+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 5 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 46

الموضوع: تاريخ العالم

  1. #1

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي تاريخ العالم



    مقدمة
    عن الكاتب



    ولد ج.م. روبرتس في مدينة باث بإنكلترا، ودرس في كلية تونتن ومعهد كبل في جامعة أكسفورد. ثم عاد إلى أكسفورد عام 1950 بعد خدمة العلم، وأصبح زميلاً في كلية ماغدالن في العام التالي. في عام 1953 ذهب إلى الولايات المتحدة كزميل لصندوق الكومونولث، وكانت تلك أولى سفراته العديدة إلى أمريكا التي شغل خلالها عدة مناصب بينها عضو في معهد الدراسات العليا في بريستون عام 1960، ومنصب أستاذ زائر في جامعة كارولاينا الجنوبية وجامعة كولومبيا في نيويورك.
    كان زميلاً ومدرساً في معهد مرتن بأكسفورد من 1953 إلى 1979، ونائب رئيس جامعة ساثامبتن من 1979-1985. ثم عاد بعد ذلك إلى مرتن كناظر كلية في عام 1985 حتى تقاعده في عام 1994. وفي عام 1996 حاز على لقب شرف CBE من أجل (خدماته للتعليم والتاريخ).
    حرر الدكتور روبرتس الكتاب الناجح والمحبوب:
    تاريخ برنل للقرن العشرين، وشارك من عام 1967 إلى 1976 في تحرير المجلة النقدية الإنكليزية للتاريخ، وهو أيضاً صاحب الكتب التالية: ”تاريخ العالم، أوروبا 1880-1945، أسطورة الجمعيات السرية، كوميونة باريس من وجهة نظر اليمين، عصر الثورة والتطور، الثورة الفرنسية، تاريخ أوروبا” في عام 1985 بثت إذاعة BBC2 سلسلة تاريخية من ثلاثة عشر حلقة كتبها د.روبرتس، وفي وقت لاحق من العام نفسه نشرها في كتاب. كما أنه كان مستشاراً تاريخياً لسلسلة البي بي سي التلفزيونية الناجحة : قرن الناس People's century.


    توطئة المترجم

    وقعت على النسخة الأكبر من هذا الكتاب History of the world عندما كنت أدرس الطب في الولايات المتحدة في عام 1991، وقد شدني إليه منذ البداية، فبعد أن أتممت قراءته كنت على مدى السنوات التالية أعود إليه مراراً لأقرأ فصولاً منه، ثم أعيد قراءتها، وأجد فيها كل مرة أشياء تحفز على البحث والتفكير.
    وشيئاً فشيئاً راحت أجزاء الصورة الكبيرة تتركب وتتداخل ويكمل بعضها بعضها، وتضم إليها ملامح قديمة ارتسمت في ذهني مما كنت قد قرأته أو سمعت عنه، فتتحول بالتدريج إلى قصة شيقة إلى ملحمة خلابة وغنية.
    وكان فكرة ترجمة الكتاب تراودني في بعض الأحيان، ولكن كما يحلم الواقف عند سفح الجبل ببلوغ سقف العالم، وما أكثر ما يبدأ الحلم بعمل هو بين اللهو والجد، ثم يكتسب من بداياته البسيطة حماساً واندفاعاً أكبر.
    وكنت قد قطعت نحو نصف الطريق من دون أن أجد رد فعل مشجع من دور النشر المختلفة التي عرضته عليها، ولا يمكنني أن ألوم أياً منها، لأن الأصل يقع في أكثر من 1100 صفحة!! ثم كان أن لحقت سوريا بركب الإنترنت، فعلمت في إحدى جولاتي فيه أن للمؤلف كتاباً آخر موجزاً عن الموضوع نفسه، وهو ما كنت أتمناه من دون أن يخطر ببالي أنه يمكن اختزال هذا الكتاب الأصغر أسلس حتى من أخيه الأكبر، مع أنه في الحقيقة أمر غير مستغرب بالنظر إلى موهبة الكاتب العظيمة في تقريب التاريخ إلى القارئ من دون إسفاف.
    يهتم الكاتب بشرح كيف أصبح عالمنا على الصورة التي نألفها اليوم، وتظهر الخطوط العامة للقصة من عناوين الفصول نفسها. فهو يعد بعد وصف عام لأصول الإنسان فيما قبل التاريخ، يتحدث عن جذور الحضارة ونشأتها. ثم يتناول أربع حضارات قديمة، هي حضارات بلاد الرافدين، ومصر والهند والصين. ثم ينتقل بعدئذٍ ليتحدث عن ”أسس عالمنا” في الشرق الأدنى واليونان، وهي الأسس التي يبنى عليها ”العالم الروماني”، الذي ولدت فيه المسيحية وضربت جذورها.
    أما الفصل التالي فهو يقابل عمر بيزنطة الطويل، الذي شهد ولادة الإسلام وانتشاره، وتنصير الشعوب السلافية، وقدوم شعوب آسيا الوسطى إلى الشرق الأدنى، حتى انتقال بيزنطة إلى العثمانيين عند بداية العصور الحديثة.
    وهذه البداية هي نفسها المحطة التي ينتهي عندها الفصلان التاليان، حيث يعود الكاتب أولاً إلى آسيا وكأنه يسير بعكس اتجاه الهجرات، فيتم قصص الهند والصين واليابان حتى بدء وصول الأوروبيين إليها. ثم يصف ”صنع أوروبا” وهي قصة مسيحية القرون الوسطى في الغرب بعد سقوط روما، وبداية الدول الحديثة في أوروبا.
    بعد ذلك تبدأ ”الاستكشافات والمواجهة” بين المبادرة الأوروبية واستعمارها لشعوب أفريقيا والأمريكيتين وآسيا.
    ويكرس الكاتب فصلاً لوصف الأوضاع الاقتصادية والسياسية والدينية في أوروبا عند بداية الأزمنة الحديثة؛ يتلوه فصل أكثر عالمية، لأنه لا يقتصر على موضوع الأفكار الجديدة في أوروبا، بل يشمل أيضاً التجارة الدولية، وعلاقة الإسلام بالعالم الغربي، والثورة الأمريكية، والثورة الفرنسية، مع نتائجها حتى 1848-1849.

    ثم لا يلبث أن يحدث التسارع الكبير في أنماط الحياة ويقوم النظام العالمي الأوروبي، قبل أن نصل في النهاية إلى العصر الأخير الموزعة قصته على ثلاثة فصول، يتناول أولها السكان والثروة والأفكار والعلوم والمرأة، والثاني الوصف السياسي من بداية الحرب العظمى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، أما ثالثها فيمتد حتى نهاية الاتحاد السوفييتي.
    لقد ساعدني في رحلتي الطويلة هذه أشخاص كثيرون لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، ولكنني أحب أن أذكر الذين أشعر أنني مدين لهم بشكل خاص: الدكتور صادق جلال العظم، الأستاذ عبد الإله الملاح، الأستاذ ندرة اليازجي، الأستاذ موسى الخوري، الدكتور شفيق فياض، وزارة الثقافة، الأستاذ عمار عبد الحميد والأستاذ جمال سعيد.
    ولا أنسى فضل الأصدقاء الكثيرين الذين اهتموا بالموضوع وقرأوا مقاطع من الترجمة وقدموا لي آراءهم المفيدة في مناسبات عديدة.



    فارس قطان


    دمشق في 6 كانون الأول 2003

    لقد اعتمدت في رسم أسماء العلم اعتماداً رئيسياً على المنجد في الأعلام، لأنني وجدت غالبيتها فيه أقرب إلى الأصل وإلى الأذن العربية معاً، فضلاً عن أنه على ما أعلم أشمل قاموس في هذا المجال، ومتاح بين أيدي الكثيرين، فيسهل عليهم بذلك الرجوع إليه لمزيد من المعلومات عن الشخصيات والبلاد والأحداث المذكورة. والكلام الذي بين قوسين هو دوماً من أصل الكتاب، بعكس الحواشي التي أضفتها بالاعتماد على مصادر أذكرها عند الحاجة. وتبقى أفكار الكتاب بالطبع أفكار المؤلف نفسه وأحكامه.

    لقد مرت بي منذ بداية اهتمامي بالتاريخ العام عناوين عدد من الكتب الأخرى بالعربية عن هذا الموضوع، بعضها وضع بالعربية وبعضها مترجم. ولكنني لم أجر بحثاً منهجياً عنها في المكتبات العامة، وقد صنفتها في ثلاث مجموعات:
    1- مؤلفات قديمة غير عربية:
    هيرودوتس (484؟ - 425؟ ق.م) مؤرخ ورحالة إغريقي:
    ”تاريخ هيرودوتس الشهير” ترجمه عن الفرنسية حبيب أفندي بسترس (مجلدان 636 ص، حلب 1886-1887).
    ”تاريخ هيرودوت” ترجمه عبد الإله الملاح ( المجمع الثقافي بأبو ظبي 2001).
    القديس أوغسطينس (354-430 م) من آباء الكنيسة المشهورين أسقف هيبون في الجزائر:
    ”مدينة الله” (فلسفة مسيحية للتاريخ) ترجمة الخورأسقف يوحنا الحلو (دار الشرق، بيروت -2002).
    أوروسيوس (باولس) ولد على الأرجح في براغا بإسبانيا وزها بين عامي 414-417 م):
    ”تاريخ
    العالم لأوروسيوس” كتبه بناء على طلب القديس أوغسطينس وتحقيق وتقديم د.عبد الرحمن بدوي عن ترجمة عربية قديمة من منتصف القرن الرابع الهجري
    ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى 1982).

