+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: حضارة الصين القديمة

العرض المتطور

  1. #1

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي حضارة الصين القديمة


    قامت الحضارة الصينية القديمة في وديان الأنهار الثلاثة وهي النهر الأصفر ويسمي (هوانج) وتعني النهر الأصفر بالصيني والنهر الأزرق (يانغ تشي كانغ) والنهر الجنوبي المسمي (سي كيانغ) حيث وجدت بقايا الإنسان القديم وتعود إلي نحو 400000 سنة
    حيث كان يعيش علي الصيد تم الزراعة والصيد وقد عثر علماء الآثار علي ألاف الكشوف التي ترجع إلي عصراً يتراوح بين 8000-6000 ق.م.
    هذه النقوش كانت لأشخاص و حيوانات تعيش في المنطقة. وقد مرت الحضارة الصينية بمراحل تاريخية مهمة:




    - في عهد سلالة شانغ shang2765-1122 ق.م. سارت الصين إلي البرونز ثم إلي عصر الكتابة.
    وكانت معبوداتهم في هذا الدور الأرواح المتعلقة بالقوة الطبيعية، كما عبدوا الأسلاف.




    - أما المرحلة الثانية فتبداء من غزو القبائل التي أتت من غرب الصين و التي استقرت في النهر الأصفر متخذة من هاو Hao عاصمة لهم.
    واقتبسوا من
    حضارة الدور السابق و حكموا ما بين 1122-256 ق.م. وأعطوا الحكم لرؤساء في المقاطعات، وتأسس في هذه الفترة نوع من الحكم الإقطاعي، وفي منتصف القرن الثالث ق.م. حصلت حروب كثيرة بين المقاطعات لأجل السيطرة،
    فنجحت مقاطعة تشين Chin في توحيد البلاد وأعطت اسمها لبلاد
    الصين كلها.






    واعتقد الصينيون أن كتاباتهم من أصل إلهي، وهي بلا أبجدية، فلكل كلمة أو فكرة إشارة خاصة، و الأدب الصيني في هذا العصر، سمي بالأدب الكلاسيكي، ولقد جمعت المؤلفات الهامة لهذا العصر في مجموعة تسمى (كتب كونفوشيوس) وهذه الكتب هي:




    أولاً: "كتب التغيرات" وهو كتاب تنبؤ وتنجيم و " كتاب التاريخ" وهو مجموعة وثائق، و"كتاب الشعر" انتقاه كونفوشيوس، و"كتاب المراسم" أو القواعد المتعلقة بالسلوك.

    الديانة الكونفوشيوسية:




    عاش كونفوشيوس ما بين 551-478 ق.م. فهو كونغ فوتزو Kung Fu Tzu ، أي قونغ الفيلسوف أو المعلم، عين حاكما علي مقاطعة لوLu ثم أصبح وزيراً فكان مثال العدل والنظام، ثم أصبح معلماً متجولاً متفرغاً للتعليم، ولم يكن مؤسس ديانة، إنما وضع قواعد شديدة للسلوك واللياقة.




    وظهر من بعده فلاسفة منهم موتزو Mo Tzu الذي جعل البساطة والمحبة طريقاً لسعادة الإنسان ونشر الكونفوشيوسية في الصين منسيوس Mencius ، أما هسون تسو Hsun Tzu فقد قال أن الطبيعة البشرية سيئة،
    وإن صلاح الإنسان هو نتيجة التعلم المكتسب، والتمرن علي الصلاح.





    الديانة الطاوية:


    أسسها لاوتزو Lau Tzu ، وكان معاصراً لكونفوشيوس، ومارسة السلوك المعروف باسم طاو Tao ، ومبدأه يقوم على الزلة وعدم الاعتداد بالنفس، والكنوز الثلاثة هي : الرحمة، والبساطة، مع الاقتصاد والتواضع.



    وقامت مناقشات حادة بين الكونفوشيوسية والطاوية، مع أن الصينيين ألهوا لاوتزو وكونفوشيوس فيما بعد، وانتقدت الطاوية الكونفوشيوسية التي نسيت العالم والطبيعة وتمركزت في الإنسان.
    ولقد أصبحت الكونفوشيوسية الديانة الرسمية منذ أيام الإمبراطور ووتي Wuti 140-87 ق.م.
    وحتى عام 1912م، حيث أعلنت الجمهورية الصينية.
    وعادت الوحدة بعد فوضي المماليك في عصر سلالة سوي Su i 588-618م وسلالة تانغ 618-906م.
    وكانت سياسة ملوك هذه الأسرة التسامح بالنسبة للديانات الثلاث الرئيسية في الصين التي دخلتها البوذية مع بداية القرن الأول الميلادي، وبالنسبة للديانات الأخرى الإسلام والمسيحية واليهودية...





    العلوم في الحضارة الصينية:
    كانت للحضارة الصينية منجازات عظيمة في مجال العلوم والصناعة والطب والفلك والمعمار، ففي مجال العلوم كتب الصينيون عن الخسوف وعن مجموعان من النجوم كما أوردوا ملاحظات علي الضوء وعن المرايا بأنواعها المقعرة والمحدبة والمستوية، كما أدركوا النسبة الصحيحة في النحاس والقصدير.
    أما في مجال الصناعة فقد اخترعوا حولي 105م الورق من قشر الشجر والقنب والخرق، وقد كانوا قبله يكتبون علي الخيزران والحرير ، والخيزران ثقيل والحرير غالٍ.
    كما أخترع الصينيون البرود "نترات البوتاسيوم"واستعملوه في الأسلحة منذ نهاية القرن العاشر ، ولما أخذه العرب عنهم قالوا عنه "ثلج الصين" وقد أخذه العرب عن الصينيون وقالوا عنه ملح البارود.
    وقد اخترعوا البوصلة والطباعة حيث عرفوا الحروف المتحركة مذ عام 1041م، وتقدمت الكيمياء فعرفوا الحبر الأسود والحبر الأحمر ، وأما في الرياضيات فقد حلوا بعض المعادلات المجهولة من الدرجة الأولي.





    أما في المجال المعماري فقد اهتموا بالأنهار والترع، وبنوا سور الصين العظيم الذي انتهي بناؤه عام 214ق.م. في عهد الإمبراطور شيه هوانغ تي Shih Huang Ti ورمم في أوقات مختلفة. وارتفاعه ما بين 6-10 أمتار، وطوله 1400ميل


    يقال إن الحضارة الصينية القديمة المعروفة بحضارة "هـــان" هي منحدرة من الحضارة

    العظيمة التي ازدهرت يوما على القارة الغارقة"مـــــو".عرف الصينيون القدامى بعرباتهم الطائرة

    ،وعلم الجيومانسي (وهو علم يتعامل مع خطوط الطاقة الأرضية وعلاقتها بالتضاريس

    الجيوغرافية والأشكال والرسومات الهندسية ،إنها باختصار نوع من الهندسة الأثيرية).

    كما عرفوا بصناعة "اليــشم" وهو نوع من الحجر الكريم وقد شاركوا المايا بهذا المجال ،ويبدو

    أن التاريخ الصيني هو متداخل أو على صلة وثيقة بتاريخ المايا في أمريكا الوسطى.

    يقول الأنثروبولوجيون أنهم متأكدون من أن هناك نوعا من التاثير التاوي (نسبة للديانة التاوية

    الصينية)في أمريكا الوسطى ،وهناك الكثير من الدلائل المتمثلة برموز ورسومات سلالة "شــانغ"

    الصينية حيث أدخلت إلى ثقافة المايا.


    كان حجر "اليشم"هو الأهم بالنسبة لحضارة "شــانغ" الصينية،لكن حتى الآن لم يتم تحديد مصدر

    هذا الحجر في الصين،فربما جلبوا معظمه من أمريكا الوسطى.حتى أن مصدر حجر اليشم الموجود

    في أمريكا الوسطى لازال يشكل لغزا. ربما هناك الكثير من مناجم اليشم القديمة التي تنتظر

    اكتشافها بعد.


    يقترح الأنثروبولوجيون أن الرحلات الصينية إلى المكسيك بين 500و300 قبل الميلاد قد يكون

    لها صلة بالتجارة بمواد سحرية تاوية مثل الفطر السحري والأدوية المطيلة للعمر.

    يقال أن الصينين همأساس كل ابتكار نعرفه يتراوح من مناديل التواليت ،أجهزة تحسس الزلازل،

    العملة النقدية الورقية، مدافع، تقنية الصواريخ، أساليب الطباعة، البوصلة، الورق، والآلاف من

    الأبتكارات والتقنيات الأخرى. في العام 1959م،اكتشف علماء الآثار في الصين بكلات أحزمة

    مصنوعة من الألمونيوم وتعود لآلاف السنين، والجميع يعلم أن الألمنوم هو مستخرج من

    البوكسيت وهذه العملية تتطلب طاقة كهربائية لإنجازها



    الموضوع الأصلي: حضارة الصين القديمة // الكاتب: عبير العبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  2. #2

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: حضارة الصين القديمة









    تماثيل برونزية تصور ملامح من الحضارة الصينية




    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  3. #3

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: حضارة الصين القديمة

    مدخل:

