وعد بلفور

ينسب الى آرثر

جيمس بلفور السياسي البريطاني 1848-1930، عمل وزيراً للخارجية 1916-1919 في حكومة لويد جورج، انتخب بلفور لأوّل مرة في البرلمان سنة 1874، وعمل وزيراً أوّلا لأسكتلندا عام 1887، ثم وزيراً لشؤون إيرلندا من عام 1887 - 1891 ثم رئيس للخزانة من عام 1895 - 1902, ورئيساً لوزراء بريطانيا من عام 1902 – 1905، تزعم بلفور حزب المحافظين لأكثر من عشرين عاماً، وشغل منصب رئيس مجلس اللوردات 1924 - 1929. وتوفي عن عمر يناهز الـ 82 عاماً.

لمحة تاريخية:

الحملة الفرنسية:أدركت بريطانية وفرنسا وروسيا وألمانيا أهمية فلسطين على جميع المستويات, كطريق مهم يربط بين المستعمرات، وأرضا مقدسة يتم من خلالها كسب تأييد المسيحيين في العالم، وبوابة للعلاقات مع الإمبراطورية العثمانية، وقد بدأت أولى المحاولات في حملة نابليون على مصر وبلاد الشام 1798-1801, واتفق اليهود سراً مع نابليون على تمويل حملته إذا أمّن لهم موطئ قدم في فلسطين، ولكن بعد هزائم بونابرت انتقل اليهود إلى دول أخرى[2].
مؤتمر بازل: بعد مائة سنة من الحملة الفرنسية، بدأ هرتزل بالتحرك مستغلاً الظروف العالمية وضعف الدولة العثمانية لإقناع زعماء أوروبا والسلطان العثماني بإنشاء دويلة صغيرة في أي مكان في العالم، ولم تكن فلسطين حينئذ في أعلى الهرم، فقد كانت أولويته تجميع اليهود وإخراجهم من شتاتهم في أي مكان.
يقول هرتزل في مذكراته: "سأتفاوض أولا مع قيصر روسيا بخصوص السماح لليهود الروس بترك البلاد، ثم أتفاوض مع قيصر ألمانيا, ثم مع النمسا, ثم مع فرنسا بخصوص يهود الجزائر, ولكي يكون لي اعتبار في البلاطات الأوربية يجب أن أحصل على أعلى الأوسمة، الإنجليز أولا".
في عام 1880 تبنّى الأسقف الانغليكاني في فينّا (وليم هشلر) النظرية التي تقول "إن المشروع الصهيوني هو مشروع إلهي وان العمل على تحقيقه يستجيب للتعاليم التوراتية"، وكان هشلر قد ألف كتابا بعنوان
(عودة اليهود إلى فلسطين حسب النبوءات).

رتب هشلر لقاءات لهرتزل مع القيصر الألماني ومع السلطان العثماني، وذلك لمساعدته على إقامة وطن يهودي في فلسطين، عقد هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 ، وكان من أهم نتائجه إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، بالحصول على موافقة الدول الكبرى وبالأخص تركيا بوصفها بلد الخلافة الإسلامية ليكون لليهود موطئ قدم في فلسطين.
الدولة العثمانية: أرسل هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد سنة 1901 يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم. (دولة شبه مستقلة في فلسطين).

نص رسالة هيرتسل الى السلطان عبد الحميد: ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنوياً، ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين، أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية.

مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:

الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة. وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم. (دولة شبه مستقلة في فلسطين).
ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.

قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي: يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم، سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقاً." لكن السلطان رفض وقال: (إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هى ملك الأمة الاسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل)، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.

في الحرب العالمية الأولى 1914-1918 تعرضت الأجهزة الصهيونية في فلسطين إلى هزات قاسية أدت إلى حل الكثير منها وهجرة الكثير من الصهيونيين إلى خارج فلسطين, لكنها في المقابل وبقيادة حاييم وايزمان أعادت إبراز أهدافها التي تتضمن ضرورة انتصار الحلفاء وإقامة انتداب بريطاني في فلسطين ليسهّل هذا الانتداب دخول مليون يهودي أو أكثر إلى فلسطين.

بريطانيا والدولة اليهودية:

بعد فشل اللقاءات مع الخليفة العثماني وزعماء أوروبا انتقل هشلر إلى بريطانيا حيث رتّب في عام 1905 لقاء لهرتزل مع بلفور، وهناك تم الإنطلاق نحو تأمين غطاء من الشرعية الدولية للمشروع الصهيوني، كان لويد جورج رئيس الحكومة أكثر حماسة للمشروع الصهيوني من بلفور.


بعد عقد مؤتمر بازل في سويسرا وجد البريطانيون أن قيام دولة يهودية على أرض فلسطين صار أمراً ممكناً خصوصا أن الوكالة اليهودية والأغنياء اليهود تعهدوا بحماية المشروع الصهيوني وبلورة جهوده في احتلال الأرض الفلسطينية.
بالتوازي مع الاتصالات التي كانت تجري لإصدار وعد بلفور، تم تبادل مراسلات الشريف حسين-مكماهون، والتي كانت تتعهد فيها بريطانيا للشريف حسين بتنصيبه ملكاً على بلاد الشام إذا تحالف معها للثورة على الحكم العثماني، بريطانيا قالت في إحدى رسائل مكماهون إنها.. ودون أن تبدي الأسباب.. ستستثني من الأراضي التي ستضعها تحت حكم الشريف، المنطقة الغربية من سوريا(فلسطين).
في نفس الوقت، كانت بريطانيا تجري مفاوضات مع الأمير عبد العزيز آل سعود، وتعده بحكم الجزيرة العربية.


وفي نفس الوقت كانت تجري مع فرنسا وروسيا مفاوضات مع جمال باشا الوالي العثماني على المنطقة لإغرائه بالاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية الضعيفة والوقوف مع الحلفاء ضد ألمانيا.


وفي نفس الوقت، كانت بريطانيا وفرنسا تجريان مفاوضات، لاقتسام المنطقة فيما سمي لاحقا باتفاقية سايكس- بيكو التي وقعت في العام 1916،أي قبل وعد بلفور بأشهر، وهي المعاهدة التي لم يتم تنفيذها، ولكن بعد الحرب عام 1920 نفذت ضمن اتفاقات جديدة مبنية عليها في مؤتمر سان ريمو ومعاهدة سيفر، لأن الثورة البلشفية في روسيا فضحت هذه المعاهدة.

وفي الوقت نفسه وعد تشرشل وجهاء المنطقة عام 1920 بعدم إنشاء دولة يهودية، وقال:
انه مجرد ملجأ قومي لهؤلاء المساكين


اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة من روسيا على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، في الحرب العالمية الأولى.


تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية والرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون.


حصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق، أما بريطانيا فأمتدت سيطرتها من بغداد والبصرة والمناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا، أما فلسطين تحت إدارة دولية يتتفق عليها بين بريطانيا وفرنسا وروسيا.


اتخذت بريطانيا عدة خطوات منها:


- عزل فلسطين عن محيطها العربي والإسلامي بوضع حاجز بشري مختلف في الدين والقومية والانتماء بالسماح للوكالة اليهودية بشراء الأراضي وبناء مستوطنات في المناطق الهامة.

- الاتفاق مع بعض القيادات السياسية العربية النافذة بضرورة العطف على اليهود والأخذ بعين الاعتبار وجودهم على أنه مساعدة إنسانية.

- تدريب كوادر عسكرية يهودية في الجيش البريطاني في المستعمرات البريطانية وخصوصاً الهند.

- تسليح التجمعات اليهودية بعتاد ثقيل بذريعة حماية الممتلكات.

- كسب تأييد الدول الكبرى سواء بالضغط عليها أو بالتنازل لها عن بعض المستعمرات البريطانية.

وعد بلفور: وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وذلك بناء على المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية وقد عرض على الوزارة وأقرته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر". وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص

آرثر
جيمس بلفور


1. صيغة الوعد واضحة تماماً، إذ تُوجَد هيئة حكومية (حكومة جلالـة الملك) تؤكد أنها تنظر بعين العطف إلى إنشـاء وطن قومي سيضم "الشعب اليهودي"، أي أنه تم الاعتراف باليهود لا كلاجئين ومضطهدين، كما أن الهدف من الوعد ليس هدفاً خيرياً ولكنه هدف استعماري، وهذه الحكومة سوف تبذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف.

2. ثم تبدأ بعد ذلك الديباجات التي تهدف إلى التغطية، فالوعد لن يضر بمصالح الجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا بمصالح الجماعات اليهودية التي لا تود المساهمة في المشروع الصهيوني، بل تود الاستمرار في التمتع بما حققته من اندماج وحراك اجتماعي، وسنلاحظ أن الديباجات تتسم بكثير من الغموض إذ أن الوعد لم يتحدث عن كيفية ضمان هذه الحقوق.
موقع نقطة ومن اول السطر

الموضوع الأصلي: وعد آرثر جيمس بلفور // الكاتب: عبير العبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

كلمات البحث

راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا