جميل أن يكون العقل هو صاحب القيادة
فهو القادر على كبح جماح القلب إذا ما خرج عن طوعه
القلب هو مصدر الحب وهذا لا نختلف عليه
به نحس بمشاعر المحبة والمودة وذلك الارتباط القوي بيمن حولنا
هو من يتألم لألم أحبائنا ، هو من يبكي عليهم عند الفراق قبل أن تذرف المقل
هو من يرتجف خوفا على فلذات الأكباد إذا ما أصابهم مكروه أو ضرر
هو من يحن شوقا لمن فقدناهم للأبد ولمن ننتظر عودتهم
القلب هو من يخفق إذا ما طرق بابه طارق
فأحس به ورحب وأنزله أعلى المراتب وأسكنه أرفع
الدرجات وأقعده أوثر المجالس
لكن يظل العقل هو القائد الحاكم وهو الربان
إن المرء منا كسفينة تشق عباب الأمواج
فإن تركناها على سجيتها وعلى هوى الموج أوصلها إلى ما هو أراد
قاذفا إياها إلى أي جهة وصوب
وإلى مرفإ ليس به أمان
لذا كان من الواجب وضع ربان قائد محنك قادر على السير بها إلى بر الأمان
والسفينة لها ربان واحد هو من يعقل باقي الطاقم
الذي يسير على نظام وضعه الربان فهو القائد لا يخرج عليه
وأيّة سفينة لها قائدان تعثر وخسر سيرها
كذا المرء منا له قائد واحد فقط ، إما العقل وإما القلب وليس الإثنان
هناك من يسيره عقله وهناك من يسيره قلبه
العقل هو العاقل دوما فليكن هو القائد الحاكم.

بقلمي
نبيلة الوزاني