    تقع الصين في زاوية شرقية نائية من الكرة الأرضية, وهي أكبر دول أسيا مساحة,وثالث أكبر مساحة في العالم بعد روسيا وكندا,وتبلغ مساحتها تسعة ملايين وستمائة ألف كيلومتر مربع, وهي بهذا تساوي ضعف إجمال مساحة قارة أوربا متجمعة باستثناء روسيا,والمسافة من الشرق إلى الغرب 5200 كلم , ومن الشمال إلى الجنوب 5500 كلم,كما أن محيط البر الصيني نحو 20000 كلم , إضافة إلى سواحلها التي تزيد عن 18000 كلم,وللصين حدود مشتركة مع 16 دولة , وهي بهذا أكثر دول العالم حدودا مشتركة, فلها حدود مشتركة مع كوريا الشمالية,وفيتنام,ولاوس,والهند, ونيبال, وبورما, وبيتان, ومع باكستان,وأفغانستان,وكذلك مع أوزبكستان, ومنغوليا,وكازاخستان, وقرقستان, طاجكستان, وروسيا . وتحيط البحار بالصين من الغرب والشرق والجنوب من خلالها ترتبط باليابان والفلبين,وإندونيسيا,وكوريا الجنوبية .
    وفي البحار تتناثر أكثر من 6500 جزيرة , وتزيد مساحتها عن 500000 كلم مربع , أكبرها " تايوان" , بمساحة إجمالية قدرها 36000 كيلومتر مربع , وثانيها جزيرة "خاينان". ويخترق أراضي الصين 50000 نهر يبلغ مجموع أطوالها أكثر من 220000 كلم , وتغطي مساحة قدرها 100000 كلم مربع , ومعظم الأنهار في الصين تتجه من الغرب إلى الشرق لتصب في المحيط , وهناك قناة مائية من صنع الإنسان تمتد من "خانغشو" إلى بكين, وبطول يبلغ نحو 1794 كيلومتر , وهي أطول قناة في العالم , ويتدفق عبرها أكثر من 2700 بليون متر مكعب من الماء , وأطول الأنهار هو نهر " اليانغسي" حيث يبلغ طوله أكثر من 6000 كيلومتر , ويعيش على ضفافه أكثر من مائتين وخمسين مليون نسمة , وثاني أنهار الصين طولا هو النهر الأصفر , والذي يبلغ طوله نحو 5500 كيلومتر , وحوله نشأت الحضارة الصينية القديمة. وفي العالم 17 جبلا يزيد ارتفاعها عن 8000 متر فوق سطح البحر, يقع داخل الصين وعلى حدودها 7 منها, وفي الصين أكثر من 100 جبل , يزيد ارتفاع كل منها على 7000 متر , وأكثر من ألف جبل يتجاوز ارتفاع كل منها 6000 متر, وتطل على الصين أكثر جبال العالم ارتفاعا , وهي جبال " الهيمالايا" التي يزيد عدد قممها عن 40 قمة , مكسوة بالثلج على مدار السنة , وكلمة " هيمالايا" تعني باللغة السنسكريتية " موطن الثلوج" , وبها أعلى قمة بالعالم وتقع على الحدود الصينية النيبالية وتسمى باللغة التبتية " جومولانغما" أي " قمة الإله. وفي جنوب التبت تقع جبال " قانغديس" أي " سيدة الجبال كافة" , وقمتها تسمى كنز الثلوج وارتفاعها أكثر من 6700 متر عن البحر , ويزورها بعض البوذيين لممارسة بعض طقوسهم طبقا لمعتقدهم. وبين جبال " تياشان" التي تزيد أعلى قمة بها عن 7000 متر يقع منخفض"توربان" الذي يشكل ثاني أخفض منطقة في العالم بانخفاض قدره 155 متر عن سطح البحر , وعلى جبال " كاراكورام" تقع قمة " شوقير" بارتفاع يزيد عن 8600 متر عن سطح البحر, وهي ثاني أعلى قمة في العالم وعموما فإن الجبال والهضاب والوديان تمثل من 650 % من إجمالي مساحة الصين . وفي الصين بعض السهول المتناثرة هنا وهناك , ويقع أغلبها في وسط الصين , ومن ضمن هذه السهول سهل " بيتشوان" الواقع في مقاطعة " نينغشا" ذات الأغلبية المسلمة من قومية " خوى" والتي تتمتع بالحكم الذاتي.
    والمناخ في الصين يتباين تباينا كبيرا , ومردُّ ذلك عائد إلى اتساع المساحة واختلاف التضاريس. ففي الشمال الشرقي يكون الجو شديد البرودة معظم فصول السنة, ميالا إلى الدفئ في فصل الصيف , بينما يسود الجو الحار الماطر في الجنوب طول العام , وفي الجزء الأوسط من شمال الصين يكون الجو شديد البرودة في فصل الشتاء , وتصل درجة الحرارة فيه إلى 35 درجة تحت الصفر , في الوقت الذي تصل فيه درجة الحرارة إلى 35 درجة فوق الصفر في فصل الصيف , وفي المناطق الشرقية الساحلية تظهر الفصول الأربعة بوضوح , وفي المرتفعات الشمالية تتواجد الثلوج بصفة دائمة.
    وقد تظهر الفصول الأربعة في مساحة محددة من الأرض , ففي جزيرة "يونان" تغطي الثلوج قمم الجبال, في الوقت الذي تنعم السهول بجو ربيعي خلاب , بينما يكون الصيف ضاربا أطنابه على الساحل.
    والصين تقع في نطاق تأثير عواصف "الميسون" في شهر سبتمبر وشهر أكتوبر , وحتى مارس وأبريل , هذه العواصف القادمة من سيبريا في روسيا وصحاري منغوليا تحمل معها الهواء البراد إلى الصين , وتتناقص برودته كلما أوغل في البر الصيني باتجاه الجنوب, حتى أن الفرق في درجة الحرارة بين الشمال والجنوب يصل إلى نحو 40 درجة مئوية,كما أن عواصف "الميسون" تهب من المحيط في الصيف , حاملة معها الكثير من الفيضانات. والأمطار المتساقطة تتباين بين الشمال والجنوب , فبينما تصل إلى 1500ملم في الجنوب نجد أنها لا تزيد عن 500 ملم في الشمال.
    والمروج الخضراء تمثل أكثر من خمس مساحة الصين , ويقع 60% منها في منغوليا الداخلية , وهي تمتد لتشمل إقليم " شينجيانغ",الذي يتمتع بالحكم الذاتي,وكذلك "تشينغهاي", وقد ساعدت هذه المناطق,والزائر لتلك المناطق سيشاهد الخيول البرية التي تسرح بين تلك المروج الخضراء,مستمتعة بما حباها الله من نعيمه , كما أنه سيرى الإبل ذات السنامين تمشي الخيلاء في تلك الربوع الباهية , دون أن يستخدمها أصحابها للترحال , كما هو شأن سكان البوادي في البلاد العربية والأفريقية , فقد اعتادت بادية الصين-إن صح التعبير- على قصر الانتفاع بها على شرب لبنها وبيع جلودها. كما يمتع الرائي ناظريه بقطعان الخراف , قد اكتسى غالب جسمها بتلك الأعشاب الخضراء اليانعة , وهي متناثرة في كل بقعة من تلك المروج , وعلينا أن ندرك أن تلك المروج ما تلبث أن تتحول إلى فياف قاحلة عندما يحل فصل الشتاء,وتبدأ الوراق بالاصفرار والذبول , وعلى تلك الحيوانات أن تتحمل درجات حرارة قد تنخفض إلى ما دون 30 درجة تحت الصفر. وفي الواقع فإن لحوم هذه الأغنام ذات مذاق شهي ومميز , إضافة إلى ما يقال عن فوائدتها الصحية , لكونها تتغذى على نباتات عشبية مفيدة وكما تصنع من جلودها الملابس والفراء, وعلى هضبة التبت تعيش الأغنام المنغولية ذوات الذيل الذي يبلغ وزنه نحو 10 كيلو جرام إضافة إلى أنواع خاصة من الحيوانات المتأقلمة مع البيئة الجبلية القاسية . ويوجد بالصين أكثر من2091 نوعا من الحيوانات الفقرية التي تعيش على اليابسة , وهذه تمثل نحو 10 % من إجمالي مجموعتها في العالم , وتعيش في الصين أنواع من الحيوانات النادرة مثل البندا العملاقة , والقرد الذهبي, والأيائل البيضاء الشفاه, والدلفين البحري, كما أن أنواع النمور الثلاثة متواجدة و غير أن بعضها آيل للانقراض,وهناك جهود تبذل للمحافظة عليها. وفي الصين نحو 1186 نوعا من الطيور تمثل 13.5% من إجمالي الأنواع الموجودة في العالم , وبعضها من الطيور المهاجرة التي تحط في الصين فترة من الزمن أثناء هجرتها من المناطق البرادة في روسيا , وغيرها من دول الإتحاد السوفيتي السابق , وشمال الصين , و بعضها من الطيور النادرة.
    وتغطي الغابات مساحات كبيرة في الجنوب , والجنوب الغربي, والشمال الشرقي , وتتكون من أنواع عديدة من الأشجار التي تتناسب مع التربة والمناخ مثل الصنوبر والحور والسنديان , كما يوجد عدد من الأشجار النادرة مثل السرو الأحمر
    " والسكويا". والغابات التي تقع في الشمال الشرقي من الصين تتحمل درجات الحرارة المنخفضة وهي أقل اخضرارا من تلك الواقعة في الجنوب الصيني. أما تلك الواقعة في الجنوب فإنها دائمة الخضرة نظرا لاستمرار تساقط الأمطار طول العام ولارتفاع درجات الحرارة, وتتم الاستفادة من تلك الغابات في الحصول على الخشاب التي تستخدم محليا , كما يتم تصدير الفائض منها إلى الأسواق العالمية , وبعض تلك الأشجار تستخدم أوراقها وجذورها غي الأودية الشعبية شائعة الاستخدام في الصين . غير أن هناك قوانين للحد من الاستغلال الجائر لتلك الثروة الطبيعية الهامة.



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  4. #4

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: حضارة الصين القديمة

    السكان



    توزيع السكان: تعتبر الصين أكثر دول العالم سكانا , حيث يقطنها ما يزيد عن 1250 مليونا من البشر, يمثلون في مجملهم خمس عدد سكان الكرة الأرضية , ومع هذا العدد الكبير فإن زائر الصين , سوف يلاحظ كثافة سكانية محدودة في المدن, وذلك بفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في السابق للحد من هجرة سكان الريف إلى المدن , فقد كان الانتقال من منطقة إلى أخرى , بل من مدينة إلى مدينة داخل المنطقة نادر الحدوث , وفي حدود ما قد تستوجبه ظروف معينة , إضافة إلى أن الصينيين في المناطق الغربية والوسطى قد اعتادوا عبر الأجيال المتعاقبة على البقاء في ديارهم, وعدم الترحال من منطقة إلى أخرى , فالمجتمع هناك ينظر إلى الانتقال عن الأرض إلى غيرها تفريطا في أرض الأجداد , وهو فعل يعاب فاعله . لكن معظم الصينيين يقطنون في شرق الصين وجنوبها بمحاذاة السواحل , حيث تصل الكثافة السكانية في تلك المناطق إلى نحو 360 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد , وتظل منخفضة عن أعلى معدل كثافة سكانية في العالم وهي منطقة غزة الفلسطينية . وفي المناطق الجبلية في الغرب والوسط ينخفض معدل الكثافة السكانية ليصل إلى نحو 10 أفراد في الكيلومتر المربع الواحد. لقد ارتفع عدد سكان الصين في ثلاثة عقود ارتفاعا كبيرا , حيث زاد العدد من 540 مليون نسمة في عام 1949 إلى نحو 800 مليون نسمة , وقد كان للحكومة آنذاك يد في تلك الزيادة , فقد كانت تشجع الشعب على الإنجاب رغبة منها في تعويض ما فقدته من أيد عاملة أثناء حرب التحرير , لكن تبين لها فيما بعد أن تلك الأفواه القادمة , تحتاج إلى المأكل والمشرب والخدمات , مما حدا بها أن تتخذ عدة إجراءات للحد من النمو السكاني, ومن ضمن تلك الإجراءات قصر الإنجاب على طفل واحد للأسرة الواحدة , مع السماح للأقليات بإنجاب طفلين , وقد يكون أكثر في حالات معينة , ومع هذا فإن النمو السكاني مازال مستمرا ولكن بنسبة أقل. ومن المتوقع أن يصل العدد إلى نحو 1500 مليون نسمة في عام 2025 , وإذا تم النمو المتوقع فإن عدد سكان الصين سوف يزيد بمقدار عدد سكان المملكة العربية السعودية عدة مرات . أي أن الضيوف الصينيين القادمين دون السابقين سيحتاجون ما يحتاجه الفرد السعودي من سبل العيش الصينية أضعافا مضاعفة . وتتوقع الأمم المتحدة أن ينخفض العدد السكاني انخفاضا طفيفا في علم 2050 , حيث سيبلغ ألف وأربعمائة وثمانون مليون نسمة , غير أن العقود القادمة ستكون حبلى بالكثير من التغيرات الاقتصادية والسياسية , التي ستعمل على تجاذب النمو السكاني ارتفاعا وهبوطا , طبقا للظروف السياسية والمعيشية السائدة خلال تلك الحقبة القادمة من الزمن , فالصين ماضية في سياسة الانفتاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي على العالم , وسيعمل ذلك على التحرر من سياسة تحديد النسل و مما يؤدي إلى زيادة في نسبة الولادة , في الوقت الذي ستعمل فيه الظروف الاقتصادية على تغيير نمط الحياة للشعب الصيني , مما يعمل على الحد من الرغبة في الإنجاب , وستكون الزيادة أو النقص بمقدار غلبة احد العاملين على الآخر.
    عند الحديث عن الكثافة السكانية في الصين يتبين للمرء كثير من المتناقضات , فكثافة السكان في عموم الصين تبلغ نحو 110نسمة في الكيلومتر المربع الواحد, بنما تبلغ نحو 330 في اليابان , أي أن الفرد الصيني الواحد يحظى بأكثر من ثلثي ما يحظى به نظيره الياباني من الأرض و بل أكثر مما يحظى به نحو 90% من الصينيين أي أكثر من ألف مليون من البشر لا يسكنون إلا في 35% من الأرض الصينية , وذلك بسبب جغرافية الأرض الصينية , التي تحول دون انتشار هذا العدد الهائل , بمقدار متساو في هذه البقعة الشاسعة, مما جعل الكثافة السكانية لمعظم الصينيين تبز كثيرا من الدول , حيث تصل إلى 354 فرد في الكيلومتر المربع الواحد , ومما يزيد المرء انبهارا أن هؤلاء التسعين في المائة, فهناك 130 مليون صيني أي10 % من عدد السكان يعيش في 47000كيلومتر مربع من الأرض فقط , أي في ما يقارب 0.5% من الأرض الصينية وهي نسبة تدعو إلى الاستغراب , ولهذا فإن متوسط الكثافة السكانية في بعض المدن الصينية مرتفع جدا , حيث يصل إلى 2428 فردا في الكيلومتر المربع الواحد . وبينت الإحصاءات أيضا أن 50 % من الصينيين يعيشون في 778000 كيلومتر مربع من الأرض , أي في ما يساوي 8.2 % من إجمالي مساحة الصين , أي بمقدار كثافة سكانية قدرها 740 فرد في الكيلومتر المربع الواحد , وعلى النقيض من ذلك فإن تلك المساحات الشاسعة من الأرض الصينية المتبقية ذات كثافة سكانية محدودة تتراوح بين فردين للكيلومتر المربع الواحد كما في التبت , و19 فردا في الكيلومتر المربع الواحد في منغوليا الداخلية , وفي الواقع فإن عدد القاطنين في هذه الفيافي الشاسعة والجبال العالية ذات المنحدرات الحادة لا يتجاوز3.6% من إجمالي عدد السكان .

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  5. #5

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: حضارة الصين القديمة

    إن العوامل المناخية والطبوغرافية وحدها المسؤولة عن تركز السكان في شرق الصين , رغم أهمية أثرها البالغ , بل إن سبل المواصلات البرية والنهرية تلعب دورا مهما في ذلك , ففي الشرق تتوفر الأنهار , كما تتوفر شبكات طويلة وجيدة من الطرق المعبدة , مما يسهل نقل الأفراد والبضائع , بينما مازال الغرب الصيني في حاجة لمثل هذه الخدمات , وقد تنبهت الحكومة الصينية المركزية في الوقت الحاضر لذلك , وبدأت في وضع برنامج لتنمية الغرب. وعامل آخر من عوامل تركز السكان في الشرق, وهو أن ضفاف الأنهار في الشرق كانت مهدا للحضارة الصينية , ولذا كان التكاثر في الشرق عبر القرون أكثر منه في الغرب.
    في سياق الحديث عن التوزيع السكاني في الصين , جدير بنا أن نتحدث بصفة موجزة عن الأمن الغذائي في هذه البلاد التي تحتوي22% من سكان المعمورة , في الوقت الذي ر يصلح للزراعة من أرضها الشاسعة سوى 11% فقط , بينما لا يزرع غير 7% . لقد أسهب العلماء والمحللون في الحديث عن هذا الموضوع الهام , ومنهم من يرى أن قطعة محدودة من الأرض يمكنها أن توفر الغذاء لعدد محدود من البشر , وأن أي زيادة عن ذلك الحد لا بد لها أن تفضي إلى مجاعة, يموت نتيجة لها عدد من الناس ليحدث التوازن بين الإنسان والغذاء , وقد أثبتت الأيام عقم هذا القول , فالإنسان بطبعه يستطيع أن يؤقلم نفسه بالادخار أو التقليل من اٌستهلاك , ليتناسب مع ما هو متاح بشكل لا يتفق مع نسبة محددة بين الإنسان والأرض ,إلا أن المجاعة قد تحدث في ظل الكوارث البينية الناتجة من المناخ, أو من فعل الإنسان.وفي الوقت الحاضر فإن هذا القول لم يعد قائما , فالتقنية الحديثة كفيلة بالرفع من إنتاجية الوحدة الواحدة من الأرض , وتسهيل جلب الماء وتحسين التربة , إضافة لإلى قدرة الإنسان على استيراد ما يحتاجه من غذاء في حالة الضرورة , وتوفر المبالغ اللازمة. فهناك دول ذات بيئة زراعية فقيرة, غير أنها تتمتع بمستوى غذائي مرتفع, مثل المملكة العربية السعودية , واليابان , وكوريا الجنوبية ,وسنغافورة. فالممكلة العربية السعودية كانت تنتج نحو سبعة ملايين طن من المحاصيل وتستورد مثلها , واليابان أنتجت من المحاصيل 13.4 مليون طن , واستوردت نحو 26.8 مليون طن في عام 1995 , وكوريا الجنوبية أنتجت 12.4 مليون طن , واستوردت نحو 6.9 مليون طن في نفس العام.
    والصين قبل التحرير عانت الكثير من المجاعات,فقد عانى80 % من سكانها من مجاعات بدرجات متفاوتة في أزمنة مختلفة عبر تاريخها المديد , نتيجة لعوامل طبيعية وأخرى من صنع الإنسان , وقد كان إنتاج الصين من المحاصيل عند إنشاء الجمهورية نحو 1000 كيلوجرام للهكتار الواحد, ونصيب الفرد من المحاصيل لم يتجاوز 210 كيلوجرام في العام الواحد. وعبر المثابرة و والعمل الدؤوب فإن الصين اليوم قادرة على توفير الغذاء الكافي لما يناهز 22 % من سكان المعمورة, مع أن مساحتها المزروعة لا تتجاوز 7% من إجمالي مساحة الجمهورية . والصين الآن تعتبر أكبر دول العالم إنتاجا للمحاصيل ووصل إنتاج الفرد فيها إلى نحو 380 كيلوجرام في عام 1995 وهو معدل يفوق المتوسط العالمي , كما أن إنتاج اللحم , والمنتجات البحرية,والبيض , والفواكه , والخضروات بلغت نحو 41 كيلوجرام , و21 كيلوجرام , 14 كيلوجرام , و35 كيلوجرام , و198 كيلوجرام بالترتيب. وهذا يفوق المعدل العالمي,والواقع أن الصين في حقبة محدودة من الزمن لم توفر الغذاء فحسب, بل إن أبناءها استطاعوا الرفع من مستوى التغذية لدى الغالبية العظمى من السكان , مما أدى إلى الرفع من مستوى المعيشة بشكل عام . وللدلالة على ما وصلت إليه الصين من تقدم في مجال الإنتاج الزراعي يجدر بنا الإشارة إلى أن 30 % من إجمالي الزيادة في الإنتاج العالمي من المحاصيل في عام 1980 كان من نصيب الصين. لكن بعض المحللين يرون أن المياه وليست الأرض ستكون المحدد الفعلي لزيادة الإنتاج الزراعي والاستمرار فيه, ولاسيما في الجزء الشمالي من الصين, فهناك مساحات كبيرة من المناطق الزراعية في شمال الصين قد وصلت إلى الحد الأعلى من استخدام مياه الأمطار المتساقطة, لدرجة لا يمكن معها زراعة المزيد, ولهذا فلابد من استخدام أساليب ري حديثة, والاستفادة من مياه الصرف , واستغلال بعض المتكونات المائية ذات الطاقات الكافية والنوعية الجيدة من المياه.
    الواقع أن الصين اليوم قادرة على إطعام نفسها بإنتاج ما تحتاجه من المحاصيل الحقلية مثل الأرز, والذرة , في ظل ما هو متاح لديها من عناصر إنتاجية مثل الأرض , والمناخ , واليد العاملة , والتقنية الحديثة من آلة , وبذور , وأسمدة , وأساليب ري. غير أن الميزة الربحية لبعض المنتجات الزراعية مثل بعض الخضروات والفواكه وغيرها قد تعمل على إحلالها محل المحاصيل الحقلية وكما يمكن الاستفادة من المبالغ المحصلة من تلك المنتجات في استيراد ما قد يحدث من نقص في إنتاج المحاصيل الحقلية.
    ولهذا فإن نظرية الاكتفاء الذاتي من جميع المنتجات الزراعية لم تعد ممكنة في ظل العولمة , وتوفر وسائل النقل الحديثة , وهيمنة قوانين منظمة التجارة العالمية التي تتمتع الصين بعضويتها.
    إن مشكلة الصين ليست في قدرتها على إطعام نفسها من عدمه, فهذه مرحلة قد تم تجاوزها , لكن المشكلة تمكن في احتمال تغير النمط الغذائي للشعب الصيني في ظل زيادة معدل الفرد,فالزيادة في الدخل ستدفع الكثير من الصينيين إلى استهلاك الكثير من اللحوم على حساب المحاصيل , وعندما ندرك أن إنتاج الكيلوجرام الواحد من اللحم, يحتاج إلى ستة كيلوجرام من الأعلاف, سيتضح مدى الحاجة الكبيرة إلى الإمعان في المشكلة التي قد تتجاوز حدود الصين إلى العالم أجمع, فعدد السكان في الصين سيبلغ نحو مليار وثلاثمائة مليون من البشر , وعندما يتحول هذا العدد الهائل إلى استهلاك اللحوم بدلا من الأرز والخبز والذرة, فإن الطلب على الأعلاف اللازمة لتغذية الحيوان سيكون كبيرا , قد تعجز الصين عن تلبيته, بل قد يعجز العالم بأسره عن ذلك. والواقع أن التطور الهائل الذي ستشهده الصين سيعمل على تقليل المساحة الزراعية وذلك باستغلال جزء من الأراضي الزراعية للاستفادة منها في الإنتاج الصناعي والخدمة , في الوقت الذي ستعمل فيه التقنية الحديثة على رفع إنتاجية الوحدة الواحدة من الأرض المزروعة , كما أن التحول إلى زراعة المنتجات ذات القيمة العالية , سيعمل على الحد من المساحات المزروعة بالمحاصيل , وبين هذا وذاك يمكن أن تكون المحصلة إيجابية,إلا أنم تغير النمط المعيشي والتحول إلى استهلاك المزيد من اللحوم سيكون العامل المؤثر في التوجيهات الإنتاجية الزراعية في العالم.
    إن هذه التحولات الاقتصادية في الصين , ستعمل على إعادة التوزيع السكاني طبقا للتغيرات التي قد تنجم عن هذا التحول , فقد تنشأ صناعة ناجحة في منطقة غير مأهولة , فتعمل على جذب عدد من السكان من مناطق أخرى,كما أن استخدام التقنية الحديثة سيعمل على إنتاج الكثير من المنتجات التي كان يتعذر إنتاجها في مناطق معينة مما يعد وسيلة جذب أخرى لهذا العدد الهائل من البشر القاطن في مساحة محدودة من الأرض.


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  6. #6

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: حضارة الصين القديمة

    القوميات
    1-قومية"هان":


    تتميز الصين عن سائر بلاد الدنيا قاطبة بتجانسها البشري الواضح, رغم كثرة عدد سكانها, ووجود 56 قومية بها , والفضل في ذلك يعود إلى قومية " هان" الكبيرة, التي تشكل حسب الإحصاءات الرسمية ما يزيد عن 90 % من عدد السكان, أي أن هناك نحو مليار و مائة مليون نسمة من عرق واحد, وهذا يعني تجانسا بين 20 % من سكان كوكبنا, وهذا التجانس لا يقتصر على العرق فحسب, بل يتعداه إلى التجانس في اللغة والتاريخ والثقافة وأسلوب التفكير, فاللغة الصينية " المندرين" في اللغة السائدة كتابة في عموم الصين ولدى جميع القوميات, مع احتفاظ بعض القوميات بلغتهم الخاصة. وقومية " هان" الكبيرة والكثيرة العدد تتحدث وتكتب لغة " المندرين" , مع وجود نسبة من أفراد هذه القومية تتحدث لغة" الكونتينير" , السائدة في الجنوب , وهي لغة تختلف عن لغة " المندرين" في اللفظ, وتتوافق معها في الكتابة, ولذا يمكن اعتبارها لهجة خاصة بأبناء جنوب الصين, ومثلها لهجة " شنهاي" , وغيرها هنا وهناك. وتتواجد قومية " هان" في كل أنحاء الصين, لكنها تتركز في المناطق دون أخرى , ولاسيما في السهول الشرقية , والشمالية الشرقية, ووسط الصين , و على ضفاف النهر الأصفر مهد الحضارة الصينية العريقة, ونهر اللؤلؤ , ونهر " اليانجسي".

