الهوهوبا بديل للبنزين والسولار
ولمصر في هذا الصدد تجربة تعد سبقًا علميًّا، فيذكر الدكتور محسن سالم رضوان أستاذ هندسة القوى بقسم الاحتراق الداخلي بكلية الهندسة جامعة حلوان أن استخلاص وقود من الزيوت النباتية كان حلمًا يراود قرائح العلماء في مختلف بلاد العالم منذ زمن، وجُوبِهَ هذا الحلم بعدد من الصعاب والتي منها ارتفاع أسعار الزيوت النباتية المستخدمة في الطعام، كزيت بذرة القطن وزيت فول الصويا وحتى زيت السافلاور، والتي يشكل إنتاج وقود بديل للسولار منها معضلة كبيرة أمام الباحثين.
كما شكل ارتفاع تكلفة معالجتها قياسًا بأسعار السولار معضلة أخرى، حسمت المنافسة لصالح السولار، حيث تحتوي الزيوت النباتية عمومًا على العديد من المواد (الصمغية والشمعية والجلسرينية) التي يتخلف عنها رواسب (كربونية) ضارة بأجزاء المحرك الداخلية، فضلا عن لزوجتها العالية التي لا تناسب المحركات مما يتطلب معالجتها لفصل هذه المواد الضارة.
ولم يقف الدكتور محسن رضوان عند هذه المعضلة، وقدح ذهنه حتى تمكن من تطوير الطريقة المناسبة للأسترة (فصل المواد غير المرغوب فيها وتنقية الزيوت منها)؛ وذلك بإضافة الزيت المستخلص من بذور نبات الجوجوبا أو الهوهوبا إلى الكحول الميثيلي، ليمر بعد ذلك بعملية تسخين في وجود عوامل مساعدة، فتمكن الدكتور بذلك من إنتاج نوعين من الوقود، أحدهما وقود خفيف متطاير أسماه الهوهوبا بيو جاسولين يصلح للاستخدام في محركات الإشعال بالشرارة (محركات البنزين)، أما الآخر والذي أسماه الهوهوبا بيو ديزل فهو أثقل؛ وهذا يجعله صالحًا للاستخدام في محركات الإشعال بالضغط (محركات الديزل). كما يتم حاليًّا استخراج زيوت لمحركات الطائرات من زيت الهوهوبا.
ويؤكد الدكتور محسن رضوان أن نسبة الوقود المستخرج إلى الوقود الخام والكحول 80%، ويذكر أنه بتحليل الوقود لمعرفة خواصه الأساسية تبين خلو البيو جاسلوين تمامًا من الأحماض غير العضوية والماء وانخفاض نسبتيهما الشديدة في البيو ديزل وخلو البيو ديزل كذلك من الرماد.
ويذكر الدكتور رضوان أنه بعد تحديد الخواص الأساسية لكل نوع من نوعي الوقود بدقة أجري لكل نوع منها العديد من الاختبارات لقياس أداء المحرك والقدرة الناتجة عنه ومعدلات استهلاك الوقود وسرعة احتراق الوقود وحجم الملوثات الناتجة عنه وغيرها من القياسات الأزمة لتحديد مدى كفاءة الزيت في تشغيل وأداء المحرك ومقارنتها بالبديل البترولي عند أحمال وسرعات مختلفة.
ويقول الدكتور رضوان إنه بصدد إجراء بعض التجارب الموسعة حاليا على استخدام الوقود في المحركات لمعرفة التأثير بعيد الأمد لاستخدام الوقود الذي قام باستخلاصه علي معدلات التآكل وعمر المحرك.
تقبل مروري اخي الفاضل
مواقع النشر (المفضلة)