    2- مؤلفات عربية قديمة
    الدينوري ( أبو حنيفة أحمد) ( ت895 م) عالم ومؤرخ عربي:
    ”الأخبار الطوال” (تاريخ عام من وجهة النظر الفارسية.
    اليعقوبي (أحمد) (ت بعد 905 م) جغرافي ومؤرخ بغدادي كثير الأسفار:
    ”التاريخ” (ينتهي سنة 258 هـ/872 م)
    الطبري ( أبو جعفر محمد بن جرير) (ت 310هـ/923 م) : مؤرخ ومفسر وفقيه شافعي، ولد في آمل بطبرستان استوطن بغداد وتوفي بها:
    ”تاريخ الأمم والملوك” ( من خلق
    العالم حتى 302هـ/915 م)
    المسعودي ( أبو الحسن علي) (ت346 هـ/957 م): مؤرخ ورحالة من أهل بغداد، من ذرية الصحابي إبن مسعود. رحل إلى بلاد كثيرة وأقام في مصر وتوفي فيها لقب بـ(هيرودوتس العرب):
    ”مروج الذهب ومعادن الجوهر” حتى عام 947 م
    ”التنبيه والإشراف” في فلسفة التاريخ والطبيعة.
    · مسكويه (أو ابن مسكويه، أبو علي أحمد) (ت 1030 م) مؤرخ له مشاركة في المنطق والكيمياء
    عاش في أصفهان، خدم بني بُوَيه:

    ”تجارب الأمم وتعاقب الهمم” ينتهي بعام 979 م.
    ابن الأثير (عز الدين علي) (1160-1234 م) مؤرخ كبير ولد بجزيرة ابن عمر علي دجلة وزها في الموصل:
    ”الكامل في التاريخ” ضمنه مختصره لتاريخ الطبري موصلاً ذكر الحوادث إلى 1231 م.
    ابن الجوزي (سِبط) (1186-1257 م) مؤرخ بغدادي:
    ”مرآة الزمان في
    تاريخ الأيام” (من الخلق حتى 1256 م)
    أبو الفداء ( اسماعيل) (1273-1331 م): أمير عربي مؤرخ جغرافي، صاحب حماه:
    ”المختصر في أخبار البشر” (ملخص
    تاريخ ابن الأثير أوصله إلى عصره).
    ابن خلدون ( عبد الرحمن أبو زيد) (1323-1406 م) مؤرخ وفيلسوف اجتماعي عربي، من أعلام زمانه في الإدارة والسياسة والقضاء والأدب والعلوم، ولد في تونس وتوفي في القاهرة، تولى أعمالاً سياسية في فاس وغرناطة وتلمسان.

    المقدمة
    ”كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”.
    3- مؤلفات حديثة:
    مطران خليل ( 1871-1949 م) شاعر وأديب لبناني هاجر إلى مصر:
    ”مرآة الأيام في ملخص التاريخ العام” (1897) ، وتوجد منه نسختان في مكتبة الأسد بدمشق، إحداهما أصلية والأخرى أحدث صادرة عن دار مارون عبود.
    نهرو جواهر لال (1889-1964) : سياسي هندي ورئيس وزارة (1947-1964):
    ”لمحات من
    تاريخ العالم” (1934) تعريب لجنة من الأساتذة الجامعيين
    (دار الجيل- بيروت- طبعة جديدة عام 1997).

    ديورانت ويل (1885-1981) وزوجته آريل (1898-1981):
    ”قصة الحضارة” (الطبعة الانكليزية 1935-1975) ترجمت بإشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في جامعة الدول العربية. وتوجد لها نسخة رخيصة الثمن في مشروع مكتبة الأسرة.
    ”الوجيز في قصة الحضارة” عن كتاب ديورانت السابق في سبعة أجزاء صغيرة من إعداد د.غازي مختار طليمات
    ( دار طلاس، دمشق، 1997).

    ”دروس التاريخ” لويل وآريل ديورانت (ترجمة علي شلش، دار سعاد الصباح، الكويت 1993).
    ”أبطال من التاريخ” لويل ديورانت
    ( ترجمة سامي الكعكي وسمير كرم، مراجعة عمر الأيوبي، دار الكتاب العربي، بيروت 2003).

    ولز (هربرت جـ) (1866-1946) روائي إنكليزي:
    ”موجز
    تاريخ العالم” (الطبعة الإنكليزية 1944) ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد، ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب الطبعة الثانية 1999.
    أساتذة من جامعة السوربون:
    ”تاريخ الحضارات العام” الواقع في سبعة مجلدات كبيرة، ترجمه عن الفرنسية فريد .م. داغر، وفؤاد .ج.
    أبو ريحان، ويوسف سعد داغر، وأحمد عويدات، منشورات عويدات، بيروت، باريس، الطبعة الثانية 1993 عن
    Histoire Générale des Civilizations ed. Maurice Crouzet 1953-1955

    توينبي آرنولد (1989-1975) مؤرخ إنكليزي:
    ”تاريخ البشرية” Mankind and Mother Earth 1967 ترجمة الدكتور نقولا زيادة
    ( الطبعة الرابعة 2003- الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت).

    مؤرخون سوفييت:
    ” موجز
    تاريخ العالم” وهو يقع في ثلاثة أجزاء من تأليف جماعة من المؤرخين السوفييت من معهد التاريخ بأكاديمية العلوم في الإتحاد السوفييتي، ترجمه محمد عيتاني وسليمة شعلان ووداد مراد
    (دار الفارابي، بيروت 1989-1990).



    مقدمة

    لقد كتبت منذ سنوات كتاباً عنوانه ” تاريخ العالم” ثم اقترح علي ناشري أن أكتب تاريخاً موجزاً للعام، وكنت أعلم أن هذا الأمر سوف يكون أصعب من تأليف الكتاب الأكبر، فليست هذه نسخة مركزة من الكتاب السابق، لأنك لا تستطيع أن تختصر تاريخاً عاماً بأن تختزل الصفحات إلى فقرات والفقرات إلى جمل، بل يجب أن تعيد توزيع المواضيع بشكل مختلف وأحياناً بتسلسل مختلف أيضاً إذا أردت ضم الأفكار الأساسية في حيز أصغر.
    كما أنه لابد من حذف بعض الأشياء بينما تأخذ أشياءً أخرى وزناً أكبر، ولا بأس بذلك، لأن التاريخ إنما هو سرد الأمور التي يجدها المؤرخ هامة عندما يريد عن الإجابة عن أسئلة يطرحها، فالحقيقة أنه مهما بدا موضوعه صغيراً ومهما كان كتابه كبيراً، فإن لن يقدر إلا على ذكر الأشياء التي يراها هامة ومرتبطة بموضوعه من وجهة نظره في الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها هو نفسه.
    قد يستغرب بعض القراء اختياري للأشياء أو الأشخاص الذين وجدتهم هامين ومرتبطين بموضوعي في هذا الكتاب، وربما وجدوا تفسيراً لهذا في المقدمات التي كتبتها لطبعات من النسخة السابقة الأكبر حيث كانت مقاربتي أطول. وأنا لم أعط هذا الكتاب الزمن نفسه لكل جزء من أجزاء
    العالم ولا لكل فرع من فروع البشر، فصحيح أن اتجاه التاريخ وشكله يتحددان عادة بأعمال الجماعات الكبيرة من الناس، إلا أنه ليس ديمقراطياً أبداُ، إذ أن الأعداد الكبيرة من البشر ذات دور هام في تحديد مجرى الأمور عندما يرتحل الناس في هجرات كبيرة مثلاً أو يضعون أنماطاً من الزراعة أو الصناعة ترسم مصائر أماكن هامة من كوكبنا، أو عندما يتبعون معلماً دينياً أو عقائد أو حتى قادة سياسيين بأعداد غفيرة، وما إلى ذلك.
    ولكن الأعداد وحدها لا تشكل العنصر الهام في التاريخ؛ فالصين مثلاً تضم منذ بداية الأزمنة التاريخية نسبة كبيرة من العرق البشري، إلا أن تأثيرها بقي شبه معدوم لزمن طويل. كذلك فإن النساء يشكلن نصف العرق البشري تقريباً، ورغم أنه كانت لهن أحياناً سلطة ونفوذ كبيران في بعض الأماكن، فإن أكثر المجتمعات كانت ومازالت تعطي سلطة ونفوذاً أكبر للرجال.
    ولهذا يحق أن نقول أن التاريخ هو قصة الظلم والقمع التي مارسته الترتيبات الاجتماعية ”الأبوية” على النساء، ولا يهمنا ما فعلته الأعداد الكبيرة من البشر فقط، بل تهمنا أيضاً مصائر الأعداد الكبيرة منهم.
    إن أكثر طريقة منطقية في تحديد الأشياء المهمة في التاريخ هي أن نعرف عدد الناس الذين تأثروا بها في المحصلة.
    فقد غيرت بعض الأفكار والحقائق الجغرافية والاكتشافات والمجتمعات وحتى بعض الأفراد حياة مئات بل آلاف الملايين من الأشخاص، وهي التي حددت السبل التي سلكتها البشرية دون سواها.

