حضارة وتاريخ و تراث اليمن
اكتشاف مستوطنات بشريـة يرجع تاريخها إلى ثلاثـة آلاف عـام قبل الميلاد في صرواح ومأرب
كشفت مسوحات أثريـة لبعثـة أثريـة يمنيـة عن وجود مستوطنات بشريـة يرجع تاريخها إلى ما قبـل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد بالقرب من مدينة مارب .
وقد توصلت البعثـة الأثاريـة الألمانيـة التابعـة للمعهد الألماني للآثـار وفريق الآثـار اليمني التابع للهيئـة العامـة للآثـار في ضؤ مسوحات و دراسات آثـارية جيولوجيـة وجغرافيـه وهيدرولوكيـة أجرتها ضمن موسمها الآثـاري الثاني في الواحـة الخضراء لمدينة مارب ومنطقـة صرواح , إلى نتائج هامـة ومثيرة تكشف بعض أسـرار مملكـة سبـأ اليمنيـة القديمـة .. فضلا عن قيـام البعثـة بإسقاط أكثـر من 300 موقع آثاري على الخريطـة الآثـارية .
وكشفت نتائج الدراسـات و المسوحـات و الاكتشـافات الآثريـة للبعثـة التي توصلت إليـها في إطـار موسمها الثاني الممتـد خلال الفتـرة من 28 اكتوبر 2006 وحتى الوقت الحالي .. كشفت النقاب عن لقى أثريـة جديدة تبيـن طرق الصيـد و أنواع النباتات و الحيوانات وعدداً من العوامـل الجغرافيـة و الجيولوجيـة و المنـاخيـة المؤثرة في الزمـن الغابـر .
وفي هذا الصـدد اوضح نائب مدير عام الآثـار بمحافظـة مارب مبخوت محسن , لوكالـة الأنبـاء اليمنيـة ( سبـأ ) أن المسوحات الآثـارية للبعثـة كشفت النقاب عن 25 نقطـة لمصائد الوعول و الغزلان , إلى جانب إسقاط أكثر من 300 موقع آثـاري على الخريطـة الآثـارية منها مواقـع تعود إلى العصر البرونزي ثلاثـة آلف سنـة قبل الميلاد .
وأكد نائب مدير الآثـار أن النتائـج الأوليـة للأبحاث والدراسـات الآثـارية في واحـة مارب ألقت الضؤ على مراحـل مبكرة من العصـر السبئي وما قبلـه .
وقال : " استطاع الخبراء الآثاريون عمل دراسات و أبحاث اخرى ذات صلـة بالتربـة وأنظمة الري القديم , و نشاط السكان وحالـة المناخ وأنواع المحاصيـل الزراعيـة و رصد الحيوانات وعلاقتها بالإنسـان في هذه الواحـة .. وكذا دراسـة الظواهر الجغرافيـة و العوامل الجيولوجيـة في منطقـة البركـان شمال غرب مارب بمحاذاة جبل البلق الشمالي و الأوسـط "
و أضاف : " النتائج الأوليـة التي توصلت إليـها البعثـة تؤكـد وجود شريط بركاني من الرمـاد يعود إلى انفجار بركاني في المنطقـة في الحقبـة القديمـة المعروفـة بالعصـر الهليوسيني .. الذي يعود إليـه عمليـة بناء التربـة , و يفسـر بالأدلـة العلميـة أن المنـاخ كان أقسي ممـا هو عليـه الآن . "
وتابع قائلاً : " إن تلك النتائج حددت مصائد الوعول و الغزلان الخمسـة و العشريـن , وكشفت أن الإنسـان اليمني القديم كان يقدم تلك الحيوانات المقدسـة كنذور و قرابيـن , كما بينت توزيـع الأبنيـة ( المصائـد ) في نهايـة حقول الحمم البركانيـة حسب الطبيعـة الطبوغرافيـة .
واعلن نائب مدير عام الآثـار بمارب أن البعثـة اكتشفت في المنطقـة نباتات مشابهة لنباتات السافانا بالإضافـة إلى اكتشافها قناة بطول 8 كيلومترات وعرض 20 متراً في الوادي تشيـر نتائج الدراسـات الأوليـة إلى أنها أنشئت بهدف ري الاراضي الزراعيـة الخصبـة حول الحاضرة صرواح , فضلا عن اكتشاف محاجر للرخام على الطريق القديم بين المخدرة إلى صرواح .. لافتـاً إلى أن الطريق القديم يتوازى مع الجدار المؤدي للقبـور ما يؤكـد وجود حاضرة اعتمدت على هندسـة عمرانيـة غايـة في الاتقان وقياسـاً بالإمكانات المتاحـة حينذاك , إلى جانب تسجيـل أنظمة ري وسدود عديدة ذات انظمة و تقنيات هندسيـة مختلفـة .
صرواح .. مدينة سبئية تعج بالآثار .. ومعبد « المقه » أشهرهــا
صرواح .. مدينة سبئية تعج بالآثار .. ومعبد « المقه » أشهرهــا
تعتبر صرواح من المدن التاريخية الهامة في اليمن والتي نشأت وازدهرت إبان الحضارة السبئية ، وتقع على بعد 40كم في الجهة الغربية لمدينة مارب.. وقد اقيمت على تلة صخرية محاطة بسور كبير مازالت بعض اجزائه الضخمة باقية الى اليوم.
واول ما يلفت نظر القادمين من مارب باتجاه المدينة القديمة في صرواح هو منظر السور شبه البيضاوي لمعبد المقه.. الذي يبلغ ارتفاعه اكثر من 8 امتار، وهناك عدد من المعالم المعمارية موزعة في ارجاء المدينة، لكن معبد المقه يعتبر اشهر معالم هذه المدينة السبئية، ومازال في حالة افضل مقارنة بالمعابد الاخرى المنتشرة في عواصم الممالك اليمنية القديمة.
وفي السنوات الاخيرة نفذ المعهد الالماني للآثار - فرع صنعاء - مشروعاً للآثار والتنمية السياحية في مدينة صرواح والسهل المحيط بها، ومن اهم مكونات هذا المشروع اعادة ترميم معبد المقه وتهيئته ليصبح مزاراً سياحياً ،وقد قارب العمل في الموقع على الانتهاء واصبح معبد المقه مهيأً لاستقبال الزوار من عشاق الحضارة والتاريخ المتعطشين لمعرفة تلك الشواهد الاثرية التي مازالت قائمة حتى اليوم في جنوب الجزيرة العربية ارض المهد ومصدر الهجرات القديمة «العربية السعيدة».
بدأت اعمال الحفريات الاثرية في معبد المقه بصرواح في عام 1992م، وسبقها في نهاية عقد السبعينات اعمال توثيق للنقوش المكتشفة بداخل المعبد وعلى سوره البيضاوي الشكل، وفي عام 2001م اصبحت مدينة صرواح القديمة والسهل المحيط بها من ضمن المشاريع الهامة التي ينفذها المعهد الالماني للآثار لاستكشاف معالم الحضارة اليمنية القديمة والوقوف على اسرارها.
معبد المقه
تشير النقوش الموجودة على الوجه الخارجي للسور البيضاوي للمعبد الى ان المعبد بني في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وبانيه هو الحاكم السبئي «يدع إل ذرح» ،و يوجد في الجهة الغربية مدخلان للمعبد لهما اعمدة وفناء مرصوف يؤديان لبهو المعبد.
كما يوجد في المجال الداخلي للمعبد المرصوف بالحجارة مرافق للمآذن المقدسة، وطقوس العبادة مازالت بحالة جيدة، وتضم مجالس وطاولات حجرية ومذابح وقواعد للنذور.
وفي وسط بهو معبد المقه يوجد النقش الحجري المشهور والمعروف بـ«نقش النصر» ، والذي يعود للملك السبئي كرب إيل وتر.. وقد كتب على جانبي صخرتين موضوعتين الواحدة فوق الاخرى، وطول كل منهما 8.6 متر وتزنان حوالى 5.2 طناً ، ويتحدث النص في احد الجانبين عن طقوس القرابين المقدمة وصيانة مرافق استغلال المياه بمارب.. وعلى الجانب الآخر وصف للغزوات الحربية التي نفذها الملك السبئي كرب إيل وتر لتوحيد القبائل اليمنية.
دراسة شاملة
وعن المشروع الذي ينفذه المعهد الالماني للآثار منذ عام 2001م قالت الدكتورة ايرس جيرلاخ مديرة المعهد: ان المشروع في جانبه البحثي والاثري يهدف الى عمل دراسة شاملة لكل الانشاءات القديمة في سهل صرواح بما فيها المدينة القديمة ومعبد المقه، ومرافق الري وطرق التجارة والمحاجر، ويتم تنفيذه بالتعاون بين المعهد والمتحف الالماني للتعدين بمدينة بوخوم وجامعة فريدريش شيلي بمدينة ينا، وقسم العمارة بمعهد الآثار الالماني.
نتائج الحفريات
وعن النتائج التي توصل اليها المشروع خلال نشاطه البحثي والاثري في المدينة القديمة والسهل المحيط بها.. قالت: كشفت الحفريات التي اجريت في الجهة الشمالية والغربية لمعبد المقه وجود سور قديم بني بموازاة السور البيضاوي ،و يعتقد بأنه خصص للمساعدة في بناء السور الخارجي للمعبد، كما اظهرت الحفريات بداخل المعبد مرافق نظام تصريف المياه، وكسر لنقوش يرجع تاريخها الى مراحل زمنية مختلفة تؤكد طول فترة استخدام المعبد التي امتدت حتى القرون الاولى بعد الميلاد.
وتضيف الدكتورة جيرلاخ : ان الحفريات في داخل حدود المدينة أدت الى اكتشاف ثمانية مبانٍ كبيرة خمسة منها تعتبر معابد، اما المباني الثلاثة فواحد منها يعتقد بأنه مبنى إداري يرجع تاريخه الى القرن الاول الميلادي، ويقع في شمال المدينة، ولم يتبق منه سوى منصة ضخمة، يصل ارتفاعها الى مترين مبنية من الاحجار الجيرية المشذبة بعناية فائقة.
كما تم اكتشاف قصر ربما كان يستخدم كمقر للحاكم السبئي، ويرجع تاريخه الى نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، ويتكون من منصة وساحة امامية محاطة برواق، كذلك اظهرت الحفريات التي نفذت امام سور المدينة، وجود مقبرة سبئية في الجهة الجنوبية خارج السور وتشبه الى حدما مقابر «أوام» بمدينة مارب.
وبالنسبة للنقوش التي وجدت خلال الحفريات التي اجريت بداخل المدينة قالت: تم اكتشاف حوالى 30 نقشاً في داخل المعبد ،و نقوش وجدت في الابنية المكتشفة حديثاً اضافة الى عدد كبير من الوثائق القانونية التي وجدت في فناء معبد المقه وتدور موضوعاتها حول مراسيم لملوك سبئيين وهيئاتهم التشريعية واعمال القسم والتحريمات والارشادات الخاصة بالقرابين المقدمة للآلهة.
سهل صرواح
وفيما يتعلق بنتائج المسوحات الاثرية التي أجريت في سهل صرواح قالت الدكتورة ايرس جيرلاخ: ان المسوحات التي نفذت في سهل صرواح اكتشفت بقايا معمارية لمرافق استغلال المياه القديمة منتشرة في اماكن عديدة ،و تتمثل في سدود ومصارف وقنوات محفورة في الصخر، كما لوحظ وجود آثار استيطانية على طول الوديان الصغيرة تعود الى فترة ما قبل الاسلام.
ووجدت مئات النقوش الصخرية السبئية منتشرة عبر الجبال المحيطة ،وتمثل هذه النقوش اسماء ونصوصاً طويلة حفرت في الصخر، ومنها نقش عرفان وشكر لجنديين قدما الى وطنهما بعد الانتصار في غزوة حربية.
وقالت الدكتورة إيرس جيرلاخ: انه وجد سور طويل في السهل تحيط به سلسلة جبلية ، ويبلغ طوله عدة كيلومترات وارتفاعه متران..ويعتقد بأنه استخدم كحاجز لصيد الحيوانات.
وايضاً تم اكتشاف طرق التجارة التي تمر من صرواح عبر محجر الرخام الى طريق القوافل الرئيسية المتجهة شمالاً على طول الصحراء الى نجران ، ومن هناك الى غزة والى منطقة ما بين النهرين.
الجوانب التنموية
أما الشق الثاني من المشروع الذي ينفذه المعهد الالماني للآثار الى جانب الابحاث والحفريات الاثرية في صرواح.. فيتعلق بالجوانب التنموية والثقافية في صرواح لاستغلال المواقع الاثرية في المجال السياحي.
وقالت: ان المعهد بدأ منذ عام 2002م في تنفيذ مثل هذه الاعمال التنموية بالاشتراك مع المؤسسة الالمانية للتعاون الفني (GTZ)،وتشمل فتح المدينة السبئية القديمة امام السياحة ، وقد تم انجاز معظم الاعمال المتعلقة بترميم معبد المقه، واصبح شبه مهيأ لاستغلاله سياحياً.. كذلك يتضمن العمل في هذا الجانب تنفيذ مشروع يطلق عليه «سقيفة البنائين»، ويهدف الى تدريب ابناء صرواح في مجال اساليب البناء التقليدي ، واعمال الترميم والصيانة للمعالم الاثرية.. وسيسهم ذلك في ايجاد فرص عمل وسيساعد في نفس الوقت على حماية وصيانة المواقع الاثرية، ويشمل المشروع تدريب الكوادر المحلية في مجال الخدمات السياحية .. مما يمهد لعملية التنمية في المنطقة ويفتح آفاقاً جديدة للسكان المحليين تقودهم الى الوعي بأهمية هذه الآثار وضرورة الحفاظ عليها.. كما يعزز من الهوية الثقافية والاحساس بالانتماء.
اكتشافات اثرية بمدينـة إب تعود الى عصر مملكة سبأ وذي ريــدان
مسح شامل للمعالم التاريخية والمواقع الأثرية في اليمن
بدأت عدد من الفرق المحلية والأجنبية الأثرية بالنزول إلى محافظات مأرب والبيضاء والجوف وحضرموت وجزيرة سقطري للقيام بمسح اثري واستكشافي للمواقع الأثرية والتاريخية في هذه المحافظات .
وأفاد مصدر بوزارة الثقافة لـ 26 " سبتمبر " بان الفرق مكونة من كادر أجنبي ووطني متخصص في عمليات الاستكشاف والتنقيب والمسح الأثري وإعداد الدراسات وأعمال الترميم والصيانة تحت إشراف الهيئة العام للآثار ..
وأضاف المصدر: بان هذه الخطوة تهدف إلى تنفيذ مسح شامل لكل الحصون والقلاع التي تزخر بها اليمن تمهيداً لترميمها وإعادة تأهيلها بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية.
واشارالى أنه يتم حالياً بالتعاون مع الصندوق ترميم عدد من المعالم في حضرموت وتعز ومدينة زبيد.
اكتشافات اثرية بمدينـة إب تعود الى عصر مملكة سبأ وذي ريــدان
http://www.sabanews.net/upload/thumb...56-10317-0.jpg
حروف حميريـة
أسفرت أعمال التنقيب الجديدة في موقع الشاهد جنوب مدينة ظفار التاريخية بمديرية السدة محافظة إب عن اكتشاف مخزنين ( غرفتين ) في مبنى قديم يعود تاريخه إلى بداية عصر مملكة سبأ وذي ريدان ( القرن 1- 2ميلادي ) .
وأوضح مدير عام مكتب الآثار والمتاحف بالمحافظة خالد علي العنسي لوكالة الأنباء اليمنية / سبــأ / أن الفريق الأثري الوطني للآثار عثر خلال عمليات الحفر والتنقيب التي قام بها في الموقع الأسبوع الماضي على ثمان جرار كبيرة في المخزنين بارتفاع 70سم وعرض 60 سم كانت تستخدم في تخزين الحبوب وقد زخرف بعضها بكتابات غائرة بخط المسند من الزخارف الهندسية الجميلة..
مشيرا الى ان التنقيبات كشفت عن الكثير من المكعبات الحميرية المزخرفة بزخارف هندسية كانت من عناصر بناء الأدوار العليا ، و العديد من الألواح الحجرية المهذبة مقاس 80 × 65 والتي كانت تستخدم لرصف أرضيات الغرف..
ونوه العنسي بأن الفريق تمكن من الوصول إلى نهاية البناء والذي يصل ارتفاعه 2ر2م عند مستوى الأرضية القديمة للموقع.
لافتا الى أن النتائج دلت على أن الموقع تعرض لحريق هائل تبعه انهيار المبنى وكومه على شكل تلة من الأحجار .
لماذا سميت صنعاء بـ " أزال " !؟
لماذا سميت صنعاء بـ " أزال " !؟
يقال : إنما سميت صنعاء بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عامر ..
كما سميت اليمن بأيمن بن سام بن نوح عليه السلام و قد أقبل بعد أن أصبح له ثلاثة عشر ذكراً فنزل بموضع باليمن فقالت العرب :
تيمن بنو يقطن فسميت اليمن ..
وسميت عدن أيضاً بعدن بن سبأ بن بقشان بن ابراهيم و سميت سبأ باسم سبأ بن يقطن بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح ..
وسميت حضرموت بحضرموت بن يقطن بن عابر و حضرموت في التوراة حاضرموت
ومن هنا نجد أن صنعاء أسميت باسم أحد أبناء يقطن بن عابر بن سام بن نوح
وقال وهب بن منبه قرأت الكتب التي أنزلها الله تعالى فإذا فيها
" أزال كل عليك و أنا أتحنن عليك .. أزال بورك فيك و في ما حواليك "
و في رواية أخرى ذكرها الرازي في كتابه " تاريخ مدينة صنعاء " أنه لما توفي نوح عليه السلام أحب ابنه سام السكنى في أرض الشمال فأقبل طالعاً في الجنوب يرتاد أطيب البلاد حتى صار إلى الإقليم الأول فوجد اليمن أطيبه مسكنا وارتاد اليمن فوجد حقل صنعاء أطيبها بعد المدة الطويلة فوضع مقرانة – وهو الخيط الذي يقدر به البناء إذا مده بموضع الأساس في ناحية فج عطان في غربي الحقل مما يلي جبل عيبان وبين نقم و عيبان وهما جبلا صنعاء شرقاً و غرباً .. فبنيت صنعاء بين الجبلين جبل نقم وجبل عيبان .. وهي في ما بين ذلك وبين الجبلين ستة أميال
وقيل أن هذا الأساس استمر في تزايد مع الملوك الذين حكموا صنعاء أكثر من اربعة آلاف سنة وبقي من بعض حيطانه الأصول المقابلة لأبواب المسجد الجامع بصنعاء ثم تزايدت صنعاء في الإسلام إلى نهاية القرن الثالث الهجري ثم خربت .. ثم أعيد بناؤها من جديد وكان علماء صنعاء القدامى يروون أنها ستعمر بعد خرابها و تملأ ما بين جبليها و تصير سوقها في بطن واديها ..
وقال عبد الرزاق : اخبرني أبي أنه سمع وهبا يقول :
كان اسم صنعاء في الجاهلية أزال حتى جاءت الحملة الحبشية الأولى على اليمن سنة 340 هـ وكان كلامهم يقولون : صنعت و صنعنت فلزمها اسم صنعاء من يومئذ ..
لكن أبو محمد عبد الله بن أحمد بن معقل قال :
حدثني زكريا بن يحي قال أخبرني أبن أبي الروم قال :
كانت صنعاء امرأة و كانت ملكة وبها سميت صنعاء ..
ويهطل المطر في صنعاء في تموز و حزيران وهذا المطر لا يكون إلا بها وهو من الأشياء المستحيلة كما ذكروا إلا بها و نواحيها كما قال الحرقي :
ولو أني هممت بغسل ثوبي
في حزيران ظل يوما ومطيرا
و في الحديث عن علقمة بن مرشد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
لن تذهب الليالي و الأيام حتى تكون صنعاء أعظم مدينة في أرض العرب .
وفي حديث أخر عن مكحول قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إن الله تعالى تكفل بصنعاء أن يعطيها من الخصب ما أعطى مصر و أن يكون سوقها في واديها و ان يملأ ما بين جبليها وان تباع ظهور منازلها .
وعن عبد الرازق عن أبيه قال سمعت وهبا يقول : لا تنقضي الليالي و الأيام حتى يرد سد مأرب رجل من العرب .
باحثـة أمريكيـة تدرس العلاقـة بيـن المعمـار اليمني و الـزي الشعبي
باحثـة أمريكيـة تدرس العلاقـة بيـن المعمـار اليمني و الـزي الشعبي
دعت باحثـة أمريكيـة إلى تدريس عمارة برك الماء في الجامعات اليمنيـة و إلى الاستمرار في بنائهـا و تعميم تجربـة خور المكلا في المناطق الساحليـة الأخرى .
وقالت أستـاذة العمارة في جامعـة فيلادلفيـا الأمريكيـة مورنـا ليفينجستون لوكالـة الأنبـاء اليمنيـة / سبأ / رغم مظاهر التحديث الذي يشهده اليمن , إلا أن عمارة برك الماء لازالت تكتسب أهميـة اجتماعيـة و ثقافيـة فهي تعكس طبيعـة المجتمع اليمني وتاريخـه الثقافي و الحضاري , و توقعت الأستـاذة ليفينجستون, أن يصدر كتابها عن عمارة برك المياه في اليمن صيف 2008 م حال انتهائها من جزئه النظري .
وعاينت الأستاذة مورنـا , خلال أربع زيارات لليمن منـذ ربيـع 2005 مئـات البرك و أبنيـة الماء الأخرى , شملتها حوالي 800 صورة فوتوغرافيـة عكست نمط البـرك اليمنيـة فيما نفذ أحـد طلابـها رسوم تخطيطيـة لنحو 12 مسجـداً .
و أعربت ليفينجستون عن اعجابها بطرز عمارة المـاء و أماكـن العبـادة لاسيمـا مسجـد العبـاس في منطقـة خولان بصنعـاء الذي وصفت نقوشـه الأثـريـة بأنها مدهشـة .
و أشـارت ليفينجستون إلى معرض عن بركـة الماء في اليمن أقامتـه في العاصمـة التشيكيـة كما القت محاضرات في هذا الموضوع في استـراليـا و دول أخرى فضلا عن تدريـس عمارة البركـة لطلابها , و تمنت أن تتـاح لها الفرصـة لإقـامة معرض مماثـل في صنعـاء .
و بدا أن عمل ليفينجستون على البركـة كسـر عزلـة الميـاه المحدودة الحيـز و وضعها في الواجهـة بعدمـا بقى الاهتمـام العام محصورا في أشكـال أخرى مثـل البحـار و المحيطـات و الأنهـار , وتعطي صور ليفينجستون ملمحـا جماليـا للبركـة , منها صورة التقطت لبركـة في سفح جبـل في منـاخـة .
و أمضت ليفينجستون 16 سنـة في الهنـد ُتدرس ما يعرف بعمارة الماء تناولتها في كتاب صدر بالانجليزيـة تحت عنوان نحو الماء .
وأعـاد شح الميـاه الجوفيـة و انخفاض معدل هطول الأمطـار 200 ملم سنويـا الاهتمـام بالمصادر التقليديـة للميـاه خصوصـا و أن اليمن يخلو من الأنهار و البحيرات الجاريـة .
بعثـة فرنسيـة تؤكد أن اليمن أول مستوطنـة بشريـة في الجزيرة العربيـة
بعثـة فرنسيـة تؤكد أن اليمن أول مستوطنـة بشريـة في الجزيرة العربيـة
توصلت بعثـة أثريـة فرنسيـة إلى أن اليمن شهدت أول استيطان بشري على مستوى الجزيرة العربيـة بعد أن انتهت من أعمال المسح و التنقيب الأثري لموقع في منطقـة خميس بني سعد بالحديدة أكدت انه يعود إلى ما قبل 300 ألف سنـة قبل الميـلاد .
وقال رئيس الهيئـة العامـة للآثـار و المتاحف أن البعثـة الأثريـة التابعـة لجامعـة بواتيـة الفرنسيـة توصلت إلى مقتـنيـات أثريـة نادرة تعود إلى مراحـل تاريخيـة تعود إلى العصر الحجري القديـم و المتوسـط .
موضـحا أن من الأشيـاء التي عثر عليها في المستوطنـة البشريـة هو الطبقات المعدنيـة الضاربـة في القدم و إن التقديرات الأوليـة للدراسـات حول القطع التي تم العثـور عليها تشيـر إلى أنها تعود مابيـن 50 ألف إلى 300 ألف قبل الميـلاد , الأمـر الذي يجعل الموقـع من أقدم المواقـع التي شغلها الإنسـان في شبـه الجزيرة العربيـة .
و أضاف أن المواد الأثريـة التي تم العثـور عليها وجدت على هيئـة طبقـة من الأشيـاء المكثفـة و المتراكمـة موضوعـة بشكل أفقي في مستوى ضيـق بكثافـة 6 سنتميترات وعلى مساحـة تمتد لأكثر من ألف متـر مربـع .
مشيرا إلى أن الهيئـة تسلمت 1059 عينة مصنوعـة من الرمـل بالإضافـة إلى 13 أثر عظمي من موقع التنقيب الأثري و أن الهيئـة بانتظـار الفحص الإشعاعي الذي سيحدد عمر هذه المجموعـة من الآثـار .
اكتشـاف مدينة " يكي " الأثريـة في ذمـار
اكتشـاف مدينة " يكي " الأثريـة في ذمـار
اظهرت نتائج أعمال المسح و التنقيبات الأثريـة التي نفذت خلال المواسـم البحثيـة الماضيـة في منطقـة النخلـة الحمراء بمنطقة الكميم مديريـة الحدأ محافظـة ذمـار عن اكتشاف مدينة أثريـة قديمة تسمى " يكي " ترجع إلى العصور السبئية و الحميرية .
وفي تصريح لـ " الثـورة نت " أوضح الاخ على السنباني مدير عام مكتب الآثـار بمحافظـة ذمـار أن موقع مدينة " يكي " يعد من المواقع الأثريـة المعروفـة بقيمتها التاريخيـة التي اكتشف فيها تمثال الملك الحميري الشهير " ذمـار علي " وابنه " ثاران يهنعم " , وأشـارإلى أن الحفريـات كشفت عن أن مدينة " يكي " مستوطنة ارستقراطيـة زراعيـة مائلـة إلى العسكريـة وأن وجودهـا بالقرب من وادي خصيب تجري فيه الميـاه طوال العام أهل على نشوء حضارة قويـة في المنطقـة .
مؤكداً في ختـام تصريحـه على أهميـة مواصلـة الدراسـات و التنقيـبات في المنطقـة .
توثيق القطع الأثريـة والتراثيـة في متحف بيـحان بشبـوة
يقوم فريق من الهيئة العامـة للآثـار و المتاحف و المخطوطات حاليـاً باستكمال عمليـة توثيق محتويـات متحف بيـحان بمحافظـة شبـوة من القطع الأثريـة و التاريخيـة التي تعود إلى العصريـن القتباني و السبئي, وكذا القطع التراثيـة التي يحتويها المتحف .
و اوضح خيران محسن الزبيدي مدير عام فرع الهيئة العامـة للآثـار و المتاحف و المخطوطـات بالمحافظـة لوكالـة الأنبـاء اليمنيـة ( سبـأ ) أن الفريق الذي يقوده أحمد محسن شجاع الديـن مدير عام المتاحف بالهيئة و المكون من اخصائيي الآثـار وفنيون وعمال خدمـات .. سيقوم خلال عمليـة التوثيق هذه والتي بدأها في مطلع يناير المنصرم وتستمر لمدة خمسة و عشرين يومـا بعمليـة توثيق علميـة لجميع محتويات المتحف من خلال استمارات وكروت وسجلات قيـد تضـم كافـة المعلومـات عن القطع الأثريـة من حيـث وصفها و أنواعها والمواد المصنوعـة منها وما تمثلـه في الحضارة اليمنيـة القديمـة , بالإضافـة إلى القيـام بعمليات تصوير فوتغرافي لكل قطعـة من محتويات المتحف والتي سيتم إدخال كامل البيانات عنها في الكمبيوتر مكونـة من نسختين أصليتين ستحفظ الاولى منها لدى المحافظة و الثانيـة لدى الإدارة العامـة للمتاحف بالهيئة العامـة للآثـار و المخطوطـات تمهيـدا لعمل قاعدة بيانات متكاملـة عن متاحف الجمهوريـة و محتويـاتها .
وأشـار الزبيدي بأنه وفي إطـار عمليـة التوثيق هذه فقد تـم خلال الأيـام الماضيـة القيـام بعمليـة توثيق لأكثـر من مائـة و عشرين قطعـة أثريـة تاريخيـة في المتحف تضاف إلى أربعمائـة قطعـة أثريـة أخرى كان قد تـم توثيقها خلال العام الماضي .. من بيـن نحو ألف و مائتان قطعـة أثريـة يضمها المتحف .
وأضاف : ولضمان الحفاظ و الصيانة لهذه القطع الأثريـة و التراثيـة بصورة صحيحة و سليمة , فقد تـم الطلب من الهيئة العامـة للآثـار إرسـال مهندس مختص لإعداد دراسـة إنشائيـة متكاملـة لترميـم و إعادة تأهيـل المتحف الذي يعـد من اقدم متاحف الجمهوريـة أذ يعود تاريخ إنشائـه إلى العام 1966 م .
الأوعـال في الحضارة اليمنية القديمة
الأوعـال في الحضارة اليمنية القديمة
حفلت الحضارة اليمنية القديمة بالكثير من الإنجازات والشواهد الأثرية التي لاتزال تكتشف تباعاً لتدل بتنوعها واختلاف أشكالها وموادها ، على تمتع اليمن بممالكه ودياناته وأسلوب حياة أبنائه، بالقدرة على مجاراة الحضارات العريقة المعروفة في بلاد الرافدين ومصر وغيرها من حضارات الشرق الأدنى القديم وكان للفنان اليمني القديم الإسهام الواسع الذي يعكس مقدرته وحنكته في تلبية رغبات وهموم الناس ومتطلبات الحياة الخاصة والعامة وكان الوعل كحيوان بري ذا مكانة هامة ليس لصفته الحيوانية كأفضل قربان للآلهه في معابدها وحسب وإنما لما يمثله بصفته الطبيعية إلى جانب شكل قرونه الملتوية كتدوير الهلال والقمر لذلك كان اهتمام الفنان اليمني القديم بشكل الوعل (بالنحت المستقل أو ذي الثلاثة أبعاد والبارز ذي البعدين والرسم المسطح والتصوير) كرمز ديني وفني وتتفرد اليمن بامتلاك أقدم أنواع الإنتاجات الفنية لحيوان الوعل عن غيرها من الحضارات القديمة.
الوعل في اللغة والطبيعة
الوعل جمع أوعال ووعول ويقال له: الأروى جمع أروية ،وأنثاه: أروية أيضاً (جمع القلة) : أراوي، وجمع الكثرة: أروى اسم جمع على غير قياس ويعرف بـ (ibex) والوعل هو تيس الجبل، أو الحيوان البري المعروف والمشهور بتأبده في الجبال، وتسنمه لعوالي القمم بل لأكثر شناخيبها علواً أو حدة، حيث سميت الأوعال بالعصم لأعتصامها في الشواهق.
وللوعل في حياة اليمنيين القدماء ودياناتهم مكانة، ولها في نفوسهم ذكر، وذلك لثلاثة اسباب:
أولها: أنه منذ العصر السبئي المبكر، تأسس طقس ديني هو الصيد المقدس، وخاصة (صيد عثتر) الذي كانت تقام له شعائر موسمية، يتصدرها المكرب أو الملك السبئي وكبار القوم، وكان الوعل هو قوام هذا الطقس.
وثانيها: أن اليمنيين القدماء اتخذوا من الوعل وخاصة من الفحل -قائد القطيع- رمزاً يجسد الإله عثتر إله المطر والخصب والإخصاب، وكان عثتر إلهاً عاماً لجميع اليمنيين وليس له خصوصية، ولهذا كان له معابد في جميع أنحاء البلاد، وكانوا يتقربون إليه في هذه المعابد بأصنام كثيرة على شكل الوعل، كما تعتبر اللوحات المنحوتة بزخارف أشكال الوعل من ابرز ما عثر عليها في المعابد من عناصر زخرفية، وخير مثال على ذلك معبد برآن.
ثالثاً: الكثرة العظيمة التي كانت لقطعان الأوعال في جميع أنحاء اليمن وخاصة في المشارق، والمرابع الأولى للحضارات اليمنية القديمة، وللتدليل على ذلك يذكر نقش مسندي واحد ان صاحبه وهو (شريح ـ شرحم ـ أيمن الهمداني) صاد (مع أعوانه) ثلاثة الآف وعل من جبال صولان في منطقة مرهبة من بكيل ولهذا فإن الصيد التجاري كان قائماً إلى جانب الصيد الديني.
وفي نقش من شبام الغراس نشره د. محمد باسلامه في كتابه (شباب الغراس دراسة تاريخية أثرية) يتحدث صاحبه عن صيد وذبح عدد مائة وعل ليقدمها إلى إلهة الشمس لمناسبة دينية كقربان.
وتكثر النقوش المماثلة لصيد وذبح الوعل مما يدلل على أهمية وتفضيل لحمه عن غيره من الحيوانات.
وتصف كتب الموسوعة الطبيعية أن الوعل شديد الحذر والانتباه ويحس بصياده في الجوار ويرقد على ظهره ويضع قرناه على الأرض وينحدر من أعلى الجبل إلى أسفله بهذه الطريقة فوق الصفاء أو الصخر الأملس حتى ينجو من الصياد. وينتقل الوعل في قطعان وهذه القطعان تشكل مجموعات صغيرة أو رمز اسرية أصغر، ويغلب اللون البني عليها، ومن طبيعة قرناها أنها جوفاء وليست مصمتة وتتسلح بها للدفاع عن نفسها أو الهجوم وقرونها تنمو باستمرار ولا تتساقط وفيها ما يشبه العقد كل عقدة تنمو كل سنة أما خلافها من قرون الأيائل.. فهي مصمتة وتسقط بعد مضي عام ثم تنمو من جديد خلال عام آخر.
أهتم النحات القديم بنحت ونقش شكل الوعل كحيوان له مكانة رمزية مقدسة في معابد الآلهة اليمنية القديمة (الشمس، القمر، الزهرة) بمسمياتها المعروفة (ذات حميم، المقه، عثتر) إلى جانب تكريسها في مضامين نقوش المسند كنذور، وقد جاءت أنواع من المنحوتات والنقوش كدليل مادي على أهميتها ومكانتها من بين أهم الرموز الدينية إلى جانب الثور أيضا، وأكثر ما يبرز اعمال النحت للوعل ما يعرف باسم (افاريز الوعول) وهو نمط معماري فني ديكوري استخدم لتزيين واجهات المعابد وجدرانها الداخلية إذ نرى ذلك في الجزء العلوي من سور معبد المقه في صرواح العاصمة القديمة لمملكة سبأ والواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب، ويمكن مشاهدة سور المعبد المستدير تزينه في الأعلى أفاريز من رؤوس الوعل خاصة في الواجهة الشرقية يذكر أن يدع الذريح بن سمه على مكرب سبأ في القرن الثامن الميلادي كان قد بنا المعبد للإله المقه.
كما كشفت اعمال التنقيب الأثري التي اجريت في معبد المقه برآن المعروف باسم (عرش بلقيس) بمأرب والتي قامت بها البعثة الأثرية الألمانية، كشفت عن العديد من القطع الحجرية من أفاريز الوعل التي كانت تزين جدرانه الداخلية. ولا تزال الكثير من هذه الانواع متواجدة في مواقع أثرية كثيرة وفي قاعات المتاحف اليمنية وفي الخارج الكثير من هذه الأفاريز.
المنحوت أغلبها من حجر الجيري الأبيض (البلق) والرخام والمرمر ونادراً من الخشب. ومظهرها الجميل في صف رؤوسها المستطيلة الوجوه والملتوية القرون متجاورة تبرز أشكالها من كتلة الحجر المنحوتة منه.
إلى جانب ذلك اهتم النحات اليمني القديم في نحت أشكالها كمقدمة لمنحوتات الأعمال الهندسية المحورة والمنحوتة من الحجر أو المصنوعة من المعدن. كما جاءت مرافقة للمسارج البرونزية التي تشبه في شكلها القارب اذ نراها معتلية المسرجة. مرتكزة بقوائمها الخلفية أو الجزء السفلي من بدنها على مؤخرة المسرجة وتظهر متوثبة في حالة حركة بقوائمها الأمامية.
وتأتي أشكال حيوان الوعل بأوضاع جلوس القرفصاء في مربعات تشكل أفاريز جانبية للوحات من الحجر الجيري والرخام مزينة لكتابات نذرية بخط المسند ويمكن مشاهدة ذلك على لوحات كبيرة الحجم موضوعة في المتحف الوطني بصنعاء جاءت من مواقع أثرية بمحخافظة الجوف والتي لا تزال فيها أعمدة معمارية لمعبد عثتر والمسمى (معبدينات عاد) المزينة بأشكال نسائية وثعابين ووعول وحراب.. على هيئة صفات زخرفية تعتبر فريدة من نوعها في طرازها.
الوعل في الرسوم الصخرية
يعد الوعل من أقدم ما شغل بال الفنان اليمني في عهود موغلة في القدم، إذ تفيد الدراسات الحديثة وجود رسوم الوعل على مسطحات صخور في أنحاء كثيرة من اليمن تعود إلى العصر الحجري أي منذ أكثر من سبعة الآف عام وتوالت رسومها كذلك في فترات التاريخ اليمني القديم.
ومن المعروف لدى المهتمين أن النحات اليمني القديم قد اهتم بإخراج اشكال الرموز الدينية بعناية فائقة نظراً لما تمثله من اهمية دينية.
الأمر الذي نرى فيه وضوح الملامح والمحافظة على نسب الجسم متوازنة خاصة في حال تجسيد التمثال كاملاً، أو كتلة الرأس بارزة في مجموعة الأفاريز وقد أوضح الجوانب منها في نهاية صف الرؤوس إذ يبرز الجزء الأيمن والأيسر مع الأرجل واقفة.
وقد اتخذت قرون الوعل المنحوتة بمفردها كنذور وهذا ما أثبتته مكتشفات حديثة في معبد يقع في رأس جبل حجاج ولا يزال الوعل يحتل مكانة خاصة لدى اليمنيين إذ لا تزال في حضرموت تقام مواسم لصيد الوعول والاحتفالات بها سنويا مع رفع قرونها عالياً بأيدي أشخاص يقومون بالرقص والغناء، كما لا يزال اليمنيون يتخذون من قرون الوعل زينة على أركان منازلهم.
معبد أوام متحف مفتوح وشاهد على حضارة اليمن القديم
معبد أوام متحف مفتوح وشاهد على حضارة اليمن القديم
اشتهرت مدينة مأرب اليمنية القديمة التي قامت على وادي ذنه كعاصمة للسبئيين بكثرة معابدها التي كان الشكل المستطيل نمطها الرئيسي وأهم تلك المعابد معبد (أوام) وهو الاسم القديم للمعبد الذي ما تزال نتائج التنقيب بين آثاره تنبىء عن مستوى راق من الإتقان والفن المعماري والإبداع الهندسي.
ويطلق عليه الكثيرون من الدارسين اسم معبد( المقه) الإله القومي لدولة سبأ فيما يسميه السكان اليوم بـ( محرم بلقيس).
ويقول الدكتور علي عبد الرحمن الأشبط أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء إن اليمن كغيرها من حضارات الشرق القديم شهدت اهتماما واسعا بتراثها المادي والإنساني العريق ظهرت مؤشراته في ضوء الرحلات والبعثات الاستشراقية والاكتشافات الأثرية في المواقع والمدن التاريخية وعلى وجه الخصوص في مدينة مأرب التي حظيت هي أيضاً بزيارات استكشافية بين خرائبها وآثارها أسفرت عن مخزون كبير من التراث الحضاري كان أشهره معبد ( أوام ) الذي يقع على بعد اربعة كيلو مترات جنوب شرق مدينة مأرب على نتوء صخري يرتفع قليلاً عن مستوى سطح الأرض المحيطة به ويشير إلى أن خبيري الآثار أرنو هو أول من اكتشف معبد (اوام) عام 1843 وهالفي في عام 1870.
وقد زاد الاهتمام بهذا المعبد عندما زاره العالم الآثاري ادوارد جلا زر عام 1888 وقدم وصفا مهما للمعبد ونسخ منه بعض النقوش السبئية كان من بينها نقشا يؤرخ لبناء معبد أوام الذي يرجح الباحثون تاريخ بنائه إلى حوالي النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد في عهد حكم المكرب السبئي ( يدع آيل ذرح بن سمه علي ) مكرب سبأ .
وفي عام 1943 بدأ أول تصوير فوتوغرافي للمعبد بواسطة الباحث /نزيه مؤيد العظم/ وتبع ذلك زيارة عالم الآثار المصري أحمد فخري عام 1947 الذي أعطى معلومات إضافية مفيدة وأشار إلى ما يتعرض له موقع المعبد من أعمال هدم وتخريب.
ومن المعروف أن المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان كانت قد بدأت أعمال الحفر في معبد أوام بين عامي 1951و 1952 برئاسة(ويندل فيليبس ) إلا أن العمل توقف بعدها لمدة 45 عام .
ونظرا للأهمية التاريخية لمعبد أوام تابع فريق آثاري من المؤسسة الأمريكية منذ العام 1998م برئاسة (مارلن هوج سون فيليبس ) العمل في المعبد مراحل طويلة من التنقيبات الأثرية المنهجية استمرت حتى عام 2005 وشملت موقع المعبد ومداخله وقاعاته وقد أظهرت نتائج تلك التنقيبات تفاصيل مهمة عن المعبد وما يحويه من شواهد مادية كواحد من أعجب المنشآت المعمارية التي تدل على مدى الإنجاز الحضاري والرصيد الإنساني لليمن واليمنيون.
ويؤكد الدكتورالاشبط أنه بفضل نتائج تلك التنقيبات الأثرية الهامة واكتشاف الكثير من النقوش المسندة عكف المختصون والباحثون على دراستها وتحليل محتواها فاستدلوا إلى أن نقوش المعبد قام بتقديمها كافة فئات المجتمع من ملوك وموظفي دولة واقيال القبائل وأناس عاديين سطروا خلالها للكثير من الأحداث السياسية والنشاط المعماري و تكاد تغطي الكثير من ملامح تركيب المجتمع اليمني القديم وعلاقاته الاقتصادية والاجتماعية والحياة الدينية.
وبناء على محتوى نقوش معبد أوام فقد تم تصنيفها من الباحثين والدارسين إلى نقوش نذرية ونقوش ملكية ونقوش جدارية ونقوش قانونية ونقوش دينية وأدبية وكلها تغطي فترة زمنية طويلة من التاريخ اليمني القديم تصل ما بين القرن الثامن قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الرابع للميلاد.
ولا تزال النتائج المثيرة في هذا الموقع تكشف يوماً بعد يوم أبرز معالم الحضارة اليمنية التي تفنن في بنائها الإنسان اليمني القديم وسن شرائعه على أحجارها بنقوشه المسندة الرائعة .
وتؤكد الدراسات أن معبد أوام كان يعد المعبد الرسمي للدولة السبئية والمكان الرئيسي الذي يحج إليه السبئيين وأحد أهم المعالم التاريخية في اليمن القديم كما كان يعد أضخم المعابد ليس فقط في اليمن ولكن في الجزيرة العربية بأكملها إذ تصل مساحته الداخلية المستديرة بشكلها البيضاوي وبكامله إلى حوالي2ستة الآف متر مربع وقد تم العثور فيه على عدد كبير من النقوش اليمنية القديمة وعشرات من التماثيل الرائعة أهمها وأجملها تمثال للملك (معد كرب ).
كما يعد معبد أوام متحف مفتوح ليس فقط لكثرة آثاره وتنوعها بل في محتوى نقوشه التي تستعرض حلقات مترابطة من الأحداث تشكل في مجموعها أسس علمية لصياغة تاريخ اليمن القديم حيث تمتاز نقوشه بأهمية خاصة إذ لا يكاد يخلوا متحف من متاحف العالم ممن يقتني نقوشاً يمنية قديمة نقوشا من هذا المعبد.
وتزيد النقوش التي تعود أصولها لمعبد أوام عن 600 نقش حتى أن الكثيرين من الباحثين يرون أنه بدون هذه النقوش لكان من الصعب تأليف المعجم السبئي ومعرفة الكثير من الأحداث التاريخية المثيرة فنقوش هذا المعبد تمثل أرشيفا يمنيا مهما لعصور ما قبل الإسلام بل وتعتبر أهم مكتبة ضخمة تم العثور عليها في اليمن تكاد توازي المكتبات الموجودة في أنحاء مختلفة من حضارات الشرق القديم.
وتشكل الشواهد النقشية في مجملها مصدرا أساسيا لدراسة العلاقات الدولية لليمن مع غيره من دول العالم القديم ( العراق- مصر- الحبشة- بلاد الشام وأماكن متفرقة في وسط الجزيرة وشمالها) ويستطيع الباحثون من خلالها استقراء حدود اليمن القديم السياسية ومدى اتساعها.
مأرب متحف بلا سور و الملكـة بلقيس شابة عمرها 6 آلاف سنة
مأرب متحف بلا سور و الملكـة بلقيس شابة عمرها 6 آلاف سنة
http://www.mayonews.net/photo/06-09-30-988687445.jpg
بعد مائة كيلومتر الى الشرق من صنعاء، وعلى ارتفاع 3900 قدم فوق سطح البحر، وفي زمن ساعتين ونصف الساعة تقريبا وصلنا الى مأرب، منطقة ما زالت مدينة غنية بالثروة السياحية التاريخية الأثرية، وفي المكان العديد من البقايا الأثرية من القرن الخامس قبل الميلاد، وهي مصدر ومورد مالي لليمن، بلد حباه الله سبحانه وتعالى بأروع المزايا التاريخية، ويعتبر من أكثر الاماكن جذبا.
الدليل السياحي الاستاذ احمد ناصر بخيت الذي اصطحبني قال: مأرب اسم مركب من 'ماء' و'راب' بمعنى 'الماء الكثير' او 'السيل الكثير'، والآراميون ينطقون الكلمة تحت اسم 'ماريوبا' او 'مريابا' بالمعنى نفسه 'ماء وراب'.
وقال: اول من شيد مدينة 'مأرب' هو سبأ بن يشجب من يعرب بن قحطان واقام ثلاثة قصور اشهرها قصر سلحين الذي كان مقر اقامة الملك.
واكد الدليل السياحي ان الذي قام ببناء حائط دفاعي حول مدينة مأرب هو 'سمهو عالي ينوف' من القرن الخامس قبل الميلاد، و'كرب وتر' اضاف بعض الاجزاء عليه وشيد بوابتين وبعض الابراج في القرن السابع.
واضاف: ان ما يوجد في مأرب مكان يعرف ب'محرم بلقيس' احد واشهر معابدها وبقي منه ثمانية اعمدة في صف واحد، وكذلك اهم احد الآثار هو 'سد مأرب' الشهير الذي يرجح ان منفذه وصاحب فكرته هو 'سمهو ينوف' الذي بنى السور العظيم للري بمنطقة الحجر، ولتقليل اندفاع مياه السهو التي دمرت المزروعات واتلفت المحاصيل قبل اقامته، ولقد تمت اصلاحات عديدة وترميمات خلال الفترات الزمنية وأخرها في عهد 'أبرهة' الذي استغرق الاصلاح حوالي ثلاثين سنة، وانهار السد بعد 4 سنوات. ووصف سبحانه وتعالى هذه المنطقة في كتابه الكريم في سورة سبأ: آية ،50 وهذا السد لم يتم بناؤه في عهد ملك واحد، وتدل هندسته على خبرة نادرة، وتقسيم فني، ومهارة فائقة لا تقل عظمة عن اهرامات مصر.
وقال: اليمني مازال يحقق لوطنه هذه المعجزة عندما اعاد هذا المرفق الحيوي المهم وتجديد بنائه، وقد عاش هذا السد اكثر من 1400 سنة من القرن الميلادي، وهو تاريخ انهياره، اثر اجتياح سيل 'العرم' مما ادى الى هجرة اليمنيين الى الشام والعراق.
واضاف: اليمنيون لهم تاريخ تتجلى لنا فيه عظمة الفن والبناء في القصور والسدود والهياكل والأثاث، وهم الذين افترشوا الحرير، واقتنوا آلة الذهب والفضة.
وكل ما اقوله في جولتي هذه ان اليمن السعيد فيه ثمانون سدا وقال شاعرهم:
'وفي البقعة الخضراء من ارض يحصب
ثمانون سدا تقذف الماء سائلا'
ومن السدود المعروفة والمشهورة:
سد مأرب - سد أرحب (رجيم) - سد قصعان وربوان، وقتاب، وسد شحران وطمحان، وعاد، وسحر، وذي رعين، وسد نضار وهران، وسيابي، والشعباني، وريعان، والمليكي، والنواشي، والمهباء، والخانف، ولحج، وسد عرايس، وذي شهال، ونقاطة.
أسطورة السدود والمعابد
الأساطير العالمية تجدها في مأرب فبعد ان وصلناها اقتنعت أرواحنا واكتحلت عيوننا بالمناظر حيث معبد الملكة 'بلقيس' وعرشها ينسجان حكايا تاريخ عتيق، والملكة لعبت دور البطولة، خصوصا قصتها المشهورة مع سيدنا النبي سليمان، عليه السلام، وبعد ان قطعنا 180 كيلو مترا تعرفنا على المدينة التي تعج بالآثار، نعم إنها اسطورة، وعن اي مرتفع تشاهد المدينة التي ذكرت وضربت لها الامثال منها: 'على نفسها جنت براقش' محاطة بسور، ملكة براقش أسست الدولة المعينية، وجدد السبئيون سورها 450 قبل الميلاد.
وبدأت أحاديث الدليل بخيت تمتزج مع دفء الشمس معبودة القدماء في اليمن، مع استقبال رجال المدينة ومن خلفهم المسلحون من القبائل، ولكن الابتسامات المعبرة، والتحيات الصادقة للكويتيين خاصة، كلما قلنا نحن من الكويت وضعوا أيديهم على رؤوسهم أهلا بكم .
وعندما وصلنا الى المعبد القديم الذي تحول إلى مسجد، قال بخيت: هذا المعبد يحكي قصة الملكة وعاصمتها مأرب مهد الحضارة السبئية التي كرمت بالذكر في القرآن الكريم، وأشار إلى مسجد من الطراز القديم الفريد في المعمار قائلا: هذا هو المعبد الذي تحول إلى مسجد والآن هو مهجور بكل ما يحتويه من كنوز، وأعمدة المسجد والسقف والحوائط مرمية على الأرض، هجر هذا المكان كله، رغم وجود الخضار على مدى البصر بشكل سجاد معتم.
واخيرا، وما شاهدنا من آثار ومعابد، وعرش بلقيس الملكة الشابة مازالت باقية، عمرها ستة آلاف عام، وهي رمز وطني تاريخي، ولكنها تحتاج الى تحسينات في المرافق لخدمة السياح، وكل ما يقدم من الوجبات والطلبات كأنك في برك ومدافن، ولكن مأرب مدينة تسمى 'متحف بلا سور' آمنة ومستقرة تشرح الحياة، ومخزن كبير للآثار لم يكشف الا اليسير منها.
إجراءات للحفـاظ على المعـالم التاريخيـة لمدينـة صعـدة
إجراءات للحفـاظ على المعـالم التاريخيـة لمدينـة صعـدة
http://www.yemen-nic.com/upload/iblo...c6a0383b17.jpg
ناقشـت اللجنـة المكلفـة بالحفـاظ على مدينـة صعـدة التاريخيـة القديمـة في اجتماعهـا أمس برئـاسـة الوكيـل المساعـد للمحافـظة حسين ناجي عوفـان الخطوات و الآليـات التنفيذيـة اللازمـة لعمليـة الحفاظ على معالم المدينـة التاريخيـة و طابعـها المعمـاري الفريـد .
وناقشت اللجنـة موضوع استغلال الدعـم المقـدم من قبـل مكتب التراث الثـقافي الهولندي لتمويل عمليـات ترميـم المعالم الاثريـة و التاريخيـة بمراعـاة النمط المعماري القديـم الذي تتميـز بـه المسـاكن و الأحيـاء بمدينـة صعـدة و الآليـة المثلي لاستـخدام هذا الدعـم عبـر تفعيـل عمل صندوق الطوارئ الخاص بحمايـة مدينـة صعـدة القديمـة الممول من الحكومـة الهولنديـة .. و تطرقت اللجنـة إلى القضايا الخاصـة بعمليـة البنـاء العشوائي و البنـاء المخالـف لطابع المدينـة , و الاستحداثـات الجديدة المخالفـة على جانبي سـور المدينـة و التي تشـوه جمالـها المعمـاري و ملامحـها الأثريـة و التاريخيـة .
كما جرى استعراض تصورات و اطروحـات حول جملـة من القضـايا و الاشكاليـات التي حددتـها مكاتب السيـاحـة و الأثـار و الأوقـاف و الأشـغال و الميـاه ومديـر عـام مديـريـة صعـدة و أميـن عـام المجلـس المحلي تتعلق بالعمل في خطـة الحفـاظ على معالـم المدينـة و طابعـها المعمـاري و الاجراءات القانونيـة لذلك و آليـة التنفيـذ , وكـذا مستوى النجاح للمشروع الهولنـدي للحفـاظ على المدينـة .
مدونة للنقوش اليمنية على الانترنت بتعاون إيطالي
تم يوم الجمعـة الماضيـة في مدينـة بيزا الإيطاليـة التوقيـع على اتفاقيـة عامـة للتعاون و الشاركـة بين كل من وزارة التعليـم العالي و البحث العلمي اليمنيـة و الهيئـة العامـة للآثـار و المتاحف في اليمن من جهـة و جامعـة بيزا الإيطاليـة من جهة أخرى , و ذلك لتنفيـذ مشاريع بحثيـة مشتركـة وتبادل الخبرات و البرامج التدريبيـة , لا سيما في مجال الآثـار و المتاحف و النقوش و في مقدمتهـا إعداد مدونة للنقوش اليمنيـة على الانترنت .
وقع الاتفاقيـة في رحاب جامعـة بيزا العريقـة عن الجانب اليمني كل من الأستـاذ / صالح علي باصرة وزير التعليـم العالي و البحث العلمي .. و الدكتـور / عبد الله باوزير رئيس الهيئـة العامـة للآثـار و المتاحف , و عن الجانب الإيطالي الأستـاذ الدكتـور / ماركو باسكوالي رئيس جامعـة بيزا .
و بمقتضى هذه الاتفاقيـة التي ستشكل إطاراً لعدد من المشاريع المستقبليـة المشتركـة , تم التفاهم على تنفيـذ مشروع مدونـة للنقوش اليمنيـة القديمـة على شبكـة الانترنت , والتي سوف يشترك في إعدادهـا نخبـة من العلمـاء و الباحثيـن و الفنيين من كل من جامعـة بيزا و الجامعات اليمنيـة .
هذا وسيقوم فريق البحث المشترك بتدويـن النقوش اليمنيـة التي عثر عليها في مناطق الحضارة اليمنيـة القديمـة في كل انحـاء اليمن مثل مأرب و براقش و معيـن و تمنع و ظفار و ذمـار و صنعـاء و غيرها .. و رصـد المتوفر منها في المتاحف اليمنيـة .. و سوف يستخدم في هذه المدونـة أو الموسوعـة العلميـة التي تعـد الأولى من نوعها في اليمن وكانت لوقت طويل حلمـاً يراود المشتغليـن في مجال النقوش و الآثـار اليمنيـة , أحدث التقنيـات الرقميـة و تكنولوجيـا المعلومـات و قواعـد البيانات , مما سيوفر للباحثيـن و المهتميـن فرصـة الإطلاع على حضارة اليمن و آثـارهـا و نقوشها من خلال وسيلـة سهلـة و متطورة هي الشبكـة العنكبوتيـة .
يشار هنا إلى أن هذا المشروع , الذي من المخطط أن يبدأ العمل بـه هذا العام و يستمر خمس سنوات , قد اتفق على أن تكون الدكتـورة عميـدة شعلان منسقـة المشروع عن الجانب اليمني و الدكتـورة اليسندرا افنزيني عن الجانب الإيطالي .. هذا و سيتم الشروع في تنفيـذ بنود الاتفاقيـة بابتعاث ستـة باحثيـن و فنيين يمنيـن للتدريب في جامعـة بيزا بغرض العمل في مشروع مدونـة النقوش اليمنيـة .
وحضر التوقيـع من الجانب اليمني كل من الأستـاذ الدكتـوريوسف محمد عبد الله الأستـاذ بجامعـة صنعـاء , ومستشار رئاسـة الجمهوريـة لشؤون الآثـار و المتاحف , و الدكتـورة عميـدة شعلان الأستـاذ المشارك بجامعـة صنعـاء , كما حضره من الجانب الإيطالي نائبا رئيس جامعـة بيزا الأستـاذة الدكتـورة / لوسيـا تونجيورجي و الأستـاذ الدكتور / انريكو جياسشيريني بالإضافـة إلى الأستـاذة الدكتورة / اليسندرا افنزيني رئيسـة معـهد الآثـار و الاستشراق بالجامعـة .
مكتبة الإسكندرية بصدد إصدار كتب حول النقوش اليمنية
مكتبة الإسكندرية بصدد إصدار كتب حول النقوش اليمنية
http://www.mayonews.net/photo/07-04-25-1705840291.jpg
اكد مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين قرب صدور سلسلة من الكتب العلمية التي تعنى بالنقوش والخطوط والكتابات لشباب الباحثين العرب، وأن الأعمال الأولى من هذه السلسلة تتناول "الكتابات الأثرية في مدينة الإسكندرية" و"النقوش اليمنية القديمة" و"المخربشات في منطقة غرب أفريقيا".
جاء ذلك خلال افتتح المنتدى الدولي الثالث للنقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور في مكتبة الإسكندرية أمس الثلاثاء.
ويشارك في جلسات المنتدى نحو 150 باحثا يمثلون 13 دولة عربية وأجنبية.
وقال مدير مكتبة الإسكندرية في افتتاح المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام ويتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، إن مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية بصدد إنشاء مكتبة رقمية للنقوش لخدمة الباحثين، وإن أكثر من 2000 نقش تخضع حاليا للمراجعة والتمحيص.
وأضاف أن أكتوبر/ تشرين الأول القادم سيشهد انطلاق هذه المكتبة الرقمية التي ستضم خمسة آلاف نقش في مرحلتها الأولى.
كما أعلن عن مشروع لإعداد قاموس للغة المصرية القديمة، ليكون أول قاموس تصدره مؤسسة مصرية متخصص في لغة قدماء المصريين.
مواطن سعودي يدعي اكتشاف تاج الملكة بلقيـس !!
مواطن سعودي يدعي اكتشاف تاج الملكة بلقيـس !!
تحقق الجهات الأمنية السعودية في عسير جنوب المملكة مع مواطن سعودي للتأكد من مدى صحة ادعاءاته بالعثور على كنز أثري يعود لذي القرنين وبلقيس ملكة سبأ في اليمن ، كما يجري التحقق من القيمة الأثرية لتحف عثر عليها داخل صناديق بحوزته داخل سيارته.
وذكرت جريدة "عكاظ " السعودية أمس ، أن الشرطة تحفظت بعد القبض على مواطن زعم أنه عثر على الكنز من موقع على طريق أبها - الطائف غرب المملكة، واستعان بخبراء للوصول إلى الكنز.
واضافت "عكاظ" قائلة :" إن الغموض يلف ادعاءات المواطن الذي يصر على أن كل ما بحوزته من الذهب والنحاس والقطع الأثرية التي تشكل له ثروة كان ينوي بيعها بمبلغ لا يقل عن 5 ملايين ريال لتحسين وضعه المادي".
ونقلت الصحيفة السعودية عن المواطن سرده لكيفية حصوله على الكنز المزعوم، إذ قال :" إنه بعدما حدد موقع الكنز بواسطة خبراء توجه إلى هناك أي إلى طريق أبها - الطائف وذبح كبشاً ليخرج عليه ثعبان ضخم اعتبره حارس الكنز ليتمكن من قتله ودفنه والصلاة عليه، كما تقتضي طقوس استخراج الكنوز الأثرية التي حفظها".
وزعم المواطن أنه بعدما تخلص من حارس الكنز استعان بعشرة عمال للحفر واستخراج القطع الثمينة التي كان من بينها، حسب ادعاءاته تمثال لـ"الأدهم" فرس عنترة بن شداد وأنه واصل عثوره على القطع على مدى شهر.
وتابع السعودي الحديث قائلا :" إنه في كل يوم كان يعثر على صندوق زاعماً أنه عثر على تاج الملكة بلقيس وحلي ذي القرنين وعقداً من زعفران النبي الخضر، بالإضافة إلى جوهرة صغيرة ملفوفة بجلد غزال ادعى أنها تعالج الأمراض وأنه جربها مع العديد من الحالات ".
منارة عدن .. فن العمارة اليمنية الإسلامية
منارة عدن .. فن العمارة اليمنية الإسلامية
http://news.bbc.co.uk/media/images/3...050_yemen2.jpg
د / علي سعيد سيف
أستاذ العمارة الإسلامية بجامعة صنعاء
خلف بنو طاهر بني رسول بعد أن ضعفت دولتهم واعتبروا أنفسهم ورثاء شرعيين لدولتهم واستمر حكمهم بين « 858 ـ 923هـ » فساروا على نهجهم في البناء والتعمير والزخرفة وليس أدل على ذلك من المدرسة المنصورية بمدينة جبن التي تتشابه مع المدرسة المعتبية بتعز ومن ناحية المآذن فمئذنة المنصورية تتشابه إلى حد كبير مع مئذنتي المدرسة الأشرفية بتعز .
وقد زار الرحالة الايطالي « فارثما » اليمن في سنة « 1503م » وزار مدينة جبن وشاهد الجامع والمدرسة فيها ، وتحدث عنها مؤرخون يمنيون منهم ابن الديبع في كتابه قرة العيون وسنختار من مخلفاتهم في مقالنا هذا منارة عدن ، والتي تقع في وسط مدينة عدن قبالة ميدان كرة الطائرة في حديقة صغيرة بمحاذات مبنى البريد العام ، وكانت هذه المئذنة لجامع ، أجمع المؤرخون أنه من بناء الخليفة عمر بن عبدالعزيز ، وجدده الحسين بن سلامة في أواخر القرن الخامس الهجري ، ويقول ابن المجاور :
والأصح أن مابناه إلا الفرس وكان سبب بنائه أنهم وجدوا قطعة عنبر كبيرة ومليحة فأوتي بها إلى صاحب عدن فقال لهم وماأصنع بها ، بيعوها وأبنوا بثمنها جامعاً فلست أرى درهماً أحل من هذه الدراهم ، فباعوها وبنوا بثمنها جامع عدن .
وقد اختلف الكتاب الأوروبيون في فترة بنائه ، فمنهم من يقول أن الجامع بنى في عصر بني رسول حيث يُذكر أن أميرة من بني رسول ابتنته .
ورواية أخرى تقول الظاهر الغساني بنى مدرسة ينسبوها إليه ، ويرجع آخر زمن البناء إلى السلطان عامر بن عبدالوهاب ، سلطان بني طاهر الذي قام بتجديد الجامع ، ولكن لم يذكر المؤرخون ماهية التجديد ، ولم يشر المؤرخ « النهروالي » الذي ذكر مآثر عامر بن عبدالوهاب إلى هذا الجامع ويرجع آخر البناء إلى فترة الوجود العثماني في اليمن .
أما عن المنارة الحالية فقد قام سيرجي شيرنسكي « العالم السوفيتي » بزيارة المنارة عام 1972م ودعا إلى إجراء حفريات أثرية ، وبالفعل أجرت بعثة اليونسكو برئاسة رونالد ليكوك بعض المسوحات وأوصت بإجراء صيانة وترميم شامل على المئذنة ، وأشار سيرجي إلى أن المنارة شيدت في القرن الثامن الميلادي وأن زخرفتها تعود إلى القرن السادس عشر وأن قاعدتها المضلعة ربما كانت قائمة على أثر قديم لعله يعود إلى ماقبل الإسلام .
وبدن المئذنة أصلة هرمي الشكل له قاعدة مثمنه قطرها السفلي 54،4م وعند قاعدة القبة التي تتوجها يبلغ قطرها 60،3م وهذا البدن مقسم إلى ستة أجزاء بواسطة أفاريز جصية بارزة بروزاً بسيطاً .
ويوجد عند قاعدة المئذنة بناء من الحجر حول قاعدتها أقيم لتدعيم المنارة بعد حدوث الميل فيها، ويزين بدنها بعض العناصر الزخرفية البسيطة التي تدل على تأثره بالأسلوب السلجوقي وذلك نتيجة بقاء العثمانيين القصير في عدن .
في دراسة نشرتها مجلة ( تواصل ): الهجرات اليمنية إلى مصر أضفت عليها الوجه المشرق
صحيفـة الثـورة
أدب وثقافـة
الأحد 5 ذي القعدة 1427 هـ
26 نوفمبـر 2006 م
أكد أستاذ مصري أن هجرة القبائل اليمنية المتتاليـة إلى أرض مصر كانت أبرز وأهم العوامل التي قررت أصالة و عروبـة مصر و اكدت عراقـة أهلها .. ولم تجعل من أرض الكنانة أرضاً عربيـة فحسب بل جعلت منها قلعـة العروبـة وحصنها المنيـع .
وأشـار الأستاذ مجاهد الجندي أستاذ الحضارة والتاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر في دراسة نشرتها مجلة ( تواصل ) إلى أن القبائل القحطانية ببطونها و أفخاذها وفروعها هاجرت إلى مصر و استقرت حول وادي النيل والدلتا منذ القدم وحتى الآن , ولم تكن تلك الهجرات عارضيـة أو هامشيـة بل كانت هجرات متتابعـة أضفت على مصر وجهها العربي المشرق و الجميل .
وأوضحت الدراسـة ان الهجرات اليمنية لم تتوقف منذ فتح مصر بقيادة عمرو بن العاص في القرن السابع للميلاد خلال فترة تعاقب فيها 83 حاكماً على حكم مصر , حتى نهايـة حكم الفاطميين ( 357 هـ - 973 م ) الذين أعادوا الحكم العربي الصميم إلى مصر وشجعوا القبائل العربيـة على الهجرة إلى مصر .
ومع انتهاء العصر الفاطمي وتولي المماليك للحكم توقفت الهجرات العربيـة , وحدث ارتداد وفرار من مصر بسبب اضطهاد المماليك للعناصر العربية .
وكانت حالة مماثلة قد حدثت في عهد الدولـة الامويـة عندما وفدت إلى مصر جموع من جهينة و الأزد وحمير ولخم و قيس بن عسلان ومذحج وبجيلـة و استقرت فيها .
ولما بدأت عناصر غير عربيـة تحكم مصر تعرضت القبائل العربيـة للتهميش و الاضطهاد كما حدث في عهد احمد بن طولون ( 257 هـ - 271 هـ ) مما دفع القبائل العربيـة إلى ترك مصر والهجرة من جديد إلى شمال إفريقيا و السودان .
وبحسب الدراسـة فإن القبائل القحطانيـة " اليمنية " الرئيسية التي أستقرت في أرض مصر كانت أربع قبائل ... أكبرها طيء وقبائل جذام بن عدي التي جاءت مع عمرو بن العاص في فتح مصر , وسكنت في منطقـة الدلتا ومن بطونها بنو حرام الذين يقطنون حالياً في محافظـة المنيـا .
وفي محافظـة سوهاج استقرت قبائل بلي وجهينة وتنقسم إلى أرباع كثيرة وكل ربع له بيوت كثيرة ويرجع نسب القبائل الجهينية إلى الصحابي الجليل عبد الله الجهني ..
اما جهينة فهي من قبيلـة قضاعـة اليمنية .
أما القبيلـة الرابعـة فهي لخم التي تنتسب إلى كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ومن بطون لخم قبيلـة بني مره التي نزلت بأسيوط ومازالت تحمل اسمها وإليها ينسب الزعيم الراحل جمال عبد الناصـر .
وحددت الدراسـة منازل القبائل اليمنية في محافظـات مصر خلال القرن التاسع الهجري كالتالي :
- في أعمال القوصيـة
بنو شادي " قصر بني كليب بني امية "
العجالـة " بنو عجيل بن الذئب بنو بلي " من قضاعـة بن حمير بن سبأ
- في أعمال البهنسا
أولاد زعازع : من قيس عيلان
عرب هوارة : ويمتدون من بهنسا حتى أسوان و أوطانهم تمتد من محافظـة البحيرة حتى الاسكندريـة ثم نزحوا إلى صعيد مصر وانتشروا في معظم الوجه القبلي .
- في أعمال الشرقيـة
قبائل ثعلبـة ومنهم بنو زريق والعليميون وجذام وبنو عقيل وبنو الوليـد .
- في أعمال المنوفيـة
نصير الدين من قبيلـة لواته
- في اعمال الغربيـة
أولاد يوسف من طيء ومقرهم مدينة سخا وقرية كفر هودين مركز السنطـة .
- في أعمال الصعيـد
بنو هلال وهم قبائل يمنية من خولان بن عامر وانتشروا في الصعيـد وبرقـة في ليبيـا وامتدت منازلهم بين مصر وأفريقيا " تونس حالياً "
بنو كنانة : في الاخميميـة
المتحف الوطنى بصنعاء..سيرة تاريخ لا ينضب
المتحف الوطنى بصنعاء..سيرة تاريخ لا ينضب
المتحف الوطنى بصنعاء يضم أكثر من 25 ألف قطعة أثرية
صالح البيضانى
كاتب وصحفى من اليمن
تاريخ الشعوب وحضاراتها أكثر الأشياء الغابرة حضورا. قد نقترب منها إلى حد ما ولكننا لا نستطيع إعادتها. وثمة أمجاد غابرة تشعرنا بالحنين لزمننا الفائت. إنه التاريخ الذى نستقرء سطوره المضيئة من خلال الآثار التى خلفها الأجداد.
آثارنا إذن هى نافذتنا الوحيدة على أمجادنا. لذلك نقف اليوم أمامها وقفة قارئ لما تركت هذه الآثار بين السطور من عبر وشواهد. إنها السياحة فى دروب التاريخ.. والاقتراب حد التماهى من الذاكرة المستحيلة،هنا حيث يلتحم المكان بالزمان فى لحظة صمت تتوقف عندها عقارب الساعة.. لنطل على الماضى الموغل فى القدم. كشهود على ماض تليد وحضارة عريقة..
والمتحف الوطنى بصنعاء، أكبر مخزن للتاريخ والذاكرة اليمنية. تم تأسيسه فى العام 1971 فيما كان يسمى بدار الشكر قبل أن ينتقل المتحف إلى مكانه الحالى فى "دار السعادة" أحد قصور العهد الإمامى فى اليمن. وتم افتتاح المتحف رسميا فى الثانى عشر من أكتوبر-تشرين الأول من العام 1987.
يحتوى المتحف اليوم على أكثر من خمس وعشرين ألف قطعة أثرية تعود إلى عصور ماقبل التاريخ وعصور الحضارات اليمنية القديمة والحضارة الإسلامية.
وتم إعادة افتتاح المتحف الوطنى أمام الزوار بعد إغلاق قسرى استمر لأكثر من ثلاث سنوات تقريبا تم خلالها استكمال أكبر عملية ترميم وصيانة للمتحف منذ تأسيسه وحتى اليوم حيث شمل الترميم إنشاء مخزن محكم لحفظ القطع الأثرية تحت الأرض. ويعتبر المتحف الأكبر فى بلادنا من بين حوالى 18 متحفا ثانويا فى مختلف المحافظات.
كما يعد المتحف الوطنى الوجهة الأولى للسائحين والباحثين والزوار، حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد زوار المتحف قبل إغلاقه قد بلغت أكثر من 18 ألف زائر يمنى فى النصف الأول من العام 2002 إضافة إلى أكثر من 8000 زائرأجنبي.
عظمة وحفاوة استقبال
منذ الخطوات الأولى وأنت تجتاز البوابة الرئيسية للمتحف تشعر بعظمة التاريخ اليمني.. عند المدخل تماما يقف تمثالا الملكين ذمار على يهبر وابنه ثاران يهنعم ملكا سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات وهما يلوحان بيديهما وكأنهما يرحبان بالزائر لشواهد حضارة كانا أحد صناعها فى التاريخ اليمنى القديم. فقد حكم الملكين اليمن فى مطلع القرن الرابع الميلادي.
التمثالان من أهم مقتنيات المتحف الوطنى بصنعاء وقد عثر عليهما فى النخلة الحمراء بالحدأ فى محافظة ذمار فى العام 1931 بواسطة حفرية شارك فيها الجغرافى الألمانى فون فيسمان وعند ترميم التمثالين فى معهد "ماينز" بألمانيا تبين وجود نقش كتب بالمسند على صدر التمثالين يفيد معناه أنهما أهديا إلى قبيلة "آل ذرانح" لوضعهما فى بهو القصر الخاص بتلك القبيلة.ٍ
لازال التمثالان اليوم و بعد مرور أكثر من سبعة عقود على العثور عليهما مصدر إلهام لعلماء الآثار من مختلف أصقاع العالم نضرا لأهميتهما الفنية كونهما تحفتين نادرتين صنعتا من البرونز بطريقة فائقة الدقة والجمال.
أما الأهمية التاريخية للتمثالين فتعود لأهمية صاحبى التمثالين.. حيث يسجل التاريخ أن ثاران يهنعم هو أول من قام بترميم وصيانة سد مأرب عند تعرضه للتصدع فى منتصف القرن الرابع الميلادي.
التمثالان اللذان يقفان بارتفاع يقارب المتران ونصف المتر تم صنعهما كما يقول الخبراء بطريقة صهر الشمع بواسطة قالب سالب مساعد بحيث يتم تشكيل القالب من قبل الصانع بصورة ملائمة ومن ثم تغليفه وتفصيل أجزائه وإعادة تركيبها وطليها بعد ذلك بطبقة من الشمع قد تعادل قوة جدار البرونز فيما بعد،ثم يملأ القالب السالب المساعد بطبقة من الشمع ويبعد بعد ذلك لتملأ الجهة الخارجية للشمع التى تظهر الشكل والغلاف الخارجي،وبعد التجفيف والتسخين يتم صهر الشمع وشوى القالب ومن ثم صب البرونز.. يتم بعد ذلك تكسير أجزاء القالب..وقد كانت هذه الطريقة فى صناعة التماثيل البرونزية هى ذاتها السائدة فى الحضارات اليونانية والرومانية القديمة.
حيث توجد العديد من التماثيل المماثلة لتمثالى الملكين اليمنيين ذمار يهبر وثاران يهنعم فى متاحف أوروبا كمتحف اللوفر بباريس ومتحف يترمن بروما.
وقد وجد على الركبة اليسرى لتمثال الملك الابن كتابة باللغة اليونانية باسم "فوكاس" وهو نحات رومانى عاش فى اليمن وشارك فى صنع التمثالين.
قاعات وعصور
التجول بين أقسام المتحف كالسفر بواسطة آلة الزمن التى تتحدث عنها قصص الخيال العلمي. هنا ثمة عصور مختلفة لتاريخ واحد تفصلنا عنه ألاف السنين وبضع خطوات، يمكن للزائر أن يشم رائحة البخور واللبان المنبعثة من ظهور القوافل التى كانت تسلك طريق البخور فى رحلتها لمختلف بقاع الأرض.
كما يمكن للزائر أن يتلمس بعينيه تحفة يمنية تمت صناعتها بحرفية ودقة لا توصف.
فى المتحف الوطنى يتم عرض المقتنيات بعدة أساليب فى العرض تسهل للزائر الانتقال من عصر إلى آخر، ومن قسم إلى آخر، حيث يعتمد الأسلوب الأول على العرض الزمنى لفترة حضارات ماقبل الإسلام حيث تم إعداد قاعات العرض بتسلسل زمنى من خلال عرض كل حضارة فى قاعة منفردة، كقاعة حضارة دولة معين ومملكة سبا ودولة حمير ومملكة حضرموت.. إضافة إلى القاعة الخاصة بالهدايا المقدمة من رئيس الجمهورية.
أما للفترة الإسلامية فقد تم اعتماد أسلوب العرض النوعى حيث تعرض كل مجموعة من ذات النوع فى قاعة واحدة وإن اختلف زمنها وتاريخها مثل قاعة المخطوطات والمسكوكات والمعادن إضافة إلى قاعة الإنارة التى يتم فيها عرض وسائل الإنارة المستخدمة عبر التاريخ اليمنى القديم.
أما آخر وسائل العرض فى المتحف فتعتمد على العرض الموضوعى وقد تم استخدام هذا النوع من العرض فى قسم التراث الشعبى حيث تم ترتيب المعروضات بشكل موضوعات كالزراعة والنحل وصناعة النيل والسلال والمواد الحجرية والنجارة والأزياء إضافة إلى العرس الصنعانى وصناعة الفريد والبسط واللحاف التهامى وغيرها من فنون الحرف التقليدية الأصيلة فى اليمن.
مقتنيات نادرة
يوما بعد آخر، تزداد أعداد القطع الأثرية فى المتحف الوطنى وتتنوع من حيث الأهمية والتاريخ وهو الأمر الذى دفعنا لنسأل عن سر هذا السيل المتدفق الذى لا ينضب من الآثار اليمنية، فما هى مصادر هذا الزخم التاريخي؟
يقول عبدالعزيز الجندارى أمين عام المتحف أن هناك ثلاثة مصادر رئيسية لتزويد المتحف بالقطع الأثرية وتعد الهيئة العامة للآثار ووزارة الثقافة من أهم تلك المصادر من خلال لجنة الاقتناء حيث يتم شراء القطع الأثرية التى يعثر عليها المواطنون مقابل منحهم مكافأة مالية مناسبة تحددها اللجنة.
أما المصدر الثاني، فيمثل فى القطع التى يتم مصادرتها من المنافذ البرية والبحرية والجوية لبلادنا. أما المصدر الثالث فيأتى عن طريق الاهداءات التى يقدمها المواطنون للمتحف من القطع التى عثروا عليها والمملوكة لهم.
ويقول الجندارى أن رئيس الجمهورية يعد من اكبر واهم من قدموا القطع الثرية للمتحف والتى تعد من أبرزها 40 قطعة برونزية هامة أهداها الرئيس للمتحف وهى عبارة عن رؤوس جنابى شبيهة بما يستخدم اليوم مع وجود فارق بسيط يتمثل فى أن الرأس متصل مع النصل من نفس مادة البرونز مع تطعيم الوسط بالعاج.
وعن أبرز المقتنيات فى المتحف يضيف الجندارى الذى يؤكد على أهمية كل قطعة أثرية فى المتحف: "تعد المجموعة الأثرية التى تم العثور عليها فى "خربة همدان" من أبرز وأثمن مقتنيات المتحف الوطنى بصنعاء، حيث تتكون هذه المجموعة من عدد من القطع النادرة المتمثلة فى القلادات والأساور والخواتم والأقراط إضافة إلى الأختام المصنوعة من العقيق والتى تعود للقرن الأول قبل الميلاد.. حيث تعطى هذه القطع صورة للواقع الاقتصادى والاجتماعى فى حقبة معينة من تاريخ اليمن القديم، إضافة إلى آلاف الأعواد من عسيب النخيل،التى أماطت اللثام عن فترة هامة من فترات التاريخ اليمنى القديم وكشفت عن أسلوب نادر فى الكتابة والمراسلات فى الماضي".
صنعـاء .. الأقـدم بعد الطوفـان
صنعـاء .. الأقـدم بعد الطوفـان
حاضرة التاريـخ .. ومتحف الأصـالة .. شمس الحضارة .. ولوحـة الابـداع , صنعـاء القديمـة .. وجهـة السيـاح .. و واجهـة الحب و التراث و الغنـاء .
إنها رائعـة المدن, وفاتنـة المحبيـن, وحاضنة المعجبيـن, وملهمة الشعراء والأدبـاء والمثـقفيـن .
يعود تاريخها إلى بانيها الأول سـام بن نوح, وكانت تسمى " مدينة سـام " وهي أقدم مدينة بـنيت بعد الطوفـان, كل تفاصيلها مبهرة .. مدهشـة, لذلك سموهـا " المدينة الذهبيـة " لأن الذهب معدنها الصافي .. وعنوان افـتتاحيـة ساحرة لمدينة تتلألأ في السمـاء وتحلق في الروح .. وتهبـط دون استئذان في القلوب .
ذهب مبانيها وطرازها المعماري وزخارفها الرائعـة تنسج خيوطـاً في تلافيـف الذاكرة, وتطرز أشعتها في لوحـة الإدهاش في كل بقاع الأرض .
عنـد أي من بوابتها السبـع يقف الإنسـان مسحوراً.. تاريخها عريق وبساتينها جميلـة, و أزقتها مغموسـة بأصالـة الماضي و عبـق الحاضـر .. أهلها طيبون و وجهها بهيـج بتلقائيـة وخفـة على العيـن .. سريعـة في مداهمـة القلب .. يصعب معها أن تشعر بالاكتفـاء .
مع شقشقـة الضوء و خيوط الشمس الذهبيـة تحط على قمة مبانيها التي تناطح السحب, تبدأ تفاصيـل يوم جديد في موسوعـة العجائب الصنعانيـة .. يغادر المصلون المساجد .. وتسمع في هدوء وسكون افـتتاحيـة الصبـاح وعبارات التحيـة , وهناك في قهوة " وردة " أو " الفرسي " وغيرهما, تأتي رشفـة الصبـاح بكأس من القهوة أو البـن .. وخصوصيـة الروعـة ترسم في أسواق المدينة عندمـا يبتدئ محمد لاهب وغيره من امهر صانعي " السبـايا " الصبـاح بعبـارة [ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريـم ]
بعد ذلك يتجـه كل شخص إلى عملـه .. وما أروعـه من إيثـار الذي يتصف بـه تجار أسواق المعطارة و الزبيب و الحب و الفضـة و السلب و الجنابي و المحدادة و النجار و النحاس , الذين لا يقبلون في مابينهم البيـع لزبون ثاني إلا بعد أن يكونوا جميعهم قد " استـفتحوا " باول بيـع .
وما أن تأتي ساعـة الظهر حتى تتحول أزقـة المدينـة الجميلـة وشوارعها إلى ألون شهيـة من روائـح الطبـخات اللذيذة وخبـز " التـناويـر ".. وقبلها يحرص " الشيوخ " على المشي ما لا يقل عن خمسـة كيلومترات, كريـاضـة يوميـة للصحـة , ومن اجل رفع " الحرارة " استعداداً لتـذوق وريقات القات .
هكذا يذهب النهار و ياتي الليـل .. وما أجملـه عندمـا تكون المساجد في صلاتي المغرب و العشـاء , عامرة بذكر الله وتدارس كتابـه, من ثم تدخل المدينـة بسكانها تفاصيـل الهدوء و السكون و النوم .
علمـاء اجلاء جاءوا من تحت عبـاءة صنعـاء , وتخرجوا من دور العبـادة و العمل في الجامع الكبيـر, الذي كان و لايزال منـارة لعلوم الديـن و الشريعـة وكليـة لتخرج العلمـاء الكبـار .
أما أبرز أدبـاء اليمن و شعرائها , فقد احتضنتهم مدينة صنعـاء , منهم الدكتـور عبد العزيز المقالح, و كان الأديب الشاعر عبد الكريـم الأميـر يسكن حارة العلمي , وكان منزلـه ملتقى للأدبـاء و الشعراء.
ومن مدينة العلمـاء و الأدبـاء و الجمال و الرجولـة جاءت قافلـة الأحرار الذيـن قدموا اوراحهم فداء للوطـن .. ومن اجل الشعب وتحريره من الظلم والفقـر و الجهل و الطغيـان .
الشهداء كثيرون, والمناضلون في درب الثورة اليمنيـة أكثـر, ويكفي أن نشيـر إلى بعض ممن شكلوا النقطـة الحاسمة في حيـاة أمـة, كالشهيـد أبو الأحرار محمد محمود الزبيـري , وهو من سكـان حارة بستان السلطـان, والشهيـد عبد الله اللقيـة من سكـان حارة العلمي, والشهيـد احمد حسن الحورش من سكان حارة معمر, وغيرهم من أمثـال الشهداء العلفي و الهندوانة ومطهر .
ومن أجمل أيـام الأسبـوع في صنعـاء يوم الخميـس .. لأنه ليس يومـاً عاديـاً في خارطـة الأيـام .. فكل تفاصيـل المتعـة تجتمع فيـه .
بقليـس .. ملكة الـحضارة والتاريـخ
23عامـاً قضتها الملكة اليمنية بلقيـس في الحكم .. كانت بلقيـس بنت اليشرح الهداد ابـن شرحبيـل أشهر ملكـة في تاريخ الإنسـانيـة .. واشتهرت بأنها أعقـل امرأة عرفها التاريـخ, حيث تميـزت بالرأي السديد و العلم الواسـع وربـاطة الجأش وحُـسن التدبيـر .
حكمت اليمن منـذ أواسـط القرن العاشـر قبـل الميـلاد ( 924– 946 ق . ب ) وامـتد حكمها إلى مرتفعات الحبشـة وأريتريـا وساحل الصومـال, كما بسطت سيطرة مملكة سبـأ وسيـادتها على المراكز الرئيسيـة وطرق التجارة في شمال الجزيرة العربيـة وشرقها إلى الشـام وتخوم بابـل, كما سارت الملكة بلقيـس بالجيـوش وتغلبـت على بلاد بابل, وكونت مستوطنـات تجاريـة وحاميـات كهمزة وصـل لنشـاط سبـأ التجاري .. وسارت أيضـاً عام ( 940 ق . ب ) بجيشها العظيـم إلى أرض نهاونـد و أذربيجـان .. ولم تكن تهدف الغزو أو الاحتلال لكن لتكويـن مستوطنـات تجاريـة تؤمن الطريق إلى بلاد فارس, ويدعى أن لها قصراً في إيران في المنطقـة الواقعـة بين نيريز وهمدان جنوب شرقي بحيرة أرميـا, يقع على جبـل شامخ ويسمى " تختي بلقيس " كما تمتعت بشعبيـة كبيرة بين أناسها بعدمـا رممت سـد مأرب وحمتـه من الانهيـار, وكانت أول ملكة تتخذ من سبـأ مقراً لحكمهـا .
ولم تكتف بلقيـس بالمسيـر إلى بلاد بابل وفارس, بل اتجهت شمالاً إلى بلاد الأنـاضول ( تركيـا ) كما يوجد جنوب تركيـا قرب الحدود السوريـة موقع اسمـه " تل بلقيـس " وكان موقعاً مقدسـاً في العصـور القديمـة .
ويشمل النطاق الجغرافي لتاريخ الملكة بلقيـس وأثـارها عند المؤرخيـن العرب, مدينتي دمشق وتدمـر السوريتيـن .
وامـتد نفوذ الملكة بلقيـس إلى الهنـد و الصيـن, وزار ملك الصيـم مو ونـج , الذي حكم في القرن العاشـر ق . م, ملكة سبـأ, وأقامت وليـمة كبيرة على بحيرة الري في مأرب .
و اشتهرت مملكة سبـأ بأرضها الخصبـة, وسميت " ارض السعادة و الخيـر " وذكر أصحاب التاريخ القديم أنها كانت " أغدق أرض وأثراها وأكثرها جناناً و أفسحها مروجـاً .. وأهلها كانوا في أطيب وأرغـد وأرفـه عيـش, ويتمتعون بأرض خصبـة وهواء طيب ومـاء متدفق وجمال غيـر محـدود "
وعُرف أهل سبـأ بأنهم أصحاب أغنى أرض , وسبب غناهم سيطرتهم على طرق التجارة وامتلاكهم مستوطنـات تجاريـة .
ومن ابرز ما عُرف عن اليمنيين أيـام مملكة سبـأ " الديمقراطيـة " منـذ عصور ماقبـل الميلاد , حيث كان نـظام الحكم ديمقراطيـاً يتمثل في " مجلس الأقيـال الثمانيـة " ( مجلس المستشاريـن ) الذي كان بمثابـه " البرلمـان " وكان " الأقيـال الثمانيـة " ينصبون الملك الجديد, ويعقدون لـه العقد إذا مـات أو حدث لـه مكروه, وإذا اجمعوا على عزل الملك عزلوه, وكـان مقر مجلس الأقيـال يسمى " محرم بلقيـس " ويضم معبـداً ضخمـاً اسمه " معبـد المقـة " .. وأثـار ذلك المجلس موجوده حتى الآن في مأرب , وكان يضم قاعـة كبيرة معقدة الشكل .
وبهذا الحكم الحكيـم كانت أعظم مملكة و حضارة في ذلك الزمـان , وامتـد نفوذ سبـأ ونشاطها التجاري إلى كل اتجاهات الأرض .
مجموعــة صور للجنابي و الخناجر اليمنيــة