دستور يا أسيادنا..

منك لله يا حرية اللي عملتي فيا كده .. أنا بقالي 4 أيام مش عارف أنام .. قال ايه لقيت نفسي حر وحاسس إن صوتي بقي له قيمة وإنه أمانه حتحاسب عليها أمام ربنا ثم أمام أولادي..وعلشان كده أنا قررت إني أحاول أفهم موضوع التعديلات الدستورية ده كويس علشان لما أقول آه ولا لأ يبقي ضميري مستريح..
أربعة أيام بحاول افهم أقول آه ليه أو أقول لأ ليه وكل يوم أنام الساعة 4 الفجر قال ايه .. علشان أقرا وأفهم ..ما إحنا كنا مستريحين يا شعب وكان فيه ناس بقول آه أو لا وتعمل الواجب بالنيابة عننا وإحنا قاعدين في البيت .. فعلا شعب غاوي تعب.. منك لله ياشعب ..منك لله ياشعب..
لغاية إمبارح بس وأنا متردد ..وبقول متردد من قلبي والله لأن الموضوع معقد لدرجة غريبة
إكتشفت إن كلمة آه أولا ممكن ببساطة تغير تاريخ مصر كلها ..وإما إن مصر وشها يبقي ناحية البحر .. وإما يبقي ناحية القلعة ..
وفجأة لقيت الحل اللي حيريحني..مؤتمر شعبي كبير لمناقشة التعديلات الدستورية وحيحضر فيه ناس بتفهم قوي في القانون وفي كل حاجة..قلت اروح وأقطع الشك باليقين ..لقيت المؤتمر بيقول إننا لازم نقول آه...ساعتين بالتمام والكمال بذل فيه المحاضرون كل جهدهم لإقناع الناس بأهمية أن نقول آه ... وأنا خرجت من المؤتمر سعيد مسرور لأن الغمامه قد إنقشعت من علي عيني ..وسوف أقولها وأنا مطمئن مستريح البال راضي الضمير ..لالالالالالالالالالالا
لا وألف لا..
مبدئياً ..لاأعرف لماذا أخطأت القوات المسلحة ووضعت نفسها ووضعتنا في هذ1 المأذق ..
برغم كل عيوب الرئيس السابق فقد قام بتشكيل لجنة لعمل دستور جديد قبل تنحيه ، وكان الاولي بالجيش أن يغير أو يعدل أوحتي يشكل لجنه جديدة تقوم بنفس المهام " عمل دستور جديد " إلا أنه " المجلس العسكري " كلف اللجنه الجديدة بتعديل بعض المواد ..
إحنا دلوقتي بنعمل عملية قلب مفتوح ..والمريض في البنج وفي حجرة العمليات وبطنه مفتوحه وفاضل شريان واحد حياخد مننا 10 دقايق بس وتخلص العملية تماما نكمل العملية للآخر ولا نقفل علي كده ونقول إحنا حنخيط الجرح دلوقتي وبعد سنه حنعمل فتح قلب تاني علشان نربط الشريان ..
لو كان الجيش أعلنها من البداية أن هذا هو إعلان دستوري .. وليس تعديل ، وأن الدستور السابق قد أصبح في حكم التاريخ لكان للموضوع شكل آخر ..
ولكن بما أن ما يحدث الآن هو تعديل دستوري يتم به ترقيع الدستور القديم فإننا أمام إقرار بالقبول بكل بنود الدستور القديم ، وبالطبع فأن أول تبرير لهذا الموقف أن هناك دستوراً جديدا وشيكاً سوف يتم عمله
طيب ليه وازاي
دستور يعني قواعد تحدد وتحكم مهام ووظائف الشعب كله من رئيس الجمهورية مروراً بمجلس الشعب والشوري والجهات التنفيذية والرقابية وعمل المؤسسات
أيهما أفضل ..أن يأتي رئيس جمهورية ومجلس شعب ..الشعب هو الذي حدد له وظيفتهم وحدودهم. أم يأتي مجلس شعب ورئيس جمهورية هم الذين يحددون اللجنة التي سوف تحدد لهم حدود إختصاصاتهم ..!!!