    ويجب أن أقول هنا أن هذه الرواية المختصرة لتاريخ
    العالم لا تسمح إلا بذكر أسماء أفراد قلائل هم الذين غيروا الإمكانيات المتاحة لغيرهم من البشر. ولا يعني هذا أن تاريخ الملايين من الناس المغمورين غير جدير بالدراسة، بل إن كل شيء في الماضي يستحق الدراسة، ولكن يبقى هذا الكتاب الموجز دليلاً على أن تلك الملايين من الناس ربما كانت ستعيش بصورة مختلفة تماماً لو لم يأت أولئك الأفراد القلائل بأعمالهم التي غيرت العالم.
    ولما كان هذا الكتاب قد نشأ من كتاب سابق له فيجب علي من جديد أن أوجه شكري لكل من ساعدني والذين شكرتهم في المقدمات السابقة. ولكن يجب أيضاً أن أقدم اعترافاً خاصاً بالجميل لشخصين اثنين من أجل مساهمتهما في هذا الكتاب. إنني أدين بالمعروف الكبير لناشري ديفيد أتول لأنه هو الذي اقترح هذا المشروع أصلاً، ولمحررتي آن لوسي نورتن لأنها كثيراً ما حفزت همتي الضعيفة في هذا المشوار الذي كان كانت العوائق فيه أكبر مما ظننا في البداية.
    وأجد نفسي الآن ممتناً لهما امتناناً عميقاً وأشكرهما شكراً حاراً، ولو أنني لم أكن واعياً لفضلهما هذا أثناء إنجاز العمل.


    الخامس من آب (أغسطس)1993


    الموضوع الأصلي: تاريخ العالم // الكاتب: عبير العبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  2. #2

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم



    البدايات

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    تستخدم كلمة تاريخ عادةً للدلالة على شيئين مختلفين: فهي تعني ما حدث في الماضي؛ كما أنها تعني الوصف الصحيح لما حدث فيه. وعندما نصف ما حدث في الماضي فإننا دائماً نختار منه أشياء دون غيرها، وعندما نصف تاريخ العالم كله لا نستطيع أن نأخذ بعين الاعتبار كل الزمن الماضي، بل يمكننا أن نتجاهل القسم الأكبر منه فلا حاجة بنا أن نعود إلى زمن "الانفجار الكبير" الذي انبثق منه الكون لكي نفهم وضعنا الحالي.
    إن التاريخ هو قصة البشر، لذلك فإن ما يهمّنا هو ماضي البشر، وحتى عندما يبحث المؤرخون في أمور خارج سيطرة البشر مثل الجغرافية والمناخ والأمراض، فإنهم يبغون من ذلك أن يعرفوا لماذا عاش الناس وماتوا بطرق ما دون سواها؛ أي أن التاريخ بمعناه الأول –ما حدث في الماضي – هو ما حدث للبشر وما فعلوه هم أنفسهم.
    يختصر هذا الأمر قسطاً كبيراً من الزمن الذي ينبغي علينا دراسته، ولكنه يترك مع ذلك قدراً كبيراً جداً لابد من معالجته. كما أنه لا يبين لنا تماماً أين يجب أن نبدأ. يمكننا نظرياً أن نبدأ بأول كائن بشري، ولكننا لا نعلم متى ظهر ذلك الكائن ولا أين؟!
    بل يمكننا أن نخمن ذلك بحذر وضمن حدود واسعة، والأصعب من هذا أنه ليس ثمة إجماع على الكائنات التي يمكن أن نعتبرها "بشرية" بين التي عاشت في الأزمنة الباكرة، وأين عبرت الخط الذي يفصل بينها وبين غيرها من الحيوانات.

    من العسير أن نرسم خطاً واضحاً بين البشر والكائنات السابقة لها
    ولم يعد الناس يتحدثون عن "البشر القردة" أو "الحلقات المفقودة" كما كانوا يفعلون في السابق. صحيح أن الفيزيولوجيا تساعدنا في تصنيف المعلومات، إلا أن صفة "بشري" مازالت موضوع تعريف قد يختلف الناس فيه.
    إن ما يتفرّد به البشر بشكل أكيد ومميّز ليس امتلاكهم خصائص معينة فحسب، بل ما يفعلونه بتلك الخصائص.
    لقد أبدى البشر دوماً قدرة تراكمية على صنع التغيير لم يبد مثلها أي نوع آخر، وصنعوا تاريخهم بأنفسهم-
    ولو كان ذلك ضمن حدود بالطبع – وقد صارت هذه الحدود اليوم واسعة جداً، ولكنها كانت ذات يوم ضيقة للغاية، بحيث لا يمكننا أن نميز الخطوة الأولى التي أخرجت التطور البشري من حتمية الطبيعة. إن تاريخ البشر قد ابتدأ عندما اخترق الاختيار الواعي للمرة الأولى ميراث الجينات والسلوك بعد أن كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة للبقاء.


    فعندما ظهرت إمكانية التحرر من حتمية الطبيعة ولو بأوهى درجاتها كانت تلك بداية تغير عظيم جداً، فمنذ ذلك الحين صارت ثقافة البشر تطورية، ولم تعد تبنى بالصدفة وضغوط الطبيعة وحدها، بل أيضاً بالاختيار الواعي وبتراكم رأس مال من الخبرة والمعرفة وباستغلالها. ومن عند ذلك التحول ينبغي علينا أن نبدأ قصتنا، لو كان بإمكاننا أن نعرف متى حدث.





    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  3. #3

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    التطور

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    يقبل أكثر علماء البيولوجيا اليوم شكلاً من أشكال نظرية تفسر التطور "بالاصطفاء الطبيعي"
    ويتفق الكثيرون منهم – ولكن ليس كلهم – على أن التطور يعمل من خلال البيئة، بحيث تشجع بيئة معينة بينما تعيق بقاء سلالات أخرى. ثم تنتقل تلك الرسائل الجينية التي بقيت إلى الجيل الثاني، أما الأخرى فلا تنتقل لأن البيئة تستأصلها قبل انتقال الميراث الجيني. فهناك مثلاً آليات معينة لحفظ حرارة الجسم في بعض الأنواع تسمح لها بالاستمرار في العيش ضمن المناخ البارد –كما هي حال البطريق- أما الأنواع الأخرى التي لا تمتلك تلك الآليات فإنها لا تقدر على العيش في ذلك المناخ لا تجدها إلا خارجها، هذا إذا وجدت أصلاً.

    قد يبدو هذا الأمر بعيداً عن قصة البشرية، ولكنه ضروري لفهم جذور قصتنا الكامنة في الماضي السحيق. لقد بقي التطور البيولوجي زمناً طويلاً يسير ببطء عجيب ضمن الإمكانيات التي تتيحها البيئات المختلفة للمتعضّيات ثم للحيوانات المختلفة. وكان العامل الحاسم في توفير تلك البيئات المختلفة هو المناخ. فمنذ حوالي أربعين مليون سنة بدأت نهاية حقبة مناخية طويلة كانت موائمة للزواحف الكبيرة، وأشهرها الديناصورات.
    كان العالم يبرد عندئذٍ ، وراحت الظروف المناخية الجديدة تقلص بيئة تلك الزواحف الكبيرة التي أدت في النهاية إلى اختفائها – ويعتقد البعض أن هناك عوامل أخرى غير المناخ قد لعبت دورها أيضاً – إلا أن الظروف الجديدة كانت ملائمة لسلالات أخرى من الحيوانات كانت موجودة من قبل، ومنها ثدييات كان أجدادها الصغار جداً قد ظهروا قبل ذلك بحوالي مائتي مليون سنة. لقد ورثت تلك الثدييات الأرض أو جزءاً كبيراً منها، ثم مرت سلالاتها بتطور فيه الكثير من الانقطاع وحوادث الاصطفاء، حتى تطورت إلى عائلات الثدييات التي تعيش اليوم، ومنها عائلتنا.


    ولكن هذه لم تكن نهاية قصة المناخ كعامل انتقاء في التطور، بل بقيت تحدث تقلبات عظيمة في درجات الحرارة، ولو أنها كانت تستغرق مئات آلاف بل ملايين السنين لكي تأخذ كامل مجراها. لقد مرت الأرض بدرجات قصوى من التجمد من ناحية والجفاف من ناحية أخرى. قضت على بعض خطوط التطور الممكنة، في حين ظهرت بالمقابل في أزمنة وأمكنة غيرها ظروف موائمة سمحت لبعض الأنواع بالازدهار وشجعت انتشارها في مواطن جديدة.
    كانت تلك عملية طويلة للغاية، وكان المناخ يهيئ خلالها خشبة المسرح لتاريخ البشرية، حتى قبل ظهور الكائنات التي سوف يتطور منها البشر، وكان يشكل عبر الاصطفاء الميراث الجيني النهائي للبشرية نفسها.

    منذ حوالي خمس وخمسين مليون سنة كانت الثدييات البدائية على نوعين أساسيين: أحدهما يشبه القوارض وقد بقي على الأرض، في حين سكن النوع الآخر الأشجار، وبذلك انخفض التنافس بين العائلتين على موارد الطبيعة. ثم استمرت سلالات من كل منهما لتصبح في النهاية الكائنات التي نعرفها اليوم.
    تسمى المجموعة الثانية الآن اللّيموريّاتprosimians ونحن من بين أحفادها، لأنها كانت أجداد الرئيسات الأولى .
    إن السلالات التي بقيت في المرحلة التالية من تطور الليموريات هي السلالات الجينية الأكثر ملائمة لتحديات الغابة ومخاطرها.




    من فصيلة الليموريات

    كانت الغابة بيئة خطرة قد لا تنفذ أشعة الشمس إليها إلا قليلاً، لذلك صار للتعلم أهمية قصوى، وقد زالت السلالات المعرضة للحوادث في تلك الظروف، بينما استمرت تلك التي استطاع ميراثها الجيني أن يستجيب ويتأقلم مع أخطار الظلام الدامس والأشكال الغامضة وصعوبة التثبت بالأيدي.

    من تلك الأجناس التي ازدهرت – من الناحية الوراثية- أنواع ذوات أصابع طويلة سوف تتطور إلى الأصابع التي نعرفها، وإلى الإبهام الذي يستطيع مقابلة الأصابع الأخرى فيسهل الإمساك بالأغصان، ثم بالأدوات في مرحلة لاحقة. وتطورت أنواع غيرها نحو الرؤية الثلاثية الأبعاد وتراجع حاسة الشم وشكل الوجه القريب من الشكل البشري.
    ولا حاجة بنا هنا إلى تتبع تفاصيل هذه القصة أكثر من هذا، فهي في غاية التعقيد ومازالت موضع أخذ ورد بين المختصين ولكنها الخلفية الضرورية لفهم إحدى نتائج التطور، ألا وهي ظهور الفرع الأساسي من عائلة الرئيسات الذي ينتمي إليه البشر، أي فرع البشريات.



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  4. #4

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    البشريات

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    ظهرت أولى القردة منذ حوالي 25 مليون سنة، وكانت أرقى الرئيسات تطوراً في زمانها، فقد كانت أجسامها وأدمغتها أكبر بكثير من الرئيسات الأسبق. ثم تطورت منها سلالات جديدة ملائمة لحياة السهوب التي بدأت تمتد على حساب الغابات بسبب تغير المناخ.
    كانت هذه السلالات أفضل من فصائل القرديات، أي القردة والقردة الكبيرة ، في مواجهة الظروف الجديدة. وكانت بعضها تمشي منتصبة وتستطيع الجري بصورة لا تقدر عليها القرود. من هذه السلالات نشأ الخط التطوري المسمى البشريات. وتشير بقايا المستحاثّات إلى إمكانية تميز كائنات عاشت بين ثلاثة إلى أربعة ملايين سنة مضت يمكن اعتبارها من بين "أجدادنا". وتوجد أول آثارها في جنوب أفريقيا وشرقها، حيث جرت اكتشافات في تنزانيا الحالية في موقع يدعى ممر أولدفاي في خمسينيات القرن العشرين قلبت الأفكار التي كانت سائدة قبلها حول أصول البشر رأساً على عقب. وطوال الأربعين عاماً التالية راحت اكتشافات العلماء الجديدة توسع المجال الزمني الذي يدور فيه الجدل حول أصول الإنسان.
    صحيح أن اكتشافات أخرى هامة قد حدثت في أفريقيا بعدها، وأن الاستنتاجات الأولى صارت الآن موضوع تساؤلات كثيرة إلا أن البقايا التي وجدت في ممر أولدفاي مازالت أفضل نقطة بداية لسرد ما نعرفه.
    لم تبدُ تلك البقايا ذات أهمية كبيرة في البداية، فالبحث الطويل لم يعطِ إلا مجموعة من القطع المتفرقة التي يمكن أن تتسع لها طاولة واحدة كبيرة. لقد وجد أكثر من ألف سن وحوالي اثنتي عشر جمجمة، أما من عظام الحوض فلم يكتشف إلا ثلاثة إضافة إلى لوح كتف واحد وعظام أخرى متفرقة. ولكن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أن هذه العظام كانت بقايا كائنات من نوع غير معروف سابقاً. سمي قرد الجنوب الأفريقي Australopithecus africanus وبدا أن عمر تلك البقايا بين مليونين وثلاثة ملايين سنة.



    قرد الجنوب الإفريقي

    كان طول قرد الجنوب هذا حوالي أربعة أقدام ، وكان حوضه وساقاه وقدماه أقرب إلى البشر منها إلى القردة، أما جمجمته فكانت أشبه بالشكل القردي وتحمل دماغاً أكبر من حجم دماغ الغوريلا إضافةً إلى فك ضخم. وكانت طرفاه الأماميان ينتهيان بيدين حقيقيتين، ورؤوس أصابعه منبسطة النهايات مثل أصابع البشر. كما يمكننا استنتاج بعض الأمور عن سلوكه أيضاً، إذ تشير الأدلة إلى إقامته في المكان نفسه لفترات طويلة، ويعتقد العلماء أن ممر أولدفاي يقدم أول دليل على قيام البشريات بعمليات البناء، لأنهم وجدوا حاجزاً لاتقاء الريح مبنياً من الحجارة.
    من المؤكد أن تلك الكائنات كانت من آكلات اللحم، إذ وجدت أيضاً عظام سحقت لاستخراج النقي منها والدماغ من الجماجم وبما أنه لم تكن هناك نار لطهيها فلابد أنهم كانوا يأكلونها نيئة. كان هذا اللحم على الأرجح لحم جيف وجدوه أثناء بحثهم عن الطعام، ولكن تناول اللحم أمر ذو أهمية كبيرة، لأنه في الحقيقة طعام مركّز، لذلك لا يحتاج من يتناوله إلى الأكل على نحو دائم أو متكرر.
    ومن ناحية أخرى يمثل تناول اللحم مشاكل تقنية، لأن سحق العظام وكشط الجلد واللحم لا يمكن أن تكون عملية سهلة بالنسبة لكائنات متحدّرة من كائنات نباتية، فهي ليس لها الأسنان والمخالب الحادة التي تملكها بعض الثدييات الأخرى.
    لقد كانوا إذا ً بحاجة إلى مساعدة في حل هذه المشاكل، وربما كان في هذا الأمر تفسير لواحدة من أكثر الحقائق إثارةً بين اكتشافات أولدفاي، ألا وهي أن قرد الجنوب كان صانع أدوات.


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  5. #5

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    الصفات البشرية

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    دلت الحفريات على أن أنواعاً مختلفة من الحجر قد جلبت إلى أولدفاي بعد التقاطها في مكان آخر، أي أنها انتقيت من بين غيرها. وقد عولجت تلك الأحجار بأن نزعت عنها رقائق للحصول على حد مسنن، فتحولت إلى سواطير فجة يمكن إمساكها باليد. وكانت تلك أول أدوات قاطعة صنعت بشكل مقصود، أي أن التقنية قد ابتدأت هنا منذ مليوني سنة.
    إن ممر أولدفاي هو أول معلم في عملية صنع الأدوات، وهي عملية طويلة انتشرت ببطء في كافة أنحاء العالم، وسوف تحسّن تلك الأدوات ويكثر عددها جداً، ولكن الأدوات الحجرية بقيت طوال القسم الأكبر مما قبل تاريخ البشر وطوال القسم الأكبر من حياة جنسنا نفسه أيضاً هي الأدوات الأساسية في معالجة البيئة.
    مازالت هناك أسئلة كثيرة معلقة فيما يخص مكتشفات أولدفاي، وأهم تلك الأسئلة هي: هل كانت تلك الكائنات حقاً جزءاً من أجداد البشر أصلاً؟ إنها بالتأكيد بشريات ، ولكنها ربما كانت تنتمي إلى سلالة غير التي تحدّرنا منها نحن، أي أنهم، ربما كانوا أولاد أعمام لنا بعيدين وليسوا أجداداً مباشرين. صحيح أنهم يشتركوا ببعض الصفات مع البشر اللاحقين، إلا أنهم في الوقت نفسه، يختلفون عنهم كثيراً في شكل جمجمتهم مثلاً وفي قصر قامتهم.
    إن بعض العلماء يعتقدون بوجود "جد" مشترك في سلسلة أخرى أقدم، تحدّر منها كل من البشر وقردة الجنوب، ولكن الموضوع الأهم هو: ما موقع قرد الجنوب على سلم التطور؟ هل هو شكل أولي من الكائنات البشرية؟ أو يمكننا أن نسأل السؤال نفسه بطريقة أخرى: أين ينتهي التاريخ الطبيعي ويبدأ ما قبل التاريخ؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تعتمد على تعاريفنا أصلاً، لأن الجواب يعتمد على ما نختار أن نعتبره من جوهر الطبيعة البشرية.
    قال البعض إن اللغة هي التي تميز البشر، ولكن الحقيقة أن هناك حيوانات أخرى تصدر أصواتاً مختلفة كإشارات، وتقوم بحركات يبدو أن لها معاني، فما هي النقطة التي يمكننا أن نعتبر عندها الأشياء لغة؟ .
    أما فيما يتعلق بعملية البناء فلا ننس أن النمل والنحل والطيور وحيوانات القندس قادرة عليها على نحو رائع، لقد اقترح بعضهم معياراً آخر لتمييز البشر هو استخدام الأدوات، ولكن هذا الأمر غير محصور بالبشر وحدهم، فالقردة تستخدم العصي لوكز أعشاش الحشرات، أو لمساعدتها في الوصول إلى أشياء بعيدة عن متناول يدها، إلا أن الرئيسات العليا القليلة غير البشرية التي وجد أنها تستخدم الأدوات إنما تستخدمها بطريقة بسيطة جداً، كما تبين الأمثلة، ويبدو أنها لا تصنع الأدوات بهدف معين من أجل الوصول إلى فائدة ما في المستقبل.
    فربما كان صنع الأدوات إذن معياراً أفضل من استعمالها يميز البشر عن غيرهم من الكائنات. وأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تعلم أنه يفكر بشكل واع في التغيرات الممكنة في بيئته وفي أساليب تحقيقها.

    ثمة سبب يجعلنا نعتقد أن سكان موقع أولدفاي أولئك كانوا مختلفين عن غيرهم من الرئيسات.
    فلما كانت الأحجار، وربما اللحم أيضاً، تجلب من مناطق بعيدة نسبياً، ولما كان جسم قرد الجنوب لا يسمح بتعلق صغاره بأمهم أثناء تنقلها مثل الرئيسات الأخرى على ما يبدو، فربما كان أولدفاي أول مثال نعرفه عن كائنات كان لها بيت تأوي إليه. إن البشر وحدهم من بين الرئيسات لديهم أماكن تبقى فيها الإناث والصغار لفترات طويلة، بينما يبحث الذكور عن الطعام ويحضرونه إليهم.

    ويوحي هذا بأمر آخر يتعلق بعقل قرد الجنوب: يبدو أن تلك الكائنات كانت قادرة على التفكير بما سيحدث ولو بطريقة فظة ومبهمة، وقادرة على مقاومة الرغبة بتقطيع طعامها وتناوله حيث تجده، وتبدي ما يكفي من السيطرة على النفس لكي تحمله إلى بيتها لاستهلاكه هناك. إن كبح الدوافع الطبيعية لضمان الرضا مستقبلاً يكمن في أصل كل ما أنجزته البشرية، ويسمي علماء النفس هذه الآلية بعملية "النهي" وهي البداية البعيدة للتخطيط الواعي.
    إلا أن الاكتشافات التي حصلت بعد ذلك قد زادت الأمور تعقيداً، إذ يبدو الآن أن قرد الجنوب قد وجد بأنواع عديدة، كما وجدت مؤخراً في مكان آخر من شرق أفريقيا أدلة على وجود كائنات أخرى كانت تعيش في الزمن نفسه، وهي تبدو أقرب إلى البشر اللاحقين، أقله من الناحية الجسمانية.
    أي أن قردة الجنوب لم تكن البشريات الوحيدة في العالم منذ حوالي مليونين أو ثلاثة ملايين سنة. ولما كانت بعض تلك الكائنات الأخرى أشبه بالبشر من الناحية الجسدية فقد أطلق عليها اسم فصيلة Homo وهي الكلمة اللاتينية التي تعني الإنسان، وقد وجدت بقايا بعضها من سنوات قليلة قرب بحيرة رودولف* في كينيا، ويبدو أن طول أفرادها يبلغ خمسة أقدام تقريباً، وأن دماغها أكبر بمرتين تقريباً من دماغ الشامبانزي الحالي.

    ليس من السهل على غير المختص أن يجد طريقه بين أدلة مازال الجدال محتدماً حولها بين المختصين، ولا ننس أبداً أننا في أكثر الحالات تحت رحمة ما حالفنا الحظ بإيجاده، فليس من الضروري أن يكون ما اكتشف في أولدفاي نموذجاً لبقية أنحاء العالم، أو حتى لشرق أفريقيا في حوالي عام 2.000.000 قبل الميلاد ، أي أن هذه الأشياء ربما لم تبق إلا بمحض الصدفة. وربما تبدلت الصورة إذا ما اكتشفت أدلة أخرى، ولكن مع هذا يبدو من المرجح أن يكون البحث عن أصول البشرية في أفريقيا، حيث كانت تعيش منذ ثلاثة أو أربعة ملايين سنة، كائنات تنتمي لأكثر من نوع واحد وتشبه البشر في بعض النواحي. ويبدو أن بعضها وبالأخص قردة الجنوب قد نجحت نجاحاً كبيراً من الناحية البيولوجية، إذ تشير الأدلة إلى أنها كانت في حوالي عام 1.000.000 ق.م موجودة في كافة أنحاء العالم خارج الأمريكيتين وأستراليا.







    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  6. #6

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    الإنسان المنتصب

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    تزداد قصتنا تعقيداً بسرعة بعد حوالي 2.000.000 قبل الميلاد، إلا أن العلماء باتوا اليوم ماهرين في التمييز بين البشريات المختلفة. وما يهمنا بالنسبة لغرضنا هنا هو أن السلالة البيولوجية التي نشأ منها البشر كانت متفوقة في قدراتها، ويدل على هذا استمرارها، فرغم تقلبات المناخ على مدى ملايين السنين أظهرت الأنواع ذات الصفات البشرية قدرة على البقاء والانتشار والتأقلم مع الظروف المتغيرة تفوق قدرة كائنات كثيرة، ولو بدت لنا ضعيفة التطور. صحيح أننا نتحدث عن تغيرات مناخية استغرقت عشرات الألوف من السنين، إلا أنها كانت تغيرات سريعة بالقياس إلى الظروف الأكثر ثباتاً خلال ملايين السنين التي سبقتها.
    إن هذه التقلبات السريعة نسبياً تشمل ما نسميه "العصور الجليدية" ، التي استمر كل منها من 50 إلى مئة ألف سنة. خلال العصور الجليدية كانت مناطق شاسعة من نصف الكرة الشمالي مغطاة بألواح جليد هائلة بما فيها قسم كبير من أوروبا وأمريكا حتى مدينة نيويورك الحالية جنوباً، تزيد سماكتها أحياناً عن الميل
    .
    وقد ميز العلماء الآن سبعة عشر أو تسعة عشر عصراً جليدياً، ومازال الخلاف دائراً حول عددها الدقيق، ابتدأ أولها منذ أكثر من ثلاثة ملايين عام، أما آخرها فقد انتهى منذ حوالي عشرة آلاف عام.



    الإنسان المنتصب

    كان أثر عصور الجليد على الحياة والتطور هائلاً، لأن امتداد الجليد البطيء كان حاسماً وكارثياً أحياناً على كل ما يقع في طريقه. ومازالت تضاريس طبيعتنا اليوم مشكّلة بفعل حتّ الجليد منذ آلاف القرون، وعندما ذاب الجليد نتجت عنه فيضانات واسعة لابد أن يكون لها فعل الكارثة محلياً، لأنها خربت مواطن الكائنات التي تأقلمت مع تحدي الحياة القطبية.
    إلا أن ذوبان الجليد كان يحمل أيضاً فرصاً جديدة، لأن المناطق التي يكشفها بزواله تصبح مساكن لأنواع جديدة.

    وربما كان الأهم من ذلك في مجمل قصة التطور هو تتالي حدوث البرودة والدفء بصورة متكررة على بعد آلاف الأميال من الجليد نفسه، مما أدى إلى ظهور بيئات جديدة، وتبدّل الجفاف إلى انتشار المناطق العشبية الذي أعطى فرصة لعيش الأنواع الموجودة، والتي يشكل بعضها جزءاً من قصة تطور البشر.
    والجدير بالذكر أن أفريقيا كانت بعيدة عن أكبر حقول الجليد.

    مازال المناخ بالطبع مهماً جداً في أيامنا أحياناً، ولكن محلياً، وعلى مدى أقصر بكثير من الماضي، فهو لم يعد يحدد أماكن بقاء البشر على نحو مطلق. أما في عصور ما قبل التاريخ فقد كان المناخ هو الذي يحدد ذلك، ولم يتمكن البشر من التغلب عليه إلا بصفات جسدية وعقلية اكتسبوها ببطء.
    كانت بعض سلالات البشريات أقدر من غيرها على التعامل مع الطبيعة والتحكم بها إلى حد ما. ولنعد إلى موضوع إصبع الإبهام عند البشر، الذي ذكرنا سابقاً أصوله البعيدة، فكثيراً ما يغيب عن بالنا فائدة إصبع الإبهام وأهميته الكبيرتين:
    إن تقريبه من السبابة يسمح لنا بالتقاط الأشياء الصغيرة، كما يمكننا أن نلفه حول ساعد سلاح أو أداة لكي نحكم قبضتنا عليه، وهو يسهل كثيراُ عملية صنع الأدوات، عدا عن عزف البيانو ورسم اللوحات وممارسة الرياضة بالطبع.


    إلا أن الناحية الحاسمة في تفوق البشر على غيرهم من الحيوانات كانت على الأرجح كبر حجم دماغهم، وربما كان هو ما سمح لبعض البشريات بالتفكير في الغد. لقد تضافر هذا العامل مع وجود بيت تأوي إليه البشريات فجعلا بقاءها أسهل.
    إن صغار البشريات بحاجة إلى زمن طويل لكي تنمو، ولابد أن تكون القدرة على التفكير مع وجود بيت يلجؤون إليه قد سهلت نموهم حتى يصبحوا بالغين ويربوا صغارهم بدورهم. كما أن البيت قد مكن من الراحة والتعافي من الأمراض والحوادث. وكيفما جرت تلك الأمور فإن النتيجة النهائية واضحة: فقد اختيرت الأنواع ذوات الصفات الأكثر بشرية رويداً رويداً عبر آلية الاصطفاء الطبيعي القاسية.


    كانت الطبيعة حتى ذلك الحين قد عملت على إزالة السلالات الجينية العاجزة عن التأقلم الجسدي مع تحديات البيئة، ولكن عندما تسلحت بعضها بالحذر وبعد النظر والمهارة صار بإمكانها أن تتجنب الكوارث وصارت هناك قوة جديدة في عملية الاصطفاء، وهي تشبه كثيراً ما نسميه بالذكاء البشري، فعند هذا المنعطف نبدأ البحث عن المحطة التي نزلنا منها إلى البشرية. وتقدم تلك القوة العلامات الأولى على ذلك التأثير الإيجابي والواعي على البيئة، والذي يدل على أبكر إنجازات البشر.

    إلا أن هذه الأفكار كلها تبقى ضرباً من التخمين، ولا يجوز أن ننسى أبداً أن معلوماتنا عن قسم كبير مما قبل التاريخ هي معلومات زهيدة للغاية. فأوروبا مثلاً لا تحوي إلا كهفاً واحداً وجدت فيه أدوات تشبه أدوات قرد الجنوب في أفريقيا، ولا يزيد عمرها عن المليون سنة إلا قليلاً.

    بعد ذلك الزمان بمرحلة طويلة نجد أدلة على خطوة أخرى هامة في التطور البشري، فقد ظهر كائن ذو نمط جسماني جديد في حوالي 800.000 ق.م، ثم انتشر رويداً رويداً في كافة أنحاء "العالم القديم"
    ( أي بر أفريقيا وأوروبا وآسيا التي انفصلت الآن عن الأمريكيتين وعن جزر جنوب شرقي آسيا) بحلول عام 250.000 ق.م تقريباً. تدعى الأشكال الأبكر من هذا الكائن "الإنسان الماهر"
    وقد سميت تطورات لاحقة إلى نوع آخر بـ"الإنسان المنتصب".





    الإنسان الماهر

    إن الفرق الحاسم بين الإنسان المنتصب والكائنات السابقة الشبيهة بالإنسان، هو في الحجم، وخاصةً حجم الدماغ.
    فقد طورت إحدى السلالات دماغاً أكبر بمرتين تقريباً من دماغ قرد الجنوب، وأقرب بكثير إلى الإنسان الحديث من دماغ أي من البشريات الأسبق. وكانت هناك كائنات أخرى شبيهة بالإنسان وذوات دماغ كبير، وجدت أجزاء بعضها في أماكن بعيدة مثل الصين وجاوة
    .
    ولكن يبدو أن الإنسان المنتصب قد نشأ في أفريقيا ثم انتشر إلى أوروبا والقسم الأكبر من آسيا. وقد حاول العلماء أن يقيسوا الفترة التي استغرقها هذا الانتشار، وتقول إحدى النظريات إنها دامت ثلاثة أو أربعة آلاف سنة، كان ينتشر فيها بمعدل ميل واحد في العام باتجاه الشمال عبر الصحراء الكبرى الحالية والشرق الأدنى إلى فرنسا.
    ورغم أنه لم يترك له مستحاثات في أوروبا فإنه استمر فترة أطوال بحوالي عشر مرات من فترة وجود البشر كما نعرفها. ويمكننا تقصي أثره من خلال أدوات خاصة كان يستخدمها، أهمها الأداة الحجرية المسماة بالفأس اليدوية. وقد دلت أماكن اكتشاف هذه الأداة على الأماكن التي سكنها الإنسان المنتصب وازدهر فيها.








    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  7. #7

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    الصيد

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    بالرغم من الفجوات الهائلة في معرفتنا بالإنسان المنتصب، فإننا نعلم أنه كان نوعاً ناجحاً جداً. كيف حصل على هذا الدماغ الكبير؟ مازال هذا الأمر غامضاً، وعلى الأرجح أن يكون تبدل الغذاء هو سبب ظهور هذا النمط الجسماني الجديد، إذ يبدو أن تناول كمية أكبر من اللحم قد ساعد الكائنات ذوات القوام الأكبر من المتوسط على البقاء والتكاثر.
    وربما كان لهذا الأمر علاقة بظهور أول مهارة متخصصة، أي مهارة الصيد.

    يبدو أن اللواحم الأولى كانت تعتمد إما على الفرائس الصغيرة مثل الزواحف والقوارض، أو أنها كانت تأكل جيف حيوانات أكبر بعد موتها. فقد وجد في أولدفاي عند بداية سجل المستحاثات فيلاً وربما زرافات وجواميس أُكل لحمها. أما بعد هذا التاريخ فيغلب وجود عظام حيوان أصغر بين الفضلات ولزمن طويل. ولكن العيش على بقايا حيوانات ميتة لا يمكن أن يكون طريقة يعتمد عليها، بل لابد من أن يكون قد تحول إلى صيد حقيقي، وصيد حيوانات كبيرة أيضاً، ولو ببطء شديد، ولقد كان لهذا التحول نتائج عظيمة جداً.
    يلاحظ بين بقايا أطعمة تلك الكائنات ازدياد حجم الحيوانات المأكولة، ويقابله نمو في حجم جماجم الكائنات التي تقتات عليها. ففي حوالي عام 300.000 ق.م كانت الأفيال تقتل وتقطع في المكان نفسه، وقد وجدت بقايا أعداد كبيرة منها، بينها موقع وجد فيه حوالي خمسين فيلاً، وخلال هذه الفترة نفسها وحتى أزمنة لاحقة تطورت أشكال أسنان وأفكاك تلك الكائنات الشبيهة بالإنسان رويداً رويداً مبتعدة عن الأشكال المميزة لآكلات النباتات.

    ولا يمكن تمييز السبب عن النتيجة في هذا التطور، لأن الصيد المنظم الذي يسمح بتناول اللحم لا يمكن أن تقوم به إلا كائنات أحرزت بالأصل من التطور ما يمكنها من القيام بهذه العملية المعقدة. ويدل هذا الأمر من جديد على تسارع عملية التطور.

    لقد ظهر بين عامي 1.000.000 و 100.000 قبل الميلاد مجال هائل من القدرات والمهارات الجديدة، وهي التي مكنت من نشوء المجتمعات البشرية الأولى.




    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  8. #8

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    قبضة جديدة على العالم

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    قبل أن يصبح صيد الحيوانات الكبيرة ممكناً كان يجب أن يعرف الكثير عن عاداتها، وأن يصبح من الممكن نقل هذه المعرفة إلى الآخرين المشاركين في مغامرة الصيد التعاونية، من جيلٍ إلى جيل، فلابد أن يكون إذاً ثمة نوع من أنواع الكلام.
    يقول بعضهم إن الاصطفاء الجيني الذي أدى إلى تغيرات بشكل الدماغ قد ساعد أيضاً على تطور اللغة.
    قد لا يُعرف أبداً كيف كانت قردة الجنوب تتفاهم فيما بينها، ولكننا نعلم أن رئيسات أقل تطوراً منها كانت تملك طرقاً للتفاهم.

    ربما كانت الخطوات الأولى في تنظيم اللغة هي تقطيع نداءات تشبه نداءات الحيوانات الأخرى إلى أصوات متميزة يمكن إعادة ترتيبها، بحيث يمكن إيصال رسائل مختلفة. وربما كان هناك تطورات أخرى مساعدة أيضاً، فالبصر كان يتحسن، وكذلك الإحساس بالعالم كمجموعة كبيرة من الأشياء المنفصلة، وصناعة الأشياء الجديدة (الأدوات) كلها كانت تحدث بشكل متزامن مع تطور اللغة على مدى مئات آلاف السنين، فتضافر كل تلك العوامل هو الذي مكّن من ظهور التفكير المجرد أي التفكير بأشياء ليس لها وجود ملموس، ولابد أن يكون الصيد قد عزز هذا التطور، لأنه زاد من أهمية حفظ المعلومات وتذكرها.
    يحتاج الصيد أيضاً إلى مجال واسع من التقنيات والمهارات، لأن الإيقاع بحيوانات عملاقة مثل الماموث ووحيد القرن الصوفي وقتلها باستخدام أسلحة من الحجر والخشب فقط هو في الحقيقة أمر في غاية الصعوبة، ولابد من الكثرة والتنظيم لدفع الحيوان إلى مكان مناسب لقتله، كوجود مستنقع يتخبّط فيه، أو نقاط إشراف جيدة وآمنة للصيادين، وحتى بعد موته تبقى مشكلة تقطيعه بتلك الأدوات الخشبية والحجرية، ثم نقل اللحم إلى البيت. كان وجود كميات أكبر من اللحم خطوة صغيرة جداً نحو توفر بعض وقت الفراغ، لأنه يحرر آكليه مؤقتاً من عناء التفتيش الدائم عن كميات زهيدة من الطعام ولو كانت متوفرة دوماً، ويتيح لهم الوقت لفعل أشياء أخرى، فيمكنهم عندئذٍ أن يضيفوا شيئاً ما إلى التقنية الموجودة.

    لقد حسّن الإنسان المنتصب الفؤوس اليدوية ذوات الوجهين، كما خلّف أول دليل أكيد على بناء مساكن، وأول خشب مشغول وأول رمح خشبي، وأول وعاء وهو طاسة خشبية. إن اختراع أشياء على هذا المستوى يدل على سرعة في التطور وقدرة مختلفة تماماً عما كان موجوداً من قبل. كان العقل يشكل أفكاراً عن الأشياء قبل البدء بصنعها، إذ يقول بعضهم إن الأشكال البسيطة من مثلثات وأشكال إهليلجية وبيضوية، والمطبّقة على أعداد هائلة من الأدوات الحجرية يمكن اعتبارها البدايات الأولى للفن، أي إنتاج أشياء تسر بشكلها عدا عن فائدتها.












    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  9. #9

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    النار: استخدامها وإنتاجها

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    إن أعظم التطورات التقنية للإنسان المنتصب كان تعلم تدبير النار، ونجد أول دليل على استخدام النار في الصين حوالي عام 600.000 ق.م، ولكنه لا يدل على وجود القدرة على توليدها، ويرجّح ألا يكون الإنسان المنتصب قد توصّل إلى توليد النار قط. بالرغم من هذا تبقى قدرته على استخدامها مكسباً هائلاً، بل أهم تغير فريد في التقنية قبل قدوم الزراعة. وقد كان ذلك أول استغلال كيميائي للطاقة بطريقة مختلفة عن عملية تحويل الطعام داخل الجسم.
    ونجد عند كثير من الشعوب أساطير عن أبطال أو حيوانات سحرية استولت على النار للمرة الأولى من الآلهة عادة، وربما كان هذا إبرازاً لذكرى بعيدة عن أن النار الأولى قد أخذت من مصدر طبيعي، مثل نشاط البراكين أو اندفاعات الغاز الطبيعي أو حرائق الغابات.



    الحصول على النار من حرائق الغابات

    كان استخدام النار على كل حال عملية ثورية، وعلينا ألا ننس أنها استغرقت مئات الألوف من السنين لكي يظهر تأثيرها الكامل. ومن النتائج المباشرة للنار أنها وفرت الدفء والنور والتغلب على البرد والعتمة، فضمنت من ثم تأقلم الإنسان مع البيئة الباردة والمعتمة ولو بصورة ضئيلة في البداية، فقد صارت العائلات قادرة على العيش في مناطق أبرد من ذي قبل، كما سهّلت قليلاً حياتها في المناطق المعتدلة، وسمحت بسكن الكهوف المعتمة ومن ثم بوقاية أفضل من الطقس، كما صار بالإمكان طرد الحيوانات من ملاجئها وإبقاؤها خارجاً، وربما نشأت من هنا فكرة استخدام النار لملاحقة الحيوانات الكبيرة في الصيد.

    ومكنت النار أيضاً من تقسية الرماح الخشبية، ومن الطبخ، فصار تناول الطعام أسهل، فامتصاص نقي العظام أصبح أمراً ممكناً بعد طبخها، بعد أن كانت عملية شاقة جداً وهي نيئة. لهذا نرى الحيوان والغوريلا يقضيان جزءاً كبيراً من وقتهما في مضغ الطعام النيئ، في حين يوفر الطبخ الوقت الذي يقضيه الكائن بمضغ الطعام وهو نيئ.
    والأهم من هذا فإن الطبخ يمكّن من تناول أنواع من الطعام لا يمكن أكلها وهي نيئة، أو نباتات كريهة مرة الطعم، ولابد أن يكون هذا قد زاد من موارد الطعام، وبالتالي سهّل نمو عدد السكان قليلاً، وربما حفز الانتباه أيضاً إلى تنوع الحياة النباتية وتوفرها، فكان بداية علم النبات وفن الطبخ. وأخيراً فإن تناول الطعام المطهو قد ساهم على المدى الطويل في تغير شكل الوجه والأسنان.

    وربما ساهم الطبخ أيضاً في كبح الدوافع الآنية، لأن تأجيل الأكل يمنع إشباع الشهية الآني بابتلاع الطعام نيئاً، وإن وجود نار الطبخ كمصدر للضوء والدفء يلم الناس من حوله بعد حلول الظلام، ويزيد من وعي المجموعة بنفسها كجماعة مشتركة ولابد أن يتكلموا فيما بينهم بطريقة ما، فيتسارع تطور اللغة التي لا نعرف عن أصولها إلا القليل. وأخيراً سببت النار تمايزات جديدة بين أفراد الجماعة، إذ ظهر في وقت من الأوقات حملة النار والمختصون بها، وهم أفراد ذوو أهمية مهيبة وسرية
    لأن حياة بقية الجماعة وموتها قد يعتمدان عليهم. كان هؤلاء يحملون الأداة المحررة العظيمة ويحرسونها، ويتحكمون بقدرتها من أجل تحطيم الإيقاع القاسي لليل والنهار بل للفصول أيضاً.


    نرى إذن أن ظهور النار خلال عصر الإنسان المنتصب قد خفّف قليلاً من ضغوط الإيقاعات الخارجية الكبرى لعالم الطبيعة على حياة البشريات، فصارت الحياة الآن أقل روتينية وآلية مما كانت عليه عند قرد الجنوب، وباتت بعيدة جداً عن حياة الحيوانات التي لا يحكم سلوكها إلا ما وهبتها الطبيعة من غرائز وجينات. لقد كان بإمكان الإنسان المنتصب أن يختار، وهذه هي خير حجة تسمح لنا أن نقول إن هذا النوع كان أقرب إلى الإنسان مهما كانت الحدود بين القردة والبشر، ومهما بدت حياته مقيدة وتعيسة.




    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  10. #10

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: تاريخ العالم


    المجتمع الأول

    كتاب تاريخ العالم - الفصل الأول - قبل التاريخ

    إن تشكيل صورة عن الظروف المادية للحياة قديماً أسهل من تشكيل صورة عما كان يدور داخل الأدمغة الأكبر التي كانت تصارع تلك الظروف، وليس لنا إلا أن نتأمل بقاياها المادية علها تخبرنا بشيء عن ذلك. ومن المفيد هنا أن نعود للتفكير بصيد الطرائد الكبيرة، ما إن صار الإنسان المنتصب معتمداً على اللحم حتى أمسى طفيلياً على قطعان الطرائد، فبات مضطراً للحاق بها حيثما ذهبت، أو استكشاف أرض جديدة بحثاً عنها ، وصار أكثر قابلية للاستقرار والتكاثر في بعض الأماكن منه في بعضها الآخر. هناك كان يؤسس له بيوتاً يأوي إليها، ويبدو أن بعضها قد ظل مسكوناً طوال آلاف وآلاف السنين.

    وكانت العائلة المقيمة في البيت تتطور أيضاً، لأن وجود ذلك المأوى قد جعل تطور العائلة البشرية مختلفاً جداً عن عائلات الحيوانات. وازداد التباين بينهما مع ازدياد حجم أسلاف الإنسان العاقل، لأن زيادة حجم الدماغ تعني بالضرورة زيادة حجم الرأس، وبالتالي زيادة حجم الجنين قبل الولادة، وقد انعكس هذا الأمر في تغيرات حوض الأنثى سمحت بولادة صغار ذوي رؤوس أكبر، كما اقتضى استطالة فترة النمو بعد الولادة حتى يبلغ الأطفال سن النضج.
    ولم يكن بإمكان جسم الأنثى أن يتطور فيزيولوجياُ بحيث يحتضن الطفل حتى نضجه الجسماني قبل ولادته، لذلك يحتاج أطفال البشر إلى عناية طويلة من الأم بعد الولادة، بعكس أطفال أكثر الثدييات التي تنضج صغارها خلال أشهر قليلة.


    المجتمعات الأولى


    إن استطالة فترة الطفولة واعتماد الأطفال على دعم أسرتهم ومجتمعهم قبل نضجهم اقتضيا أن تتطور عائلة البشر بشكل مختلف كل الاختلاف عن عائلات الحيوانات الأخرى، وقد كان للاصطفاء الجيني هنا دور أيضاً، إذ لم تعد كثرة عدد الصغار طريقة لضمان بقاء النوع، بل تعلمت المجتمعات البشرية أن تعطي عناية أكثر وأطول لحماية صغارها وتربيتهم وتدريبهم وكثيراً ما تمتد هذه العناية في أيامنا حتى العشرينات، وظهرت أيضاً فروق أشد بين أنماط حياة الذكور والإناث، فصارت أمهات البشريات أكثر تقيداً من كثير من أمهات الرئيسات الأخرى، وأصبح الآباء أكثر انشغالاً بتأمين الطعام عن طريق الصيد، الذي يتطلب نشاطاً شاقاً وطويلاً يصعب على الإناث المشاركة فيه.
    من النتائج الأخرى لاستطالة فترة الطفولة أن التعلم والذاكرة قد صارا أكثر فأكثر أهمية، ويبدو أن الإنسان المنتصب قد عبر خطاً هاماًُ من هذه الناحية أيضاً، إذ زال السلوك المبرمج بالجينات عند أسلاف البشر، ليحل محله التعلم الواعي حول البيئة والتفكير فيها. وقد حدث تغير كبير حلت فيه التقاليد والثقافة
    أي الأشياء التي يتعلمها أفراد جماعة ما بعضهم من بعض، محل الميراث الفيزيولوجي كعامل في الاصطفاء التطوري
    ولو أننا قد لا نعلم أبداً متى حدث هذا التغير بالضبط.
    إلا أن الميراث الفيزيولوجي مازال هاماً جداً بالطبع. فقد كان هناك مثلاً صفة جنسية فريدة حصلت عليها إحدى السلالات الجينية في زمن بعيد جداً، وكان لها تأثير كبير في شكل المجتمع البشري في المستقبل، فعند جميع الثدييات الأخرى تكون جاذبية الأنثى للذكر وخصوبتها أيضاً محصورتين بفترات معينة من التهيج الجنسي، وتتعرض حياتها خلالها إلى اضطراب شديد، يمنعها من العناية بصغارها والاستمرار بتربيتهم.
    أما إناث البشر فليس لديهن هذه الدورة، ولهذا الأمر أهمية كبيرة، فلو كنَّ مثل غيرهن من الحيوانات لتعرض صغارهن للإهمال فترات طويلة يمكن أن تؤدي إلى صعوبة الاستمرار في الحياة. تسمى هذه الدورة "الدورة النزوية"، وربما احتاج ظهور سلالة جينية متحررة من "الدورة النزوية" حوالي مليون سنة، ولكنها عندما ظهرت كانت نتائجها على مستقبل تطور البشرية هائلة، وسوف تؤثر في نواح كثيرة من طريقة حياتنا نعتبرها اليوم عادية.

    كانت إناث البشر إذن تجتذب الذكور دائماً، ولم يكن ذلك محصوراً بفترات يخضع فيها كلا الجنسين إلى آليات أوتوماتيكية من الانجذاب، ولابد أن يكون هذا الأمر قد جعل الخيار الفردي عاملاُ أهم بكثير في التزاوج. كانت تلك بداية طريق غامضة وطويلة جداً سوف تؤدي إلى مفاهيم الحب الجنسي فيما بعد، تتضافر مع الطفولة الطويلة والاعتماد المتزايد الناتج عن تحسن عملية جمع الطعام، لكي تسير باتجاه الوحدة العائلية البشرية الثابتة والمستمرة، والمؤلفة من الأب والأم وذريتهما الذين يبقون معاً ويؤلفون جماعة مشتركة حقيقية. إن هذه المؤسسة لا توجد إلا عند البشر، ولو أن عائلات البشر ليست كلها على هذه الصورة، كما أن الترتيبات الاجتماعية الحديثة كثيراً ما تنتقص منها.

    ومن جديد نجد أنفسنا تحت رحمة التخمين، ويجدر بنا أن نكون حذرين جداً. إن الأشياء الأكيدة التي نستطيع معرفتها عن الحياة الاجتماعية لأسلافنا قليلة جداً، ولكننا نشعر في الوقت نفسه أن ما حدث للبشريات الباكرة مهما كان بطيئاً قد وضع الخطوط الأساسية لقسط كبير من حياة البشر قبل وجود أناس مثلنا بزمن طويل. لقد أخذت الثقافة والتقاليد رويداًً رويداُ دور الطفرات الجينية والاصطفاء الطبيعي كمصدر أساسي للتغير بين البشريات، أو يمكننا القول إن التعليم قد صار يمثل أهمية الميراث البيولوجي من أجل البقاء. فالجماعات التي استطاعت تذكر الطرق الفعالة في أداء الأمور والتفكير فيها بأفضل من غيرها قد حملت تطور البشرية إلى الأمام بشكل أسرع. وقد جرت محاولات لتتبع ذلك في التطور الفيزيولوجي لقشرة المخ، أي كتلة الخلايا التي تكون الدماغ نفسه.
    ولكننا عندما نحاول التفكير بالعمليات الذهنية في مرحلة ما قبل التاريخ، فإن الشيء الوحيد المؤكد الذي نعلمه هو أنها كانت بعيدة كل البعد عن عمل أذهاننا. وكل ما يمكننا أن نقوله هو إن حياة الإنسان المنتصب تبدو أقرب إلى حياة البشر منها إلى أسلاف البشر، فمن الناحية الجسدية كان حجم دماغه على مستوى يقارب دماغنا نحن، ولو أن شكل جمجمته مختلف عنا بعض الشيء. كما أنه يصنع الأدوات بأساليب تختلف من مكان لآخر، ويبني الملاجئ ويحتمي في المخابئ الطبيعية باستخدام النار، ثم ينطلق منها ليصطاد ويعود بالطعام، وهو يقوم بهذا كله في جماعات على درجة من التنظيم وقادرة على نقل الأفكار عبر الكلام، ومبنية على أساس وجود بيت وتمييز بين أنشطة الذكور والإناث. بل ربما كان هناك تخصصات أخرى أيضاً، لأن حملة النار والأفراد الأكبر سناً الذين تختزن ذاكرتهم خبرة مجتمعاتهم كانوا يعتمدون في معيشتهم على جهد الآخرين إلى حد ما.
    من العبث أن نحاول البحث عن خط فاصل في مرحلة ما قبل التاريخ، إذ ليس ثمة دليل على شيء من هذا القبيل، وكل ما يمكننا أن نقوله بثقة هو إن الأمور قد سارت باتجاه معين. وعندما تطور أخيراً نوع فرعي أو أكثر من الإنسان المنتصب إلى نمط جسماني جديد هو الإنسان العاقل، كان يملك في حوزته إنجازاً وميراثاً كبيرين.
    إن الأفراد يأتون إلى العالم عراة، أما البشرية فلم تأت عارية بل إنها قد حملت معها من الماضي كل ما يجعلها بشرية.



    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 5 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. تاريخ ونشأة الزّراعة في العالم
    بواسطة عبير العبير في المنتدى الزراعي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-12-2012, 11:40 PM
  2. تاريخ صناعة السكر في العالم
    بواسطة محمد كامل في المنتدى المنتدي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-04-2011, 11:54 PM
  3. تاريخ مصر القديم
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-10-2009, 06:34 PM
  4. تاريخ مصر القديمة
    بواسطة الصباح النجار في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2009, 07:04 PM
  5. تاريخ الأسكندرية
    بواسطة خالد محمد كمون في المنتدى أخبار الدنيا
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-05-2009, 09:25 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك