ما سر قول "أموت وفي نفسي شيءٌ من حتى "
هذا القول ينسب لعالم اللغة المشهور ( سيبويه)
ويتضح من القول أن ( حتّى ) كانت عقدة لسيبويه ، فقد حيره هذا الحرف ، وأقضَ مضجعه
ويقال بأن لهذه المقولة قصة ؛؛ فما قصة هذا الحرف الذي أتعب سيبويه ؟

حتى تكون في بعض الأحيان أداة جر
وأحياناً أخرى تعمل كأداة نصب
والأغرب من ذلك أنها تعمل أيضا كأداة رفع
فهي غريبة الأطوار فمثلا نتأمل قوله تعالى :

( سلامٌ هي حتى مطلع ِ الفجر )
سلام : خبر مقدم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
هى : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر .
حتى : حرف جر .
مطلع : اسم مجرور بــ حتى وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره – وهى مضاف .
الفجر : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
فــ "حتى" في هذه الآية الكريمة كانت بمعنى حرف الجر " إلى" ، بل وعملت عملها
أيضاً
وهى تنصب الفعل المضارع
قال تعالى : ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجعَ إلينا موسى ) – طه : 91 .
وقال تعالى : ( وزلزلوا حتى يقولَ الرسول ) – البقرة : 214 .
فقد جاءت هنا بمعنى " كي "
ليس هذا فقط بل وتصلح للمعنين معاً كقوله تعالى :
( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) – الحجرات : 29 .
فيحتمل المعنى أن يكون : كي تفئ .... أو إلى أن تفئ
أما العبارة المتداولة بين النحويين وهي:
أكلت ُ السمكة َحتى رأسَـها - حرف عطف -
أكلت ُ السمكة َ حتى رأسِـها - حرف جر-
أكلتُ السمكة حتى رأسُها - ورأسُ بالرفع على أن حتى ابتدائية لا محل لها من الإعراب
ورأسُها مبتدأ ، و الخبر محذوف تقديره مأكول .
وبالتفصيل لحالة الرفع
رأسها : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره و الهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة
والخبر محذوف تقديره جملة ( أكلته )فتصبح الجملة تقديراً
حتى رأسُها أكلته
فهل عرفتم سر قول سيبويه.
" أموت وفي نفسي شيءٌ من حتى "