ميزات خشب الارز اللبناني


خشب الأرز متين وله رائحة جميلة ، لونه أحمر أو ابيض مائل إلى الاحمرار ، حبيباته متراصة ، طعمه مر يجعل الفئران تنفر منه

ولذلك فهو يدوم مدة طويلة من الزمن ( آلاف السنين ) ولصفاته هذه كان يستعمله الأقدمون لصنع تماثيل الآلهة والملوك .

يحتوي الخشب وكذلك المخاريط على مادة راتنجية سائلة تدعى سيدريا (Cedria ) وكان يستخرجها القدماء من الخشب لاستعمالها

كمادة حافظة ، وقد أطلق عليها قدماء المصريين "حياة الأموات " إذ كانوا يستعملون نشارة خشب الأرز في التحنيط وقد عثر على هذه

النشارة في قبور الفراعنة .

ينشر خشب الأرز إذا احترق رائحة زكية مما يجعل الأقدمين يستعملونه في معابدهم وفي الجنازات
.

غابات الأرز خلال الأزمنة القديمة

كان يشكل الأرز في الأزمنة البعيدة غابات كثيفة متسعة الأرجاء تغطي مساحات كبيرة في جبال لبنان

وسلسلة الجبال الساحلية السورية وقد أطلق الأقدمون على الأرز ملك الغابة .

إذا القينا نظرة على غابات الأرز في الوقت الحاضر وجدنا أنها لا تغطي إلا جزءا بسيطا من المساحة التي كانت تغطيها في الماضي

والسبب يعود إلى أن الأقدمون وجدوا أن خشب الأرز ملائم لبناء سقفهم ومعابدهم وقصورهم فراحوا يقطعون غابات الأرز .

كانت غابات الأرز بالنسبة للكنعانيين والفينيقيين مصدرا للثروة فقد استعملوا خشب الارز المتين ولامقاوم لمياه البحر وولعواصف لبناء

سفنهم وتوسيع تجاراتهم مع البلاد المجاورة ، وكذلك لبناء معابدهم ولنحت التماثيل وصنع الكراسي والاقداح والصحون ،وفي الوقت

نفسه كان الفينيقيون يقطعون غابات الارز ويبيعون الاخشاب الى المصريين القدماء والى بلاد ما بين النهرين ، ولما شعر هولاء بجودة

هذه الاخشاب أصبحوا لا يكتفون بشراء الاخشاب من الفينيقيين بل كانوا يقطعون غابات الارز بأنفسهم أثناء عودتهم من الانتصارات

الحربية لانشاء معابدهم وقصورهم وصنع التوابيت ،

يقال ان الملك داوود طلب من الفنانين الفينيقيين في القرن العاشر قبل الميلاد بناء عدد من القصور والبيوت من خشب الارز ،

وقد بنى الفينيقيون لسليمان الحكيم قصرا ضخما من خشب الارز اطلق عليه اسم " قصر غابة لبنان " .

كما ذكرت غابات الارز في سوريا ولبنان في ملحمة جلجامش عند البابليين في الاف الثاني قبل الميلاد .

وتابعت غابات الارز تقهقرها بصورة سريعة في العهد العثماني والانتداب الفرنسي ، اما اليوم فغابات الارز تلاقي نوعا من العناية من

قبل الدولة للمحافظة عليها وتوةسيع رقعتها وتحويلها الى محمية بيئية اضافة لغابات الشوح لاهميتهما

كنظامن بيئيين حراجيين فريدين في بلدنا ويتميز بتنوع حيوي خاص .