هو ضمام بن ثعلبة السعدي ، وقيل‏ التميمي ، أحد بني سعد بن بكر .



قدومه المدينة

سمع ضمام رضي الله عنه بداع للرسول صلى الله عليه وسلم يعرض

الإسلام ، فاطمأن قلبه ،‏ ثم بعثته بنو سعد بن بكر وافدا إلى رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، في سنة خمس من الهجرة ، وقيل‏ سنة سبع ، وقيل‏ سنة تسع ،

فأخذ ناقته ، وركبها ووفد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .

فأتى ، والصحابة رضي الله عنهم مجتمعون في المسجد مع الرسول صلى الله

عليه وسلم ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان من هديه أن يتكئ أحيانا على

الميسرة ، وأحيانا على الميمنة ، فيأتي الأعرابي والغريب فلا يعرف الرسول صلى

الله عليه وسلم .

فأتى ثعلبه رضي الله عنه فعقل ناقته في طرف المسجد ، وجاء بعصاه

يتخطى الصفوف ، وقال : أين ابن عبد المطلب ؟

وهو ابن عبد الله ، لكن كان جده عند العرب أشهر ، لأنه كان سيدا مطاعا .

ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حنين :

" أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب "



إسلامه


روى ابن عباس رضي الله عنهما الحوار الذي دار بين النبي صلى الله عليه

وسلم وضمام بن ثعلبه رضي الله عنه فقال ‏:

( بعثت بنو سعيد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم ، فقدم عليه ، فأناخ بعيره ثم عقله على باب المسجد ، وكان

رجلا جلدا ذا غديرتين ، فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه

وسلم ، وهو في المسجد جالس في أصحابه ، فقال :

يا محمد

قال : " نعم "

قال : يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن

في نفسك ..

قال : " لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك "

فقال : أنشدك إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك

إلينا رسولا ؟

قال : " اللهم نعم "

قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك

أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا وان نخلع هذه الأنداد التي كان

آباؤنا يعبدون ..

قال : " اللهم نعم "

قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك

أن نصلي هذه الصلوات الخمس ..

قال : " نعم "

قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج

وشرائع الإسلام كلها ينشده عند كل فريضة منها كما يشهده في التي قبلها

حتى إذا فرغ قال :

( فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض

واجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص )

ثم انصرف الى بعيره راجعا .

قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة "

قال : فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه ).



دعوته قومه للإسلام


قدم ضمام رضي الله عنه على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن

قال : ( بئس اللات والعزى )

قالوا : مه يا ضمام اتق البرص اتق الجذام اتق الجنون

قال :

( ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولا ، وأنزل عليه

كتابا أستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأن محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه )

فما أمسى من ذلك اليوم في حاضرة رجل ولا امرأة إلا مسلما .



أفضل وافد

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

( ما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة ، لأنه اختصر في المسالة ،

وسأل عن مسائل عظيمة )