حينما نرى صور أطفال سعداء
يحيوْن طفولتهم بسعادة في ظل عيش كريم
يتمتعون بسبل المقومات الأساسية للحياة
وتتجاوز لما أبعد من الرفاهية والدلال
ومن ناحية أخرىكم من صور أخذت لأطفال في مختلف البلدان
ونشرت في الصحف والمجلات وفي الشبكة العنكوتية
يقضون طفولتهم تحت ظل الحصار
والدمار تحت التخويف وعدم الأمان
لا يجدون أحيانا حتى لقمة تسد الرمق
فما بالنا بمقومات العيش الأخرى من تعليم وتطبيب وغير ذلك
من أبسط الاحتياجات الضرورية
يموتون تحت وابل القنابل
أويصبحون أيتاما تتقاذفهم أمواج البؤس والشقاء
فوالله تتألم النفوس وتُدْمى القلوب الحساسة المرهفة
التي يغمرها الإيمان وتتشبع بروح الإنسانية الحقَّة تلك الصور هي منقوشة في وجدان كل ثائر غيور
موشومة في قلب كل مؤمن ينتفض من شدة النغرفلا ينبغي نسيانهم أبدا.
يُشاعُ ويُقال بأن المرأة الأديبة وخصوصا العربية
لا يبلغ عطاؤها الإبداعيُّ عطاء الرجل الأديب
وهذا كلامٌ مجرّدٌ من الصحة .
فلا ننكر أبدا تألقها في هذا المجال وقيمة إبداعها الراقي
فهناك أديبات باسقات بلغن القمة وتألَّقن بما يكتبنَه من راقي الفكر والأدب
بكل أصنافه وضروبه ،هؤلاء اللائي أتيحت لهنّ فرصة الظهور والانتشار
وهنّ قليلات بالنسبة لأخريات هنّ جيدات أيضا وكثيرات العدد.
فالفئة الأولى ألْفَتْ ذوائق وعقولا واعية من المحيطين بها
ففتحوا لها السبيل للإبداع والانطلاق الفكري
وإن كان البعض منهنَ ناضلن لأخذ هذا الحق الإنساني المشروع
كون المرأة جزء لا يتجزأ من البشرية ككلّ .
والفئة الأخيرة المهمّشَة لا تزال يطالها غمور مستمر من طرف المجتمع الذكوري
الذي هو المسيطر في وطننا العربي، وحتى وإن ظهرت في الساحة الأدبية
فنادرا ما يُعترف بجودة إبداعها وقلّما يُؤخذ بعين الاعتبار ما تقدمه.
كما أن المرأة الأديبة أيضا تظل حبيسة أعراف وتقاليد في مجتمعاتنا العربية
يصعب عليها الانفكاك منها حتى وإن تجلّتْ بصيرتها
ولهذا يتفوّق عليها الرجل الأديب لأنه يكتب بحرية واسعة جدا
وهذا السجن التي يوضع فيه حرف المرأة الأديبة
يجعلها دائما في آخر ركب الإبداع للأسف .
كلنا نهدف إلى تحقيقها ونتوق إليها
نبحث عنها بما نملك من جهد وقوة
وكل واحد منا يراها فيما يعتقد أنها تكمن فيه
فمنّا من يراها في كسب المال فيسعى إليه
بشتّى الطرق والوسائل حتى يحصل عليه
وهو في قمة النّشوة بما جناه يظل فاقداً لها
ومنا من يراها في تحصيل العلم فيكد ويجتهد ليبلغه
ويحصل على أعلى الشواهد التي تؤهله
للإرتقاء
إلى مناصب مرموقة قد يُغبَط عليها لكنه لا يزال يبحث عنها
وهناك من كان يصبو لبيت دافئ يملأ جنباته الحنان والمودة
لكنه وسط كل هذا الهدوء يتوه عنها
وهناك من حباه الله بكل هذا النعيم فيطمع دوما إلى المزيد
إنها السعادةلماذا الناس تائهون عنها؟
فهل السعادة تكمن في كسب المال أو الإرتقاء بمستوى المعيشة
أو بلوغ أهداف وأحلام طالما حلمنا
بها واجتهدنا لتحقيقها ؟
جميل ورائع أن يكون لدينا الطموح لتغيير حياتنا إلى الأحسن والأفضل
لكن من المؤكّد أن الأجمل والأروع هو الإقتناع التام بما نفعله وبما نحن فيه
لأن السعادة تكتمل بالإيمان
والإعتقاد الراسخ في قدُراتنا على التعايش وبما منحه الله لنا ووهبنا إياه
فإذا ما قنعنا بكل هذا يشملنا الرضى والهدوء والراحة وتسكن قلوبَنا الطمأنينة
فحينما نرضى بما قسمه الله وأراده لنا نعيش في سِلْم ووفاق ووئام مع نفوسنا
وهذا الرضا يأتي من طاعة الله والإمتثال لأمره سبحانه وتعالى
ومن هنا تحفّنا السعادة التامّةولا ضير أبدا أن نبحث ونتوق إلى الإرتقاء وهذا مطلوب
لكن دون سخط على ما نحن فيه ودون قنوط من واقعنا
ولا هروب منه
بهذا وحده نتمكن من العيش في سلام وهذه هي قمة السعادة
والإيمان بقضاء الله وقدره سعادة ما بعدها سعادة
بسعادة كونوا أيها الأعزاء.
عندما يُصاب الفكر و يتلوث العقل بفيروس عدم التدبّر
ويعتلّ به ويتّخذُه مسكناً ويُعشِّش فيه
تتجذّر فيه عروقه وتتسع عمقا وطولا
هذا ما حدث ويحدث لهؤلاء الإرهابيين الذين يتفوّهون بالإسلام
ولا يعرفونه أساساً ويلتحفون برداء مزيّف له
معتقدين بأن الجنّة يتم الوصول إليها عبر إراقة الدماء
وذبح الأبرياء والتشويه بجثثهم كأنها مجموعة حشرات بغيضة
يجب التخلص منها .الدين بريئ منهم براءة الذئب من دم يوسف
وكلهم للأسف يختبؤون تحت عباءة الدين للوصول إلى أغراضهم التوسعية
ومصالحهم الدنيئة بغية التفرقة والشتيت
هؤلاء غرباء عن أيقونة الإسلام ، بعداء عن تعاليمه الصحيحة
وتوصياته الرشيدة
هؤلاء لا يعترف بهم أي عقل واعٍ متدبّر
يا حسرتاه على نظرة سيئة عن الإسلام والمسلمين
يراها الغير من تصرفات من لا دين لهم أصلا
ويا حسرتاه على من تبعهم جهلا وغباءًفعقول هؤلاء أصبحت مريضة بروماتيزم الغباء
الذي يعوق حركة التفكير السليم فيها .
،،،
في بيت هناك بل في بيوتات في وطننا العربي
أطفال وآباؤهم يصبحون يوميا تحت ردْم وتراب وحجارة ميتين
من جراء القصف من هذا الطرف ومن ذاك
وبيوتات أخرى في نفس البلدان تقام بها حفلات أعراس
وأخرى بها مواليد ازدادت تفتح عيونها للحياة.
هي الحياة
من رحم الألم يولد فجر جديد مشرق
رغم هذا الديجور المسيطر ورغم ما نراه في مختلف بلداننا الغالية من دمار وخراب
إلا أنه هناك دوما بصيص أمل ربما يكبر ويمتد لنراه جميعا ونفتبس من دفئه
وربما سيراه هؤلاء الأطفال المولودين حديثا ولعلّ الغد بالنسبة إليهم يكون زاهيا
وتعتلي رايات السلام رفرافة من جديد
عسانا نجنح إلى السلم ليعيش هؤلاء الأطفال في طمأنينة
وليرجع الظالمون عن غيّهم .
سؤال ورد عليَّ من طرف أحد الأصدقاء
فقلت:
نكتب من أجل الارتقاء إلى عالم بريئ نقيّ نقاء السماء
تخلو من أديمها غيوم المشاحنات
في يوم ربيعيّ صافٍ
وقبل ذلك فإنّ الكتابة موهبة ومنّة لا يمكن تجاهلها
هي تفرض نفسها بكل قوة
نكتب من أجل أحلام فينا نصوغها في كلمات وأيضا للأماني لمَ لا
نكتب للبشرية جمعاء
ونكتب للآخر ذلك الذي يرى في نص معيّن ما ينتابه ولا يعبر عنه
ولهذاك الآخر أيضا نكنب يجد ما يبحث عنه في غير نص
نكتب للحرية للسلام للفرح للألم لكل ما يهمنا جميعا
بالنسبة لي لا أكتب لشخص معين
بل من صورة ممكن أكتب
من سماعي عن حالة وتأثرت بها أكتب
من كلمة أثرت فيَّ أكتب
إذن الكتابة هي حالات تجتاح الأحاسيس بشدة تجعلنا نكتب
والكتابة تأتي من إلهام لفكرة يتأثر بها الإحساس وليس لشخص بذاته
قد يحدث ويكتب أحدُ عن شخص معيَّن
لكن في رأيي هذا قليل جدا جدا
نسبة إلى الكتابة عن مواضيع وقضايا تمسُّ الناس والواقع المعاش ككلّ.
مواقع النشر (المفضلة)