وجدت نفسي أمام العديد من الأسئلة الغريبة التي تصدمني بردود منطقية أكثر غرابه
كل من يقول نعم لديهم ثلاثة مبررات

الأول : أن البلد في حالة فوضي وفي حالة انهيار وكفاية عليها كده وإن اللي عاوزين يقولوا لأ عاوزين يخربوا البلد أكثر وكفاية حالة الانفلات الأمني والإقتصادي اللي إحنا فيها..

- حالة الإنفلات الأمني : الكلام ده خطير جدا ويخوف قوي والله .. وانا ماحسيت بالخوف ده الا امبارح بس لأني فكرت فيه بشكل مختلف ..البلد في حالة انفلات أمني..طيب إذا كان هناك جهه أمنية تستطيع حماية البلد بعد شهرين فقط وعمل إنتخابات مجلس شعب في ظل الظروف الحالية ..أقول انتخابات مجلس شعب بكل ماتحمله هذه الكلمة من صراعات حزبية وقبلية ورأسمالية وليس مجموعه من البلطجية وقطاع الطرق .. إذا كانت هناك جهه ما تستطيع أن تضمن أمن البلد في هذه الظروف فهذا يعني أننا ببساطة نعيش الان في حالة فوضي أمنية مفتعلة وليس هناك معني آخر ..أكررها اذا كان هناك من يستطيع أن يضمن أمن مصر أثناء فترة انتخابات في طول مصر وعرضها .. فلماذا لا يضمنها الآن ..!!!!

- حالة الإنفلات " الركود " الإقتصادي .. وأن البلد إقتصادها حيخرب لو فضلت كده شهرين أو أربعه كمان"موضوع عمل دستور جديد لن يستغرق أكثر من شهرين ان حسنت النوايا "..طيب حكومة تسيير الاعمال اللي موجوده دلوقتي وظيفتها ايه ..!! وهل من المفروض أن مجلس الشعب الجديد والرئيس المنتخب الجديد سيكون معه عصا سحرية تقوم بحل المشاكل " المتوطنة في جسد الدولة المصرية " بين عشية وضحاها أم أنه سيأتي بطابعة أوراق نقدية من الطراز الحديث ..؟؟!!
من يقرأ هذا الكلام يستشعر أن مصر كانت تعيش عصر من عصور الرفاهية الاقتصادية وأن كل مكتسبات هذه الرفاهية سوف تضيع بين عشية وضحاها لو تأخرنا شهرين فقط من الزمان يمكن أن توفر علي مصر سنوات وسنوات من التخبط كما سأذكر لاحقاً وجهه نظري في هذه النقطة..ولكن كل ما أريد أن أذكره هنا قول السيده الفاضلة الفنانة عفاف شعيب وهي تكاد تبكي وتقطع قلوبنا بعد كام يوم بس من بداية الثورة وقبل التنحي "المحلات كلها قافله وابن اختي بيعيط وبيقولي يا طنط نفسي آكل بيتزا .. نفسي آكل كباب ..عاوز ريشة "
الغريب أن هذه النغمة لم تتوقف منذ يوم 25 يناير وربما قبلها بأيام ..نغمة كفاية لغاية كده وأكثر من كده البلد حتخرب وفي كل تطور جديد للأحداث نجد نفس الاشخاص يؤمنوا بأن الخطوة السابقة كانت مهمه وكان لا بد منها لكن أكثر من كده البلد حتخرب ..ههههههههه أنا بضحك لأن هذا الموقف بيفكرني بعبد الفتاح القصري وهو بيقول كلمتي مش حتنزل الارض أبداً.. وبعد الضغط من زوجته يقبل بأنها تنزل الأرض المرة دي وبس ..إنما بعد كده مش حتنزل الارض أبدا .
.طيب علشان خاطري خلوها تنزل المرة دي كمان في موضوع تعديل الدستور وبعد كده مش حتزل الأرض أبدا..!!
إن بمصر الآن حكومة من المفترض أنها يمكن أن تدير البلاد لفترة اضافية اذا كان الامر يستدعي ذلك..

- " المظاهرات الفئوية " : هناك نقطة هامه لا أريد أن أغفلها هنا عند الحديث عن الإنفلات وأقصد بها " المظاهرات الفئوية " ..بعد نهاية المرحلة الاولي من الثورة "برحيل الرئيس الراحل حسني مبارك " بيومين أوثلاثة انتشرت في مصر مظاهرات في كل مكان تطالب بميزات خاصة من زيادة المرتبات وتحسين أوضاع العمل بل وزاد الامرعن ذلك للمطالبه بتغيير رؤساء المصالح والوزراء .
كان الموضوع للوهلة الاولي أن الشعب المصري أصبح في حالة فوضي ، وأنه لايستحق الحرية وأذكر أن لي صديقاً في احدي الشركات قال لي ان الموظفين بالشركة قاموا بمظاهرات كبيرة للمطالبة بزياده الاجور ..طيب البلد حتجيلهم منين ..؟؟!!! الناس دي غبية وعاوزة البلد تخرب " قالها هكذا وبالحرف الواحد " وكان ردي ببساطة أن المظاهرات الفئوية هي علاج أو ضرورة نفسية لابد منها لعلاج عشرات الاعوام من السلبية وفقد الانتماء
قلتها له ..هذه المظاهرات .إما أن يخرج منها العمال بقناعة جديدة أن من حقهم التظاهر والمطالبه بالحقوق ، ولكن في نفس الوقت من حق العمل عليهم الا يتوقف وأما أن يستمروا في التظاهر بهذه الطريقة الغوغائية وهذا سيدمر العمل وسيدمر البلد بالفعل
المظاهرات الفئوية كانت امتحان للشعب المصري ..إما أن يتذكرة عشقة القديم لتراب هذا البلد ولعمله كما كنا نسمع من آبائنا وإما أن يكمل مسيرة " خليها تخرب وان بيت أبوك وقع الحق خد لك منه قالب "
وحدث ما كنت أتوقعه وأكثر ..!!
جائني صديقي بعد يومين .. قال لي أن ماتنبأت به قد حدث ، والعمال الذين أصروا من قبل علي توقف العمل حتي تلبي مطالبهم ..هم أنفسهم الذين أصروا علي استمرار العمل ..مع استمرار المطالبة لأن المصنع الذي يعملون به هو مصدر رزقهم وليس ملك مدير المصنع ولا ملك الوزير ولا ملك رئيس الجمهورية ..هو حياتهم وحياة ابنائهم ولن يتركوها للخراب
الذي حدث بعد ذلك ليس بالقليل..
مرتباتهم زادت ..وزاد معها استحقاقات مالية اخري لم يكن يعلم بها أحد .. المفروض ان البلد بتخرب وان البلد في حالة انهيار اقتصادي كما يقولون ..فمن أين جاءت هذا الزياده التي تزيد عن 30% من اجمالي رواتبهم..
الذي حدث أن هذه الاستحقاقات كانت تتم سرقتها ولا يعلم أحد من أمرها شيئاً ..فلما حدثت هذه المظاهرات الفئوية خشي أولو الامر من انكشاف أمرهم وقاموا بتوزيع ما تبقي من سرقاتهم
أليس هذا يحسب للمظاهرات الفئوية..؟؟!!
وفي نفس الوقت أشاهد أمامي كل يوم حالات عديدة من الاستغلال الأناني والشخصي للظروف التي تمر بها البلد مثل البناء في الاراضي الزراعية بشكل لم يسبق له مثيل من قبل وهذا علي سبيل المثال وليس الحصر
إن مايحدث بطول مصر وعرضها الآن هو حالة بناء لدولة جديدة ..حالة تفاعل طبيعي تحدث في أي دولة بعد الثورات الشعبية والحمد لله أنه ليس عنيفا ولكن تفاعل لابد منه .. ولا بد لنا من تحمل ايجابياته وسلبياته إن لزم الامر
الطفل الصغير يجب أن يخطأ حتي يتعلم .. فما بالنا بشعب نائم ..جائع ..حكم عليه بالسلبية وفقد الانتماء الاجباري سنوات طوال..أليس من حقه أن يعيد ترتيب أوراقه بنفسه .. أن يخطأ ليتعلم من الخطأ..
-
الثاني : إن كلمة "لا " معناها إن الجيش حيقعد فترة أطول وممكن عينه تزوغ علي كرسي الحكم فإحنا نلحق ناخد الكرسي بسرعة قبل ما الجيش ياخده..يجب أن نقوم بسرعة بإنتخاب رئيس للجمهورية ومجلس شعب جديد وهذه هي المرة الاولي في التاريخ الحديث بل والقديم الذي يختار الشعب المصري حكامه بهذه القوة
وأعتقد أن أغلب الاعتراضات علي رفض الاستفتاء تتركز في هذه النقطة .. والمقارنة هنا بين مصر في يناير 2011 ويوليو 1952 ليست ظالمه فحسب .. بل ليس هناك أي وجه للمفاضلة أو المقارنة بين الحالتين
ماحدث في عام 1952 كان إنقلاب يقوده الجيش اسقط به الملك وأعلن من البداية أنها مرحلة انتقالية ثم يعود لسكناته ويسلم السلطة لحكومة مدنية
بينما ما حدث في 2011 ثورة شعبية من جميع طوائف الشعب خير فيها الجيش بين أن يقف ضد شعب بأكمله وبين أن يقف ضد حاكم لفظه شعبه
والجيش اختار الثانية واختار أن يكون حارسا للدولة في هذه المرحلة الانتقالية
انقلاب 52 تحول لثورة لأن الشعب باركها
وثورة 2011 وقف الجيش بجانبها مباركاً
وبالتالي فالقول بأننا لو فضنا هذه التعديلات ستضيع كل مكتسبات الثورة المصرية يعني عدم إدراك أن ماحدث في مصر هو ثورة كاملة .
لو كنا نخشي حقاً من انقضاض الجيش علي السلطة – التي لم يعلن فقط أنه يرفضها بل يهرب منها ويتمني أن ينتهي هذا الكابوس سريعا ليرجع لثكناته – فما بالنا برئيس جديد يكون الجيش أحد اركان مملكته ..أليس هذا الأولي بنا أن نخشاه .
إذا كان هذا هو المنطق الذي نتحدث به فما بالنا برئيس سوف يأتي علي دستور يعطيه صفات الاله وليس هناك صريح يفرض عليه فرضا تغيير الدستور..!!!
وإذا تم بالفعل انتخاب مجلس شعب ورئيس جمهورية جديدين ..بعد الموافقة علي التعديلات الدستورية فإننا سنكون أمام أمرين
1- أن يكون هذا المجلس وهذا الرئيس وطنيان بما يكفي لتشكيل لجنة لعمل دستور جديد للبلاد خلال ستة أشهر كما هو " موصي به " في التعديلات المقترحة ، وإذا إفترضنا أيضا أن هذا المجلس وهذا الرئيس من المثالية بمكان أن يختاروا لجنة محايدة نزيهه تقوم بعمل دستور رائع لدولة عظيمة كمصر ..لو تم هذا كل فماذا يعني
يعني ببساطة أنه بعد عام أو أقل سيكون عندنا دستور جديد ..!! نعم دستور جديد .. وهذا معناه ببساطة أن رئيس الجمهورية ومجلس الشعب أصبحوا خارج نطاق الخدمه ..!!! لأن مجلس الشعب ورئيس الجمهورية تم إختيارهم علي أسس وبمهام مختلفه عما هو منصوص عليه في الدستور الجديد
فمثلاً: الإنتخابات القادمة ستتم طبعاً في وجود نسبة ال50% عمال وفلاحين ، ولو حدث وتم عمل دستور جديد للبلاد أقر أن الناس كلها متساوية كاسنان المشط لافرق لعامل ولا فلاح الا بالتقوي فهذا معناه أن مجلس الشعب غير دستوري ويجب حله فورا..!!
ورئيس الجمهورية..لو تم عمل تعديل تحد من اختصاصاته الالهية الموجوده الآن في دستور 71 فهذا معناه أنه تم إنتخابه لمهام غير التي أصبحت في الدستور الجديد .. وبالتالي أصبح رئيس الجمهورية غير ذي صفة ..!!
أي أننا في أكثر الفروض مثالية سنكون مضطرين للعبة الكراسي الموسيقية لمده لاتقل عن سنتين ونحن الآن نصرخ من فترة شهرين فقط تتم فيهما إنتهاء عملية الثورة الجراحية تماماً
2- أن يستريح كلا من المجلس والرئيس في الجلوس علي مقاعد السلطة وتتملكهم الخشية من دستور جديد يقلص مكتسباتهم وخصائصهم ( أعتقد أنه واضح الآن لماذا وضعت كل هذا الكلام تحت عنوان الخشية من الجيش ..؟؟!! حيث أن الأمر في كلا الحالتين متساوي وأعني بذلك ماهي آليات الثورة تجاه ظهور حكم وحاكم ديكتاتوري جديد ) وبالتالي فمن المتوقع أن يؤجلان مرحلة عمل دستور جديد إلي مابعد استقرار الاوضاع في مصر ......1 طبعاً لأن مصر ستكون ساعتها خارجه من فترة انتقالية صعبة وعلي الرئيس والمجلس مهام وأعباء جسام والاقتصاد منهار والأمن الداخلي في الضياع ولكل ماسبق فإنه من الأفضل أن يحكمنا الدستور القديم مع الوعد بالتفكير في تكوين لجنة لعمل دستور جديد في أقرب فرصة ممكنة ..ومن يعترض سيهاجم بأنه ضد إستقرار البلد وأن البلد في مرحلة حرجة تحتاج منا التكاتف والعمل أكثر من التفكير في شيء يمكن تأجيله كالدستور
وأنا هنا لا أريد أن أدخل في نقطة السنوات الاربع للر ئاسة وكيف يمكن التحايل عليها حتي لا أكون متشائماً أكثر من اللازم ولكنني أعود فأقول إن من أهم آليات الثورة تجاه ظهور نظام ديكتاتوري جديد هي أن يأتي لسده الحكم محدد المهام والصلاحيات وليس العكس

الثالث : إن اللي بيقول " لا " له أغراض خبيثة مثل المسيحيين الذين سيقولوا لا من أجل تغيير الماده الثانية من الدستور .. يعني احنا لو قلنا نعم تبقي الماده الثانية حتتحذف من الدستور خالص ..يبقي لازم نقول نعم علشان نفوت عليهم الفرصة دي ونضمن الهوية الإسلامية لمصرنا الحبيبة
من يسمع هذا الكلام لابد أن يفهم أولاً كيف كانت تدار مصر في السنوات الأخيرة
مخطيء من كان يظن أن مصر لم يكن لها مشروع قومي ..ومخطيء أكثرمن كان يظن أن مصر لم تكن لها سياسة داخلية أو خارجية واضحة المعالم سياسية تسير البلد كلها علي خطاها ويتم التضحية بالغالي والنفيس من أجلها
لقد كان لهذه البلد مشروعان قوميان في الخمسة عشرة عاماً الأخيرة

الأول : تأهيل جمال مبارك لقيادة الشعب المصري
الثاني : تأهيل الشعب المصري لكي يقوده جمال مبارك

كما قرأنا جميعاً في الصحف فإن المشروع القومي لجمال مبارك قد بدا أولا بفكرة جالت ببال سيدة مصر الأولي في منتصف التسعينات من القرن الماضي وتحول شيئاً فشيئاً إلي مخطط يشغل بال رجل مصر الأول جند له إمكانيات مصر وطاقاتها

وحتي نفهم الفارق بين المشروعين فإن كلاهما قد باء بفشل زريع منذ البداية ولعل هذا الفشل سبب مانحن فيه الآن
لم ينجح حسني مبارك بكل قوته وسلطاته في إقناع أي شخص في الداخل أو الخارج بشخصية مبارك الابن ، كما لم ينجح جمال نفسه تطوير شخصية القيادية لتصبح مقبولة سواء علي المستوي الشعبي أو الإقليمي أو العالمي
وكلنا يتذكر كم من النكات والقفشات التي أطلقها الشعب المصري علي جمال ومحاولات والده إعطاؤه دروس في السياسة
لم تتمكن الاسرة الحاكمه في مصر من فرض جمال كخليفة لوالده بالطرق المشروعه ، فكان أمامها خياران : إما التخلي عن هذا المشروع من أساسه ، وإما إكساب هذا المشروع صفة الشرعية بأي مقابل..!!
وكان أن قررت الأسرة لحاكمه السير في طريق التوريث إلي آخره وبالتحديد حتي يوم 25 يناير 2011-
لقد ضحي مبارك من أجل ابنه ليس بتاريخه فقط بل بثوابت وقيم سيسأل وسيحاسب عليها أما التاريخ شر حساب زمنها:-
1- في الداخل ولكي تصبح مقوله " هو ماله جمال مبارك يعني ..؟؟" التي أصبحت أغنية الحزب الوطني في الفترة الأخيرة قابله حتي للمناقشة فقد قام النظام الحاكم بإغتيال جيلين أوثلاثة عن بكرة أبيهم ووأد كل شاب أو رجل أو إمرأة تسول لهم أنفسهم أن يكونوا أولو علم أو خبرة أو موهبة وطبعا مجرد التفكير في بروز شخصية تصلح أن تكون قيادية يعني أنها حكمت علي نفسها بال...!!! والأمثلة عديدة.. عديدة.. عديدة..!!
2- من نفس هذ المنطلق فلا بد لجمال مبارك أن يظهر علي الساحة السياسية بقوة ، ولأن آداءه ضعيف من الآساس فلا بد من صناعه شخصيات يستطيع التحكم فيها .. يقوم هو بصناعتها وتشكيلها حتي يضمن ولائها وتظل تسبح بحمد الملك الجديد ..وطبعا الأمثلة علي ذلك لاتعد ولا تحصي ..وإحقاقاً للحق فلا يمكن أن نغفل اسماً قد نجح مبارك في تحويله وبإمتياز من لاعب درامز إلي لاعب محترم في السياسة يتلاعب بمصر كلها ..السيد أحمد عز وحديده
وطبعا نشأت مع هؤلاء الشخصيات الجديدة أفكار وطبقات إجتماعية جديدة لم تكن مصر لتعلم عنها شيئاً إلا في وجود جمال وشلته ..كان عبد الناصر يقول مليون جنية = حرامي ، والآن مليارات جنيه = ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3- السياسه الخارجية : هنا بيت القصيد ولعلنا نتذكر كلمه قالها السيد/ مصطفي الفقي كان سيذهب بسببها وراء الشمس لولا أنه تراجع وأكد أنه لم يكن يقصد المعني الحرفي وأقصد بذلك قوله "إن رئيس الجمهورية الجديد لا بد أن يأتي بموافقة من أمريكا وإسرائيل "
لقد كان الرجل يقصد المعني الحرفي تماماً...!!!!
وكان هذا واضحاً تماماً في التوجهات الخارجية والداخلية للسياسة المصرية ، ولا يمكننا ان ننسي أن السفارة الأمريكية أصبحت دولة داخل مصر في الفترة الأخيرة كما أن مصر بكل ثقلها أصبحت كدولة صغيرة منعزلة خارج جميع التكتلات وخارج جميع الحسابات حتي لدول كانت تصنع لها الف حساب
أدركت إسرائيل ذلك تماما وأصبحت مصر خارج حساباتها بالمرة
وللأسف فإن بعض أقباط المهجر قد أدركوا هذه الحقيقة أن الوقت مناسب جداً لعملية ابتزاز لمبارك - وليس لمصر- وأنا أقول بعض الأقباط لأنني تحدثت مع كثير من أصدقائي الأقباط ووجدتهم علي وعي ودراية بل ورفض لما يفعله المسيسون من الأقباط ، وأن ما خسروه في تلك الفترة أكبر بكثير مما إكتسبوه ، فقد جعلتهم هذه السياسات كفصيل منعزل عن باقي طوائف الشعب المصري ، وبعدما كانوا هم واخوتهم المسلمين يأكلون من طبق واحد ويتبادلوا النكات أصبحوا كما قلت فصيل منعزل يعيش في حماية أمن الدولة ...!!!
وأعتقد أن ماحدث في 25 يناير أكد أن الفتنة الطائفية المزعومه توجه مدبر سواء من أمن الدولة أو حتي من بعض المسيسين المسيحيين من الخارج ..
في ميدان التحرير شاهدت بنفسي المسيحيين والمسلمين يصلون جنباً الي جنب وكل منهم يدعوا والآخر يأمم..!!! شاهدتها بعيني ولم يخبرني بها أحد
كانت هذه رسالة واضحة مفادها أن مسيحيي مصر يقولون أن مصريتهم فوق أي إعتبار وأنهم فضلوا أن يكونوا جزء من الشعب المصري خيرا لهم من أن يكونوا في جزير منعزلة
وبرغم ماحدث في أطفيح وماسبيرو فإنني أعتقد أن العلاقة بين المسلمين والمسيحين في طريقها للعوده لطبيعتها كما كانت أيام ثورة 1919 وكما كانت مصر منذ القدم ...
نأتي لنقطة الماده الثانية .. وهي موضع الجدال هنا ..
الحديث عن هذه النقطة ليس له معني من الاساس .. وإتخاذها كفزاعه شيء غريب .. غريب حقاً لسببين :-
1- أن الكثير من المسيحيين أنفسهم يؤمنون بأهمية هذه الماده للمسيحيين ، وأن الشريعة الاسلامية تعطي لهم الحق في مباشرة حياتهم بشكل طبيعي " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله .."
2- كما أنهم ورغم كل ما أثير في الفترة السابقة فإنهم يعرفون تماما أن المسلمين أغلبية وبشكل واضح وكبير ، ولن يقبل المسلمون بأي تعديل في هذه الماده ، وأي محاوله لتعديلها – في عدم وجود المشروع القومي لمبارك – ستجعلهم يفقدون علي الاقل القدرة علي التواصل بينهم وبين المسلمين ..!!
وإذا قال المصريون " لا " في تعديلات قد تكون قابلة للتفاوض والجدال ، فمن يمكنه أن يأتي بدستور ليس به الماده الثانية ويتوقع من أحد أن يقبله
نهاية كلامي ..
إن مايحدث هذه الايام تجربة ايجابية بكل المقاييس .أن نتفاعل ونشارك ويشعر كل منا أن لصوته قيمه ، كما أن الكل علي درجة عالية من الوعي أنه إذا جاءت النتيجة مخالفة لرأيه فأنها خطوة علي الطريق ويجب أن نكمل جميعنا السير في الطريق الذي اتفق عليه الاغلبية
اللهم جنب مصر الفتن ماظهر منها ومابطن
الموضوع الأصلي: دستور يا أسيادنا // الكاتب: خالد محمد كمون // المصدر: خير بلدنا الزراعي

كلمات البحث

راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا