صرخة صمت أتذكرك
فيصرخ قلبي عليك مناديا
بلا صوت يسمع
ففي كل دقة من دقاته نداء
وفي كل نبضة حنين إليك
لا يزال حديثك في سمعي يرن ولا أعذب طرب
ولا أشذى لحن
ولا يزال صدى كلماتك يهز أعماقي
يزعزعها
فأشعر بشوق جامح إليك
لحظات
لكنها لم تكن عابرة
لحظات كانت العمر كله
وما العمر سوى تلك اللحظات؟
لحظات أنستني دائي
محت غربتي
لحظات فرح وأمل رممت أجزاء ضياعي
أعادت إلى نفسي ثقتها المفتقدة
وحلمها بسعادة منشودة
إليها أعادت البهجة الغائبة
إحساسا رائعا بوجودها وكينونتها
أعادت إلى دنياي زهاها
حينما مددت يدك وانتشلتني من غرق كاد أن يكون وشيكا
فقدتني إلى بر الأمان
وشاطئ النجاة
شعرت ساعتها بأن آلام السنين انتهت وتلاشت
وغارت في غور عميق
لاتزال نظرتك الحانية أمام ناظري وأنت تخبرني
بأنني في عينيك أجمل الجميلات وأرقى الأميرات
وبأنني ملكتك المتوجة
وأملك المنشود
وطفلتك المدللة
بالأمس معي كنت
بحنانك، بطيبتك ،برقة أحاسيسك
بنبل شمائلك ...
اليوم بلهفة انتظرتك
انتظرت
وطال انتظاري
عليك قلقت وعلى نفسي حزنت
فانتابني شعور مريرمروع بالخوف
بل هو هلع وحرقة
احترت
زادت حيرتي، عظم قلقي
ترى ما الأمر؟
ماذا حدث؟
لماذا تواريت فجأة؟
أم تراه عرض مفاجئ ما أبعدك
أتراك نسيت؟
هل فعلا نسيت؟
لم وكيف ؟
وتشتد الحيرة بل هو عذاب وعنت وألم
يمتلئ ذهني بسؤال تلو الآخر
ينقبض صدري
ينقبض أكتر وأكثر ...
يكاد يتفجر بما يحمله ثقلا من آهات وآهات
فتطلع صرخة اجتازت الأعماق
صرخة مرارة وقسوة الغربة
وجور السنين
وحسرة على سعادة على وشك الأفول
صرخة صمت مدوية
لم يسمعها إلا قلب سكنه الحرمان
وصدر ضاقت به الآهات
وفؤاد عاش على الرجاء والرجاء
ثم الرجاء.
في شرف العربية وفضلها
وللسقوط انواع...!!ليس بالضرورة ان تسمع صوت انكسارهم كي تدرك أنهم سقطوا منك
بعض انواع السقوط لا يعادله مراره سوى مرارة الموت
*
*
فالبعض يسقط من العين
والبعض يسقط من القلب
والبعض يسقط من الذاكرة
*
*
والذي يسقط من العين
يسقط بعد مراحل من الصدمه؛ والدهشة؛ والاستنكار؛ والاحتقار
ومحاولات فاشله لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط ..!!
*
*
أما سقوط القلب
فإنه يلي مراحل من الحب ,,
والحلم الجميل ,,,
والاحساس بالضياع والندم
ومحاولات فاشله لاحياء مشاعر ماتت ..!!!
*
*
أما سقوط الذاكره
فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر والحنين
وبعد معارك مريره مع النسيان
ناتجه عن الرغبه في التمسك بأطياف أحداث انتهت ..
وغالبا يكون سقوط الذاكره هو آخر مراحل السقوط
وهو أرحم أنواع السقوط ...!!!!
*
*
وليس بالضرورة ان الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك ..!!
أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك ..!
فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط
*
*
فالبعض يسقط من قلبك ,,
لكنه يظل محتفظا بمساحاته النقيه في عينيك
فيتحول احساسك المتضخم بحبه الى احساس متضخم باحترامه
فتعامله بتقدير .. امتنانا لقدرته السامية في الاحتفاظ بصورته الملونه في عينيك
برغم امتساح الصورة من قلبك ..!!!!!!
وهذا النوع من البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته ... شـــكـــرا
*
*
أما المعاناه الكبرى ..
فهي حين يسقط من عينيك إنسان مــا
لكنه لااااا يسقط من قلبك !
ويظل معلقا بين مراحل سقوط القلب وسقوط العين
وتبقى وحدك الضحية لأحاسيس مزعجه
تـحـبــه ,,, لكنك بينك وبين نفسك تـحــتـقـره
وربما احتقارك له أكثر من حبك ...!!!
*
*
ولأن الذاكره كالطريق
تلتقط معظم الوجوه التي تلتقيها
والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا
فإن سقوط الذاكره هو أرحم أنواع السقوط
لأنه آخر مراحل سقوطهم منك ..!!
فالذي يسقط من الذاكره لا يبقى في القلب ,,, ولا يبقى في العين !
*
*
أحــبـــتـــي
كم هو جميل أن نجد لأنفسنا أماكن دافئه في قلوبهم وأعينهم...
لكن الأجمل هو أن نحافظ على نقاء هذه الأمكنه بهم....
وإذا قررنا يوما السقوط
فلنتجنب سقوط العين ..!
لأن بعده يتسخ البياض وتصبح كل المساحات النقيه ملوثهفأى السقوط تختار..!!
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)