أنتِ..، أنتِ الحيـاة ُ، فـي قدْسهـا السامى ، وفي سحرها الشجيِّ الفريدِ
أنتِ..، أنتِ الحيـاة ُ، فـي رقَّـة ِالفجر فـي رونـق الرَّبيـعِ الوليـدِ
أنـتِ..، أنـتِ الحيـاة ً كـلَّ أوانٍ فـي رُواءِ مـن الشبـاب جـديـدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ فيكِ وفي عينَيْـْ كِ آيــاتُ سحـرهـا المـمـدُودِ
أنتِ دنيا مـن الأناشيـد والأحْـلام والسِّـحْـرِ والخـيـال الـمـديـدِ
أنتِ فوقَ الخيال، والشِّعـرِ، والفـنِّ وفـوْقَ النُّهَـى وفـوقَ الـحُـدودِ

يا ابنة َ النُّـور، إنّنـي أنـا وَحْـدي مـن رأى فيـكِ رَوْعَـة َ المَعْبُـودِ
فدَعيني أعيشُ فـي ظِلّـك العـذْبِ وفـي قـرْب حُسْنـك المشـهـودِ
عيشـة ً للجمـال والفـنّ والإلهـام والطُّهـرْ، والسّنَـى ، والسّـجـودِ
عيشة َ النَّاسِكِ البُتولِ يُنَاجـي الـرّ بَّ فـي نشـوَة ِ الذُّهـول الشديـدِ
وامنَحيني السّـلامَ والفـرحَ الـرّو حيَّ يـا ضَـوْءَ فجْـريَ المنشـودِ
وارحَميني، فقدْ تهدَّمـتُ فـي كـونٍ مـن اليـأس والظـلام مَشـيـدِ
أَنقذِيني من الأَسـى ، فلقـد أَمْسـي تُ لا أستطيـعُ حـمـلَ وجــودي
في شِعَابِ الزَّمان والمـوت أمشـي تحت عـبءِ الحيـاة جَـمَّ القيـودِ
وأماشي الـورَى ونفسـيَ كالقـب رِ، وقلـبـي كالعـالـم المـهـدودِ
ظُلْمَـة ٌ، مـا لهـا ختـامٌ، وهـولٌ شائـعٌ فــي شكـونـا المـمـدودِ
وإذا مـا اسْتخفّنـي عَبَـثُ النَّـاس تبسَّمـتُ فـي أسَــى ً وجُـمُـودِ
بسمـة ً مُـرَّة ً، كـأنِّـيَ أسـتـلُّ مـن الشَّـوْك ذابـلاتِ الــورودِ
وانْفخي في مَشَاعِري مَـرَحَ الدُّنيـا وشُـدِّي مِـنْ عزمـيَ المجـهـودِ
وابعثي في دمي الحَـرارَة ، عَلَّـي أتغنَّـى مـع المنـى مِـنْ جَـديـدِ
وأبـثُّ الـوُجـودَ أنْـغـامَ قـلـبٍ بُلْـبُـلـيٍّ، مُـكَـبَّـلٍ بالـحـديـدِ
فالصباحُ الجميـلُ يُنعـشُ بالـدِّفءْ حـيـاة َ المـحـطَّـمِ الـمـكـدودِ
أَنقذينـي، فقـد سئمـتُ ظـلامـي! أَنقذينـي، فقـد مللـتُ ركــودي
آهِ يا زَهرتي الجميلـة ُ لـو تَدْرِيـن مـا جَـدَّ فـي فـؤادي الوَحِـيـدِ
في فؤادي الغريـبِ تُخْلَـقُ أكـوانٌ مـن السحـر ذات حسـن فـريـد
وشـمـوسٌ وضَّــاءة ٌ ونـجـومٌ تَنْثُـرُ النُّـورَ فـي فَضَـاءٍ مـديـدِ
وربيـعٌ كـأنّـه حُـلُـمُ الشّـاعـرِ فـي سَكـرة الشّـبـاب السعـيـدِ
ورياضٌ لا تعرف الحَلَـك الدَّاجـي ولا ثــورة َ الخَـريـفِ العتـيـدِ
وَطُـيـورٌ سِحْـرِيَّـة ٌ تتـنـاغَـى بأناشـيـدَ حـلــوة ِ التـغـريـدِ
وقصورٌ كأَنَّها الشَّفَـقُ المخضُـوبُ أو طلـعـة ُ الصـبـاحِ الـولـيـدِ
وغـيــومٌ رقـيـقـة تَـتَــادَى كأَباديـدَ مــن نُـثَـارِ الــورودِ
وحيـاة ٌ شعريَّـة ٌ هـي عـنـدي صورة ٌ من حيـاة ِ أهـلِ الخلـودِ
كـلُّ هـذا يشيـدهُ سحـرُ عينيـكِ وإلـهـامُ حـسْـنـكِ المـعـبـودِ
وحـرامٌ عليـكِ أن تَهْدمـي مــا شَادهُ الحُسْـنُ فـي الفـؤاد العميـدِ
وحـرامٌ علـيـكِ أن تسْحَـقـي آمـ الَ نفـسٍ تصْبـو لعيـشٍ رغيـدِ
منـكِ ترجـو سَعَـادَة ً لـم تجدْهَـا في حياة ِ الوَرَى وسحـرِ الوجـودِ
فالإلـهُ العظيـمُ لا يَرْجُـمُ العَـبْـدَ إذا كـانَ فـي جَــلالِ السّـجـودِ