    وقومية " هان" شأنها شأن معظم القوميات الأخرى , ذات أصول منغولية صفراء, مما يضفي مزيدا من التجانس والتماثل بين قومية "هان" ومعظم القوميات الأخرى, والواقع أن قومية " هان"تعتبر مزيجا من القوميات المحلية القديمة التي انصهرت مع بعضها البعض لتشكل هذا النسيج المتجانس مع البشر , فقد كان هناك عدد من القبائل الرحل في الأرض الصينية الواسعة , ومن ضمن هذه القبائل الاستقرار مبتغاها , فأضحت من أوائل القبائل المستقرة, وكان استقرارها على ضفاف النهر الأصفر والسهول الشمالية الشرقية ,وما لبثت هذه القبيلة أن كونت ثقافة خاصة بها , أصبحت فيما بعد مثار إعجاب قبائل أخرى ,فانصهرت معها مكونة قومية " هان" الحالية, وخلال السنين المتعاقبة في الألفي سنة الماضية , تعرضت مناطق تواجد هذه القومية لعدد من الهجمات القادمة من الشمال والمخترقة للسور الذي تم بناؤه من قبل قومية " هان" على مر العصور , ومن ضمن هذه الموجات كانت قبائل " الهيون , والمنغولين , والمنشوريين" , الذين استطاعوا السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي , مما حدا ببعض أفراد هذه القومية إلى النزوح نحو الجنوب , غير أن هذه القوميات القادمة من الشمال ما لبثت أن استقرت مكونة قومياتها الخاصة بها , مع اندماج معظم أفرادها مع قومية هان الكبيرة. والواقع أن هذه الموجات من القوميات الأخرى عملت على إضافة المزيد من المعارف إلى ما كان متوفرا من حضارة سائدة. كما أن قومية " هان" استطاعت أن تتعايش مع القادمين وأن تصهرهم في بوتقتها, وكان آخر تلك الأقليات القادمة من الشمال " المنشورين" الذين ظلوا يحكمون الصين نحو 270 سنة , حتى تم إقصاؤهم من قبل الحزب الوطني عام 1911 للميلاد بقيادة الدكتور" صن يات سن". وهناك من يقول أن اسم " هان" لم يطلق على هذه القومية إلا في عصر إمبراطورية " هان" التي حكمت الصين نحو أربعمائة عام , وقبل فقد كان اسم تلك القومية " هاوزيا" أو " زازيا".
    إن الزائر للصين يستطيع التمييز من حيث الشكل بين قومية هان وبعض القوميات الأخرى , مثل " اليوغور" , والطاجك,والمنغوليين" , لكنه قد يقف عاجزا عن إدراك أي تباين بين هذه القومية الكبيرة وبين بعض القوميات مثل قومية " منبا, و جينوة , و هاني ., و لاخو" وغيرها , لكن التباين قد يبدو واضحا في الرقص والأكل والغناء.
    ومعظم أفراد قومية " هان" لا يؤمنون بدين , غير أن بعضا منهم يؤمن بالبوذية , وقليل يدينون بالإسلام, وأقل من ذلك يعتنق المسيحية , كما أن البعض منهم متأثرون بتعليم "كنفوشس" , وعددا أقل بالتعاليم "الطاوية ", " و البوذية".
    والإسلام الذي دخل الصين في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه , جذب عددا من الصينيين إلى اعتناقه , بفضل العرب والفرس الذين قدموا إلى الصين للعمل في المجال التجاري , وقد كون هؤلاء الوافدون مع جماعات من قومية " هان " قومية جديدة في الصين تسمى قومية " خوى" , كما أن عددا من قومية " هان" اعتنق الإسلام في الفترة الخيرة , مع احتفاظهم بقوميتهم" الهانية".
    وتستمد قومية " هان" معظم سلوكياتها من " الكنفوشيسية " , والتي تعتبر الأساس لثقافة " هان" , وهي فلسفة أخلاقية جلها حميد , وأسها سلوكيات الإنسان وأخلاقياته , وتربية النفس البشرية على الفضيلة , وقد نقل عن ط كنفوشس" قوله إن الفضائل الخمس هي : " فعل الخير ,الإخلاص , العدل , الاحتشام, الحكمة" انتهى , ولهذا فقد تشرب الكثير من الصينيين بهذه الفضائل , حيث أنها بقيت تتوارث جيلا بعد جيل , وخصوصا هذه القومية التي جعلت تعاليمه أساسا للتعامل الفردي والجماعي , كما أن من أخلاقيات هذه القومية طاعة الوالدين, والحرص على تنفيذ توجيهاتهم.
    وكان الزواج لدى هذه القومية يتم عن طريق الوالدين,حيث كانت الأم تبحث لولدها عن زوجة مناسبة, وبعد موافقة والد الخطيبة و والدتها , يتم تحديد يوم الزواج وكيفيته , والأمور المالية والاجتماعية اللازمة دون تدخل من العروسين قبل ليلة الدخول بها, بأمل أن يكون ذلك فألا حسنا لحياة زوجية ناجحة , وكان يمكن للمرأة والرجل الزواج في سن مبكر , طالما أن والدي الزوج والزوجة قد قرروا ذلك , ويمكن للزوجين السكن مع أهل الزوج , أو الزوجة , أو بمفردهما , أما إذا كانا صغيري السن, في سن الثالثة عشر مثلا, فإن السكن في منزل الوالدين هو الغالب , ولم يعد هذا الأسلوب في الزواج قائما في الوقت الحاضر , بعد انفتاح الصين على العالم الخارجي , وتأثرها بالثقافات الأخرى, ولاسيما الغربية. كما أن الرجل هو سيد البيت , والمرأة عليها طاعته, وتنفيذ توجيهاته دون جدال, وكانت تنحصر وظيفة الزوجة في تربية الأطفال , وتجهيز الطعام , والقيام بما تتطلبه العمال المنزلية اليومية , بينما على الرجل القيام بالعمل خارج المنزل لتوفير سبل العيش الكريم, وهذا النمط من الحياة الزوجية, قد تغير مثل سابقه , وما يلحظه المقيم في الصين من سلوكيات حميدة قد يكون مرد جزء منه لإلى تلك التعاليم , إضافة لإلى الثقافات الأخرى التي ارتوت من معينها قوميات الصين المختلفة, وإلى الأخلاقيات الحميدة التي جبل عليها الشعب الصيني الكريم, وعموما فقد تأثر بهذه الثقافة أو بعضا منها معظم أبناء القوميات الصينية الأخرى, مما ساعد على انسجام هذه القوميات الصينية المختلفة. ومعظم أبناء قومية " هان" لا تدين بدين معين في الوقت الحاضر.
    وليس لقومية " هان" رقصات أو موسيقى خاصة بها , بل هي مزيج مما لدى القوميات الأخرى , إضافة إلى ما وفد إليها في الفترة الانفتاحية الحالية من تأثر واضح بالغرب. وقومية " هان " تستلذ كل أنواع الأطعمة المعتادة وغير المعتادة, فيمكن أن تتنوع الموائد من لحوم الأغنام والأبقار إلى جميع أنواع الحشرات والزواحف. وهي في الجنوب "أكثر تنوعا منها في الشمال, غير أن لحوم الغنام غير مستساغة في الجنوب , بينما تشكل اللحوم البحرية طبقا رئيسا على الموائد في تلك المنطقة , وهناك تباين واضح في الموائد الصينية لقومية "هان" بين الشمال والجنوب , ففي الشمال يعتبر الخبز غذاء رئيسا على الموائد في تلك المنطقة , وهناك تباين واضح في الموائد الصينية لقومية " هان" بين الشمال والجنوب,ففي الشمال يعتبر الخبز غذاء رئيسا ,بينما في الجنوب لا تخلو الموائد من الأرز , مع إضافة شيء من السكر على معظم أنواع المأكولات, أما في أقصى الشمال فإن للبطاطس حضور جيد, وهذا عائد إلى التأثر بالأطعمة الروسية . والثوم والسمك عنصران رئيسان لا تخلو الأطباق الصينية منهما. والثوم يؤكل نيا ومطبوخا , ولا شك أن رائحته ستنتشر عبقها على الحاضرين , ليسعد بها المحبون له, أما أولئك غير الراغبين فيه, مثلي, فما عليهم إلا الصبر والاحتساب, ورائحته لا تتوقف عند أثرها المباشر, بل تخترق الجسم لتنبعث منه مرة أخرى , والأجر على قدر المشقة , والثوم لا يقتصر على الموائد الصينية فحسب, بل تستخدمه جميع شعوب العالم في موائدها , ومنها العربية. ويشرب الهانيون كثيرا من الشاي الصيني المشهور و اللذيذ , والذي يشتمل على أنواع كثيرة ومتخصصة , فهناك اعتقاد أن لكل نوع من أنواع الشاي تأثير إيجابي على الصحة العامة يختلف عن مثيله , وأغلبهم يعتقد أن الشاي الأخضر يحوي فوائد جمة , ولهذا فإن الزائر للصين سيجد أن سائق التاكسي يضع بجانبه حافظة لحرارة مليئة بالشاي الذي لا يتوقف السائق عن شربه. وطراز البناء الذي تستخدمه هذه القومية هو ذلك الطراز الصيني المعروف والمميز, لكن المواد المستخدمة في البناء تختلف طبقا للمناطق المختلفة , ففي الشمال حيث تكثر الجبال فإن في الجنوب حيث تكثر الجبال فإن المواد المستخدمة في البناء تكون في الغالب من الحجر , أما في الجنوب حيث تكثر الغابات والأخشاب فإن خشب الزان يستخدم بكثرة في البناء والتجميل الداخلي , ويحبذ الهانيون القاطنون في شمال الصين منازل ذات أبواب ونوافذ كبيرة للمساعدة في التهويه , وعموما فإن الهانيين يفضلون الألوان البيضاء و والرمادية , والحمراء , والصفراء.


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. استفيدي من منشفتك القديمة
    بواسطة عبير في المنتدى حواء والأسرة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-03-2011, 01:20 PM
  2. حضارة ماري
    بواسطة عبير في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 14-01-2011, 05:19 PM
  3. حضارة عيلام
    بواسطة عبير في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-01-2011, 05:10 PM
  4. تاريخ مصر القديمة
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2009, 07:04 PM
  5. التعليم فى مصر القديمة
    بواسطة كريم يحيى في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-04-2009, 11:56 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك