قال أبو المظفر الأبيوردي
في غزو الروم للشام
مزجنا دمانا بالدموع السَّوَاجم ~~~ فلم يبق منا عرضة للمراجم
وشَر سلاح المرء دمع يريقه إذا ~~~ الحرب شَبَّتْ نارُهَا بالصوارم
فأيهاً بني الإسلام إنَّ وَراءكم ~~~ وقائع يلْحِقْنَ الذرَى بالمناسم
أنائمة في ظل أمْنٍ وَغبطة ~~~ وعيش كنَوَّارِ الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها ~~~ على هفوات أَيقَظَتْ كل نائم
وَإخوانكم بالشام يضحي مَقِيلُهم~~~ ظهور المَذَاكِي أو بطون القشاعِمِ
تسومُهُم الرومُ الهوان وأنتمُ ~~~ تجرون ذيل الخفض فعِلَ المسالم
فكم من دماء أبيحت وكم دُمى ~~~ تُواري حياء حُسْهَا بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرَّةُ الضبُّا ~~~ وسُمْر العوالي داميات اللهازم
يكاد لهنَّ المُسْتَجِنُّ بطيبة ينادي ~~~ بأعلى الصوت يا آل هاشم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة ~~~ تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها ~~~ ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المشركين قواضباً ~~~ ستغمد منهم في الكلى والجماجم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا ~~~ رماحَهُمُ والدينُ وَاهِي الدعائم
وَيجتنبون النار خُوْفاً من الردى ~~~ وَلا يحسبون العار ضربة لازم
أتَرْضَى صناديد الأعاريب بالأذى ~~~ وتُغْضِي عَلَى ذل كماةُ الأعاجم
فليتهمُ إذ لم يَذُودُوا حمية ~~~ عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حمس الوغى~~~ فهلا أتوه رغبة في المغانم