذات مستوى عالي جدا.


إن التكنلوجيا الأحيائية بإمكانها أن تضمن جودة أي منتوج من الناحية الصحية بأكثر دقة من أي طريقة أخرى. وليس هذا فحسب وإنما تضمن كذلك عدم إتلافه أتناء التخزين وكذلك قيمته الغذائية المرتفعة مع الانفراد بخاصية المنتوجات الطبيعية لأن هذه الطريقة لا تمس المنتوج بإضافات مواد كيماوية حافظة أتناء المعالجة أو أتناء الخزن. وقد أجرينا تجارب على السماد بالنسبة للخضر والحبوب على حد سواء وكانت النتيجة باهضة بالنسبة للمردودية ورطوبة التربة من حيث يعمل هذا السمادد على الاحتفاظ بالماء فيا لتربة.


جدول 3 : التقدير النسبي لمستوى الأحياء الدقيقة بنفايات زرق الدجاج بعد المعالجة


الأحياء .......................العد الكلي

باكتيريا القولون ................... 1.104


Staphylococci ................... صفر
Streptococci.........................صفر
.أبواغ Clostridium...................... صفر


ويمكن للطريقة أن تطبق على جميع المواد العضوية القابلة للتحول ونعني كل المواد التي بها نسبة مرتفعة من الماء لتسمح بنمو البكتيريا المسببة للتخمر. كما يمكن مراقبتها وتحسينها لجعلها خاضعة لأسس علمية تجعل منها صناعة متقدمة تعطي منتوجا مرتفع القيمة وبجودة مضمونة. ومن الطرق التي تساعد على حسن تدبير عملية السلوجة ضبط العوامل البيئية كالحرارة والرقم الهيدروجيني وكذا جهد الأكسدة، ووجود البكتيريا اللبنية بمستوى مرتفع مع تشجيعها برفع مستوى السكريات بالخليط ، وسنعود كذلك لبعض التفصيلات في هذا الشأن فيما بعد.



إن كون التركيب الكيماوي لا يطرأ عليه أي تغيير وإنما فقط إخلاء النفايات من الجراثيم المضرة وإزالة الماء عبر التجفيف لحفظ النفايات يجعل هذه المواد غير ملائمة لتسميد الأرض. أما وإن تخمرت هذه النفايات فإنها تتحول بواسطة هذا التخمر إلى منتوج جديد من حيث يتحول من حيث التركيب العضوي وكدا طبيعة المركبات الكيماوية، وبالتالي فهذه النفايات تتحول إلى مواد أخرى بخصائص جديدة أو قد تصبح مركبا جديدا يختلف تمام الاختلاف عن النفايات المصدر. وهذا ما يجعل طرق التكنولوجيا الأحيائية طرقا ذات أهمية بالغة ومستوى عال جدا وخبرة واسعة. إن هذا يتطلب طبعا اختصاصا في الميدان لأن تخمر النفايات يعد أصعب بكثير من تخمر المواد الغذائية للاستهلاك البشري.


يتبع ( منقول )

الموضوع الأصلي: علف الدجاج // الكاتب: عبير العبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

كلمات البحث

راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا