وجيه مصطفى.. القذيفة الأهلوية المنطلقة

الأهلى مدرسة الكرة المصرية ومصنع الأبطال والنجوم ومدرسته الكروية العريقة لا تنضب عن تقديم أفضل نجوم الكرة المصرية.. جيل بعد جيل ومن نجوم الكرة المصرية والاهلوية فى عقد الخمسينيات يبزغ اسم وجيه مصطفى الذى شغل بكفاءة وبراعة فنية مركز الجناح الايمن ولعب الى جانب جيل الافذاذ والعمالقة أحمد مكاوى والجندى وصالح سليم وحسين مدكور وتوتو وفتحى خطاب وأبوالمعاطى وفهمى جميعى وعبدالجليل وغيرهم من الاسماء اللامعة التى لا تنسى فى دنيا كرة القدم المصرية والاهلوية بصفة خاصة والذين امتعوا عشاق الكرة بسحر فنهم الاخاذ والذى لا يجارى.. فكل نجم من هؤلاء النجوم كان قادرا على تغيير سير ونتائج أى مباراة يشارك فيها فى لحظات خاطفة .

• تميز وجيه مصطفى بالسرعة الفائقة والمهارة فى المراوغة وارسال التمريرات الخطيرة للمهاجمين كما تميز بسرعة انطلاقاته المفاجأة بالكرة وبدون كرة وعلى الرغم من ان جسمه كان يميل للقصر بعض الشئ الا انه تمتع بالبنيان الجسمانى الرياضى القوى واللياقة البدنية العالية وسرعة الانطلاق.. حتى ان أحد النقاد وصفه أنه أشبه بالقذيفة المنطلقة حين يبدأ سرعة العدو والانطلاق فى الملعب وكان مصدر ازعاج وخطورة وارتباك للظهير الايسر الذى يلعب امامه من المنافسين بل ولخط الظهر بأكمله بحسن تحركه وحيويته ونشاطه .

كان مصدرا ايضا خطيرا للأهداف الأهلوية حيث كان من المهاجمين المتميزين بقوة التسديد بكلتا القدمين خاصة بالقدم اليمنى التى كثيرا ماأحرز منها أهدافا رائعة وحاسمة للكابتن وجيه مصطفى أهدافه الرائعة والمميزة فى لقاءات قمة الكرة المصرية بين الاهلى والزمالك وبلغت أهدافه فيها ثلاثة أهداف لا تنسى.. اثنان منها احرزهما فى لقاء موسم 52/53 الذى اقيم 16 يونيو 1953 فى لقاء الدور الثانى الذى انتهى بالتعادل 2/2.. والثالث احرزه فى لقاء القمة فى موسم 55/56 بالدور الأول فى 22 أكتوبر 1955 وانتهى بالتعادل ايضا 2/2 واحرز "المايسترو" هدفا للاهلى واحرز وجيه مصطفى الهدف الثانى. وقد انضم وجيه مصطفى لصفوف الاهلى بعد ان شاهدته العين الخبيرة الاهلوية فى احد لقاءات بطولة دورى الجامعات وكان يلعب لفريق كلية الزراعة وسرعان مابزغ نجم وجيه مصطفى بين الصفوف الأولى الأهلى.. وكان يشغل فى البداية مركز مساعد الهجوم الأيمن لكن المرحوم مختار التتش رائد الاهلى الخالد توسم فيه وفى امكاناته الفنية نبوغا اكثر فى مركز الجناح الأيمن الى جانب الجندى وسيد صالح وتوتو ومكاوى وفتحى خطاب وحسين مدكور.. وفى ظل طريقة الظهير الثالث العادية – السائدة فى ذلك الوقت – مثل مع خماسى هجوم الاهلى الخطير قوة هجومية ضاربة وخطيرة تتميز بالايجابية والفعالية حيث كانت الطريقة تعتمد على خمسة لاعبين فى الهجوم وساعدى دفاع وثالوث لخط الظهر.. وقد عاصر الكابتن وجيه مصطفى.. اكثر من جيل كروى اهلوى فى مقدمتها جيل الجندى ومكاوى وأبوحباجة وهمامى وصالح سليم وجيل الفناجيلى والشربينى وطه اسماعيل وطارق سليم ومثل مصر من 1955 وحتى 1958 كما مثل منتخب الجامعات المصرية فى عام 1951 وبعد تخرجه من كلية الزراعة فى عام 1958 سافر للعمل بدولة قطر الشقيقة.. حيث قرر لهذه الظروف الاعتزال وهو فى قمة لياقته البدنية والفنية.. وبعد تاريخ رياضى حافل غلبت عليه صفته فى الهواية المخلصة والولاء والانتماء لصرح الاهلى العتيد ومن دواعى الفخر والاعتزاز للكابتن وجيه كما يقول هو نفسه اننا تربينا ونشأنا داخل جدران الاهلى واستنشقنا من هواء مبادئه واخلاقياته فاصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية الرياضيى والعملية وقد علمنا رائد الاهلى المرحوم مختار التتش ان التفريط فى هذه المبادئ والقيم والاخلاقيات هو تفريط فى اعز مانملكه فى حياتنا.. مهما كان اسمه ومهما وصل اليه من مرتبة.