قمّة السّعادة
ــــــــــــــــــــــ

كلنا نهدف إلى تحقيقها ونتوق إليها
نبحث عنها بما نملك من جهد وقوة
وكل واحد منا يراها فيما يعتقد أنها تكمن فيه
فمنّا من يراها في كسب المال فيسعى إليه
بشتّى الطرق والوسائل حتى يحصل عليه
وهو في قمة النّشوة بما جناه يظل فاقداً لها
ومنا من يراها في تحصيل العلم فيكد ويجتهد ليبلغه
ويحصل على أعلى الشواهد التي تؤهله
للإرتقاء
إلى مناصب مرموقة قد يُغبَط عليها لكنه لا يزال يبحث عنها
وهناك من كان يصبو لبيت دافئ يملأ جنباته الحنان والمودة
لكنه وسط كل هذا الهدوء يتوه عنها
وهناك من حباه الله بكل هذا النعيم فيطمع دوما إلى المزيد
إنها السعادةلماذا الناس تائهون عنها؟
فهل السعادة تكمن في كسب المال أو الإرتقاء بمستوى المعيشة
أو بلوغ أهداف وأحلام طالما حلمنا
بها واجتهدنا لتحقيقها ؟
جميل ورائع أن يكون لدينا الطموح لتغيير حياتنا إلى الأحسن والأفضل
لكن من المؤكّد أن الأجمل والأروع هو الإقتناع التام بما نفعله وبما نحن فيه
لأن السعادة تكتمل بالإيمان
والإعتقاد الراسخ في قدُراتنا على التعايش وبما منحه الله لنا ووهبنا إياه
فإذا ما قنعنا بكل هذا يشملنا الرضى والهدوء والراحة وتسكن قلوبَنا الطمأنينة
فحينما نرضى بما قسمه الله وأراده لنا نعيش في سِلْم ووفاق ووئام مع نفوسنا
وهذا الرضا يأتي من طاعة الله والإمتثال لأمره سبحانه وتعالى
ومن هنا تحفّنا السعادة التامّة
ولا ضير أبدا أن نبحث ونتوق إلى الإرتقاء وهذا مطلوب
لكن دون سخط على ما نحن فيه ودون قنوط من واقعنا
ولا هروب منه
بهذا وحده نتمكن من العيش في سلام وهذه هي قمة السعادة
والإيمان بقضاء الله وقدره سعادة ما بعدها سعادة
بسعادة كونوا أيها الأعزاء.



بقلمي

نبيلة الوزاني
( عبير العبير )



جميع حقوق النشر محفوظة
لكل ما يُنشر هنا