ضياء الليل
حين يرخي الليل أستار ظلامه على الكون والحياة ....وحين تختفي الألوان وتضيع المعالم لكل جميل
حين يرخي السدول وحين يطبق الظلام ....
وبينما انا في رحلة تأملي ذات يوم من أجمل الأيام ...لمحت على الافق ذلك النجم
نجم تسلل وهج ضوءه الى أعماقي ....نجم عال هناك في سماء ربي
واذا به انار الظلام وبدد حالك السواد واذا بي ارى السماء منيرة وأرى وأحصي
نجومها ولكنها ليست مثله
صغيرة هي جدا بجواره ... نجم غير كل النجوم
زادت آمالي ان اتحدث اليه ...فقلت بخجل ياأيها النجم فتجاهل ندائي وكانه لم يسمع
فلم اكررها عليه وشعرت بحزن شديد ...حتى اذا مابدات دموعي على وجنتي تتساقط
التفت الى وقال : هل كنت تنادين سيدتي ...انتظرت حتى يعيدها على مسامعي
فلعله خيالي صور لي ذلك
فقال : أجيبيني
غمرتني السعادة وقلت : أهلا بك ...نعم يانجمي كنت اريد حديثك فهل تقبلني
قال : لااحب الحديث الى جنس البشر ولكن سأجرب فلم اتحدث من قبل معهم
قلت :يانجمي ولم لاتحب البشر
فرد على وقال : دعك من هذا الموضوع وقولي لي كيف تنظرين الى
قلت له: كانت الايام في نظري متشابهة كل يوم يماثل سابقه لم اكن ارى ان للنجوم
جمالا وبهاءا حتى رأيت وجد في نظري من أضاءه الظلام ...حتى رأيت كل مضئ حولي يتضاءل حين
حضورك
حين أصبح الليل لي مصدر الهام ...حين رأيت به مصدرا للنور...حين رأيتك انت
فقال لي وهو لايتمالك نفسه من بعض غرور وكبرياء :اهذا انا
قلت: نعم أنت
ولكن يانجمي لما انت بعيد هكذا ...اريد ان تقترب وان اراك على قرب هنا امام عيني
فقال: لو اقتربت ماتحملتي فأنا على البعد هكذا فكيف بقربي منك
قد تحترقين ....وكما قلت لك لااحب جنس البشر ...واخذ يضحك
فتبسمت من جمال ضحكاته وقلت له: لما الضحك ايها العالي
فقال: سيدتي ...هل كل مانطمح اليه نجده ...وهل كل مانرجوه يتحقق ...
هكذا انتم بنوا ادم ...تتمنون قرب البعيد ...وتبتعدون عن ماهو تحت طائلة ايديكم
فقلت :يانجمي ليس كل القريب يستحق ان نقترب منه وكذلك ليس كل بعيد مطلوب ومحبوب
ولكن يانجمي لك اثار ولك بهجة وحضور ...بحضرتك لانتحدث عن النور لانذكرالضياء فانت
هما
أتدري يانجمي ...
قال : نعم قولي
قلت له: اعلم ان لكل شئ وجهان وجه نراه واخر يخفيه عنا ...ولايراه الا القريب منه ولذا
اردت القرب
انت على البعد ترانا غير محبوبين لك ....ولكن ربما لو اقتربت ترى المحاسن لنا
ونحن على البعد نرى جمالك وبهاءك ....ولكن هل لو اقتربنا سنرى غير ذلك
فقال لي : مارأيك ..
قلت : لاأحسب ذلك الاشعاع له وجه مظلم ...لاارى ذلك الضياء يأفل ....
وقلت له حسنا سأسألك أنا : كيف تراني ؟؟
فرد قائلا: لااعلم عنك شيئا يجعلني اتخذ حكما عليك.
فضحكت بصوت يسمعه ...فقال لي ولم الضحك سيدتي ؟؟؟هل مني تسخرين ؟؟؟
فقلت :حاشاك نجمي الغالي
قال :فما ضحكك اذا؟؟؟
قلت :اتدري ...اعلم وتعلم رغم محاولاتك ان تبدي الغلظة انك رائع وجميل ...
فقال وكيف تنبأتي بذلك ؟؟؟
قلت له: مابالك بمن اطاع امر الرحمن ...من ينير لغيره وهو يحترق ...يتغنى به
الشعراء والمحبون ...وليس لديه مقرب وحبيب
يسهر الليل ويتوهج ويضئ .... بينما ينام من ليس له هدف وطموح ....من ليس له علو
وشموخ ...من كان ولايزال يجتهد لينير الدرب للكثيرين ....ويرشد الحائرين ويلهم أمثالي ويبعث فيهم
الامل ....
في كل يوم يزيد اشراقا وبهاءا ....
افلا تكون بعد ذلك جميلا ورائعا
فلمحت بعينيه بريقا جميلاوكأنه يريد أن يشكرني ولكن بدون كلمات ...فاكتفيت
باحساسي ونظراته
وماهي الا لحظات وقال لي اخلدي للنوم سيدتي فقد اوشك الصباح ان يشرق وسالقاك غدا
ان كتب الله لنا الالتقاء ...فقلت له سيمر نهاري سريعا بانتظار عودتك
وماان انتهينا حتى نودي لصلاة الفجر ...فودعته وقلت له ناداني الحبيب سأذهب للقائه
استودعك الله ..وسأهمس لك بكلمات ممن قد تكون في نظرك صغيره ...ولكنها في
علم الاحساس كبيرة
يانجمي لاتنزلن من علياءك لأي احد مهما كان .....وان أحببته يانجم فاصعد به الى
حيث انت
وارتقي به الى حيث تسكن ....دون ان تشعره انكما بعيدين ..... هكذا كنت
ولاتزال وستبقى ماشاء ربي ....نجما في علياءه
الى الامام كن وللعلياء اسكن ومعك ربي يزيدك رفعة وسموا
كن عاليا تبعث الامل ولايتطرق اليك الالم
كن عاليا واشكر الله على نعمائه يزدك شانا
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م/محمد صابر
مواقع النشر (المفضلة)